الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وفي كتاب الفقه الاكبر المشهور عند اصحاب ابي حنيفة الذي رووه بالاسم حكم ابن عبد الله قال سألت ابا حنيفة عن الفقه الاكبر فقال لا تكفرن احدا بذنب ولا تنفي احدا به من الايمان وتأمر روحي وتنهى عن المنكر وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولا تتبرأ من احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا توالي احدا دون احد وان ترد امر عثمان وعلي الى الله عز وجل قال ابو حنيفة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يواصل شيخ الاسلام رحمه الله تعالى النقل عن اهل العلم في تقرير المعتقد الذي عليه اهل السنة والجماعة لصفات الرب تبارك وتعالى وانهم يمرونها كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت ولا يخوضون فيها بتكييف او تمثيل ولا بتحريف او تعطيل وهذا نقل اورده رحمه الله تعالى عن الامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى في كتابه المشهور عند اصحاب ابي حنيفة كتاب الفقه الاكبر قال رواه بالاسناد رووه بالاسناد عن ابي مطيع الحكم بن عبدالله البلخي وشيخ الاسلام ابن تيمية يشير بهذه الشهرة الى صحة نسبة هذا الكتاب الى ابي حنيفة ومن اهل العلم من يشكك في نسبة الكتاب اليه لكن الكتاب اشتهر بين خاصة آآ الاحناف وتناقلوه وتداولوه ورووه عنا ابي حنيفة رحمه الله تعالى وكثرت ايضا الشروحات له فهذه الشهرة تفيد صحة نسبته اليه او على اقل تقدير انه من املاءاته وتقريراته وكتبها عنه بعض تلاميذه تكون اما ان يكون الفه رحمه الله او يكون تقريرات قالها في مجالسه وكتبها عنه فبعض تلاميذه قال سألت ابا حنيفة عن الفقه الاكبر سألت ابا حنيفة عن الفقه الاكبر وهذا فيه ان من المتقرر قديما ان الفقه فقهان اكبر واصغر وكل منهما داخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين الفقه الاكبر اولى من حيث المكانة والمنزلة لانه الاساس الذي يقوم عليه دين الله تبارك وتعالى وهو الاعتقاد والتوحيد واصول الدين فهذا هو المراد بالفقه الاكبر يراد بالفقه الاكبر ما يتعلق بالعقيدة والتوحيد واصول الدين التي عليها يقوم ويراد بالفقه الاصل الاحكام العملية تفاصيل العبادات فيقول سألته عن الفقه الاكبر فقال لا تكفرن احدا بذنب وفي كتاب الفقه الاكبر زيادة. قال لا تكفرن احدا من اهل القبلة بذنب وهذا القيد مهم ومع حذفه فانه هو المراد فان هو المراد لا تكفرن احدا بذنب اي احدا من اهل القبلة والمراد بذنب اي دون الشرك والكفر بالله لان ذنب الشرك ناقل من الملة ومخرج من الاسلام. اذا كان الذنب كفرا او شركا اكبر ناقل من الملة فان من اقترفه يكفر ويخرج من الملة فاذا اه قوله لا تكفرن احدا اي من اهل القبلة بهذا القيد وقوله بذنب اي دون الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى ولا تنفي احدا ولا ولا تنفي احدا به اي الذنب من الايمان ولا تنفي احدا به من آآ الايمان ونفي الايمان نفي الايمان قد يراد به اصل الايمان وقد يراد به كمال الايمان الواجب وجات الشريعة بنفي الايمان عن من اقترف الكبائر او ترك بعض الواجبات مثل لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ومثل لا ايمان لمن لا امانة له ومثل لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه الى غير ذلك من النصوص الواردة في السنة والتي فيها نفي الايمان ويكون النفي يراد به نفي كمال الايمان الواجب نفي كمال الايمان الواجب فهنا قول لا تنفي احدا به من الايمان يراد به اخراجه من الايمان اما نفي كمال الواجب في ضوء ما دلت عليه الادلة و النصوص فان مختلف الكبيرة اه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. او مؤمن ناقص آآ الايمان قال وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر اي كونك لا تكفر هؤلاء لا يعني انك تتركهم بل تقوم بالواجب الذي هو الدعوة والنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل على اصلاح الناس وهدايتهم وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذا فيه اصل من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر الامام بالقدر وان الامور كلها بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. فالامر كله بتدبير الرب سبحانه وتعالى وقضائه وقدره ولا تتبرأ من احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا توالي احدا دون احد اي منهم من الصحابة فحذر من التبري من الصحابة او احد من الصحابة والصحابة كلهم عدول الصحابة كلهم عدول وجميعهم يوالون ويحبون وتعرف لهم مكانتهم وقدرهم ومنزلتهم ولا يكون الولاء لبعضهم دون بعض مثل طريقة الرافضة يزعمون زعما انهم يوالون اهل البيت ويعادون من سواهم وضدهم الناصبة فالولاء يكون لجميع الصحابة والمحبة لجميع الصحابة ونفي الغل لجميع الصحابة. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فلا يتبرأ من احد منهم بل كلهم لهم في القلوب المحبة ومعرفة القدر والفضل والسابقة بالخير ولا ايظا يكون الولاء لبعظ دون بعظ بل جميعهم يوالون ويحبون رظي الله عنهم وارظاهم وان ترد امر عثمان وعلي الى الله عز وجل وان ترد امر عثمان وعلي الى الله عز وجل. ولعل المراد هنا والله تعالى اعلم في التفضيل ايهما افضل وهذا فيه التوقف في التوقف في في هذه المسألة مسألة التفضيل لكن كلمة اهل السنة استقرت على ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة افضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو حنيفة الفقه الاكبر في الدين خير خير من الفقه في العلم ولا ان يفقه الرجل كيف يعبد ربه خير من ان يجمع العلم الكثير قال ابو حنيفة الفقه الاكبر في الدين خير من الفقه في العلم اي فقه الاعتقاد والتوحيد واصول الدين التي عليها يبنى دين الله سبحانه وتعالى وعليها يقام خير من الفقه في العلم وهذا فيه التنبيه ومر مع النظير ذلك تنبيه على تعلم الايمان والبدء به تعلم الايمان والبدء به قبل الخوظ في تفاصيل آآ الاحكام وتفاصيل الشرائع لان الايمان هو الاساس الذي عليه يبنى دين الله تبارك وتعالى. فالفقه الاكبر الذي هو اصول الدين واسس الدين التي عليها يقوم دين الله تبارك وتعالى خير وخير هنا افعل تفضيل من الفقه في العلم اي في تفاصيل العلم وتفاصيل الاحكام وهذا فيه تأكيد ما سبق ان الفقه فقها اكبر واصغر والاكبر هو الاعتقاد والاصغر هو تفاصيل الاحكام الاكبر آآ خير من الاصغر اي اعلى مكانة واعظم درجة وكيف لا وهو الاساس الذي يبنى عليه دين الله تبارك وتعالى واعمال العباد مهما كثرت لا تنفعه الا اذا كانت قائمة على اساس صحيح من آآ اصول الايمان القواعد قواعد الدين التي عليها يقوم ولان يفقه الرجل كيف يعبد ربه خير من ان يجمع الكثير من العلم خير من ان يجمع العلم الكثير. نعم خير من ان يجمع العلم الكثير ان يعلم كيف يعبد ربه ويعرف الاساس الذي يبنى عليه دين الله وان عبادة الله بالتوحيد والاخلاص وحسن الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم يعرف كيف يعبد ربه ثم يباشر العبادة مخلصا لله سبحانه وتعالى محسنا تقرب اليه جل وعلا خير من ان يجمع العلم الكثير خير من ان يجمع العلم الكثير لان مقصود العلم العمل فاذا انشغل الانسان عن الاصول والاسس التي يقوم عليها دين الله واخذ يجمع آآ العلم الكثير فهذا لا شك انه مفرط في الاصل الذي يبنى عليه آآ دين الله ومفرط في العمل الذي هو ثمرة العلم نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو مطيع قلت اخبرني عن افضل الفقه. قال تعلم الرجل الايمان والشرائع والسنن والحدود واختلاف الائمة تعلم الرجل قال تعلم الرجل الايمان والشرائع والسنن والحدود واختلاف الائمة وذكر مساء وذكر مسائل الايمان ثم ذكر مسائل القدر والرد على القدرية والقدرية بكلام حسن ليس هذا موضعه ثم قال قلت فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك اناس فيخرج على الجماعة. هل ترى ذلك؟ قال لا. قلت ولما؟ وقد امر الله ورسوله بالامر بالمعروف والنهي عن نهي عن المنكر وهو فريضة واجبة. قال كذلك ولكن ما يفسدون اكثر مما يصلحون من سفك الدماء واستحلال الحرام قال وذكر الكلام في قتال الخوارج والبغاة الى ان قال قال ابو حنيفة عمن قال لا اعرف ربي في السماء ام في الارض؟ فقد كفر بان الله تعالى يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سماوات قلت فان قال انه على العرش استوى ولكنه يقول لا ادري العرش في السماء ام في الارض؟ قال هو كافر. لانه انكر ان يكون في السماء لانه تعالى في اعلى عليين وانه يدعى من اعلى لا من اسفل وفي لفظ سألت ابا حنيفة عمن يقول لا اعرف ربي في السماء ام في الارض قال قد كفر بان الله تعالى يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سماوات قال فانه يقول على العرش استوى ولكن لا يدري العرش في الارض او في السماء قال اذا انكر انه في السماء فقد كفر ففي هذا الكلام المشهور عن ابي حنيفة عند اصحابه انه كفر الواقف الذي يقول لا اعرف ربي في السماء ام في الارض. فكيف يكون الجاحد النافل الذي يقول ليس في السماء او ليس في الارض ولا في السماء. واحتج على كفره بقوله تعالى الرحمن على العرش سواء قال وعرشه فوق سبع سماوات وبين بهذا ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى يبين ان الله فوق السماوات فوق العرش وان الاستواء على العرش دل على ان الله نفسه فوق العرش ثم اردف ذلك بتكفير من قال انه على العرش استوى ولكن توقف في كون العرش في السماء ام في الارض قال لانه انكر انه في السماء لان الله في اعلى عليين وانه يدعى من اعلى لا من اسفل وهذا تصريح من ابي حنيفة بتكفير من انكر ان يكون الله في السماء واحتج على ذلك بان الله تعالى في اعلى عليين وانه يدعى من اعلى لا من اسفل وكل من هاتين الحجتين فطرية عقلية فان القلوب مفطورة على الاقرار بان الله في العلو. وعلى انه يدعى من اعلى لا من وقد جاء اللفظ الاخر صريحا عنه بذلك فقال اذا انكر انه في السماء فقد كفر وروى هذا اللفظ عنه بالاسناد شيخ الاسلام ابو اسماعيل الانصاري الهروي باسناده في كتابه في كتاب الفاروق. نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو مطيع كنت اي لابي حنيفة اخبرني عن افضل الفقه قال تعلم الرجل الايمان والشرائع والسنن والحدود واختلاف الائمة وذكر مسائل الايمان ثم ذكر مسائل القدر والرد على القدرية بكلام حسن ليس هذا موضعه هذا يفيدنا ما اشرت اليه سابقا ان هذا الكتاب في الغالب املاءات املاءات كتبت عن ابي حنيفة لانه الفه وانما هو املاءات كتبت عنه مثل سؤالات تطرح عليه ويقيد اجوبته عليها تلاميذه ثم جمعت في هذا الكتاب الذي سمي بالفقه الاكبر قال ثم قلت له فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك اناس فيخرج على الجماعة هل ترى ذلك؟ قال لا اي هذه الطريقة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست طريقة شرعية وهي مخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى ان يرتات الامر بالمعروف والناهي عن المنكر على ولي الامر ويخرج على جماعة المسلمين هذا ليس من شرع الله سبحانه وتعالى بل هذا مزج للحق بالباطل والهدى بالضلال فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلوب في ضوء ضوابط الشريعة وقيودها المعلومة اما ان يجعل الامر معروف والنهي عن المنكر غرضا للخروج على ولي الامر والافتيات عليه وشق العصا فهذا باطل هذا باطل وليس من دين الله تبارك وتعالى ولهذا قال لما سأله الرجل يعمل بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك اناس انظر الى قوله التبعة على ذلك اناسا يكون له حاشية واتباع واعداد يتبع على ذلك اناس فلما يكثر الاتباع يستغل هذه الكثرة فيخرج على الجماعة هل ترى ذلك قال لا. قلت ولما قلت ولم يعني مثل كانه يقول اليس معروف والنهي عن المنكر ام امر مطلوب شرعا لم قال وقد ان قال لي لما وقد امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم امر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فريضة الاسلام وفريضة واجبة يعني لما لما تنهى عن ذلك قال كذلك يعني هو فريضة امر الله به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ما يفسدون اكثر مما يصلحون من سفك الدماء واستحلال الحرام اي ما ما يحصل على هذه على يد هؤلاء في طريقتهم هذه عندما يخرجون على ولي الامر ويخرجون على جماعة المسلمين ما يحصل على يديهم من الفساد اعظم من الخير الذي هم يعملون على فمثلا اذا وجد بعض المنكرات من زنا او سرقة او شرب خمر او غير ذلك من المنكرات ثم وجد جماعة غضبوا غضبة دينية على هذه المنكرات ارادوا اه معالجة الوضع في المجتمع وفي البلد فرأوا ان انكار المنكر يكون بالطريقة التي اشار اليها يخرجون على ولي الامر ويقومون هم بمباشرة الانكار بالايدي ومثلا بالسلاح ونحو ذلك بغرض المعالجة لمعالجة الامر ما يحصل على يدي هؤلاء مما يفعلون هذه الطريقة من الفساد والشر واراقة الدماء وانتشار الفوضى واختلال الامن وغير ذلك من المفاسد اعظم من الاصلاح الذي هم بزعمهم يريدون الوصول اليه ومن قواعد الشريعة ان درء المفاسد مقدم درء المفاسد مقدم على جلب المصانع وهذه مفسدة بينة وهذا خلل بين في اخلال بالامن فيه اظرار بالمجتمع فيه شيوع الفوضى في ايضا تسلط المجرمين عدم استقرار الناس وامنهم في عباداتهم وطلبهم للعلم ومصالحهم المتنوعة فيحصل مفاسد لا لا حد لها ولا ما حصل ولهذا قال كذلك يعني الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مأمور به شرعا لكن ما يفسدون اكثر مما يصلحون من سفك الدماء احلام الحرام قال وذكر الكلام في قتال الخوارج والبغاة في قتال الخوارج والبغاة الى ان قال قال ابو حنيفة عمن لا اعرف ربي في السماء ام في الارض فقد كفر لان الله تعالى يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سماوات وهذا هو موضع الشاهد من سياق هذا الاثر عن ابي حنيفة رحمه الله تعالى في هذا الموضع ففيه اثبات الصفات وفيه اثبات علو الله واستوائه على العرش استواء على يليق بجلاله وان عرش الرحمن هو سقف المخلوقات واعلاها وان الله سبحانه وتعالى مستو عليه استواء يليق بجلاله وكماله وان العرش فوق السماوات فهذا كله تقرير لهذا اه المعتقد قال قلت له من قال لا اعرف ربي في السماء ام في الارض ماذا تقول فيه؟ قال كفر لان البراهين والدلائل على كون الله سبحانه وتعالى في السماء وانه علي على خلقه وانه فوق آآ فوق مخلوقاته والقاهر فوق عباده الدلال على ذلك كثيرة مثل ما قال ابن القيم وهو يتحدث عن ادلة العلو يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفاني يعني يقصد ان الادلة على علو الله بالالاف ودل على علو الله الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل. سيأتي تقرير الدليل دليل الفطرة ودليل العقل على علو الله سبحانه وتعالى فهذه كلها اجتمعت فمن جاحد ذلك فقد كفر. ومن قال لا اعرف ربي في السماء ام في الارض فقد كفر لماذا؟ لان هذا شك في اصل متقرر بكتاب الله وسنة نبيه اجمع عليه اهل العلم ودلت عليه الفطرة ودل عليه العقل والشك كفر قال لان الله يقول الرحمن على العرش استوى وعرش فوق السماء سبع سماوات لان الله يقول الرحمن عرشه استوى. اي كيف يشك والله يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سماوات قلت فان قال انه على العرش استوى ان قال انه على العرش استوى ولكنه يقول لا ادري العرش في السماء ام في الارض لا ادري عن عرش السماء في الارض قال هو كافر لانه انكر ان يكون في السماء والله جل وعلا يقول اامنتم من في السماء في حديث الجارية اين قال اين الله؟ قالت في السماء قال اعتقها فانها مؤمنة. والنصوص في هذا المعنى كثيرة قال فانه يكفر لان آآ قال هو كافل لانه انكر ان يكون في السماء لانه تعالى في اعلى عليين وانه يدعى من اعلى لا من اسفل وانه يدعى من اعلى لا من اسفل اي التوجه اليه بالدعاء توجه اليه بالدعاء توجه الى العلو ايمانا من الداعي بعلو ربه. ولهذا اذا اراد ان يدعو رفع يديه رفع يديه ورفع اليدين في الدعاء هذا فيه ايمان بعلو الله وقلبه ايضا وهو يدعو متجه الى العلو ايمانا بعلو ربه سبحانه وتعالى لكن من يقول تعالى الله عما يقول اه لان من لا يؤمن بعلو الله ليس امامه الا احدى عقيدتين لا ثالث لهما من لا يؤمن بعلو الله اما ان يقول ان الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون او يقول ان الله لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه الذي هو العدم والعياذ بالله وليس امامه الا احدى هاتين العقيدتين وعلى ضوء هاتين العقيدتين ما معنى رفع اليدين بالدعاء؟ اذا كان في كل مكان مثلا ما معنى رفع اليدين اذا كان عقيدته ان الله في كل مكان ما معنى رفع يدين؟ يديه الى العلوم واذا كان عقيدته الاخرى لا فوق ولا تحت الى اخره ايضا ما معنى رفع اليدين؟ وهو من يدعوه وصفه عنده وصف العدم فقال رحمه الله لانه يدعى من اعلى لا من اسفل وفي لفظ سألت ابا حنيفة عن من يقول لا اعرف ربي في السماء ام في الارض قال قد كفر لان الله تعالى يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سماوات قال فانه يقول على العرش استوى ولكن لا يدري العرش في الارض او في السماء قال اذا انكر انه في السماء فقد كفر اذا انكر انه في السماء فقد كفر وجاء ايضا في لفظ اخر ان ابا حنيفة قال لان الله يدعى من اعلى لا من اسفل لان السفل يتنافى مع الربوبية والالوهية يتنافى مع الربوبية والالوهية ويكون هذا النقل جمع فيه رحمه الله تعالى اقسام التوحيد الثلاثة جمع فيه اقسام التوحيد الثلاثة الاسماء والصفات باثبات العلو والربوبية بقوله يتنافى مع الربوبية والولية بقوله يتنافى مع الالوهية لما نقل شيخ الاسلام رحمه الله هذا النقل عن ابي حنيفة شرع في توضيح وبيان ما يستفاد من هذا النقل قال ففي هذا الكلام المشهورة عن ابي حنيفة عند اصحابه انه كفر الواقف الواقف من هو هو الذي مر كلامه قبل قليل يقول لا ادري يقول لا ادري او لا اعرف ربي في السماء ام في الارض كفر الواقف الذي يقول لا اعرف ربي في السماء ام في الارض فكيف يكون الجاحد النافي كيف يكون الجاحد النافي؟ يعني الذي يجزم بنفي اه علو له سبحانه وتعالى. اذا كان المتوقف اللي يقول لا ادري في السماء في الارض يكفره رحمه الله فكيف يكون الجاحد النافي الذي يقول ليس في السماء او ليس في الارض او ليس في في السماء فكيف يكون الجاحد الذي يقول ليس في السماء او ليس في الارض ولا في السماء واحتج على واحتج على كفره واحتج على كفره بقوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال وعرشه فوق سبع سماوات العبارة المتقدمة كذا في جميع النسخ فكيف يكون الجاحد النافل الذي يقول ليس في السماء او ليس في الارض ولا في السماء كذا واحتج على كفره بقوله تعالى الرحمن على العرش استوى. قال وعرشه فوق سبع سماوات وبين بهذا ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى يبين ان الله فوق السماوات فوق العرش وان الاستواء على العرش دل على ان الله نفسه فوق العرش ثم اردف ذلك بتكفير من قال انه على العرش استوى ولكن توقف في كون العرش في السماء ام في الارض قال لانه انكر انه في السماء لان الله في اعلى عليين وانه يدعى من اعلى لا من اسهل وهذا تصريح من ابي حنيفة بتكفير من انكر ان يكون الله في السماء واحتج على ذلك بان الله تعالى في اعلى عليين وانه ويدعى من اعلى لا من اسفل قال وكل من هاتين الحجتين فطرية عقلية الحجتين الاولى انه في اعلى عليين والثانية انه يدعى من اعلى لا من اسفل فهاتان الحجتان اه كل منهما فطرية عقلية كل منهما فطرية عقلية معنى فطرية اي دلت عليها الفطرة وهدي اليها الناس بفطرتهم وعقلية اي دل عليها العقل وذلك ان علو الله سبحانه كما انه قد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع ايضا دل عليه العقل ودلت عليه الفطرة والمراد هنا العلو اما الاستواء اما الاستواء فهو من الصفات الخبرية التي انما تعلم بالخبر اما العلو علو الله سبحانه وتعالى فهو صفة عقلية اي دل عليها العقل ودلت عليه الفطرة اظافة الى دلالة الكتاب والسنة والاجماع عليها بين رحمه الله ذلك بقوله فان القلوب مفطورة على الاقرار بان الله في العلو وعلى ان الله يدعى من اعلى لا من اسفل وهذا تقرير للحجتين القلوب مفطورة الاقرار بان الله في العلو. فهذه حجة عقلية العقل اه حجة فطرية اي دلت الفطرة على ذلك وحجة ايضا عقلية قالوا على اه وعلى ان الله يدعى من اعلى لا من اسهل فكونه يدعم معه على الام من اسفل كونه في اعلى عليين كل من هاتين اه الحجتين عقلية في فطرية قال وقد جاء اللفظ الاخر صريح اه صريحا عنه بذلك فقال اذا انكر انه في السماء فقد كفر. اذا انكر انه في السماء فقد كفر قال وروى هذا اللفظ عنه بالاسناد شيخ الاسلام ابو اسماعيل الانصاري الهروي باسناده في كتابه الفاروق ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. انبه ان على العادة الجمعة والسبت الفجر يتوقف الدرس والعود ان شاء الله الاحد باذن الله عز وجل جزاكم الله خيرا