الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله والمقصود ان اعظم لذات الدنيا هو السبب الموصل الى اعظم لذة في الاخرة ولذات الدنيا ثلاثة انواع فاعظمها واكملها ما اوصل الى لذة الاخرة ويثاب الانسان على هذه اللذة اتم ثواب ولهذا كان المؤمن يثاب على ما يقصد به وجه الله من اكله وشربه ولبسه ونكاحه وشفاء غيظه بقهر عدو بالله وعدوه فكيف بلذة ايمانه ومعرفته بالله ومحبته له وشوقه الى لقائه وطمعه في رؤية وجهه الكريم في جنات النعيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلذات الدنيا متفاوتة واعظم لذاتها اللذة التي توصل صاحبها الى لذة الاخرة وهذا باب ينبغي ان يحسن المسلم التفقه فيه لان اللذة من حيث هي مطلوبة لكل انسان لكن كثيرا من الناس يقصد اتيان لذاته دون ان يفقه مالاتها وعواقبها وما يترتب عليها او ما ايضا تجنيه عليه من فوات لذات اعظم وخيرات اكبر ولهذا فان هذا الباب باب يحتاج الى فقه وكثير من الناس يبحث عن لذاته واحدة تلو الاخرى دون ان يتفقه ودون ان ينظر في المآلات والعواقب ودون ايظا ان يوازن بين لذة ولذة وفي هذا الموطن يبين رحمه الله تعالى ان لذات الدنيا انواع وهذا الذي سيبينه رحمه الله تعالى نافع جدا ان يتأمله المسلم وان يبني عليه سيرة في باب تحصيل في باب تحصيل اللذات تفقها في هذا الباب العظيم لذات الدنيا كما قدمت متفاوتة لكن اعظمها اعظم هذه اللذات لذات الدنيا اللذة التي توصل للدار الاخرة توصل للذة الدار الاخرة قال اعظم لذات الدنيا هو السبب الموصل الى اعظم لذة في الاخرة. الى اعظم لذة في الاخرة ثم بين رحمه الله تعالى ان لذات الدنيا ثلاثة انواع وهذا باب كما قدمت باب مهم جدا ينبغي ان يفقه في امري اللذات لذات الدنيا ثلاثة انواع اعظمها واكملها ما اوصل الى لذة الاخرة ويثاب الانسان على هذه اللذة اتم الثواب فهذا النوع من اللذات هو اعظم لذة اذا كان اذا كانت لذة عليها ثواب اذا كانت لذة عليها ثواب اذا اذا كانت لذة عليها اجر فهي اعظم لذات الدنيا ولهذا كان المؤمن يثاب على ما يقصد به وجه الله من اكل وشرب ولباس ونكاح وشفاء غيظ بقهر عدو وغير ذلك وهذا ايضا من ما ينبغي ان يفقه في باب اللذات ان الفعل الواحد ان الفعل الواحد قد يكون من شخص موصلا الى لذة الاخرة ومن اخر الفعل نفسه غير موصل الى لذة الاخرة وهو فعل واحد يفعله الشخصان على حد سواء لكن لما اختلفت النية فاراد به الاول وجه الله والاخر لم يرد ذلك اصبحت لذة الاول سببا موصلا الى لذة الاخرة والثاني لم تكن موصلة لذته هذه الى لذة الاخرة هذا امر لكن هناك امر اعلى في مقام اللذة لذة الدنيا بل هي اعظم لذاتها وهي لذة الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا في الحديث الاخر قال ثلاث من كنا فيه وجد بهن حلاوة الايمان فهذه اللذة لذة الايمان التي لذة المعرفة بالله ومحبته والشوق الى لقائه والطمع في رؤية وجهه الكريم والانس به سبحانه وتعالى خضوعا وذلا وانكسارا هذه اعظم لذات الدنيا ومن دخل هذه الدنيا وخرج منها دون ان يحصل هذه اللذة فقد فوت على نفسه اعظم لذات الدنيا وخسر الخسران المبين قال رحمه الله النوع الثاني لذة تمنع لذة الاخرة وتعقب الاما اعظم منها. هذه اه هذا النوع من اللذات هو فعل قد يفعله اناس يجدون له لذة زائفة لكن عاقبة هذه اللذة حرمان من لذة الاخرة وهذه اللذة هي افسد اللذات واشنعها واعظمها مضرة على صاحبها اللذة التي تمنع لذة الاخرة وتعقب الاما اعظم منها مثال ذلك كلذة الذين اتخذوا من دون الله اوثانا مودة بينهم في الحياة الدنيا يحبونهم كحب الله ويستمتعون بعضهم ببعض كما يقولون في الاخرة اذا لقوا ربهم ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون. نعم هذه اللذة الزائفة التي اه تكون من المشركين المتخذين الانداد والاوثان مودة بين في الحياة الدنيا فهذه اللذة اه التي يجدها هؤلاء باتخاذ الانداد هي لذة زائفة حقيقتها تزين الشيطان لها وايهامهم انها لذة والا فانها اشد انواع الفساد في هذه الحياة الدنيا وابعد ما يكون عن اللذة الحقيقية والهناءة الحقيقية اضافة الى ما تعقبه من العواقب الوخيمة على اصحابها في الدنيا والاخرة نعم. قال رحمه الله ولذة اصحاب الفواحش والظلم والبغي في الارض والعلو بغير الحق نعم ولذتي اي وكلذتي معطوفة على ما ما قبل هذا نوع الاول نوع اخر الاول الشرك وهو اعظم الفساد ثم اللذة التي يجدها ارباب المعاصي والذنوب المعاصي والذنوب هذه ايضا لذة زائفة هي من تزيين الشيطان لهم لذة اصحاب الفواحش والظلم والبغي في الارظ والعلو بغير الحق هذي قد يجد الفاعل لها لذة لكنها لذة متوهمة لذة زائفة ومضرتها عليها وعواقبها او مضرتها عليه وعواقبها الوخيمة لا حد لها في دنيا المرء واخراه نعم قال رحمه الله وهذه اللذات هي في وهذه اللذات في الحقيقة انما هي استدراج من الله لهم ليذيقهم بها اعظم الالام. ويحرمهم بها اكمل اللذات. ويحرمهم بها اكمل اللذات. بمنزلة من ولغيره طعاما لذيذا مسموما يستدرجه به الى هلاكه قال تعالى هذه نعم هذه اللذة الموهومة حقيقتها حقيقة اي حقيقة ما يجد المرء الفاعل لها من لذة ان ذلك استدراج استدراج له استدراج له يمضي في هذا الاستدراج وينهمك في في هذا الباطل يستدرجه الله سبحانه وتعالى من حيث لا يعلم. ونستدرجه من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين هذه حقيقة هذه اللذة لكنها اه ما مآلها على فاعلها العاقبة الوخيمة في الدنيا والاخرة. فظرب مثالا يصور هذه اللذة على حقيقتها كشخص قدم له سم طعام حلو جميل المذاق او حلو المذاق ولكن فيه سم واخذ يشرب من هذا الطعام اللذيذ ويأكل من ويتلذذ به ومآل الامر ان حتفه بهذا الطعام او هذا الشراب فهؤلاء يتوهمون لذة في ان اتخاذ الاوثان والاخرون ايضا يتوهمون لذة في فعل الفواحش ثم لا تعقب العقوبة الوخيمة والالام العظيمة والمآلات الجسيمة التي تكون هي من اثار ارتكاب هؤلاء تلك الذنوب او تلك المعاصي او تلك اللذة المتوهمة. نعم قال رحمه الله قال تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين. نعم قال بعض السلف في تفسيرها كلما احدثوا ذنبا احدثنا لهم نعمة. كلما احدثوا ذنبا احدثنا لهم نعمة وهذا استدراج للكافر واستدراج ايضا للمبطل العاصي اذا احدث ذنبا احدثت له نعمة وتوهم بحدوث هذه النعمة انه لم يرتكب امرا خطيرا لم يرتكب جرما شنيعا وهذا استدراج استدراج ينبغي ان يفقه المرء اذا رأى من نفسه آآ تماديا في المعاصي والذنوب وفي الوقت نفسه وجد انه تتوالى عليه النعم نعم الدنيا ومتاعها الزائل فهذا استدراج له هذا استدراج له اذا رأى نفسه متمادي في المعاصي والذنوب والنعم تتوالى عليه فهذا استدراج لها كلما احدث قال بعظ السلف معنى الاية كلما احدث ذنبا احدثنا له اه نعمة اي استدراجا له نعم قال رحمه الله قال تعالى حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. هذه الاية فيها ذكر المآل. يعني الاولى فيها الاستدراج الاستدراج الذي يكون لهؤلاء بالنعم لكن المآل بعد هذا الاستدراج انهم اذا فرحوا بما اوتوا اخذهم الله سبحانه وتعالى بغتة فيستدرجون اولا ثم اه اخذ الله لهم العقوبة يأتيهم بغتة وتكون حينئذ ان النهاية الوخيمة والمآل الوخيم الذي يحصله هؤلاء نعم قال رحمه الله وقال تعالى في اصحاب هذه اللذات ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون وقال في حقهم فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون. نعم قد يتعجب اه انسان من وفور المال وكثرته بيد الكافر التوسعة عليه في المال لكن حقيقة هذا المال مع بقاء هذا الكافر على كفره عذاب عليه عذاب يعذب بهذا المال فهو مال لا خير فيه ولا يغبط عليه ولا يغبط عليه ولهذا ينبغي ان ان ينتبه لهذا يعني كثرة المال بيد الكافر او بيد الفاجر هذا ليس باب من ابواب التي يغبط عليها المرء ولهذا الذين قالوا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون هؤلاء لم يفقهوا الامر ليس عندهم علم ليس عندهم بصيرة ولهذا قال لهم الذين اوتوا العلم ثواب الله خير. لا تغركم هذه الاموال ومن لا يفقه اذا رأى كثرة المال غره وما يدري ربما ان هذا المال عذاب على صاحبه ووبال عليه وندامة واول ما تظهر الندامة لصاحب هذا المال اول ما تظهر عندما يعاين الموت عند عندما يعاين الموت ولهذا كم من اناس بايديهم اموال طائلة اذا عاينوا الموت تمنوا ان لم يكن عندهم ولا فلس واحد من هذا المال وانهم لم يحصلوا منه شيئا يندمون ندامة لا تفيدهم ولهذا جاء عن ثابت البناني رحمه الله ذكر ان عاملا لاحد العمال العمال كان هذا اللقب يطلق على الامراء ولا زال يطلق الان في بعض الدول يقال للامير العامل فكان عاملا لاحد العمال فجمع ماله ووضعه في سارية وبنى عليه دنانير كثيرة جمعاء ووضعها في سارية وبنى عليها فلما حضرته الوفاة دعا من امره ان يكسر هذا الجدار وان يخرج هذه الدنانير فانتثرت في الارض دنانير كثيرة جدا كان جمعها واخذ ينظر اليها ويقول يا ليتها كانت بعرا يا ليتها كانت بعرا. البعر هو الرجيع الذي يخرج من الدابة. يا ليت كانت عظيمة عنده لكن لما عاين الموت صغرت في عينه وتمنى ان لو كانت بعرا ولهذا كم من اناس عندهم ارصدة واموال طائلة خاصة اذا كان حصلها من وجوه غير مشروعة اذا عاين الموت يتمنى ان تلك الارصدة وتلك الاموال الطائلة التي عنده يتمنى ان لو كانت بعرا لكن امنية لا تجزي ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون بل لا يشعرون. الاية الاخرى قال فلا تعجبك امواله هذا ليس من مواطنة التي يغبط فيها الانسان او يأخذه آآ رغبة في ان يكون عنده هذا الذي عند ذلك الرجل لا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم وهم بها في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وبعدها ايضا في ايات قال ولا ولا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون في موطنين جاءت في سورة التوبة نعم قال رحمه الله وهذه اللذات تنقلب اخرا الاما من اعظم الالام كما قيل مآرب كانت في الحياة لاهلها عذابا فصارت في المعاد عذابا. حقيقة هذا باب مهم يعني فقهه من انفع ما يكون هذا الذي يتحدث عنه ابن القيم هو وصية اهل العلم الذين فقهوا هذا الامر فهذه اللذة تنقلب اخرا الاما من اعظم الالام اول اول امرها لذة لكن مآل امرها الم هو اشد الالم كما قيل مآرب كانت في الحياة لاهلها عذابا اي عذبة لذيذة يجدون لها لذة ومتعة وصارت في المعادي يوم لقاء الله سبحانه وتعالى عذابا يعذبهم الله سبحانه وتعالى بها انما يريد الله ليعذبهم بها. نعم قال رحمه الله النوع الثالث لذة لا تعقب لذة في دار القرار ولا الما. ولا تمنع اصل لذة دار وان منعتك ما لها وهذه اللذة المباحة التي التي لا يستعان بها على لذة الاخرة فهذه زمانها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها ان تشكو ولابد ان تصبغنا ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها. هذا النوع الثالث من اللذات الاولى التي هي سبب موصل الى لذة الاخرة والثانية هي التي هي سبب للحرمان من لذة الاخرة وموجبة العذاب والعقاب الاليم لكن النوع آآ الثالث من اللذات لا هذا ولا ذاك لا الاول ولا الثاني لا يترتب عليها لذة في الدار الاخرة ولتعقبوا ايضا عقوبة في الدار الاخرة وهي الاشياء المباحة التلذذ بما اباح الله التلذذ بما اباح الله من متع الدنيا التي اباحها الله واحلها لعباده بقيد وهو ان يتلذذ بها ولا ينوي بها نية تتعلق بالاخرة لان النية اذا اذا دخلت في المباح النية الصالحة اذا دخلت المباح دخل في باب العمل الصالح دخل المباح في باب العمل الصالح. واثيب عليه العبد اكله شربه نومه اتيانه اهله الى غير ذلك. هذه كلها تدخل في عمل المرء الصالح بالنية. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى هذا النوع من اللذة الذي هو لذة المباحات آآ هي المراد بها اللذة التي لا تعقب لذة في الدار الاخرة ولا ولا تعقب الما. لا تعقب لذة في الاخرة ولا تعقب الم امن في الاخرة فهذه لذة اللذة بالامور المباحة بقيد ذكره رحمه الله ان لا يستعان بها على اللذة الاخرة. اما اذا استعان بها على لذة الاخرة ونوى بها النية الصالحة فانها تدخل في باب العمل الصالح الذي يعقب لذة في الاخرة ولهذا يجد المؤمن للذته في طعامه وشرابه ونومه وغير ذلك من متع الدنيا يجد عليها في الاخرة لذة لانه نوى بها شيئا في الاخرة نوى بهنية صالحة قال وهذه اللذة المباحة التي لا يستعان بها على لذة الاخرة فهذه زمانها يسير زمانها يسير متاع متاع الدنيا كله هذا شأنه كرجل كما جاء في الحديث استظل بظل شجرة ثم قام فتركها هذي هذا حقيقتها فلا يغتر الانسان ما ما مداها مداها وزمانها يسير فهذه زمانها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر ولابد ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها على كل هي مباحة لكن لا ينبغي ان تعظم في عين المرء لا ينبغي ان تعظم في عين المرء فانها كما ذكر رحمه الله تشغل عما هو خير لي المرء انفع نعم قال رحمه الله وهذا القسم هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل الا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فانهن من الحق فما اعان على اللذة المطلوبة لذاتها فهو حق. وما لم يعن عليها فهو باطل. نعم. قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فان اهن من الحق مع انها له متع متع وله لكن قال فانهن من الحق فهذه الاشياء دخلت في الحق لانها اعانت على اللذة المطلوبة لذاتها فهي حق لانها سبب موصل الى حق لانها سبب موصل الى حق وما لم يعن عليها فهو الباطل فما اعان على الحق حق لان لان لان هذه اسباب تؤدي الى امور هي حق فتكون بذلك حقا كما ان الاسباب التي تفظي الى باطل تكون باطلا تكون باطلا انهى بهذا رحمه الله هذا الفصل ثم عقد فصلا اخر متمما له نعم قال رحمه الله فصل فهذا الحب لا ينكر ولا يذم بل هو احمد انواع الحب وكذلك حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما نعني المحبة الخاصة وهي التي تشغل قلب المحب وفكره وذكره لمحبوبه والا فكل مسلم في قلبه محبة لله ورسوله لا يدخل في الاسلام الا بها. والناس متفاوتون في درجات هذه بالمحبة تفاوتا لا يحصيه الا الله فبين محبة الخليلين ومحبة غيرهما ما بينهما فهذه المحبة التي تلطف الروح وتخفف اثقال التكاليف وتسخي البخيل وتشجع الجبان وتصفي الذهن وتروظ النفس وتطيب الحياة على الحقيقة لا محبة الصور المحرمة واذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد كما قيل سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا ومضمر القلب والحشا سريرة حب يوم تبلى السرائر. نعم هذا الفصل آآ يؤجل الى لقائنا بل قادم باذن الله سبحانه وتعالى قبل ان اختم وانبه على امرين الاول انبه عليه مع تقديم ايضا الاعتذار للجميع يتوقف الدرس آآ الى نهاية الاسبوع باذن الله عز وجل وتكون العودة للدرس في الاثنين القادم ليس الذي غد وانما الاثنين الذي في الاسبوع القادم آآ نعود باذن الله سبحانه وتعالى للدرس الامر الثاني انبه على الكتاب الذي اه سنقرأه بعد هذا الكتاب لمن اراد ان يعده من وقت مبكر هو كتاب البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى وهذا الكتاب مهم جدا في في بابه وخاصة ان اعداء الدين يتسلطون على بعض شباب المسلمين تسلطا عظيما في افساد عقائدهم وادخالهم والعياذ بالله في الالحاد او انكار وجود الرب او انكار الحقائق الدينية واصول الايمان من الايمان بالملائكة او الايمان بالقدر او او غير ذلك وهذا الكتاب تظمن حجج عظيمة جدا وبراهين آآ تثبت هذه الحقائق وترسخها وتقيم الدلائل عليها فهي تزيد ايمان المؤمن اه بهذه الاصول وايضا تكون حصنا للمسلم من شبهات اهل الباطل وتكون ايضا سلاحا لطالب العلم والداعية في آآ مقاومة باطل الملحدين وتكون ايضا نافعة لمن ابتلي بشيء من ذلك لعلها تكون سببا لخلاصه فهو كتاب عظيم جدا وآآ وسنعقد له بعد هذا الكتاب مجالس عديدة نتدارس فيها مضامين مضامنه النافعة المفيدة وفقنا الله اجمعين لكل خير وجمعنا على الحق والهدى واصلح الله لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم فنعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما عاد منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا