الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى. وقال الامام العارف معمر ابن احمد الاصبهاني شيخ الصوفية في حدود المئة الرابعة في بلاده قال احببت ان اوصي اصحابي بوصية من السنة وموعظة من الحكمة واجمع ما كان عليه اهل الحديث والاثر واهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين قال فيها وان الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول وانه عز وجل بائن من خلقه والخلق منه بائنون بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة لانه المنفرد البائن من خلقه الواحد الغني عن الخلق. وان الله عز وجل سميع بصير عليم خبير. يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا. وينزل كل ليلة الى سماء الدنيا كيف يشاء فيقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر ونزول الرب الى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل. فمن انكر النزول او تأول فهو مبتدع ضال. وسائر الصفوة من العارفين قيل على هذا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقال الامام العارف وقال الامام العارف معمر ابن احمد الاصبهاني الشيخ الصوفية في حدود المئة الرابعة في بلاده وذكر كلامه رحمه الله تعالى وهذا النقل الذي اورده رحمه الله ايضا اورده في كتاب الاستقامة واورده ايضا في كتاب درجة التعارض وايظا اورده ابن القيم في في اجتماع الجيوش والذهبي في كتابه العلو وكان هذا من اعيان القرن الرابع الهجري وكان التصوف اذ ذاك يغلب على اهله الزهد العبادة والذكر مع سلامة في المعتقد من حيث توحيد العلم والمعرفة بالله سبحانه وتعالى في الجملة ووقعوا في شيء من الخلل او الاخطاء في ناحية التعبد والاذكار وصفة الاذكار ما يتعلق بذلك من امور لكن في الغالب توحيد الاسمى والصفات وفي الجملة جادة فيه جادة اهل السنة والجماعة ومن يطالع كتب هؤلاء ومصنفاتهم بمثل ذلك الوقت الاول والزمان الاول يجد ان الغالب عليها في هذا الباب باب الاسماء والصفات السلامة وشيخ الاسلام رحمه الله لما يورد هذه النقول انما يوردها لبيان ان هذا التوحيد هو المتقرر عند المسلمين من الزمان الاول بكافة فئاتهم حتى من وقع في شيء مثلا من التصوف او شيء من هذه الامور فان جادته في ذلك جادة اهل السنة والجماعة وايضا ينبغي التنبه الى ان ما يورده رحمه الله تعالى من نقول متنوعة سيأتي كثير منها آآ لا يلزم منه رضا شيخ الاسلام بالنقل بتمامه. وجميع الفاظه وانما المراد والغرظ تقرير الموافقة لعقيدة اهل السنة والجماعة في علو الله واستواه على عرشه واثبات الصفات له سبحانه وتعالى ولو من حيث الجملة ردا على الجامية واضرابهم في عقيدتهم الباطلة سواء في ما يتعلق بجحد العلو او غيره من الصفات فيورد رحمه الله تعالى الكثير والكثير من ان نقول في تقرير ذلك وقد تتظمن بعظ هذه النقول شيئا مما يحتاج الى ان ينبه عليه لكن المقام ليس مقام ذلك وانما مقام اراد نقول لهذا الامر او لهذا الغرض اه المعين ولهذا نبه شيخ الاسلام رحمه الله على طريقة هذه انه ينقل بما قصده رحمه الله نقولات قد لا يرضى طريقة من نقل عنه قد لا يرضى طريقة من نقل عنه ولا يقره على ما هو عليه لكن لما كان في نقله سلامة او نوع السلامة في هذا الباب الذي يقرره رحمه الله تعالى فانه ينقل آآ ذلك اه اه يبين ما فيه من آآ ما فيه من رد على معتقد الجهمية وضلالتهم وباطلهم وهذا النقل عن معمر الاص بهاني اورده بتمامه التيمي في كتابه الحجة بدءا من آآ في المجلد الاول بدءا من صفحة مئتين واحد وثلاثين الى مئتين واربع واربعين ساقه بتمامه وقال معمر الاصبهاني في اخره في خاتمة اه رسالته هذه التي نقل عنها شيخ الاسلام ونحن بحمد الله من المقتدين بهم اي السلف المنتحلين لمذهبهم القائلين بفظلهم جمعنا جمعنا الله جمع الله بيننا وبينهم في الدارين فالسنة طريقتنا واهل الاثر ائمتنا فاحيانا الله عليها واماتنا عليها برحمته انه قريب مجيب قال رحمه الله تعالى قال اي معمر احببت ان اوصي اصحابي بوصية من السنة وموعظة من الحكمة واجمع ما كان عليه اهل ما كان عليه اهل الحديث والاثر واهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين هذا تبيان لما قصده رحمه الله تعالى في هذه الرسالة ولما يخصها في باب الاسماء والصفات وانما تناول فيها ما يتعلق بالاسماء والصفات وايضا بقية امور المعتقد كما يعلم بمطالعة الرسالة بتمامها في المصدر الذي احلت اليه اشرت الى ان اهل التصوف في الزمن الاول في المعتقد وفي باب الاسماء والصفات في الجملة على عقيدة اهل السنة والجماعة ومن يطالع هذا النقل وكذلك الكتب الاخرى ولاسيما كتاب التعرف لمذهب اهل التصوف وما اورده فيه من قولات في في باب الاسماء والصفات يجد ان هؤلاء المتقدمين في الجملة كانوا على آآ عقيدة اهل السنة والجماعة في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته قال فيها هذا اشارة الى انه اختصر من هذه الرسالة رحمه الله وان الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول هذا تقرير العقيدة في اسماء الله وصفاته وفيها اثبات استواء الله تبارك وتعالى على عرشه المجيد بلا كيف اي انه مستو استواء حقيقي بلا كيف نعلمه المراد بنفي الكيف نفي التكييف اما استواء الله عز وجل له كيفية ورب العرش اعلم بها لكن النفي هنا نفي لعلمنا بها ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والمراد بقوله المعقول اي معلوم المعنى المراد بقوله معقول اي معلوم المعنى معروف الدلالة الاستواء معناه العلو والارتفاع الاستوى معقول اي معناه معناه معلوم والكيف فيه مجهول والكيف فيه مجهول وهذا نفي العلم بالكيفية لا نفي لوجودها لو كان المراد نفي وجود الكيفية لقالوا والكيف معدوم والكيف معدوم لكن قال الكيف غير اه والكيف فيه مجهول اي لا نعلمه وانه عز وجل بائن من خلقه والخلق منه بائنون بائن من خلقه والخلق منه بائنون وكلمة باء كما قدمت اباتت جزءا من المعتقد لابد منه. لا يتمحص معتقد المرء الا بهذه الكلمة بائن من خلقه ومعنى باء اي ليس في في ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته يوضح ذلك رحمه الله بقوله بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة. هذه الكلمات اراد بها الرد على الجهمية القائلين بان الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون قال لانه المنفرد البائن من الخلق لانه المنفرد البائن من الخلق وفي بعض النسخ لانه الفرد وهذا كله من باب الاخبار لا من باب الاسماء. فالمنفرد او الفرد هذا ليس من اسماء الله تبارك وتعالى وانما يخبر عنه به كما يدل عليه اسمه الاحد واسمه الواحد واسمه الوتر جل وعلا كل هذه الاسماء تدل على التفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق وهذا التنبيه مهم جدا وايضا فيه رد على منكري الاستواء لان من ينكر الاستواء يقول ان اثباته يلزم منه احتياج الله للعرش كما هو يقولون كما هو معلوم في استواء المخلوق لا يستوي على شيء الا عن حاجة والاستواء لا يكون الا عن حاجة فقوله الواحد الغني عن الخلق فيه رد على هؤلاء الذين انكروا الاستواء بهذا اللازم الذي هو لازم في صفة المخلوق وليس لازما في صفة الخالق جل في علاه وكانه رحمه الله يقول ان الله عز وجل مستو على العرش استواء حقيقيا يليق بجلاله وكماله مع غناه عن العرش وما دونه مع غناه عن العرش وما دونه. فالاستواء حق وغنى الله سبحانه وتعالى عن العرش وما دونه حق واما اللازم الذي يورده اهل الضلال انه يلزم من الاستواء ان يكون محتاجا لما هو مستو عليه يقال هذا انما هو في وصف المخلوق لتستووا على ظهوره ثم تذكر نعمة ربكم اذا استويتم عليه اي الفلك والانعام هذا عن حاجة اذا غرقت الفلك غرق من عليها واذا سقطت الدابة سقط من عليها بعد استواء المخلوق اما الله عز وجل فان استوائه عن غنى لا عن حاجة بخلاف استواء المخلوق فانه عن حاجة لا عن غنى ومن جعل اللازمة في وصف المخلوق لازما في وصف الخالق تبارك وتعالى فقد شبه وابطل ووقع في الضلال وفارق قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقول الله سبحانه وهل تعلم له سم يا؟ وقوله جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وقوله فلا تضربوا لله الامثال قال وان الله عز وجل سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرظى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة الى سماء الدنيا كيف شاء هذه جملة من من الاسماء والصفات ساقها رحمه الله تعالى مثبتا لها على جادة اهل السنة والجماعة وطريقتهم ففيها اثبات السمع والبصر والعلم والخبرة الكلام والرضا والسخط والضحك والعجب والتجلي وغير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى وختم ذلك باثبات النزول واشار الى الحديث الثابت ان الله عز وجل ينزل الى السماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فاتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر قال رحمه الله نزول الرب الى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل اي نثبت النزول حقيقة فاذا قيل كيف ينزل قيل النزول كيفية النزول مجهولة اما النزول ثابت النزول ثابت وحق ينزل تبارك وتعالى كيف شاء نزولا نجهل حقيقته نجهل كيفيته ويعلمها هو سبحانه وتعالى اخبرنا انه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل بلا كيف ولا تشبيه ولا تشبيه اي لا يشبه نزول الله بنزول مخلوق. لا يقال نزول كنزولنا. من قال ذلك فقد شبه. والتشبيه كفر لا تشبيه كفر بالله سبحانه وتعالى والمشبه يعبد صنما لا يجوز ان يشبه شيء من صفات الله بشيء من صفات المخلوقين والله يقول ليس كمثله شيء ولا تأويل اي لا يصرف شيء من النصوص نصوص صفات عن معناها الحق الى معاني اخرى هذا تحريف للكلم عن مواضعه وهو من طريقة اليهود الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه قال فمن انكر النزول اي جحده ولم يثبته او تأول والمتأول منكر لان كل محرفا معطل كل محرر معطل او تأول فهو مبتدع ضال وسائر الصفوة من العارفين على هذا سائر الصفوة من العارفين على هذا اي على هذا المعتقد وهذا فيه اشارة الى ان يعني من كانوا على التصوف في الزمن الاول في الجملة عقيدتهم في باب الاسمى والصفات على وفق عقيدة اهل السنة والجماعة واشتغالهم في الزهد والتعبد واعمال القلوب والاحوال ونحو ذلك مع وقوع في اشياء من الخطأ وآآ المخالفة في بعض ذلك او في كثير منه عند بعضهن لكن لكن باب الاسماء والصفات في الجملة مضوا فيه على اه جادة اهل السنة نعم قال رحمه الله تعالى وقال الشيخ الامام ابو بكر احمد بن محمد بن هارون الخلال في كتاب السنة حدثنا ابو بكر الاثرم قال حدثنا ابراهيم ابن الحارث يعني العبادي قال حدثنا الليث ابن يحيى قال سمعت ابراهيم ابن الاشعث قال ابو بكر وهو صاحب الفضيل قال سمعت الفضيل بن عياض يقول ليس لنا ان نتوهم في الله كيف هو لان الله تعالى وصف نفسه فابلغ فقال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا كفوا احد فلا صفة ابلغ مما وصف به نفسه وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الاطلاع كما يشاء ان ينزل وكما يشاء ان يباهي. وكما يشاء ان يضحك وكما يشاء ان يطلع فليس لنا ان نتوهم كيف وكيف فاذا قال الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه فقل بل اؤمن برب يفعل ما يشاء. ونقل هذا عن الفضيل جماعة منهم البخاري في خلق افعال العباد ونقله شيخ الاسلام باسناده في كتابه الفاروق فقال حدثني يحيى ابن عمار قال حدثنا ابي قال حدثنا يوسف ابن يعقوب قال قال حدثنا حرمي ابن علي البخاري وهانيء بن النظر وهانيء بن النظر عن الفضيل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا النقل عن الفظيل ابن عياظ الامام المعروف من ائمة التابعين رحمه الله تعالى وساقه اليه باسناد ابي بكر الخلال في كتابه السنة قال الفضيل ابن عياض ليس لنا لمعاشر اهل السنة اهل الحق اهل الايمان ليس لنا نتوهم في الله كيف هو ليس لنا نتوهم في الله كيف هو اي لا يجوز ان يعمل المرء فكره القاصر وعقله الضعيف في معرفة كيفية الصفات اذا قرأت مثلا ينزل ربنا لا تعمل عقلك في البحث عن كيفية هذا النزول لان هذا مجهول مهما عملت العقل ومهما اتعبته لن تصل الى معرفة لن تصل الى معرفة اخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام ان ربنا ينزل فنؤمن بذلك ولا نقحم عقلنا القاصر في كيفية النزول والتعبير بقوله نتوهم في الله تعبير دقيق جدا وفيه اضافة الى النهي عن ذلك اخبار ان اشغال المرأة نفسه بذلك انما هو اشغال لنفسه بشيء من التوهم الذي لا طائلة من ورائه مثل ما قال نقل الذهبي رحمه الله تعالى عن الفيلسوف ابي حيان التوحيدي انه قال يذم قوما اخرين من الفلاسفة قال اناس مضوا تحت التوهم يظنون ان الحق معهم ولكن الحق ورائهم علق عليه الذهبي رحمه الله لما نقله في السير قال وانت حامل لوائهم اي هؤلاء الذين مضوا تحت التوهم فالاشتغال بهذه الامور هو اشتغال باوهام وارباب ذلك كلهم ماضون تحت التوهم لا يصل الى عقيدة حقة ولا الى ايمان صحيح ولا الى معرفة صحيحة بالله سبحانه وتعالى وانما يمضي في اوهام ليس من ورائها طائل ولهذا لا يجوز ان يتوهم في الله كيف هو لا يجوز ان يتوهم في الله كيف هو ومهما يقدر الانسان في ذهنه وعقله القاصر من وصف يظنه هو الكمال والجمال والجلال والعظمة فالله اعظم من ذلك واجل كما نقول في الكلمة التي هي احب من احب الكلام الى الله الله اكبر اي من كل شيء. حتى مما يخطر في بالك او يدور في خيالك او يتوهمه الانسان انه هو الوصف وهو وصف الله تبارك وتعالى فالله اعظم واكبر واجل مما يخطر في البال او يدور في الخيال سبحانه وتعالى. قال ليس لنا نتوهم في الله كيف هو لماذا؟ قال لان الله تعالى وصف نفسه فابلغ فقال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فلا صفة ابلغ مما وصف به نفسه وينبه بذلك ان حدك في هذا الباب باب التعظيم الايمان بالله سبحانه وتعالى ان تقف عند النصوص ولا تتجاوز ولا تتجاوزها باوهام او تخرصات او ظنون بل تقتصر على النص وتكتفي به لا صفة ابلغ مما وصف الله به نفسه ولن يكون ابلغ من ذلك فما حاجة العقول القاصرة ان تدخل في في او ان تقحم آآ ان تقحم في هذا الباب ولم يكن لادخالها في هذا الباب الا ضياع اهلها وظلالهم فلا ابلغ من ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه فيجب على المرء ان يتلقى كل ما وصف الله به نفسه في كتابه وكل ما وصف ما وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى بالقبول والتسليم ولا يزيد على ذلك يؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله ولا يتجاوز القرآن والحديث وكل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة وهذا الاطلاع المباهاة اي مباهاة الله سبحانه وتعالى الملائكة بعباده كما في آآ الحديث الوارد في يوم عرفة وانه ليباهي بهم ملائكته وانه ليباهي بهم ملائكته فهذه المباهاة وكذلك الاطلاع مثل ما جاء في ما يتعلق اهل بدر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم هذا الاطلاع وهذه المباهاة كما يشاء ان ينزل وهذا عائد على قوله النزول. وكما يشاء ان يباهي وكما يشاء ان يضحك وكما يشاء ان يطلع فليس لنا ان نتوهم كيف وكيف كل هذه الاشياء نثبتها المباهاة الاطلاع الضحك النزول الى غير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى نثبتها ولا نتوهم كيف هو لا لا نتوهم في عقولنا كيف يضحك او كيف ينزل او كيف يباهي او كيف يطلع او كيف يجيء او كيف يعجب او كيف يرضى او كيف يسخط ليس لنا ان نقحم عقولنا القاصرة في كيف هو اه كما قال رحمه الله فليس لنا ان نتوهم كيف وكيف اي لا يجوز في اي من صفات الله سبحانه وتعالى التوهم المحاولة لمعرفة الكيفية فاذا قال الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه اذا قال الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه وهذه من طرائق الجهمية في انكار الصفات يأتون بالفاظ غير واردة على وجه الشناعة ويردون بها الوارد ويردون بها الوارد فاذا قال انا اكفر برب يزول عن مكانه. يريد بذلك انكار النزول وانكار المجيء انكار الاتيان الى غير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى فيقول اذا قال الجهمي انا اكفر برب يزول من مكانه فقل اي انت يا صاحب الحق بل اؤمن برب يفعل ما يشاء بل اؤمن برب يفعل ما يشاء كل ما ورد فعلا لله سبحانه وتعالى اخبر عنه سبحانه وتعالى عن نفسه دينه في كتابه واخبر عنه به رسوله عليه الصلاة والسلام فاني اؤمن به وان الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء جل في علاه قال ونقل هذا ونقل هذا عن الفظيل ابن عياض رحمه الله جماعة منهم البخاري لخلق افعال العباد ونقله شيخ الاسلام الهروي باسناده في كتابه الفاروق فقال حدثني يحيى ابن عمار واسماعيل الهروي له كتاب الفاروق وله كتاب ايضا منازل السائرين الذي شرحها ابن القيم في المدارج بالمدارج اه ابو اسماعيل الهروي معروف بما عنده من تصوف كتابه الفاروق مثل ما تقدم في الجملة هؤلاء جادتهم جادة اهل السنة في باب الصفات لكن في باب السلوك والعمل والاحوال والاذكار ونحو ذلك عندهم في شيء منها وعند بعضهم في كثير منها شيء من الخلل ولهذا ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين اه احيانا يعتذر له واحيانا يلتمس له المخارج في كلامه واحيانا يأتي بكلام لا لا مجال التماس شيء فيه لا مجال ولهذا تجد ابن القيم رحمه الله في مثل ذلك يقول ابو اسماعيل الهروي حبيب الينا ولكن الحق احب الينا منه ولكن الحق احب الينا منه وهذا الذي ينبغي على الانسان اذا كان هناك شخص معظم عنده وله مكانة في قلبه نعم محبته باقية لكن الحق احب الى الانسان من اه من الاشخاص او الرجال او او نحو ذلك. فلا يجعله اه كونه يحب شخصا او يعظمه واولاه مكانة في قلبه ان يوافقه ان يوافقه على اخطائه او زلاته قال ونقله شيخ الاسلام باسناده في كتابه الفاروق فقال حدثني يحيى ابن عمار حدثني ابي حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا حرامي ابن علي البخاري وهانئ ابن النظر عن الفضيل اي وساق الاثر المتقدم وهو قوله اذا قال الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه فقل بل اؤمن برب يفعل ما يشاء ثم بعد ذلك نقل نقلا مطولا عن عمرو آآ ابن المكي في كتابه الذي سماه التعرف باحوال العباد والمتعبدين ويؤجل الكلام عليه الى اللقاء في الغد باذن الله سبحانه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا واياكم اجمعين بما علم وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه