الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ اسلام ابو العباس احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الفتوى الحموية الكبرى وكلام الائمة في هذا الباب واكثر من ان تسع هذه الفتيات عشرة وكذلك كلام الناقلين لمذهبهم. مثل ما ذكره ابو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في رسالته المشهورة في الغنية عن الكلام واهله قال فاما ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها في الكتاب والسنة فان مذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها. ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم فابطلوا ما اثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك الى درب من التشبيه والتكييف. وانما القصد وانما القصد في السلوك الطريقة المستقيمة بين الامرين ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه. والاصل في هذا ان الكلام في صفات فرع عن الكلام في الذات. يحتذى في ذلك حذوه وامثاله. فاذا كان معلوما ان اثبات الباري سبحانه انما هو وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته. انما انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد لا اثبات تحديد وتكييف فاذا قلنا يد وسمع وبصر وما اشبهها فانما هي صفات اثبتها الله لنفسه. ولسنا نقول ان معنى القوة او النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالايدي والاسماع والابصار هي الجوارح وذوات للفعل. ونقول انما وجب اثبات الصفات. لان التوقيف ورد بها. ووجب نفي التشبيه عنه. لان الله ليس كمثله شيء وعلى هذا جرى قول السلف في في احاديث الصفات انتهى هذا كله كلام خطابي رحمه الله وهكذا قال ابو بكر الخطيب الحافظ رحمه الله تعالى في رسالة له اخبر فيها ان مذهب السلف على ذلك. وهذا الكلام الذي ذكره الخطابي قد نقل نحو منهم من العلماء ما لا يحصى مثل ابي بكر الاسماعيلي والامام يحيى ابن عمار السجزي شيخ شيخ الاسلام ابي شيخ شيخ الاسلام ابي اسماعيل الانصاري الهروي ومثل ابي عثمان الصابوني شيخ الاسلام وابي عمر ابن عبدالبر النمري امام المغرب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد اخر ما مر معنا من ان نقول ما نقله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن كتاب اصول السنة لمحمد ابن ابي زاملين قال عقب كلامه رحمه الله وكلام الائمة في هذا الباب اطول واكثر من ان تسع هذه الفتيا عشره وكذلك كلام الناقلين لمذهبهم وهذا فيه ان تقرير شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بمذهب السلف في هذه الفتيا كان اولا بنقل اقوال السلف المتقدمين ثم بنقل من حكى ونقل مذهبهم من المتأخرين ممن قرروا المنهج او الطريقة التي عليها السلف رحمهم الله تعالى من خلال وقوفهم على الاثار الاثار المروية عنهم رحمهم الله تعالى على ان بعض من حكى مذهب السلف جملة عند دخوله في التفاصيل وقع في بعض المخالفات لمنهج السلف بسبب التأثر بشيء من علم الكلام وهذا حصل لعدد ليس بالقليل وربما يأتي اشارة الى شيئا من المثال على ذلك قال رحمه الله في ذكر كلام الناقلين لمذهب السلف مثل ما ذكره ابو سليمان الخطابي وابو سليمان الخطابي مشهور بشروحاته الكثيرة على كتب فالسنة مثل شرحه لصحيح البخاري وشرحه لسنن ابي داوود وغيرها من الشروحات التي اشتهر بها وعرف بها قال في رسالته المشهورة في المشهورة في الغنية عن الكلام واهله الغني عن الكلام واهله قال فاما ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها في الكتاب والسنة فان مذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها وقد نفاها قوم فابطلوا ما اثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف هذه خلاصة جيدة ودقيقة في تقرير مذهب السلف وان طريقتهم وجادتهم في صفات الله سبحانه وتعالى انهم يمرونها كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت من غير تكييف ولا تمثيل بنفي الكيفية والتشويه عنها والكيفية هو البحث عن كنه الصفة فعرفنا ان كنها الصفة لا سبيل الى علم العبد به لان النصوص انما جاءت بالاخبار عن صفات الله وليس فيها ذكر للكيفية. فالكيفية مجهولة وغير معقولة والسؤال عنها بدعة قد بدع السلف رحمهم الله تعالى من يبحث عن الكيفية كيفية صفات الله تبارك وتعالى وذكر رحمه الله تعالى ان من انحرفوا عن الجادة جادة اهل السنة بباب الصفات نحو من حيين الاول ما اشار اليه بقوله نفاها قوم فابطلوا ما اثبته الله نفاها اي الصفات قوم اي من المعطلة فابطلوا ما اثبته الله اي لنفسه تبارك وتعالى من صفات الكمال ونعوت الجلال قابل هؤلاء القسم الاخر وهم من اشار اليهم بقوله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف. حققها قوم اي بالغوا في الاثبات حققها قوم اي بالغوا في الاثبات بالغوا في اثباتها حتى وصلوا الى ضرب من التشبيه وجعلوا الصفة المضافة الى الله سبحانه وتعالى نظير ما يعهد في المخلوق ونظير ما يرى في المخلوق فوقعوا في ظرب من التشبيه والتكييف وانما القصد اي التوسط والاعتدال في ذلك وانما القصد في السلوك الطريقة المستقيمة بين الامرين. القصد والتوسط والاعتدال قوام بين التفريط والافراط والغلو والجفاء طريقة المستقيمة بين الامرين بين الامرين ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه الغالي المتجاوز الحدود بالزيادة والمقصر هو المنقص من الحق والحق قوام بين الغلو والجفاء والزيادة والتقصير كما انشد ابو سليمان الخطابي رحمه الله في كتابه العزلة قال ولا تغلو في شيء من الامر واقتصد كلا طرفي قصد الامور دميم. كلا طرفي قصد الامور ذميم فالغلو ذميم والجفاء ذميم والحق قوام بين ذلك بالتوسط والاعتدال دون غلو او جفاء ودون افراط او تفريط وخير الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها قال والاصل في هذا ان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحتذى في ذلك حذوه و يحتذى في ذلك حذوه وامثاله هكذا في النسخ يحتذى في ذلك حدوه وامثاله آآ هذه قاعدة عظيمة جدا ولا سيما في الرد على المعطل لصفات الله سبحانه وتعالى وشيخ الاسلام قرر هذه القاعدة في مواطن كثيرة من كتبه واستعملها رحمه الله تعالى في الرد على المعطلة فالكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحتذى في ذلك حذوه امثاله او ومثاله ان يسار فيه على نحو ما يقال في الذات القول في الصفات كالقول في الذات. هذا معنى قوله الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذال اي ما يقال في الذات ايضا يقال في الصفات فمثلا لو قال قائل ان اثبتنا اليد حقيقة لله سبحانه وتعالى للزم من ذلك ان تكون يده كيد المخلوقات يقال له اتثبت ذلك؟ اتثبت لله ذاتا يقول نعم اثبت ذاته يقال له هل تقول في هذه الذات انها كالذوات فيقول لا ذات تخص ذات تخصه ليست كالدواة فيقال له القول في الصفات فرع عن القول في الذات يحتذى فيه حذوه كما انك تثبت ذاتا لا كالدواء فاثبت ايضا صفات لا كالصفات لان الباب واحد والقول في ذلك واحد فاذا كان معلوما ان اثبات الباري سبحانه انما هو اثبات وجود لاثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف اثبات الصفات هو ايمان بها اقرار بثبوتها لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بكماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى وليس اثبات تكييف او تحديد لها لان مثل ما مر معنا في قول السلف لا نحد فيها حدا ومر معنا ايضا في قول السلف بلا تكييف ومر معنا قول مالك والكيف غير معقول فاثبات السلف رحمهم الله تعالى اثبات للصفات وانها حق وانها ثابتة لله سبحانه وتعالى وانها على ظاهرها وتمر كما جاد يؤمن بها ما وردت لكن لا يحدون فيها حدا ولا يخوضون فيها بتكييف لان الكيف غير معقول قال رحمه الله فاذا قلنا يد وسمع وبصر وما اشبهها اي من صفات الله سبحانه وتعالى فانما هي صفات اثبتها الله لنفسه اثبتها الله لنفسه ولسنا نقول ان معنى اليد القوة او النعمة ولسنا نقول ان معنى اليد القوة والنعمة وهذا فيه رد على الذين يأولون الصفات ويجعلون معاني نصوص وهو يحملون معاني الفاظ نصوص الصفات على معاني اخرى ليست مرادة تأويلا لها وصرفا لها عن ظاهرها قال ولسنا نقول ان معنى اليد القوة او النعمة بل نقول اليد يد حقيقية تليق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولا معنى السمع اي ولا نقول معنى السمع والبصر العلم من ينكر السمع والبصر من المعتزلة واضرابهم يأولونه بالعلم سمع ابصر يبصر كل ذلك يحمل عندهم على معنى العلم اي علم فلا يثبتون سمعا ولا يثبتون بصرا وانما يحمل كل ما جاء من ذلك في النصوص عندهم على العلم ولا نقول انها جوارح اي هذه الصفات المضافة الى الله سبحانه وتعالى لا نقول انها جوارح وهذه الكلمة ليس لها او ليست مستعملة في تقرير السلف رحمهم الله تعالى في هذا الباب وهي من الكلمات المجملة التي جاء بها او جاءت عند علماء الكلام وكثير منهم يستعملها لتعطيل الصفات اه استعملها لتعطيل اه الصفات وعندهم ان اثبات اليد واثبات القدم والسمع وغير ذلك من صفات الله تبارك وتعالى آآ يلزم منه ان تكون جوارح فيقصدون بنفي الجوارح نفي هذه الصفات لله سبحانه وتعالى ولا نشبهها بالايدي والاسماء والابصار التي هي جوارح وادوات للفعل ولا نشبهها بالايدي والاسماء والابصار التي هي جوارح وادوات للفعل اي لا نشبهها بايدي المخلوقين لا نشبهها بايدي المخلوقين وعبارة السلف في ذلك اوفى وادق من هذه العبارة من غير تشبيه اي من غير تشبيه بصفات المخلوقين بل هي صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه ونقول انما وجب اثبات الصفات لان التوقيف ورد بها لماذا نقول بوجوب اثبات الصفات؟ لان التوقيف المراد بالتوقيف بالكتاب والسنة ورد بها هذا معنى ايظا قول اهل العلم ان باب الصفات توقيفي اي يتوقف فيه على ما جاء في الكتاب والسنة فالتوقيف جاء بها اي ما يجب الوقوف عنده وهو كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام جاء باثبات هذه الصفات ومرت معنا عبارة الامام احمد رحمه الله نؤمن اه نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. لا نتجاوز القرآن والحديث فقال رحمه الله ووجب نفي التشبيه عنه اي عن الله في صفاته لان الله ليس كمثله شيء كما قال الله تعالى ليس كمثله شيء وكما قال هل تعلم له سميا وكما قال ولم يكن له كفوا احد وعلى هذا جرى قول السلف في احاديث الصفات وعلى هذا جرى قول السلف في احاديث الصفات هذا كله كلام الخطابي في اي في كتابه الغنية المتقدم ذكره وهذا التقرير فيه آآ فيه كما هو واضح تقرير لعقيدة اهل السنة والجماعة وانهم يمرون نصوص والصفات كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت وايضا رد على المبطلة بقسميهم المعطلة والمشبهة فقال رحمه الله ذلك وايضا رد على المؤولة. ورد ايضا على المكيفة. فرد على المناهج المخالفة انواعها في في باب صفات الله تبارك وتعالى في هذه الكلمة المختصرة وفي التطبيق العملي في كتبه رحمه الله تعالى وقع في في شيء من التأويلات وقع في شيء من اه التأويلات لبعض النصوص فيما آآ حذر منه هنا بقوله ولسنا نقول ان معنى اليد القوة او النعمة ولا معنى السمع والبصر وقع في في في شيء من كتبه بعض التهوينات وعلى هذا النهج ايظا او او عن مثل هذا الامر حصل عند عدد من اه الشراح ممن لهم عناية بالحديث وعلم الحديث وعندهم في باب الاعتقاد تأثر بشيء من علم الكلام تأثر بشيء من علم الكلام. فالخطابي كذلك يعني تقريره لمنهج السلف من خلال ما اطلع عليه من تقريراتهم والاثار المنقولة عنهم واظح كما رأينا لكن في التطبيق العملي ووقع عنده في في بعض المواضع تأويل لشيء من صفات الله سبحانه وتعالى قال وهكذا قال ابو بكر الخطيب الحافظ في رسالة له اخبر فيها ان مذهب السلف على ذلك هذا الذي يشير اليه رحمه الله تعالى كلام الخطيب البغدادي رحمه الله آآ اورده الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه العلو وايضا في كتابه تذكرة الحفاظ ان ابا بكر الخطيب البغدادي قال اما الكلام في الصفات فاما ما روي منها في السنن الصحاح فمذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها فقد نفاها قوم فابطلوا ما اثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف ذكر كلاما نحو كلام ان آآ كلام الخطابي نعم قال وهذا الكلام الذي ذكره الخطابي قد نقل نحوا منه من العلماء ما لا يحصى مثل ابي بكر واسماعيلي الامام يحيى بن عمار السجزي شيخ شيخ الاسلام ابي اسماعيل الانصاري الهروي ومثل ابي عثمان الصابوني شيخ الاسلام وابي عمر ابن عبد البر امام المغرب وغيرهم نعم قال رحمه الله وقال ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله تعالى صاحب الحلية في عقيدة له في اولها طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة واجماع الامة قال ومما اعتقدوه ان الاحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله يقولون يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه وان الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه. لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم. وهو مستو على عرشه في سمائه دون ارضه وخلوه ايه فقال الحافظ ابو نعيم في كتابه محجة الواثقين ومدرجة ومدرجة الوامقين تأليفه واجمعوا ان الله فوق سماواته عال على عرشه مستو عليه لا مستو عليه كما تقول الجهمية انه بكل مكان. خلافا لما نزل في كتابه اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. الرحمن على العرش استوى. وله العرش المستوي عليه. والكرسي الذي وسع السماوات والارض وهو قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض. وكرسيه جسم. والسماوات السبع والارضون السبع عند الكرسي في ارض فلاة وليس كرسيه علما. كما قالت الجهمية بل يوضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وانه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده والملائكة صفا صفا كما قال الا وجاء ربك والملك صفا صفا. وانه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده. فيغفر لمن يشاء من مذنب الموحدين ويعذب من يشاء. كما قال تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. انتهى هذا نقل اورده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن ابي نعيم الاصبهاني صاحب الحلية اي صاحب كتاب حلية الاولياء وهو كتاب مشهور ومعروف قال آآ قال ابو نعيم صاحب الحلية في عقيدة الله في اولها في اولها طريقتنا طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة واجماع الامة طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة واجماع الامة قبل ان يقرر العقيدة قرر المصدر الذي تتلقى منه والذي يتميز به اهل السنة والجماعة عن غيرهم وان طريقة اهل السنة قائمة على التلقي من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وما اجمع عليه سلف الامة قال فما اعتقدوه فمما اعتقدوه ان الاحاديث التي تثبت او تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله يقولون بها يقولون بها معنى يقولون بها اي يمرون يمرونها كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه وان الله بائن من الخلق والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه دون ارضه وخلقه وهذا كله تقرير للبينونة ولا يثبت الاستواء لله سبحانه وتعالى حقيقة الا من يثبت البينونة ان الله سبحانه وتعالى بائن ووضح معنى باين بائن من خلقه والخلق بائنون منه اي ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته تعالى وتقدس بل هو مستوى على عرشه المجيد علي على خلقه سبحانه وتعالى قال وقال الحافظ ابو نعيم في كتاب المحجة الواثقين ومدرجة الوامقين واجمعوا ان الله فوق السماواته عال على عرشه مستو عليه. لا مستوا عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية انه بكل مكان لان اهل الباطل حملوا ايات الاستواء على معنى الاستيلاء حملوا ايات الاستواء على معنى الاستيلاء وجعلوا معنى قوله استوى على العرش استولى على العرش. وهذا تأويل باطل تحريف للكلم عن مواضعه وجهحد لصفة الله سبحانه وتعالى التي اثبتها لنفسه ولما انكر فهؤلاء استواء الله عز وجل على عرشه صاروا الى هذه العقيدة الباطلة ان الله تبارك وتعالى في كل مكان تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون. وهذه العقيدة مثل ما قرر رحمه الله مخالفة لكتاب الله. وحي وتنزيلا. ولهذا قال خلافا لما انزل في كتابه اامنتم من في السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى هذه كلها ومر معنا طائر انواع من الادلة على علو الله سبحانه وتعالى على عرشه وعلوه على مخلوقاته سبحانه وتعالى وانه بائن منهم وفيها رد على هذه المقالة الباطلة مقالة اهل التجاهم ان الله سبحانه وتعالى في كل مكان له العرش المستوي عليه. والكرسي الذي وسع السماوات والارض وهو قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض وكرسيه جسم مراده انه مخلوق عظيم ليس معناه العلم كما قاله بعضهم متأولا معنى الكرسي الى العلم بل هو مخلوق عظيم وهو بين يدي العرش وموضع القدمين كما تقدم بذلكم الاثر عن ابن عباس رضي الله عنه عنهما وعن ابي موسى رضي الله عنه قال والسماوات السبع والاراضون السبع عند الكرسي كحلقة في ارض فلاة اي في مفازة في صحراء وقد جاء في الحديث حديث ابي ذر رضي الله عنه انه سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والاراضون السبع عند الكرسي الا كحلقة ملقاة بارض فلا وان فظل العرش على الكرسي كفضل الفلات على تلك الحلقة ولي قال وليس كرسيه علما وليس كرسيه علما كما قالت الجامية لان هذا تأويل وصرف لهذا اللفظ ان ظاهره ومدلوله. فالكرسي مخلوق عظيم من مخلوقات الله سبحانه وتعالى واكبر من السماوات والارض ونسبة السماوات والارض اليه كحلقة القيت في فلاة وهو اصغر من العرش ونسبته الى العرش كحلقة القيت في فلاة. كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام فضل العرش على الكرسي كفظل الفلات على ما تلك الحلقة قال بل يوظع كرسيه يوم القيامة لفصل القظاء بين خلقه كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وانه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده والملائكة صفا صفا كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وهذا مجيء حقيقي يجيه الله سبحانه وتعالى بنفسه للفصل بين العباد والقول في هذا المجيء هو كالقول في سائر صفات الله الفعلية الثابتة في كتابه او سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال وانه تعالى وتقدس يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده فيغفر لمن يشاء من مذنبي الموحدين ويعذب من يشاء كما قال تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء اي ان ذلك راجع مشيئته سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون لمن يشاء ونسأل الله عز وجل ان يفقهنا في الدين ان يعلمنا ما ينفعنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين