الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى الفتوى في الفتوى الحموية الكبرى نقلا عن عبدالعزيز بن الماجشون الى ان قال وانما جحد رؤية الله يوم القيامة اقامة للحجة الضالة المضلة لانه قد عرف انه اذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين. وكان له جاحدا وقال المسلمون يا رسول الله هل نرى ربنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترون ربكم كذلك نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال الكلام منقولا عن ابن الماجسون رحمه الله تعالى وقول شيخ الاسلام رحمه الله هنا الى ان قال فيه تنبيه الى اختصار شيء من الكلام قال وانما جحد رؤية الله يوم القيامة اي الجهم اقامة للحجة الضالة المضلة الحجة الضالة المضلة تقدم ذكره لها في طريقتهم في جهد الصفات ونفيها وانه يلزم من كذا ان يكون كذا هذه الحجة الضالة المضلة التي جحد بها هؤلاء صفات الله تبارك وتعالى من اجل تأكيد اقامة هذه الحجة الباطلة جحدوا رؤية الله سبحانه وتعالى لماذا قال لانه قد عرف اي الجهمي اذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنون اي اهل الحق الذين امنوا بصفات الله التي جاءت في كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وانهم يوم القيامة اذا رأوه جل وعلا ومن عليهم بالرؤية رأوا ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين اي من صفاته سبحانه وتعالى رأوا وجهه العظيم جل جلاله في الحديث والدعاء المأثور اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة فالمؤمنون يرون ما كانوا به مؤمنين اي من صفات الرب سبحانه وتعالى وكان اي الجهمي له جاحدا وكان له جاحدا فاذا انكار الرؤية انكار الرؤية من انكار الصفات انكار رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة هو من انكار الصفات نتيجة من نتائج انكار هؤلاء لصفات الرب سبحانه وتعالى وثمرة من ثمار جهدهم لها ثم اخذ يذكر الدليل من السنة على الرؤية قال وقال المسلمون يا رسول الله هل نرى ربنا فهل نرى ربنا اي هل يرى اهل الايمان ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون برؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا لا نظار اذا كانت الشمس بوسط الظهيرة وليس في السماء سحاب هل تضارون في رؤيتكم اه الشمس بمعنى عند رؤيتها هل يحتاج منكم الى اجتماع وتقارب شأن رؤية الناس في الامور الضيقة المحدودة او ان الرؤية مهيئة الجميع بكل وضوح هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر اي ليلة التمام ليس دونه سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترون ربكم كذلك ومعنى قوله انكم ترون ربكم كذلك اي كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس في وضح الظهيرة والتشبيه هنا في قوله كذلك تشبيه للرؤيا بالرؤيا وليس المرء بالمرء اي كما انكم ترون الشمس حقيقة دون تضارع وترون القمر حقيقة دون تضارب فانكم كذلك سترون ربكم حقيقة بابصاركم وهذا الحديث صريح في اثبات الرؤيا وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في الرؤيا احاديث عديدة بلغت حد التواتر فهي متواترة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ومن اهل العلم من افردها احاديث الرؤيا بالتصنيف كالدار قطني رحمه الله في كتابه المطبوع الرؤيا اي رؤية الله سبحانه وتعالى وساق عليها الدلائل والشواهد وقد دل القرآن على ذلك بمثل قوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجبون وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم دالا على الرؤية وثبوتها فاهل السنة يثبتون الرؤية وانها حق وان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما دل على ذلك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. بل ان هذه الرؤيا من اشرف مطالبهم واجل مواهبهم التي يرجون الله سبحانه وتعالى ان ينيلهم هذه الرؤية وان يمن عليهم بها من دعواتهم ما صح به اه الحديث عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة اما الجامية ومن سار سيرهم فانهم يجحدون رؤية الله ولا يؤمنون بها ولا يثبتونها وهي كما قدمت من نتاج جحدهم لصفات الرب سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمتلئوا النار حتى يضع الجبار فيها قدماه فتقول قط قط وينزوي بعضها الى بعض. قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمتلئ النار حتى يضع الجبار فيها قدمه لا تمتلئ النار ورب العالمين وعدها بان يملأها لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين فالله سبحانه وتعالى وعدها ان يملأها ثم انها يوم القيامة لا يزال يلقى فيها من اهلها وتقول هل من مزيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيلقى فيها وهي تطلب الزيادة ولا يزال يلقى فيها وهي تطلب الزيادة وجاء في هذا الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمتلئوا النار حتى يضع الجبار فيها وفي رواية عليها حتى يضع الجبار عليها قدما وهذا فيه اثبات القدم صفة لله باتوا القدم صفة لله وفي بعض الروايات رجله والرجل والقدم شيء واحد ففيه اثبات القدم صفة لله سبحانه وتعالى والقول في القدم كالقول في سائر الصفات تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت على الوجه اللائق بالرب سبحانه وتعالى وكما ان له ذات لا تشبه الذوات فله قدم لا تشبه الاقدام وله وجه لا يشبه الوجوه وله سمع لا يشبه الاسماع وله بصر لا يشبه الابصار على حد قوله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الجهمية لا يسلمون ذلك ولا يؤمنون به ويجحدون منهم من يلجأ الى انكار هذه الاحاديث وعدم اثباتها ومنهم من يلجأ الى تأويلها وتحريفها عن معناها مثل قولهم ان المراد بالقدم ما يقدم ما يقدم في سابق علم الله ان ان يلقى في في النار وقالوا في الرواية الاخرى رجلة ان المراد بالرجل الجماعة من الناس والحديث يرد لفظ الحديث يرد عليهم يردوا هذا التأويل لانه قال لا تمتلئ حتى يضع لانه قال لا يزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد ولا تمتلئ؟ حتى يضع الجمب مرة لو كان شيء يلقى فيها لما قال يضع الجبار عليها قدمه لقال لالقى فيها قدمه لو كان شيئا يلقى في في النار ثم الاظافة في قوله قدمه هذه اضافة وصف هذه اضافة وصف اضاف القدم سبحانه وتعالى الى نفسه وهذه اضافة وصف اضاف القدم الى نفسه فهذه صفته سبحانه وتعالى وهذا من كمال عظمته ان النار لا تزال تطلب الزيادة لا تزال تطلب الزيادة ولا تمتلئ باي شيء يلقى فيها. مهما القي فيها تطلب الزيادة لا يملؤها شيء حتى يضع الجبار عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض تجتمع اطرافها فتمتلئ بما فيها ليس آآ ما يلقى فيها لان ما يلقى فيها الا وتطلب الزيادة. فتمتلئ بانزواء بعضها الى بعض وانضمام بعضها الى بعض فتقول حينئذ قط قط اي حسبي حسبي يكفيني يكفيني اي امتلأت فالامتلاء بانزواء بعضها الى بعض كما قال عليه الصلاة والسلام فتقول قطن قطن وينزوي بعظها الى بعظ ينزوي اي ينضم بعضها الى بعض الشاهد من هذا الحديث اثبات القدم صفة آآ لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال لثابت ابن قيس رضي الله عنه لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة نعم. وقال فيما بلغنا ان الله ليضحك من ازلكم وقنوطكم وسرعة اجابتكم. فقال له رجل من العرب ان ربنا ليضحك؟ قال نعم. قال لا نعدم من رب اضحك خيرا قال وقال لثابت ابن قيس رضي الله عنه والمعروف ان هذا في قصة ابي طلحة رظي الله عنه مع ظيفة قال لقد ظحك الله مما فعلت بضيفك البارحة اي حسن صنيعة مع ظيفة في اكرامه له قال لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة وهذا فيه اثبات الضحك صفة لله سبحانه وتعالى وهو من صفاته الفعلية يثبت هذا الوصف كما جاء ويمر كما ورد وينزل الرب سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين وما يلزم على صفة الضحك التي للمخلوق من لوازم ليست بلازمة في صفة الضحك للرب سبحانه وتعالى لان ما يلزم هذي قاعدة مهمة في هذا الباب ما يلزم الصفة باعتبار اظافتها الى الله لا يكون لازما للصفة باعتبار اضافتها لمخلوق وايضا العكس ما يلزم الصفة باعتبار اظافتها للمخلوق لا يكون لازما للصفة باعتبار اظافتها الى الله سبحانه وتعالى فانما يضاف الى الله يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى وما يضاف الى المخلوق يليق بنقصه وضعفه وعجزه قال وقال فيما بلغنا ان الله ليضحك من ازلكم اي ما انتم فيه من شدة وضائقة بسبب تأخر نزول الامطار وقنوطكم اي يأسكم من نزول المطر وسرعة اجابتكم. يعني مع ان الفرج قريب مثل ما جاء في بعض الروايات هو قرب غيره اي تغييره للاحوال وان تغير الاحوال قريب وانتم اصابكم القنوط فيضحك الرب سبحانه وتعالى من ازلكم اي ما انتم فيه من شدة وقنوطكم اي ما انتم فيه من يأس بسبب تأخر الامطار والفرج قريب منكم تغييره للحال قريب والناس في آآ كرب وشدة وشيء من اليأس بسبب تأخر الامطار والفرج آآ اتيهم عن قريب فيقول يضحك الرب سبحانه وتعالى من ذلك من ازلكم وقنوطكم وسرعة اجابتكم فقال له رجل من العرب ان ربنا ليضحك ان ربنا ليضحك لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بهذا الوصف قال ان ربنا ليضحك؟ قال نعم قال لا عدمنا الخير من رب يضحك وهذا يفيدنا ان الصحابة رضي الله عنهم فهموا معاني الصفات لما قال يظحك ربنا فهموا المعنى وانه ضحك يليق بالرب سبحانه وتعالى ومعنى الضحك لغة معروف فهموا المعنى ولهذا ذكر اللازم لا عدلنا الخير من رب يضحك لعدمنا الخير من رب يضحك وهذا ايمان باللازم الناشئ عن الفهم المعنى قول قول هذا الصحابي لها ادمن الخير من رب يضحك هذا ايمان باللازم لازم هذا الوصف الناشئ عن فهمهم للوصف وايمانهم به وعدم ترددهم في تقبله قال لا عدمن الخير من رب يضحك لكن الجهمي الصحابة قالوا لا ادمن الخير من رب يضحك. الجهمي عندما يسمع هذا الحديث اي شيء يقول انظروا الفرق الشاسع الجهمي عندما يسمع هذا الحديث ماذا يقول؟ يضحك ربنا الصحابة قالوا لا عدم الخير من رب يضحك والجهمي عندما يسمع هذا الحديث اي شيء يقول يجحد وينفي ويقول يلزم من اثباته كذا ويلزم كذا الى اخر كلامهم الذي جحدوا به صفات الرب سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى في اشباه لهذا مما لا نحصيه اي ان ما ذكر من الاحاديث مجرد اشارة الى بعض الامثلة والا الاحاديث التي في هذا الباب كثيرة جدة نعم قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى وهو السميع البصير واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. وقال تعالى ولتصنع على عيني وقال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال تعالى والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما نعم. هذه جملة من الايات من كتاب الله سبحانه وتعالى فيها اثبات الصفات الاولى قول الله عز وجل وهو السميع البصير وفيها اثبات السمع لله عز وجل هو سمع وسع المسموعات واحاط بها وبصير يرى جميع المبصرات يرى كل شيء سبحانه وتعالى لا يغيب عن آآ بصره شيء ولا يفوت سمعه تبارك وتعالى شيء سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا كذلك قوله ولتصنع العين في اثبات العين صفة لله سبحانه وتعالى وقد جاءت السنة مصرحة بان لله سبحانه وتعالى عينين تليقان بجلاله وكماله وعظمته سبحانه. وذلك في قول نبينا صلى الله عليه وسلم ان الدجال اعور وان ربكم ليس باعور والعور في لغة العرب هو وجود عينين احداهما طافية فهذا يقال له اعور فقول فقول نبينا عليه الصلاة والسلام وان ربكم ليس باعور اي له عينان كاملتان سبحانه وتعالى تليقان وكماله وعظمته ولا يتنافى ثبوت العينين مصرحا بهما في السنة مع ذكرهما بالافراد او الجمع فقوله في في الايات الكريمة باعينها باعيننا وقوله في في التي تليها على عيني بالافراد هذا لا ينافي لانه يصح في اللغة ان يعبر عن المثنى بالمفرد ويعبر عنه بالجمع يصح ان يعبر عن المثنى بالمفرد وان يعبر عنه بالجمع يصح ان تقول لغة رأيته بعيني وسمعته باذني وانت تقصد بعيني و اذنيه الامر واسع في اللغة في في هذا الباب فهذا فيه اثبات العينين صفة لله جل وعلا تليقان بجلاله وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ايضا فيه اثبات اليدين لله عز وجل اه وصفان يليقان بجلاله وكماله وعظمته سبحانه. نعم قال رحمه الله تعالى فوالله ما دلهم على عظم ما وصف من نفسه وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم ان ذلك الذي القى فروع ان ذلك الذي القي في روعهم وخلق على معرفة قلوبهم وخلق على معرفة قلوبهم على معرفته وخلق الذي القى ان ذلك الذي القى فروعهم وخلق على معرفته قلوبهم فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم سميناه كما اسماه ولم نتكلف منه صفة ما سواه لا هذا ولا هذا لا نجحد ما وصف ولا نتكلف معرفة ما لم يصف. يقول فوالله ما دلهم على عظم ما وصف من نفسه وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم الان عندما يتأمل المرء في هذه الاية الكريمة وهو ينطلق في حديثه هنا منها وهي قوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه من الذي يقرأ هذه الاية ويحسن تأملها وفهمها ثم يخطر في باله انه يلزم من اثبات يد حقيقية لله ان تكون كيد المخلوق الا من فسد عقله وتلوث بالشبهات الباطلة والا من هذا الذي يخطر بباله وهو يقرأ مثل هذه الاية الكريمة والارض جميعا قبضته يوم القيامة ثم يقول يلزم من اثبات اليد حقيقة لله ان تكون يده كايدينا ان تكون يده كايدينا فهذا من انحراف القلب وتلوث بالشبهات والا القلب السليم لا يمكن ان يخطر بباله لا يمكن ان يخطر بباله هذا هذا الظن او هذا التوهم الباطن لان هذا وصف آآ يليق بالله وبعظمة الله فيد الله سبحانه وتعالى ليست كالايدي. يد حقيقية ليست كالايدي تليق بجلال الله ومما يبين هذه العظمة مثل الاية الكريمة هذه والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. فيقول فوالله ما دلهم على عظم ما وصف من نفسه وما وما تحيط قبضته الا صغره نظيرها منهم عندهم اي يد المخلوق ان ذلك الذي القى في روعهم اي قلوبهم الروعون القلب وخلق على معرفته قلوبهم اي هذا الذي من الله سبحانه وتعالى عليهم به ووفقهم اثباته و الاقرار به فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله سميناه كما سماه ولم نتكلف منه صفة ما سواه وهذه قاعدة في الباب اي ان نهج اهل السنة رحمهم الله في هذا الباب يدور مع الكتاب والسنة مثل ما قال الامام الاوزاعي ندور مع الكتاب والسنة حيث دار اي نفيا واثباتا كما ثبت في الكتاب والسنة اثبتنا وما نفي فيهما نفيناه قال لا هذا ولا هذا ثم فسر المراد لا نجحد ما وصف ولا نتكلف معرفة ما لم يصل لا نجحد ما وصف. الشيء الذي اثبته الله لنفسه وصف به نفسه او وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام لا لا نجحده بل نثبته لله كما اثبته لنفسه وكما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نتكلف معرفة ما لم يصل. لان تكلف معرفة ما لم يصفو من العبد لما ليس له به علم وقول على الله بلا علم والله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ويقول اه جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون نعم قال رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله ان العصمة في الدين ان ان تنتهي في الدين حيث انتهي بك ولا تجاوز ما لك فان من قوام الدين معرفة المعروف وانكار المنكر فما بسطت عليه المعرفة فما بسطت عليه المعرفة وسكنت اليه الافئدة وذكر اصله في الكتاب والسنة. وتوارث علمه الامة. فلا تخافن في ذكره وصفته من ربك ما وصفه من نفسه عيبا ولا تكلفن لما وصف لما وصف لك من ذلك قدرا وما انكرته نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك. ولا في الحديث عن نبيك من ذكر ربك. فلا تتكلفن علمه بعقلك. ولا تصفه بلسانك واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه. فان تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه كانكارك ما وصف منها فكما اعظمت ما جحد الجاحدون مما وصف من نفسه فكذلك اعظم تكلف ما وصف الواصفون مما لم يصف منها نعم هو في هذا الكلام يكرر المعنى اه السابق من باب التأكيد والتنويع في العبارة في تقرير الحق رد الباطل فيبين هنا رحمه الله تعالى ان العصمة في الدين اي سلامة المرء في دينه من الضلال والباطل والانحراف ان تنتهي في الدين حيث انتهي بك حيث انتهي بك ومعنى ذلك ان تقف آآ على ما جاء في الكتاب والسنة ولا تتجاوز وآآ باب الاسماء والصفات باب توقيفي لا يجوز للانسان ان يتجاوز فيه ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه. ولهذا قال الامام احمد كما اشرت سابقا نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث ان تنتهي حيث انتهي بك ولا تجاوز ما حد لك قوله ولا تجاوز ما حد لك هذا نظير قول الامام احمد لا نتجاوز القرآن والحديث فان من قوام الدين من قوام الدين اي استقامة الدين وسلامته وقيامه معرفة المعروف وانكار المنكر فان من قوام الدين معرفة المعروف وانكار المنكر ثم بين ذلك قال فما بسطت عليه المعرفة وسكنت اليه الافئدة وذكر اصله في الكتاب والسنة وتوارث علمه الامة فلا تخافن في ذكره لا تخافن في ذكره وصفته من ربك ما وصف من نفسه عيبا لا لا لا تخاف عيبا من ذلك هذا حق وهذا ثابت وهو ثابت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فاي عيب واي لائمة في اثبات ما اثبته الله سبحانه وتعالى او اثبته رسوله عليه الصلاة والسلام ولا تكلفن لما وصف لك من ذلك قدرا اي اكتفى باثبات ما ثبت ولا تخوض في تكييف هذا الذي ثبت لا لا تكلفن لما وصف لك من ذلك قدرا. هي لا تبحث عن كيفية ما وصف لك مثل ما مر معنا امروها كما جاءت بلا كيف الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول قال وما انكرته نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك ولا في الحديث عن نبيك صلى الله عليه وسلم من ذكر ربك اي بصفاته فلا تتكلفن علمه بعقلك اي ما لم يرد في كتاب الله وسنة نبيه لا تدخل عقلك في طلب صفات لله لم يأتي لها ذكر لا في كتابه ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا تصفه بلسانك اي بوص لم يرد في الكتاب والسنة ومعنى قوله ولا تصفه بلسانك اي متكلفا ان شاء ذلك واختراعه من قبل نفسك ولا تصفه بلسانك واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه اي كما سكت الرب عن بيانه آآ الخلق وسكت عن اشياء كما جاء في الحديث فان تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه كانكار كما وصف منها فان تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه كانكارك ما وصف منها انكار الثابت مثله اثبات ما لم يرد كل ذلك قول على الله بلا علم انكار الثابت او اثبات ما لم يرد هذا كله قول على الله بلا علم. والقاعدة في الصفات القاعدة في في في الصفات آآ اثباتها اثبات بلا تكييف وتنزيه بلا تعطيل والخطأ في الصفات راجع الى هذين الامرين. اما نفي الثابت او اثبات ما لم ما لم يرد او اثبات ما لم يرد او كذلك اثبات ما نفي في الكتاب والسنة فكما اعظمت ما جحد الجاحدون مما وصف من نفسه اي اعتبرت ذلك عظيما وخطيرا فكذلك اعظم تكلف ما وصف الواصفون مما لا مما لم يصف منها فهذا باطل هذا معطى وهو هنا يرد على طائفتين انحرفتا في هذا الباب طائفة المعطلة وطائفة المشبهة المعطلة الذين جحدوا الثابت والمشبهة الذين تكلفوا اثبات ما لم يثبت. نعم قال رحمه الله تعالى فقد والله عز المسلمون الذين يعرفون المعروف وبمعرفتهم يعرف وينكرون المنكر وبانكارهم ينكر يسمعون ما وصف الله به نفسه من هذا في كتابه وما يبلغهم مثلهم من نبيه فما مرض من ذكر هذا وتسميته قلب مسلم ولا تكلف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن وما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه سماه من صفة ربه فهو بمنزلة ما سمى وما وصف الرب من نفسه نعم قال فقد والله عز المسلمون ومعنى عز المسلمون اي قل والله عز المسلمون الذين يعرفون المعروف وبمعرفته يعرف وينكرون المنكر وبانكارهم ينكر يحلف هذا الحلف ان ان المسلمين عزوا اي قلوا وهو في القرن الثاني رحمه الله تعالى قال والله عز المسلمون الذين يعرفون المعروف وبمعرفتهم يعرف وينكرون المنكر وبانكارهم ينكر يقول قل هذا نوع من اه الناس يسمعون ما وصف الله به نفسه من هذا في كتابه وما يبلغهم مثله عن نبيه فما مرض من ذكر هذا وتسميته فما مرض من ذكر هذا وتسميته قلب مسلم اي ان هذا الاثبات لصفات الله سبحانه وتعالى ليس مرضا للقلوب وليس افة تتضرر به القلوب بل هو من اعظم النعم والمنن ان يوفق العبد لاثبات صفات الله سبحانه وتعالى الثابتة في الكتاب والسنة. فاثباتها لا لا يضر القلوب بل يزيدها ايمانا وخيرا وصلة بالله سبحانه وتعالى ومن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادة اطلق ولا تكلف صفة ولا ولا تكلف صفة قدرة ولا صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن ولا تكلف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن اي ان تكلف العبارة هكذا عندك؟ اي نعم. ولا تكلف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن اي ان تكلف قدر الصفة اي كيفية الصفة وتكلف تسمية اسماء لله وصفات لله لم تثبت في الكتاب هذه لا يتكلفها مؤمن لان المؤمن وقاف يثبت ما ثبت وينفي ما نفي ولا يتجاوز القرآن والحديث وما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه سماه من صفة ربه فهو بمنزلة ما سمى وما وصف الرب من نفسه وهذا ايضا اصل في هذا الباب ان الصفات الثابتة في السنة القول فيها كالقول في الصفات الثابتة في القرآن. لماذا؟ لان اه اه السنة وحي الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى نعم قال رحمه الله تعالى والراسخون في العلم الواقفون حيث انتهى علمهم الواصفون لربهم بما وصف من نفسه التاركون لما ترك من ذكرها لا ينكرون صفة ما سمى منها جحدا ولا يتكلفون وصفه بما لم يسم تعمقا ان الحق ترك ما ترك وتسمية ما سمى تركه ما ترك لان الحق ترك ما ترك وتسمية ما سمى ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وهب الله لنا ولكم حكما والحقنا بالصالحين. انتهى كلامه وهذا كله كلام ابن الماجي شون الامام فتدبره وانظر كيف اثبت الصفات ونفى علم الكيفية موافقة لغيره من الائمة وكيف انكر على من نفى الصفات بانه يلزم من اثباتها كذا وكذا كما تقوله الجهمية انه يلزم ان يكون جسما او عرضا فيكون محدثا نعم قال رحمه الله تعالى في خاتمة كلامه والراسخون في العلم اي الذين من الله عليهم برسوخ اقدامهم في العلم وتمكنهم فيه الواقفون حيث انتهى علمهم حيث انتهى علمهم اي ما حصلوه من علم الشريعة من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم يقفون عند او حيث انتهى علمهم الواصفون لربهم بما وصف من نفسه التاركون لما ترك من ذكرها وهذي طريقة اهل الرسوخ في العلم يقفون حيث انتهى العلم الذي تلقوه من الكتاب والسنة لا يتجاوزون القرآن والحديث فيصفون ما وصف الرب من نفسه ويتركون لما ترك من ذكرها فيثبتون ما ثبت ولا يخوضون في طلب علم ما لم يثبت لا ينكرون صفة ما سمى منها جحدا ولا يتكلفون وصف وصفه بما لم يسمي تعمقا. هذا باطل وهذا باطل جحد ما ثبت باطل والتعمق في اثبات ما لم يرد ايضا باطل لان الحق هذي قاعدة عظيمة ثمينة جدا الحظ ترك ما ترك وتسمية ما سمى الحق ترك ما ترك وتسمية ما سمى هذه قاعدة عظيمة جدا في هذا الباب مثل قول الاوزاعي رحمه الله ندور مع السنة حيث دار اي نفيا واثباتا. فما ثبت بالكتاب والسنة اثبتناه وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه لا نتجاوز كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو السبيل اهل الرسوخ اهل العلم اهل البصيرة بدين الله ولهذا ختم بقوله ومن يتبع غير سبيل المؤمنين اي غير طريقتهم في الاعتقاد والعبادة هذا المراد بالسبيل اي طريقة المؤمنين في عقيدتهم وفي عبادتهم وهي هذه التي كان عليها الصحابة ومن اتبعهم باحسان فمن يتبع غير هذا السبيل قال نوله ما تولى نوله ما تولى اي نتركه وما اختار لنفسه نتركه وما تختارا لنفسه خذلانا من الله سبحانه وتعالى له نولي ما تولى ونصله جهنم اي نعاقبه يوم يوم القيامة بدخول جهنم وساءت مصيرا ثم ختم بهذه الدعوة وهب الله لنا ولكم حكما والحقنا بالصالحين. جزاه الله خيرا على هذه الدعوة العظيمة. قال وهب لنا ولكم حكما وهذه مكتبسة من دعوة الخليل عليه السلام رب هب لي حكما والحقني بالصالحين ومعنى حكما اي علما كثيرا اب لي حكما اي هب لي علما كثيرا اعرف به الحلال والحرام اعرف به حدود الله سبحانه وتعالى واحكم به واقضي به واعمل به هذا ما نقوله ربي هب لي حكما والحقني بالصالحين اي من عبادك واصفيائك من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا انتهى بهذا كلامه رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام في استخلاص آآ الفائدة من هذا الكلام والحث على حسن الاستفادة منه قال وهذا كله كلام ابن الماجسون الامام فتدبره اي تأمل في هذا الكلام واحسن الاستفادة منه وانظر كيف اطبق الصفات ونفى علم الكيفية واثباته للصفات في هذا الكلام الذي مر معنا ونفيه لعلم الكيفية جاء بتنويع في العبارة وتنويع في اساليب الكلام تقريرا للحظ وايظاحا له وتبيانا له وردا للباطن وانكارا على مقالة اه مقالة الجهمية الاثمة الباطلة ومر معنا آآ انه رحمه الله تعالى كتب ذلك بناء على سؤال قدم له عما تتايعت عليه آآ الجهمية ومن سار سيرهم من اهل اه الباطل فكتب هذا الكلام وبسط رحمه الله تعالى هذا القول في اثبات الصفات ونفي علم الكيفية موافقة لغيره من الائمة اي ائمة السلف رحمهم الله اجمعين يقول وكيف اي وانظر كيف انكر على من نفى الصفات بانه يلزم من اثباتها كذا وكذا كما تقول الجامية انكر عليهم ذلك اي في هذه القاعدة لانه مر معنا عند كلام ابن الماجسون رحمه الله تعالى على الجهمية قوله آآ فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بان قال لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا فينبه شيخ الاسلام على ذلك وان هذا هو الاصل او او الطريقة في الاستدلال التي قام عليها مذهب الجهمية قال وكيف انظر كيف انكر على من نفى الصفات بانه يلزم من اثباتها كذا وكذا كما تقول الجهمية مثل ابن تيمية مثال على ذلك مثال يوضح كلام ابن الماجسون السابق انه يلزم ان يكون جسما او عرضا فيكون محدثا بناء على هذه الكلمة يلزم ان يكون جسما او عرظا فيكون محدثا بناء على هذه الكلمة هذا اللازم الذي ذكروه جحدوا جميع صفات الله الذاتية والفعلية الذاتية والفعلية يلزم ان يكون جسما جهدوا جميع الصفات الذاتية اليد والقدم والوجه والسمع والبصر وجميع الصفات او او ان يكون عرضا نفوا فيها او بناء تحتها جميع صفات الافعال الاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك من والرضا والغضب وغير ذلك من الصفات والضحك مر معنا قريبا كل ذلك منفي تحت هذا انه يلزم من يكون جسما او عرضا فيكون محدثا بهذا ينتهي ما يتعلق هذا الاثر المروي عن ابن الماجسون وهذا التعليق من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عليه ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ربنا هب لنا من لدنك حكما والحقنا بالصالحين اللهم اغفر لنا ولوالدينا شيخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا واوصانا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا