الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل والطائفة الثانية الذين حكى عنهم العشق هم اللوطية كما قال تعالى وجاء اهل المدينة يستبشرون قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون. واتقوا الله ولا تخزون؟ قالوا اولم ننهك عن العالمين؟ قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين. لعمرك انهم في سكرتهم يعمهون فهذه عشقت فحكاه. هذه الامة احسن الله اليكم فحكاه سبحانه عن طائفتين عشق كل منهما ما حرم عليه من الصور ولم يبالي بما في عشقه من الضرر. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ذكر المصنف رحمه الله تعالى في الفصل الذي قبل هذا ان الله سبحانه وتعالى حكى هذا المرض الذي هو العشق عن طائفتين من الناس هم كالوطية والنساء ثم ذكر ما يتعلق بعشق امرأة العزيز ليوسف عليه السلام والذي دفعها لمراودته عن نفسه الى ان وصل الامر بها الى ان سجنته وامرت بسجنه لانه لم يقبل على ما طلبت ولم يقبل ما دعته اليه وفي هذا الفصل تحدث عن الطائفة الاخرى التي وقعت في هذا العشق وهم اللوطية وهي امة غضب الله عليها اشد الغضب واحل بها اشد العقوبة وكانت الفعلة التي وقعت فيها تلك الامة من اشنع الفالات واقبحها واكبر الفواحش واشنعها والفاحشة التي نهى الله سبحانه وتعالى عن قربانها تتفاوت في درجاتها واشنعها هذه هذه الفعلة فعلت قومي لوط اتيان الذكران اتاتونا الرجال شهوة من دون النساء وهذه خسة في الطبع وقلة في الحياء ووقاحة في العمل وفحش هو غاية الفحش واشنعه ولهذا جاء وصفهم الفحش لفعلهم هذه الفعلة بقوله انكم لتأتون الفاحشة معرفا لان لانهم بهذا استوفوا الفحش وبلغوا منتهاه حتى ان مما ذكر اهل العلم ان هذه هذا العمل تألف منه حتى الحيوانات لا يعرف في الحيوانات ان تيسا ينزو على تيس او حمارا على حمار او كلبا على كلب لا تفعل ذلك حتى الحيوانات البهيمة فبا فيبلغ بهؤلاء الخسة والفسح والفحش الى درجة هي اشنع من درجة الحيوان البهيم هذه الطائفة بليت بعشق الصور والتعلق بها فاوصلهم هذا العشق الى هذا الفعل المنكر والفاحشة التي ما سبقهم بها احد من العالمين حكى الله في القرآن عنهم عن هذه الامة العشق كما قال الله عز وجل وجاء اهل المدينة يستبشرون وذلك عندما جاء اضياف من الملائكة الى بيت لوط عليه السلام جاؤوا على صورة شبان حسان ملاح فجاءوا الى بيته على هذه الصورة فبلغ ذلك قومه فجاؤوا يستبشرون اي يبشروا بعضهم بعضا بذلك بوجود هؤلاء الشبان الملاح فبشر بعضهم بعضا بذلك وجاؤوا الى بيت لوط عليه السنن فقال ان هؤلاء ضيفي فلا تفظحون هؤلاء اضياف نزلوا علي والضيف له حق من الاكرام والاحسان والصيانة والرعاية وغير ذلك واتقوا الله ولا ولا تخزون وعظهم بامرين بالتقوى التي من وفق لها صرفت عنا الفحشاء والمنكر ان اه يخزوه في ظيفه ولا تخزون اي في ظيفي فان لم يردعكم رادع التقوى تقوى الله عز وجل فلا يردعكم عدم ايقاع ايقاعي في خزي مع هؤلاء الاظياف الذي نزلوا علي في بيتي اضيافا علي ولا تخزون قالوا او لم ننهك عن العالمين اولم ننهك عن العالمين قيل ننهك ان تأتي باضياف وان تضيف احدا تستضيف احدا نهيناك عن ذلك او لم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين. دعاهم الى الزواج الذي يكون به الاحصان والعفة دعاهم الى الى ذلك وان يأتي كل آآ هذه الشهوة في اهل زوجه فقال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين دعوة الى الاحصان بالزواج والاعفاف بالنكاح هذا هو المراد هذا هو المراد بالسياق هنا لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون والمراد بالسكرة هنا سكرة العشق وهي سكرة تعمي صاحبها وتفسد طبعه وخلقه وسلوكه وتعامله فيفعل ما لا يفعله العقلاء بل يصبح يصدق عليه وصف الجنون ولهذا بعظ العشاق يصل الى درجة الى ان يوصف بانه مجنون ويوصف بالجنون لانه دخل في سكر العشق الى ان ابلغه الى هذا المبلغ الشنيع قال فهذه الامة عاشقت يعني وقعت في هذا العشق عشق الصور فوقعت في هذا المنكر الذي حكاه الله سبحانه وتعالى عن هذه الامة نعم رحمه الله وهذا داء اعيا الاطباء دواءه وعز عليهم شفاؤه وهو لعمر الله الداء العضال والسم القتال الذي ما علق بقلب الا وعز على الورى استنقاذه من ايساره ولا اشتعلت ناره في مهجة الا وصعب على الخلق تخليصها من ناره. نعم ولهذا من الخير العاقل الناصح لنفسه الا يضع قدمه في هذا الطريق وهذا المسلك المرضي المهلك لانه يوصل بصاحبه الى هذه الهلكة والى فامر يستعصي علاجه على الاطباء يا اطباء القلوب نعم قال رحمه الله وهو اقسام فانه تارة يكون كفرا كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله. هذا يبلغ بعض العشاق يبلغ بهم عشقهم الى هذه الدرجة ان يقدم حب معشوقه على حب ربه سبحانه وتعالى. وبعضهم يصرح بذلك وانه ليس في قلبه حب اصلا الا لهذا المعشوق ولا يحب الا هو فهذا الذي اتخذ معشوقه ندا اه يحبه هذا الحب الذي ليس في قلبه حب لله عز وجل سيطر حب معشوقه على قلبه وملأ قلبه فهذا الحب كفر هذا الحب كفر كما قال المصنف تارة يكون كفرا كمن اتخذ معشوقه ندا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله نعم قال رحمه الله فكيف اذا كانت محبته اعظم من محبة الله في قلبه؟ هذا في التسوية هو كفر. يحبونهم كحب الله فكيف اذا كانت محبة معشوق اعظم في قلب العاشق من محبة الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا اشنع في الكفر واوغل في الضلال. نعم. قال رحمه الله الله فهذا عشق لا يغفر لصاحبه. نعم لا يغفر لصاحبه لانه كفر. لانه شرك قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. المعاصي تغفر المعاصي تغفر يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما الشرك فانه لا يغفر والمقصود بلا يغفر اي اذا مات عليه اما من تاب منه فان الله سبحانه وتعالى يتوب عليه كما في الاية الاخرى ان الله يغفر الذنوب جميع قال فهذا عشق لا يغفر لصاحبه فانه من اعظم الشرك والله لا يغفر ان يشرك به وانما يغفر بالتوبة الماحية. هذا تنبيه من المصنف يتضح به المعنى في الايتين اية النساء واية الزمر اية النساء قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واية الزمر قال فيها قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا يقول ابن القيم والله لا يغفر آآ ان يشرك به كما في اية النساء اي في حق من مات على ذلك وانما يغفر بالتوبة اي كما في اية الزمر لانه قال لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي توبوا الى الله فان من تاب من الذنب ايا كان ذنبه شركا كفرا ضلالا بدعة معصية ايا كان الشرك ومعصيته فان الله يغفر يغفره له ان تاب منها فالتوبة ماحية للذنب نعم قال رحمه الله وعلامة هذا العشق الشركي الكفري ان يقدم العاشق رضا معشوقه على رضا ربه واذا تعارض عنده حق معشوقه وحظه وحق ربه وطاعته قدم حق معشوقه على حق ربه اعد فهذا عشق لا يغفر قال رحمه الله فهذا عشق لا يغفر لصاحبه فانه من اعظم الشرك والله لا يغفر ان يشرك به وانما يغفر بالتوبة الماحية وعلامة هذا العشق الشركي الكفري ان يقدم العاشق رضا. النصفة التي عندي اخشى ان يكون في ايضا نسخ بعض النسخ وانما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك هذا خطأ يعني هذه الزيادة خطأ لا تستقيم والصواب كما قرأ القارئ الكريم وانما يغفر بالتوبة الماحية فان كانت هذه الزيادة موجودة فهي غير مستقيمة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وعلامة هذا العشق الشركي الكفري ان يقدم العاشق رضا معشوقه على على رضا ربه هذا علامة لهذا العشق الشرك الكفري ان رضا المحبوب مقدم عند العاشق على رضا الله على رضا الله سبحانه وتعالى الشاهد اه ذلك قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني علامة صدق المحبة تقديم رضا الله جل وعلا نعم قال رحمه الله واذا تعارض عنده حق معشوقه وحظه وحق ربه وطاعته قدم حق معشوقه على حق ربه اثر رضاه على رضاه وبذل لمعشوقه انفس ما يقدر عليه وبذل لربه ان بذل اردأ ما عنده واستفرغ وسعه في مرظات معشوقه وطاعته والتقرب اليه وجعل لربه ان اطاعه الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته فتأمل حال اكثر عشاق الصور هل تجدها مطابقة لذلك ثم ضع حاله كما عندي تجدها نعم تجدها بدون نسأل الله لما في تنبيه الا فيها. نعم فتأمل حال اكثر عشاق الصور تجدها مطابقة لذلك مطابقة. تجدها مطابقة لذلك ثم ضحى لهم في كفة وتوحيد وايمانهم في كفة وزن وزنا يرضي الله ورسوله ويطابق العدل وربما صرح العاشق منهم بان بان وصل معشوقه احب اليه من توحيد ربه كما قال العاشق الخبيث يترشفن من فمه رشفات هن احلى فيه من التوحيد. هذا كفر كفر خبيث من من اقبح الكفر نعم وكما صرح الخبيث الاخر بان وصل معشوقه اشهى اليه من رحمة ربه فعياذا بك اللهم من هذا الخذلان فقال وصلك اشهى الى فؤاده من رحمة الخالق الجليل. نعم هذا قد مر. نعم. مر ومرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى قصة اه تتعلق بهذا مر في الفصل الذي يتعلق اللوطية وافعالهم القبيحة ذكر قصة رحمه الله تعالى لرجل تعلق حبا بشخص وسعوا في الاتيان به اليه فتمنع ان يأتي واخبر بامتناعه فقال هذين البيتين اه ثم يعني نصح عن الكلام الذي قاله في البيتين قيل له اتق الله يا فلان قال قد كان فقمت عنه يقول من نصحه فقمت عنه فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة موته يعني كان اخر من كلامه اخر كلام من الدنيا هذين البيتين الذين هما كفر وتعلق بذلك المعشوق فانظر الخاتمة التي تفصل بهؤلاء عند ايغالهم في هذا العشق الباطل نعم قال رحمه الله ولا ريب ان هذا العشق من اعظم الشرك وكثير من العشاق يصرح بانه لم يبقى في قلبه موضع لغير معشوقه البتة نعم بعضهم يصرح بهذا اما شعرا او نثرا انه لم يبق في قلبه اصلا حب الا لمعشوقه بمعنى انه لا يوجد حب لله او لدين الله او لطاعة الله او لانبياء الله واولياء الله هذه كلها لا مكان لها في قلبه لان قلبه امتلأ بحب معشوقي فلم يبق به موطنا لشيء اخر. نعم قال رحمه الله وكثير من العشاق يصرح بانه لم يبقى في قلبه موضع لغير معشوقه البتة بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله فصار عبدا محضا من كل وجه لمعشوقه فقد رضي هذا من عبودية الخالق جل جلاله بعبودية مخلوق مخلوق مثله فقد رضي فقد رضي هذا من عبودية الخالق جل جلاله بعبودية مخلوق مثله نعم فان العبودية هي كمال الحب والخضوع. وهذا قد استفرغ قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه فقد اعطاه حقيقة العبودية ولا نسبة بين مفسدة هذا الامر العظيم ومفسدة الفاحشة فان تلك ذنب كبير فان تلك ذنب كبير لفاعله حكم امثاله ومفسدة هذا العشق مفسدة الشرك كان بعض شيوخ بعض الشيوخ من العارفين يقول لئن ابتلى بالفاحشة مع تلك الصورة احب الي من ان ابتلى فيها بعشق بدو لها قلبي ويشغله عن الله. يتعوذ منه كله. يتعوذ بالله منه كله. لكنه اراد ان يوضح بهذه الكلمة ان هذا اشنع ان هذا اشنع واخطر نعم قال رحمه الله فصل ودواء هذا الداء القتالي ان يعرف ما ابتلي به من الداء المضاد للتوحيد اولا. ثم من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه. نعم يعني المعالجة تبدأ من الاصل تبدأ من الاصل فينظر اولا في الغاية التي خلقه الله سبحانه وتعالى لاجلها. واوجده لتحقيقها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. استمعنا اليها اليوم في صلاة الفجر فهذه الغاية العظيمة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لي تحقيقها هذه الغاية هي البداية في العلاج ان ينظر في فيما خلق له واوجد له هو توحيد الله ففعله هذا خروج عن هذا الذي خلق لاجله وفساد مضاد لمقصود الخلق فساد مضاد لمقصود الخلق فيربى بنفسه ان ان يكون في هذه الحال من السفول والسفه والخروج عما خلق له واوجد لتحقيقه فالعلاج يبدأ من من من هنا والنظر في امر التوحيد والتعظيم لشأنه وانه الغاية التي خلق الخلق لاجلها وارسل الرسل للدعوة اليها وانزلت الكتب لاجل ذلك نعم قال رحمه الله ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه. بعد ان يعمل على تصحيح وحيد اولا فالتوحيد اولا وهو المبدأ ولهذا العاصي ينبغي ان يمتن في قلبه التوحيد وهذا يغفل عنه في باب الدعوة ينبغي ان يمتن في قلبه التوحيد. التوحيد نعم التوحيد النجاة من المعاصي اذا حقق اذا حقق نجاة من المعاصي. اقرأ هذا في قول الله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين اي لله دينهم وهذه قراءة المخلصين لله فالاخلاص نجاة من اخلص خلص ونجا وسلم ولهذا من اعظم الدواء في باب علاج المعاصي تمتين التوحيد في القلب وان يعمل على تحقيقه في النفس لانه اذا حقق التوحيد ومكن من القلب انطردت هذه الاشياء ولم تجد لها في القلب مكانا والطريقة في تمتين التوحيد في القلب آآ الدخول في باب التعظيم لله والتعريف به وبعظمته وجلاله واطلاعه واعد نعمه والاءه ومننه سبحانه وتعالى حتى تتقوى في القلب المعرفة بالله وعظمته وجلاله سبحانه وتعالى مما يقوي في قلب المرء توحيد ربه وقد قيل من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد. نعم ثم يأتي قال رحمه الله تعالى ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه. قلبه شغل بذاك الباطل فيحتاج الى ان يبدأ ينمي في نفسه العبادات الدينية والوظائف الشرعية الصلاة والاذكار الورد اليومي وقراءة القرآن ومجالس العلم وما الى ذلك يبدأ يشغل نفسه ويكون في جهاد مع النفس الى ان تتم اما له الهداية كما قال الله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين نعم قال رحمه الله ويكثر اللجأ والتضرع الى الله سبحانه في صرف ذلك عنه. وان يراجع بقلبه اليه. نعم هذا اهم ما يكون لان الدعاء مفتاح كل خير وباب النجاة والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة فيكثر من الالحاح واللجاء الى الله سبحانه وتعالى ان يهديه ان يصلح قلبه ان يزكي نفسه ان يطهر فؤاده ان يحصن فرجه ان يعيده من الفتن يكثر من الدعاء واذا الح وصدق اجاب الله دعاءه وحقق رجاءه وصرف عنها الشر والسوء قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاه فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم فالدعاء غاية في الاهمية. وابخل الناس ابخلهم على نفسه واخوانه بالدعاء نعم قال رحمه الله وليس له دواء انفع من الاخلاص لله وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين نعم المخلصين الاخلاص خلاص. ونجاة فالاخلاص طريق الخلاص. طريق النجاة طريق السلامة وهو الدوالي كل داء ولهذا ما احوج العبد دائما الى ان يجدد نيته وان يصلح قصده وان يقوي في قلبه الاخلاص لربه سبحانه وتعالى ومولاه فان من عظيم فائدة الاخلاص على المخلص انه يصرف عنه باخلاصه السوء والفحشاء يصرف عنه باخلاصه السوء والفحشاء. نعم قال رحمه الله فاخبر سبحانه انه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل باخلاصه فان القلب اذا خلص واخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور فانه انما يتمكن من قلب فارغ يعني القلب عبارة عن وعاء اه عبارة عن وعاء فاذا عمر هذا الوعاء بالخير لم تجد هذه الشرور فيه اي متسع او اي مكان لكن اذا كان خاليا فان هذه الاشياء اذا صادفت قلبا خاليا تمكنت تمكنت منه وصارت هي المسيطرة على القلب. ولهذا اه اعظم دواء وانجع علاج ان يحرص المرء على عمارة قلبه بالاخلاص يعمل على الاسباب التي على الاخذ بالاسباب التي تقوي اه الاخلاص في قلبه وليعلم ان امر الاخلاص امر عظيم. يحتاج الى معالجة دائمة ومجاهدة مستمرة للنفس الى ان يموت المرء حتى قال بعض السلف المتقدمين ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي. النية تحتاج الى معالجة آآ مستمرة لان الخوارم للنية التي تعرض للانسان في يومه وحياته كثيرة جدا فتحتاج هذه العوارض الكثيرة الى معالجة دائما النية حتى تبقى صافية سليمة من تلك الخوارم نعم قال رحمه الله فان القلب اذا خلص واخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور. فانه انما يتمكن من قلب فارغ كما قال فصادف قلبا خاليا فتمكنا وليعلم العاقل ان العقل والشرع يوجبان تحصيل المصالح وتكميلها واعدام المفاسد وتقليلها فاذا عرظ للعاقل امر يرى فيه مصلحة ومفسدة وجب عليه امران امر علمي وامر عملي فالعلمي طلب معرفة الراجح من طرفي المصلحة والمفسدة فاذا تبين له الرجحان وجب عليه ايثار الاصلح له ومن المعلوم انه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية اضعاف اضعاف ما يقدر فيه من المصلحة وذلك من وجوه هذه قاعدة شريفة مهمة عظيمة جدا جدير كل مسلم ان آآ ان يضبطها وان يطبقها في حياته وهي نافعة جدا في باب العلاج واقامة النفس على المسلك القويم والصراط المستقيم لان المرء العاقل لا يكون مندفعا وراء اه الملذات ملذات النفس وشهواتها بل كلما عرظ عليه شيء من ذلك وازن بين الامور وتأمل ونظر في المصالح والمفاسد لان هذي قاعدة شرعية عظيمة جدا النظر في المصالح والمفاسد والموازنة بين الامور يقول رحمه الله في تقرير هذه القاعدة ليعلم ان العقل والشرع يوجبان تحصيل المصالح وتكميلها واعدام المفاسد وتقليلها فاذا عرظ للعاقل امر اذا عرظ العاقل امر هل يفعل او لا يفعل؟ هل يقدم او لا يقدم فعليه ان يعمل هذه القاعدة بالطريقة الاتية اذا عرض للعاقل امر يرى فيه مصلحة ومفسدة متى يرى المصلحة والمفسدة اخبروني اذا تأنى ونظر اما اذا مشى مباشرة ولم يتأمل لا لا يرى مصالح ولا وانما يرى الشهوة التي في نفسه او الجموح الذي تطمح اليه ايه تطمح اليه نفسه او تجمح اليه فالعاقل يقف وينظر في المصالح والمفاسد دعته نفسه الى امر يبدأ يعمل نظره وتأمله ما المصلحة وماذا يترتب عليهم مفسدة ويبدأ يوازن يقول اذا عرظ العاقل امر يرى فيه مصلحة ومفسدة وجب عليه امران امر علمي وامر عملي اذا عرظ امران فيهما مصلحة ومفسدة وجب عليه في هذا المقام امران علمي وعملي فالعلم طلب معرفة الراجح من طرفي المصلحة والمفسدة من طرفي المصلحة والمفسدة ينظر المصلحة ما هي وينظر المفسدة ما هي؟ فاذا تبين له الرجحان وجب ايثار الاصلح له لا يرتكب الافسد والاضر ثم يترتب على هذا العلم العمل وهو تجنب هذا الذي لا مصلحة فيه وتركه العمل المستقيم مبني على العلم الصحيح كما ان العمل المنحرف مبني على الفهم المنحرف سوء العلم لان سوء القصد يترتب في الغالب عن سوء العلم والجهل قال ومن المعلوم انه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية اضعاف اضعاف ما يقدر تهم المصلحة وذلك من وجوه وذكر رحمه الله تعالى وجوها كثيرة تبين المفاسد الكثيرة التي تترتب على عشق الصور وواحد منها كاف في آآ انقاذ المرء وابعاده عنها فكيف بهذه الامور الكثيرة التي عددها رحمه الله تعالى وهو من جميل نصحه وحسن بيانه غفر الله له ورحمه وجزاه خير الجزاء واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا