الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الفتوى الحموية الكبرى وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه ما ذكره عبدالرزاق وغيره في تفسيرهم عنه انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. من ادعى علمه فهو كاذب وهذا كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكذلك علم الساعة ونحو ذلك. فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله وان كنا نفهم معاني ما خوطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد افهامنا اياه. كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال تعالى افلم يتدبروا القول فامر بتدبر القرآن كله لا بتدبر بعضه. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الاثر وما يأتي بعده من اثار عن السلف ساقها رحمه الله تعالى لها تعلق بالكلام الذي سبق السياق هنا في الرد على من يقول ان باب الصفات صفات الله تبارك وتعالى وما جاء فيه من ايات في كتاب الله عز وجل واحاديث في سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه كله مما لا يعقل له معنى ولا يفهم له مدلول وانما هي الفاظ تقرأ قراءة تعبد دون ان يخاض في شيء معانيها لان ليس لها معنى يعقل اه او يفهم وهذه الطريقة طريقة قوم وصفهم رحمه الله تعالى فيما سبق باهل التجهيل وهم المفوضة الذين يقولون بتفويظ معاني الصفات بمعنى ان نصوص الصفات ليس لها معنى يعقل وليس لها مدلول يفهم ووصفوا بانهم اهل تجهيل لانهم جهلوا السلف عندما ادعوا ان هذه الطريقة طريقة السلف فجهلوا السلف باعظم باب وهو باب الاسماء والصفات وقد نقل رحمه الله تعالى هذا الاثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير القرآن على اربعة اوجه الاول تفسير تعرفه العرب من كلامها وهذا يتعلق بالمفردات مفردات الكلمات العربية فهذا تعريفه العرب من كلامها عندما تقرأ مثلا كلمة شمس كلمة قمر ارض سماء نجوم شجر الى اخر ذلك هذه المفردات اه تعرفه تعرفها العرب من كلامه وهذا تفسيره بما يعرف من مدلولا لتلك المفردات باللسان العربي والنوع الثاني او الوجه الثاني تفسير لا يعذر احد بجهالته بمعنى انه لا بد لا بد من معرفته. لا يعذر احد بجهادته وهو ما يتعلق بفرائظ الدين وواجبات آآ الاسلام مثل اقام الصلاة ايتاء الزكاة صوم رمضان تجنب الاثام والحرام البعد عن الكبائر هذه هذه امور لابد من تعلمها. اما الفرائض لتفعل واما الكبائر لتجتنب وان يحذر العبد من الوقوع فيها فمعنى قوله لا يعذر احد بجهالتها اي لابد من تعلمها لابد من تعلمها وليس معنى انه لا يعذر ان بعض التفاصيل التي تتعلق بذلك ان آآ كثر به الفهم او العلم او التحصيل لها انه يؤثم بذلك لكن المراد ان هذه امور لا بد من تعلمها ولابد من آآ العناية بها وهي الامور التي تتعلق واجبات الشريعة وفرائض الدين والوجه الثالث تفسير يعلمه العلماء تفسير يعلمه العلماء وهذا ما يتعلق اه الامور التي تحتاج الى فقه وتحتاج الى آآ استنباط من تفاصيل الشريعة تفاصيل الاحكام وايضا الحكم حكم الشريعة الى غير ذلك فهذه الامور آآ امور يعلمها اه العلماء وغيرهم لا يعلمها وغيرهم لا يعلمها بل من اه مكن الله سبحانه وتعالى له في العلم واعطاه الرسوخ فيه يدرك آآ هذه آآ التفاصيل ويفهمها فهما لا يدركه غيره ممن لم يحصل تحصيله ولم يصل الى علمه والوجه الرابع من هذه الوجوه تفسير لا يعلمه الا الله عز وجل اي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه وهذا يفيد ان من تفسير القرآن ما لا يعلمه الا الله من تفسير القرآن ما لا يعلمه الا الله. قال وتفسير لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فهذا فيه ان من تفسير القرآن ما لا يعلمه الا الله ولا يعلمه العلماء. العلماء الراسخون لا يعلمونه وقد قال الله سبحانه هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به وتقدم كلام لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى اه عن هذه الاية هو ايضا الاختلاف في الوقف والوصل في قوله آآ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم والراسخون في العلم لانه ان اريد بالمتشابه لقوله منه ايات واخر متشابهات قول واخر متشابهات اذا اريد المتشابه الحقيقة والكيفية فهذا امر لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه وسيأتي شيء من الامثلة على ذلك اما اذا كان المراد المعنى والمدلول فالكلام آآ كلام يفهم وان مثلا قصر بالانسان علمه عن الفهم فالراسخون في العلم يفهمونه بما اتاهم الله سبحانه وتعالى من علم ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ولهذا قراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم آآ يراد في آآ بالمتشابه فيها اي من حيث المعنى والتشابه في القرآن من حيث المعنى ليس تشابها مطلقا وانما هو تشابه نسبي بمعنى انه يشتبه على قوم ولا يشتبه على اخرين يشتبه على من لا علم عنده ولا يشتبه على من رسخت قدمه في اه في العلم قال وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل من ادعى علمه فهو كاذب من ادعى علمه فهو كاذب اي هذا النوع من التفسير الذي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه اذا ادعى مدع ان عنده هذا العلم كاذب لان هذا علم اختص الله سبحانه وتعالى به كما في قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله اي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه وهو التشابه الذي يتعلق بالحقيقة والكيفية والكن ذكر مثالا على ذلك رحمه الله قال وهذا كما قال الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون نعيم الجنة ذكر في القرآن ذكرت الانهار وذكرت الاشجار وذكرت الثمار وذكر الفواكه وذكر الحور وذكرت هذه التفاصيل في القرآن الكريم ومعانيها ايضا معلومة عندما مثلا نقرأ رمان وعنب نعرف الفرق بين الرمان والعنب من حيث المعنى عندما مثلا نقرأ انهار واشجار من حيث المعنى ندرك الفرق بين الانهار والاشجار لكن من حيث الحقيقة وكيف هذا النعيم؟ قال فلا تعلم نفسه الا تعلم نفى الله سبحانه وتعالى علم آآ النفوس بحقيقة ذلك النعيم اما المعنى من حيث المعاني هذه الالفاظ العنب معروف والرمان معروف والانهار معروفة والاشجار معروفة الى اخره لكن حقيقة ذلك النعيم قال فلا تعلموا نفسا فاذا ثمة علم يتعلق بنعيم الجنة منفي وهو الحقيقة حقيقة وكيفية ذلك النعيم. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء بمعنى ان الحقائق مختلفة ومثلها ومثل هذه الاية قول ان النبي صلى الله عليه وسلم في في الحديث يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت هنا خطر على قلب بشر وهذا فيه ان حقيقة النعيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهل الايمان في الجنة هذا شأنه كما وصف الله في هذا الحديث القدسي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واذا كان هذا في ما يتعلق بنعيم الجنة فكيف بنعوت الرب واوصافه فالعظيمة سبحانه وتعالى قال وكذلك علم الساعة وكذلك علم الساعة ونحو ذلك. هذه امور كلها جاء ذكرها في القرآن. ونعرف ان الساعة تقوم وان لها يوم تقوم فيه و لكن كيف يكون ذلك وما هي الحقيقة التي تتعلق بتفاصيل ذلك؟ هذا امر اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه قال فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله هذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. تقدمت معنا الاية وما يعلم تأويله الا الله على قراءة الوقف قراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم هذه القراءة راجعة للتشابه من حيث المعنى واما قراءة الوقف فانها راجعة للتشابه من حيث الحقيقة والكيفية وهذا امر لا يعلمه الا الا الله سبحانه وتعالى. قال فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله وان كنا نفهم معاني ما خطبنا به انتبه وان كنا نفهم معالي ما خطبنا به الان مثل ما مثلت قبل قليل نعيم الجنة عنب ورمان واشجار وانهار الى اخره. المعاني معروفة او ليست معروفا عندما نقرأ رمان وعنب الا نعرف معنى هذا ومعنى هذا؟ المعنى معروف انهار واشجار لا لا يخطر بالبال ان الانهار مثلا قد تكون هي الاشجار مثلا. الانهار انهار والاشجار اشجار المعاني معروفة لكن الحقيقة لا يعلمها الا الله فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله وان كنا نفهم معاني ما خطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد افهامنا اياه ونفهم من الكلام ما قصد افهامنا اياه اذا ما يتعلق بالكيفية لم يقصد افهامنا اياه امر اختص الله سبحانه وتعالى ولم يقصد بانزال القرآن افهامنا اياه امر استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه كما قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال تعالى افلم يتدبروا القول اورد هاتين الايتين دليلا على ان آآ نفهم معاني ما خطبنا به وان ما خطبنا به كلام مفهوم المعنى اورد رحمه الله هاتين الايتين استدلالا على ان ما خطبنا به في كلام ربنا مفهوم المعنى مفهوم المعنى الاصل في التنزيل لكلام الله عز وجل ان يفهم المعنى او كتاب عربي مبين واضح اي المعنى او الدلالة ولد امرنا بتدبره لو كان لا يفهم معناه هل يؤمر بتدبر ما لا يفهم معناه فهذه الايات التي فيها الامر بتدبر اه القرآن دليل على ان القرآن مفهوم المعنى ومعانيه مفهومة قال فامر بتدبر القرآن كله لا بتدبر بعضهم انتبه لهذا الكلام لا بتدبر بعضي يعني لم يستثنى عندما امر مثلا بتدبر القرآن لم يستثنى شيء من الذي في القرآن على ما يزعم ال التعطيل لم يستثنى شيء لما قال افلا يتدبرون القرآن لم يستثنى مثلا اية الصفات التي يدعي اولئك انها ليس لها معنى يعقل الله امرنا بتدبر القرآن والصفات هي اشرف ما في القرآن اعظمه ولهذا كانت سورة قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن لانها اخلصت في بيان صفة الرب سبحانه وتعالى واية الكرسي اعظم اية في القرآن لانها ايضا اخلصت لتوحيد الرب بنوعيها العلمي العملي فكيف يقال في اشرف شيء في القرآن انه لا يشمل قوله افلا يتدبرون القرآن وقوله افلم يتدبروا اه القول اذا قوله جل وعلا افلم يدبروا القول افلا يتدبرون القرآن محال محال ان يكون ذلك فيما لا يفهم معناه محال ان يكون ذلك فيما لا يفهم معناه. كلام لا يفهم معناه ويقال افلا يتدبرون القرآن هذا محال ان يكون كذلك فامر الله لنا بتدبر القرآن دليل على ان آآ القرآن كله مفهوم المعنى قد يكون في بعضه قد يكون في بعضه آآ ما هو متشابه في المعنى لكن ليس تشابها مطلقا وانما هو تشابه نسبي يخفى معناه على كثير من الناس لكنه لا يخفى على الراسخين بالعلم كما مر معنا قول ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان ابن عفان وعبد الله ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا قال وقال ابو عبدالرحمن السلم وهو من الائمة اه القراء علماء الكوفة وممن عني اه القرآن عرضه على عثمان وعلى ابن مسعود وعلى غيرهما يقول حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن. عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما تلقى القرآن وتعلم القرآن عن على الصحابة الكرام فلننظر كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون الناس القرآن وما هي طريقة الصحابة رضي الله عنهم في تعليم القرآن تلك المجالس التي كان يجلسها الصحابة رضي الله عنهم ليعلموا الناس القرآن كيف كانت ولنقارنها ايضا بطريقتنا ولننظر كيف حالنا مع حالهم وشأننا مع شأنهم قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل لماذا لان الذي اشتمل عليه القرآن جانبا علمي وعملي والتوحيد كما نعلم ايضا جانبا علمي وعملي العلمي الاسماء والصفات والعمل العبادة. عبادة الله واخلاصه الدين له سبحانه وتعالى فيقول لا نتجاوز العشر الايات حتى نتعلم فيها ما فيها من العلم ونتعلم ايضا ما فيها من العمل ثم بعد ذلك ننتقل الى عشر ايات اخرى قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا وهذا فيه ان تعلم معاني آآ القرآن الكريم ومدلولات اه القرآن الكريم هو المقصود بانزال حروف القرآن هو المقصود بانزال حروف القرآن وان تعلم هذه المعاني تعلم هذه المعاني وفقه مدلول هذه الالفاظ هو الذي لاجله انزل كلام الله سبحانه وتعالى بل ان بل ان كل خطاب ينطق به صاحبه نطقا او يكتبه خطا مقصوده ماذا مثل ما مثل العلماء رحمهم الله عندما يقف الانسان على كتاب في الطب او في اي علم من العلوم هل هذا الكتاب الذي خط في الطب مقصود النظر في الحروف ما من كتاب يكتب الا والمقصود المعاني التي فيه ولا يمكن ان ينتفع بكتاب ما لا ما لم يفهم معانيه ولهذا تجد الانسان الذي يريد ان يختص في فن من الفنون يسأل اهل الخبرة والدراية فيه عن معاني هذه الالفاظ عن معاني هذه الالفاظ فكل خطاب كل خطاب انما يقصد به فهم معانيه فكيف يقال انك كلام الله سبحانه وتعالى انزل حروفا ولا سيما فيما يتعلق بصفات الرب سبحانه وتعالى حروفا لم يقصد فقه معانيها او فهم اه دلالاتهم وهذا هو مراد سوق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لهذا الاثر ان السلف رحمهم الله تعالى كانوا يتعلمون القرآن من الصحابة رضي الله عنهم ويفقهون المعاني عندما يمر بالايات مثلا التي في الصفات متى يتجاوزها عندما يمر بايات الصفات هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم يتقن حفظها ولا يتجاوزها باتقان الحفظ بل يتقن ايضا الفهم لمعاني هذه آآ الاسماء لانه قال تعلمنا العلم واذا كانت ايات فيها عمل امر بعمل ايظا نتعلم العمل ثم نتجاوز الى غيرها. اذا السلف لما تعلموا القرآن من الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم تعلموا اه العلم والعمل مثل ما قال هنا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا نعم قال رحمه الله تعالى وقال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية اسأله عنها مجاهد رحمه الله تعالى امام في التفسير حتى قال الثوري رحمه الله تعالى اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به والائمة رحمهم الله اعتمدوا تفسيره الامام الشافعي والامام احمد والبخاري وغيرهم من ائمة اه الاسلام اعتمدوا تفسير مجاهد لما له من مكانة عظيمة وانظر مكانة تفسيره من خلال هذه المقولة له قال عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته اي اية اية عرظه على ابن عباس اية اية اقفه عند كل اية اسأله عنها اقف عند كل اية اسأله عنها ما مراد ما مراد بقوله اسأله عنها اي معناها ما المراد بها كل اية هل تجاوز مجاهد ايات الصفات على زعم اولئك انه لا يفهم لها معنى قال اقف عند كل اية بما في ذلك ايات الصفات يقف عند تلك الايات ويسأل ابن عباس عن معناه اقف عند كل اية اسأله عن معناها فهذا يفيد ان القرآن الذي امرنا بتدبره آآ معقول مفهوم المعنى معلوم الدلالة بما في ذلك ايات الصفات خلاف ما يدعيه اولئك انها ليست اه مفهومة وليس لها معنى معلوم نعم قال رحمه الله تعالى وقال الشعبي ما ابتدع احد بدعة الا وفي كتاب الله بيانها وقال الشعبي رحمه الله ومن علماء التابعين ما ابتدع احد بدعة الا وفي كلام الله بيانها اي في كلام الله بيان بطلان تلك البدعة وزيفها لان القرآن جاء باحقاق الحق وابطال الباطل والرد على المبطلة وهذا يفيدنا ان نصوص القرآن معقولة المعنى لو كانت حروفا ليس لها معاني لم يتحقق لم يتحقق هذا الامر الذي اشار اليه ان ما من بدعة الا في اه القرآن ابطالها او ردها ومن المعلوم ان اخذ دلالات القرآن على ابطال البدع اخذ دلالات القرآن على ابطال البدع امر يرجع الى فهم معاني القرآن ولهذا تجد العلماء في كتب التفسير يقول وفي هذه الاية رد على المعتزلة بها رد على المرجئة فيها رد على كذا من طوائف الضلال والقارئ العادي لا يعرف ما فيها من دلالات على ابطال تلك البدع لكن العالم الراسخ الذي فهم المعنى وفهم بدع اولئك من جهة اخرى يدرك ان هذه الاية ترد على البدعة الفلانية عند الطائفة الفلانية. شاهد القول ان كلمة الشعبي هذه رحمه الله دليل على ان القرآن ان كلمات القرآن الفاظه مفهومة المعاني نعم قال رحمه الله تعالى وقال مسروق ما قال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا وعلمه في القرآن ولكن علمنا قصر ان وهذا وهذا باب واسع قد بسط في موضعه. قال وقال مسرور رحمه الله تعالى آآ ما قال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من آآ عن شيء الا وعلمه في القرآن الا وعلمه في القرآن. فالقرآن فيه تبيان لكل شيء لكن من آآ معاني القرآن ما لا يدرك الا بالاستنباط والفقه للمعاني وادراك ومعرفة الدلالات وهذا امر فخص الله سبحانه وتعالى به اه اهل العلم فيقول مسحوق ما قال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا وعلمه في القرآن الا وعلمه في القرآن لان القرآن فيه تبيان لكل شيء قال ولكن علمنا قصرا قصر عنه قوله ولكن علمنا قصر عنه لو كان القرآن لا يفهم معناه كما يدعي اولئك ما معنى كلام اه مسروق اذا ولكن علمنا قصر عن انه يتحدث عن المعنى ويثبت ان القرآن له معاني لكن علمنا قصر عن اه اه ادراك هذه المعاني هذا كله مثل ما قال شيخ الاسلام باب واسع بالمنقول والمروي عن السلف رحمهم الله تعالى في ان القرآن مفهوم المعاني جميع اياته معروفة اه واضح او بين الدلالة عربي مبين واضح بين ولكن آآ منه ايات مشتبهة من حيث المعنى لا يعلموا معناها الا من رسخت اه رسخت اقدامهم فيه اه العلم نعم قال رحمه الله تعالى والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة التي اوجبت الضلال في باب العلم والايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان من جعل الرسول غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل اليه ولا جبريل جعله غير عالم بالسمعيات لم يجعل القرآن دم ولا بيانا للناس ثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية. فلا يجعلون عند الرسول صلى الله عليه وسلم وامته في باب معرفة الله عز وجل بل لا علوما عقلية ولا سمعية وهم قد شاركوا في هذا الملاحدة من وجوه متعددة وهم مخطئون فيما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل كما اخطأ في ذلك اهل التحريف والتأويلات الفاسدة وسائر اصناف الملاحدة. نعم. يقول رحمه الله والمقصود هنا اي في هذا السياق وهذا التقرير التنبيه على اصول المقالات الفاسدة على اصول المقالات الفاسدة وهذا منزع عظيم جدا في ابطال باطل المبتدعة بدل ان يشتغل التفاصيل التي الت اليها وافضت اليها اصولهم الباطلة ينظر في الاصول التي قامت عليها بدع هؤلاء فينقض بناؤهم من اصله ويهدم من من اساسه وكل ما بني على باطل فهو باطل فالنظر يكون للاصول اصول هذه المقالات ويبين فساد تلك المقالات وببيان فساد تلك الاصول يتبين فساد ما قام وبني عليها قال والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة التي اوجبت الضلال في باب العلم والايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. اي في في في باب التوحيد العلمي لان التوحيد نوعان توحيد علمي وتوحيد عملي قال وان من جعل الرسول صلى الله عليه وسلم غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل اليه ولا جبريل جعله ولا جبريل جعله غير عالم بالسمعيات لم يجعل القرآن هدى ولا بيانا للناس هؤلاء الذين يشير اليهم بقوله ان من جعل الرسول غير عالم بمعاني القرآن الذي انزل اليه. ولجبريل جعله غير عالم بالسمعيات. هؤلاء هم المفوضة وسبق رحمه الله ان عدهم صنفا قال فيما سبق واما الصنف الثالث وهم اهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين الى السنة واتباع واتباع السلف ويقولون ان صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف معاني ما انزل الله عليه من الصفات ولا جبريل يعرف معاني تلك الايات ولا السابقون الاولون عرفوا ذلك فهؤلاء آآ يقال عنهم اهل التجهيل لماذا لان قولهم هذا فيه تجهيل للسنة رمي لهم بالجهل اي رمي بالجهل اعظم من رمي السلف بعدم العلم بمعاني الصفات الذي هو اشرف شيء في القرآن واعظم شيء في القرآن. فهؤلاء جهلوا السلف اي اه رموهم بالجهل ولهذا سمي هؤلاء اهل التجهيل لانهم جهلوا السلف في اشرف باب واعظم باب في القرآن. هنا يذكر رحمه الله تعالى لوازم مختصرة وخلاصة جيدة فيما يلزم على قول هؤلاء اهل التجهيل من لوازم فاسدة ذكر خلاصة جدا مفيدة في اللوازم التي تلزم هذا المذهب الفاسد فمن هذه اللوازم ما ذكره بقوله لم يجعل القرآن هدى ولا بيانا للناس اذا اذا كان يقول ان ان ان النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل من باب اولى الصحابة ومن اتبعهم باحسان يجهلون معاني آآ صفات الله سبحانه وتعالى ويجهلون معاني القرآن المنزل فمن لازم ذلك ان الله لم يجعل القرآن هدى ولا بيانا للناس لان الهدى والبيان راجع الى فهم المعاني فهم الدلالات فاذا كان الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لا يفهمون المعاني فمعنى ذلك ان القرآن لم يجعله لم يجعله الله هدى ولا بيانا للناس والله وصف القرآن بانه تبيان لكل شيء وانه لسان عربي مبين واضح بين ووصفه آآ اوصاف من هذا القبيل كثيرة في القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وصفه بصفات كثيرة على قول هؤلاء ان هذا ليس حق اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن اتبعهم باحسان من سلف الامة لا يفهمون معاني المنزه وانما حظهم من القرآن هو اقامة الحروف. اما فهم المعاني ليس عندهم منه شيء فهذا فيه من اللوازم ان الله لم يجعل القرآن هدى ولا بيانا للناس من اللوازم التي تلزم هؤلاء ما اشار الى اليه بقوله ثم هؤلاء ينكرون العقليات ثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية فلا يجعلون عند الرسول صلى الله عليه وسلم وامة في باب معرفة الله عز وجل لا علوما عقلية ولا سمعيا اضافة انكارهم الى تهمل المعاني ايضا عطلوا العقل تعطلوا العقل وادعوا في السلف انهم لا يعقلون آآ شيئا من آآ معاني اسماء الرب وصفاته سبحانه وتعالى وهذا ايضا تجهيل للسلف في باب العقل مثل ما انهم جهلوهم في باب اه السمع فجعلوهم لا علوم عندهم عقلية ولا ايظا علوم عندهم سمعية. فرموهم بالجهل من هذين الجانبين ولهذا يقولون ان مذهب السلف والشيخ بدأ الرسالة بابطاله يقول مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم لان بزعم ان السلف آآ عطلوا عقولهم ما وانما اشتغلوا مثلا بالصلاة والجهاد مثل هذه الامور اما الفهم تعطلوا عقولهم بزعم هؤلاء الاثم الباطل قال وهم شاركوا في هذا الملاحدة من وجوه متعددة من وجوه متعددة ومن الوجوه التي شارك فيها هؤلاء الملاحدة الملاحدة وصفهم فيما سبق انهم اهل التخييل انهم اهل التخييل وان الرسل خاطبوا الاقوام بالفاظ ليس لها حقيقة يعني لما قالوا الجنة والنار وكذا الحقيقة انه لا يوجد جنة ولا نار بزعم الملاحدة ولكن هذه اشياء خاطب الرسل بها اقواما من اجل ان يؤثروا عليهم في العمل والاخلاق والاداب فذكروا الجنة تخيلوا خيال فقط وان هذه امور ليس لها حقيقة فهؤلاء شاركوا اهل التخييل ان هذه النصوص التي تتعلق بالصفات اي القول فيها عندهم شبيه بما يدعيه اولئك آآ آآ الملاحدة بمقالتهم ان آآ باب المعاد والجنة والنار كلها ليس لها حقيقة ايظا هؤلاء يزعمون ان هذه الاسماء والصفات التي فذكرت في القرآن كلها ليس لها حقيقة بزعمهم قال وهم مخطئون فيما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل وهذا ايضا من اللوازم الفاسدة التي تلزم مقالة هؤلاء رمي السلف بالجهل رمي السلف بالجهل ولهذا يقال لهم اهل التجهيل لانهم جهلوا آآ السلام وقد جمعوا بين ثلاث افات هؤلاء المفوضة جهلوا السلف وجهلوا مذهب السلف وكذبوا على السلف هذه الامور الثلاثة كلها اجتمعت في المفوضة جهلوا السلف اي رموهم بالجهل في اشرف باب وجهل مذهب السلف عندما ادعوا ان مذهب السلف قراءة النصوص قراءة مجردة دون فهما للمعاني فهذا جهل لمذهب السلف وكذبوا على السلف عندما ادعوا انهم مفوضة لمعاني نصوص الصهد فهم جهلوا السلف وجهلوا مذهبهم وكذبوا على عليهم في في الوقت نفسه قال وهم مخطئون فيما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل كما اخطأ في ذلك اهل التحريف والتأويلات الفاسدة الذين هم الصنف الذي تقدم عند شيخ الاسلام وصفهم اهل التأويل فهم شاركون في في ذلك قال اخطأوا كما اخطأ في ذلك اهل التحريف والتعويلات الفاسدة وسائر اصناف اه الملاحدة وسائر اصناف الملاحدة وكل هؤلاء اخطأوا في حق السلف لانهم في الحقيقة جهلوا مذهب السلف وكذبوا ايضا على السلف واشتركوا جميعا في هذا الامر الجهل بمذهب السلف والكذب على آآ السلف وآآ ادعاء في مذهب السلف ما لم يكن عليه سلف الامة اه رضي الله عنهم وارضاهم ثم اقتضى المقام ان يسوق رحمه الله ويطيل من ذكر النقول عن اه اه اهل العلم اه اثبات الصفات وامرارها كما جاءت والايمان بها كما وردت بما يتضمن الرد على المفوضة من جهة والمؤولة ايضا من جهة وبدأ رحمه الله ان يسوق عباراتهم والفاظهم آآ في في هذا الباب ونكتفي آآ بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا