الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله والمقصود ان في اظهار المبتلى عشق من لا يحل له الاتصال به من ظلمه واذاه ما هو عدوان عليه وعلى اهله وتعريض لتصديق كثير من الناس ظنونهم ظنونهم فيه. فان استعان عليه بمن يستميله اليه اما برغبة او ورهبة تعدى الظلم وانتشر وصار ذلك الواسطة ديوثا ظالما واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن الراش وهو الواسطة بين الراش والمرتشي في ايصال الرشوة فما الظن بالديوث الواسطة بين العاشق والمعشوق في الوصلة المحرمة فيتساعد العاشق والديوث على ظلم المعشوق وظلم غيره ممن يتوقف حصول غرضهما على ظلمه في نفس او مال او عرض فانه كثيرا ما يتوقف المطلوب فيه على قتل نفس تكون حياتها مانعة من غرضه فكم من قتيل طل دمه بهذا السبب من زوج وسيد وقريب وكم خببت امرأة على بعلها وجارية وعبد على سيدهما وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك وتبرأ منه وهو من اكبر الكبائر. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يفصل هنا في المفاسد التي تترتب على العشق ويفصل في بيان المضار المتنوعة الكثيرة التي تتولد عنه فالعشق في نفسه مفسدة ويتولد عنهم مفاسد يتولد عنه مفاسد وهذه فائدة ينبغي ان ينتبه لها حتى يحذر المرء من ابواب الفساد لان ابواب الفساد يولد بعضها بعضا واذا وضع المرء قدمه في خطوة امتدت الى خطوات واذا دخل في باب امتد الى ابواب المفاسد يجر بعضها الى بعض مثل ما انه بالمقابل الطاعة تنادي الطاعة والحسنة تدعو الى الحسنة فهكذا الشأن في الفساد العشق في نفسه فساد العشق الذي تكلم عن ابن القيم مفصلا وذكر شيئا من مضاره ومفاسده وفي نفسه فساد ثم اذا تمكن من قلب المرء ترتب عليه ايضا فساد من من ذلكم ما اشار اليه رحمه الله تعالى ما يترتب عليه من ظلم فيجمع بين مفسدة العشق في نفسها ومفسدة الظلم للمعشوق. والظلم له يكون من جهات ذكر منها ما سبق فيما يتعلق بحديثه عنه وان هذا من الهتك لعرضه ثم ذكر هنا رحمه الله تعالى ما قد يكون مترتبا على العشق في من سعي ووجود واسطة تقرب المعشوق الى العاشق فهذا قد يحصل ايضا منه وصول الى القتل فيما يحول بينه وبين الوصول الى معشوقه وقد يحصل منه انواع من الاذى للمعشوق او لقرابته فهذه كلها من المفاسد التي تترتب عليه وقد يجعل بينه وبين المعشوق واسطة يقرب منه معشوقه وهذه الواسطة التي تقرب هذا الامر في فساد هي الدياثة وهي من اكبر الكبائر قال ابن القيم رحمه الله اذا كان في المال لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراش وهو الواسطة بين الراشي والمرتشي فكيف بمن يكون واسطة في رذيلة وفي خسة وفي فاحشة وفي امور تغضب الله سبحانه وتعالى قد يصل الامر العاشر الى التخبيب يعني بعضهم قد يكون عاشقا لامرأة متزوجة ذات زوج وله اولاد فيقع في قلبه عشق لها فيخببها على زوجها حتى تطلب فراقه فيتفكك البيت وهذا من كبائر الذنوب وعظائم الاثام وجاء فيه لعن عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه فانه لعن من فعل ذلك وتبرأ منه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى ان يخطب الرجل على خطبة اخيه او يستام على صوم اخيه فكيف بمن يسعى في التفريق بينه وبين امرأته وامته حتى يتصل بهما؟ وعشاق الصور اي ان يخطب الرجل على خطبة اخيه يعني يعلم ان اخاه خطب امرأة بدأ الامر يتم بينه وبين اهلها فيأتي يتقدم ويخطب على خطبة اخيه فهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ونهى ان يبيع على بيع اخيه وان يسوم على صوم اخيه. كل هذا من اجل حفظ الاخوة الايمانية. والرابطة الدينية التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام انما المؤمنون اخوة انما المؤمنون اخوة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم. هذه الاخوة الايمانية من اجل ان تبقى وتتوثق اواصرها لابد من امور تفعل وايضا امور تجتنب من ذلكم ما جاء في هذا الحديث ومن ذلكم قوله لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا كل هذه الامور تجتنب ابقاء على الاخوة الدينية والرابطة الايمانية فالحاصل ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى الرجل ان يخطب على خطبة اخيه وان ان يبيع على بيع اخيه وان يصوم على صوم اخيه والمراد بصومه ليس في ما يقال عنه من زاد الذي هو المزاد هذا يزيد الانسان فيه لان لانها هي عرظت فعلى هذه الطريقة لكن اذا جاء الى محل وقد اتفق الرجل مع البائع على سلعة معينة واتفقا على السعر ولما يتم البيع بعد لكنه تم الاتفاق فيأتي ويصم على سم اخيه ويقول انا اخذها منك بكذا فهذا نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام لما يوقع في النفوس لما يوقع في النفوس من عداوة وبغضاء بخلاف ما يباع في من زاد او في المزاد فهذا اصلا عرظ الامر هكذا يزيد فيه حتى تكون آآ القيمة التي يراها صاحب السلعة مناسبة له او نحو ذلك. فالحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشياء ان يبيع على بيع اخيه ان يخطب على خطبة اخيه ان يصوم على صوم اخيه الى غير ذلك كل ذلك من اجل حفظ الاخوة الايمانية والرابطة الدينية. قصد ابن القيم ان الاسلام جاء بما يحفظ الاخوة ويمتنها ويقويها ونهى عن كل ما يفسدها والعشق يترتب عليه اعمال ومفاسد كثيرة هي من المفسدات للاخوة الايمانية نعم قال رحمه الله وعشاق الصور ومساعدوهم من الديايثة لا يرون ذلك ذنبا فان فان طلب العاشق وصل معشوقه ومشاركة الزوج والسيد ففي ذلك من اثم ظلم الغير ما لعله لا يقصر عن اثم الفاحشة ان لم يربو عليها يعني اذا كان عشقه لذات زوج لا لا يخلو منا حالتين لا يخلو من حالتين اما ان يا يسعى في الوقوع في الفاحشة المحرمة وهذا فيه من الفساد ما فيه او يسعى في تخبيبها على زوجها حتى تنفصل منه وهذا ايضا فيه من المفاسد ما فيه. نعم قال رحمه الله ولا يسقط حق الغير بالتوبة من الفاحشة. هذه مسألة مهمة جدا يعني لا يسقط حق الغير بالتوبة الان عندما يعني شخص والعياذ بالله يخبب امرأة على زوجها ويفسد العلاقة التي بينها. او حتى يقع في الفاحشة ذات زوج فيفسد فيفسد عليه فراشه او يعلق فيها نطفة منه فتحمل ويدخل عليه في بيته ولدا ليس من ولده وانما من ماء غيره او نحو ذلك ثم يتوب التوبة التي بينه وبين الله سبحانه وتعالى التوبة التي بينه وبين الله في اه ما هو حق الله سبحانه وتعالى ان صدق فيها فهي مقبولة لكن الفساد الذي ترتب على فعلاته ومنكراته هذه لا تسقط بالتوبة. هذه لا تسقط بالتوبة لان هناك حقوق وظلم الغير والحقوق مؤداة يوم القيامة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لتؤدن الحقوق يوم القيامة. حتى انه يقاد للشاة الجلحى من الشاة القرناء فكيف بابن ادم بالعقل والفهم والدراية نعم قال رحمه الله ولا يسقط حق الغير بالتوبة من الفاحشة فان التوبة وان اسقطت حق الله فحق العبد باق له المطالبة به يوم القيامة فان ظلم فان ظلم الوالد فان ظلم الوالد بافساد فلذة كبده ومن هو اعز ظلم الوالد عندنا بافساد فلذة كبده ومن هو اعز عليه من نفسه لعلها فلدة فلدة كبده يعني قطعة من كبده فلذة كبده الولد يقال له فلذة الكبد الفلدة من الشيء القطعة منه فهو فلذة كبد والده اي قطعة من كبده ويقال له ايضا ثمرة الفؤاد يقال للولد فلذة الكبد لانه قطعة من الكبد ويقال له ايضا ثمرة الفؤاد وهذا السؤال اطرحه الان عليكم من الذي سمى او وصف الولد بانه ثمرة الفؤاد من الذي وصف الولد بهذه الصفة ثمرة الفؤاد. نعم الله جل وعلا سبحانه وتعالى الله هو الذي سمى وصف الولد بهذه الصفة في الحديث الذي في المسند وغيره قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا قبضت الملائكة روح ولد العبد المؤمن قال الله تعالى قبضتم ولد عبدي؟ فتقول الملائكة نعم فيقول الله قبضتم ثمرة فؤاده فتقول الملائكة نعم فيقول الله ماذا قال عبدي؟ قالت الملائكة حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. الشاهد من الحديث الله سماه ثمرة الفؤاد الولد الولد شأنه عظيم مكانته عظيمة عند عند والده هو قطعة منه. وقطعة منه وفلذة كبده قطعة من كبده وثمرة فؤاده. ثمرة الفؤاد التي جاء ذكرها في هذا الحديث آآ ثمرة الفؤاد الفؤاد هو هو الخلاصة واذا كان الولد ثمرة الفؤاد فهو لب اللب وخلاصة الخلاصة صح ولب اللب وخلاصة الخلاصة وهذا مما يبين المكانة. فاذا جاء من هؤلاء الذين وقعوا في هذا الفساد فافسد على المرء ولده افسد عليه ولده واوقعه في فاحشة اوقعه في رذيلة اوقعه في الدنايا كم هذه كم تكون هذه الجناية على المرء عندما يفسد عليه ولده فلذة كبده وثمرة فؤاده فيقول ابن القيم فان من ظلم الوالد افساد ولده وفنذة كبده وهو من اعز اه ومن هو اعز عليه من نفسه انظر يعني مكانة الولد كيف تكون الجناية على الانسان عندما يفسد عليه ولده بان يستجر الى فاحشة او رذيلة او او غير ذلك نعم قال رحمه الله وظلم الزوج بافساد حبيبه والجناية على فراشه اعظم من ظلمه باخذ ماله كله. نعم يعني لو انه عليهم باقدم ماله ولو ملايين كثيرة اهون عليه من العرض العرظ آآ امره خطير جدا ولا يقارن بالمال بل بل ان الانسان يمكن ان يضحي بماله كله ما في سبيل ان يحفظ عرظه بل يضحي بروحه في سبيل ان يحفظ عرظه وشرفه. نعم قال رحمه الله ولهذا يؤذيه ذلك اعظم مما يؤذيه اخذ ماله. نعم الاذية في في في هذا اشد من اه الاذية في اخذ المال نعم قال رحمه الله ولا يعدل ذلك عنده الا سفك دمه. فيا له من ظلم اعظم اثما من فعل الفاحشة فان كان ذلك حقا لغاز في سبيل الله وقف له الجاني الفاعل يوم القيامة وقيل له خذ من حسناته ما شئت كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فما ظنكم اي فما تظنون يبقي من حسناته اذا كان الذي اذا كان هذا العاشق خبب او افسد زوجة غاز خرج في الغزو في في سبيل الله فهذا جريمته ايضا من اشنع الجرائم. ولهذا جاء في حديث خاص ان انه يوقف يوم القيامة ويقال لذلك الغازي الذي جنى هذا الرجل على زوجته خذ من حسناته ما شئت يقول النبي عليه الصلاة والسلام فما ظنكم اذا قيل له يوم القيامة خذ ما شئت من حسناته فما ظنكم يعني هل تظنون انه سيأخذ حسنة حسنتين ويقول تكفيني هذه يقال له خذ من حسناته ما شئت فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنكم؟ يعني ما ظنكم انه كم سيأخذ من حسنة الذي يظننا في ذلك اليوم العصيب الذي يبحث الانسان فيه عن الحسنة والحسنتين انه لن يبقي شيئا خذ من حسناته يقال خذ من حسناته ما شئت نعم قال رحمه الله فان انظاف الى ذلك ان يكون المظلوم جارا او ذا رحم تعدد اذا كان جار او ذا رحم اذا كان المظلوم عليه جار فهذا اشد وهذا ايضا جاء فيه نص جاء في نص خاص عن النبي عليه الصلاة والسلام انها تزاد لما سئل اي الذنب اعظم فذكر الشرك ثم ذكر قتل الولد خشية ان يطعم مع والده ثم ذكر ان يزاني بحليلة جاره خصها بالذكر لان الاصل ان جانب الجار جانب امان يؤمن تؤمن البوائق هذا الاصل في ما تقتضيه الاخوة الايمانية فاذا كان الفساد يأتي من اه من جهة اه الجار اذا كانوا في الجاهلية في مع جاهلية منهم من يعظم حق الجار. يقول الشاعر الجاهلي واغض طرفي ان بدت لي جارتي. وهو شاعر جاهلي فالجار له حق له حق خاص فاذا جاء الفساد من جهة الجار فهذه جريمة عظيمة جدا. نعم قال رحمه الله فان انضاف الى ذلك ان يكون المظلوم جارا او ذا رحم تعدد الظلم وصار ظلما مؤكدا بقطيعة الرحم واذى الجار ولا يدخل الجنة قاطع رحم ولا من لا يأمن جاره بوائقه. نعم هذا الشيخ خاص في الجار وذا الرحم. لا يدخل الجنة قاطع من اعظم قطيعة للرحم هذا الفساد ومن اعظم الاذية للجار ايضا هذا الفساد نعم قال رحمه الله فان استعان العاشق على وصال معشوقه بشياطين الجن اما بسحر او استخدام او نحو ذلك ضم الى الشرك والظلم كفر السحر فان فان لم يفعله هو ورظي به كان راظيا بالكفر غير كاره لحصول مقصده به. وهذا ليس ببعيد من الكفر. هذا ايضا يحصل يعني بعضهم عندما يقع في قلبه عشق لا لا لاحد وتعلق ثم يكون المعشوق متأبيا ممتنعا فقد يستعين عليه اما كما تقدم بديوث يكون واسطة بينه وبين فان لم ينجح في ذلك استعان عليه بالسحر والسحرة والعياذ بالله والسحر فيه ما يسمى سحر الصرف والعطف السحر فيه ما يسمى بسحر اه الصرف والعطف وهذا ذكر في القرآن في سورة البقرة قال يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه هذا صرف والعطف عكس ذلك اكسو ذلك فقد يستعين على على عمله هذا وفاحشته هذه بالسحرة والعياذ بالله فيجمع مع اه مع الظلم يجمع مع الظلم الشرك والكفر نعم قال رحمه الله والمقصود ان التعاون في هذا الباب تعاون على الاثم والعدوان. الله جل وعلا يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان هذي قاعدة. قاعدة عظيمة جدا في التعاملات وفيما يؤتى ويترك هذه قاعدة عظيمة ان الاصل في اهل الايمان ان يكون ان يكون تعاونهم على البر والتقوى ولا يتعاونون على شيء من الاثم والعدوان. نعم قال رحمه الله واما ما يقترن بحصول غرض العاشق من الظلم المنتشر المتعدي ضرره فامر لا يخفى. نعم يعني كثير اداء الذي يقترن بالعشق في سبيل حصول غرض العاشق ما يترتب عليه من الفاسدة هذه والاضرار وهذه امر لا يخفى. نعم قال رحمه الله فانه اذا حصل له مقصوده من المعشوق فللمعشوق اغراض اخر يريد من العاشق اعانته عليها. هذه جهة اخرى في في الفساد ايضا قد يكون المعشوق يستغل اه عشق هذا الشخص له فيكون له ايضا مطامع وارب وهذا فساد اخر من جهة المعشوق. نعم قال رحمه الله فلا يجد من اعانته بدا فيبقى كل منهما يعين الاخر على الظلم والعدوان فالمعشوق يعين العاشق على ظلم من يتصل به من اهله واقاربه وسيده وزوجه. والعاشق يعين المعشوق على ظلم من يكون المعشوق متوقفا على ظلمه؟ نعم هذا عندما يكون الفساد من الجهتين؟ نعم فكل منهما يعين الاخر على اغراضه التي يكون فيها ظلم الناس. فيحصل العدوان والظلم للناس بسبب اشتراك بهما في القبح لتعاونهما بذلك على الظلم. نعم بسبب اشتراكهما في القبح. يعني هذا عندما يكون الفساد من الجهتين من الطرفين. العاشق احيانا قد يكون الفساد من جهة العاشق وحده والمعشوق في اذى منه وفي بغظ الله وكراهية لصنيعه ونفرة منه لكن قد يكون الامر من الجهتين ويكون لكل منهما نوع من الطمع نعم قال رحمه الله فكل منهما يعين الاخر على اغراضه التي يكون فيها ظلم الناس فيحصل العدوان والظلم للناس بسبب اشتراكهما في القبح لتعاونهما بذلك على الظلم كما جرت العادة بين العشاق معشوقين من اعانة العاشق لمعشوقه على ما فيه ظلم وبغي وعدوان حتى ربما يسعى له في منصب لا يليق به ولا يصلح لمثله وفي تحصيل مال من غير حله وفي استطالته على غيره فاذا اختصم معشوقه وغيره او تشاكيا لم يكن الا في جانب المعشوق ظالما كان او مظلوما هذا الى ما ينضم الى ذلك من ظلم العاشق للناس بالتحيل على اخذ اموالهم. نعم هذا يحصل يعني العاشق قد يكون اينال مراده الا بمال ولا يكون عنده مال فيبدأ يفكر بالسرقة واستلاب الاموال والغش حتى يحصل اموالا آآ يصل بها معشوقة. مثله تماما من يتعاطى المخدرات ويتعاطى المخدرات ثم تحتاج منه الى مال ليشتري به المخدرات فيلجأ الى السرقة والى آآ ما كان من هذا القبيل اخذ اموال الناس بالحق بغير حق من اجل ان يصل الى غرظه. نعم قال رحمه الله هذا الى ما ينضم الى ذلك من ظلم العاشق للناس بالتحيل على اخذ اموالهم والتوصل بها الى المعشوق او غصب او خيانة او يمين كاذبة او قطع طريق ونحو ذلك وربما ادى ذلك الى قتل النفس التي حرمها الله ليأخذ ماله يتوصل به الى معشوقه فكل هذه الافات واضعافها واضعاف اضعافها تنشأ تنشأ من عشق السور. وربما حمل على الكفر الصريح وقد تنصر جماعة ممن نشأ في الاسلام بسبب العشق كما جرى لبعض المؤذنين حين ابصر امرأة جميلة على سطح ففتن بها. فنزل ودخل عليها وسألها نفسها فقالت هي نصرانية فان دخلت في ديني تزوجت بك ففعل فرق ذلك اليوم على درجة عندهم فسقط منها فمات ذكر هذا عبد الحق في كتابه العاقبة الحق الاسبيلي وسبق النقل المصنف عنه فيما تقدم نقلا جميلا من كتابه العاقبة. نعم قال رحمه الله واذا اراد النصارى ان ينصروا الاسير اروه امرأة جميلة وامروه ان تطعمه في نفسه. امروها ان تطمعه احسن الله اليكم واذا اراد النصارى ان ينصروا الاسير اروه امرأة جميلة وامروها ان تطمعه في نفسها. حتى اذا تمكن حبها من قلب بذلت له نفسها ان دخل في دينها. فهنالك يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. الان في آآ زماننا هذا الزمان الفتن الصور وفسوها وانتشارها من خلال الاجهزة الوسائل الحديثة والصور التي فيها التهتك وفيها التعري فيها اظهار المفاتن والمحاسن والعورات ايضا هذه الصور تعمل عمل شديد في القلوب ولها مضرة كبيرة في النفوس ومثل هذه الصور لا يظن الانسان انه مجرد انه يراها وينتهي الامر المشكلة لا تنتهي عند هذا الحد بل ان الصورة تنطبع في القلب تنطبع في القلب ولهذا يكون الانسان ربما لم يرأ الصورة الا من شهور كثيرة ويجد امامه في منطبعة في قلبه يستحضر ذلك المنظر ويتجدد في نفسه. يتجدد بتجدده فساد في قلبه ومرض في قلبه والشريعة نهت عن النظر المحرم لما فيه من المظرة على القلوب بعشق الصور والتعلق بها والتعلق بها اصبح اعداء دين الله من خلال هذه الوسائل يا يتفننون في طريقة العرظ عرض سور النساء بالصور المختلفة كل ذلك لافساد القلوب. وامراض النفوس واضعاف الايمان والايقاع في الرذيلة اه الفاحشة والفساد فهذا باب خطير جدا ومضرته عظيمة. ويحتاج من المرء الى عظيم مجاهدة لنفسه وزم لها بزمام الشرع وابعاد عن موارد الفتنة والفساد. نعم قال رحمه الله وفي العشق من ظلم كل واحد من العاشق والمعشوق لصاحبه بمعاونته. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا ان استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا