الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الداء والدواء فصل ونختم الجواب بفصل متعلق بعشق الصور وما فيه من المفاسد العاجلة والاجلة وان كانت اضعاف ما يذكره ذاكر فانه يفسد القلب بالذات واذا فسد القلب فسدت الارادات والاقوال والاعمال وفسد ثغر التوحيد كما تقدم. وكما سنقرره ايضا ان شاء الله. والله الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل الذي عقده رحمه الله تعالى في خواتيم واواخر هذا الكتاب الماتع النافع المبارك كتاب الداء والدواء عقده رحمه الله تعالى في بيان خطورة عشق السور وهذا امر يستهين به كثير من الناس فيترتب عليه مضرة عظيمة جدا في قلوبهم واذا حصل الظرر للقلب تضرر البدن كله كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ومن المعلوم ان البصر منفذ ينفذ من خلاله الى القلب امور وامور ولهذا قال الله سبحانه وتعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن فغظ البصر هو تزكية للقلب غض البصر تزكية للقلب واذا زكى القلب صلح البدن واطلاق البصر مضرة للقلب. واذا تضرر القلب تضرر البدن والناصح لنفسه يعمل على الاسباب التي بها زكاة قلبه والسلامة وسلامته هو يتجنب الاسباب التي بها مضرة القلب والمصنف رحمه الله في هذا الفصل يتحدث عن خطورة الصور والصور في زماننا اتسع امرها وكبر خطرها بقدر لم يكن موجودا في ازمنة مضت مع الوسائل التي وجدت حديثا واستجدت بايدي الناس فكم ترتب عليها من اظرار عظيمة وامراض في القلوب عافانا الله اجمعين في انفسنا واهلينا وذرياتنا قال فصل نختم به هذا الجواب متعلق بعشق الصور وما فيه من المفاسد العاجلة والاجلة العاجلة في الدنيا والاجلة في الدار الاخرة ثم اشار الى كثرتها وان هذه المفاسد اضعاف ما يمكن ان يكون ذكره ذاكر او يذكره ذاكر فانه يفسد القلب بالذات واذا فسدت فسد القلب فسدت الارادات الاقوال والاعمال وشاهدوا هذا الحديث المتقدم الا ان في الجسد مضغة وفسد ثغر التوحيد كما تقدم نعم. قال رحمه الله والله سبحانه وتعالى انما حكى هذا المرض عن طائفتين من الناس وهم اللوطية والنساء فاخبر عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به. واخبر عن الحال التي صار اليها يوسف بصبره وعفته وتقواه مع ان الذي ابتلي به امر لا يصبر عليه الا من صبره الله. فان مواقعة الفعل بحسب بقوة الداعي وزوال المانع. وكان الداعي ها هنا في غاية القوة. وذلك من وجوه. هنا يذكر رحمه الله تعالى على فيما يتعلق عشق الصور انه يكثر وقوعه في او اكثر ما او ما ذكر منه في ما ذكره الله سبحانه وتعالى منه في القرآن ذكر عن اللوطية هو عن النساء والله عز وجل ذكر قصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام ويوسف قصته قصة عجيبة وفيها سورة كاملة في كتاب الله ختمها الله جل وعلا بقوله لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ومعنى ذلك ان من اتاه الله عز وجل لبا وعقلا وفهما فانه يعتبر اعتبارا عظيما من هذه القصص او القصص الذي ذكره الله عن هؤلاء الصفوة من عبادة ومن لا لب له لا ينتفع انما يتذكر اولو الالباب ولهذا ينبغي على المسلم والناصح لنفسه ان يحسن التدبر والتأمل وقصة امرأة العزيز مع يوسف قصة عجيبة جدا وفيها ما اكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه يوسف عليه السلام من لاستعصام والعفة كما قال المصنف بما اتاه الله من التقوى والعفة والصبر ولهذا اقرأ في اخر السورة قال يوسف عليه السلام لاخوته انا يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا ما سبب هذه المنة قال انه من يتق ويصبر. انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين وهذا يستفاد منه ان التقوى والصبر عاصمتان منجيتان كلما كان العبد موفقا تحقيق هاتين الخصلتين العظيمتين كانتا له نجاة وسلامة وعافية من الفتن الفتن بانواعها فالفتن انما تتقى بالتقوى الفتن انما تتقى بالتقوى كما قال طلق ابن حبيب اتقوها بالتقوى وبذم النفس عن الاستشراف للفتن والدخول فيها وهذا هو الصبر انه من يتق ويصبر فاذا وفق للعبد للتقوى الصبر نجا وسلم من الفتن بانواعها يوسف عليه السلام تعرض لفتنة هي اشد ما يكون في هذا الباب. باب فتنة النساء لان لانه عليه السلام كما اخبر الله عز وجل راودته امرأة العزيز عن نفسها وتهيأت له وتجملت وتعطرت وغلقت الابواب وصارت الفتنة محاصرة له وعملت امرأة العزيز على اتخاذ كل الوسائل لاغراءه وايقاعه فنجاه الله فنريد الان نتأمل امرين عظيمين في هذه القصة الامر الاول قوة الفتنة التي حصلت ليوسف وشدتها وهذا بسطه المصنف كما سيأتي والامر الثاني ان نستخلص من سياق هذه القصة الاسباب التي كانت نجاة وعصمة ليوسف عليه السلام لان هذه مفيدة جدا للمسلم وبخاصة الشاب لينجو باذن الله سبحانه وتعالى من هذه الفتنة التي هي اشد الفتن. قال عليه الصلاة والسلام اتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء فتنة النساء فتنة شديدة جدا فكيف تتقى ما الوسائل التي تنجي منها هذا كله يمكن ان يستخلص من هذه القصة العظيمة قصة يوسف عليه السلام فنقف اولا على الاسباب او على الدوافع الكثيرة الشديدة التي تعرض لها يوسف عليه السلام الدوافع للوقوع في هذه الفتنة ومع قوة هذه الدوافع نجاه الله فننظر اولا في هذه الدوافع وتعددها ثم ننظر فيما بعد في الوسائل و الاسباب المعينة على على النجاة من هذه الفتنة. نعم. قال رحمه الله احدها ما ركبه الله سبحانه في طبع الرجل من ميله الى المرأة كما يميل العطشان الى الماء والجائع الى الطعام. حتى ان كثيرا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء وهذا لا يذم اذا صادف حلا بل يحمد. كما في كتاب الزهد للامام احمد من حديث يوسف ابن عطية الصفار عن البوناني عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حبب الي من دنياكم اني التاء والطيب اصبروا عن الطعام والشراب ولا اصبر عنهن الثاني ان يوسف عليه السلام كان شابا وشهوة الشاب وحدته اقوى. الثالث انه كان عزبا ليس له زوجة ولا سرية تكسر ثروة الشهوة الرابع انه كان في بلاد غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوتر ما لا يتأتى له ما لا يتأتى له في وطنه وبين اهله ومعارفه. هذه اربعة امور هذه اربعة امور كلها تتعلق بيوسف عليه السلام اولا ما ركبها الله في الرجل ما من طبيعة هي ميلة للنساء ميلا للنساء كما يميل العطشان الى الماء والجائع الى الطعام فهذا امر جبل الله سبحانه وتعالى الناس عليه ميل طبيعي غريزي موجود في الرجل ومن لم يكن فيه هذا الميل ففيه مرض وخروج عن الطبيعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الرجال فالعنين الذي مصاب بالمرض لا لا يجد هذا الميل ففيه هذا الميل الطبيعي والامر الاخر كان شابا والشاب ثورة الشهوة في اقوى. واشد وحدتها اقوى والامر الثالث انه كان عزبا وكان متزوجا فان الزواج يكسر من هذه الحدة. لكنه عازب غير متزوج والامر الثالث انه الرابع انه كان في بلد غربة والانسان في بلد الغربة بعيدا عن وطنه واهله ومعارفه وقرابته يتأتى منه ما لا يتأتى في بلده لانه في بلده يخشى على مثلا سمعته يخشى على رؤية قرابته له لومهم له الى اخره. لكن في بلد الغربة تخف هذه الاشياء وتقل ولهذا يقولون من قديم يا غريب كن اديب يا غريم كن اديب لانه في بلد الغربة اذا لم يمسك نفسه تخف ولهذا لعلكم تلاحظون يعني الانسان قد في مثلا في بعض بلاد الغربة التي لا يعرف فيها احد يتهاون في في امر اللباس الذي لا يمكن ان يتهاون به في وطنه بين قرابته وبين معارفه تجد له لباس معين في بلده ما يمكن ان ان يخرج بدون لكن في بلد الغربة ممكن يخرج بسروال وفنيلة هم هذه الامور تخف هذه الامور تخف في بلد الغربة فيوسف كان غريبا هذه هذه الان دوافع تتعلق به الامر الخامس نعم قال رحمه الله الخامس ان المرأة كانت ذات منصب وجمال بحيث ان كل واحد من هذين الامرين يدعو الى واقعتها هذا خطير جدا في في بالنسبة لحال المرأة كان ذات منصب وجمال النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله شاب اه او رجل دعته امرأة ذات ذات ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله فهذان داعيان انها ذات منصب وانها ذات جمال. كل واحد منهما مغري فكيف بهما مجتمعين؟ نعم قال رحمه الله السادس انها غير ممتنعة ولا ابية فان كثيرا من الناس يزيل رغبته في المرأة باؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها وكثير من الناس يزيده الاباء والامتناع ارادة وحبا كما قال الشاعر وزادني كلفا في الحب ان منعت احب شيء الى الانسان ما منع. فطباع النفس مختلفة فمنهم من يتضاعف حبه عند بذل المرأة ورغبتها ويضمحل عند ابائها وامتناعها واخبرني بعض القضاة ان ارادته وشهوته تضمحل عند امتناع امرأته او سريته وابائها بحيث لا يعاودها ومنهم من يتضاعف حبه وارادته بالمنع فيشتد شوقه كلما منع ويحصل له من اللذة بالظفر نظير ما فيحصل من اللذة بالظفر بالضد بعد امتناع بعد امتناعه ونفاره واللذة بادراك المسألة بعد استصعابها وشدة الحرص على ادراكها. نعم هذا الامر السادس ان المرأة غير ممتنعة ولا ابية بل انها طالبة هذا الامر وليست طالبة فقط بل متهيئة ومتجملة ومغرية ليوسف عليه السلام فهذا ايضا مما يزيد هذا الامر شدة نعم. قال رحمه الله السابع انها ابت وارادت وراودت وبذلت الجهد فكفته مؤنة الطلب وذل الرغبة اليها بل كانت هي الراغبة الذليلة وهو العزيز المرغوب اليه. نعم يعني تهيأت له وطلبت آآ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه فهي التي راودت وهي التي طلبت وقالت ائت لك هي قراءة هيأت لك وتجملت قالت هيت لك يعني تعال واقبل فهي الطالبة هي الراغبة هي المتذللة في هذا الموطن وهذا ايضا من الامور التي تدفع الشاب للمقارفة والوقوع في هذا الامر الثامن الثامن انه في دارها وتحت سلطانها وقهرها بحيث يخشى ان لم يطاوعها من اذاها له فاجتمع داعي الرغبة والرهبة التاسع انه لا يخشى ان تنم عليه. يعني الان هو في دارها وتحت سلطانها وهي امرأة العزيز. ففيه اغراء وفيه رهبة لان في في دار سلطان في ففيخشى ان مثلا ان ان امتنع ان تكون هناك عقوبة وفعلا حصلت عقوبة وسجن نعم التاسع انه يخشى ان تنم عليه هي ولا احد من جهتها فان فانه لا يخشى انه لا يخشى ان تنم ما عليه هي ولا احد من جهتها فانها هي الطالبة الراغبة وقد غلقت الابواب وغيبت الرقبا. هذا من الموانع هذا من الموانع ان وجد اذا اذا كان الانسان يخشى تعرظ لهذا الامر ان ينم عليه من تعرظ له او من كان من قرابته. فهو هذا الامر لا يخشاه لا يخشى ان تنم عليه لان هي الطالبة وهي الراغبة وغلقت الابواب نعم العاشر انه كان في الظاهر مملوكا لها في الدار. بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها ولا ينكر عليه وكان الانس سابقا على الطلب وهو من اقوى الدواعي. كما قيل لامرأة شريفة من اشراف العرب ما حملك على الزنا؟ قال قالت قرب الوساد وطول السواد. تعني قرب وساد الرجل من وسادتي وطول السواد بيننا. نعم طول يعني التقارب والمسارة والحديث والحديث يعني قرب السواد سواده من سوادها هذا القرب والوسادة قريبة الوسادة قريبة فهذه اذا اذا وجدت فانها ايضا من الامور التي تحرك وتهيج هذا الامر. نعم قال رحمه الله الحادي عشر انها استعانت عليه بائمة المكر والاحتيال. فارته اياهن وشكت حالها اليهن لتستعين بهن عليه فاستعان هو بالله عليهن. فقال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن كن من الجاهلين هذا مما زاد الامر شدة ان امرأة العزيز استعانت عليه بالنسوة في المدينة فاصبح الطلب ليس من امرأة العزيز بل منها ومن النسوة ولهذا قال والا تصرف عني كيدهن ما قال كيدها اصبح كيد مجتمع عليه منها ومن النسوة في المدينة نعم. قال رحمه الله الثاني عشر انها توعدته بالسجن والصغار. وهذا نوع اكراه وليكونن من الصاغرين. نعم الثاني عشر انها توعدته بالسجن والصغار وهذا نوع اكراه. اذ هو تهديد من يغلب على الظن وقوع ما هدد به فيجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضيق السجن والصغار الثالث عشر ان الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما ويبعد كلا منهما عن صاحبه بل كان غاية ما قابلها به ان قال ليوسف اعرض عن هذا وللمرأة استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين وشدة الغيرة للرجل من اقوى الموانع وهذا لم يظهر منه غيره. هذا ايضا من الدوافع ان زوجها لم يظهر منها غيرة لم يظهر منه غيره واستخلص هذا ابن القيم من لما لقيهم والف يا سيدها لدى الباب فما كان منه في هذا الموقف وهو موقف شديد جدا على الرجل الا ان قال ليسر اعرظ عن هذا اعرظ عن هذا وقال للمرأة استغفري لذنبك والموقف الغيرة في هذا الموطن اشد من من ان يكتفي بان يقول اعرض عن هذا وان يقول للمرأة استغفري لذنبك فهذه كلها دوافع ودواعي ومع قال رحمه الله ومع هذه الدواعي كلها فاثر مرضاة الله وخوفه فاثر مرضاة الله وخوفه له حبه لله على ان اختار السجن على الزنا قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. سبحان الله قال ربي تجن احب الي مما يدعونني يختار السجن على الزنا وبقي في السجن بضع سنين اختار السجن على الزنا ومن الناس من يختار الزنا والسجن. يعني يرتكب الزنا اه اغتصابا وقهرا ويعرف انه يتعرض للسجن فيجمع لنفسه بين الامرين وهذا اختار عليه السلام السجن على الزنا واصبح هذا السجن الذي قضاه مظلوما باب من ابواب رفعته عند الله سبحانه وتعالى وعلو منزلته عند الله جل وعلا نعم. قال رحمه الله وعلم انه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه. وان ربه تعالى ان لم يعصمه. ويصرف عن كيدهن صبا اليهن بطبعه وكان من الجاهلين. وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه. نعم هذا من قوله والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهدين. وهذا اهم ما يكون في هذا الباب التفويظ. تفويظ الامر الى الله والبراءة منه الحول والقوة لا حول ولا قوة الا بالله. فهذا اعظم ما يكون في في هذا الباب فوظ امره الى الله عز وجل وبرئ من حول نفسي وقوتها والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين. نعم. قال رحمه الله الله وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على الف فائدة لعلنا ان وفق الله ان نفرد لها في مصنف مستقل. نعم يعني ائتنى باهل العلم باستخلاص العبر والفوائد من هذه القصة وممن لهم عناية الامام محمد عبد الوهاب رحمه الله في مجموع التفسير له والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي له رسالة نفيسة جدا اسماها الفوائد المستنبطة من قصة يوسف وايضا في خاتمة تفسيره لسورة يوسف في تفسيره تيسير الكريم الرحمن ذكر فوائد عديدة مستنبطة من هذه القصة اشير هنا في الختام الى العواصم والمنجيات للمسلم والشاب من هذه الفتنة اذا عرظت له مستخلصا من قصة يوسف عليه السلام وهي مهمة جدا. فها نحن الان رأينا هذه المغريات الكثيرة والدواعي العديدة التي اجتمعت على يوسف عليه السلام فنجاه الله فنحتاج ان ننظر مرة اخرى في هذه القصة او في هذا السياق في الاسباب اسباب النجاة من هذه الفتنة وخاصة عندما تعرض للمرء ويمكن ان ااجملها في سبعة اسباب كلها مستخلصة من هذا السياق الكريم فيوسف عليه السلام اجتمعت عليه هذه الدواعي الكثيرة فنجاه الله وسلمه جل وعلا وعافاه منها بامور كثيرة يسرها الله سبحانه وتعالى له عليه السلام قال الله تعالى وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك. قال معاذ الله هذا السبب الاول من المنجيات العواصم قال معاذ الله انظر جات الاستعاذة في اول الامر عند عروظ هذه الفتنة ولهذا ينبغي من عرظ له شيء من ذلك ان يبادر الى الاستعاذة تعوذ بالله والتعوذ بالله سبحانه وتعالى منجاة للمرء وسلامة وعافية من الفتن فعلى على من عرظت له هذه الفتن او شي منها ان يقول اعوذ بالله او يقول معاذ الله او يقول استعيذوا بالله استعذت بالله اللهم اعذني ايا كانت الصيغة لكن يبادر الى الاستعاذة ومن الدعوات المأثورة اللهم اني اعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر مني وشر منيه هذا هذا شر يستفاد منه والمني شره يزداد وخطره اعظم عند عروظ الفتنة فالاستعاذة المطلوبة بل ينبغي ان ان يبادر اليها هذا الامر الاول الامر الثاني ان يستحضر المرء ان هذه الفعلة ظلم هو من اشد الظلم ومن اسباب الخسران والبعد عن الفلاح ولهذا قال عليه السلام مستحظرا انه لا يفلح الظالمون مما يوضح اهمية هذا الاستحضار قصة الشاب في مسند الامام احمد الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ائذن لي في الزنا فنهر الصحابة وادناه النبي صلى الله عليه وسلم منه وقال له اتحبه لامك؟ اتحبه لبنتك؟ اتحبه لاختك؟ اتحبه لعمتك؟ اتحبه لخالتك؟ في كل ذلك يقول الشاب لا جعلني له فدائك قال كذلك الناس لا يرضون لامهاتهم ولا لبناتهم لان هذا ظلم لان هذا ظلم في استحضار هذا الامر وان هذا ظلم وانه لا يرظاه لنفسه ولا يرظاه لا يرضاه لبنته ولا لامه ولا لخالته ولا يستحظر هذا يزيح عنه طغيان الشهوة عليه قال انه لا يفلح الظالمون الامر الثالث اهمية تقوية الايمان وتجديده قد قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فتجديد الايمان غاية في الاهمية. والايمان عصمة للمرء وسلامه عافية والله يقول في سياق هذه القصة ولقد همت به وهم بها نعم لولا ان رأى برهان ربه برهان ربه على الصحيح في المعنى اي ما معه من العلم والايمان وخاصة الايمان بالله واسمائه وصفاته وانه العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية. فاذا استحضر ذلك كان فيه اعظم زاجر من كان بالله اعرف كان منه اخوف الامر الرابع تحقيق الاخلاص فالاخلاص خلاص ونجاة والقلب الذي اخلص لله لا تجد الشهوات والملذات المحرمة فيه سبيلا او طريقا ولهذا قال الله سبحانه وتعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين وفي قراءة المخلصين اي لله فمجاهدة النفس على تحقيق الاخلاص نجاة لها من هذه الفتن العظيمة والسرور الكبيرة الامر الخامس الفرار من الفتن اذا عرظت لا يقف ولا يستشرف ولا يخاطر بنفسه بل يفر ولهذا انظر في قصة يوسف قال الله واستبق الباب. هذا فرار من الفتن. لا يقف الانسان بل يعطي الفتنة ماذا نعم ظهره ويمشي لا يقف طالب النجاة نفسه واستبق الباب الامر السادس الاستعصام ولقد راودته عن نفسي فاستعصم الاستعصام هذا مهم في هذا الباب يقال عصامي الاستعصام هو قوة النفس والاخذ باسباب نجاتها من الشر والفتنة والهلاك فمن الناس من هو في الفتنة مستعصم عصامي يمسك نفسه ويزمها ويمنعها ويتخذ الاسباب التي تقيه منها ومنهم من لا يكون كذلك ولهذا الناس في الفتنة بين مستعصم ومستسلم فمن استعصم نجا ومن استسلم في الفتنة هلك والعياذ بالله الامر السابع الدعاء فانه مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة والله سبحانه وتعالى لا يرد عبدا دعاه ولا يخيب مؤمنا نجاة وسمعنا اليوم في صلاة الفجر في سياق الدعوات التي كان يدعو بها خليل الرحمن عليه السلام قال في سياق هذه الدعوات ان ربي سميع الدعاء اي مجيب دعاء من دعاه ولا يخيب من راجاه قال ربكم ادعوني استجب لكم اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان يوسف عليه السلام في هذه الفتنة العصيبة امرأة العزيز ثم كيد النسوة والتهديد والوعيد بالسجن والصغار اجتمعت امور كلها من اجل ان يوقع في هذه الفتنة فلجأ الى الله يدعوه سبحانه وتعالى متبرأ من حول نفسه وقوته قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه يدعونني ما قال تدعوني اصبح الامر ماذا اتسع اتساعا شديدا نسوة وليست امرأة العزيز داعيات لهذه لهذا الامر وليست واحدة قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف هذا دعاء والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين يبرأ من حول نفسه وقوتها ولهذا الانسان لا ينظر الى نفسه ولا ايظا ينظر الى قوة ايمانه او طاعته او صلاته او عبادته او علمه او غير ذلك لا ينظر الى هذا لا يقول انا طالب علم وكذا او انا من المصلين بل يلجأ الى الله ويبرأ من حول نفسه وقوته قال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم فاستجاب الفاء تفيد التعقيب الفوري استجاب له ربه ولهذا اذا صدق المرء في مع الله سبحانه وتعالى في الدعاء وصدق الالتجاء نجاه الله وجعل له مخرجا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب اضف الى هذه الامور السبع ما جاء في خاتمة السورة واشرت اليه اولا التقوى والصبر انه من يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين نسأل الله تبارك وتعالى ان يعافينا اجمعين في انفسنا واهلينا وذرياتنا نسأله العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة وان يحفظنا وان يعيذنا من والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اؤكد هذه الامور السبعة المشار اليها نتعاون في نشرها وافادة الناس خاصة الشباب مع كثرة الفتن هذا مهم جدا وتعاونوا على البر والتقوى نسأل الله التوفيق لكل خير. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد واله وصحبه