بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اولا اسأل الله عز وجل ان يبارك لنا اجمعين في مجلسنا هذا وان يمن علينا فيه بالعلم النافع والعمل الصالح وان يمن علينا بالهداية والسداد وان يعيننا على كل خير وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ثم ايها الاخوة الاكارم هذه الرسالة التي بين ايدينا المعروفة بالفتوى الحموية الكبرى لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رسالة عظيم نفعها كبيرة فائدتها في بابها توحيد الاسماء والصفات وقد كتبها رحمه الله تعالى في جلسة واحدة كما اخبر بذلك وكما اخبر بذلك طلابه وكانت هذه الجلسة بين الظهر والعصر وسبب كتابته رحمه الله هذه الرسالة طلب وجه اليه من حماه المدينة المعروفة في ارض الشام والح عليه رحمه الله تعالى في الجواب على السؤال وهذا شأن عامة وغالب رسائله رحمه الله تعالى تكون مبنية على سؤال وطلب في كتب للحاجة رحمه الله تعالى وكان السؤال الذي وجه اليه هو سؤال عن الصفات. صفات الله تبارك وتعالى ولا سيما الصفات التي تعرف بالخبرية هي التي لا يدل عليها الا الخبر كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وفيها المعترك الاشد والخصومة الاكبر بين اهل السنة رحمهم الله تعالى ومن خالفهم من طوائف اهل الكلام الباطل تحرر رحمه الله تعالى جواب هذا السؤال في قاعدة واحدة في هذه الرسالة التي بين ايدينا وضمنها رحمه الله من التحقيقات المتينة والتأصيل والتقعيد وحسن البيان والتقرير ما جعل هذه الرسالة تعد مرجعا اساسا في هذا الباب بل انها قررت من علماء اكابر في بعض الجامعات ككتاب لابد منه لطالب العلم في المرحلة الجامعية وهو احد الكتب التي يسر الله لنا دراستها في كلية الدعوة واصول الدين بالجامعة الاسلامية وكان مقررا علينا دراسة ذلك في ذلك الوقت وهو كتاب عظيم كبير الفائدة وظمنه رحمه الله تعالى نقولا ثمينة واقوالا عديدة عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى كما انه ظمنه شيئا من النقول عن بعض العلماء المعظمين عند اهل الكلام الزاما لهم بنقل تلك الاقوال وتضمنت هذه الرسالة فوائد عظيمة وثمينة ومهمة جدا لطالب العلم يقول رحمه الله تعالى في بيان سبب تأليفه لهذه الرسالة كنت سئلت من مدة طويلة بعيد سنة تسع وستمائة عن الايات والاحاديث الواردة في صفات الله تعالى في فتيا قدمت من حماة اي ارسلت اليه رحمه الله تعالى من حماه فاحلت السائل على غيري فاحلت السائل على غيري فذكر انهم يريدون الجواب مني فكتبت الجواب في قاعدة بين الظهر والعصر فكتبت الجواب في قاعدة بين الظهر والعصر وهذا المعنى ذكره ايضا عدد من تلاميذه وخواص طلابه ومنهم ابن القيم رحمه الله تعالى اه ابن عبدالهادي وغيرهما من تلامذة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتعرف هذه الرسالة بالفتوى الحموية الكبرى تمييزا لها عن الفتوى الحموية الصغرى والذي يظهر والله تعالى اعلم ان شيخ الاسلام كتب جواب ذلك السؤال مرتين مرة كان كانت الاجابة مختصرة ثم كتب الاجابة مرة اخرى وتوسع في ان نقول وجمع اقاويل السلف رحمهم الله تعالى فميزت هذه الرسالة بالفتوى الحموية الكبرى والاخرى التي كتبها جوابا على السؤال نفسه مختصرة عرفت الفتوى الحموية الصغرى وفي قراءتنا لهذه الرسالة لا يتيسر التوسع في شرحها وبيان مضامينها لان الوقت الذي اه نقرأ فيه هذا الكتاب وقت قصير خمسة ايام بعد الفجر فالوقت لا يكفي التوسع في الشرح لكن سنقرأ واعلق تعليقات يسيرة مقتضبة ارجو الله سبحانه وتعالى ان ينفعني واياكم بهذه القراءة وان يلهمنا جميعا التوفيق والسداد والعون على كل خير نعم بسم الله الرحمن الرحيم سئل شيخ الاسلام ابو العباس احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى وذلك في سنة ثمان وتسعين وست مئة وجرى بسبب هذا الجواب امور ومحن وهذا جواب عظيم النفع جدا. فقال السائل ما قولكم في ايات الصفات كقوله تعالى على العرش استوى وقوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان الى غير ذلك من الايات واحاديث الصفات. لقوله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه في النار الى غير ذلك من الاحاديث وما قالت العلماء وابسطوا القول في ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى فاجاب هذا هو نص السؤال الذي ورد الى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن كتب هذا السؤال هم من اهل حماة ولهذا عرفت كما قدمت هذه الرسالة بالحموية وكثير من رسائل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعرف في اسماء البلدان التي كتب فيها الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في سؤال او طلب كتابة في موضع ما او تقرير اه مسألة ما فكانت كثير من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تنسب الى البلدان التي اه وردت منها تلك الاسئلة التدميرية نسبة الى تدمر والمدنية الى المدينة والواسطية الى واسط والصفدية وهذه الرسالة التي بين ايدينا الحموية وكثير من اه كتبه رحمه الله تعالى ثمان هذه الرسالة كما جاء في بعض النسخ كتبها رحمه الله تعالى في سنة ثمان وتسعين وست مئة كتب رحمه الله تعالى فهذه الرسالة وهذا الجواب العظيم النافع والسؤال كما نرى هو سؤال عن ايات الصفات واحاديث الصفات ما القول فيها؟ ما الذي يجب على المسلم ان يعتقده في ايات الصفات واحاديث الصفات ما القول الحق الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في ايات الصفات واحاديث الصفات ذكر في السؤال امثلة على ايات آآ في الصفات صفات الله تبارك وتعالى اه ايضا احاديث في الصفات فذكر ما يتعلق الاستواء وايضا ما يتعلق باثبات الاصابع وايضا ما يتعلق باثبات القدم لله سبحانه وتعالى. فهذه بعض الذي اه ذكر وذكر تمثيلا ونبه السائل على ما سوى ذلك مما هو نظير له بقوله الى غير ذلك من الاحاديث وهذه الايات والاحاديث التي حددت او ذكرت تحديدا في هذا السؤال كلها تتعلق بالصفات الخبرية والصفات الخبرية هي التي لا سبيل الى العلم بها الا من خلال الخبر يقابلها صفات تسمى او توصف بالعقلية بمعنى انه اظافة الى دلالة الخبر فان العقل يدل عليها مثلا العلو والرحمة والقدرة والمشيئة والحياة وغيرها هذه صفات عقلية اي اظافة الى دلالة الخبر عليها يمكن ان يستدلها بالعقل اما الصفات الخبرية فانها ميزت بهذا الاسم باعتبار انها لا سبيل الى معرفتها الا بالخبر فجاءت ايات احاديث مثبتة هذه الصفات لله تبارك وتعالى فما القول الحق في ذلك طلبوا من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان يبسط لهم الجواب في ذلك مأجورا وكتب رحمه الله تعالى جواب فهذا السؤال بقاعدة بين الظهر والعصر في هذه الرسالة التي بين ايدينا نعم فاجاب الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين تبعوهم باحسان وما قاله ائمة الهدى بعد هؤلاء الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو والواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد وشهد له بانه بعثه داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. وامره ان يقول قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فمن المحال في العقل والدين ان يكون السراج المنير الذي اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في ما اختلفوا فيه وامر الناس ان يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو الى الله والى سبيله باذنه على بصيرة وقد اخبر انه اكمل له ولامته دينهم واتم عليهم نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان والعلم به ملتبسا مشتبها فلم يميز بينما يجب لله من الاسماء الحسنى والصفات العليا وما يجوز عليه وما يمتنع عليه. نعم بدأ رحمه الله تعالى جواب هذا السؤال ببيان الاصل في هذا الباب وما يجب على كل مسلم تجاه اياته واحاديث الصفات ان يقول فيها بما قاله الله وقاله رسوله عليه الصلاة والسلام في ضوء فهم السلف الصالح من اه الصحابة والتابعين لهم باحسان وهذا الاصل اصل اه يتبع في جميع ابواب الدين ويسار عليه في جميع مسائل اه الدين في اصوله وفروعه وهذا هو الواجب على كل مسلم ولهذا يقول الامام احمد رحمه الله تعالى ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث فالقول في ذلك ان نؤمن بما جاء في كتاب الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ايات فيها واحاديث فيها صفات لله تبارك وتعالى ونؤمن بها كما جاءت ونمرها كما وردت ولا نتجاوز الكتاب والسنة ونكون ايضا في فهمنا لهذه الايات و اه تفقهنا في معانيها سائرين على نهج السلف الصالح من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وقد قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ثم نبه رحمه الله تعالى انه من المحال ان يكون السراج المنير صلوات الله وسلامه عليه ترك هذا الاصل العظيم والاساس المتين الذي هو المعرفة دون ان يبينه وترك ذلك لعقول الناس تقول فيه ما شاءت وتخوض فيه كيفما ارادت هذا من المحال من المحال ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام ترك الامة دون ان يبين لهم ما يجب عليهم ان يعرفوه ربهم من حيث معرفة الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته فاذا علم ان ذلك امر باطل وانه محال ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم ترك بيان ذلك فيكون الواجب حينئذ ان يلزم المسلم هذا البيان البين والايضاح الوافي الذي جاء عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واذا نظرنا الى طريقة الصحابة والتابعين لهم باحسان نجد انهم يتلقون كلما جاء عنه عليه الصلاة والسلام من ايات للصفات واحاديث للصفات يتلقونها بالتسليم والقبول وعدم الاعتراض والانتقاد وانما وجد التأويل والاعتراظ والانتقاد والمخالفة وجد فيما بعد عندما ذرة الفتن او ظهرت الفتن بقرونها وبرزت واصبحت التيارات البدعية الكلامية وينتقدون على احاديث الرسول الكريم بل وعلى ايات القرآن الكريم نعم فان معرفة هذا اصل الدين واساس الهداية وافضل ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس. وادركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الكتاب اعتقادا وقولا. هذا الباب الذي هو معرفة الله بمعرفة اسماءه وصفاته هو اصل الدين اي اساسه الذي عليه يبنى والنبي عليه الصلاة والسلام بين الدين كله اصوله وفروعه من المحال ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام بين للناس دينهم كيف يصلون كيف يتوضؤون كيف يتعاملون كيف يزكون كيف يصومون ولا يكون بين لهم الاصل والاساس الذي يبنى عليه الدين هذا من المحال من المحال ان ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام ترك هذا الاصل دون بيان نعم قال رحمه الله ومن المحال ايضا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم امته كل شيء حتى القراءة وقال تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك. وقال فيما صح عنه ايضا ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. وقال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر لنا منه علما. وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقام فذكر بدأ الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم واهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. رواه البخاري قارئ يقول آآ رحمه الله تعالى من المحال ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام بين التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالاحكام والفروع. ومن ذلكم ما مثل له بالقراءة اي قضاء الحاجة واداب القضاء الحاجة بينه تفصيلا ومن يقرأ في كتب الفقه او احاديث الاحكام يجد احاديث كثيرة جدا وتفاصيل واسعة كلها تتعلق بقضاء الحاجة جاء هذا الامر مفصلا عنه صلوات الله وسلامه عليه وقد جاء عن سلمان الفارسي رضي الله عنه لما اخذ بعض المشركين واليهود يتهكم ويسخر ويقول نبيكم علمكم كل شيء حتى القراءة يقولون ذلك على وجه السخرية والتهكم فقال رضي الله عنه لما قالوا ذلك اجل نهانا ان نستقبل القبلة بغائط او بول. او ان نستنجي باليمين. او ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار او ان نستنجي برجيع او بعظم هذي مفخرة تعتبر هذي مفخرة لامة الاسلام ومنقبة عظيمة ان النبي عليه الصلاة والسلام بين كل شيء ووالله انها نعمة عظمى ومنة كبرى بهدايات هذا الدين حتى التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بقضاء الحاجة بماذا ينظف الخارج من السبيلين وكيف ينظف ذلك واي يد يستخدم وكيف يجلس وكيف يتوارى عن الانبار وكيف يستر عورته وكيف يتجنب رشاش البول لا يمس بدنه تفاصيل عظيمة جدا مبينة من المحال انتبه لهذه الفائدة من المحال ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم فصل هذه التفاصيل التي تتعلق بالفروع مثل اداب قضاء الحاجة. ويترك الاصل الذي هو معرفة الله سبحانه وتعالى دون ان يبينه ويترك هذا الاصل الذي هو معرفة الله سبحانه وتعالى دون ان يبينه. فيقول هذا من اه المحال هو عليه الصلاة والسلام ترك امته على البيظاء اي الواظحة ليلها كنهارها سواء من المحال ان يكون تركها مع البيضاء ويكون اصل الدين واساسه لم يوضحه ولم يبينه لهم عليه الصلاة والسلام ومثل ذلك اثر ابي ذر وعمر كلها تؤكد هذا المعنى ان النبي عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه نعم قال رحمه الله محال مع تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم ويعتقدونه قلوبهم في ربهم ومعبودهم رب العالمين. الذي معرفته غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد. والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية فكيف يتوهم من في قلبه ادنى مسكت من ايمان وحكمة الا يكون بيان هذا قد وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم على غاية التمام اذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال ان يكون خير امته وافضل قرون قصروا في هذا الباب زائدين فيه او ناقصين عنه نعم يعني ان هذا كله تأكيد لما سبق ان النبي عليه الصلاة والسلام بين الدين كله اصوله وفروعه اتم بيان وما ترك شيئا من ابواب بالدين الا وقد بين صلوات الله وسلامه عليه ومن المحال ان يكون قد ترك اشرف الامور المقاصد الذي هو معرفة الله سبحانه وتعالى دون ان يبين. هذه كلها مقدمات يذكرها رحمه الله ويفصل فيها ليؤكد هذه الحقيقة الحقيقة التي بدأ بها الا وهي ان الواجب علينا في هذا الباب باب الاسماع صفات ان نسلم لما جاء عن الله وعن رسوله وان نتلقى كل ذلك بالقبول خلافا لطرائق المتكلمين الذين تلقوا احاديث اه الصفات بالاعتراض والانتقاد والتأويل والتحريف وغير لذلك فشيخ الاسلام يذكر هذه المعاني وهذه التفاصيل ليقرر ان الواجب على المسلم ان يتلقى ايات الصفات واحاديث الصفات بالقبول والتسليم من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم. نعم قال رحمه الله ثم من المحال ايضا ان تكون القرون الفاضلة القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين الذين يلونهم كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين. لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف صدق وكلاهما ممتنع اما الاول فلان من في قلبه ادنى حياة وطلب للعلم او نهمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه اكبر مقاصده واعظم مطالبه. اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته. وليست النفوس الصحيحة الى شيء اشوق منها الى معرفة هذا الامر وهذا امر معلوم بالفطرة الوجدية فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذي هو من اقوى المقتضيات ان يتخلف عنه مقتضاه في اولئك السادة في مجموع عصورهم. هذا لا يكاد يقع من ابلد الخلق واشدهم اعراضا عن الله واعظمهم اكبابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله فكيف يقع من اولئك واما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق او قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القوم. نعم يقول اه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ايظا اظافة الى ما سبق محال ان يكون الصحابة ومن اتبعهم باحسان الذين هم خير القرون قد شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قرنه الصحابة والذين يلونهم التابعون لهم باحسان والذين يلون التابعين هم اتباع التابعين. فهؤلاء شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالخيرية قال خير الناس قرني والخيرية هنا تتناول خيرية العلم وخيرية العمل خيرية العلم هم افقه واعلم واشد الناس بصيرة بكلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه ومن حيث العمل ايظا هم السباقون لكل خير ويكفي دلالة على هذه الافظلية والخيرية قول الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين فهؤلاء الاخيار الاتقياء البررة الصدر الاول والرعيل الاول اه من المحال ان يكونوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق من المحال ان يكونوا غير عالمين وغير قائلين في في هذا الباب للحق هذا محال لماذا لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيض الحق ومن الذي يقول الصحبة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم انهم اما ليسوا عالمين بالحق في هذا الباب او انهم والعياذ بالله كانوا على نقيض الحق في هذا الباب. هذا من ابطل الباطل ومن اشد الاقوال فسادا وظلالا وغيا وانحرافا بل الصحابة كانوا عالمين وقائلين بالحق وداعين اليه رضي الله عنهم وارظاهم وتلك الاقاويل التي جاءت فيما بعد واصبحت تكتب في كتب العقائد تأويلات ولو انه كذا لكان كذا وصرف معاني نصوص الصفات واحاديث صفات عن ظاهرها هذه لم يقل بها الصحابة ولم تنقل عن اي واحد منهم لماذا انتبه هنا حتى نعي كلام شيخ الاسلام الصحابة لم ينقل عنهم شيء من ذلك ولم يقولوا ذلك لما نشأ المتكلمون وظنوا او اعتقدوا تلك العقائد التي تحريف وتأويل وصرف للنصوص عن معانيها ودلالاتها وجدوا ان الصحابة لما راجعوا المنقول عنهم لم يقولوا بذلك. ولا ينقل عنهم شيء من ذلك فاي شيء قالوا سترى نقد شيخ الاسلام لهم قالوا ان الصحابة اثروا السكوت وبعضهم قالوا ان الصحابة ايضا كانوا في شغل اخر كان عندهم جهاد حرب للمرتدين وامور كثيرة فما كان عندهم وقت اذا هذا الاعتقاد الذي يرى هؤلاء انه انه هو الحق الصحابة اه اما انهم ما علموه او ما قالوا به او انهم قالوا بنقيضة فلاحظ الانفكاك بين هؤلاء وبين الصحابة وكيف ان هذا ايضا ورطهم الى القول آآ الشنيع الذي قاله هؤلاء في اصحاب النبي الكريم آآ رضي الله عنهم وارضاهم مما سيأتي نقد شيء منه عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فاذا من المحال ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لم يكونوا على علم اه الحق والهدى او انهم لم يقولوا بذلك او انهم قالوا بنقيض ذلك. وكل من ذلك هم ممتنع. بين امتناع الاول الذي هو عدم العلم والقول بالحق لقوله رحمه الله من في قلبه ادنى حياة وطلب للعلم او نهمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه اكبر مقاصده واعظم مطالبه اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته وكيفية الرب وصفاته هذا باب لم يخض به الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لانه باب لا يمكن للعقول ان تبلغه مهما اوتيت اه بلغت في الذكاء والفهم والفطنة امر لا يمكن للعقول ان تبلغه او ان تدركه لكن اه الكلام على المعرفة بالمعاني فهذا امر ادركه الصحابة وعرفوه وفهموا اه معاني اه الصفات اتم فهم وسده واسلمه قال واما كونهم معتقدين فيه غير الحق او قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القوم لا يقول مسلم ان الصحابة رضي الله عنهم اه ارظاهم كانوا معتقدين فيه غير الحق لكن ماذا قال هؤلاء المتكلمون عندما نظروا في عقائد الصحابة ولم يجدوا عنهم آآ مثل هذه التأويلات التي هم يعتقدونها لجأوا الى اه كلام اه انشأوه وتقريرا ابتدعوه وقالوا مقولتهم التي سيأتي نقدها عند شيخ الاسلام ابن تيمية قالوا ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم الخلف عندهم النظر والبحث والتعمق والتأويل و كل هذه الاشياء التي هم لم يجدوها عند الصحابة فقالوا مذهب السلف اسلم بمعنى ان مذهب السلف كان مجرد قراءة لايات الصفات واحاديث الصفات دون فهم بمنزلة الاميين الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني بينما الخلف كان مذهبهم اعلم واحكم سبحان الله ما اعظمها من جناية وتعدي وقول باطل وتجني على السلف ولا سيما الصحابة الكرام كيف يقال ان مذهب المتأخرين الخائضين في صفات الله العقول والاغراء والمنطقيات اذ يقال ان مذهبهم اعلم واحكم من مذهب الصحابة ومن هذا الذي يقول انا انه في صفات الله اعلم من ابي بكر واعلم ان عمر واعلم من عثمان واعلم من علي لا يقول ذلك الا من سفه نفسه لا يقول ذلك الا الضال المنحرف الذي جنى في في هذا الباب جنايتين جناية على الصحابة حيث لم يعرف مقامهم ولا قدرا في العلم ولا مكانتهم في الفهم والدراية باسماء الله وصفاته وجنى على نفسه الجهولة الظلومة بان جعلها في هذا المقام اه رفعها هذا الرفع انه اعلم اعلم من الصحابة واعلم من اه التابعين وهي كلمة خطيرة جدا قالها اولئك وسأتي نقد لها عند شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثر من ان يمكن سطره في هذه الفتوى او اضعافها يعرف ذلك من طلبه ولا يجوز ايضا ان يكون الخالفون اعلى من السالفين كما يقوله بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف انما اتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الاميين الذين قال فيهم ومنهم امي ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بانواع المجازات وغرائب اللغات فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الامر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض وهي التي يسمونها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بتنوء بنوع بنوع تكلف وهي التي يسمونها طريقة الخلف فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع. فان النفي انما اعتمدوا فيه على امور عقلية ظنوها بينات وهي قال والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه فلما انبنى امرهم على هاتين فلما انبنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين ابلاههم واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا في حقائق العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهي وان الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله. نعم هنا بدأ رحمه الله تعالى نقد آآ هؤلاء في تجهيلهم للسلف نقد هؤلاء في تجهيلهم للسلف وتعظيمهم لعلومهم وتقديمها على علوم السلف. حتى انهم نطقوا بذلك صراحة بمقولتهم هذه التي يأتي نقدها عند شيخ الاسلام وهي ان مذهب الخلف اعلم واحكم فشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى شرع في اه نقد هؤلاء لقوله لا يجوز ان يكون الخالفون اعلم من السالفين لا يجوز ان يكون الخالفون للخلف نعلم من السالفين اي الصحابة ومن اتبعهم باحسان كما يقوله بعض الاغبياء كما يقول بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف. لاحظ ان قائل هذه المقالة جمع لنفسه بين وصفين سيئين ذكرهما رحمهم الله. الاول الغباء اي غباء اشد واشنع ان يأتي ات ويقول عن نفسه وجماعته من المتأخرين انهم اعلم من السلف اعلم من الصحابة واعلم من التابعين هذا لا يقول الا انسان في منتهى الغباء والا لو كان عنده مسكة عقل قليل من العقل لا يمكن ان يجرؤ اطلاقا ان يقدم علمه على علم الصحابة ولا ان يقدم فهمه على فهم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم الامر الثاني الذي وقع فيه هؤلاء انهم لم يقدروا السلف قدرهم ولم يعرفوا لهم مكانتهم. من عرف قدر السلف ومكانتهم وامامتهم وتقدمهم في العلم والعمل لا يمكن ابدا ان يقول هذه المقالة ان مذهب الخلف اعلم من مذهب السلف يقول بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنون به حقيقة المعرفة المأمور بها يعني من يقول هذه المقالة ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم طريقة السلف اسلم يقول هؤلاء طريقة السلف اسلم باعتبار ماذا باعتبار ان السلف من الصحابة والتابعين كانت عنايتهم بهذا الباب مجرد قراءة لايات الصفات واحاديث الصفات يقرأونها لكن لا يفهمون منها اي شيء ولم يشتغلوا فهم معانيها وهذا فيه عدة تجنيات على السلف الاول انه كذب عليها هذا كذب على السلف الذي يقول ان ان السلف كانوا فقط يقرأون ولا يفهمون ولا يعون المعاني يكذب عليهم ويقول عنهم ما ليسوا عليه من آآ عقيدة وفهم والامر الثاني ان قائل هذا القول جاهل بمذهب السلف غير عالم بقدرهم ومكانتهم وفضلهم وامامتهم والامر الثالث انه مجهل للسلف بهذه المقالة جهل السلف اي رماهم بالجهل ولهذا سيأتي فيما بعد في موضع من هذه الرسالة تلقيب شيخ الاسلام لهؤلاء باهل التجهيل والمراد بتلقيبهم باهل التجهيل اي الذين يجهلون السلف اذا بهذه المقالة جمعوا بين ثلاثة سوءات الكذب على السلف والجهل بمذاهبهم وتجهيلهم الكذب على السلف والجهل بمذهبهم تجهيلهم عندما قالوا هذه المقالة. لكن اذا تساءل متسائل كيف نشأت هذه المقالة التي قالها هؤلاء؟ ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم. كيف نشأت هذه المقالة الجائرة؟ الاثمة عند هؤلاء يأتيك الجواب قال فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف انما اوتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث ما معنى مجرد الايمان بالفاظ القرآن الحديث يعني ان الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من ائمة السلف وخيار المؤمنين كان الواحد منهم مثلا اذا قرأ ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة او يضع ربنا قدمه على اه النار او ضحك ربنا او عجب ربنا او غير ذلك من الاحاديث. كانوا يقرأون مجرد قراءة ولا يدرون ما هي ولا يعرفون اصلا فرق بين ضحك وعجب ورضي واستوى وكل هذه مجرد قراءة قراءة مجردة ولهذا يقول هؤلاء عنهم لما ظنوا فيهم ذلك قالوا طريقتهم اسلم طريقتهم اسلم يعني انه يقرأ ولا يحاول ان يدخل في الفهم الذي خاض فيه المتأخر ووصل اليه المتأخر فكانوا يقرأون قراءة مجردة فحصلوا السلامة حصلت لهم السلامة لكن الذين جاءوا بعد دخلوا في التأويل آآ ابعاد هذه الايات وهذه الاحاديث عن ظواهرها فازوا بزعمهم بماذا؟ بالعلم والحكمة. فكانوا اعلم من السلف واحكم طريقة من طريقة السلام اذا اذا هؤلاء انما اتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك من غير فقه لذلك بمنزلة الاميين الذين قال الله فيهم ومنهم اميون لا يعلمون لا يعلمون تاب الا اماني ما معنى لا يعلمون الكتاب الا اماني؟ اي الا مجرد قراءة لا يعلمون الكتاب الا اماني اي الا مجرد قراءة بدون فهم فجعلوا الصحابة بهذه المنزلة منزلة الاميين الذين لا يعلمون الكتاب الا مجرد قراءة يقرأونه قراءة بلا فقه ولا فهم ولا اه دراية بشيء من المضامين والمعاني واعتقد هؤلاء ان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بانواع المجازات وغرائب اللغات وقفوا فيما بعد هؤلاء المتأخرين على معاني وتأويلات لم يقف عليها الصحابة ولم يقف عليها التابعين فصرفوا اليها النصوص تحريفا لها عن معانيها وعن مدلولاتها فلما وجدوا انفسهم كذلك وان هذا لا لا يوجد شيء منه عند آآ السلف رحمهم الله تعالى اعتقدوا في طريقتهم انها طريقة اعلم واحكم من طريقة السلف فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة هذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة اي قولهم ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم التي مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر مضمون هذه المقالة نبذ الاسلام وراء الظهر. كيف هذا الكلام مضمون هذه المقالة ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر لان هذه المقالة تعني عدم الاخذ بما جاء عن السلف وان السلف ما كانوا اصلا يفقهون شيء من معاني اصول الدين وانما الذي كان يفقه ذلك ويعرفه وهو الاعلم به والاحكم والادرى بذلك الخلف المتأخرون اذا معنى ذلك ان كل ما جاء عن الصحابة آآ التابعين لهم باحسان كله يترك واذا كان آآ كذلك فمعنى ذلك ان ان هذا فيه نبذ للاسلام وراء الظهر قالوا وقد كذبوا على طريقة السلف وظلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف اي جمعوا بين اه سوأتين السوءة الاولى عدم قدر السلف وعلومهم حق قدرهم والسوءة الثانية اعجابهم بانفسهم وتعظيمهم لاقوالهم وتقريراتهم وتقديمها على آآ ما جاء عن السلف رضي الله عنهم وارضاهم ايضا يبقى الامر يحتاج الى بيان كيف وصل هؤلاء الى مثل هذا التقرير يقول رحمه الله تعالى وسبب ذلك اعتقادهم سبب ذلك يعني كيف نشأت هذه الاباطيل وكيف انبنى بعضها على بعض وكيف تولدت يقول سبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها اه النصوص للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين يعني هؤلاء تقرر عندهم انه ليس هناك صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى اه مثل هذه الان الصفات التي جاءت بايات الصفات واحاديث الصفات الاستواء الغضب الرضا الظحك الظحك العجب آآ النزول الاصابع الى غير ذلك هم يعتقدون انه ليس في نفس الامر توجد صفات آآ لله تبارك وتعالى وان هذه لا يمكن ان تكون ثابتة لله لامور سيأتي ايظا آآ ذكرها ونقدها تفصيلا عند شيخ الاسلام اه ابن تيمية رحمه الله فلما اعتقدوا انتفاء الصفات بنفس الامر لما اعتقدوا انتفاء والصفات في نفس الامر وكانوا مع ذلك لا بد للنصوص من معنى يعني اذا يقال لهم الان انتم تعتقدون ان ان ما في صفات مثلا حديث النزول ينزل ربنا يقولون لا ليس هناك نزول ضحك ربنا ليس هناك ضحك رضي الله عنهم ليس هناك رضا لان يستلزم آآ من ذلك كذا وكذا امور عقلية بنوا عليها نفي هذه الصفات عن الله سبحانه فلما اعتقد هؤلاء في نفس الامر انه ليس هناك صفة ثابتة ايات الصفات واحاديث الصفات لابد لها من معنى لابد لها من معنى فماذا يصنع فيها يقول وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهي التي يسمونها طريقة السلف قالوا ان السلف رحمهم الله ما كانوا يفهمون المعاني ما كانوا يفهمون المعاني. وسيأتي في نقولات شيخ الاسلام وهذا ايضا باب جميل من التفقه في في في في فهم اه في اه نعم في الاثار المروية عن السلف الدالة على فهمهم للمعاني هناك نقول كثيرة عنهم تدل على انهم فهموا المعنى يعني مثلا عندما نزل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير لما نزلت هذه الاية كما جاء في الصحيح قالت عائشة الحمد لله او تبارك الذي وسع سمعه الاصوات قول عائشة وسع سمعه الاصوات هذا يدل على انها فهمت ثبوت السمع صفة لله او لم او لا تفهم وايضا ان سمع الله وسع الاصوات كلها ان يسمع جميع الاصوات سبحانه وتعالى فالسلف عنهم نقول كثيرة جدا واضحة انهم كانوا يفهمون المعاني يفهمون المعاني بل ان ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق رحمه الله قرر ان عناية الصحابة بفهم المعاني كانت اشد من العناية بحفظ الالفاظ عناية الصحابة رضي الله عنهم في فهم المعاني كانت اشد من اه عنايتهم بالالفاظ يقول رحمه الله في الصواعق فالصحابة اخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاظ القرآن ومعانيه بل كانت عنايتهم باخذ المعاني اعظم من عنايتهم بالالفاظ يأخذون المعاني اولا ثم يأخذون الالفاظ هذا نص آآ كلام ابن القيم رحمه الله تعالى يقول رحمه الله بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويظ المعنى وهي التي يسمونها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بنوع بنوع تكلف الى معان بنوع تكلف وهي التي يسمونها طريقة الخلل فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع الكفر بالسمع من حيث عدم ايمانهم بمدلولات ايات الصفات واحاديث الصفات وعدم اعتقادهم ما دلت عليه من معاني وفساد العقل من حيث تعظيم هذا العقل قبول تلك التأويلات التي الباطلة التي توصلوا اليها بعقولهم فان النفي انما اعتمدوا فيه على امور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات والسمع طرفوا فيه الكلمة عن مواضعه قال فلما ان بنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين واستبلاههم استجهالهم اي اعتبارهم آآ اهل جهل واستبلاهم اي اهل بلاهة لا يفهمون ولا يعون ولا يعقلون واعتقد واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا في حقائق العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهي وان الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله يعني هذا يوضح من خلاله كيف نشأت تلك المقالة التي قدم فيها هؤلاء علومهم على علوم السلف وفضلوها على علوم السلف فقالوا عنها انها اعلم واحكم. نعم قال رحمه الله تعالى ثم هذا القول اذا تدبره الانسان وجده في غاية الجهالة بل في غاية الضلالة. كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والاشارة بالخلف الى درب من المتكلمين الذين كثر في هذا في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم اخبر الواقف على نهايات اقدامهم بما انتهى اليه من مراميهم حيث يقول لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارعا سن نادم واقروا على نفوسهم بما قالوه متمثلين به او منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم نهاية اقدام نهاية اقدام العقول عقال واكثر سعي العالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا. لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية. فما رأيت تشفي عليلا ولا تروي غليلا. ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن. اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى. اليه يصعد الكلم الطيب واقرأ في النفي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولا يحيطون به علما. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ويقول الاخر منهم لقد خضت البحر الخضرم وتركت اهل الاسلام وعلومهم وخضت في هذا الذي نهوني عنه والان ان لم يتداركني برحمة منه فالويل لفلان وها انا ذا اموت على عقيدة امي. ويقول الاخر منهم اكثر الناس شكا عند الموت اصحاب الكلام ثم هؤلاء المتكلمون. نعم يقول اه رحمه الله تعالى بهذا الموضع لما ذكر بما سبق تلك المقالة التي نشأت عند اولئك التي فيها تعظيم لعلوم الخلف والمراد بالخلف المتكلمون وبين فساد تلك المقالة وما فيها من تجنن عن على السلف رحمهم رحمهم الله انتقل هنا ليبين من ما هي حال هؤلاء في العلم والى اي شيء توصلوا بهذا الكلام الذي زعم اربابه انهم اعلم من السلف واحد فنقل نقولا اقتنصها رحمه الله تعالى عن عدد من اكابر المتكلمين يعلنون فيها صراحة انهم لم يصلوا من خلال هذا العلم علم الكلام الا الى الشك والحيرة والريب والقلق والوحشة في الصدر وعدم الطمأنينة هذا الذي توصلوا اليه ذاك العلم الذي قال اربابه انهم به صاروا اعلم من السلف واحكم من السلف اخذ ينقل شيخ الاسلام ابن تيمية نقول عن اساطيل من هؤلاء وكبار من هؤلاء يقررون انهم فعلا لم يصلوا الى علم ولا الى حكمة بل لم يصلوا الا الى الشك وشهدوا بذلك شهادات سطروها بعضهم كتبها نثرا وبعضهم كتبها شعرا يعلن فيها صراحة انه اطلاقا لم يصل الى علم ولا الى حكمة فاصبح الان قولهم انتقض عليهم من اساطيلهم وكبرائهم تقولون ان مذهب الخلف اعلم واحكم ها هم الخلف الذين تنادون بان مذهبهم اعلم واحكم من السلف يعلنون حيرتهم واضطرابهم وسكهم وانهم لم يصلوا من هذه العلوم التي علوم الكلام الا الى الحيرة والشرك حتى ان يعني بعظهم وهو الغزالي في احياء علوم الدين نقد علم الكلام نقد علم الكلام نقد شديد جدا ونقل نقد ونقل نقده العلم الكلام شارح الطحاوية ابن ابي العز نقده نقدا شديدا وقال لو ان هذا الكلام الذي تسمعونه مني في نقد علم الكلام لو سمعتوه من محدث من محدث يعني ما لم يشتغل بعلم الكلام لقلتم الناس اعداء لما جهلوا لقلتم الناس اعداء لما جهلوا يعني لان اهل الحديث يجهلون عن الكلام ولهذا ينتقدونه لكن خذوا هذا النقد من شخص بلغ علم الكلام الى منتهى ثم يعلنها مدوية بان ان الوصول الى طريق الحق من خلال علم الكلام مسدود يعني مثلا الان اصور لكم القضية لو ان شخص مشى مع طريق يريد مكة مثلا ومشى ست مئة كيلو في وعورة وحفر واذى في الطريق ثم في النهاية وجد الطريق مغلق ما يوصل الى مكة ورجع رجع ولما وصل اليكم قال الطريق هذا لا يوصل الى مكة بل طريق وعر ومليء بالحفر ومليء بالوحوش ومليء بكذا ومليء بكذا وانا وصلت الى نهايته وجدت انه مسدود ورجعت ما وجدت طريق هو صور علم الكلام بهذه الصورة قال ان ان ان ويقول ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي هذا كله موجود في كتابه احياء علوم الدين يقول ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي واعلن هذا الاعلان الواضح قال الطريق الى الحق مسدود من خلال علم الكلام وفي احياء علوم الدين باب عنوانه العقائد برمته مبني على علم الكلام برمته مبني على علم الكلام مبني على هذا العلم الذي قال عنه في الاحياء نفسه انه مسدود وصار المثل هنا انطبق على حال شخص ذهب مع طريق ظن انه يوصل الى مكة وبعد ان قطع في ذلك الطريق المسافة الطويلة رجع بالعناء والتعب وتبين له انه مسدود ثم اخذ الناس معه ودخل بهم مع الطريق نفسه ودخل بهم مع الطريق نفسه وهذه من البلايا نسأل الله عز وجل العافية والسلامة الشاهد ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هنا ينقل نقولات عديدة عن اه اكابر هؤلاء المتكلمين انهم لم يصلوا من خلال هذا العلم الا الى الحيرة والشك والاضطراب. انظر ماذا يقول رحمه الله يقول لا سيما والاشارة بالقلق الى ضرب من المتكلمين انتبه ولا سيما ان الاشارة بالخلف الى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الحق اه عن معرفة الله حجابه واخبر الواقف على نهايات اقدامهم بما انتهت اليه اه بمنتهى اليه من مرامهم حيث يقول لعمري والقائل لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارعا سن نادم هذا احد اساطين هؤلاء وهو الشيخستان يقول طفت عن المعاهد كلها يعني مررت على مدارس علم الكلام مدرسة مدرسة ومعهدا معهدا وما رأيت الا اما شخص حائر شخص حائر واضعا كفا على ذقن يعني صفة المحتار شخص احتار لا يدري ماذا يعني بعظ المتكلمين يصف نفسه يقول اتي باللحاف في الليل واضع رأسي على الوسادة واغطي رأسي واتي بادلة هؤلاء وادلة هؤلاء المتكلمين يقول واعرظها على بعض يقول يخرج الصبح علي وما فهمت شيئا وما فهمت شيئا ونقل هذا ابن ابي العز رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية هذا الذي يقول ان لم اجد الا كف حائط يعني على ذقن حيرة او قارعا سنه نادم يعني رجل ندم الان لما قال طفت المعاهد كلها هناك نوع من المعاهد ما مر عليه والا لم يجد في هؤلاء المحتارين الحائرين لو مر على معاهد من نوع اخر لم يرى ذلك ما هي المعاهد ها مع هاد السنة لو لو مر على معاهد سنة لم يجد هذه الحيرة لوجد الصدر منشرع والنفس طيبة والغبطة والفرح بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهنا بهذا المال في هذا الموضع اعطيكم واجب آآ تبحثونه الصنعاني له معارضة في بيتين جميلين جدا لهذا لهذين البيتين للشهر الثاني الصنعان رحمه الله له معارضة جميلة جدا لهذين البيتين الصنعاني نبه فيها انه لم يمر بمعاهد السنة والا لو مر لم يجد ذلك فهذه تبحثونها تأتون بها في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى واقروا على نفوسهم بما قالوه متمثلين به او منشدين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم وهو الرازي يكون نهاية اقدام العقول عقال واكثر سعي العالمين ضلالا وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا هذا من الذي يقوله من اشتغل بعلم الكلام واقاويل المتكلمين هو الذي يقول مثل هذا الكلام اما من اكرمه الله بالعناية بالقرآن والسنة واقاويل السلف فهمها لا يندم ابدا على شيء من ذلك بل لا بل لا يزداد بذلك الا فرحا وغبطة قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فصاحب الحق لا يزداد الا فرحا بذلك اما هؤلاء اه ففهم بهذه الحال وانظر سبحان الله ما بلغت اليه حاله حيث يصورها بقوله وارواحنا في وحشة من جسورنا ارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال وانه لم يستفد من جمع طول عمره الا ان جمع قيل وقال الا ان جمع قيل وقال فهذه الان اه الطريقة التي كان عليها انظر كيف يذمها غاية الذنب. ثم يقول بعد ذلك الرازي يقول لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية والرجل خبير وضليع في هذا الباب ومن رؤساء المتكلمين يقول لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا تشفي عليلا اي مريظا تروي غليلا اي عطشانا لا تشفي المريض ولا تروي الظمآن العطشان ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى اليه يصعد الكلم الطيب. واقرأ في النفي ليس كمثله شيء ولا يحيطون به علما. ومن جرب مثل تجربتي عرفا مثل المعرفة هذا مجرب الان ويخبر بالنتيجة التي توصل اليها ايضا سجلوا عندكم واجب اخر آآ الرازي صاحب هذه المقالة له كتاب نقده شيخ الاسلام نقدا مطولا في كتاب مطبوع فما هو هذا الكتاب الذي نقد فيه ابن تيمية رحمه الله الرازي بتوسع وبماذا كان يلقب الرازي في ذلك الكتاب ولماذا ماذا كان يلقب الرازي في ذلك الكتاب ولماذا يقول رحمه الله تعالى ويقول الاخر منهم وهو ابو المعالي الجويني لقد لقد خضت البحر الخضم يقصد آآ علم الكلام وتركت اهل الاسلام وعلومهم يعني تركت اقوال المحدثين وكلام ائمة السلف تركت اهل اسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه السلف نقلت عنهم نقول وسيأتي بعضها نهي عن الخوض في علم الكلام وتحذير التحذير منه ولهذا يقول خضت في الذي نهوني عنه والان ان لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان الويل لفلانة اي الويل لابنه الجويني وها انا ذا اموت على عقيدة امي رجاء الى عقيدة امة وكان بعضهم يقول الفائز من مات على دين العجائز يعني عقيدة امة يقصد على الفطرة بعيد عن ذلك الكلام والشغب الطويل الذي خاض فيه وافنى فيه عمرا ويقول الاخر منهم اكثر الناس شكا عند الموت اصحاب الكلام وبئست الخاتمة هذه تصل بصاحبها هذا الموصل ان يكون عند الموت في شك اي لا يموت على عقيدة آآ صحيحة وايمانا راسخا بالله بل في شك لا يدري ماذا يعتقد لا يدري ماذا يعتقد فيموت على الحيرة اه الشك عياذا بالله من ذلك نسأل الله عز وجل ان آآ ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه