الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على في الفتوى الحموية الكبرى ونحن نذكر من الفاظ السلف باعيانها والفاظ من نقل مذهبهم بحسب ما يحتمله هذا الموضع ما يعلم به مذهبهم روى ابو بكر البيهقي في الاسماء والصفات باسناد صحيح عن الاوزاعي قال كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته فقد حكى الاوزاعي وهو احد الائمة كنا كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته قراءتك الاولى بما فيها الوقف فيه اشكال ان الله تعالى ذكره فوق عرشه نعم فقد حكى الاوزاعي وهو احد الائمة الاربعة في عصر في عصر تابعي التابعين الذين هم مالك وامام اهل الحجاز والاوزاعي امام اهل الشام والليث امام اهل مصر والثوري امام اهل العراق حكى شهرة القول في زمن التابعين بالايمان بان الله فوق العرش وبصفاته السمعية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الموضع وما بعده في هذه الفتوى الحموية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من انفس ما في هذا الكتاب المبارك لان شيخ الاسلام حشد وجمع في هذا الموضع نقولات مفيدة عظيمة عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى في تقرير الاعتقاد وبيان موقفهم وطريقتهم ومنهجهم في صفات الله تبارك وتعالى وانهم جميعا على جادة واحدة بطريقة واحدة يمرون الصفات كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت ولا يخوضون فيها لا بتحريف ولا بتعطيل ولا بتكييف ولا بتمثيل بل يؤمنون بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه من الصفات ايمانا بها كما وردت واقرارا بها كما جاءت بلا تكييف ولا تمثيل وهو نهجهم اجمعين لا خلاف بينهم في ذلك اتفقت كلمتهم عليه وتوافرت اقوالهم في تقريره واثباته وشيخ الاسلام رحمه الله تعالى ذكر انه يسوق الفاظ السلف باعيانها ان يأتي بالفاظها كما هي منقولة عنهم من مصادرها كما قالوا والفاظ من نقل مذهبهم اي انه ينقل مذهب السلف واقوال السلف من مصادرها وهي الكتب التي عنيت بنقل اقوال السلف مسوقة اليهم بالاسانيد واشار رحمه الله تعالى الى انه لن يتوسع في الجمع واستقصاء الاقوال وانما بحسب ما يحتمله هذا الموضع ما يعلم به مذهبهم فاشار الى انه سيختصر وفي الوقت نفسه ان هذا الاختصار لن يكون مخلا بل سيكون اختصارا يتحقق به المراد وهو العلم بمذهب السلف وانهم جميعا على وتيرة واحدة وعلى جادة واحدة قولهم واحد لا اختلاف فيه بخلاف اهل الباطل الذين هم في قول مختلف قال رحمه الله تعالى روى ابو بكر البيهقي في الاسماء والصفات باسناد صحيح عن الاوزاعي قال كنا والتابعون متوافرون. نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته هذا النقل نقل عظيم جدا عن هذا الامام رحمه الله تعالى من ائمة السلف وهو يحكي قول التابعين ولهذا ليس هذا القول مجرد ذكر آآ مجرد ذكر قول للاوزاعي رحمه الله وانما هو حكاية لقوله تابعين حكاية لقول التابعين ولهذا فان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى اورد هذا الاثر في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية مرتين مرة اورده حكاية لقول التابعين ومرة اورده ذكرا لقول الاوزاعي رحمه الله تعالى فهذا الاثر ليس مجرد نقل لقول الاوزاعي رحمه الله وانما هو حكاية لقول التابعين واذا كان التابعون قد توافرت اقوالهم وكلمتهم في اثبات استواء الله على العرش وعلوه على مخلوقاته واثبات الصفات لله جل وعلا وتظافرت كلمتهم على ذلك فهذا دليل على ان هذا هو المتلقى عن من قبلهم وهم الصحابة التابعون اخذوا عن الصحابة واذا كان التابعون اجتمعت كلمتهم على ذلك فاذا هذا هو الذي اخذوه على عن الصحابة مجتمعة كلمتهم عليه اذا التابعون اهل تلق على الصحابة ادى اليهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذوه باتقان وظبطوا ما سمعوا منهم واحسنوا فهمه ثم بلغوه للامة قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان قال كنا والتابعون متوافرون ومعنى قوله متوافرون اي قولنا واحد توافرت كلمتنا اي اجتمعت واتفقت على ذلك نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته اولا صرح بالفوقية فوقية الله سبحانه وتعالى على العرش وانه مستو على عرشه المجيد استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه كما قال الله جل وعلا ثم استوى على العرش وقال الرحمن على العرش استوى وقال يخافون ربهم من فوقهم فبدأ باسمات الفوقية ثم عمم في جميع الصفات بقوله رحمه الله تعالى ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته وخص الفوقية فوقية الله عز وجل وهي من جملة الصفات الداخلة في قوله رحمه الله ونؤمن بما وردت به من صفاته لان مقولة الاوزاعي هذه انما كانت بعد ظهور مقالة الجهم ابن صفوان التي قامت على انكار الصداد ومنها علو الله حيث جحد علو الله على عرشه وجحد صفات الله تبارك وتعالى فقال ذلك اظهارا لعقيدة السلف واظهارا لانكار مقالة الجهمية واظهارا لانقاذ مقالة الجهمية التي فيها اه انكار العرش وانكار استواء الله تبارك وتعالى عليه لا يعرف الناس بهذا الاظهار ان مقالة السلف بخلاف مقالة هؤلاء وانما قالت هؤلاء الجهمية مقالة حادثة باطلة لا تمت الى دين الاسلام بصلة وهذا الموقف الذي كان من الاوزاعي ونظرائه من ائمة السلف هو الموقف الذي ينبغي ان يكون عند ظهور البدع فان الواجب على ائمة الحق واعلام الهدى ان يظهروا المقالة الحق ويقرروها ويبين شواهدها وادلتها حتى يعلم ان هذا هو الحق وانما خالفه فهو الضلال باطل ثم بين رحمه الله مكانة آآ صاحب هذا القول الامام الاوزاعي قال فقد حكى الاوزاعي وهو احد الائمة الاربعة في عصر تابعي التابعين الذين هم مالك امام اهل الحجاز والاوزاعي امام اهل الشام والليث امام اهل مصر والثوري امام اهل العراق حكى شهرة قل في زمن التابعين بالايمان بان الله فوق العرش وبصفاته السمعية وبصفاته السمعية والصفات السمعية ويقال لها ايضا الصفات الخبرية اي التي جاءت عن طريق السمع عن طريق الخبر كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. فقول نؤمن بفوقية الله على العرش هذا من الصفات السمعية الخبرية. ونؤمن بصفاته اي التي وردت في كتابه نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واذا كان هذا الامام من طبقة اتباع التابعين فان هذا يعني ان علمه تلقاه عن التابعين ولهذا قال كنا يقصد اتباع التابعين الذين تلقوا عن التابعين والتابعون متوافرون على ذلك. كنا اي اتباع التابعين من من من تلقوا العقيدة والايمان والسنة عن التابعين والتابعون كنا متوافرون على هذا فهذا حكاية توافر مقالة التابعين واتباع التابعين طبقته التي اتباع التابعين والطبقة التي قبله وهي طبقة التابعين كلهم متوافرون على هذه الكلمة واسناد هذا الاثر ثابت عن اوزاعيه ولهذا رأينا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال باسناد صحيح وصحح اسناده وجوده غير واحد من الائمة فهذا في الحقيقة يعد هذا الاثر ولهذا ايضا صدره شيخ الاسلام بهذه الاثار يعد هذا الاثر من اقوى ما يكون في تقرير مقالة السلف في الصفات وان هذا قولهم التابعون واتباع التابعون هذه كلمتهم ولهذا يعد هذا الاثر مزعجا جدا لاهل البدع. حتى ان بعضهم حاول في التشكيك به وبعضهم حاول في حتى الطعن في اسناده والتقليل من قيمته مثل ما صنع ابن جماعة في كتابه ضاحي الدليل حاول ان يشكك في اسناد هذا الاثر وحاول ان يقلل من مكانة هذا الاثر ومنزلته وهذه المحاولة من من هؤلاء لكون هذا الاثر من اقوى ما يكون في تقرير مقولة السلف وان هذه مقالة التابعين وهذه ايضا مقالة اتباع التابعين وكلهم متوافرون على ذلك والذي عند التابعين متلقى من فالصحابة رضي الله عنهم والذي عند الصحابة متلقى من النبي عليه الصلاة والسلام فهذا هو دين الاسلام هذا هو دين الاسلام فما كان خلاف ذلك ومقالة جهم او غيره من المقالات فهذه كلها مقالات ما انزل الله بها من سلطان ولا تمت لدين الاسلام بصلة قال وروى ابو بكر الخلان في كتابه السنة وكتاب السنة للخلال كتاب مطبوع وهو يعد من الكتب المهمة في باب الاعتقاد من حيث موسوعية الكتاب وشموله للنقول الكثيرة عن ائمة السلف في ابواب الاعتقاد المتنوعة مثله مثل شرح الاعتقاد للانكاء والشريعة للاجر والابانة لابن بطة وايضا هذا الكتاب كتاب السنة للخلال هذه الكتب تعد موسوعات هذه الكتب تعد موسوعات حافلة في جمع اقوال السلف في ابواب الاعتقاد آآ المتنوعة قال وروى ابو بكر الخلال في كتاب السنة عن الاوزاعي قال سئل مكحول والزهري عن تفسير الاحاديث عن تفسير الاحاديث والمراد بالاحاديث اي الاحاديث التي جاءت مشتملة على صفات الله كيف تفسر ما هو تفسيرها قال سئل عن تفسير الاحاديث فقالا امروها كما جاءت امروها كما جاءت وروى ايظا اي ابو بكر الخلال عن الوليد بن مسلم قال سألت ما لك ابن انس وسفيان الثوري والليث ابن سعد والاوزاعي عن الاخبار التي جاءت في الصفات فقالوا امروها كما جاءت. وفي رواية فقالوا امروها كما جاءت بلكي هذه مقولة السلف رحمهم الله وقاعدتهم في صفات الله سبحانه وتعالى انها تمر كما جاءت بلا كيف امروها كما جاءت بركين هذه قاعدتهم وهذه الكلمة ينبغي ان تفهم لان من يرد عليهم شيخ الاسلام ابن تيمية ربما ساقوا هذه الكلمة ساقوا هذه الكلمة سوقا يقررون منه مذهبهم التفويض فيحرفون هذه الكلمة عن مدلولها الحق الى المعنى او الاعتقاد الباطل الذي هم عليه والذي هو تفويض المعاني معاني الصفات فقولهم امروها كما جاءت اي انها تقرأ حسب فهمهم تقرأ قراءة دون ان يفهم لها معنى وما هذا اراد فالسلف رحمهم الله تعالى بقولهم امروها كما جاءت ولهذا المقام يحتاج الى فهم مراد السلف رحمهم الله تعالى بقولهم امروها كما جاءت يقول رحمه الله بشرح كلامهم هذا فقولهم رضي الله عنهم امروها كما جاءت رد على المعطلة وقولهم بلا كيف رد على الممثلة نظير قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء رد على الممثلة هو السميع البصير. رد على المعطلة فاذا قولهم امروها كما جاءت امروها كما جاءت فيه رد على المعطلة من اي جهة فيه رد على المعطلة قال كما جاءت قالوا كما جاءت والسؤال هنا هل جاءت هذه الالفاظ الفاظ الصفات جاءت محملة بالمعاني او جاءت مجردة من المعاني كيف جاءت؟ هل جاءت محملة بالمعاني او جاءت مجردة من المعاني الفاظا لا معنى لها الجواب انها جاءت محملة بالمعاني فامرارها كما جاءت انما يكون باثبات معانيها التي جاءت محملة بها فهذا وجه كون قول هؤلاء ان الرواة كما جاءت فيه رد على المعطلة وقولهم بلا كيف فيه رد على الممثلة لان كل ممثل مكيف لان كل ممثل مكيف من مثل تعالى الله عما يقولون صفات الله او شيء منها بصفات المخلوقين فقد كيف الصفة وجعلها ككيفية صفة المخلوق قال والزهري ومكحول هما اعلم التابعين في زمانهم والاربعة الباقون هم ائمة الدنيا في عصر تابعي وهذا يبين فيه مكانة هؤلاء الائمة الاعلام ان الذين نقل عنهم هذه المقولة امروها كما جاءت بلا كيف ثم يقول رحمه الله وانما قال الاوزاعي اي كلام المتقدم كنا والتابعون متوافرون الى اخره قال وانما قال الاوزاعي هذا بعد ظهور امر الجهم المنكر لكون الله فوق العرش المنكر لكون الله فوق عرشه. والنافي لصفاته ليعرف الناس ان مذهب السلف كان خلاف ذلك وهذا كما قدمت يستفاد منه فائدة انها اذا ظهرت مقالة اهل البدع ينبغي على اهل الحق ان يظهر اه مقالتهم يبين قولهم بالدليل من كتاب الله حتى يعلم الحق ويعلم ايضا ان ما خالفه فهو الباطل قال ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وامثالهما قال روى ابو القاسم الازجي باسناده نعم آآ هنا انتهى آآ تقرير شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى او نعم لبيانه معنى قول السلف رحمهم الله تعالى امروها كما جاءت بلا كيف نعم قال رحمه الله تعالى روى ابو القاسم الازهري نعم سيأتي المزيد تقرير لهذا المعنى ومزيد توضيح له. نعم قال رحمه الله تعالى رأوا روى ابو القاسم الازجي باسناده عن مطرف بن عبدالله قال سمعت مالك بن انس اذا ذكر عنده من يدفع احاديث الصفات يقول قال عمر ابن عبد العزيز سن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وولاة امري بعده سننا. الاخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله. وقوة على دين الله. ليس لاحد من خلقك اتق الله تغييرها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفها او اتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا وروى الخلال بإسناد كلهم بإسناد كلهم ائمة ثقات عن سفيان بن عيينة قال سئل ربيعة بن ابي عبد الرحمن عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة على الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق وهذا الكلام مروي عن ما لك ابن انس تلميذ ربيعة من غير وجه منها ما رواه ابو الشيخ الاصبهاني وابو بكر البيهقي عن يحيى ابن يحيى قال كنا عند ما لك بن انس فجاء رجل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاطرق ما لك برأسه حتى علاه الرحظاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا مبتدعا فامر به ان يخرج انتهى كلامه فقول ربيعة ومالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول موافق لقول الباقين امروها كما جاءت بلا كيف فانما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة. ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا امروها كما جاءت بلا كيف فان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم وايضا فانه لا يحتاج لا يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا لم يفهم من اللفظ معنى. وانما يحتاج وانما يحتاج الى في علم الكيفية اذا اثبتت الصفات وايضا فان من ينفي الصفات الخبرية او الصفات مطلقا لا يحتاج ان يقول بلا كيف؟ فمن قال ان الله سبحانه وتعالى ليس على لا يحتاج ان يقول بلا كيف؟ فلو كان من مذهب السلف نفي الصفات في نفس الامر لما قالوا بلا كيف وايضا فقولهم امروها كما جاءت يقتضي ابقاء دلالاتها على ما هي عليه فانها جاءت الفاظا دالة على معان فلو كانت منتفية لكان الواجب ان يقال امروا الفاظها مع اعتقاد ان المفهوم منها غير مراد او امروا الفاظها مع اعتقاد ان الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكونوا قد امرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف نفي الكيفية عما ليس بثابت لغو من القول وروى قال رحمه الله تعالى روى ابو القاسم الازاجي بفتح الهمزة وفتح الزاي باسناده عن مطرف بن عبدالله قال سمعت مالك بن انس اذا ذكر عنده من يدفع احاديث الصفات يدفعها ان ينكرها ويردها ولا يقبلها قول قال عمر بن عبدالعزيز سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر بعده اي ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها سننا الاخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لاحد من خلق الله تغييرها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا. اي كما قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم ان ما وساءت مصيرا ونقل ما لك رحمه الله لهذا الاثر عن عمر بن عبد العزيز فيه ايضا توضيح للجادة التي عليها ائمة السلف وهي ان عقيدتهم تلقي بالقبول والتسليم والاذعان والايمان لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما نقله الصحابة الكرام لا لا يخوضون في امور الدين بالعقول المجردة او الاراء المجردة وانما دينهم قائم على التلقي عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن خالف ذلك فهو متبع لغير سبيل المؤمنين قال وروى الخلان باسناد كلهم ائمة ثقات عن سفيان بن عيينة قال سئل ربيعة بن ابي عبد الرحمن عن قوله الا الرحمن على العرش استوى. كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق سئل كيف استوى؟ وهذا السؤال باطل كيف استوى؟ هذا سؤال باطل لان صفات الله سبحانه وتعالى لا يقال فيها كيف كما ان افعاله لا يقال فيها لم؟ لا يسأل عن ما يفعل فلا يقال في في افعاله لما ولا يقال ايضا في صفاته كيد لان الكيف مجهول غير معقول الله سبحانه وتعالى اخبرنا بالصفات ولم يخبرنا بكيفية صفاته. فلا نخوض في شيء لا علم لنا به. وقد قال الله تعالى ولا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا فاجاب ربيعة وهو شيخ مالك عن هذا السؤال بقوله الاستواء غير مجهول اي معناه معلوم الاستواء غير مجهول اي معناه معلوم استوى اي علا وارتفع والكيف غير معقول اي الكيف مجهول لا نعلمه لان الله اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف استوى ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق الواجب علينا ان نصدق بما جاء عن الله مبلغا لنا بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب ان نتلقى ذلك بالتصديق والتسليم قال وهذا الكلام مروي عن ما لك بن انس تلميذ ربيعة من غير وجه وقد يكون من جواب مالك متلقى عن شيخه ربيعة لانه ثابت ايضا عن شيخه وقد يكون جواب مالك متلقى عن شيخه او يكون اتفاق قال ذلك اتفاقا من في ضوء المنهج الذي تلقوه عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى فاجاب بجواب نظير شيخه نظير جواب شيخه وقد يكون سمع هذا الجواب من شيخه فلما سئل اجاب بما اجاب به شيخه لكن هذه الكلمة اه اشتهرت عن ما لك رحمه الله تعالى وفي الغالب تعزى الى ما لك ابن انس رحمه الله اه تعالى يقول شيخ الاسلام رويت من غير وجه اي من وجوه كثيرة وقد تتبعت هذه الوجوه في رسالة مطبوعة بعنوان الاثر المشهور عن الامام مالك في الاستواء دراسة تحليلية فتتبعت هذه الطرق من مصادرها ونقلت ايضا كلام اه اهل العلم عليها من حيث الاسانيد وايضا الفاظ آآ هذه آآ الكلمة المروية عن الامام مالك وايضا جماعة نظير هذه الكلمة مما نقل عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى وايضا اه اعتنيت بذكر الادلة لكل واحدة من هذه الكلمات الاستواء غير مجهول الكيف غير معقول الايمان به واجب عن بدعة كل كلمة من هذه الكلمات وهي تعتبر كل كلمة قاعدة واصل في هذا الباب. فكل كلمة من هذه الكلمات جمعت لها ما تيسر من الادلة عليها والشواهد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم اتبعت ذلك باستخلاص الفوائد المستفادة من كل كلمة من هذه الكلمات ماذا يستفاد من قول الاستواء غير مجهول وماذا يستاد من قوله الكيف غير معقول؟ وماذا الاستاد من قول الايمان به واجب؟ وماذا يستفاد من قول والسؤال عنه بدعة فكل كلمة من هذه الكلمات اه استخلصت منها الفوائد آآ الكثيرة بالتتبع لكلام آآ ائمة السلف اه رحمهم الله تعالى ومن باب الحفز فقط اه اكشف لكم سرا حول هذا الكتاب من باب الحفظ المعونة لطلاب العلم هذا الكتاب اه لا اذكر السنة تحديدا لكنني بدأت به من اول يعني آآ شيئا في هذا الكتاب في واحد رمضان لا اذكر السنة الان وانتهيت منه كاملا في تسعة عشر رمضان وكنت اجلس عليه من بعد الفجر الى اذان الظهر جلسة متواصلة مع كتب السلف وجمعها التاسع رمظان كان جاهزا للطباعة في التاسع عشر من رمضان كان جاهزا آآ الطباعة وآآ ذكرت ذلك قصدا لان طالب العلم يحتاج الى آآ اشياء يقف عليها حتى ينشط اكثر ويجتهد في حفظ وقته اكثر اللي يستفيد ويفيد آآ قال منها ما رواه ابو الشيخ الاصبهاني وابو بكر البيهقي عن يحيى ابن يحيى قال كنا عند ما لك بن انس فجاء رجل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاطرق مالك برأسه حتى علاه الرحدا اي اخذ يتصبب عرقا ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا مبتدعا امر به ان يخرج وكل كلمة من هذه الكلمات في الكتاب المشار اليه تتبعتها وايضا استخلصت ما فيها من فوائد في تقرير منهج السلف رحمهم الله تعالى والوقوف مع مضامين هذا الاثر قد يأخذ وقتا لكنني احيل على الكتاب المشار اليه فلعل فيه ان شاء الله فائدة حول هذا الاثر قال فخور ربيعة ومالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول موافق لقول الباقين فمروها كما جاءت بلا كيف السواه غير مجهول والكيف غير معقول موافق لقولهم امروها كما جاءت بلاكيه. لان امروها كما جاءت هذا يوافق الاستواء غير مجهول وقولهم بلا كيف يوافق والكيف غير معقول فانما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة نفوا علم الكيفية. الكيف غير معقول هذا نفي العلم بالكيفية اما حقيقة الصفة فانهم اثبتوها بقولهم الاستواء غير مجهول اي معناه معروف معلوم في اللغة وهو العلو والارتفاع. يقول ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لو لو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. ولما قالوا امروها كما جاءت بلاك فان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم وايضا فانه لا يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا لم يفهم من اللفظ معنى وانما يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا اثبت الصفة هنا شيخ الاسلام يرد على من استدلوا بهذه المقالة على التفويض المفوضة يقولون ان السلف هذا قول في الصفات امروها كما جاءت اي يفوظون معناها لله ولا يثبتون منها معنى. فشيخ الاسلام يرد عليهم من خلال هذه المقالة من عدة وجوه الوجه الاول من هذه الوجوه في قوله ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. ولما قالوا امروها كما جاءت بلاك. فان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم وهم ماذا قالوا قالوا الاستواء غير مجهول الاستو غير مجهول. اما على مقالة المفوضة فالاستواء مجهول المعنى هذه واحدة الثانية قال وايضا فانه لا يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا لم يفهم من اللفظ معنى وانما يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا اثبت الصفات الذي لا يثبت الصفات ما الحاجة الى ان يقول بلا كيف؟ وهو اصلا لا يثبت صفة فهذا الوجه الثاني في الرد عليهم الوجه الثالث قال فان من ينفي الصفات الخبرية او الصفات مطلقا لا لا يحتاج ان يقول بلا كيف فمن قال ان الله سبحانه ليس على العرش لا يحتاج ان يقول بلا كيف فلو كان من مذهب السلف نفي الصفات في نفس الامر لما قالوا بلا كيد وايضا وهذا وجه اخر فقولهم امروها كما جاءت يقتضي ابقاء دلالتها على ما هي عليه فانها جاءت الفاظا دالة على المعاني فانها جاءت الفاظا دالة على المعاني. الرحمن على العرش استوى بل يداه مبسوطتان غضب الله عليهم رضي الله عنهم الى غير ذلك هذه الفاظ جاءت ماذا مشتملة على معاني مثل ما عبر قال جاءت الفاظا دالة على معاني فامرارها كما جاءت كيف يكون باثبات المعنى الذي جاءت مشتملة عليه فانها جاءت الفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب ان يقال امروا الفاظها مع اعتقادي ان المفهوم منها غير مراد او امروا الفاظها مع اعتقاد ان الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون امرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف اذ نفي الكيفية عن عن ما ليس ثابت لغو من القول خلاصة القول ان هذه الكلمة ان نروها كما جاءت بلا كيف فيها رد مذهب المفوضة فيها رد مذهب المفوضة من جهة انهم قالوا ان السلف قالوا امروها كما جاءت وهي جاءت محملة بالمعاني فامرارها كما جاءت لا يكون الا باثبات المعاني التي اشتملت عليها ومن جهة قولهم بلا كيف لان من ينفي الصفات لا يحتاج الى ان ينفي الكيفية ثم مضى رحمه الله تعالى في نقل آآ مزيد من ان نقول لائمة السلف رحمهم الله تعالى في تقرير مذهبهم في صفات الله تبارك وتعالى ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا