الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وقال عمرو بن عثمان المكي في كتابه الذي سماه التعرف باحوال العباد والمتعبدين قال ما يجيء به الشيطان للتائب وذكر انه يوقعهم في القنوط ثم في الغرور وطول الامل ثم في التوحيد. فقال من اعظم ما يوسوس فيه ما يوسوس في التوحيد بالتشكيك او في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه او بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة واعلم رحمك الله تعالى ان كل ما توهمه قلبك او سنح في مجاري فكرك او خطر في معارضات قلبك من حسن او هاء او ضياء او اشراق او جمال او شبح مائل او شخص متمثل فالله تعالى بغير ذلك بل هو تعالى اعظم واجل واكبر. الا تسمع الى قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله ولم يكن له كفوا احد اي لا شبيه ولا نظير ولا مساو ولا مثل اولم تعلم انه تعالى لما تجلى للجبل تدكدك لعظم هيبته وشامخ سلطانه فكما لا يتجلى لشيء الا اندك كذلك لا توهمه احد الا هلك ورد بما بين الله في كتابه من نفيه عن نفسه التشبيه والمثل والنظير والكفء فان اعتصمت به وامتنعت منه اتاك من قبل التعطيل لصفات الرب تبارك وتعالى وتقدس في كتاب في كتابه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال لك اذا كان موصوفا بكذا او صفته اوجب لك التشبيه فاكذبه لانه اللعين انما يريد ان يستذلك ويغويك ويدخلك في صفات الملحدين الزائغين الجاحدين لصفة الرب تعالى فاعلم رحمك الله تعالى ان الله واحد تعالى لا كالاحاد فرض صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الى ان قال اخلصت له الاسماء السنية فكانت واقعة في قديم الازل بصدق الحقائق لم يستحدث تعالى صفة كانت كان منها خليا او اسما كان منه بريا تبارك وتعالى فكان هاديا سيهدي وخالقا سيخلق ورازقا سيرزق وغافرا سيغفر وفاعلا سيفعل لم يحدث له الاستواء الا وقد كان في صفة انه سيكون ذلك الفعل فهو يسمى به في جملة فعله كذلك قال الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. بمعنى انه سيجيء فلم يستحدث الاسم بالمجيء وتخلف الفعل لوقت المجيء بمعنى انه سيجيء فلم يستحدث الاسم بالمجيء وتخلف الفعل لوقت المجيء. فهو جاء سيجيء ويكون المجيء منه وجودا بصفة لا تلاحقه الكيفية ولا التشبيه لان ذلك فعل الربوبية فتحسر العقول وتنقطع النفس عن ارادة الدخول في تحصيل كيفية المعبود فلا تذهب في احد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وارضى لله بما رضي به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير. الى ان قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائي قبل ان يكون جائيا لا امره المتجلي لاوليائه في الميعاد لا امره لا امره المتجلي لاوليائه في الميعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوي على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك وتعالى الذي كلم موسى تكليما واراه من اياته. فسمع موسى كلام الله لانه قربه نجيا تقدس ان يكون كلامه مخلوقا او محدثا او مرغوبا والوارث لخلقه السميع لاصواتهم الناظر بعينه الى اجسادهم يداه مبسوطتان وهما غير نعمته. خلق ادم ونفخ فيه من روحه وهو امره تعالى وتقدس ان يحل بجسم او يمازج بجسم او يلاصق به تعالى عن ذلك علوا كبيرا الشائي له المشيئة العالم له العلم الباسط يديه بالرحمة النازل كل ليلة سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب في قربه من حبل الوريد البعيد في علو من كل مكان بعيد ولا ولا يشبه ولا يشبه بالناس الى ان قال من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر اولئك هو يبور تعالى وتقدس ان يكون في الارض كما في السماء جل عن ذلك علوا كبيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اما بعد هذا نقل اورده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في جملة ما يورده من نقول تقرر عقيدة اهل السنة والجماعة في باب الصفات صفات الرب جل وعلا والرد على المعطلة من الجهمية ومن نحى نحوهم وسبق ان نبهت ان ما ينقله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من نقولات ولا سيما عن من عرف بشيء مثلا من التصوف او غير ذلك لا يعني ذلك آآ قبوله او تأييده بكل ما نقله عنه وانما الغرض من النقل اثبات هذا الامر في الجملة وان كل هؤلاء مخالفون لما عليه الجهمية من تعطيل وابطال لصفات الله تبارك وتعالى وقد يكون في بعض هذه النقول اشياء ليست من الدقة في تقرير ما عليه اهل السنة والجماعة ولا ينبه رحمه الله تعالى على ذلك لانه ليس المقام مقام تبيينا لما في هذه النقول وانما الغرض من ذلك ذكر ما فيها من دلالة ولو في الجملة على ما عليه اهل السنة والجماعة من اثبات الصفات والرد على المعطلة من الجهمية واضرابهم وصاحب هذا النقل وهو عمرو ابن عثمان المكي صاحب كتاب التعرف باحوال العباد والمتعبدين اثنى عليه شيخ الاسلام في بعض المواضع من كتبه وذكر انه من الشيوخ المشهورين المعروفين اه التدين وايضا المعروفين باثبات الصفات لله تبارك وتعالى المنكرين على الجهمية والحلوية. واشار الى هذا رحمه الله تعالى في بعض المواضع من كتبه عند نقله عنه ولا سيما من هذا الكتاب الذي سماه التعرف باحوال العباد والمتعبدين قال ما يجيء به الشيطان للتائبين ما يجيء به الشيطان للتائبين لان هذا فصل عقده في هذا الكتاب او باب عقده في هذا الكتاب ذكر اه حبائل الشيطان او وسائل الشيطان في غواء الانسان وحرفه عن المعتقد الحق من خلال وسائل او طرق يدخل عليها فعدو الله على الانسان فيحرفه عن العقيدة الصحيحة قال وذكر انه يوقعهم في القنوط اي من رحمة الله سبحانه وتعالى ثم في الغرور وطول الامل ثم في التوحيد قوله ثم في التوحيد اي ثم في الخلل في باب التوحيد فيتدرج معهم عبر خطوات والله يقول يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان الى ان يصل في اخر المطاف ونهايته الى حرف هؤلاء في باب التوحيد الذي هو اعظم الابواب واجلها قال فمن اعظم ما يوسوس التوحيد بالتشكيك من اعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكيك او في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه او بالجحد لها والتعطيل. هذه ثلاثة اشياء الاول التشكيك اي في الله سبحانه وتعالى تشكيك في الله سبحانه وتعالى ولهذا يأتي انه اشار او ذكر حديث الوسوسة ولعله يشير رحمه الله الى ما في المسند وغيره من حديث ابي هريرة قال ان النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يأتي احدكم يأتي احدكم فيقول هذا الله او يقول من خلق السماء؟ فيقول الله فيقول من خلق الارض؟ فيقول الله فيقول من خلق الله فيدخل على الانسان في الوسوسة فقال اذا قال له ذلك فليقل امنت بالله ورسله فليقل امنت بالله ورسله هذا عدو الله حظه من الانسان هذه الوسوسة ونهي العبد ان يسترسل مع وساوس الشيطان. وامر ان يتعوذ بالله تبارك وتعالى من وساوسه قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فهو اما ان يوسوس في التوحيد بالتشكيك او في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه اي ان تقاس بصفات الخلق وان يمثل في في صفاته سبحانه وتعالى بصفات خلقه والله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيأتي الى هؤلاء ويقول لهم ليس هناك يدا او سمعا او بصرا الا هذا الذي ترونه في الشاهد. ما هناك شيء اخر فيجعلهم يدخلون في تشبيه الله تعالى الله عما يقولون بخلقه او يدخل عليهم بالجحد والتعطيل كما هي عقيدة الجهمية جحد صفات الله تبارك وتعالى وتعطيلها اي عدم اثباتها لله سبحانه وتعالى قال واعلم رحمك الله ان كل ما توهمه قلبك او سنح في مجاري فكرك او خطر في في معارضات قلبك من حسن او بهاء او ضياء او اشراق او جمال او شبح ماثل او شخص متمثل فالله بغير ذلك بل هو تعالى اعظم واجل واكبر وهذا فيه رد على الممثلة والمكيفة في رد على الممثلة والمكيفة رد على من يمثل صفات الله سبحانه بصفات المخلوقين ورد على من يحاول ان يقدر في ذهنه كيفية لصفات الله تبارك وتعالى قد مر معنا قول مالك رحمه الله والاستواء غير معقول اي لا يمكن للعقول ان تبلغ كيفية هذا الاستواء الذي اتصف به الرب سبحانه وتعالى فيقول اه عمرو المكي كل ما يخطر في بالك من جمال او حسن او بهاء او ضياء او نور ويقدر الدهن ان هذا هو وصف الرب الله بخلاف ذلك اي اعظم من ذلك بخلاف ذلك او بغير ذلك كما عبر اي اعظم قال بل هو تعالى اعظم واجل واكبر اعظم واجل واكبر من كل ما يدور في الخيال يجول في النفس مما يظنه الظن انه انه وصف الله سبحانه وتعالى فالله اكبر من ذلك واعظم واجل سبحانه وتعالى الا تسمع الى قوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله ولم يكن له كفوا احد وكذلك قوله هل تعلم له سميا والاستفهام بمعنى النفي اي لا سمي له جل وعلا اي ولم قال ولم يكن له كفوا احد اي لا شبيه ولا نظير ولا مساوية ولا مثل وهذه الفاظ متقاربة فالله عز وجل لا كفؤ له ولا مثل له ولا نظير له ولا مساوية له جل وعلا اولم تعلم انه تعالى لما تجلى للجبل فدكدك لعظم هيبته وشامخ سلطانه هذا ساقه رحمه الله في سياق رده على اهل التمثيل يقول اين عقول هؤلاء عندما يقيسون صفة الله بصفة المخلوق يقول خذ مثالا واحدا عندما تجلى الله للجبل ماذا حصل للجبل؟ تدكدك هذا الجبل العظيم الصلب المتماسك تدكدك اي تهدم تهدم لعظم هيبته وشامخ سلطانه فكيف يقاس من من هذا بعض شأنه سبحانه وتعالى وصفي فالمخلوق فكما لا يتجلى لشيء الا اندك كما لا يتجلى سبحانه وتعالى لشيء الا اندك كذلك لا توهمه احد الا هلاك ما دام او بما انه سبحانه بهذه العظمة هذا الشأن جل وعلا اذا تجلى للجبل عندك فكذلك لا تدخل او لا يدخل احد بعقله في تكييف صفة من صفاته سبحانه وتعالى الا هلك لان لان ذلك من اعظم القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم الا هلك فرد بما بين الله في كتابه من نفيه عن نفسه التشبيه والمثل والنظير والكفر اي هذا سبب الهلاك هذا سبب الهلاك الذي حصل لهذا انه رد ما جاء نفيه في كتاب الله سبحانه وتعالى من نفي التشبيه ونفي المثل ونفي النظير ونفي الكفؤ باقحامه بعقله في محاولة تكييف صفات الله سبحانه وتعالى او قياسا لله سبحانه وتعالى ما يراه في الشاهد من وصفا المخلوق يقول فان اعتصمت به وامتنعت منه ان اعتصمت به اي بالله وامتنعت منه اي من هذا الوسواس الذي يتعلق بالتشبيه جاء الشيطان من طريق اخر اذا لم يتمكن من ادخال الانسان في التسبيح جاءوا من طريق اخر ومسلك اخر. قال اتاك من قبل التعطيل اتاك من قبل التعطيل يعني ان لم يتمكن من ادخال الانسان في التشبيه اتاه من جهة التعطيل وهذا يبين لنا ان الشيطان همه هلاك الانسان ولا يبالي في اي المسلكين هلك المهم ان يهلك الانسان سواء ان يكون هلاكه في تشبيه او ان يكون هلاكه في جحد وتعطيل قال اتاك من قبل التعطيل لصفات الرب تبارك وتعالى وتقدس في كتابه وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال لك هذا الان يذكر فيه مدخل الشيطان عن انسان في التعظيم تعطيل الصفات فقال لك اذا كان موصوفا بكذا او وصفته اي بكذا اوجب لك التشبيه اوجب لك التشبيه هذا مدخل من مداخل الشيطان يأتي الانسان ويقول ان اثبت الصفات لله حقيقة لزم من ذلك ان يكون الله كذا وكذا. وهذا الذي اتكأ عليه المعطلة في نفي الصفات باللوازم العقلية كما مر معنا في كلمة ابن الماجسون واشار شيخ الاسلام ان هذا هذا طريق هؤلاء في التعطيل يذكرون اللوازم العقلية يلزم من اثبات كذا كذا وكذا ثم يجحدون صفة الرب سبحانه وتعالى قال اوجب لك التشبيه فاكذبه اي في دعواه ان انه يلزم من ذلك آآ التشبيه اكذبه ايكذب عدو الله في في ذلك ليس بلازم لان اهل الحق يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى لله جل وعلا على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى قال لانه اللعين انما يريد ان يستذلك اكذبه لانه يريد ان يستذلك وان يغويك وان يدخلك في صفات الملحدين الزائغين الجاحدين لصفات الرب تبارك وتعالى ثم قال رحمه الله فاعلم رحمك الله ان الله واحد تعالى لا كالاحاد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وعليه فصفاته سبحانه وتعالى كلها تليق به وبجلاله وكماله مختص جل وعلا بالكمال جل وعلا لا يشبه خلقه لا مثيل له في شيء من صفاته سبحانه تفرد بالكمال جل وعلا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد اي لا نظير له ولا مثيل سبحانه وتعالى الى ان قال خلصت له الاسماء السنية كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى وهذا فيه الخلوص والاختصاص ولله الاسماء الحسنى قال له الاسماء الحسنى هذا كله يفيد ما اشار اليه رحمه الله من اختصاص الله وخلوص اه الاسماء لله عز وجل فلا شريك له خلصت له الاسماء السنية من السناء وهو الضياء والكمال وكانت واقعة في قديم الازل بصدق الحقائق لم يستحدث تعالى صفة كان منها خليا او اسما كان منه بريا تبارك وتعالى هذا انما يكون في المخلوق المخلوق قد لا يكون صانعا في تعلم الصناعة فيقال عنه صانع قد لا يكون متعلما في تعلم العلم فيقال عالم قد لا يكون خلوقا فيتأدب ويتعلم الاخلاق ويتحلى بها فيكون خلوقا. فيكتسب آآ اوصافه والقابه من عمله هذا شأن المخلوق اما الله سبحانه وتعالى لم يستحدث تعالى صفة كان منها خليا او اسما كان منه بريا ثم اتصف به بعد او او تسمى به بعد فلم يزل معنى ذلك انه لم يزل سميعا بصيرا عليما حكيما لم يزل رحيما لم يزل متصفا بصفات الكمال لم يحدث له اه صفة بعد اه ان لم يكن او لم يحدث له اسم بعد ان لم يكن اه متسميا به لم يستحدث صفة كان منها خليا او اسما كان منه بريا تبارك وتعالى فكان هاديا سيهدي وخالقا سيخلق ورازقا سيرزق وغافرا سيغفر وفاعلا سيفعل هذه الكلمات تحتمل معنى صحيح يوافق ما عليه المعتقد عند اهل السنة والجماعة وتحتمل معنى غير صحيح لان اهل التعطيل ممن يثبتون الاسماء بدون المعاني والحقائق يجعلون هذه الاسماء ليست دالة على صفة ثابتة لله لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى بل يجعلونه معطلا عن الفعل معطلا عن الفعل سبحانه وتعالى وينفون عنه جل وعلا ما دل عليه كتابه ودلت عليه سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من انه لم يزل ولا يزال متصفا الكمال والجلال سبحانه وتعالى والخلق والرزق والانعام والرحمة والاكرام وغير ذلك من اه الصفات قال فكان هاديا سيهدي فكان هاديا سيهدي خالقا سيخلق يحتمل كما اشرت معنى غير صحيح خالقا سيخلق اي ان ان هذا الاسم لله باعتبار انه سيخلق لا باعتبار انه لم يزل خالقا لا باعتبار انه لم يزل خالقا وانما باعتبار انه سيخلق وهذا ما يعبرون عنه بانه خالق بالقوة لا بالفعل طالق بالقوة اي باعتبار انه سيخلق رازق بالقوة اي باعتبار انه سيرزق وهذا المعنى غير صحيح والحق ان الله عز وجل لم يزل خالقا لم يزل رازقا لم يزل منعما سبحانه وتعالى قال لم يحدث له الاستواء الا وقد كان في صفته في صفة انه عندك ماذا بصفة انه سيكون ذلك الفعل فهو يسمى به في جملة فعله كذلك. في جملة فعله كذلك قال الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا بمعنى انه سيجيء فلم يستحدث الاسم بالمجيء وتخلف الفعل لوقت المجيء فهو جاء سيجيء ويكون المجيء منه موجودا بصفة لا تلاحقه الكيفية ولا التشبيه الاولى ان ان ان يقال ان يقال كما هو كلام اهل السنة رحمهم الله تعالى انه لم يزل فاعلا يفعل ما يشاء متى شاء سبحانه وتعالى من النزول او الاتيان او المجيء او غير ذلك من فاوصاف الرب سبحانه وتعالى الفعلية. لم يزل فاعلا يفعل تبارك وتعالى ما شاء متى شاء جل وعلا قال لان ذلك فعل الربوبية فتحسر العقول وتنقطع النفس عند ارادة الدخول في تحصيل كيفية المعبود في تحصيل كيفية المعبود هذا عود منه الى ما سبق تقريره ان العقول اعجز من ان تصل الى كيفية الرب سبحانه وتعالى وكل من اقحم عقله بهذه المحاولة هلك لانه لا سبيل الى ذلك الكيف غير معقول فعل الربوبية تحسر العقول اي تعجز آآ لا يمكن ان ان تنال شيئا من ذلك تحسر العقول وتنقطع النفس عن ارادة الدخول في تحصيل كيفية المعبود فلا تذهب في احد الجانبين اي كن وسطا لا تذهب في احد الجانبين بمعنى كن وسطا لا معطلا ولا مشبها الحق وسط بين التعطيل والتشبيه والوسطية هي اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا تذهب في احد الجانبين لا معطلا ولا مسبها وهذان الجانبان هما اللذان مر كلام المصنف رحمه الله او ابن مكي ان الشيطان يتجاذب الانسان الى احدهما الانسان الى احدهم لا تكن في التعطيل ولا في التسبيح وارض لله بما رضي به لنفسه وقف وقف عند ها؟ عندها؟ اي نعم. نعم. وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا لا بمباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير قف عند خبر الله اي على قدم التسليم فمن الله سبحانه وتعالى الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم تقف على قدم التسليم مسلما مصدقا مؤمنا مكرا بما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام واياك ان تعترض او تنتقد او تقول لم؟ او تخوض في شيء من صفات الله بكيف او نحو ذلك مما يتنافى مع التسليم الذي يجب ان يكون عليه المسلم تجاه خبر الله وخبر رسوله صلوات الله والسلام عليه بلا مباحثة التنفير بلا مباحثات التنفير اي لا تخض بهذه النصوص نصوص الصفات بمباحة مباحثة تؤدي الى التنفير اي التفرغ. والانحراف عن الحق والهدى ولا مناسبة التنقير وهو التفتيش والمراد بالتنقير هنا التفتيش عن امور لا مجال للعقل ان يدركها ولا ان يحصلها كما سبق تنبيه آآ تنبيهه على ذلك الى ان قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة يشير رحمه الله الى الرد على المعطلة الذين يجحدون اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة الكلام يقولون عن الخطاب الذي سمعه موسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. يقولون هذا الكلام خلقه الله في الشجرة. والشجرة هي التي تكلمت بذلك ومعنى ذلك ان الشجرة هي التي تقول وتدعو موسى هذه الدعوة انني انا الله انني انا الله وان هذا القول سمعه موسى من الشجرة وان هي التي تكلمت به والله خلق ذلك فيها. كل ذلك قالوه جحدا لوصف الرب واتصافه بالكلام وكلما فروا من شيء وقعوا في شر منه لما قالوا ان ان الشجرة هي التي قالت ذلك اذا كانوا يقولون ان الشجرة هي التي قال قالت ذلك فمعنى ذلك ان انهم رضوا ان الشجرة ند لله تقول انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكره فيقول رحمه الله في الرد عليهم ان الله الذي قال انا الله لا الشجرة كما قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليم الجئي قبل ان يكون جائعا لا امره تقدم ان الاولى ان ان ان يوصف سبحانه وتعالى بانه لم يزل ولا يزال فعالا لما يريد يفعله سبحانه وتعالى ما يشاء قد مر معنا النقل عن الفظيل اذا قال لك الجهم انا لا اؤمن برب يزول او يحول مكانه فقل اني اؤمن برب يفعل ما يشاء لا امره لا امره وهذا فيه رد على المعطلة الذين يأولون المجيء بمجيء الامر. يقول وجاء ربك اي امر ربك جحدا منهم لهذه الصفة قال لا امره فالكلام متصل الجائي قبل ان يكون جائيا لا امره اي لامره كما يقوله المؤولة المتجلي لاوليائه في الميعاد اي الذي وعدهم سبحانه وتعالى به الا انه سبحانه وتعالى يتجلى لعباده فيرونه بابصارهم حقيقة فتبيض به وجوه كما قال الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وتثلج به على الجاحدين حجتهم اي يغلبون ويظهر الجميع خسران هؤلاء العظيم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوي على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك وتعالى قوله في فوق كل مكان فوق كل مكان المراد ان العلو علو الله عز وجل فوق جميع المخلوقات هذا هو المراد اما الاستواء فهو على العرش الاستواء على العرش كما قال الله سبحانه وتعالى استوى على العرش ليس الاستوى على كل مكان وانما الاستوى على العرش. لكن المراد علو الله سبحانه وتعالى وبينونته من آآ من الخلق وانه علي عليهم مستو على عرشه المجيد استواء يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى ويبقى كما قدمت النقل مع تقريره لمعتقد اهل السنة والجماعة في الجملة يبقى في الالفاظ او في بعض الالفاظ آآ آآ شيء من عدم الدقة في آآ التقرير والبيان. قال الذي كلم موسى تكريما كما قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما واراه من اياته اي ارى موسى عليه السلام من اياته الكبرى فسمع موسى كلام الله اي من الله بلا واسطة لانه قربه نجيا تقدس ان يكون كلامه مخلوقا او محدثا او مربوبا على خلاف ما يقوله الجهمية من ان كلام الله سبحانه وتعالى مخلوق تعالى الله عما يقولون والوارث لخلقه كما قال انا نحن نرث الارض فجميعهم يفنون ويهلكون الا هو سبحانه وتعالى يرث الارض ومن عليها السميع لاصواتهم الناظر بعينه الى اجسادهم لاثبات السمع واثبات البصر يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء كما جاء بذلكم الحديث وهما غير نعمته وهما غير نعمته هذا في رد على اهل التأويل الذين يقولون المراد اليد النعمة يداه مبسوطتان اي نعمته بيدك الخير اي النعمة والفضل ويجحدون ثبوت اليد صفة لله في رد عليهم بقوله وهما غير نعمته ايهما صفتان حقيقيتان تليقان بالرب سبحانه وتعالى خلق ادم ونفخ فيه من روحه وهو امره تعالى وتقدس وهو امره تعالى وتقدس ان يحل بجسم او يمازج يمازج بجسم او يلاصق يلاصق به تعالى عن ذلك علوا كبيرا خلق ادم ونفخ فيه من روحه المراد بالروح هنا الارواح المخلوقة واضاف سبحانه وتعالى اليه اضافة خلق وهذه الاظافة تقتضي التشريف هذه الاضافة تقتضي التشريف فيروح من الارواح المخلوقة بامر الله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال تعالى وتقدس ان يحل بجسم ان يحل بجسم وهذا فيه رد على من جعل الروح صفة لله ان من جعل الروح صفة لله سبحانه وتعالى كما هو قول النصارى ومن تأثر بهم فالروح جملة من المخلوقات واظافها سبحانه وتعالى الى نفسه اضافة تشريف مثل بيت الله وناقة الله وامة الله وعبد الله مثل ذلك ايضا روح الله في في في قوله من روحه ونفخ فيه من روحه ولهذا قال تقدس تعالى وتقدس ان يحل بجسم او يمازي يمازج بجسم او يلاصق به تعالى الله عن ذلك وهذا فيه الرد على الحلولية الرد على الحلولية وان كان التعبير ثم ما هو اولى منه لكن المراد بكلامه هنا في الجملة الرد على الحلولية من الجهمية وغيرهم ممن يقولون ان الله تعالى عما يقولون حال في المخلوقات الشاي له المشيئة العالم له العلم الباسط يديه بالرحمة النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة. وليرغبوا اليه بالوسيلة اي كما في الحديث ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة فيقول من يسألني فاعطيه؟ من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له القريب في قربه من حبل الوريد القريب في قربه من حبل الوريد البعيد في علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس اي كما قال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله القريب في قربه من حبل الوريد جاء في الاية الكريمة ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ونحن اقرب اليه من حبل الوريد القرب هنا على الصحيح من قول اهل العلم في معنى الاية قرب الملائكة كما يبينه ما بعدها اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد الى ان قال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وهاتان الايتان ساقهما لما فيهما من اثبات العلوم وعرفنا ان علو الله دل عليه انواع من الادلة. فمن انواع الادلة صعود الكلم الطيب اليه ومن انواع الادلة اخباره عن نفسه تبارك وتعالى انه في السماء تعالى وتقدس ان يكون في الارض كما في السماء جل عن ذلك علوا كبيرا وهذا فيه الرد على اه الحلولية او من يقول ان الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون وسبحانه عما يصفون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه الله خيرا