الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله ومن المعلوم انه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية بل مفسد بل مفسدته الدينية والدنيوية اضعاف اضعاف ما يقدر فيه من المصلحة وذلك من وجوه احدها الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرب تعالى وذكره فلا يجتمع في القلب هذا وهذا الا ويقهر احدهما صاحبه. ويكون السلطان والغلبة له الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر قاعدة الشريعة العظيمة التي هي جلب المصالح ودرء المفاسد وان المبتلى بالعشق عشق الصور ينبغي ان يداوي نفسه في ضوء هذه القاعدة فينظر في حاله مع هذا العشق موازنا امره في ضوء هذه القاعدة العظيمة. فيقول لنفسه اي مصلحة ترجى من وراء المتابعة والمواصلة مع هذا العشق ثم يقول لها مرة اخرى ما المفاسد التي تترتب على هذا العشق وبهذا النظر الجميل سيتبين له انه ليس من وراء هذا العشق لهذه الصور اي مصلحة لا دينية ولا دنيوية وسيتبين له ان فيه مفاسد كثيرة جدا وعديدة كل واحدة منها كافية في ابتعاده عن هذا العشق المحرم والامام ابن القيم رحمه الله تعالى من جميل نصحه وحسن بيانه وايضا من معاونته ومساعدته للمبتلى بهذا الامر ذكر رحمه الله تعالى مفاسد كثيرة ينبه عليها حتى يقف عليها المرء فتكون دواء له ان كان مبتلى بهذا الامر وتكون حصنا له للوقاية منه لان الناس بين شخص مبتلى فتكون هذه الامور معينة له على الخلاص من هذا البلاء وشخص معافى فتكون معينة له على الثبات على هذه المعافاة باذن الله سبحانه وتعالى ذكر رحمه الله مفاسد كثيرة تترتب على هذا العشق للصور وينبغي ان يعلم ان مراده رحمه الله بعشق الصور اي ما ينطبع في قلب العاشق من صورة لمعشوقه فينظر اليه ثم ينطبع في قلبه صورة لهذا العاشق يتعلق قلبه بها ثم تتجدد هذه الصورة في قلبه حتى وان كان لا يرى معشوقه حتى ولو كان بينه وبينهم مسافات فتى تكون هذه الصورة منطبعة في قلبه تتجدد في قلبه يهيج في قلبه عشق مع تجدد هذه الصورة التي انطبعت في قلبه ولهذا الشريعة حسمت الامر من بدايته قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن لان المرء اذا لم يعمل بهذه الاية الكريمة ونظر ثم اعاد النظر ثم اعاد النظر ثم تأمل في الجمال الى اخره ربما انطبعت هذه الصورة في قلبه فنشأ في قلبه عشق عشق يتنامى يتنامى في قلبه فيكون هلكة له فيكون هلكة له. فالحاصل عشق الصور اي الصور التي تنطبع في القلب صورة المعشوق تتنامى اه ان اه يتنامى النظر ويتجدد النظر لهذه الصورة وينشأ في القلب عشق لها فتكون كما قدمت هلكة للانسان هذا يترتب عليه مفاسد هذا العشق لهذه الصور يترتب عليه مفاسد الاولى من هذه المفاسد ان القلب يشغل بحب هذا المخلوق ان القلب يشغل بحب هذا المخلوق ويتسع تتسع مساحة حبه في القلب الى الا يبقى حتى لحب الله شيء في قلبه نسأل الله العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة قال الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرب وذكره فلا يجتمع في القلب هذا وهذا الا ويقهر احدهما الاخر فانظر المفسدة العظيمة التي تكون لقلب من قهر حبه لمعشوقه حبه لربه ومولاه فاصبح حبه لمعشوقه هو المسيطر على قلبه. وقلبه انما هو مشتغل به ليس الا فتكون السلطان والغلبة حب مخلوق مثله هذه المفسدة الاولى. نعم قال رحمه الله الثاني عذاب قلبه بمعشوقه فان من احب شيئا غير الله عذب به ولا بد فما في الارض اشقى من محب وان وجد الهوى حلو المذاق تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة او الاشتياق فيبكي ان او شوقا اليهم ويبكي ان دنوا حذر الفراق فتسخن عينه عند الفراق وتسخن عينه عند التلاقي والعشق وان استعذبه العاشق فهو من اعظم عذاب القلب. هذه المفسدة الثانية ان العشق وان ظن العاشق انه حلاوة ولذة وطعم وهناءة ان ظن ذلك فانما هي اوهام والحق ان هذا العشق عذاب للقلب ومعاناة للنفس فالعاشق الذي دخل في العشق هو في الحقيقة دخل في نكد العيش وهموم الحياة وغمومها والامها واوجاعها فهو في عذاب مستمر ما دام في قلبه هذا العشق ومعاناة مستمرة ما دام في قلبه هذا العشق والم مستمر ما دام في قلبه هذا العشق كما قال الناظم فما في الارظ اشقى من محب وان وجد الهوى حلو المذاق. وان رأى ان هواه وعشقه له حلاوة وله مذاق وله طعم فالحق انه في شقاء وفي عناء تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة او لاستياق يخاف من الفراق ويبكي ايضا في الاشتياق لقي معشوقه فيبكي ان او شوقا اليهم ويبكي ان دنوا حذر الفراق فتسخن عينه عند الفراق وتسخن عينه عند التلاقي فهو في معاناة وفي شقاء دائم وفي عذاب مستمر فهذه من المفاسد التي تترتب على العشق وهي انه وان استعذب العاشر لا العشق وظن فيه حلاوة وهناءة فهو في الحقيقة الم وعذاب ومعاناة مستمرة. نعم قال رحمه الله الثالث ان العاشق قلبه اسير في قبضة معشوقه يسومه الهوان ولكن لسكرة العشق لا تشعر بمصابه فقلبه كعصفورة في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب فعيش العاشق عيش الاسير الموثق وعيش الخلي عيش المسيب المطلق فالعاشق كما قيل طليق برأي العين وهو اسير عليل على قطب الهلاك يدور وميت يرى في صورة وليس له حتى النشور نشور اخو غمرات ضاع فيهن قلبه فليس له حتى الممات حضور نعم هذا الامر الثالث من وجوه الفساد التي تترتب على العشق ان العشي ان العاشر قلبه اسير فرق بين من قلبه طليق ومن قلبه اسير فرق بين من قلبه طليق مسيب حر ومن قلبه اسير لعشيقة لا لا يفكر الا فيه ولا يهتم الا به ولا ينشغل الا له. وهكذا فهذا اسير في قبضة آآ قلبه اسير في قبضة عاشقه وهذه هذه مضرة ومفسدة عظيمة وهو ان للقلب ومذلة له يصبح في مذلة وفي هوان ويصبح اسيرا قلب عاشقين سبحان الله قد يكون اسيرا نعم في قلب يكون اسيرا يكون قلبه اسيرا لعاشقه وعاشقوا اصلا لا يشعر به قد يكون في بعض الحالات اسيرا قلبه اسيرا لقلب العاشر والعاشق منشغل في حياته لا يشعر به ولا يدري به ولا يكترث به اصلا فتصبح حاله كما جاء في هذا البيت فقلبه كعصفورة في كف طفل في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب الطفل مشغول يلهو ويلعب ما ما يشعر بانه يؤذي هذا الطائر والطائر متأذي في يده ومثله تماما العاشق العاشق يكون قلبه في معاناة وعذاب والم الى اخره والعاشق اصلا ما درى عنه ولا فكر فيه ولا انشغل به وربما اذا ذكر له ان فلانا مثلا مصاب بعشق لك كرهه كرهه اشد الكراهية ولم يطق رؤيته ولم يقبل مقابلته ولا يزال ذاك في عذاب عذاب العشق قلبه اسير لقلب من عشق ومثل هذه المعاني التي يوضحها ابن القيم لابد ان تبسط حتى تنزاح مثل هذه الامور برؤية هذه الامور وتأملها تنزاح عن القلب ولا تبقى فيه. لان بقاءها فيه هلكة للمرء فهذه كلها معاونة ومساعدة نادى الامام رحمه الله بهذا البسط العظيم حتى تنزاح مثل هذه القلوب الامور عن من كان مبتلا بشيء من ذلك فالعاشق من مفاسد العشق ان العاشق يكون قلبه اسيرا لعاشقه وقد يكون عاشق واصلا لا يدري به ولا يشعر بحاله نعم قال رحمه الله الرابع انه يشتغل به عن مصالح دينه التي قرأت عندنا فيها زيادة في بعض النسخ شف اقرأها من زملائك ملكت فؤادي. نعم كما قال بعض هؤلاء ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا وانت خلي البال تلهو وتلعب. ملكت فؤادي بالقطيعة والجفاء وانت البال تلهو وتلعب مثل ما مر معنا في قصة الطفل و العصفور نعم تعيش ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا وانت خلي البال تلهو وتلعب فعيش العاشق عيش الاسير الموثق وعيش الخلي عيش المسير بالمطلق فرق بين من عيشه طليق مسيب وبين من عيشه آآ اسير موثق نعم انتهى الرابع قال رحمه الله الرابع انه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه فليس شيء اضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور اما مصالح الدين فانها منوطة بلم شعث القلب واقباله على الله وعشق الصور اعظم شيء تشعيفا وتشتيتا له واما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين. فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه فمصالح دنياه اضيع واضيع هذي مفسدة رابعة من مفاسد العشق انه يشغل العاشق عن مصالح دينه ودنياه ويكون قلبه منشغلا بهذا العشق منهمكا في هذا العشق متماديا في هذا العشق يشغل عن مصالحه الدينية والدنيوية ثم وضح ذلك رحمه الله تعالى بان مصالح الدين مصالح الدين منوطة باجتماع القلب. منوطة باجتماع القلب الذي ولم شعث القلب يكون القلب مجتمع لا متشتت فتشتت القلب يفوت على الانسان مصالحه الدينية ولا انفع للعبد في تحقيق المصالح الدينية من ان يجمع قلبه على الخير والبر والطاعة والاقبال على الله سبحانه وتعالى فعشق الصور اعظم شيء تشغيثا القلب وتشتيتا له ومصالح الدين تبع لمصالح مصالح الدنيا تبعا لمصالح الدين لانه اذا ضاع دين الانسان وضاعت دنياها اذا انفرط امر الدين انفرط امر الدنيا وتأمل هذا في الحديث اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي ذكر الدين اولا واذا انفرط امر الدين وتشتت ايضا ضاعت الدنيا تبع لذلك. نعم قال رحمه الله الخامس ان افات الدنيا والاخرة اسرع الى الى عشاق الصور من النار في يابس الحطب وسبب ذلك ان القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به بعد من الله فابعد القلوب من الله قلوب عشاق الصور. واذا باعد القلب من الله طرقته الافات من كل ناحية فان الشيطان يتولاه ومن تولاه عدوه واستولى عليه لم يأله وبالى. ولم يدع اذى يمكنه ايصاله اليه الا اوصله فما الظن بقلب تمكن منه عدوه واحرص الخلق على غيه وفساده وبعد منه وليه ومن لا سعادة له ولا فلاح ولا سرور الا بقربه وولايته هذه ايضا مفسدة عظيم مفاسد العشق ان افات الدنيا والاخرة تكون سريعة الى هذا القلب القلب الذي الهمك في العشق. السبب في ذلك يقول رحمه الله ان القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به بعد عن الله لماذا يقول فابعد القلوب من الله قلوب عشاق الصور. لماذا؟ قلوبهم بعيدة عن الله لان هذا العشق استولى على القلب لان هذا العشق استولى على القلب واستغرق مساحة القلب فاصبح قلبه بعيد عن الله ليس متحركا بحب الله وتعظيم الله واجلال الله والذل لله والخضوع لله هذه الاشياء ليست موجودة فيه استغرق العشق قلبه واستولى عليه فكان قلبا بعيدا عن الله واذا كان القلب بعيدا عن الله اصبح مأوى الافات آآ مأوى الافات ومأوى الشياطين تأوي اليه الشياطين تصبح مسيطرة عليه تؤزه الى كل شر وتدفعه الى كل رذيلة فهذه من المفاسد العظيمة التي ايضا تترتب على عشق الصور. نعم قال رحمه الله السادس انه اذا تمكن من القلب واستحكم وقوي سلطانه افسد الذهن واحدث الوسواس وربما التحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم فلا ينتفعون بها واخبار العشاق في ذلك موجودة في مواضعها بل بعضها مشاهد بالعيان واشرف ما في الانسان عقله وبه يتميز عن سائر الحيوانات فاذا عدم عقله فاذا عدم عقله التحق بالحيوان البهيم بل ربما كان حال الحيوان اصلح من حاله وهل اذهب عقل مجنون ليلى واضرابه الا العشق وربما زاد جنونه على جنون غيره كما قيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين العشق لا السفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في الحين. هذه ايضا مفسدة اخرى من مفاسد العشق ان انه اذا تمكن واستحكم من القلب وقوي سلطانه افسد الدهن افسد الذهن يفسد العقل وربما اتلفه تماما واصبح حال العاشق كحال المجانين سواء بسواء ويصدق عليه بسبب ما يرى من حاله بسبب العشق يصدق عليه وصف الجنون فيوصف بانه مجنون ويكون هذا الوصف مطابقا له تماما. لان فيه صفات اهل الجنون الذين فقدوا عقولهم فاصبح بسبب استحكام داء العشق عليه وسيطرته على قلبه يفقده آآ آآ ذاكرته يفقده يفقده عقل آآ عقله فيصبح اه حاله كحال المجانين ولهذا يوصف اه بعضهم بهذا يقال مجنون كذا يعني ما مجنون وينسب الى الذي تعلق قلبه بعشقه مثل مجنون ليلى وغير هؤلاء اه لان العشق لماذا وصف بمجنون لماذا وصف بانه مجنون العشق؟ لان عشقه اذهب عقله افسد عقله اعطب عقله فاصبح بلا عقل وهذي من مضار العشق من مضار العشق انه يذهب عقل الانسان ويصبح متحركا بلا عقل وهذي مفسدة عظيمة جدا وخطيرة تترتب على العشق نعم قال رحمه الله السابع قد تكون حاله ربما تكون حاله ازيد من حال المجانين. المجنون قد يصفع بالجنون مرة ويفيق اما هذا العاشق فجنونه دائم ومستمر نعم قال رحمه الله السابع انه ربما افسد الحواس او بعضها اما فسادا معنويا او صوريا اما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب. فان القلب اذا فسد فسدت العين والاذن واللسان. فيرى القبيح حسنا منه من معشوقه كما في المسند مرفوعا حبك للشيء يعمي ويصم فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساوئ المحبوب وعيوبه. فلا ترى العين ذلك ويصم اذى اذنه عن الاصغاء الى العدل في فلا تسمعوا الاذن ذلك والرغبات تستر العيوب. فالراغب في الشيء لا يرى عيوبه حتى اذا زالت رغبته فيه ابصر عيوبه فشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع من رؤية الشيء على ما هو به كما قيل هويتك اذ عيني عليها غشاوة فلما انجلت قطعت فلما انجلت قطعت نفسي الومها والداخل في الشيء لا يرى عيوبه والخارج منه لم يدخل فيه لا يرى عيوبه والخارج منه الذي لم يدخل فيه نعم والداخل في شيء ننتظر قليل هنا يقول رحمه الله الامر السابع انه ربما افسد الحواس او بعضها ربما افسد الحواس الحواس مثل السمع والبصر واللمس وما الى ذلك فالعشق يحدث عند الانسان تلف وفساد في هذه الحواس لماذا لان المرد على القلب والقلب انهمك تماما في العشق واستولى عليه العشق فيصبح بسبب ما قام في قلبه من عشق سيطر على قلبه واستولى على قلبه لا يميز بحواسه بين الاشياء فيتحول الى حالة يبصر فيها الحسن قبيحا السيئة حسنا وهكذا بسبب العشق الذي اه سيطر على قلبه. انا اضرب لكم مثالا قد تعجبون منه لكن ساضربه ولا اجد حرجا في ذلك الان لو ان شخصا اكرمكم الله بصق عليه شخص اخر ماذا يكون هذا البصاق؟ اذى ايجده اذى او لا ايش من اشد انواع الاعتداء عليه لكن العاشق لو بصق عليه معشوقه ربما دهن جسمه كله ببصاقه مستحليا له بسبب المرض الذي في قلبه بسبب المرض الذي سيطر على قلبه واستولى على على قلبه بتعلقه بهذا العشق الفاسد وهذا الذي احدث عنه في العشق من الصور التي اشنع مما من هذا المثال الذي ذكرت فاي فساد اشنع من هذا ان ان تصبح حال العاشق حتى يعني مر معنا ان القلب يمرظ ويفسد والعاقل يذهب ويفسد والحواس ايظا تفسد وتتعطل هذه كلها جنايات يجنيها العاشق على نفسه في عقله في في ذاكرته في حواسه جنايات عظيمة جدا يترتب كلها تترتب على هذا العشق الذي هو من افسد واضر ما يكون على المرء قال فيرى القبيح حسنا منه فيرى القبيح حسن منه ومن معشوقه وايضا العكس كما في المسند مرفوعا حبك الشيء يعمي ويصم يعني يسبب العمى والصمم هو لا يصح مرفوعا لان الحديث كما ذكر رحمه الله في المسند وعند ابي داوود في السنن وفي اسناده ابو بكر ابن ابي مريم وهو ضعيف اسناد الحديث ضعيف ما ما يثبت مرفوعا لكن آآ يروى يعني عن بعض الصحابة وهو من الكلمات السائرة ومعناه صحيح معناه صحيح حبك الشيء يعمي ويصم يعني يسبب العمى والصمم فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساوئ المحبوب وعيوبه فلا ترى العين ذلك ويصم اذنه على الاصغاء الى العدل فيه فلا تسمع الاذن ذلك قال والرغبات تستر العيوب الرغبات تستر العيوب فالراغب في الشيء لا يرى عيوبه حتى اذا زالت رغبته فيه ابصر العلوم لان الرغبة تستر العيب نعم قال رحمه الله والداخل في الشيء لا يرى عيوبه والخارج منه الذي لم يدخل فيه لا يرى عيوبه ولا يرى عيوبه الا من دخل فيه ثم خرج منه ولهذا كان الصحابة الذين دخلوا في الاسلام بعد الكفر خيرا من الذين ولدوا في الاسلام قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا ولد في الاسلام من لا يعرف الجاهلية نعم انما تنقظ عرى الاسلام عروة عروة اذا ولد في الاسلام من لم يعرف الجاهلية الذي عرف الجاهلية اه عاين يعني فسادها وامورها ثم انقذه الله سبحانه وتعالى منها يكون اشد كراهية لها وبغظا ونفرة منها ممن لم يعرفها اصلا ممن لم يعرفها اصلا ابن القيم في احد كتبه آآ ظرب على هذا مثال جميل يوظح المعنى اه لو ان شخصا كان في حصر وفي معاناة وفي فقر وفي شدة وفي امراض الى اخر ذلك ثم خلصه الله منها واصبح في صحة وعافية وغنى ورغد عيش الى اخره هل رؤيته رؤيته لي هذه الامور الفقر الحصر والشدة مثل رؤية الذي نشأ اصلا معافا منها احدثكم بلطيفة مفيدة. احد الاغنياء من الافاضل يقول لي وسع الله عليه في المال يقول لي احب انا الصدقة بالثياب احبها جدا احب ان اتصدق كثيرا بالثياب والاقمشة والملابس احب هذا جدا والسبب يقول اني انا نشأت فقيرا نشأت فقيرا وكنا في المدرسة على اقبال العيد جاء احد الاشخاص وزع علينا ملابس ثياب للعيد. فرحت بها فرحا لا يوصف فاصبح معاناته وفرحه بمثل هذا لما اغناه الله يشعر بهذا ما لا يشعر به غيره ويجد لذة هذا ما لا ما لا يجده غيره فالذي آآ ابتلي مثلا بشيء من هذه الامور ثم عافاه الله منها يدركها اكثر ممن اه مما لا يدركه من نشأ اصلا معافى من هذه الاشياء فهذا يعني مثال ذكره ابن القيم رحمه الله يوضح معنى قول عمر انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا ولد في الاسلام من لم يعرف الجاهلية. قال ولهذا كان الصحابة وذكر من حال الصحابة رضي الله عنهم في قوتهم و قوة نصرتهم لدين الله سبحانه وتعالى وشدة كراهيتهم لامور الجاهلية ونبذهم لها شدة انكارهم اهلها الى غير ذلك نعم قال رحمه الله واما افساده للحواس ظاهرا فانه يمرض البدن وينهكه وربما ادى الى تلفه كما هو معروف في اخبار من قتلهم العشق. نعم يعني هو ايضا من مظاره انه يمرظ البدن ويضعف يصبح هل عاشق هزيلا بسبب اه آآ آآ العشق ذكر مثال على هذا قال وقد رفع الى ابن عباس رضي الله عنهما وهو بعرفة شاب قد انتحل حتى عاد عظما بلا لحم. نعم صار نحيل جدا عظم بلاحم بسبب عشق نعم فقال ما شأن هذا؟ قالوا به العشق فجعل ابن عباس رضي الله عنهما يستعيذ بالله من العشق عامة يومه نعم فاصبح يستعيذ من العشق عامة يومه. نعم قال رحمه الله الثامن ان العشق كما تقدم هو الافراط في المحبة بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والفكر فيه بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه. فعند ذلك تشتغل النفس عن استخدام القوى الحيوانية والنفسانية فتتعطل تلك القوى فيحدث بتعطلها من الافات على البدن والروح ما يعز دواءه او يتعذر فتتغير افعاله وصفاته ومقاصده. ويختل جميع ذلك فيعجز البشر عن صلاحه. كما قيل الحب او اول ما يكون لجاجة تأتي به وتسوقه الاقدار حتى اذا خاض الفتى لجج الهوى جاءت امور لا تطاق كبار والعشق مبادئه سهلة حلوة واوسطه هم وشغل قلب وسقم واخره عطب وقتل ان لم يتداركه عناية اية من الله كما قيل وعش خاليا فالحب اوله عناء واوسطه سقم واخره قتل وقال اخر تولع بالعشق حتى عشق فلما استقل به لم يطق رأى لجة ظنها موجة فلما تمكن منها والذنب له فهو الجاني على نفسه. وقد قعد تحت المثل السائر يداك اوكتا وفوك نفخ. نعم وعلى المثل السائر ايضا الاخر على نفسها جنت. براقش هو الذي جنى على نفسه لانه دخل في العشق فظنه يعني امرا حلوا جميلا فدخل فيه فلما تمكن العشق غرق وهلك وهلك وهو الذي جنى على نفسه بان ادخلها في هذا العشق فاوله آآ اول العشق انا واوسطه سقم واخره قتل. فهو الذي جنى على نفسه هذه الجناية بان ادخلها هذا المدخل من نعم الله العظيمة على العبد والشاب خاصة ان يقف على هذا الكلام الذي ذكره الامام ابن القيم حتى يكون عونا له على المعافاة والسلامة. نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا