الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وروى الاسرم في السنة وابو عبدالله بن بطة في الابانة وابو عمر الطرمنكي وغيرهم باسناد صحيح عن عبد الله عن عبد العزيز ابن عبد الله ابن ابي سلمة الماجشون وهو احد ائمة المدينة الثلاثة الذين هم ما لك بن انس وابن الماجشون وابن ابن ابي ذئب وقد سئل فيما جحدت به الجهمية اما بعد فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتايعت الجهمية ومن خالفها في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف تقدير وكلت الالسن عن تفسير صفته وانحسرت العقول دون معرفة قدره ردت عظمته العقول فلم تجد مساغا فرجعت خاسئة وهي حسيرة وانما امروا بالنظر والتفكر فيما خلق تقدير وانما يقال كيف لمن لم يكن ثم كان فاما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل فانه لا يعلم كيف هو. فانه لا يعلم كيفه الا هو وكيف يعرف قدر من لم يلد ومن لم يمت ولا يبلى وكيف يكون بصفة شيء منه حد او منتهى يعرفه عارف او يحد قدره واصف على انه الحق المبين لا حق احق منه ولا شيء ابين منه. الدليل على عجز العقول في تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة اصغر خلقه لا تكاد تراه صغرا يحول ويزول ولا يرى له سمع ولا بصر بما يتقلب به ويحتال من عقله لالم لما يتقلب به ويحتال من عقله. من عقله من عقله من عقله اعضل بك واخفى عليك مما ظهر من من سمعه وبصره فتبارك الله احسن الخالقين. وخالقهم وسيد وربهم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا اثر عظيم جدا نقله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن الامام عبد العزيز ابن عبد الله بن ابي سلمة الماجسون واحد ائمة المدينة الثلاثة الذين هم ما لك بن انس وابن الماجشون وابن ابي ذئب كانوا من اعيان اهل العلم في زمانهم ولهم مكانتهم في العلم والفقه والفتوى حتى انه ذكر انه نودي في المدينة بامر المنصور لا يفتي الناس الا مالك وابن الماجسون مما يدل على المكانة التي كانت لهم في العلم والفقه والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى وهذا الاثر ساقه رحمه الله تعالى عن هذا الامام عندما سئل عما جحدت به الجهمية والجامية فرقة ظالة مبطلة نشأت معطلة لصفات الله سبحانه وتعالى جاحدة لنعوت جلاله وصفات كماله عز وجل وهي مقالة تلقاها الجهم عن شخص قبله يقال له الجعد ابن درهم لكنها اشتهرت عن الجهم ولهذا نسبت اليه نسبت اليه والمقامات الباطلة في الغالب تنسب الى من انشأوها. وكفى ذلك دليلا على بطلانها لان من امارات وعلامات فساد المعتقد ان يعلم انه نشأ على ايدي بعض الناس فاخترعه بعض الناس لان العقيدة وحي منزل من رب العالمين ليست شيئا اخترعها الناس ابتكروه بعقولهم ولهذا العقائد عموما التي بين الناس على قسمين عقائد نازلة بوحي من الله وهي الحق وعقائد نابتة نبتت في الارض الناس اخترعوها وتكلفوا انشاءها فكل عقيدة نابتة باطلة وانما العقيدة الحق هي التي نزلت من الله ولهذا من طرائق الانبيا في رد عقائد الناس النابتة التي نشأت في الارض ردهم عليهم بقولهم ما انزل الله بها من سلطان وهذه حجة تجدها تكررت في القرآن في مواضع ما انزل الله بها من سلطان العقيدة لا تكون صحيحة الا اذا نزل بها سلطان وحي حجة كلام من الله سبحانه وتعالى. اما الذي تنشأ في الارض يخترعها الناس فهذه كلها باطلة فكفى دليلا على بطلان آآ عقيدة ما ان تكون اخترعت ونشأت في الارض فهذه عقيدة الجهمية ثم فيما بعد من تأثر بهم هي عقيدة انشأها هؤلاء تلقاها الجهم عن شيخه الجعد ابن درهم عمل على نشرها فاشتهرت منسوبة اليه. ولهذا كل من كان على هذه العقيدة يقال له جهمي نسبة الى هذا الرجل والعقيدة يقال لها الجهمية ايظا نسبة الى هذا الرجل فسئل ابن ابن الماجسون رحمه الله تعالى عما جحدت به الجهمية اما جهدت به الجهمية اي ما تكلمت به الجهمية من جحد لصفات الله جعلوا ما جاء في النصوص كله لا معنى له ولا حقيقة له. ولا مدلول له ولادة ينقل عن ابن الماجسون نفسه رحمه الله تعالى انه نظر في ما عليه الجهمية من سلب للصفات وجهدا لها وتعطيل فقال هذا كلام او هذا الكلام هدم بلا بناء. وصفة بلا معنى هذا الكلام هدم بلا بنة وصفة بلا معنى لان كل كلام قائم على الجحد والتعطيل لصفات الرب تبارك وتعالى فكلامهم كله هدم بلا بناء. وكلامهم كله صفة بلا معنى لان لان حقيقة قولهم جحد للصفات وتشبيه للرب العظيم بالعدم لانهم عطلوه من الصفات حتى قيل ان من اراد ان يصف العدم لا يجد احسن مما جعله الجهمية وصلا للرب من تعطيلهم لصفات الله وجحدهم لها فقال رحمه الله تعالى اما بعد فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتايعت الجهمية ومن خالفها وفي نسخة ومن خلفها ولعله اولى في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتقدير ان سألته عن هذا الامر الذي تتايعت تتايعت عليه الجهمية والتتايع الوقوع في الشر من غير فكر ومن غير روية ومن غير انات آآ هذا الذي تتايعت اي ركبته الجهمية ومن لف لفهم وسار سيرهم وركبوا هذا المركب مركب الشر والضلال والباطل بدون روية وبدون فكر ومن خلفها ومن خلفها اي من جاء بعدهم متأثرا بهم ومن جاء بعدهم متأثرا بهم قائلا بقولهم سالكا مسلكهم في صفة الرب اي تسأل عن قولهم في صفة الرب وقول الجهمية في صفة الرب هو التعطيل مثل ما وصف رحمه الله هدم بلا بناء ووصف بلا معنى في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف فاقت عظمته الوصف اي ان عظمة الله كمال صفاته عظمة نعوته سبحانه وتعالى فاقة الوصل لان كل ما يقدره او يصل اليه الذهن تقديرا انه وصف لله سبحانه وتعالى فالله اعظم من ذلك الله اعظم من ذلك فهو عز وجل اعظم واكبر واجل من كل ما يخطر في بال الانسان او يدور في خياله وكل ما يدور في في بالي الانسان يظنه وصفا لله فالله اعظم من ذلك واجل سبحانه وتعالى هذا معنى قوله فاقت عظمة الوصف والتقدير يعني كل ما يقدر الانسان في ذهنه وصفا لله الله اعظم من ذلك فاقت عظمته ذلك فلا يبلغ كنها صفاته الواصفون ولا يبلغ قدر عظمته المتفكرون هذا امر لا لا تبلغه العقول فكل ما يخطر في العقل من الكمال فالله اعظم سبحانه وتعالى واجل وكلت الالسن عن تفسير صفته وكلت الالسن عن تفسير صفته اي ان السن العباد مهما اوتيت من البيان المعاني وجودة الالفاظ الى ذلك لا يمكن ان تصل الى تفسير صفته الى تفسير صفته والمراد تفسير الصفة اي حقيقة الصفة وكون هي اي حقيقة الصفة بني ها لا يمكن للانسن مهما اوتيت من البيان المعاني لا يمكن ان تصل الى تفسير صفته اي كن صفة الله سبحانه وتعالى وانحسرت العقول دون معرفة قدره وانحسرت العقول اي ان العقول يضيق آآ آآ يضيق الامر بها بحيث كل عقل لا يمكن ان ان يصل الى معرفة قدر الله سبحانه وتعالى لان كل ما يبلغه العقل من امر يظنه هو قدر الله فقدر الله اعظم واجل فقدر الله عز وجل اعظم واجل ودائما في هذا المقام اقول يكفي في ذلك قول المسلم الله اكبر قول المسلم الله اكبر فهذه الكلمة كافية في بيان عجز العقول وظعفها عن ذلك لان الله اكبر من كل شيء الله جل وعلا اكبر من كل شيء ومن ذلكم اكبر مما يخطر في بالك تظنه وصفا لله او او قدرا لله الله اكبر سبحانه وتعالى من كل شيء وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لعدي ابن حاتم يا عدي ما يفرك اي من هذا الدين ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله وهل شيء اكبر من الله؟ فالله سبحانه وتعالى الكبير المتعال فالذي لا اكبر منه سبحانه وتعالى ومما يندرج في في في معنى الله اكبر اي كل ما يخطر في آآ بال الانسان يظنه قدرا او وصفا لله فالله اكبر واعظم من ذلك ردت عظمته العقول ردت عظمته العقول والعقول مفعول ردت فلم تجد مسارا فرجعت خاسئة وهي حسيرة فعظمة الله سبحانه وتعالى وكماله جل وعلا وجلاله ردت العقول ردت العقول لان العقول كل ما تحاول ان ان تقحم او ان تقتحم هذا الامر لتعرف عظمة الله سبحانه وتعالى وقدره ترجع كما قال رحمه الله خاسئة وهي حسيرة ترجع خاسئة وهي حسيرة. لان هذا امر لا آآ مجالا للعقل ان يدركها لان العقل له حد محدود مثل ما ان سمع الانسان له حد ومثل ما ان اه بسهر الانسان له حد ارأيتم مثلا لو ان شخصا تكلف ان ان يعرف الامور التي وراء حد بصره اخذ ينظر ويحد البصر وبصره له حد معين. لكن يريد ان يرى ما وراء حد بصره لو ان شخصا رفع بصره الى السماء ويريد ان ينظر ما يتجاوز حد البصر الى اي نهاية يصل او شخص يريد ان يحد السمع حتى يسمع الاصوات التي في اقصى الدنيا الانسان عاجز عاجز في هذا فكيف بان يقحم عقله في المغيبات ان يقحم عقله في عظمة الرب سبحانه وتعالى وهو عاجز كما سيأتي عند المصنف عن ادراك اصغر المخلوقات يقول رحمه الله وانما امروا بالنظر والتفكر فيما خلقه بالتقدير هذا الذي دعي اليه العباد ان يتفكر في مخلوقات الله ان يتفكروا في مخلوقات الله لا نتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى. التفكر في في المخلوقات ان في خلق السماوات والارض ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك. فادعوا الى التفكر هذه المخلوقات افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت يتفكر في هذه المخلوقات الدالة على عظمة من خلقها سبحانه وتعالى قال وانما يقال كيف لمن لم يكن ثم كان هذا الذي هذا الذي يسأل عنه بمثل هذا السؤال لمن لم يكن ثم كان يعني هذا المخلوق اما الرد سبحانه وتعالى فان السؤال عنه بكيف سؤال باطل ومر معنا قول الامام مالك رحمه الله والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة هذا السؤال باطل محرم ومن سأل هذا السؤال وحاول ان يعرف جوابه انما يبحث عن امر لا مجال له ان يفصل اليه. ولا قدرة له ان ان يعرفه هذا السؤال باطل ومحرم قال وانما يقال كيف لمن لم يكن ثم كان فاما الذي لا يحول سبحانه وتعالى ولا يزول اي هو دائم وباقي جل وعلا ولم يزل وليس له مثل فانه لا يعلم كيف هو الا هو فانه لا يعلم كيف هو الا هو وكيف يعرف وكيف يعرف قدر من لم يبدأ ومن لم يمت من لم يبدأ ومن لم يمت ومعنى لم يبدأ اي الاول الذي ليس قبله شيء الذي ليس لاوليته بداية وليس لاخريته نهاية كما قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ولا يبلى ولا يبلى اي له البقاء الدائم الابدي وكيف يكون لصفة شيء منه حد او منتهى يعرفه عارف او يحد قدره واصل تقرأ الجملة هكذا تامة وكيف يكون لصفة شيء منه حد او منتهى يعرفه عارف او يحد قدره واصل بمعنى ان صفات الله سبحانه وتعالى لها حد اي لها كيفية يعلمها هو كما تقدم. مثل ما قال رحمه الله في كلامه السابق لا يعلم كيف هو الا هو لا يعلم كيف هو الا هو فالمنفي هو التكييف ان يعرف تعارف او يحد احد قدره سبحانه وتعالى. فالله اعظم واجل من ذلك على انه الحق المبين لا احق لا حق احق منه كما قال الله سبحانه وتعالى ذلك بان الله هو الحق وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت الحق اللهم لك الحمد انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولا شيء ابين منه الذي نعم الدليل على عجز العقول هذا دليل لما سبق ان ان العقول لو ارادت ان تعرف عظمته لرجعت خاسئة وهذا دليل على عجزها يقول الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته اي بلوغ كنا صفته وادراك كنا صفته عجزها عن تحقيق صفة خلقه اصغر خلقه يعني مثل الذرة النملة والحشرات الصغيرة العقول عاجزة عن ان تدرك هذه الكائنات مخلوقات الصغيرة عاجزة عن ذلك يقول عجزها عن تحقيق صفة اصغر خلقه لا لا تكاد تراه صغرا هذا المخلوق لا تكاد تراه من صغره صغرا يحول ويزول يتحرك ويتنقل يأتي امور اموره باتقان هداه الله سبحانه وتعالى الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى تراه صغرا يحول ويزول ولا يرى له سمع ولا بصر ولا يرى له سمع ولا بصر ومع ذلك يتحرك بدقة ويعمل بدقة وعمل متقن وامور مرتبة ودقيقة حتى ان بعض الناس يذكر انه تعلم بعض المعاني من بعض هذه مثل يعني بعضهم يقول تعلم الصبر من النملة كيف انها تحمل كسرة الخبز او قطعة الطعام وتصعد ثم تسقط وتحملها اخرى وتصعد ثم تسقط وتحملها اخرى وتسقط وتحمل الى ان تصل بعد ذلك الى بغيتها ومقصودها لا يرى له سمع ولا بصر انظر الى كلامه يقول لما يتقلب به ويحتال من عقله اي هذا الكائن الصغير لما يتقلب بيحتال من عقله اعضل بك اي اعصى عليك واشد عليك وانت اعجز ان ان تدركه اعضلوا بك واخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره فالان انتقد تتفكر في مثل هذه الكائنات تقول انا ما ارى له سمع ولكنه احس انه يتجنب الاصوات مثلا او تقول لا اراه له بصر واراه يمشي في طريقه بدون انحراف وتتعجب من ذلك يقول هذا الذي تتعجب منه ما خفي عليك من عقله اي ما اودع الله سبحانه وتعالى في من هداية لحاجاته واموره مثلا النملة النملة من من هداياتها في الصيف تخزن طعام الشتاء تخزن طعام الشتاء وتدخره واذا كانت ادخلت في جحرها حبوبا ونزل الماء اخشى ان ينبت تنبت هذه الحبوب فتخرجها تسترها وتجعلها تجف في خارج الجحر تتعرض للشمس ثم تعيدها الى الى جحرها مرة ثانية. وعالم الحيوانات اقرأ فيه ما كتبه ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة والشفاء العليل امر عجب من هدايات الله سبحانه وتعالى لهذه المخلوقات. فيقول اه لما يتقلب به ويحتال من عقله اعظل بك واخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره. فتبارك الله احسن الخالقين وخالقهم وسيد السادات وربهم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فمثل هذه التفكر في مثل هذه المخلوقات يهديك الى عظمة الخالق عظمة من خلقها فتخرج من هذا التفكر بتكبير الله وتسبيحه وتعظيمه قائلا تبارك الله احسنوا الخالقين قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية جمعت آآ ما يقوم عليه الاعتقاد في اسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى وان ذلك قائم على الاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل على حد قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير نعم قال رحمه الله تعالى اعرف رحمك الله غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها اذا لم تعرف قدر ما اذا لم تعرف قدر من وصف فما تكلفك علم ما لم يصف؟ هل تستدل بذلك على شيء من طاعته؟ اذا لم تعرف اذا لم تعرف قدر من قدر من وصف قدر ما وصف ما هو صوت اذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك فما تكلفك علم ما لم يصف هل تستدل بذلك على شيء من طاعته؟ او تنزجر به عن شيء من معصيته؟ هذا كلام جميل جدا في بيان فساد عقيدة هؤلاء المتكلفين ببيان ما تفظي اليه من ظلال وظياع وبعد عن اه اه الايمان وطاعة الله سبحانه وتعالى حتى ان بعض اهل العلم وصف هؤلاء بانهم قطاع طريق اي طريق الناس في عبادة الله لان اشتغال الانسان بهذه الصفات صفات الله تعظيلا وجحدا من العواقب الوخيمة التي تترتب عليه انحرافه في باب العبادة والسلوك والاخلاق وهذا من شؤم المعتقد الفاسد من شؤم المعتقد الفاسد ولهذا يقول اعرف رحمك الله غناك عن تكلف صفة صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها ما وصف منها اي الصفات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه وذكرها رسوله عليه الصلاة والسلام بسنته انت عاجز عن ان تدرك كيفيتها عاجز عن ان تدرك كيفيتها فهذا الاجر عن ادراك كيفية هذا الذي وصفه الله في كتابه من باب اولى ان تكون اعجز عن ادراك ما لم يصف الادراك ما لم يصل والله سبحانه وتعالى لم يذكر في كتابه كل اسمائه لم يذكر كل اسمائه المشتملة على صفاته ونعوته منها ما استأثر الله بعلمه فالعبد عاجز عن ادراك ما وصف وذكر فكيف بما لم يذكر لا شك ان الامر في ذلك اه امر العبد في ذلك اعجز اذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك علم ما لم يصف. اذا كنت عاجز عن ان تدرك كيفية الصفات التي وصفها؟ فلماذا تقحم نفسك في علم ما لم يصف وتكلى فتكلف علم ما لم يصل ثم يقول هل تستدل بذلك؟ على شيء من طاعته او ان تنزجر به عن شيء من معصيته هل خوضك في هذا الباب امر يفضي بك الى عناية بعبادة الله وانزجار عن معاصي الله سبحانه وتعالى لا والله ولهذا الجهمية ومن سار سيرهم عقيدتهم الباطلة لم لم تسقهم الى عناية بالعبادة ولم تسقهم الى بعد عن المنكرات وعظائم الذنوب بل جعلتهم يوغرون في الضلال والفجور والمعاصي هو من يقرأ اخبار هؤلاء يجد من ذلك عجبا ببعدهم عن العبادة واعراضهم عن الطاعة ووقوعهم في وهذا كله من شؤم الاعتقاد كله من شؤم الاعتقاد قال هل تستدل بذلك على شيء من طاعته او تنزجر به عن شيء من معصيته وهذا معناه ان هذا الخوظ الباطل في صفات الله سبحانه وتعالى لا يفظي بالانسان الا الا الى الضياع والانحراف عن عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته بل ويوقع ويوقعه في ارتكاب الاثام والمحرمات نعم قال رحمه الله تعالى فاما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا فقد استهوته الشياطين في الارض حيران فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بان قال لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا فعمي عن البين بالخفي جحد ما سمى الرب من نفسه بصمت الرب عما لم يسم منها فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قول الرب عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فقال لا يراه احد يوم القيامة فجحد والله افضل كرامة الله التي اكرم بها اولياءه يوم القيامة من النظر الى وجهه ونظرات ونظرته اياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وقد قضى انهم لا يموتون فهم بالنظر اليه ينظرون نعم الى ان قال نعم قال رحمه الله فاما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا اي هؤلاء الجهمية الذين جحدوا صفات الرب تبارك وتعالى وتكلفوا جحدها بفلسفات عقلية ومقدمات منطقية وامور تكلفوها بعقولهم ووصلوا من خلالها الى جحد صفات الرب سبحانه وتعالى والتكذيب يقول هؤلاء الحقيقة انهم استهوتهم الشياطين استهوتهم الشياطين في الارض حيران اي استملتهم جذبتهم الى اه هذا الركام من الباطل والضلال فاصبح مآل امرهم باستهواء الشياطين الحيرة والشك و اه اه الاضطراب فصار يستدل بزعمه على جهد ما وصف الرب وسمى من نفسه بان قال يعني انظر الدليل الذي يقوم عليه معتقد الجهمية لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا هذا دليل الجهمية هذا ملخص دليل الجهمية في عامة ما يجحدون من صفات الرب هذا دليله انظروا لفوقان بين ما يقوم عليه معتقد الجهمية وبما ما تقوم عليه عقيدة اهل السنة اهل السنة يقولون نؤمن بكذا لقول الله تعالى كذا ونؤمن بكذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذه عقيدتهم قال الله قال رسوله مثل ما قال لي الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن الحديث لا نتجاوز القرآن الحديث والاوزاعي رحمه الله يقول ندور مع السنة حيث دارت اي نفيا واثباتا ما ثبت بالكتاب والسنة اثبتنا وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه لا تجاوز كتاب الله وسنة نبيه اما هؤلاء اعرضوا عن الكتاب والسنة تماما واعملوا عقولهم القاصرة والدليل عندهم هو هذا في كل ما ينكرونه من صفاتنا لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا فهذا هو خلاصة دليلهم لابد ان كان له كذا يعني مثلا مثلا لابد ان كان مستويا على العرش حقيقة ان يكون محتاج الى العرش النتيجة ما هي؟ عندهم لم يستوعي العرش قوله تعالى الرحمن العرش استوى ثم استوى على العرش ادلة العلو ادلة الفوقية بالالاف يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفاني كل هذه لا لا يعبئون بها ولا يرفعون بها رأسا لو كان مستويا على العرش حقيقة لابد ان كان مستوا على العرش حقيقة ان يكون محتاجا الى العرش اذا النتيجة جحد استوائه على العرش هؤلاء بهذه المقدمات خلطوا بين اللوازم هذا امر لا بد ان يعرف خلطوا بين ما يلزم صفة المخلوق وبين ما يلزم صفة الخالق. لان صفة الخالق يلزمها الكمال. وصفة المخلوق يلزمها النقص فمثلا الاستواء عندما قالوا يلزم من استواء على العرش ان يكون محتاجا للعرش هذا اللازم في حق من بحق المخلوق المخلوق اذا استوى على شيء يكون محتاج اليه لان ان سقط سقط هذا الذي فوقه ومحتاج اليه لتستووا على ظهوره اي الفلك والانعام ومن كان مستويا على الفلك اذا غرقت الفلك ماذا يكون شأنه ومن كان على البعير اذا سقط البعير ماذا يكون شيئا من فوقه محتاج اليه هذا لازم وصف المخلوق لكن القوم جعلوا لازم وصف المخلوق لازما لوصف الخالق فبناء على ذلك جحدوا صفة الخالق فهم شبهوا اولا فعطلوا ثانيا شبهوا اولا فعطلوا ثانيا فاذا الذي يقوم عليه تقوم عليه عقيدة الجهمية هي هذه الكلمة لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا هذا خلاصة دليل الجهمية فعميا عن البين بالخفي عمي عن البين البين هذا كلام الله وحيه تنزيله ايات كلام الرب العظيم بين واضح في بيان اوصافه في بيان نعوته سبحانه وتعالى بين واضح عموا عن البين و اشتغلوا بالخفي وبالتكلف والتعمر فعمي عن البين بالخفي وجحد ما سمى الرب من نفسه بصمت الرب عما لم يسم منها. ومعنى بصمته اي سكوته وسكت عن اشياء مثل ما قال عليه الصلاة والسلام اه او استأثرت به في علمي الغيب عندك فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قول الرب عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة جحد بلغ به الامر وتمادى به الشيطان حتى جحد قول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة من النضرة وهو البهاء والحسن والجمال الى ربها ناظرة. قال الحسن حق لها ان تنظر اي ان تكون ناظرة حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى وهذا اكمل نعيم يناله اهل الجنة نسأل الله الكريم من فظله فقال لا يراه احد يوم القيامة فقال لا يراه احد يوم القيامة. وهذه مقولة الجهمية الجامية من عقائدهم ان الله لا يرى يوم القيامة لا يراه احد يوم القيامة فجحد والله افضل كرامة جحد اي الجهل ومن اعتقد هذه العقيدة افضل كرامة الله التي اكرم بها اولياءه يوم القيامة وفي صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله تعالى هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة قال في كشف الحجاب فينظرون الى الله سبحانه وتعالى فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله هذي اعظم كرامة تجاهد هؤلاء اعظم كرامة واعظم منا يمن بها الله سبحانه وتعالى على اه اوليائه واصفيائه. ولهذا قال بعض الائمة رحمهم الله تعالى قال من كان جاحدا للرؤية فحري ان يحرم منها يوم القيامة حري من ان يحرم منها يوم القيامة ومنا لطيف ما يذكر في هذا احد لا احد الشباب يذكر لي عن نفسه يقول كنا في في بلده في مجلس وفيه رجل على هذه العقيدة يقول واخذ يتحدث في المجلس بانكار الرؤية بانكار الرؤيا يقول قلت انت لا تؤمن برؤية الله قال نعم قلت اذا يا اخوان المجلس يقول في اعداد جالسين قلت يا اخوان انا اريد الان ارفع يدي وادعو الله واريد ان تؤمنوا وقلت له امن معنا اريد ان ادعو الله عز وجل ان يحرمه من رؤيته امنوا يا اخوان قال لا لا تدعوا انت اصلا لا تؤمن بالرؤيا انت اصلا لا تؤمن بهذا هذا شيء انت لا تؤمن به فدعنا ندعو ان ان يحرمك الله من هذا يقول فابى ابا انا ادعو بذلك وهو يقرر ويعتقد ان ان الله لا لا يرى قلت دعنا الان كلنا ندعو الله ان يحرمك من هذا الذي انت تجحده ولا تناله ورفعت يدي وقلت يلا يا اخوان ندعو فاصر علي الا ادعو يقول فكانت هذي كافية لمن عنده من العوام ادراك فساد هذه العقيدة لان لو كانت عقيدة آآ لو كانت عقيدة فعلا ما ضره مثلا آآ يعني عقيدة المؤمن في الجنة وفي النار وغير ذلك من العقائد الدعاء بها هي منيته وبغيته وعقيدة الانسان هي منية الانسان وبغيته فالشاهد ان بلغ بهم الامر الى جحد هذه الكرامة العظيمة والمنة الجليلة التي هي منة الله على اولياءه يوم القيامة من نظر الى وجهه في الدعاء المأثور اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير رأى مظرة ولا فتنة مظلة من النظر الى وجهه ونظرتهم ونظرته اياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وقد قضى انهم لا يموتون اي يبقون في الجنة ابد الاباء مخلدين فيها فهم بالنظر اليه ينظرون يعني يتمتعون بالنظر الى الله سبحانه وتعالى في اعظم كرامة واجل عطية ومنة ونكتفي بهذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا تولى يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا