الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الفتوى الحموية الكبرى واعلم ان ليس في العقل الصريح ولا في النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية اصلا لكن هذا الموضع لا يتسع للجواب عن الواردة عن الحق فمن كان في قلبه شبهة واحب حلها فذلك سهل يسير. ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الامة من المتأولين من المتأولين لهذا الباب في امر مريد. فان من ينكر الرؤية يزعم ان العقل يحيلها وانه مضطر فيها الى ومن يحيل ان لله علما وقدرة وان يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول ان العقل احال ذلك واضطر الى التأويل بل من ينكر حقيقة حشر الاجساد والاكل والشرب الحقيقية في الجنة يزعم ان العقل حال ذلك وانه مضطر الى التأويل. ومن زعم ان الله ليس فوق العرش يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى التأويل. ويكفيك دليلا على فساد قول هؤلاء ان ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل بل منهم من يزعم ان العقل جوز او اوجب ما ادعى الاخر وان العقل احاله. فيا ليت شعري باي عقل يوزن الكتاب والسنة. فرضي الله عن الامام ابن انس رحمه الله تعالى حيث قال اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل؟ تركنا ما جاء به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء؟ نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد من هذا الموضع يبدأ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع هؤلاء المتكلمين في نقض ما يدعونه من ان العقل آآ يحيل اثبات الصفات التي نفوها وادعوا عدم ثبوتها لله تبارك وتعالى وبين رحمه الله انهم في هذا في امر مريج وفي تناقض عظيم وبعضهم يثبت الشيء وينفي نظيره ويدعي في نظيره الذي نفاه ان العقل يمنع ذلك او يحيل ذلك او يوجب نفي ذلك تبين رحمه الله تعالى اضطرابهم في هذا الباب وبين ايضا اولا ان الطريقة السلفية طريقة اهل السنة والجماعة ليس في العقل الصريح ولا في النقل الصحيح ما يوجب مخالفتها لانها طريقة واضحة ومبنية على الكتاب والسنة وليست تصادم العقول اه السليمة الافكار او الاراء السديدة القويمة فليس في هذه العقيدة ما ينافي هذا او ذاك بينما من خالف اهل السنة والجماعة فهم في هذا الباب في امر مريج. كما قال رحمه الله تعالى المخالفون للكتاب والسنة وسلف الامة من المتأولين لهذا الباب في امر مريج. ثم بين آآ امثلة على ذلك امثلة على ذلك. يعني مثلا من ينكر الرؤية ان الله يرى سبحانه وتعالى من ينكر ذلك يقول ان العقل يحيلها وانه مضطر في ذلك الى التأويل وكذلك كل مبطل ينفي شيئا ثابتا في الكتاب والسنة يدعي ذلك ولم يقف هذا عند حد يعني اقوام نفوا الصفات بحجة ان العقل يحيل ذلك. واقوام اخرون نفوا المغيبات نعيم الجنة وعذاب النار وتفاصيل النعيم الى غير ذلك نفوها بحجة ان العقل لا يقبل ذلك بل وجد من نفى الاعمال التي امرنا بها شرعا وتعبدنا بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها كما هي حال الباطنية القرامطة واولوها الى رموز مجرد رموز من اتى بتلك الرموز فانه عندهم قد اتى بالشيء الذي امر به في هذه الايات فلما ادعى هؤلاء هذه الدعوة الفجة العريظة ان العقل يحيل ذلك ركبوا مطية التأويل ولهذا قيل ان التأويل مطية كل كل صاحب ظلالة تأويل مطية كل صاحب ظلالة لان صاحب الظلالة عندما تتعارض ايات القرآن او احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع ما يعتقده او مع ما توصل اليه بفكره وعقله يركب مطية التأويل يصرف تلك المعاني او الدلالات في تلك الايات المعارضة لما يعتقده يصرفها عن ظاهرها راكبا هذه المطية مطية التأويل ونقل رحمه الله تعالى في هذا السياق كلمة عظيمة جدا عن امام دار الهجرة مالك بن انس رحمه الله تعالى حيث قال اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء لان الامور لو كانت توزن بالعقل فمن المعلوم ان العقول متفاوتة. ومتباينة. وليست على عقل رجل واحد. بل بين تفاوت وتباين فاذا قيل ان الامور توزن بالعقل يقال عقل من؟ هذا الذي توزن به الامور اذا العقول ليست على عقل رجل واحد مثل ما قال السلف قديما رواه الالكائي وغيره قالوا لو كانت الاهواء هوى واحدا لقيل انه الحق. ولكنها اهوان قل مثل ذلك في العقل لو كانت العقول عقلا واحدا لقيل انه الحق لكنها عقول فاذا قيل ان الامور توزن بالعقل يقال حينئذ عقل من هذا الذي توزن به الامور هناك عقول افرزت عقيدة التجهم وافرزت عقيدة التعقيم وافرزت عقائد شتى فمن هذا الذي عقله؟ توزن به نصوص الكتاب والسنة. ولهذا كلمة مالك رحمه الله تعالى كلمة عظيمة في هذا الباب او كلما جاءنا رجل اجمل من رجل تركنا الكتاب والسنة لجدله لو كانت القضية قضية جدل بالعقول اصبح الناس في تنقل في اديانهم وعقائدهم لان كل ما جاءهم رجل اجذل من الاخر خر فانتقلوا الى ما قرره الاخر بناء لقوة جدله واذا جاءهم رجل اخر ايضا اكثر واعمق جدلا منه انتقلوا معه الى جدلا وبهذا يصبح الناس بسبب ارتباطهم بهذا الجدل الباطل العقيم في تنقل في اديانهم ولما ذم السلف قديما هؤلاء قالوا اياكم والتنقل في الدين والتنقل في الدين ثمرة من ثمار جعل الدين عرضة للخصومات تنقل في الدين ثمرة من ثمار جعل الدين عرضة للخصومات وقد قال السلف قديما من جعل دينه عرضة للخصومات اكثر التنقل من جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل اي اكثر التنقل من دين الى دين وعقيدة الى عقيدة ورأيا الى رأي وهكذا وهذا ما نقول مالك هنا رحمه الله اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا الكتاب والسنة بجدلا ثم بين رحمه الله تعالى ان ان اهل هذه الدعوة الذين هم يزنون الامور بعقولهم المجردة مخصومون بوجوه كثيرة ذكرها رحمه الله تعالى قال رحمه الله وكل من هؤلاء مقسوم بما خصم به الاخر وهو من وجوه. احدها بيان ان العقل لا يحيل ذلك ان النصوص الواردة لا تحتمل التأويل. الثالث ان عامة هذه الامور قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطراب كما علم انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات. الرابع ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص. وان كان في من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله وانما عقله مجملا الى غير ذلك من الوجوه على على ان الاساطين من هؤلاء والفحول معترفون بان العقل لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية. واذا كان هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه. ومن المعلوم للمؤمنين ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدة وانه بين للناس ما اخبرهم به من امور الايمان بالله واليوم الاخر. والايمان بالله واليوم الاخر يتضمن الايمان بالمبدأ والمعاد وهو الايمان بالخلق والبعث كما جمع بينهما في قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين وقال تعالى ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة ان الله سميع بصير. وقال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم وقد بين الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر ما هدى الله به عباده وكشف به مراده معلوم للمؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بذلك من غيره وانصح للامة من غيره وافصح من غيره عبارة وبيانا بل هو اعلم الخلق بذلك وانصح الخلق للامة وافصحهم وقد اجتمع في حقه صلى الله عليه وسلم كمال العلم والقدرة والارادة ومعلوم ان ان المتكلم والفاعل اذا كمل علمه وقدرته وارادته كمل كلامه وفعله. وانما يدخل النقص اما من علمه واما من واما من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان. والرسول صلى الله عليه وسلم هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال ارادة البلاغ المبين والغاية في القدرة على البلاغ المبين ومع وجود القدرة التامة والارادة الجازمة وجود المراد فعلم قطعا ان ما بينه من امر الايمان بالله واليوم الاخر حصل به مراده من البيان وما اراده من البيان هو مطابق لعلمه وعلمه بذلك هو اكمل العلوم. فكل من ظن ان غير الرسول صلى الله عليه وسلم اعلم بهذه منه او اكمل منه او احرصوا على هدي الخلق منه فهو من الملحدين لا من المؤمنين. والصحابة والصحابة والتابعون لهم باحسان. ومن سلف من سلك سبيل السلف هم في هذا الباب على سبيل الاستقامة. واما المنحرفون عن طريقهم فهم ثلاث طوائف اهل التخيير واهل التأويل واهل التجهيل نعم هنا يذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بعض الوجوه التي بين من خلالها ان اولئك الذين يزعمون ان العقل هو الذي توزن به هذه الامور وانهم من خلاله علموا ان مثلا الصفات التي اضيفت الى الله في القرآن او اضيفت اليه في سنة النبي عليه الصلاة والسلام يجب نفيها لان العقل احالها اخرون من الطوائف المنحرفة اتوا الى نعيم الجنة وعذاب النار ونفوه كل ما جاء من ذلك مفصلا في الكتاب والسنة نفوه قالوا العقل يحيل ذلك فاصبحت القضية امور اه كثيرة متنوعة تنفى في الكتاب والسنة يدعي اولئك ان العقل يحيلها هنا يلاحظ امر من خلاله يتحدث شيخ الاسلام ان بعض هؤلاء يعني مثلا من ينفي الصفات ولكنه يثبت المعاد والنعيم نعيم الجنة ونعيم وعذاب النار الى اخره عندما يقول من ينكر نعيم الجنة بحجة ان العقل يحيل ذلك اوله يرد عليه من ينفي الصفات بردود هي نفسها صالحة لان تكون ردا عليه هو في نفيه للصفات وتأمل هذا في قول شيخ الاسلام هنا وكل وكل من هؤلاء مخصوم بما خصم به الاخر. كل من مخصوم بما خصم به الاخر يعني تجد ان هؤلاء يتصدى لطائفة اخرى تنفي اشياء هو يثبتها ولكنها تنفيها بالعقل في رد عليه بردود هي نفسها صالحة لان تكون ردا عليه فيما نفاه بحجة ان العقل يحيل ذلك وباب الغيبيات باب واحد كلها يؤمن بها كما جاءت وتمر كما وردت ولا يخاض فيها بالعقل المجرد قال وهو من وجوه احدها بيان العقل لا يحيل ذلك اي كما زعمه هؤلاء لا يحيل ذلك لا فيما يتعلق مثلا بالصفات التي ادعى هؤلاء ان العقل يحيل اثباتها ولا ايظا فيما يتعلق بنعيم الجنة او عذاب النار او غير ذلك. فدعوى هؤلاء ان العقل يحيل ذلك دعوة غير صحيحة فالعقل النقل لم يأتي اطلاقا بما تحيله العقول. النقل لم يأتي اطلاقا ولا في امر واحد بما تحيله العقول يعني بما يحكم العقل اه عليه بانه مستحيل. النقل لم مما تحيله العقول. جاء بمحارات العقول ولم يأتي بما تحيله العقول اي ما تحكم العقول عليه بانه مستحيل الثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل التأويل ان نصوص الواردة لا تحتمل التأويل. سواء تأويلات معطلة الصفات او تأويلات الباطنية من كرة نعيم الجنة وعذاب النار فجميع التأويلات التي عند اهل البدع التي انحرفوا بها النصوص عن ظواهرها ودلالاتها لا تحتمل تلك النصوص تلك التأويلات بمعنى انها باطلة باطلة وجناية على النصوص بصرفها عن مرادها وابعادها عن مدلولها. الامر الثالث ان عامة هذه الامور قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطراب. كما علم انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمظان. فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم يعني الحج باعماله المعروفة التي يعرفها كل مسلم عند القرامطة الباطنية انما هو قصد مشايخهم الصوم انما هو عندهم حفظ اسرارهم وهكذا هذه كلها تأويلات وكلها صرف للنصوص عن ظاهرها فالذي يؤول الصلاة او يؤول الصيام على ان المراد به حفظ السر ويؤول الحج بان قصد مشايخهم او غير ذلك والذي اول ايات الصفات بان المراد بها كيت وكيت مما هو ليس معناها ولا مرادها. كلها يجمعها بانه تأويل باطل للنصوص وصرف لها عن ظاهرها. واذا رد مثلا المعتزل على الباطني في تأويله ايات الاوامر والنواهي بيان بطلان تأويله يقال له هذا الذي انت تقوله له تبطل به تأويله لهذه الايات هو عينه ينطبق على آآ على تأويلاتك لايات الصفات وبما رددت عليه في في ايات الاوامر والنواهي نحن نرد عليك ايات الصفات. ان كل باب واحد الرابع ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص يعني لا يتعارض وفي هذا الباب كتب شيخ الاسلام المجلد او كتابه الكبير درء تعارض والعقل والنقل ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص وان كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله وانما عقله مجملا. يعني هناك امور آآ طاقة العقل وقدرته لا تتمكن من اه ادراك ذلك تفصيلا لكنه من حيث الاجمال المعنى الاجمالي ذلك يدرك اكتفى رحمه الله بهذه الوجوه الاربعة قال على ان الاساطيل من هؤلاء والفحول معترفون بان العقل لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية. يعني لا سبيل للعقل المجرد ان يصل بالتقريرات العقلية الى اليقين. وهذا الذي ذكره شيخ الاسلام اعلنه فحول هؤلاء واساطيرهم وكبارهم وكنت نقلت لكم مرة عن اه الغزالي انه قال والطريق اه الى الحق من هذا الباب او من هذا السبيل مسدود. مسدود. هذا معنى قول شيخ الاسلام انه لا يمكن ان يصل الى اليقين بالعقل المجرد لابد من الاعتماد الكامل على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واذا كان هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه وهذا الذي ينال به اليقين اليقين ينال بالرجوع اه الى ما جاء به الانبياء ولو كان الامر كما يدعيه هؤلاء ان اليقين يبلغه الانسان بالعقل المجرد اذا ما ما الحاجة الى بعثة الانبياء اذا ما الحاجة الى بعثة الانبياء؟ اذا كان العقل نظره وتأمله ومقاييسه يمكن ان يصل الى اليقين فاذا ما الحاجة الى بعثة الانبياء واذا كان العقل يمكن ان يكون هو المعول والعمدة ليعرف به الحق والهدى. اذا ما الحاجة الى او ما الفائدة من بعثة الانبياء وهذا المأخذ والملحظ آآ قررها احد السلف بالزام لهؤلاء ونقل ذلك التيمي في الحجة قال لازم مذهب هؤلاء ولازم قول هؤلاء ان يقول الواحد منهم اشهد ان عقلي رسول الله يقول هذا من لوازم التي تلزم هؤلاء اذا كان عقله هو الذي يبلغ به اليقين دون حاجة الى الكتاب والسنة ولا يمكن ان يتوصل الى اليقين بعقله ولا يحتاج ان يرجع الى الكتاب والسنة اذا من لازم ذلك ان ان يقول مثل هذا الكلام وكفى بذلك دلالة على آآ بطلان هذه الدعوة دعوة انه يمكن ان ان يصل الانسان بالعقل المجرد الى اليقين دون حاجة الى الرجوع الى الكتاب والسنة قال ومن المعلوم للمؤمنين ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وانه بين للناس ما اخبرهم به من امور الايمان بالله واليوم الاخر وكثيرا ما يأتي الجمع بين هذين الاصلين في النصوص نصوص الكتاب والسنة كثيرا ما يأتي الجمع بين هذين الاصلين الايمان بالله لانه هو المقصود المعبود الملتجأ اليه سبحانه وتعالى واليوم الاخر لانه دار الثواب والجزاء قال وقد بين الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر ما هدى الله به عباده وكشف مراده. قال ومن ومعلوم للمؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بذلك من غيره. وانصح للامة من غيرها. وافصح من غيره عبارة وبيانا بل هو اعلم الخلق بذلك وانصح الخلق للامة وافصحهم. وقد اجتمع في حقه صلى الله عليه وسلم كمال العلم والقدرة والارادة اجتمع في في حقه كمال العلم فهو اعلم الخلق بالله كما في الحديث ان اتقاكم لله واعلمكم بالله انا فهو اعلم الخلق بالله وايضا كمال القدرة اجتمع فيه عليه الصلاة والسلام كمال القدرة اي على الافصاح والبيان وايظاح الامور المعاني والامر الثالث الارادة ارادة النفع وايصال الخير والحرص على افادة الناس فكان عليه الصلاة والسلام الاعلم والانصح والافصح ومن المعلوم ان المتكلم والفاعل اذا كمل علمه وقدرته وارادته كمل كلامه وفعله وانما يدخل النقص اما من نقص علمه او من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان النقص يدخل من نقص علمه او من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان هذه الثلاث مرت معنا قريبا واشرت الى ان آآ هذه الامور الثلاثة نافعة جدا في رد كل باطل لرد كل باطل لان كل مبطل لا يسلم ان استمسك بباطله من آآ انتقاصا لمقام النبي صلى الله عليه وسلم في احد هذه الامور الثلاثة ان لم يكن فيها كلها ولا محيد له من ذلك الا ان يترك باطله الا ان يترك باطله لانه اذا فقيل له هذا الذي تقوله هذا الذي تقوله هل علمه النبي عليه الصلاة والسلام ان قال لم يعلمه فهذا فيه الانتقاص لعلم النبي عليه الصلاة ان ان اقر بانه علم من اقر بانه علمه صلوات الله وسلامه عليه وينتقل معه الى الامر الثاني هل كان قادرا على الافصاح عنه وبيانه او ليس قادرا ان قال ليس بقادر على الافصاح عنه وبيانه كان هذا انتقاصا له من جهة عجزه عن بيان علمه. عنده علم ولا عنده عجز في بيانه. هذا طعن اخر ان قال اعوذ بالله انا لا اقول ان ان انه لا يعلم ولا اقول انه عاجز عن البيان يقال له الامر الثالث هل بين او لا هذا الذي تقول ان ان علمه وانه قادر على بيانه هل بينه او لم او لم يبينه ان قال لم يبين فهذا في في طعن في عدم ارادته البيان طعن في عدم ارادته للبيان فان قال لا انا اقول انه علمه وقادر على بيانه وبينه. فماذا تقولون له هذه دواوين السنة محفوظة ارنا اين بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ هات شاهد على كلامك من آآ سنته عليه الصلاة والسلام قال والرسول صلى الله عليه وسلم هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال ارادة البلاغ والغاية في القدرة على البلاغ ومع وجود القدرة التامة والارادة الجازمة يجب وجود المراد. فعلم قطعا ان بينه من امر الايمان بالله واليوم الاخر حصل به مراده من البيان. وهذا الذي اراد ان يصل اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الذي بين في الكتاب والسنة فيما يتعلق بالايمان بالله وصفاته واسمائه سبحانه وتعالى او ما يتعلق بالايمان باليوم الاخر والتفاصيل المتعلقة بذلك كلها حصل فيها بيان المراد فلم يبقى لمتكلف مجالا ولا لقائل مقالا. المراد بين وواضح. كل التكلفات تكلفات المتأولة قل تكلفات المتأولة آآ لا حاجة اليها اطلاقا لان المراد في في هذه النصوص بين واضح. وخوضهم في تلك التأويلات كله خوض باطل ليس هو خوضا في بيان المراد المراد بين واضح مثل ما قال شيخ الاسلام. ولكنها خوض في صرف هذا المراد لا معاني بعيدة الى معاني بعيدة وما اراده من البيان هو مطابق لعلمه. وعلمه بذلك هو اكمل العلوم. فكل من ظن ان غير الرسول صلى الله عليه وسلم اعلم بهذا منه او اكمل بيانا منه او احرص على هدأ هدي خلقي منه او هدى الخلق منه فهو من الملحدين لا من المؤمنين. والصحابة والتابعون لهم باحسان ومن سلك سبيل السلف هم في هذا الباب على سبيل الاستقامة اما المنحرفون عن طريقهم فهم ثلاث طوائف اهل التخييل واهل التأويل واهل التجهيل رحمه الله تعالى خلاصة عن كل طائفة من هذه الطوائف الثلاث. نعم. قال رحمه الله اهل التخييل هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من من متكلم ومتصوف. فانهم يقولون ان ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر انما هو تخييل للحقائق لينتفع بها الجمهور. لا انه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا الحقائق ثم هم على قسمين منهم من يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم الحقائق على ما هي عليه ويقولون ان من الفلاسفة الالهية من علمها وكذلك من الاشخاص الذي يسمونهم اولياء من علمها ويزعمون ان من ان من الفلاسفة او الاولياء من هو اعلم بالله واليوم الاخر من المرسلين. وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية الشيعة وباطنية الصوفية ومنهم من يقول بل الرسول علمها لكن لم يبينها وانما تكلم بما يناقضها واراد من الخلق فهم ما يناقضها لان مصلحة خلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق ويقول هؤلاء يجب على الرسول ان يدعو الناس الى الاعتقاد الى اعتقاد التجسيم مع انه باطل وهو الاعتقاد معادي الابدان مع انه باطل ويخبرهم بان اهل الجنة ياكلون ويشربون مع ان ذلك باطل لانه لا يمكن دعوة الخلق الا بهذه الطريق التي تتضمن الكذب لمصلحة العباد فهذا قول هؤلاء في نصوص الايمان بالله واليوم الاخر. واما الاعمال فمنهم من يقرها ومنهم من يجريها هذا المجرى ويقول انما يؤمر وبها بعض الناس دون بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة وهذه طريقة الباطنية الملاحدة والاسماعيلية ونحوهم. هذه خلاصة ذكرها رحمه الله تعالى عن اهل التخييل عن اهل التخييل من الفلاسفة ومن لف لفهم وسلك مسلكهم. ويقال لهم اهل تخييم لانهم يقررون ان هذا الذي جاء في النصوص لا حقيقة له. وانما تخيلات كل ما جاء في النصوص مثلا من ايات الصفات او مثلا نعيم الجنة او عذاب النار او الى اخره هذي كلها ليست لها لا وجود ولا حقيقة لها. وانما الرسل بزعم هؤلاء المبطلة كانوا يتخيلون هذه الاشياء ويذكرونها للعامة حتى يقبلوا دعوة الرسل ويصرح بعضهم ان هذا كله كذب من اجل المصلحة مصلحة الدعوة. فقالوا ان في جنة والجنة فيها كذا وفيها كذا وفيها هذا والناس يوم القيامة سيرون الله وسينعم عليهم بك هذا كله يقولون ما له وجود اصلا ولا حقيقة له هذه كلها يتخيلها الرسل حتى يرغبوا الناس لماذا؟ بدعوتهم ولهذا سماهم اهل العلم اهل التخييل اي الذين يزعمون ان هذه الاشياء التي جاءت في النصوص كلها تخيلات كلها تخيلات حتى تقبل الناس وتقبل على اه ما جاء به الرسل وعلى ذلك فعند القوم الرسل لم يفصحوا عن الحق. ولم يبينوه وانما بينوا شيء اخر لا حقيقة له ذكروا اشياء تتعلق بالرب وان له صفات وصفاته كذا وكذا وان عنده جنة وفيها كذا ونار وفيها وهذه كلها خيلها الرسل وعرضوها للناس ودعوا الناس الى الاعتقاد بها والايمان بها وهي كلها لا حقيقة لها اذا اذا كانت الرسل لم تفصح عن الحق وجاؤوا بهذه الاشياء التي كلها بزعم هؤلاء كذب وتخيلات الحق اين اين الحق هنا يظهر لك ماذا يريد هؤلاء يظهر لك ماذا يريد هؤلاء؟ ان الحق هو عقيدتهم ودينهم. الحق عقيدتهم ودينهم ولا حاجة للناس ان يشتغلوا هذا الذي بعثت به الرسل تنظر الى الطريقة ما اشنعها في رد كل ما جاءت به الرسل في رد كل ما جاءت به الرسل واذا آآ تقبل او قبل منهم العامي مثل هذا؟ اي جناية عليه؟ فيما يتعلق بالقرآن والسنة اي مكانة ستكون للقرآن والسنة عند العام الذي قيل لهم مثل هذا الكلام وهو الجاه الذي قيل له مثل هذا الكلام ارأيتم شخصا يقول له المتفلسف مثل هذا الكلام ويقرأ القرآن هل للقرآن عنده قيمة لان سيقرأ القرآن وهو في باله ان هذه كلها اشياء تخيلات ما لها حقيقة ولا لها اصل فلا يقبل قرآنا ولا يقبل سنة ويرد كل الحق وتكون ديانة وعقيدته كلها من ما جاء به هؤلاء الفلاسفة ائمة الباطل ودعاة الضلال تنظر هذا المكر الكبار العظيم. الذي تنسب به العقائد وتنسف به الاديان وتنسف به الحقائق وتنسب به آآ الامور نسفا كيف يعني بهذا المكر وبهذه الفلسفة وهذا الباطل يجنون على صوص تلك الجنايات. فهذا هذه مقالة آآ اهل التخييل يقول ان يقول ابن تيمية انما هو يعني ذكر آآ الرسول صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر انما هو تخيل تخييل للحقائق لينتفع به الجمهور الجمهور يعني المدعون الان لما يقول الرسل مثلا في جنة والجنة فيها كذا والجنة فيها كذا وفيها هذا ينتفع به الجمهور ما يسمى ترغيب لهم ولما يقال لهم مثلا في نار والنار فيها كذا والنار فيها كذا هذا ينتفعون به لانه ترهيب لهم فيعملون بالفظائل ويتجنبون الرذائل بموجب هذا الترغيب والترهيب لكن من حيث الواقع لا يوجد له اي حقيقة لكن هذا يسمونه كذب من اجل مصلحة الجمهور قاتلهم الله انى يوفكون اي اجرام اكبر من هذا؟ واي تجن اعظم واشنع من هذا قالوا انما هو تخيل للحقائق لينتفع به الجمهور لا انه بين به الحق لا انه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا اوضح الحقائق ولا اوضح الحقائق ابن القيم رحمه الله عرف اهل التخييل بقوله هم الذين اعتقدوا ان الرسل لم تفصح للخلق بالحقائق اذ ليس في قواهم ادراكها. وانما خيلت لهم وابرزت المعقول في صورة المحسوس يقول ابن تيمية ثم ثم هم على قسمين ثم هم على قسمين اي اهل التخييل منهم من يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم الحقائق قسم منهم يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم الحقائق على ما هي عليه ويقولون ان من الفلاسفة الالهية من علمها من الفلاسفة الالهية من علم علم الحقائق دون ان يكون الرسول قد علمها وكذلك من الاشخاص الذين يسمونهم اولياء من علمها ويزعمون ان من الفلاسفة او الاولياء من هو اعلم بالله واليوم الاخر من المرسلين من المرسلين ولهذا قالوا في آآ المفاضلة بين الاوليا على بناء على ذلك قالوا مقام النبوة في برزخ مقام النبوة في برزخ طويق الرسول الرسول ودون الولي مقام النبوة في برزخ رويق الرسول يعني ان مقام النبي فوق مقام الرسول ولكنه دون مقام الولي ودون اه ولكنه دون مقام الولي مقام النبوة في برزخ فوق الرسول ودون الولي لان فيهم من يزعم ان الولي يعلم هذه الحقائق ما لا يعلمه الرسول والفلاسفة يدعون في اساطيلهم ذلك انهم يعلمون ما لا يعلمه اه الرسول وهذه مقالة غلاة الملاح الملاحدة من الفلاسفة والباطنية باطنية الشيعة وباطنية الصوفية هذا قول من او احد القسمين القسم الثاني من يقول بل الرسول علمها لكنه لم يبينها علمها ولكنه لم يبينها وانما تكلم بما يناقضها واراد من الخلق فهم ما يناقضها يعني مثلا قال الرحمن على العرش استوى واراد ان نفهم انه لم يستوي وقال ينزل ربنا الى السماء الدنيا واراد منا ان نفهم لم ينزل الى السماء الدنيا وقال انكم سترون ربكم يوم القيامة واراد ان نفهم اننا لن نرى ربنا يوم القيامة وهكذا اخبر باشياء واراد من الخلق ان يفهموا ما يناقضها وارادوا من الخلق ان يفهموا ما يناقضها لان مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق مصلحة مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق يعني الناس عندما تذكر لهم هذه الاشياء نفوسهم تتحرك للعمل والاقبال فاقتضت المصلحة ذلك قضت المصلحة ذلك والا الاعتقاد الحق بزعم هؤلاء نفي الصفات تفصيلا لكن الرسل اثبتتها تفصيلا ولم ترد ذلك لم ترد ذلك يعني لما قالوا ان الله ينزل الى السماء الدنيا ما ينزل هو اصلا بزعمهم وان الله يرى يوم القيامة لا يرى يوم القيامة اطلاقا بزعم هؤلاء. لكن الرسل كانت تخبر بذلك حتى تحرك الناس للاعمال العبادات ونحو ذلك لكن المطلوب اصالة اعتقاد نقيض ذلك سبحان الله الان لو نظرت في هذا الزعم الذي يزعم هؤلاء وهذه خاطرة وردت في ذهني ولعلها مفيدة الان عندما يقول هؤلاء ان الرسل اخبروا بذلك اخبروا بذلك وارادوا اثبات نقيضه من اجل المصلحة من اجل المصلحة والا الحق هو اثبات نقيض ما ذكروه فيقال لهؤلاء ان كنتم فعلا تعتقدون ذلك؟ لماذا لم ايظا تبقوا الناس على المصلحة التي لماذا لم تبقوا الناس على المصلحة التي ترون ان الرسل فعلت ذلك من اجل المصلحة اذا انتم ترون ان الرسل ارادوا بالناس مصلحة وانتم لا تريدونها بالناس فكشفتم لهم اشياء لو كان لو كنتم تزعمون هذا الزعم اذا اتركوا الناس على المصلحة التي ولا تتكلموا في هذا الموظوع. ابقوا الناس على هذه المصلحة التي اراد الرسل بذكر هذه الحقائق ولا تكشف اشياء بزعمكم انها خلاف المصلحة وان الرسل لم تتكلم بها اه من اجل مصلحة الناس فتبين بذلك بشهادة هم على انفسهم ان الرسل ارادوا مصلحة الناس وهم لم يريدوا مصلحة الناس هذا انما هو انسان انما هو الزام يبين آآ الثغرات التي توجد في آآ عند كل مبطل فيما يأتي به من ضلال وباطل قال ويقول هؤلاء يجب على الرسول ان يدعو الناس الى اعتقاد التجسيم مع انه باطل يجب على الرسول دعوة الناس الى اعتقاد التجسيم مع انه باطل والاعتقاد معاد الابدان مع انه ويخبرهم بان اهل الجنة يأكلون ويشربون مع ان ذلك باطل يجب عليه ان يخبر بهذه الاشياء لانه لا يمكن يقولون دعوة الخلق الا بهذا الطريق لا يمكن دعوة الخلق الا بهذا الطريق اذا هذا كله بزعم او لا كذب من اجل المصلحة مصلحة الدعوة الا بهذا الطريق التي تتضمن الكذب لمصلحة العباد فهذا قول هؤلاء في نصوص الايمان بالله واليوم الاخر واما الاعمال يعني الصلاة والصيام والحج وغير ذلك فمنهم من يقرها ومنهم من يجريها هذا المجرى ومنهم من يجريها هذا المجرى. ما معنى يجريها هذا المجرى انه ليس مطلوب من العباد فعلا الصلاة وصيام وحج ليست مطلوبة من اه العباد وانما هذه اشياء يذكرها الرسل اه لتهذيب الناس يعني ان تحصيل المصلحة وتهذيب الناس ونحو ذلك لا انها مطلوبة منهم او مقصودة دعوتهم اليها واما الاعمال فمنهم من يقرها ومنهم من يجريها هذا المجرى ويقول انما يؤمر بها بعض الناس دون بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة طريقة الباطنية الملاحدة والاسماعيلية ونحوها. ومنهم ايضا من يجعلها مجرد رموز. لا انها اعمال جاءت مفصلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يطلب من العباد ان يقوموا بها. نعم قال رحمه الله واما اهل واما اهل التأويل فيقولون ان النصوص الواردة في الصفات لم يقصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم اما ان يعتقد الناس الباطل ولكن قصد بها معاني ولم يبين لهم تلك المعاني. ولا دلهم عليها ولكن اراد ان ينظروا فيعرف الحقوق ثم اجتهدوا في صرف تلك النصوص عمدوا عن مدلولها. ومقصوده امتحانهم وتكليفهم اتعاب اذهانهم وعقولهم في ان يصرفوا كلامه عن مدلوله ومقتضاه ويعرف الحق من غير جهته وهذا قول المتكلمة. والمعتزلة ومن دخل معهم في شيء من ذلك والذين قصدنا الرد عليهم في هذه الفتيا هم هؤلاء. اذ كان نفور الناس عن الاولين مشهورا بخلاف هؤلاء فانهم بنصر السنة في مواضع كثيرة وهم في الحقيقة لا للاسلام نصروا ولا ولا للفلاسفة كسروا. ولكن اولئك الفلاسفة في نصوص المعادي نظير ما ادعوه في نصوص الصفات. فقالوا لهم نحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت بمعاد الابدان وقد علمنا الشبه المانعة منه. واهل السنة يقولون لهؤلاء ونحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت باثبات الصفات. ونصوص الصفات في الكتب الهية اكثر واعظم من نصوص المعاد. ويقولون لهم معلوم ان مشركي العرب وغيرهم كانوا ينكرون المعاد وقد انكروه على الرسول فناظروه عليه بخلاف الصفات فانه لم ينكر شيئا منها احد من العرب. فعلم ان اقرار العقول بالصفات اعظم من اقرارها بالميعاد ان انكار المعادي اعظم من انكار الصفات. وكيف يجوز مع هذا ان يكون ما اخبر به من الصفات ليس كما اخبر به. وما اخبر به من المعاد هو وعلى ما اخبر به وايضا فقد علم انه صلى الله عليه وسلم قد ذم اهل الكتاب على ما حرفوه وبدلوه ومعلوم ان التوراة مملوءة من ذكر الصفات فلو كان هذا مما حرف وبدل لكان انكار ذلك عليهم اولى فكيف فكيف وكانوا اذا ذكروا يدي الصفات يضحك تعجبا منهم وتصديقا. ولم يعفهم قط بما تعيب النفاة لاهل الاثبات. مثل لفظ التجسيم والتشبيه ونحو ذلك من عابهم بقولهم يد الله مغلولة وقولهم ان الله فقير ونحن اغنياء وقولهم استراح لما خلق السماوات والارض قال تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. والتوراة مملوءة من الصفات المطابقة للصفات المذكورة في القرآن والحديث وليس فيها تصريح بالميعاد كما في القرآن. فاذا جاز ان نتأول صفات التي اتفق عليها الكتابان فتأويل المعاني الذي انفرد به احدهما اولى والثاني مما يعلم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم انه باطل فالاول اولى بالبطلان هذا اه هذه الخلاصة فيما يتعلق القسم الثاني وهم اهل التأويل بين شيخ الاسلام رحمه الله في مقدمة حديثه عن اهل التاويل وجه الفرق بينهم وبين اهل التخييل. اولئك الذين هم اهل التخييل عندهم تأويلات لا حد لها لكن ما الفرق بين هؤلاء وهؤلاء؟ قال ان اهل التأويل يقولون ان النصوص الواردة في الصفات لم بها الرسول صلى الله عليه وسلم ان يعتقد الناس الباطل لكن هناك عرفنا انهم جاءوا بهذه الخيالات وطلبوا من الناس ان يعتقدوها من اجل المصلحة فيقول هنا لم يقصد بها ان يعتقد الناس الباطل. ولكن قصد بها معاني ولم يبين لهم تلك المعاني قصد بها معاني ولم يبين تلك المعاني. لماذا لم يبينها قصد معاني ولم يبين تلك المعاني لماذا لم يبينها؟ خذ مثالا الرحمن على العرش استوى لم يقصد بزعمهم استوى اه المعنى المعروف للكلمة في اللغة اي استوى اي علا وارتفع. وانما قصد معنى اخر. اكتشف فيما بعد في القرن الثاني اكتشف. ذلك المعنى. فاراد معنى آآ آآ اراد منهم ان يفهموا منها معا اخر لماذا؟ لماذا؟ قال ولكن قصد بها ولم يبين لهم داء تلك المعاني ولا دلهم عليها ولكن اراد ان ينظروا فيعرف الحق بعقولهم ثم يجتهد في صرف تلك النصوص عن مدلولها ومقصوده امتحانهم وتكليفه هم اتعاب اذهانهم وعقولهم في ان يصرفوا كلامه عن مدلوله ومقتضاه. عن مدلوله ومقتضى شبهوا الرسالة شبهوا الرسالة القائمة على النصح للخلق وبيان الحق شبهوها بحال رجل يأتي مثلا الى طلابه وتلاميذه ويعطيهم اشياء اشبه بالالغاز حتى يحرك عقولهم واذهانهم في البحث والتفتيش والتنقيب وهذا ابعد ما يكون من مراد من قصد نفع الخلق والنصح لهم. وبيان الحق لهم ومقام الرسالة اعظم من ان يقال فيه مثل هذا الكلام واجل مقام الرسالة اعظم واجل من ان يقال فيه هذا الكلام مقام الرسالة مقام هدى للناس وبينات ليس مقام الغاز واحاجي وتمرين للعقول على مثل ذلك مقام الرسالة مقام هدى وبيان للحق. للناس وايظاحه لهم قال وهذا قول المتكلمة الجهمية والمعتزلة ومن دخل معهم في شيء من ذلك والذي قصدنا الرد عليه في هذه الفتية. هذه الفتية المقصود اصالة الرد على هؤلاء اذ كان نفور الناس عن الاولين يعني اهل التخييل مشهورا نفور الناس عن الاولين اي الفلاسفة اهل التخييل بخلاف هؤلاء. فانهم تظاهروا بنصر السنة في مواضع كثيرة. وهم في الحقيقة لا للاسلام ولا للفلاسفة كسروا ولكن اولئك الفلاسفة الزموهم في نصوص المعاد نظيرا ما ادعوه في نصوص الصفات. الزموهم في نصوص المعاد نظير ما ادعوه في نصوص الصفات. فقالوا لهم نحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت بمعاد الابدان وقد علمنا الشبه المانعة منه. قد علمنا الشبه المانعة منه. فبناء عليها يقولون نحن انكرناه وبناء عليها نحن انكرناه وهذه الشبهة التي انكرنا بها المعاد هي من جنس الشبهة التي انكرتم بها الصفات ولهذا طالبهم الفلاسفة ان يوحدوا المذهب وينكروا الجميع طالبوهم ان يوحدوا المذهب ينكروا الجميع. لان الحجة عند عند هؤلاء هي نفس الحجة ان العقل يحيل كما مر معنا سابقا فطالبوهم في بان ينفوا الجميع لان العقل يحيل ذلك بزعمهم فيقولون لهم انتم اعملتم هذا الامر في الصفات فقط ونحن اعملناه بالصفات والمعاد والباب واحد الباب هو باب واحد. فطالبوهم بان يشاركوهم في نفي ذلك كله. وهذا وجه قوله عنهم انهم لم اكسروا الفلاسفة بما يعني قرروه لم يكسروا الفلاسفة بل اعانوا الفلاسفة على ما عليه من اه انكار لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. قال واهل السنة يقولون لهؤلاء ونحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت باثبات الصفات ونصوص الصفات في الكتاب الالهي اكثر واعظم من نصوص المعاد. لاحظ هنا ملاحظة يعني معتزلة صارت يتجاذبهم فئتان الفلاسفة من جهة ماذا تقول لهم تقول لهم الذي انتم انكرتم به الصفات هو نفسه الذي نحن انكرنا به المعاد. فاخذوا يطالبونهم بماذا انتبهوا معي اخذوا يطالبونهم بنفي الجميع اهل السنة من الجهة الاخرى وهم اهل النصح للخلق قالوا لهم هذا الذي اثبتتم به المعاد الذي اثبتم به المعاد هو نفسه الذي تثبت به الصفات وطالبوهم باثبات الجميع طالبون باثبات الجميع الفلاسفة من جهة هناك يطالبونهم بنفي الجميع يقولون لهم الباب واحد وهؤلاء اهل السنة يطلبون منهم ان يثبتوا الجميع لان الباب واحد وهذا الذي يعرظه الان هنا شيخ الاسلام ابن تيمية ذكر اولا ان الفلاسفة الزموهم في نصوص المعاد بنظير ما ادعوه في نصوص الصفات بمعنى انهم يريدون منهم ان ينفوا الجميع ويقولون لهم الباب واحد شاركونا في نفي الجميع لان الباب واحد واهل السنة يقولون لهؤلاء نحن نعلم بالاظطرار ان الرسل جاءت باثبات الصفات ونصوص الصفات في الكتاب في الكتب الالهية اكثر واعظم من نصوص المعاد ويقولون لهم معلوم ان مشركي العرب غيرهم كانوا ينكرون المعاد وقد انكروه على الرسول صلى الله عليه وسلم وناظروه عليه بخلاف الصفات فانه لم ينكر آآ فانه لم ينكر شيئا منها احد من الهرم فعلم ان اقرار العقول بالصفات اعظم من اقرار اقرارها بالميعاد. وان انكار المعاد اعظم من انكار الصفات وكيف يجوز مع هذا ان يكون ما اخبر به من الصفات ليس كما اخبر به وما اخبر به من المعاد هو على ما اخبر به؟ هذا كله يقول لهم يقول اهل السنة لهؤلاء المعتزلة وغيرهم مطالبين لهم بماذا باثبات الجميع الصفات والمعاد لكنهم دخلوا عليهم من جهة انهم يثبتون الميعاد وهو امر غيبي بنعيمه وتفاصيله يعني مثلا الان مثلا فيها عنب لو قيل لهم ان اثبتم عنب الجنة فمعنى ذلك انه مثل عنب عنب الدنيا يقولون لا تلك امور اه مغيبة ونعيم الاخرة له مثلا خصائصه فيقولون لهم ايضا في اه صفات الله اللوازم التي تذكرونها يلزم من اثبات الصفات لله. المماثلة لا يلزم ذلك. فالقول فالصفات مثل يقول في آآ آآ نعيم الجنة وغيره من جهة ان هذا كله آآ امور آآ مغيبة وجاءت بها النصوص وانه يجب امرارها كما جاءت والايمان بها كما ورد وايضا فقد علم انه صلى الله عليه وسلم قد ذم اهل الكتاب على ما حرفوه وبدلوه. ومعلوم ان التوراة مملوءة من ذكر الصفات ذمهم على ما حرفوه وبدلوه. والتوراة مملوءة بذكر الصفات. فلو كان هذا مما حرف وبدل لكان انكار ذلك عليهم اولى فكان انكار ذلك عليهم اولى فكيف وكانوا اذا اه ذكروا بين يديه صلى الله عليه وسلم الصفات يظحك تعجبا منها وتصديقا مثل قصة الحبر في الصحيح لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان آآ عندنا ان الله يضع السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والثرى على اصبع فظحك النبي عليه الصلاة والسلام تصديقا لقوله. ظحك تصديقا لقوله ذكروا اه فكيف وكانوا اذا اه ذكروا بين يديه الصفات يظحك تعجبا منه وتصديقا اي لقوله تعجبا اه ذكر المحقق انها ليست موجودة في اه في بعض النسخ يعني في في جيم معين ليست موجودة والذي جاء عن عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال تصديقا لقوله انه قال اه تصديقا اه لقوله قال يضحك صلى الله عليه وسلم تعجبا اه منهم وتصديقا. قد يكون يعني التعجب ذكر التعجب هنا ان كان ثابت يعني في النسخة يعني من معرفتهم بذلك وظبطهم له. فضحكت تعجبا منهم وتصديقا لقوله ويدعي المنكرة للصفات ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحك انكارا لقوله وهذا فيه طعن في النبي عليه الصلاة والسلام. ان ان يخبر بين يديه عن الله بما لا يليق به فيضحك. ان يخبر بين يديه عن الله سبحانه وتعالى بما لا يليق بجلاله وكماله فيضحك عليه الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه هذا طعن في النبي عليه عليه الصلاة والسلام كان اذا انتهكت حرمات الله لا يقوم لغضبه شيء فهم يقولون انه ضحك انكارا لقوله انكارا لقوله وابن مسعود رضي الله عنه الراوي لحديث قال ضحك تصديقا لقوله. وهذا هو اللائق بمقام النبي عليه الصلاة والسلام قال ولم يعذهم قط بما تعيب النفات لاهل الاثبات مثل لفظ التجسيم والتشبيه ونحو ذلك. بل عابهم بقوله بقول يد الله مغلولة وقول اه ان الله فقير وقولهم ان الله استراح قال ومن مسنا من لغوب والتوراة مملوءة من الصفات المطابقة للصفات المذكورة في القرآن والحديث وليس فيها تصريح بالميعاد كما في القرآن. فاذا جاز ان نتأول الصفات التي اتفق عليها الكتابان فتأويل المعاد الذي انفرد به احدهما وهو القرآن اولى. والثاني مما يعلم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم انه باطل اول اولى بالبطلان. انت هنا ما ذكره رحمه الله من خلاصة تعلق بالقسم الثاني. ثم ذكر بعده القسم اه الثالث وهم اهل التجهيل الوقت انتهى. نسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح انا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل