الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل وها هنا امر عظيم يجب على اللبيب الاعتناء به وهو ان كمال اللذة والفرح والسرور ونعيم القلب وابتهاج الروح تابع لامرين احدهما كمال المحبوب في نفسه وجماله وانه اولى بايثار الحب من كل ما سواه. احدهما كمال وجمال احدهما كمال المحبوب في نفسه وجماله وانه اولى بايثار الحب من كل ما سواه والامر الثاني كمال محبته واستفراغ الوسع في حبه وايثار قربه والوصول اليه على كل شيء وكل عاقل يعلم ان اللذة بحصول المحبوب بحسب قوة محبته فكلما كانت المحبة اقوى كانت لذة المحب اكمل فلذة من اشتد ظمأه بادراك الماء الزلال ومن اشتد جوعه باكل الطعام الشهي ونظائر ذلك على حسب شوقه شدة ارادته ومحبته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا فصل عقده رحمه الله تعالى في تتميم ما سبق بيانه حيث ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق باللذة والفرح لذة المرء وفرحه باي شيء ايا كان قوة هذه اللذة وضعفها راجع الى احد امرين ذكرهما رحمه الله الاول كمال الا المحبوب كل ما كان المحبوب اكمل واحسن فالمحبة تكون له اقوى واشد والامر الثاني كمال المحبة كمال المحبة فاذا اجتمع هذا هذان الامران كمال المحبوب مع كمال محبته قويت اللذة والفرح به قويت اللذة والفرح به مراد ابن القيم رحمه الله تعالى بهذا مداواة النفوس بان تفقه هذا الباب لان المرء وان فرح بي ملذات الدنيا فليس الفرح الذي بهذه الملذات فرح تام هذا ان كانت مباحة. اما ان كانت محرمة فهذا الفرح يعقبه الام وحسرات وندامة عظيمة في دنياه واخراه ولهذا باب اللذة وباب الفرح بما يلتذ به ويفرح به لابد ان يفقه في ضوء هذه القاعدة التي ذكر رحمه الله تعالى كمال المحبوب وكمال محبته كمال المحبوب وكمال محبته كلما كان آآ المحبوب كاملا وكانت محبته كاملة كانت اللذة به والفرح به اعظم ذكر رحمه الله مثالا فيما تحصل به اللذة من متع الدنيا الطعام والشراب عندما يجد العطشان الماء وقد اشتد به العطش ويشربه مع شدة عطشه يجد له لذة لا يجدها عندما يشرب من الماء نفسه وهو رويان وقل مثله الطعام عندما يأكله وهو على اشد ما يكون من الجوع يأكله ويجد له لذة لا يجدها عندما يأكله على شبع وعلى عدم حاجة وهكذا في سائر الاشياء لو لو ان الانسان اكتسى ثوبا عن حاجة اليه لوجد له جمالا بخلاف انكساه على اثواب عديدة عنده مثله. واجود منه لا يرى فيه شيئا. والاخر الثوب نفسه يرى فيه من الجمال والمتعة ما لا يراه الاخر. فاذا هناك اعتبارات فيما يمتد به الانسان واذا كانت هناك اعتبارات فلا بد ان ينظر الى هذا المقام وان يلتفت اليه بشكل جيد حتى يحسن المرأة الموازنة فيما يلتذ به فلا يكون عنده افراط او تفريط افراط بلذة غير مباحة او محرمة او يا يتبعها ندمات او تفريط في لذة هي اوجب اللذات واعظمها واهنئها واذا عرف قال رحمه الله واذا عرف هذا فاللذة والسرور والفرح امر مطلوب في نفسه بل هو مقصود كل حي واذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي تذم اذا اعقبت الما اعظم منها او منع لذة خيرا واجل منها. نعم هذا هو الان التفقه في هذا الباب. باب اللذة. اللذة من حيث هي مطلوبة كل يطلبها ما احد يقول من الناس انه لا يبحث عن عن لذة ولا يطلب فرحا اللذة هو الفرح هي مطلوب كل انسان كل انسان يطلب لذة يطلب فرحا لكن ليسوا ليس الناس سواء في فقه ما يلتذ به نظرا فيه من حيث هو ونظرا فيه من حيث عواقبه ومآلاته فكثير من الناس لذته في حدود اه آآ حدود ناظريه الدانية عنده حدود انفه لا يتجاوز ذلك ليس عنده نظر في العواقب والمآلات اللذة والسرور والفرح امر مطلوب في نفسه بل هو مقصود كل حي وعاقل واذا كانت كذلك هي مطلوب كل حي فلا يلام الا اذا كانت اللذة مطلوبة في نفسها فهي تذم اذا اعقبت ندما يعني لا تلام او لا لا تذم من حيث هي لكن تلم اه تذم ويلام فاعلها من حيث انحراف المسار فيها اذا انحرف في المسار اما طلب اللذة امر جبلت النفوس على ذلك فهي تذم اذا اعقبت الما اعظم منها من اللذات لذة تعقب الما ومن اللذات لذة تعقب سعادة ومن اللذات لا هذا ولا هذا فهذا الباب جدير بالمرء ان يفقهه فيما يا يلتذ به هناك لذات تعقب ندم ندم عظيم وحسرة عظيمة في دنيا المرء اخرى وهناك لذات تعقب فرحا وسعادة في الدنيا والاخرة وهناك لذات لا هذا ولا هذا وسيأتي عند المصنف لاحقا بعظ التفصيل لذلك اذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي تذم اذا اعقبت الما اعظم منها او منعت لذة خيرا منها واجل اذا اشتغل الانسان لذة مباحة مثلا حالت بين آآ لذة واجبة لان الصلاة هذا مما تقر به النفوس وتلتد وترتاح وهي راحة وقرة عين فاذا اشتغل الانسان بمباح حال بينه وبين هذه اللذة وهذه الهنائة بالصلاة او اشتغل بامر محرم او نحو ذلك فهذا كله من الفساد العريض في هذا الباب باب التلذذ بمتع الدنيا ما كان منها مباحا يحول بين واجب او او او اللذات المحرمة التي تعقب ندامة وحسرة. نعم قال رحمه الله فكيف اذا اعقبت اعظم الحسرات وفوتت اعظم اللذات والمسرات؟ نعم هذا عندما ينحرف الانسان الانحراف في هذا الباب فينشغل بالملذات المحرمة الى ان تنقضي عمره وتتصرم ايام حياته وهو في هذه المحرمات ثم يلقى الله سبحانه وتعالى بذلك فما اعظم ندامته وما اشد حسرته. نعم قال رحمه الله وتحمد اذا اعانت على لذة عظيمة دائمة مستقرة لا تنغيص فيها ولا نكد بوجه ما وهي لذة الاخرة ونعيمها وطيب العيش فيها نعم يعني اللذة تحمد اذا عانت على لذة عظيمة دائمة مستقرة المقصود باللذة العظيمة الدائمة المستقرة لذة الاخرة ليس في الدنيا اطلاقا لذة دائمة مستقرة اما ان تذهب عن المرء اللذة نفسها او ان يذهب هو عنها او تكون اللذة عنده ولا يستطيع ان يتلذذ بها لما حصل لجسمه من الضعف والمرض والانهاك فلا يلتد فقد لا تكون موجودة وقد تكون موجودة فلا يلتذ بها وقد تكون موجودة ويمتد بها لكنها لا تستقر. وهذا شأن الدنيا. نعم هذا شأن الدنيا في كل متعها فليس من الحكمة ولا من العقل ان ينشغل الانسان بهذه المتع الزائلة الفانية التي تحرمه من المتعة الدائمة المستقرة التي لا نكد فيها باي وجه من الوجوه التي هي متعة الاخرة نعم قال رحمه الله قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى وقال السحرة لفرعون لما امنوا فقظي ما انت قاظ انما تقظي هذه الحياة الدنيا انا امنا بنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى بل تؤثرون الحياة الدنيا هذا واقع كثير من الناس تصاب القلوب بذلك يعني ايثار العاجل. ايثار العاجل باي شيء يداوى او تداوى النفس اذا كان فيها هذا الايثار للعاجل بما ذكره الله تلو ذلك مباشرة. قال والاخرة خير وابقى والاخرة خير وابقى فالمداواة ان يذكر المرء نفسه ان الاخرة خير له من هذا بما تعنيه كلمة خير من معنى وابقى اما هذا فهو فان ليس ليس بباق مهما عظمت لذة المرء به لن يبقى له اما ان يذهب هو عما يلتذ به او يذهب عنه هذا الشيء الذي يلتذ به لا يبقى فليس من النصح للنفس ولا من الحكمة ولا من العقل ان ينشغل بهذا الذي يذهب ولا يبقى ويكون سببا لحرمانه من اللذة الباقية والاخرة خير وابقى. والله خير وابقى. نعم قال رحمه الله والله سبحانه خلق الخلق لينيلهم هذه اللذة الدائمة في دار الخلد واما الدنيا فمنقطعة ولذاتها لا تصفو ابدا ولا تدوم بخلاف الاخرة فان لذاتها دائمة ونعيمها خالصوا من كل كدر والم. نعم فيها الدوام وفيها الخلوص فيها الدوام الذي هو الاستمرار وعدم الانقطاع لا مقطوعة ولا ممنوعة مستمرة دائمة خالدين بما فيها ابد الاباء وفيها الخلوص من المنكدات والمنغصات والالام كل هذه لا توجد في في لذة الاخرة ففيها دوام واستمرار وابدية وخلود وفيها السلامة من كل منغص او مكدر نعم قال رحمه الله وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين مع الخلود ابدا. ولا تعلم نفس ما اخفى الله لعباده فيها من قرة اعين بل فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نعم نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلا لنا اجمعين من واسع فضله. نعم وهذا المعنى الذي قصده الناصح لقومه بقوله يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار. نعم هذا الناصح من ال فرعون في في نصيحته لي لقومه دعاهم الى اتباعه الى الهدى الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى به وجعله من اهله وذكرهم بان هذه الدنيا التي الهتهم وفتنتهم اشغلتهم انما هي متاع اي متاع منقضي منصرم زائل فان وان الاخرة هي دار القرار وان الاخرة هي دار القرار هي دار النعيم المستقر الدائم الذي لا ينقطع ولا يحول ولا يزول نعم قال رحمه الله فاخبرهم ان الدنيا متاع يستمتع بها الى غيرها. وان الاخرة هي المستقر. نعم. واذا عرف كأن لذات الدنيا ونعيمها متاع ووسيلة الى لذات الاخرة ولذلك خلقت الدنيا ولذاته. ولذلك خلقت الدنيا ولذاتها فكل لذة اعانت على لذة الاخرة واوصلت اليها لم يذم تناولها بل يحمد بحسب ايصالها الى لذة الاخرة اذا عرف هذا فاعظم نعيم الاخرة ولذاتها النظر الى وجه الرب جل جلاله. وسماع كلامه منه قرب منه كما ثبت في الصحيح في حديث الرؤيا فوالله ما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وفي حديث اخر انه اذا تجلى لهم ورأوه نسوا نسوا ما هم فيه من النعيم وفي النسائي ومسند الامام احمد من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. نعم يقول رحمه الله اذا عرف اي ما سبق فاعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الله الكريم هذا النظر هو اعظم نعيم في الدار الاخرة واكمله ان يرى المرء المؤمن ببصره ربه خالق هذا الكون ويرى جلاله وجماله وكماله سبحانه وتعالى يرى ربه سبحانه وتعالى ذي الجلال والكمال فهذه الرؤية هي اكمل لذة واعلى نعيم فلا يليق بعاقل ادرك ان هذه اللذة متحققة لاهل الايمان ان يفعل من الامور والاسباب التي تحرمه منها او يترك الاسباب التي توصله اليها وهذا مقام بينه النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره لهذه اللذة. لذة النظر الى الله سبحانه وتعالى لما قال في الحديث الصحيح انكم سترون ربكم يوم القيامة يخاطب اهل الايمان انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا في رؤيته لما ذكر هذه الرؤيا وشوق اليها وتوق النفوس لان تنالها حذرهم مما يحول بينهم وبينها قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا كانه يقول انتبهوا هذه الرؤيا هذا هذه الندة هذا النعيم الذي اكمل نعيم حاصل لاهل الايمان اياكم ان يحول بينكم وبينه معوقات تكون سببا للحرمان. ان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة الفجر وصلاة العصر خصهما بالذكر في هذا الحديث لان من ضيعهما فهو لما سواهما اضيع. ومن حافظهما ومن حافظ عليهما كانتا اعون له على المحافظة على غيرهما من الصلوات وايضا سائر العبادات. استعينوا بالصبر والصلاة. الصلاة في المحافظة عليها معونة على على الطاعات الاخرى وفي التضييع لها ايضا معونة على التضييع للطاعات الاخرى وهذه مضرة عظيمة على الانسان وهذا السر الذي لاجله خصت بالذكر. الصلاة التي هي اعظم العبادات قال فان استطعتم الا تغلبوا وانتبهوا هنا في هذا المقام الى قوله الا تغلبوا حتى ينتبه المرء ان ثمة غوالب كثيرة جدا في الدنيا تغلب الانسان على الصلاة وعلى غيرها من الطاعات التي توصل الى هذه اللذة العظيمة فاذا كان يريد لنفسه ان يهنأ بهذه اللذة العظيمة فليحذر من ما يعيقه عن ذلك ويغلبه على ذلك ان تغلبوا وهذا من نصح النبي عليه الصلاة والسلام لامته صلى الله عليه وسلم وفي حديث صهيب وهو في صحيح مسلم قال النبي عليه الصلاة والسلام فوالله ما اعطاهم اي الله شيئا احب اليهم من النظر الى اليه وهذا فيه ان النظر الى الله سبحانه وتعالى هو اعظم لذة اعظم لذة ينالها اهل الجنة واعظم نعيم يناله اهل اهل الجنة في الجنة قال وفي حديث اخر انه اذا تجلى لهم ورأوه نسوا ما هم فيه من النعيم يشير الى حديث في سنن ابن ماجة ذكره رحمه الله هنا بالمعنى واسناده ايضا آآ فيه مقال فيه ضعف لكن يغني عنه الحديث الذي قبله وهو في صحيح مسلم قال وفي النسائي ومسند الامام احمد عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في دعائه في صلاته هذا الدعاء قاله في الصلاة قبل ان يسلم قال اللهم واسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك قبل ان يسلم دعا بهذه الدعوة صلوات الله وسلامه عليه وهذا يوضح لنا ما سبق الارتباط الذي بين الصلاة والرؤية الارتباط الذي بين الصلاة والرؤية. الصلاة فيها ارتباط عظيم بالرؤية الذي ضيع الصلاة حكم على نفسه بالحرمان لان الرؤية هو غير ذلك من النعيم نعيم الاخرة لا لا ينال بمجرد الاماني ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. ليس بالاماني لابد من عمل لابد من عمل فالصلاة لها صلة عظيمة جدا بالرؤيا لها صلة عظيمة جدا بالرؤية فمن حافظ عليها حافظ على ما ينال به نعيم الاخرة واشرفه واعلاه واهنئه والذه رؤية الله سبحانه وتعالى ومن ضيعها حكم على نفسه بالحرمان وهذا الذي دلت عليه السنة دل عليه ايضا القرآن في سورة القيامة قال الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة جميلة بهية الى ربها ناظرة قال الحسن البصري حق لها ان تنظر ان تكون جميلة حسنة وهي تنظر الى الله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى هذا القسم الثاني اهل الوجوه الباسرة من صفات ولا صلى اما اهل الوجوه الناظرة التي تنظر الى الله فهم اهل الصلاة اهل التصديق والايمان واهل الصلاة والطاعة الرحمن فلا تنال الرؤيا بمجرد الاماني لابد من عمل في هذه الحياة يؤهل المرء لان يكون من اهلها نسأل الله عز وجل لذة النظر الى وجهه والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ظالين ولا مضلين. نعم قال رحمه الله وفي كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد رحمه الله مرفوعا كأن الناس يوم القيامة لم يسمعوا القرآن اذ سمعوه من الرحمن فكأنهم لم يسمعوه قبل ذلك نعم واذا عرف هذا فاعظم الاسباب التي تحصل هذه اللذة هو اعظم لذات الدنيا على الاطلاق وهو لذة معرفته سبحانه ولذة محبته فان ذلك هو جنة الدنيا ونعيمها العالي ونسبة لذاتها الفانية اليه كتفلة في بحر فان الروح والقلب والبدن انما خلق لذلك فاطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته والذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته فمحبته ومعرفته قرة العيون ولذة الارواح وبهجة القلوب. ونعيم الدنيا وسرورها. بل لذات القاطعة عن ذلك تنقلب الاما وعذابا ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك فليست الحياة الطيبة الا بالله وكان بعض المحبين تمر به اوقات فيقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب وكان غيره يقول لو علم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. نعم نعم يذكر رحمه الله اه هنا ان في الدنيا لذة من حصلها حصل لذة الاخرة وفي الدنيا جنة من دخلها دخل جنة الاخرة يذكر هنا رحمه الله ان في الدنيا لذة من ذاقها ذاق لذة الاخرة وفي الدنيا جنة من دخلها دخل الجنة الاخرة وهذه اللذة التي في الدنيا هي لذة الايمان وجنة الطاعة والرضا بالله وذوقي حلاوة الايمان وطعمه وعمارة القلب بمحبة الله وطاعته والانس به سبحانه وتعالى. فهذه اذا وجدت في الدنيا اعقبت نيل لذة الاخرة والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى والهناءة بالنظر الى وجهه الكريم في في جنات النعيم فهذه اللذة التي هي في الدنيا لذة المعرفة معرفة الله ومحبته واجلاله فان ذلك هو جنة الدنيا فان ذلك هو جنة الدنيا ونعيمها العالي. هذا نعيم معجل في في في هذه الحياة الدنيا ولا تساوي شيء لذات الدنيا مع هذه اللذة. ولا اه يدرك هذا بشرح في كتاب هذا الكلام لا يدرك بشرح في كتاب او يقرأ في سطور وانما لا ينال كما سبق ان اشار الى قريب من هذا المعنى لا ينال الا بذوقه والهناءة به قال فاطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته. والذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته. وهذا منبني على هذا. هذا على هذا قال كان بعظ المحبين تمر به اوقات فيقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب يعني مما يجد لذة في هذه الحياة الدنيا وقرارة عين بطاعته لله وحبه وانسه به سبحانه وتعالى واذا كان واذا كان صاحب المحبة الباطلة التي هي عذاب على على التي هي عذاب على قلب المحب يقول في حاله. وما الناس الا العاشقون ذوو الهوى ولا خير فيمن لا يحب ويعشق. يكفي مثال واحد فكيف فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب الارواح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة الا بها واذا فقدها القلب كانت كان المه اعظم من الم العين اذا فقدت نورها. والاذن اذا فقدت سمعها. والانف اذا فقد شمه واللسان اذا فقد نطقه بل فساد القلب اذا خلا من محبة فاطره وبارئه والهه الحق اعظم من فساد البدن اذا خلا من الروح وهذا امر لا يصدق به الا من فيه حياة وما لجرح بميت ايلام. نعم. يقول رحمه الله يعني اذا كان صاحب المحبة الباطلة اذا كان صاحب المحبة الباطلة محبة العشق محبة الفساد اذا كان صاحب المحبة الباطل التي عذاب على قلبه يقول في في في هذه المحبة ان من لم ينل مثل هذه المحبة ولم يكن في قلبه مثل هذه العشق مثل هذا العشق فما ذاق شيئا في الدنيا هكذا يقول توهما وهذا مظيء في هذه الحياة مع التوهم وما اكثر المتوهمين ما اكثرهم في هذه الحياة مضوا مع التوهم اوهام يظنونها حقائق يظنونها حقائق ويغالون في مدحها اطرائها وهي ما هي الا اوهام اوهام زائفة فاذا كان صاحب المحبة الباطلة التي هي عذاب على قلبه كما سبق الشرح والبيان مفصلا عند آآ ابن القيم فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب؟ اذا كان هؤلاء قالوا في تلك المحبة الباطلة هذا القول فكيف الشأن بالمحبة التي هي حياة القلوب وغذاء الارواح اولئك في محبتهم الباطلة ذاقوا طعما خفي عليهم ما فيه من الظرر عليهم والعذاب والهلاك فاخذوا يمدحونه وينطرونه ويعده بعضهم انه الد شيء في الدنيا. هكذا يقولون ولهم في ذلك اشعار واشعار فكيف بمن اكرمه الله سبحانه وتعالى ولا وذاق اللذة الحقيقية في هذه الحياة لذة الانس بالله والمحبة لله والاجلال له عمارة القلب بطاعته ومحبته سبحانه وتعالى. فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب وغذاء الارواح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح الا بها اذا فقد القلب هذه اللذة مهما اوتي من ملذات الدنيا صار في الم اعظم من الم العين اذا فقدت نورها والاذن اذا فقدت سمعها والانف اذا فقد شمه واللسان اذا فقد نطقه بل فساد القلب اذا خلا من محبة بل فساد القلب اذا خلا من محبة فاطره وبارئه واله الحق اعظم من الفساد يكون للبدن اذا خلا من الروح وهذا الامر لا يصدق به الا من فيه حياة وما لجرح بميت ايلام. نعم قال رحمه الله والمقصود ان اعظم لذات الدنيا هو السبب الموصل الى اعظم لذة في الاخرة ولذات الدنيا ثلاثة انواع. والمقصود وما بعدها يؤجل وانبه ان غدا الخميس لا يوجد درس. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا