الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول وشيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى ثم قال في باب الايمان بالنزول قال ومن قول اهل السنة ان الله ينزل الى السماء الدنيا ويؤمنون بذلك من غير ان يحدوا فيه حدا. وذكر الحديث من مالك وغيره الى ان قال واخبرنا وهب عن ابن وظاح عن زهير ابن عباد قال من ادركت من المشايخ ما لك وسفيان وفضيلة بن عياض وعيسى وابن المبارك ووكيع كانوا يقولون النزول حق قال ابن وظاح سألت يوسف بن عدي عن النزول قال نعم اؤمن به ولا احد فيه حدا. وسألت عنه ابن معين فقال اقر به ولا احد ولا احد فيه حدا. قال محمد وهذا الحديث يبين ان الله عز وجل على عرشه في سماء دون الارض وهو ايضا بين في كتاب الله وفيما غير حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعالى اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمول ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. وقال تعالى اليه يصعد الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقال تعالى وهو القاهر فوق عباده. وقال تعالى يا عيسى اني متوفيك رافعك الي وقال تعالى بل رفعه الله اليه وذكر من طريق ما لك قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال فاعتقها فانها مؤمنة. قال والاحاديث مثل هذه كثيرة جدا. فسبحان من علمه بما في السماء كعلمه بما في في الارض لا اله الا هو العلي العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال الكلام موصولا بنقل قول الامام محمد بن ابي الزمنين رحمه الله تعالى من كتابه اصول السنة قال آآ في باب الايمان بالنزول. ومن قول اهل السنة ان الله ينزل الى السماء الدنيا ويؤمنون بذلك من غير ان يحدوا فيه حدا. وذكر الحديث من طريق ما لك وغيره. ذكر الحديث اي النزول هو حديث متواتر. رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من ثلاثين صحابيا ذكرهم وذكر احاديثهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق وقد نص غير واحد من اهل العلم على تواتر هذا الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث حديث النزول ينزل ربنا الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر كل ليلة فيقول من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ من يدعوني فاستجيب له وهذا النزول الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام هو نزول اظافه الى الله. قال ينزل ربنا فلا يحل لاحد يؤمن بان النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان يجعل هذا النزول نزولا لغير الله كالملك او الرحمة او غير ذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام هو اعلم خلق الله بالله اخبر بان الذي ينزل هو الله وانه سبحانه وتعالى يقول في نزوله من يسألني من يدعوني من يستغفرني وهذا لا يقوله الا الله سبحانه وتعالى فالنزول حق النزول حق لا ريب فيه لثبوته في الحديث الصحيح المتواتر عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يثبت النزول دون تعطيل ودون تمثيل لا يجوز نفي هذه الصفة وجحدها ولا يجوز ايضا تمثيل هذا النزول بنزول المخلوقين. فمن نفى هذه الصفة فقد ابطل. ومن قال نزول الله كنزولنا فقد ضبطا والحق باثبات النزول على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى دون تعطيل او تمثيل ودون تحريف او تكييف وقد مرت معنا قاعدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب امروا امروها كما جاءت بلا كيف وقول المصنف قول ابن ابي زمرين رحمه الله ويؤمنون بذلك من غير ان يحدوا فيه حدا من غير ان يحدوا فيه حدا فهذا فيه نفي التكييف لان النبي عليه الصلاة والسلام اخبرنا ان الله ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل فنثبت النزول ونكف عما لم يخبرنا به صلوات الله وسلامه عليه وهذا معنى قوله لم من غير ان يحدوا فيه حدا من غير ان يحدوا فيه حدا اي لا يقحم عقله القاصر ليحدد كيفية لذلك النزول فالنزول حق وكيفيته مجهولة النزول حق وكيفية النزول مجهولة واخبرنا في النصوص بان الله ينزل فنؤمن بانه ينزل. ولم نخبر كيف ينزل فنكف عما لم نخبر به ومن لم يكف عن ذلك فهو قافل لما ليس له به علم والله تعالى يقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا قال الى ان قال واخبرنا وهب عن ابن وضاح عن زهير ابن عباد قال من ادركت من المشايخ مالك وسفيان وفضيل ابن عياض وعيسى وهو ابن يونس السبيعي وابن مبارك ووقيع ابن الجراح كانوا يقولون النزول حق كانوا يقولون النزول حق حق لثبوته في الحديث المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق اي نزول حقيقي يليق بجلال الرب وكماله وعظمته سبحانه وتعالى فهذا فيه ان ائمة السلف مضت كلمتهم على اثبات النزول نظير اثباتهم لجميع صفات الله الثابتة في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال ابن وضاح سألت يوسف ابن عدي عن النزول؟ قال نعم اؤمن به ولا احد فيه حدا. وسألت عنه ابن معين فقال اقر به ولا ولا احد فيه حدا معنى قوله اؤمن به ولا احد فيه حدا واقر به ولا احد فيه حدا نظير قولهم امروها كما جاءت بلا كيف تقر به اي يثبته اؤمن به كما ورد اثبته كما جاء ولا اكيف لا اخوض في تحديد كيفية هذا النزول فكيفيته اه مجهولة لم تبين في النصوص اذا قال القائل ينزل ربنا الى السماء الدنيا فقل نعم ينزل كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام فان قال كيف ينزل قل لا ادري اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل وما لم نخبر به لا نخوض فيه بل نكف عنه كما كف عنه السلف رحمهم الله تعالى والسلف رحمهم الله يعدون السؤال عن كيفية الصفات بدعة محدثة كما قال الامام مالك رحمه الله والسؤال عنه بدعة فلا يجوز لاحد ان ان يبحث او يخوض في كيفية صفات الباري سبحانه وتعالى قال محمد اي ابن ابي زمنين رحمه الله وهذا الحديث اي حديث النزول يبين ان الله عز وجل على عرشه في السماء دون الارض منبها بذلك رحمه الله تعالى الى ان حديث النزول يعد نوعا من انواع الادلة على العلوم يعد نوعا من انواع الادلة على العلو لان العلو علو الله سبحانه وتعالى قد دلت عليه انواع من الادلة من هذه الادلة اخبار النبي عليه الصلاة والسلام ان الله سبحانه وتعالى ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة والنزول زول المعقول لدى جميع الامم ولدى جميع الناس انما يكون من علو انما يكون من علو فاخبار النبي عليه الصلاة والسلام ان الله ينزل هذا احد الادلة على علو الله سبحانه وتعالى والادلة على العلو انواع والامام ابن القيم رحمه الله تعالى في اخر كتابه اعلام الموقعين جمع انواع الادلة انواع الادلة على علو الله وما ذكره اه ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين نقله بتمامة ابن ابي العز رحمه الله تعالى في شرحه للعقيدة الطحاوية فا العلو دل عليه اه انواع من الادلة وابن ابي زمرين رحمه الله لما اشار الى ان النزول احد انواع الادلة على علو الله تبارك وتعالى بهذه المناسبة اخذ يسوق بعض الانواع بعض انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى قال وهو ايضا بين في كتاب الله وفيما غير حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله هو بين في كتاب الله وفي ما غير حديث عن رسول الله اي العلو علو الله على عرشه وفوقيته على خلقه سبحانه وتعالى يقول هذا بين والادلة عليه كثيرة ومتنوعة ومن انواع الادلة على علو الله قال قال الله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه هذا نوع من انواع الادلة يعرج اليه اي الى الله والعروج يكون الى اعلى فاذا من انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى اخبار الله جل وعلا في القرآن بعروج بعض المخلوقات اليه العروج لا يكون الا الا اعلم النوع الاول حتى نمشي مع ترتيب الكتاب النوع الاول اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بان الله ينزل والنزول لا يكون الا الى اعلى هذا نوع من انواع الادلة النوع الثاني من انواع الادلة اه اخبار الله سبحانه وتعالى بعروج بعظ المخلوقات اليه ثم يعرج اليه النوع الثالث من انواع الادلة قوله اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء. ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وهذا نوع ثالث انواع الادلة آآ اخبار الله سبحانه وتعالى عن نفسه بانه في السماء والمراد بالسماء اي العلو واذا اريد بالسماء المبنية فان في بمعنى على اي على السماء النوع الرابع من انواع الادلة قوله اليه يصعد الكلمة الطيب والعمل الصالح يرفعه والعمل الصالح يرفعه والصعود انما يكون الى اعلى النوع الخامس من انواع الادلة في قوله وهو القاهر فوق عباده اخباره جل وعلا بفوقيته على خلقه والسادس قوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وقوله بل رفعه الله الي والرفع انما يكون الى اعلى اليه اي الى الله سبحانه وتعالى ثم ذكر حديث الجارية اين الله قول النبي صلى الله عليه وسلم لها اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله؟ قال فاعتقها انها مؤمنة هذا امتحان لمعرفة الايمان ايمان تلك الجارية من اجل ان تعتق فوجه لها في هذا الامتحان سؤالان اين الله؟ من انا ومعنى ذلك ان هذين السؤالين ممحصين في معرفة الايمان ممحصين في معرفة الايمان قال اين الله؟ من انا سؤال عن المرسل جل في علاه وسؤال عن المرسل صلوات الله وسلامه عليه وهذا ايضا السؤال يدل على اهمية هذه المسألة في باب الاعتقاد اين الله؟ لان هذا امتحان من اجل ان تعتق امتحان لمعرفة ايمانها واقتصر في هذا الامتحان على هذين السؤالين. اين الله ومن انا قالت في جواب سؤاله عليه الصلاة والسلام اين الله؟ قالت في السماء وفي جواب سؤاله من انا؟ قالت انت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثر ذلك؟ قال اعتقها فانها مؤمنة اي انها آآ اجابت جوابا مسددا على هذين السؤالين الشاهد من الحديث آآ قولها في السماء والمراد في في السماء ان كانت فيه على بابها فالمراد بالسماء العلو وان كان المراد بالسماء المبنية ففي بمعنى علا ويأتي في اللغة استعمال فيه بمعنى على كثيرا قال والاحاديث مثل هذا كثيرة جدا الاحاديث مثل هذا اي التي فيها اثبات ان الله في السماء مثل قوله عليه الصلاة والسلام ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء الا تأمنونني وانا امين من في السماء الاحاديث في هذا المعنى كثيرة قال فسبحان من علمه بما في السماء كعلمه بما في الارض لا اله الا هو العلي العظيم وهذا تنبيه من المصنف والله تعالى الى ان معرفة الصفات يفيد العبد التعظيم لله سبحانه وتعالى والتنزيه له عما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى كما انه يفيد توحيده في العبادة واخلاص الدين له جل في علاه تمام قال رحمه الله تعالى وقال قبل ذلك باب في الايمان بصفات الله تعالى واسمائه. قال واعلم بان اهل العلم بالله وبما جاءت به انبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علما. والعجز عما لم يدعو اليه ايمانا. وانهم انما ينتهون من وصفه بصفاته واسمائه الى حيث انتهى في كتابه وعلى لسان نبيه وقد قال الله تعالى وهو اصدق القائلين كل شيء هالك الا وجهه. وقال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم وقال ويحذركم الله نفسه وقال فاذا سويته ونفخت فيه من روحي وقال فان باعيننا وقال ولتصنع على عيني وقال وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان. وقال تعالى والارض جميعا قبضته يوم القيامة. وقال انني معكما اسمع وارى وقال وكلم الله موسى تكليما. وقال تعالى الله نور السماوات والارض. وقال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. وقال تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن. ومثل هذا في القرآن كثير فهو تبارك وتعالى نور السماوات والارض كما اخبر عن نفسه وله وجه ونفس وغير ذلك مما وصف وبه نفسه ويسمع ويرى ويتكلم الاول ولا شيء قبله والاخر الباقي الى غير نهاية ولا شيء بعده والظاهر العالي فوق كل شيء والباطن بطن علمه بخلقه. فقال هو بكل شيء عليم. حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وذكر احاديث الصفات ثم قال فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها نبيه وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لم تره العيون فتحده كيف هو. ولكن رأته القلوب في حقائق الايمان انتهى كلامه؟ نعم قال رحمه الله تعالى وقد وقال قبل ذلك اي ابن ابي زمرين باب في الايمان بصفات الله تعالى واسمائه هذا باب عقده رحمه الله لذكر معتقد اهل السنة والجماعة في اسماء الله وصفاته. وبين رحمه الله تعالى ان جادتهم في هذا الباب امرار هذه الصفات كما جاءت والايمان بها كما وردت قال ملخصا عقيدتهم في ذلك واعلم بان اهل العلم بان ان اهل العلم بالله وبما جاءت به انبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علما والعجز عما لم يدعو اليه ايمانا وانهم انما ينتهون من وصفه بصفاته واسمائه الى حيث انتهى في كتابه. وعلى لسان آآ نبيه صلى الله عليه وسلم هذه جادة اهل السنة وهذا تقرير مهم جدا ومتين في بيان ما عليه اهل السنة والجماعة يرون الجهل بما لم يخبر به سبحانه وتعالى عن نفسه علما ومراده بقول بقوله الجهل بما لم يخبر به عن نفسه اي لا يخوض في ذلك ولا يقحم عقله في ذلك. الجهل بذلك علم. منع الانسان نفسه على الدخول فيما لم يخبر به الله سبحانه وتعالى عن نفسه هذا دليل على علم الانسان وفقهه اما من يقحم عقله ويحاول ان يعرف اشياء لم لم يأتي بها كتاب الله ولم تأتي بها سنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالحقيقة انه جاهل وهذا ظرب من دروب الجهل اما من يكف نفسه عما لم يخبر به الله عن نفسه ولم يخبر به عن رسوله عليه الصلاة والسلام فكفه لنفسه عن ذلك هذا من العلم ومن الفقه ومن يقحم نفسه اقحامه لنفسه في هذا الباب دليل على جهله لان هذا ظرب من دروب الجهل قال يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علما والعجز عما لم يدعوا اليه ايمانا اعترافك بعجزك عما لم يدعو اليه اي يدعو عباده الى الايمان به ايمان. لان امور الايمان هي ما دعينا الى الايمان به اما امور الغيب مما لم نطلع عليه لم نقف على كنهه ولا على كيفيته من هذا الذي هي يتمكن بعقله القاصر ان يعرف ذلك او يستكشف ذلك. فاقحام العقل في هذه الامور هذا من الجهل وادراك الانسان ان عقله عاجز عن ذلك وكفه لنفسه اقرارا بعجزه هذا من الايمان هذا من الايمان ان يكف الانسان عما لم يدعوا يدعى الى اليه في في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهذا الكف يعد ايمانا قال وانهم انما ينتهون من وصفه بصفته واسمائه الى حيث انتهى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بمعنى انهم لا يتجاوزون الكتاب والحديث يدورون مع الكتاب والسنة حيث دار ينتهون الى حيث انتهى الكتاب والسنة. ولهذا اقرأ عامة كتبهن بصفات الله يقول نصف الله تعالى بكذا لقول الله تعالى كذا ونصف الله تعالى بكذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وينتهون. لا يوجد عندهم بما ان ولان هذي كلها عند الفلاسفة والمناطق او علماء الكلام. اما اهل السنة دينهم قال الله قال رسوله صلوات الله وسلامه عليه هذا دين اهل السنة مر معنا في هذا الكتاب نقل لشيخ الاسلام ابن تيمية وفيه ان مدار عقيدة اهل الكلام واهل الباطل في تقرير المعتقد واصلهم في ذلك على هذه العقليات بما انه كذا اذا يكون كذا. عمن النقل مر معنا نقل لشيخ الاسلام عن من نقله ذكر فيه ان هذا هو اصل واكد على على ذلك شيخ الاسلام عقب ذكره للنقل. نعم عمن نقل شيخ الاسلام ابن تيمية اول نقل اخذناه في اول مجلس بدأناه باكمال هذا الكتاب نعم عن ابن الماجسون ماذا قال ماذا قال نعم نعم هذا النقل عن من عن عن ماذا قال ابن تيمية بعدهم نعم لا ابن تيمية لما انتهى من نقل كلامه ماذا قال هنا في نقله لكلام ابن ماجد فانا اردت ان ان الفت الكلام اليه في كلام ابن الماجسون قال فصار يستدل بزعمه على جهد ما وصف الرب وسمى من نفسه بان قال لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا فعمي عن البين بالخفي هذا كلام ابن الماجسون لما انتهى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من نقل كلامه بتمامه قال وهذا كله كلام ابن الماجسون الامام فتدبره وانظر كيف اثبت الصفات ونفى علم الكيفية موافقة لغيره من الائمة وكيف فانكر على من نفى الصفات بانه يلزم من اثباتها كذا وكذا كما تقوله الجهمية انه يلزم ان يكون جسما او عرظا فيكون محدثا فهذا الكلام يوضح لكم الفرقان بين اهل السنة في طريقتهم في تقليل الاعتقاد واهل التجهم وطريقتهم في تقرير الاعتقاد. اما اهل السنة فانهم يثبتون الاعتقاد استنادا الى الدليل يقولون نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا ونعتقد كذا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وينتهون الى حيث انتهى اه اه اليه الله في كتابه وما جاء عن نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. اما من سواهم فانهم دليلهم وطريقتهم في الاستدلال اللوازم العقلية ثم ساق ابن ابي زمير رحمه الله جملة من الاحاديث في تقرير الصفات. جملة من الايات في تقرير الصفات قال وقد قال الله تعالى وهو اصدق القائلين كل شيء هالك الا وجهه وقال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم هاتان الايتان اوردهما لبيان صحة الاخبار عن الله سبحانه وتعالى بانه شيء وقد مر معنا بكلام غير واحد من ائمة السلف ان محصل كلام الجهمية وقولهم يدور على انه ليس فوق العرش شيء ووصف الجهمية لله عز وجل هو محصله العدم وانه لا شيء فهذه الاية فيها الاخبار بانه سبحانه وتعالى شيء وصحة الاخبار عنه بذلك لا ان اه الشيء اسم من اسمائه واو صفة من صفاته وانما هذا من باب الاخبار يخبر عنه مثل الاخبار عنه سبحانه وتعالى بانه موجود مثل ما جاء في الحديث لا شخص اغير من الله فهذه كلها من باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى وباب الاخبار اوسع من باب الاسماء والصفات وقوله تعالى ويحذركم الله نفسه وهذه الاية ساقها رحمه الله تعالى اثبات النفس صفة لله. ساقها لاثبات النفس صفة الله كما يستفاد من تلخيصه فيما بعد. بقوله فهو تعالى فهو تبارك وتعالى نور السماوات والارض كما اخبر عن نفسه وله وجه ونفس وغير ذلك وهذا ذهب اليه بعض اهل العلم يعني اخذوا من هذه الاية ويحذركم الله نفسه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك اخذ بعض اهل العلم من ذلك ان النفس صفة لله لكن الصحيح ان المراد بالنفس اي الله هو سبحانه وتعالى الموصوف بالصفات لان النفس صفة مثل السمع والبصر والعلم ونحو ذلك وانما المراد بنفسه اي هو جل وعلا ويحذركم الله نفسه ان اه منه هو جل وعلا باسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. اما اعد النفس صفة اخذا من هذه الايات فهذا خطأ كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والصحيح ان المراد بنفسه اي الله ذاته هو جل وعلا الموصول الصفات سبحانه وتعالى قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله المراد فيها اي هذه الايات بلفظ النفس عند جمهور العلماء الله نفسه التي هي ذاته المتصفة بصفاته. ليس المراد ذات منفكة عن الصفات ولا المراد بها للذات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها الذات المجردة عن الصفات. وكلا القولين خطأ قال وقول الله تعالى فاذا سويته ونفخت فيه من روحي اذا سويتوا ونفخت فيه من روحي ولعل سوقه لهذه الاية لاثبات هذه الصفات الفعلية سويت والمراد الخلق والصنع فاذا سويته ونفخت فيه من روحي ام الروح الروح المضافة الى الله سبحانه وتعالى فليست اضافتها اضافة وصف وانما اظافتها الى الله سبحانه وتعالى اظافة خلق ومثل هذه الاظافة تقتظي التشريف والتكريم مثل بيت الله وامة الله وعباد الله وناقة الله ونحو ذلك من الاظافات فهي اضافة خلق فقوله روحي هذه ليست صفة لله عز وجل وانما الروح هنا من جملة الارواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى لكن اظاف هذه الروح جل وعلا لنفسه تشريفا وتعلية لقدرها قال فانك باعيننا ولتصنع على عيني وهذا فيه كما سبق وتقدم آآ اثبات العين صفة لله سبحانه وتعالى. وهما عينان تليقان بالله جل على وفي اللغة يصح الاخبار عن المثنى بالجمع كما يصح ايضا الاخبار عنه بالمفرد وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان وقال والارض جميعا قبضته يوم القيامة. هذا فيه اثبات اليدين. لله سبحانه وتعالى على وجه اللائق بجلاله وكماله وقوله انني معكما اسمع وارى في اثبات المعية واثبات السمع واثبات انه سبحانه وتعالى بصير يرى جل وعلا جميع المخلوقات وقول الله تعالى وكلم الله موسى تكليما اثبات الكلام صفة لله عز وجل وانه يتكلم متى شاء بما شاء وانه سبحانه وتعالى كلم موسى تكليما بكلام سمعه موسى من الله سبحانه وتعالى وقوله الله نور السماوات والارض في اثبات النور وهو اسم من اسماء الله والنور صفة. من صفاته سبحانه وتعالى وقال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم وهذا آآ القدر صدرت به اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وفيه اثبات الحي القيوم اسمان لله اما الحي فدال على اه صفات الله تبارك وتعالى الذاتية والقيوم دال على صفاته تبارك وتعالى الفعلية وقوله هو الاول والاخر والظاهر والباطن هذه ثلاثة اسماء دالة على احاطة الله سبحانه وتعالى زمانا ومكانا فهو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء الذي ليس دونه شيء كما جاء تفسير الاية بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في مناجاة لله سبحانه وتعالى عندما يأوي لفراشه لينام صلوات الله وسلامه عليه. قال ومثل هذا في القرآن كثير اي الايات التي فيها اثبات الصفات لله جل وعلا قال فهو تبارك وتعالى وهذا تلخيص لما تقدم في هذه النصوص فهو تبارك وتعالى نور السماوات والارض كما اخبر عن نفسه وله وجه اه كما تقدم في الاية كل شيء هالك الا وجهه هذه فيها ايضا اثبات الوجه صفة لله وله وجه ونفس وتقدم ما يتعلق بالنفس وغير ذلك مما وصف به نفسه ويسمع ويرى ويتكلم الاول ولا شيء قبله والاخر الباقي الى غير نهاية ولا شيء بعده والظاهر العالي فوق كل شيء والباطن علمه بخلقه فقال وهو بكل شيء عليم. حي قيوم لا لا تأخذه سنة ولا نوم قال وذكر احاديث الصفات اي ساق جملة من الاحاديث في اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى ثم قال فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير ليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير بعد ان ساقها بين ان التحديد اي محاولة معرفة الكيفية وتحديد الكيفية وان تحد بحد ليس في شيء من نصوص ما يدل على هذا التحديد او التكييف فالخوض فيه باطل ولا يجوز لاحد ان يبحث في كيفية الله او تحديد هذه الصفات بمعنى معرفة كيفيتها ولا تشبيه لانها اثبتت لله على وجه يليق بالله. وما اظيف الى الله سبحانه وتعالى فهو يخصه ويليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولا تقدير اي لا مجال للعقول ان تقدر حدا او كيفية لهذه الصفات ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اليس كمثله شيء وهو السميع البصير اثبات للصفات لله عز وجل في قوله وهو السميع البصير تنزيه لله عن مماثلة المخلوقات في قوله ليس كمثله شيء وعلى هذا يقوم اعتقاد اهل السنة في هذا الباب اثبات بلا تكييف وتنزيه بلا تعطيل قال رحمه الله لم تره العيون فتحد كيف هو ولكن رأته القلوب في حقائق الايمان لم تره العيون فتحده كيف هو؟ هذا هذه توضح لنا ما سبق من قوله وقول ائمة السلف لا نحد فيه حدا من غير تحديد وليس فيه شيء منها تحديد المراد بذلك لا تحده بمعرفة الكيفية فتحده كيف هو لم تره العيون فتحده كيف هو منبها ان تحديد الكيفية تحديد الكيفية لا يكون الا بالرؤية وتحديد كيفية اي شيء من الاشياء له ثلاثة طرق هذا احدها اما ان يراه فيعرف كيفيته او يرى مثيله المماثل له فيحدد كيفيته برؤية مثيله او يأتيه خبر صادق بالكيفية وهذه الطرق الثلاثة كلها منتفية في صفات الله قال المصنف لم تره العيون فتحده. هذا الطريق الاول لم تره العيون فتحده كيف هو هذا الطريق الاول منتفي الطريق الثاني معرفة المثيل تقدم قول الله تعالى ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ لم يكن له كفوا احد والطريق الثالث خبر الخبر الصادق لم يأتي في النصوص نصوص الكتاب والسنة تحديد للكيفية وانما جاء فيها اخبار بالصفات ولم يخبر بكيفيتها ولهذا آآ اثبات اهل السنة للصفات اثبات وجود وانها صفات حقيقية ثابتة لله سبحانه وتعالى لا اثبات تحديد لا يحدونها بحد او يكيفونها بكيفية فالله سبحانه وتعالى آآ لا مثيل له ولا مجالا للخوظ خوض العقول في تكييف آآ صفاتهم بل هي اعجز من ذلك واذا كانت عقول الناس عاجزة عن تحديد كيفية صفات المخلوقات مر ان نبه المصنف على عجز العقول بذكر النملة الصغيرة وكيف ان الانسان عندما يتأمل يعجز عن ان ان يدرك حقائق في هذه النملة الصغيرة وهي مخلوق صغير جدا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى فكيف يقحم عقله بمعرفة كيفية خالق الخلق سبحانه وتعالى احد السلف لقي شابا يخوض في التكييف فقال دعنا ننظر في كيفية مخلوق من المخلوقات ان عرفنا انتقلنا لما بعده وان لم نعرف وعجزنا فنحن عن كيفية صفات من خلق اعجز ثم ذكر له الاية الكريمة جعل ملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثا ورباع قال اخبرني عن احد الملائكة له ثلاثة اجنحة اين جناحها الثالث؟ وكيف يطير به ففتح فمه ولم يعرف جوابه وقال اعلن توبة ذلك الغلام فاذا كان الانسان عاجز عن ادراك كيفية المخلوقات كيفية المخلوقات على ان يكون عاجزا عن ادراك كيفية صفات من خلقها من باب اولى قال لم تره العيون فتحده كيف هو ولكن رأته القلوب في حقائق الايمان رأت الحقوق القلوب في حقائق الايمان اي بما قام في قلوبها من ايمان بالله وبصفاته ومعرفة بعظمته وجلاله حلاوة الايمان وطعمه رأته القلوب في حقائق الايمان اي بما ملأها الله سبحانه وتعالى بها ايماء من ايمانا بالله وايمانا باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ثم ما يثمره هذا الايمان من عمل حب لله واقبال على طاعته سبحانه وتعالى قال انتهى كلامه اي ابن ابي زمن رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات احياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا