الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول ابو العباس شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين قال في كتابه الفتوى الحموية الكبرى وقال الامام ابو عبد الله الحارث ابن اسماعيل ابن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى في كتابه المسمى فهم القرآن قال في كلامه على الناسخ والمنسوخ وان النسخ لا يجوز في الاخبار قال لا يحل لاحد ان يعتقد ان مدح الله واسمائه وصفاته يجوز ان ينسخ منها شيء الى ان قال وكذلك لا يجوز اذا اخبر ان صفاته حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك انها دنية سفلى فيصف نفسه بانه جاهل ببعض الغيب بعد ان اخبر انه عالم بالغيب وانه لا يبصر ما قد كان ولا يسمع الاصوات ولا قدرة له ولا يتكلم ولا الكلام كان منه وانه تحت الارض لا على العرش جل وعلا عن ذلك. فاذا عرفت ذلك واستيقنت علمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز. فان لوت اية في ظاهر تلاوتها تحسب انها ناسخة لبعض اخباره كقوله عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين. وقال قد تأول قوم ان الله عن ان ينجيه ببدنه من النار اذ قد امن عند الغرق وقالوا انما ذكر الله قوم فرعون يدخلون النار دونه. وقال فاوردهم النار وقال وحاق بال فرعون سوء العذاب. ولم يقل بفرعون. وقال وهكذا الكذب على الله. لان الله تعالى يقول فاخذه الله نكال الاخرة والاولى. وكذلك قوله تعالى فليعلمن الله الذين صدقوا. فاقر التلاوة على في العلم من الله عز وجل عن ان يستأنف علما بشيء لانه من لانه من ليس له علم بما يريد ان يصنعه لم يقدر عليه ان يصنعه نجده ضرورة. قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ قال وانما قوله حتى نعلم المجاهدين منكم انما يريد حتى نراه فيكون معلوما موجودا لانه لا جائز ان يكون يعلم الشيء معدوما من قبل ان يكون ويعلمه موجودا كان قد كان ويعلم في وقت واحد معي فيعلم في وقت واحد معدوما موجودا وان لم يكن وهذا المحال وذكر كلاما في هذا وذكر كلاما في هذا في الارادة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا نسألك التوفيق لما تحب وترضى من سديد الاقوال وصالح الاعمال يا ذا الجلال والاكرام اما بعد هذا نقل مطول نقله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن ابي عبدالله الحارث المحاسب نقلا عن كتابه فهم القرآن وهذا الكتاب فهم القرآن كتبه المحاسب تنبيها على كثير من الفهوم الخاطئة التي وجدت في كتاب الله عز وجل. فهو في الاصل كتاب رد كتاب يرد فيه على كثير من الفهوم الخاطئة التي وجدت في كتاب الله عز وجل تحريفا للنصوص او فهما لها على غير وجهها وعلى غير بابها ولهذا ترى في عباراته انه يغلب عليها جانب النقاش والرد فهو ليس كتاب تقرير وانما كتاب مناقشة وردود وجزء من هذه الردود ولا سيما في الموضع الذي نقله شيخ الاسلام ابن تيمية مناقشات مع آآ تتعلق علم الكلام ومناقشة مثلا الجهمية المعتزلة وايظا الحلولية وبعض الطوائف المنحرفة كذلك اهل وحدة الوجود الى غير ذلك من الاقوال الباطلة التي في في هذا الباب فيغلب على الكتاب هذا الجانب جانب المناقشة اظافة الى ان ابا عبدالله المحاسبي دخل في شيء من علم الكلام وذمه السلف رحمهم الله تعالى على ذلك وتأثر بشيء من كلام ابن كلاب والامام احمد هجره لاجل ذلك. وقيل انه تاب فيما بعد ولهذا يوجد في كلامه حتى الذي نقله شيخ الاسلام هنا يوجد في كلامه اشياء ليست على الجادة جادة اهل السنة والجماعة وسبق ان قدمت ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ينقل هذه النقول عن اصناف آآ العلماء قصدا منه رحمه الله تعالى في جمع اه النقول في تقرير المعتقد معتقد اهل السنة في الصفات من حيث الجملة وايضا فيما يتعلق بمسألة العلو واثبات العلو لله. ولهذا سيأتي في اخر هذا النقل المطول عن المحاسب تقريره لعلو الله واثباته لعلو الله سبحانه وتعالى بانواع من الادلة ساقها رحمه الله تعالى مثبتا من خلالها علو الله سبحانه وتعالى على خلقه وايضا يرد في الوقت نفسه على من يقول بخلاف ذلك من آآ حلولية الجهمية وغيرهم من اهل الباطل والضلال كما سيأتي معنا قال رحمه الله قال في كلامه على الناسخ والمنسوخ وان النسخ لا يجوز في الاخبار وان النسخ لا يجوز في الاخبار الاخبار كما ذكر لا يدخلها النسخ الاخبار لا يدخلها النسخ وكلام الله سبحانه وتعالى فيه اخبار وفيه اوامر ونواهي والنسخ انما يدخل في الاوامر والنواهي يأمر سبحانه بامر جل وعلا ثم يأتي من كلامه عز وجل ما هو ناسخ له او ينهى عن شيء ثم يأتي من كلامه ما هو ناسخ له فالاوامر والنواهي الذي هو الانشاء والطلب هذه يدخلها النسخ ما ننسخ من اية او ننسها فهذا انما هو في الاوامر والنواهي اما الاخبار فانه لا يدخلها النسخ ومن ذلكم العقائد ومن ذلكم العقائد ولهذا العقيدة ليس فيها نسخ العقيدة ليس فيها نسخ وعقيدة الانبياء من اولهم الى اخرهم واحدة لا يأتي نبي ينسخ عقيدة النبي الذي قبله. العقيدة واحدة لا لا يدخلها ناس وانما الذي يدخله نسخ الاحكام والاوامر والنواهي اما العقيدة لا نسخ فيها مثل الايمان بالله واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مثل الامام بالملائكة واوصافهم مثل اه الامام بالانبياء الايمان بالكتب الايمان باليوم الاخر يعني امثل بمثال مثلا عدد ابواب الجنة ثمانية ثمانية ابواب فاذا اخبر نبي بان هذا هذا هو عدد ابواب الجنة هل يأتي ما ينسخ ذلك او مثلا من الملائكة جبريل هل يأتي ما ينسخ ذلك؟ ويقال انه ليس من الملائكة ملك اسمه جبريل هذه الاخبار لا تدخلها نسخ اطلاقا امور العقائد وامور الايمان لا يدخلها نسخ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى اشارة الى اختلاف الشرائع والاحكام بين نبي واخر اما العقائد واحدة العقائد واحدة لا يدخل عليها نسخ لا في عقيدة النبي الواحد ولا ايضا بين نبي ونبي فلا يدخلها نسخ اطلاقا وانما الذي يدخله النسخ الاحكام والاوامر فيقول ان النسخ لا يجوز في الاخبار ثم يبين ذلك يقول لا يحل لاحد ان يعتقد ان مدح الله واسماء واسماءه وصفاته يجوز ان ينسخ منها شيء لماذا؟ لان هذه كلها من هذا الباب باب باب الاخبار وباب الاخبار لا يدخله نسخ اسماء الله سبحانه وتعالى صفاته جل وعلا ذكر عظمته وجلاله وكماله كل هذه الامور ليست مما يدخله النسخ الى ان قال وكذلك لا يجوز اذا اخبر ان صفاته حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك انها دنية سفلى فيصف نفسه بانه جاهل ببعض الغيب بعد ان اخبر انه عالم بالغيب وانه لا يبصر ما قد كان ولا يسمع الاصوات ولا قدرة له ولا يتكلم ولا الكلام كان منه وانه تحت الارض لا على العرش جل وعلا عن ذلك هذه امثلة ساقها لبيان ان العقائد لا يدخلها نسخ والامر اوضح من ان يؤتى بمثل هذه الامثلة بلى المقام لا لا لا يليق ان يؤتى به بمثل هذه الامثلة اذ الامر واضح اذ الامر واضح هذه الامثلة التي ذكرها اه مثل اه قوله اذا اخبر ان صفاته حسنة عليا ان يخبر بعد ذلك ان دنيا سفلى هذا لا يليق ولا يصح ان ان حتى ان يمثل به لوظوح الامر وبيانه وجلاءه ولعل هذا مما انكر عليه بعض السلف ومنهم الامام احمد رحمه الله توغله في الكلام في المناقشات الكلامية يتوسع مثل اه هذا التوسع ويذكر مثل هذه الالفاظ التي اما ان تكون الفاظا خاطئة او الفاظ لا حاجة الى التعبير بها اذ المقام اوضح لكن من يدخل في علم الكلام يتوسع في العبارة توسعا ممجوجا ليس بمقبول ومقام الله سبحانه وتعالى اجل واعظم سبحانه وتعالى فباب الاسماء والصفات لا يدخله نسخ لا يدخله نسخ بمعنى انه لا يثبت لله اسم ثم ينسخ بعد ذلك او يثبت لله صفة وينسخ بعد ذلك هذا لا يكون والعقيدة واحدة لدى الانبياء لا تتغير ولا تتبدل لا في عقيدة النبي الواحد ولا ايظا بين نبي واخر. اما مثل هذه الامثلة ياه اه عدم الاتيان بها هو الذي ينبغي. لان الامر واضح ولا يحتاج ان يمثل له بهذه فالامثلة قال فاذا عرفت ذلك واستيقنت وعلمت ما يجوز عليه النسخ وما لا يجوز. ما يجوز عليه النسخ هو باب الاحكام والاوامر والنواهي وما لا يجوز عليه النسخ باب العقائد الاخبار فاذا تلوت اية في ظاهر تلاوتها تحسب انها ناسخة لبعض اخباره اذا تلوت اية في ظاهرها ظاهر تلاوتها تحسب انها ناسخة لبعض اخباره كقوله عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت الاية وقوله حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين فرعون اخبر الله سبحانه وتعالى انه اهلكه على كفره انه اهلكه سبحانه وتعالى على كفره فاذا قرأ مثلا قارئ هذه الاية حتى اذا ادركه الغرق قال امنت قال امنت فهل هذا ناسخ لما اخبر الله عنه انه مات على واهلكه على كفره وان الله عز وجل اذاقه نكال الاخرة والاولى ومات على على الكفر بالله سبحانه هل هذا ناسخ لذلك فيقول اذا قرأت اية وحسبت انها ناسخة لها فتنبه هذا المقام ليس فيه نسخ لكن انظر الى المعنى فانظر الى المعنى وانظر الى الفهم فهم القرآن فهم مدلول القرآن فان باب العقائد وباب باب الاخبار لا يدخله نسخ. ايضا مثلها حتى نعلم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين قوله حتى نعلم ليست ناسخة للايات التي فيها الاخبار عن الله سبحانه وتعالى بانه احاط بكل شيء علما وانه علم ما كانوا وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون انه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. ايات كثيرة جدا ان وسع كل شيء علما واحصى كل شيء عددا وانه لا تخفى عليه خافية فهذه الاية حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ليست ناسخة لي هذه الايات ليست ناسخة لها لكن هنا العلم المذكور هنا هو علم مخصوص يأتي بيانه فيما ذكره آآ المحاسبين قال وقد وقد تأول قوم ان الله عن ان ان ينجيه ببدنه من النار وهذا من المفهوم الفاسدة التي ينبه على ما فيها من خطأ في كتابه هذا فهم القرآن قول الله عز عز وجل فاليوم ننجيك ببدنك قال بعض الضلال من غلاة المتصوفة ننجيك ببدنك اي من النار ننجيك ببدنك اي من النار بينما المراد بالاية ننجيك ببدنك ان البحر الذي اغرقه الله فيه يلفظه ويخرج خارج البحر لا تأكله اه لا لا تأكله حيوانات البحر وانما يلفظه البحر لماذا؟ ليكون لمن خلفه اية وعبرة وعظة فقالوا في قوله فاليوم ننجيك ببدنك اي من النار اي من النار ويعتبرون ان هذا من الامور الناسخة الايات التي فيها اهلاك فرعون على الكفر قال وقد تأول قوم ان الله عنا اي قصد ان ينجيه ان ينجيه ببدنه من النار اذ قد امن عند الغرق اذ قد امن عند الغرق قال امنت قال امنت قالوا اذ قد امن عند الغرب هل هذا الايمان الذي عند الغرق معتبر فرق بين الايمان الذي هو ايمان بالغيب والايمان الذي هو ايمان الشهادة والمشاهدة والمعاينة فايمان الايمان بالغيب هو المقبول اما الايمان الذي يكون عن مشاهدة ومعاينة الموت هذا لا يقبله الله كما قال الله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان هذا لا يقبل الله توبته تقبل ويقول عليه الصلاة والسلام توبة احدكم ما لم يغرغر فاذا حصلت المعاينة معاينة الموت واعلن الانسان ايمانه وتوبته فهذا ايمان مشاهدة مشاهدة ملائكة الموت الذين جاؤوا لانتزاع روحه وقبظ روحه لا يقبل الله ايمانه لان هذا ايمان مشاهدة والايمان الذي يقبل انما هو ايمان الغيب كما قال الله عز وجل هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اما الذي يؤمن بالمشاهدة هذا لا يقبل آآ لا يقبل منه ايمانه لا يقبل منه ايمانه. فهذا الايمان حتى اذا ادركه الغرق قال امنت هذا الايمان غير مقبول هذا ايمان غير مقبول ولا يكون بهذا قد امن لم يؤمن فرعون ويقال عنه انه مات على كفره بالله. اما كلمة امنت هذه ليست مقبولة وليست ايمانا لانه ليس ليس هذا هو الايمان الذي طلبه او امر الله به او دعا عباده اليه الايمان الذي دعا الله اليه هو ايمان الغيب يؤمنون بالغيب. اما هذه المعاينة للموت وادركه الغرب اعلن الايمان فهذا ايمان غير معتبر وجوده كعدمه كانه لم يقل امنت وجوده كعدمه فرعون مات على الكفر بالله سبحانه وتعالى قال وقد تأول قوم ان الله عن ان ينجيه ببدنه من النار اذ قد امن عند الغرق قولهم اذ اذ قد امن عند الغمق استنادا الى قال امنت وهذا ليس ايمان كما قدمت وقالوا انما ذكر الله قوم فرعون يدخلون النار دونه انظر المغالطات عند هؤلاء كلها مغالطات من اجل اثبات امام فرعون كلها مغالطات وفهموم يعني تحريف لكلام الله سبحانه وتعالى من اجل اثبات ايمان فرعون قالوا ان الله ذكر قومه يدخلون النار دونه وقال فاوردهم النار وقال وحاق بال فرعون سوء العذاب ولم يقل بفرعون فهذي كلها من المغالطات والتحريف للكلم عن مواضعه على طريقة اليهود الذين يحرفون الكلم عن مواضعه وقال وهكذا الكذب على الله وهكذا الكذب على الله لان الله تعالى قال فاخذه الله اي فرعون نكال الاخرة والاولى وهذا من اوضح ما يكون على ان فرعون مات على الكفر بالله سبحانه وتعالى. قال وكذلك قوله فليعلمن الله الذين صدقوا هذه تتعلق بالموضع الاخر حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين قال وكذلك قوله فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. قال فاقر التلاوة على استئناف العلم من الله عز وجل عنان يستأنف علما بشيء في كتابه فهم القرآن بدل كلمة فاقر فظاهر التلاوة فظاهر التلاوة والعبارة اولى فظاهر آآ التلاوة مثل ما قال فيما سبق فاذا تلوت اية في ظاهر تلاوتها هنا قال فظاهر التلاوة على استئناف العلم من الله ظاهر التلاوة على استئناف العلم من الله يعني حتى نعلم ظاهر هذه التلاوة ان هذا علم مستأنف معنى مستأنف اي لم يكن معلوما من قبل لم يكن معلوما من قبل هذا معنى مستأنف فظاهر التلاوة على استئناف العلم من الله من الله ثم قال عز وجل عنان يستأنف علما بشيء تنزه الله عن ذلك ان يستأنف علما بشيء لم يكن يعلمه من قبل اذا قوله سبحانه وتعالى في هذه الاية فليعلمن وقولوا في الاية الاولى حتى نعلم ولها نظائر كثيرة في القرآن هل فهم هذه الاية هو هذا الظاهر انه استئناف استئناف علما لم يكن يعلمه سبحانه وتعالى حاشى وكلا تنزه الله وتقدس عن ذلك قال عز وجل عن ان يستأنف علما بشيء ان يستأنف علما بشيء قال لانه من ليس له علم بما يريد ان يصنعه لم يقدر عليه ان يصنعه نجده ظرورة يعني هذا من ضرورات وبدائه العقول ان من لا علم له بشيء يريد ان يصنعه لم يقدر على ان يصنعه لم يقدر على ان يصنع قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ هذه الاية ونظائرها فيها ان الله لا يستأنف علم شيء لم يكن يعلمه اذا ما معنى هذه الايات حتى نعلم فلا يعلمن الله حتى نعلم المجاهدين ما معنى هذه الايات قال وانما قوله حتى نعلم المجاهدين منكم انما يريد حتى نراه حتى نراه وبهذا يعلم من الايات التي فيها اثبات في العلم لله عز وجل على نوعين النوع الاول اثبات العلم الازلي المحيط الشامل الواسع الذي وسع كل شيء واحاط بكل شيء يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وانه احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والنوع الثاني ايات فيها اثبات العلم بالشيء موجودا اثبات العلم بالشيء موجودا بعد خلق الله سبحانه وتعالى له. وهذا العلم هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب هذا الذي يترتب عليه الثواب والعقاب كفر الكافر الذي يعاقب عليه الكافر هو ما يعلمه الله منه بعد فعله له ووقوعه من الكافر ومباشرة لاعمال الكفر فليست العقوبة على ما علمه الله منه ازلا وانما على ما علمه من واقعا في في حياة الكافر ولهذا قال وانما قوله حتى نعلم المجاهدين منكم انما يريد حتى نراه حتى نراه وهذا التفسير الذي ذكره من قول عن ابن عباس وعن غيره من السلف حتى نعلم حتى نراه. المراد حتى نراه اي نعلمه موجودا حتى نعلمه اي موجودا واقعا يراه سبحانه وتعالى فهذا هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب هذا الذي يترتب عليه الثواب والعقاب. اذا هذه الاية حتى نعلم ليست ناسخة للايات التي فيها احاطة علم الله سبحانه وتعالى اه بكل شيء وانما العلم الذي هنا هو علم اه مخصوص بمعنى ان قوله حتى نعلم اي نراه واقعا نراه موجودا وهذا هو الذي يترتب عليه آآ الثواب والعقاب ان يظهر سبحانه وتعالى آآ الشيء الذي احاط به علمه في الازل ان يظهره فيكون شيئا موجودا واقعا ثم يترتب عليه ثواب الله او عقابه. قال انما يريد حتى نراه حتى نراه فيكون معلوما موجودا لاحظ كلمة موجودا حتى يكون معلوما موجودا قبل ذلك كان معلوما لكن كان معلوما لله سبحانه وتعالى احاط بكل شيء علما يعلم ما كان وما سيكون لكنه ليس موجودا لم يوجد بعد المراد حتى نعلم اي نعلمه موجودا ثم هذا العلم بالشيء موجودا هو الذي يترتب عليه ثواب الله او عقابه سبحانه وتعالى للعامل قال لانه لا جائز ان يكون يعلم الشيء معدوما من قبل ان يكون ويعلمه موجودا كان قد كان فيعلم في وقت واحد معدوما موجودا وان لم يكن هذا من المحال لان المحال الجمع بين النقيضين المحال هو الجمع بين النقيضين فمحال ان يعلم الشيء موجودا ومعدوما في الوقت نفسه هذا من من من المحال لانه جمع بين اه النقيضين وتنزه الرب سبحانه وتعالى وتقدس عن ذلك نعم ثم قال رحمه الله تعالى الى ان قال الى ان قال وكذلك قوله تعالى انا معكم مستمعون. ليس معناه ان يحدث له سمعا ولا فلسمع ما كان من قولهم وقد ذهب قوم من اهل سنتي ان لله استماع حادثا في ذاته فذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم علم سمع لما كان من قوله لان المخلوق اذا سمع حدث له عقد فهم عما ادركه عما ادركته اذنه من الصوت وكذلك قوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله لا لا يستحدث بصرا محدثا في ذاته وانما يحدث يحدث شيء فيراه مكونا كما لم يزل يعلم قبل كونه هذا كله كما قدمت من التكلف الدخول في آآ العبارات التي هي من عبارات المتكلمين. وفي فيها من الوعورة ما فيها والامر في وضوحه وبيانه اوضح واظهر من آآ الاغراق في مثل هذه العبارات التي اغنى الله سبحانه وتعالى عباده عنها وعن تكلفها في فهم كلامه سبحانه وتعالى. وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم المتكلمون ما اصاب فيه الحق وعروا الطريق اليه وما لم يصيبوا اه فيه الحق جمعوا بين الوعورة والبعد عن الحق هذا عامة ما عند آآ اما عند المتكلمين المتكلفين من تقريرات قال الى ان قال وكذلك قوله تعالى انا معكم مستمعون ان معكم مستمعون هذه الاية معناها واضح وظاهر وفيها اثبات هذه المعية وان الله سبحانه وتعالى وهو مستو على عرشه بائن من خلقه يسمع جميع الاصوات سبحانه وتعالى ويعلم بجميع الحركات والسكنات لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية قال انا معكم مستمعون ليس معناه يقول ان يحدث له سمعا ليس معناه ان معكم مستمعون ليس معنى هذه الاية ان يحدث له سمعا. يعني الكلام هنا نظير نظير قوله فيما سبق حتى نعلم ليس معنى الاية هنا انه يحدث له سمعا لم يكن متصفا به سبحانه وتعالى من قبل ولا تكلف لسمع ما كان من قولهم ايضا ليس معنى قوله ان معكم مستمعون ان ان هذا فيه تكلف مثل ما يحصل من المخلوق عندما يريد ان يسمع ولا سيما الاصوات التي تكون بعيدة عنه او الاصوات المتداخلة يحتاج الى تكلف حتى يسمع جيدا فيقول مقام الله اعز من ذلك من اه ان يتكلف فهو يسمع جميع الاصوات على تفنن الحاجات واختلاف اللغات ولو قام الناس من اولهم الى اخرهم الانس والجن من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها لو قاموا اجمعين في صعيد واحد وفي لحظة واحدة وكلهم دعوه في تلك اللحظة كل بلغته وكل يذكر حاجته وكل يطلب مسألته لسمعهم تبارك وتعالى اجمعين دون ان يختلط عليه صوت بصوت ولا لغة بلغة ولا حاجة بحاجة كما قالت عائشة رضي الله عنها لما نزل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها قالت سبحان الذي وسع سمعه الاصوات سبحان الذي وسع سمعه الاصوات وفي الحديث القدسي يقول الله يا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني اعطيت كل واحد مسألة ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر قالو وقد ذهب قوم من اهل السنة ان لله استماعا حادثا في ذاته فذهبوا الى ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم انه يحدث منهم علم سمع لما كان من قول. هكذا هنا وفي كتابه فهم القرآن الا ان ما يعقل من الخلق انه يحدث منهم علة سمعا لما كان من قول لان المخلوق اذا سمع حدث له عقد وفي اه فهم القرآن حدث له عقل فهم عما ادركته اذنه من اه الصوت وكذلك قوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم فسيرى الله عملكم لا يستحدث بصرا محدثا في ذاته وانما يحدث الشيء فيراه مكونا كما لم يزل يعلم قبل كونهم كما لم يزل يعلم قبل كونه مراده بهذا الكلام وما فيه ايظا كما قدمت من وعورة ان قوله فسيرى الله وقوله انا معكم مستمعون لا يلزم من هذه الايات انه لم يكن عالما بذلك ومحيطا علما بذلك سبحانه وتعالى. بل ان آآ الرؤيا هنا الرؤيا هنا لما يراه مكونا موجودا لما يراه مكونا موجودا عرفنا ان العلم عرفنا ان العلم نوعان نوعان علم ازلي محيط بكل شيء وعلم بالشيء موجود وعلمه بالشيء موجود وظاهر سياق المحاسب هنا انه يسوي بين العلم وبين الرؤية والسمع وهذا غلط ظاهره انه يسوي بين العلم وبين اه آآ الرؤية والسمع العلم مثل ما تقدم علم ازلي والنوع الاخر من العلم الذي دل عليه حتى نعلم علم بالشيء موجودا علم بالشيء موجودا كما تقدم حتى نراه اما السمع والبصر فتعلقه اخر تعلقه بالشيء المبصر او بالشيء المسموع بالشيء المبصر وقت وجوده والشيء المسموع ليس القول فيه كالقول في العلم فهنا فيه يظهر والله اعلم خلط جاء ما يتعلق تعلق السمع والبصر نظير تعلق العلم مع ان آآ الامر مختلف كما سبق بيان ذلك نعم قال رحمه الله الى ان قال وكذلك قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله اامنتم من في السماء وقوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقال تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه وقال تعالى تعرج الملائكة والروح اليه. وقال لعيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقال تعالى بل رفعه الله اليك وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته وذكر الالهة ان لو كانوا الهة لابتغوا الى ذلك الى ذي العرش سبيلا الى طلبه حيث هو فقال قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. وقال تعالى سبح اسم ربك الاعلى. قال ابو عبد الله فلن ينسخ ذلك ابدا هذه الايات كلها آآ ايات فيها اثبات في العلو علو الله سبحانه وتعالى وذكر ايات فيها تنوع الادلة على اثبات علو الله فمثلا منها اثبات الفوقية هذا نوع واثبات الاستواء هذا نوع اثبات ان الله في السماء هذا نوع اثبات انه يصعد اليه الكلم الطيب هذا ايضا نوع اثبات انه يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه العروج هذا نوع تعرج الملائكة آآ الرفع رفع بعض المخلوقات اليه ورافعك الي بل رفعه الله اليه هذا نوع ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته هذا نوع من الادلة على علو الله اذا كان على قول من يقول في كل مكان ما معنى عند ربك اذا كان على قول من يقول ان الله في كل مكان ما معنى قوله عند ربك ما معنى هذا الاختصاص؟ ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادة رب ابن لي عندك بيتا في الجنة. ما معنى ذلك فهذا نوع من انواع الادلة كذلك آآ قوله لابتغوا الى ذي العرش العرش الذي هو سقف المخلوقات واعلاها ذي العرش المستوي على العرش سبحانه وتعالى وقوله سبح اسم ربك الاعلى هذا نوع الاعلى اسم من اسماء الله والعلي والمتعال هذي اسماء لله جل وعلا دالة على علوه ذاتا وقدرا وقهرا سبحانه وتعالى فهذه انواع للادلة على العلو. يقول المحاسبي فلن ينسخ ذلك ابدا هذا الن ينسخ هذه عقائد واخبارات عن الله سبحانه وتعالى بعلوه هذا لا ينسخ ابدا فاذا جاءت اية في القرآن وفهم منها الانسان خلاف ذلك. هل يعدها ناسخة لايات العلو او يتهم عقله وفهمه وسوء اه اه فهمه لكتاب الله يذكر الان اشياء اساء بعض الناس الفهم فيها وظنوا انها ناسخة لمثل هذه الايات المثبتة لعلو الله عز وجل نعم قال وكذلك قوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وقوله تعالى ونحن اقرب من من يقولون الله في كل مكان كثيرا ما يريدون هذه الاية. وهو الذي في السماء لا وفي الارظ له مئات الايات والاحاديث التي تثبت علو الله سبحانه وتعالى كلها لا يلتفتون اليها ويأخذون هذه الاية وهو الذي في السماء اله وفي وفي الارض اله ويفهمونها فهما خاطئا يفهمونها فهما مناقضا لهذه الايات. بينما هذه الاية معناها واضح وظاهر لمن يفهم كلام الله قال وهو الذي في السماء اله الاله في اللغة المعبود هذا معناه وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله اي معبود في السماء تعبده الملائكة ومعبود في الارض يعبده سبحانه وتعالى من آآ من شاء ومن وفقهم سبحانه وتعالى من عباده تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده هذا معنى قوله هو الذي في السماء لا وفي الارض اله اي معبود في السماء ومعبود في الارض نعم وقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. ايضا هذه الاية ونحن اقرب اليه من حبل الوريد يستدلون بها على ان الله في كل مكان. مع ان الاية نفسها رد عليهم الاية نفسها رد عليهم كما سيأتي بيان ذلك وقوله تعالى وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم. ايضا هذه الاية يستدلون بها على ان الله في كل مكان وهو الله في السماوات والارض يعلم سركم وجهركم مع ان ايضا معناها واضح سواء وصلنا آآ اول الاية بقوله يعلم او لم نصل فقوله هو الله في السماوات والارض بعدم الوصل مثل الاية التي قبله والذي في السماء الى وفي الارض اله وهو الله في السماوات والارض اي المعبود في السموات والمعبود في الارض ثم جاء كلاما اخر اثبت فيه علم الله بكل شيء يعلم سركم وجهركم واذا وصلنا وهو الله في السماوات والارض يعلم سركم وجهركم في السماوات والارض بعلمه واطلاعه وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء فليست هذه الاية بمعارضة للايات الكثيرة المثبتة لعلو الله سبحانه وتعالى على خلقه نعم وقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم فليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد لذلك ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. يأخذون هذه الاية الا وهو معهم اينما كانوا ويثبتون منها ان الله تعالى عما يقولون في كل مكان و يعطلون الايات الكثيرة بالمئات التي تثبت علو الله سبحانه وتعالى على عرشه اه المجيد وفوقيته سبحانه وتعالى. فيقول رحمه الله فليس هذا بناسخ لهذا. ما معنى ليس هذا بناسخ لهذا يعني هذه الايات هذه الايات التي فهم منها اقوام فهما خاطئا انها تدل على ان الله في كل مكان ليست بنازخة للايات التي تثبت علو الله وقد ساقها قبل قليل او ساق جملة منها قبل قليل فهي ليست ناسخة لها فليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد لذاك. كلام جميل جدا فليس هذا بناسخ لهذا ولا هذا ضد لذاك هذا ليس ليس فيه تضاد ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اذا الخلل في فهوم هؤلاء الخلل في فهوم هؤلاء وضربهم للنصوص بعضها اه ببعض فالخلل في فهومهم لا في كتاب الله تعالى وتنزه اه ان يكون فيه آآ تضارب او او تعارظ او تناقظ نعم قال رحمه الله واعلم ان هذه الايات ليس معناها ان الله اراد الكون بذاته فيكون في اسفل الاشياء او يتيقن فيها لاستفالها ويتبعظ فيها على اقدار ويزول عنها عند فلائها جل وعز عن ذلك وقد نزغ بذلك بعض اهل الضلال فزعموا ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كائنا كما هو في العرش ولا فرق بين ذلك عندهم ثم احالوا في النفي بين تثبيت ما يجوز عليه في قولهم ما نفوه لان كل من يثبت شيئا في المعنى ثم نفاه بالقول لم يغني عنه بلسانه واحتجوا بهذه الايات ان الله تعالى في كل شيء بهذه الايات اي ايات المعية ومثل قوله والله في السماوات ومثل قوله آآ وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله احتجوا بهذه الايات ان الله واحتجوا بهذه الايات ان الله تعالى في كل شيء بنفسه كائنا ثم نفوا معنى ما اثبتوا فقالوا لا كالشيء في الشيء يعني لما اثبتوا واوردت عليهم لوازم انه يلزم ان يكون في الاخلية والاماكن القذرة وكذا وكذا لما ورد عليهم قالوا لا لا لا يكون آآ لا كالشيء في الشيء يعني لا يكون كالشيء المخلوق في الشيء المخلوق. وهذا تناقض هذا تناقض يعني بعد ان اثبتوا ان في كل مكان ليس في مكان دون مكان واوردت عليهم تلك اللوازم التي تظهر شناءة عقيدتهم وفساد مذاهبهم وبطلانه قالوا هذه الكلمة لا كالشيء في يعني ذاك الشيء المخلوق بالشيء المخلوق وهذا تناقض بين تناقض بين والتناقض من امارات فساد المذهب التناقض من امارات فساد المذهب وبطلانه. نعم قال ابو عبد الله رحمه الله اما قوله حتى نعلم وقوله وسيرى الله وقوله انا معكم مستمعون فانما معناه حتى يكون الموجود فيعلمه موجودا ويسمعه مسموعا ويبصره مبصرا لا على ويبصره مبصرا لا على استحداث علم ولا سمع ولا بصر. هذا مضى الكلام عنه قريبا نعم واما قوله تعالى واذا اردنا اذا جاء وقت كون المراد فيه نعم. وان قوله على العرش استوى وقوله وهو القاهر فوق عباده. وقوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض. وقوله اذا لو ابتغوا الى ذي العرش سبيلا فهذا وغيره مثل قوله تعرج الملائكة وروحوا اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه هذا منقطع يوجب انه فوق العرش فوق الاشياء كلها منزه عن الدخول في خلقه. لا يخفى عليه منه خافية لانه ابان في هذه الايات ان ذاته بنفسه فوق عباده. لانه قال امنتم من في السماء. يعني فوق العرش والعرش فوق السماء ان من قد كان فوق كل شيء على السماء في السماء. وقد قال مثل ذلك قال فسيحوا في الارض يعني على الارض لا لا يريد الدخول في جوفها وكذلك قوله ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني فوقها عليها وقال امنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصل فلم يكن فصل وقال امنت من في اامنتم من في السماء ثم فصل فقال ان يخسف بكم الارض ولم يصل فلم يكن لذلك معنى اذ فصل بقوله من في السماء ثم استأنف التخويف بالخسف الا انه على عرشه فوق السماء وقال تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه. وقال تعرج الملائكة والروح اليه. فبين عروج الامر وعروج الملائكة ثم وصف وقت صعودها بالارتفاع صاعدة اليه. فقال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فقال صعودها اليه وفصله من قوله اليه. كقول القائل اصعد الى فلان في ليلة او يوم. وذلك وذلك انه في العلو وان وان صعودك اليه في يوم فاذا صعدوا الى العرش فقد صعدوا الى الله عز وجل. وان كانوا لم يروه ولم ولم يساووه في الارتفاع في علوه فانهم صعدوا من الارض بالامر الى العلو قال الله تعالى بل رفعه بل رفعه الله اليه ولم يقل عنده وقال تعالى وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى ثم استأنف الكلام فقال واني لاظنه كاذبا فيما قال لي ان الى ان الهه فوق السماوات فبين الله سبحانه ان فرعون ظن بموسى انه كاذب فيما قال. وعمد لطلبه حيث قاله مع الظن بموسى انه كاذب. ولو ان موسى قال انه في كل مكان بذاته لطلبه في بيته او بدنه او حشه فتعالى الله عن ذلك ولم يجد نفسه ببيان الصرح قال ابو عبد الله واما الاية التي يزعمون ان انها هذه الايات اه تقدم ذكره لها لكنه اعاد ذكرها مرة اخرى مبينا وجه دلالاتها على العلو وموظحا معانيها والكلام الذي ذكره في توضيح معاني هذه الايات الدالة على انواع العلو واضحة سواء ايات الاستواء او الايات التي فيها العروج او امنتم من في السماء وبين ان في في قوله في السماء بمعنى السماء وذكر لي ذلك نظائر مثل لوصلبنكم في جذوع النخل اي على جذوع النخل فهذا له نظائر في السماء اي على السماء ترحموا من في الارض ما المراد بها ارحموا من في الارض ما المراد بها هل هي خاصة بما في باطن الارض من ديدان وحشرات لا تشمل من يمشي على ظهرها ارحموا من في الارض لو قال قائل في تفيد الظرفية لا الحديث لا يتناول كل من يمشي فوق الارض فقط الذي يرحم من هو ببطن الارض لان فيه تفيد الظرفية هل يعتبر هذا فهمه فهما صحيحا يقول الاية تفيد تفيد الظرفية النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا من في الارض لا تشمل رحمة من فوق الارض لان لان الحديث ارحموا من في الارض ما احد يقول ذلك ارحم من في الارض فيه بمعنى على من في الارض اي على الارض يرحمكم من في السماء اولها يوضح اول حديث يوضح اخره يرحمكم من في السماء اي يرحمكم من على السماء تفي بمعنى على ففيه بمعنى على وهكذا الايات التي ذكر كلها آآ قرر او بين من خلالها وضوح دلالتها على علو الله سبحانه وتعالى ثم رجع للايات التي يظنونها معارضة لايات العلو واخذ يبين ما تدل عليه. نعم قال رحمه الله قال ابو عبد الله واما الاية التي يزعمون انها قد وصلها ولم يقطعها كما قطع الكلام الذي اراد به انه على عرشه فقال الم الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض فاخبر بالعلم ثم اخبر انه مع كل مناج ثم ختم الاية بالعلم بقوله ان الله بكل شيء عليم. فبدأ بالعلم وختم بالعلم. فبين انه اراد ان ان يعلمهم فبين انه اراد ان ان يعلمهم فبين انه اراد ان يعلمهم لا لا لا فبين انه اراد انه يعلمهم حيث كانوا نعم فبين انه اراد انه يعلمهم حيث كانوا لا يخفون عليه. ولا يخفى عليهم مناجاتهم ولو اجتمع القوم في اسفل في اسفل وناظر وناظر اليهم في العلو فقال اني لم ازل اراكم واعلم مناجاتكم لكان صادقا ولله المثل الاعلى ان يشبه الخلق ان ان يشبه الخلق فان ابوا الا ظاهر التلاوة وقالوا هذا منكم دعوة خرجوا عن قولهم في ظاهر التلاوة لان من هو مع الاثنين او اكثر هو معهم لا فيهم ومن كان مع الشيء فقد خلا منه فقد خلا منه جسمه وهذا خروج من قولهم. هذا الان آآ يعني اية من الايات التي يدعون انها تدل على ان الله في كل مكان ان الله في كل مكان ويعارضون بها ايات العلو يعتبرونها ناسخة لها مثل الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا وسادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم ما عملوا يوم القيامة انه ان الله بكل شيء عليم فهم اخذوا وسط الاية الا هو معهم اينما كانوا وقالوا المراد انه وبذاته في كل مكان انه بذاته في كل مكان وجعلوا هذه الاية معارظة للايات الكثيرة التي تقرر علو الله سبحانه وتعالى على عرشه المجيد فيقول في الرد عليهم ان الله بدأ بالعلم وختم بالعلم ومع في لغة العرب تفيد مطلق المصاحبة وهي في كل موضع بحسبه الست تقول سافرنا والقمر معنا والقمر في السماء وانت في الارض تعافي بما المعية هي مطلق المصاحبة وفي كل موضع بحسبه وهي في كل موضع بحسبه. يقول القائل فلان مع زوجته. اي في عصمته لم يطلقها. ويكون هو في بلده وهي في بلد اخر فمع تفيد مطلق المصاحبة لكنها في كل موضع بحسبه. اذا قوله الا هو معهم اينما كانوا. كيف نفهم الاية؟ هل يمكن ان نفهمها بتجريدها عن السياق واللحاق لابد ان تضم الى ما قبله وما بعدها حتى تفهم ولهذا قال بدأ الخبر بالعلم وختمه بالعلم يعني بدأ الاية بالعلم وختم الاية بالعلم فافاد ان المعية المراد بها ماذا العلم فمعنى الا هو معهم اينما كانوا اي بعلمه سبحانه وتعالى اي بعلمه سبحانه وتعالى فالمعية هنا المراد بها العلم من اين اخذنا ذلك من السياق نفسه لان الخبر بدأ بالعلم وختم بالعلم. وهذا الذي قاله المحاسبي قال اهل العلم من قبل الامام احمد وغيره قالوا بدأ في ردهم على الجهمية قالوا بدأ الخبر بالعلم وختمه العلم ولهذا باجماع السلف قوله الا هو معهم اينما كانوا وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه باجماع السلف اي بعلمه وحكى الاجماع غير واحد من من اهل العلم. وهذا هو الذي دل عليه في سياق اه الاية سباقها ولحاقها نعم قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد لان ما قرب من الشيء ليس هو في الشيء ففي ظاهر التلاوة على دعواهم انه ليس في حبل الوريد ايضا هذا رد عليهم في فهم من الاية نحن اقرب اليه من حبل الوريد يستدلون بها على انه في كل مكان فيقول ليست فيها دلالة. طبعا الاية من اهل العلم من قال نحن اقرب اي الله اقرب والمراد بالقرب هنا القرب العام مثل المعية العامة لكن الذي حقق شيخ الاسلام ان القرب لا يكون الا خاصا لا يكون الا خاصا وان المراد بقوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اي بملائكتنا بدلالة قوله اذ يتلقى المتلقيان فيكون نظير فاذا قرأناه فاتبع قرآنه اي قرأه جبريل مثل قوله انا نستنسخ اي تستنسخ الملائكة يضيف الى نفسه سبحانه ما تفعله ملائكته بامره جل وعلا نعم ويقول ايضا في الرد عليهم ففي ظاهر التلاوة على دعواهم دعواهم ماذا ان قوله نحن اقرب اليه من حبل الوريد ان في كل مكان هذا هذه دعواهم. فيقول ظاهر التلاوة على دعواهم انه ليس في حبل الوريد ليس في حبل الوريد. هم يقومون في كل مكان ومن هذه الامكنة حبل الوريد يقول ظاهر التلاوة ان ليس في حبل الوريد اقرب نحن اقرب اليهم منحة ابن الوليد ما قال في حبل الوريد مظاهر التلاوة ايضا رد عليهم في فهمهم ان الله تعالى عما يقولون في كل مكان فلو قال قائل الله في كل مكان والدليل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد يقال له لم يقل في حبل الوريد حتى تقول في كل مكان الاية ظاهرها التي تستدل بها ليس فيها دليل لك بل هي دليل عليك نعم قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله لم يقل في السماء ثم لم يقل في السماء ثم قطع كما قال امنتم من في السماء ثم قطع فقال ان يخسف بكم الارض فقال وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. اله اهل السماء واله اهل الارض. اله اهل السماء واله اهل الارض اي معبود من في السماء ومعبود من في الارض هذا معناها وذلك موجود في اللغة. تقول فلان امير في خراسان وامير في بلخ وامير في سمرقند. وانما هو موضع واحد. ويخفى عليه ما وراءه وانما هو موضع واحد وانما هو في موضع واحد وانما هو في موضع واحد ويخفى عليه ما وراءه. فكيف العالي فوق الاشياء لا يخفى عليه شيء من الاشياء يدبئ لا يخفى عليه شيء من الاشياء يدبره فهو اله فيهما اذا كان مدبرا لهما وهو على عرشه فوق كل شيء تعالى عن الامثال الواضح ان قوله وهو في السماء اله وفي الارض اله على معناها فيما تدل عليه اللغة وهو ان الاله هو المعبود. هو الذي في السماء اله وفي الارض اله اي معبود من في السماء ومعبود من في الارض تعبده الملائكة في السماء ويعبده ايضا في الارض من وفقهم الله سبحانه وتعالى ويسر لهم عبادته. انتهى ما نقله شيخ الاسلام اه رحمه الله تعالى عن ابي عبدالله الحارث المحاسبي واعتذر اليوم عن الاطالة من اجل ان نكمل النقل بتمامه واسأل الله عز وجل ان يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك