الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى. وقال الامام ابو عبدالله محمد بن خفيف في كتابه الذي سماه اعتقاد التوحيد باثبات الاسماء والصفات قال في اخر خطبته فاتفقت اقوال المهاجرين والانصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة اسمائه وصفاته وقضائه قولا واحدا وشرعا ظاهرة وهم الذين نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى قال عليكم بسنتي وذكر الحديث وحديث لعن الله من احدث حدثا او اوى محدثا. وقال فكانت كلمة الصحابة على اتفاق من غير اختلاف. وهم الذين امرنا بالاخذ عنهم اذ لم يختلفوا بحمد الله تعالى في احكام التوحيد واصول الدين من الاسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل الينا كما نقل سائر الاختلاف واستقر صحة ذلك عن خاصتهم وعامتهم حتى ادوا الى التابعين لهم باحسان فاستقر صحة ذلك عند العلماء المعروفين حتى نقلوا ذلك قرنا بعد قرن لان الاختلاف كان في الاصل عندهم كفر اه المنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا نقل اخر ينقله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة ما ينقل عن المتقدمين تلاف انواعهن من عهدي الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم باحسان فيما ينقلونه عن اه ائمة السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وارظاهم وهذا النقل عن ابي عبدالله محمد ابن خفيف وهذا كان من العلماء و كان ايضا اه له كتب كثيرة حتى انه قيل في ترجمته انه كتب من الكتب ما لم يصنف احد مثله من كثرة ما كتب وعمر حتى جاوز عمره المئة. كان كثير العبادة وايضا عنده شيء من التصوف لكنه في باب الاسماء والصفات وهذا امر اشرنا اليه ان كثير من هؤلاء كانوا في الجملة على جادة اهل السنة والجماعة وطريقتهم ونقل شيخ الاسلام عنهم هنا لا يلزم منه اقرار كل ما ينقل عنهم بجميع ابواب الدين وهذا النقل نقل عن كتابه اعتقاد التوحيد باثبات الاسماء والصفات قال في اخر خطبته فاتفقت اقوال المهاجرين والانصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة اسمائه وصفاته وقضائه قولا واحدا وشرعا ظاهرا وهم الذين نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة واورد ايضا حديث لعن الله من احدث حدثا او آوى محدثا قال فكانت كلمة الصحابة على اتفاق من غير اختلاف وهذي فائدة ثمينة الصحابة رضي الله عنهم كلمتهم واحدة ليس بينهم اختلاف في اسماء الله وصفاته وفي العقيدة عموما وانما ان وجد من الاختلاف فانما هو في الفروع والاحكام وتفاصيل الشرائع اما اصول الاعتقاد ليس بين الصحابة رضي الله عنهم خلاف في شيء منها اتفقوا من غير اختلاف وهم الذين امرنا بالاخذ عنهم اذ لم يختلفوا بحمد الله في احكام التوحيد واصول الدين من الاسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع اي ان الخلاف الذي وجد بين الصحابة هو خلاف في الفروع وتفاصيل احكام الشريعة اما اصول الدين واصول الاعتقاد فكلمتهم فيه واحدة من غير اختلاف ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل الينا كما نقل سائر الاختلاف الدليل على ذلك ان كلمة الصحابة واحدة في الاعتقاد وانهم لم يختلفوا هو انه لو كان بينهم اختلاف لنقل مثل ما نقل الاختلاف الذي بينهم في الاحكام تجد مسائل لها الاحكام ينقل الخلاف الذي بين الصحابة. وامور الاعتقاد لا تجد شيء ينقل عن الصحابة يشير الى خلاف بينهم في امور العقيدة مما يدل اه على ما ذكره المصنف او ما ذكره المنقول عنه ابن خفيف وهو ان امور الاعتقاد فالامر فيها متفق عليه بين الصحابة لا خلاف بينهم في في ذلك قال فاستقر صحة ذلك عن خاصتهم وعامتهم استقر امر ذلك اي امر الاتفاق في امور الاعتقاد وعدم الاختلاف استقر امر ذلك عن خاصتهم وعامتهم اي عن الصحابة عموما وعن الصحابة المشهورين المعروفين المكثرين من النقل المعروفين مثلا الفقه والتفقه او نحو ذلك عن خاصة الصحابة ومن اعظم ما من يدخل في خاصة الصحابة الاربعة الراشدين كما قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها حتى ادوا الى التابعين حتى ادوا الى التابعين لهم باحسان ولسان حال الصحابة يقول هذا ما ادى الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نؤديه لكم كما سمعناه منه وننقله لكم كما جاءنا فكان لهم رضي الله عنهم وارضاهم النصيب الاوفر والحظ الاكمل من قول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمعها قال فاستقر صحة ذلك عند العلماء المعروفين حتى نقلوا ذلك قرنا بعد قرن وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الدين حيث قيض الله له سبحانه وتعالى حملة عدولا ونقلة ثقات كل قرن ينقله للقرن الذي بعده بامانة ووفاء قال لان الاختلاف كان في الاصل عندهم كفر ولله المنة اي على ما قيظه ويسره من حفظ لهذا الدين وتوفيقا لهؤلاء الصفوة الاخيار في نقل هذا الدين قرنا بعد قرن. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اني قائل وبالله اقول انه لما احدثوا في احكام التوحيد وذكر الاسماء والصفات على خلاف منهج المتقدمين من نظير وقوله ان الصحابة ليس بينهم اي خلاف في امور الاعتقاد وامور الاسماء والصفات يقول ابن القيم كما في كتابه اعلام الموقعين وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الاحكام وهم سادات المؤمنين واكمل الامة ايمانا ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الاسماء والصفات والافعال بل كلهم على اثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة من اولهم الى اخرهم. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اني قائل وبالله اقول انه لما احدثوا في احكام التوحيد وذكر الاسماء والصفات على خلاف منهج متقدمين من الصحابة والتابعين فخاض في ذلك من لم يعرفوا بعلم الاثار ولم يعقلوا قولهم بذكر الاخبار وصار معولهم على احكام هواجس النفوس المستخرجة من سوء الطوية وما وافق على مخالفة السنة والتعلق منهم بايات لم يسعدهم فيها فتأولوا على اهوائهم وصححوا بذلك مذاهبهم احتجت الى الكشف عن صفة المتقدمين ومأخذ المؤمنين ومنهاج الاولين خوفا من الوقوع في جملة اقاويلهم التي رسول الله صلى الله عليه وسلم امته ومنع المستجيبين له حتى حذرهم ثم ذكر ابو عبد الله خروج النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتنازعون في القدر وغضبه وحديث لا الفين احدكم متكئا على اريكته وحديث ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة وان الناجية ما كان عليه هو واصحابه ثم قال فلزم الامة قاطبة معرفة ما كان عليه الصحابة. ولم يكن الوصول اليه الا من جهة التابعين لهم باحسان معروفين بنقل الاخبار ممن لا يقبل المذاهب المحدثة فيتصل ذلك قرنا بعد قرن ممن عرفوا بالعدالة والامانة على الامة ما لهم وما عليهم من اثبات السنة هذا كلام عظيم جدا اوضح رحمه الله تعالى من خلاله سبب تأليفة كتابه الذي اه سماه اعتقاد التوحيد باثبات الاسماء والصفات قال رحمه الله لما احدثوا في احكام التوحيد وذكر الاسماء والصفات على خلاف منهج المتقدمين من الصحابة والتابعين فخاض في ذلك من لم يعرفوا بعلم الاثار ولم يعقلوا قولهم بذكر الاخبار ولم يعقلوا قولهم بذكر الاخبار اي لما وجد اناس خاضوا في امور العقيدة واصول الديانة من غير ان يبنوا ذلك على الكتاب والسنة والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم و ذلك انهم لم يعرفوا بعلم الاثار يعني لم يعرف منهم عناية بعلم الاثار. الاثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لم يعرف لهم عناية بذلك ولم يعقلوا قولهم بذكر الاخبار ومعنى لم يعقلوا قولهم اي لم يقيدوه ويجعل له عقالا قيدا بحيث لا يتكلم الانسان الا بدليل ولا يقول الا بمستند من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولم يعقلوا قولهم بذكر الاخبار وصار معولهم اي معتمدهم ومستندهم على احكام هواجس النفوس المستخرجة من سوء الطوية وهذه كلمة عظيمة والله في بيان كيف تنبت العقيدة الباطلة وذلك ان العقائد التي بين الناس على قسمين عقائد نازلة وعقائد نابتة لا تخرج عن العقائد التي بين الناس عن هاتين عن هذين القسمين عقائد نازلة اي نزل فيها وحي من الله ويعرف صاحب هذه العقيدة بانه اذا قال قولا في الاعتقاد ذكر دليله اما من الكتاب او من السنة نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا ونعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فهذه امارة اهل العقائد العقائد او العقيدة النازلة. اي التي نزل بها وحي والنوع الثاني من العقائد الموجودة بين الناس توصف بانها عقائد نابتة ومعنى نابته اي نبتت في الارض ونشأت في الارض واحدثها الناس وقد كانت من طريقة الانبياء في ابطال ما لدى الناس من عقائد نبتت عندهم واحدثوها باخبارهم ان تلك العقائد ما انزل الله بها من سلطان كقول يوسف عليه السلام يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دوني الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان وما جاء في سورة النجم افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى تلك اذا قسمة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ولهذا يمكن ان يقال كل عقيدة النازلة يمكن ان يقال كل عقيدة نابتة فهي باطنة كل عقيدة نابتة كل عقيدة نبتت ونشأت في الارض لم ينزل بها وحي من الله عندما يقررها صاحبها لا يستند على دليل من الكتاب والسنة فهي باطلة وما اكثر العقائد الباطلة التي بين الناس التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. فكل عقيدة لم ينزل بها سلطان اي حجة السلطان هو الحجة لم ينزل بها سلطان فهي باطنة ولا يصح من العقائد عقائد الناس الا ما نزل به سلطان اي وحي من الله سبحانه وتعالى انظر كلامه العجيب يقول وصار معولهم اي في هذه العقائد التي نبتت بينهم ونشأت صار معولهم على احكام هواجس النفوس هواجس النفوس اي الخطرات قطرات القلوب ما يجول في النفوس من اراء او افكار او غير ذلك وكثير من ذلك وساوس من الشيطان هواجس النفوس المستخرجة من سوء الطوية مستخرجة من سوء الطوية وهذا ايضا تنبيه له اهميته لان سلامة الطوية سلامة الطوية اي القلب بالاعتماد على الله وصدق اللجوء اليه والاهتداء بهداه والالحاح عليه سبحانه وتعالى بالدعاء صدقا اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والارض انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. السلامة الطوية بالنصح والصدق اه التحري عدم اتباع اهواء النفوس تكون به باذن الله تبارك وتعالى السلامة والوقوف على الحق والهدى فهؤلاء اعتمدوا على هواجس النفوس المستخرجة من سوء الطوية ما وافق على مخالفة السنة ما وافق على مخالفة السنة قال والتعلق منهم بايات لم يسعدهم فيها اي لم يسعدهم اه التوفيق وحسن الفهم كلام الله سبحانه وتعالى فيها اي تلك الايات التي تكلموا بمعانيها فتأولوا على اهوائهم وهؤلاء مشكلتهم من جهة ان الواحد منهم يعتقد اولا ثم يستدل يعتقد اولا من خلال تصوره العقلي من خلال ارائه من خلال منطقياته من خلال فكرة او ذوقه او غير ذلك من الامور ثم يستدل فماذا يكون عندما يريد ان يستدل تجده يلوي النصوص ويعمل على تطويع النصوص لتكون دليلا على هذا الاعتقاد الذي توصل اليه قبل والاصل ان يأتي الانسان الى الوحي وان يقبل على الوحي مستمدا مباشرة منه المعتقد قال فتأولوا على اهوائهم وصححوا بذلك مذاهبهم صححوا بذلك مذاهبهم اي الباطلة القائمة على ما استخرج من النفوس اهوائها وحاولوا تطويع النصوص وتأويل النصوص لتكون دليلا لتلك الاهواء وتلك الاراء من اجل ان يصححوا بذلك مذاهبهم يقول لما كان الامر بهذه الصفة احتجت الى الكشف عن صفة المتقدمين وما اخذ المؤمنين منهاج الاولين وهذا يوضح لنا سبب تأليفه ومقصودة من هذا الكتاب وانه لما وجد وجدت هذه الاختلافات اراد ان يبرز للناس عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم لماذا؟ قال خوفا من الوقوع في جملة اقاويلهم التي حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم امته ومنع المستجيبين له حتى حذرهم هذا هو سبب تأليف الخوف على الناس من جملة تلك الاقاويل الباطلة القائمة على الفكر القاصر وهواجيس النفوس وخطرات الصدور واذا ذكر احدهم شيئا من النصوص فانما يذكره ليطوع النص ليكون دليلا على رأيه او ما توصل اليه المذهب فكره وعقله ثم ذكر ابو عبد الله محمد ابن خفيف خروج النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتنازعون في القدر واغضبه كما في الحديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه وهم يتخاصمون في القدر فخرج عليهم عليه الصلاة والسلام كأنما فقأ في وجهه حب الرمان لان ما فقئ في في وجه حب الرمان وهذا انما يكون من شدة الغضب ونبينا عليه الصلاة والسلام انما يغضب ويشتد غضبه اذا انتهكت حرمات الله اذا انتهكت حرمات الله وهو كما وصفت عائشة كان لا يغضب واذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء صلوات الله وسلامه عليه فقال لهم بهذا امرتم ولهذا خلقتم تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الامم قبلكم فحذر عليه الصلاة والسلام من ذلك ولهذا جاء عنه في الحديث الاخر اذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر القدر فامسكوا. والمراد اذا ذكر القدر بالحديث عنه بالرأي والعقل والهواجس هواجس الصدور هذا لا يجوز ان يخوض المرء في امور القدر القدر سر الله سبحانه وتعالى لا يجوز للانسان ان يدخل بفكرة او هواجسه او عقله في امور القدر بهذه الطريقة وهذا معنى قوله اذا ذكر القدر فامسكوا لكن اذا ذكر القدر استنادا الى الادلة بحيث يتكلم العالم عن مسائل القدر مسألة مسألة بالدليل هذا يمسك عنه ان يتناول قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر القدر فامسكوا لا يتناوله وانما المراد بالخوظ فيه بالباطل او بالاسئلة الاعتراظية على الله والله يقول لا يسأل عما يفعل او بالدخول في مسائل القدر بالرأي المجرد والفكر القاصر والهواجس هواجس النفوس التي لا يتولد عنها الا العقائد الباطلة ثم اورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا الفين اي لاجدن احدكم متكئا على اريكته والاريكة هو ما يجلس عليه الانسان ويتكئ عليه من فراش او نحوه قال لالفين احدكم متكئا على اريكته يأتيه الامر من امري مما امرت به او نهيت فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه وقد وجد طائفة اه سموا انفسهم بالقرآنيين وقالوا نحن لا نقبل الا الذي جاء في القرآن فقط وما سوى ذلك لا نقبله ورد احاديث النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا والحقيقة ان هؤلاء لا تصح نسبتهم للقرآن ليسوا من اهل القرآن هؤلاء ليسوا من اهل القرآن هؤلاء من ابعد الناس عن القرآن لانهم لو كانوا من اهل القرآن لما ردوا سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اين العمل بالقرآن وفي القرآن ايات كثيرة فيها الامر بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام مقرونة بطاعة الله اين العمل بالقرآن؟ والله يقول فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم اين العمل بالقرآن؟ والله يقول وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا اين العمل بالقرآن؟ والله يقول واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة اي السنة والان في هذا المعنى كثيرة جدا فهؤلاء اهل ظلال وليسوا من اهل القرآن الذين هم اهل الله سبحانه وتعالى وخاصة واورد رحمه الله حديث ستفترض هذه الامة ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة وان الناجي ما كان عليه هو واصحابه لان عليه الصلاة والسلام قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقا وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة وهذا الافتراق في الاهواء هذا الافتراق في الاهواء كل منهم اتبع هواه ولو اعتصموا بحبل الله سبحانه وتعالى لسلموا من هذا الافتراق ولهذا فان الاهواء اعظم اسباب الافتراق. افتراق الامة قال وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار وقوله كلها في النار هذا وعيد شأنه شأن نصوص الوعيد الاخرى والمراد بقوله امتي اي امة الاجابة مراد بقول امتي اي امة الاجابة اي من استجابوا لي فلا يدخل في ذلك من من كان كافرا بالله سبحانه وتعالى وانما يدخل في ذلك من وقعوا في شيء من الاهواء ولا يكون بها خارجا من الملة ولا يكون بها خارجا من الملة. ولهذا قال امتي اي امة الاستجابة وقوله كلها في النار هذا وعيد و وقوع هذا الوعيد على المعين متوقف على امور جاء بيانها في كلام الله وكلام رسوله عليه صلوات الله وسلامه عليه قال كلها في النار الا واحدة قالوا من هم؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي ثم قال فلزم الامة قاطبة معرفة ما كان عليه الصحابة ولم يكن الوصول اليه الا من جهة التابعين لهم باحسان المعروفين بنقل الاخبار ممن لا يقبل المذاهب المحدثة وهذا ايضا تنبيه عظيم جدا في ان الاعتقاد انما يتلقى عن هؤلاء الائمة الثقات الذين نقلوا الدين غضا طريا من الصحابة رضي الله عنهم وهم اهل عدالة وامانة وثقة فنقلوه كما سمعوه من الصحابة رضي الله عنهم وايضا من اتبعهم باحسان نقلوا من التابعين بامانة ونصح ودقة ووفاء فهؤلاء الذين هم يؤخذ عنهم الاعتقاد قال فيتصل ذلك قرنا بعد قرن ممن عرفوا بالعدالة والامانة المحافظين على الامة ما لهم وما عليهم من اثبات السنة نعم قال رحمه الله تعالى الى ان قال فاول ما نبتدأ به مما اوردنا هذه المسألة من اجلها ذكر اسماء الله عز وجل وصفاته مما ذكر الله في كتابه وما بين صلى الله عليه وسلم من صفاته في سنته وما وصف به عز وجل نفسه مما سنذكر قول القائلين بذلك مما لا يجوز لنا في ذلك ان نرده الى احكام عقولنا بطلب الكيفية بذلك ومما قد امرنا بالاستسلام له الى ان قال ثم ان الله تعرف الينا بعد اثبات الوحدانية واقرار الالوهية ان ذكر تعالى في كتابه بعد التحقيق بما بدأ به من اسمائه صفاته واكده عليه السلام بقوله فقبلوا منه كقبولهم لاوائل التوحيد من ظاهر قوله لا اله الا الله. نعم الى ان قال فاول ما نبتدي به مما اوردنا هذه المسألة من اجرها اي الفنا هذا الكتاب من من اجله ذكر اسماء الله عز وجل وصفاته. ولهذا عنوان الكتاب كما تقدم منصوص على هذا الباب الشريف الذي هو آآ اسماء الله وصفاته سبحانه مما ذكر الله في كتابه وما بين صلى الله عليه وسلم من صفاته في سنته وما وصف به عز وجل نفسه مما سنذكر قول القائلين بذلك مما لا يجوز لنا في ذلك ان نرده الى احكام عقولنا بطلب الكيفية بذلك ومما قد امرنا بالاستسلام له وهذا فيه التنبيه منه رحمه الله الى الجادة الصحيحة في هذا الباب ان ان يتلقى الدين من الكتاب والسنة مما نقله الائمة الثقات العدول و ان لا نرد احكامه الى عقولنا اي لا نجعل عقولنا هي الحاكمة والقاضية كما هي طريقة اهل البدع فيعرظون ما جاء في الكتاب والسنة على عقولهم فما قبله العقل قبلوه وما لم يقبله ردوه قال لا نرده الى احكام عقولنا بطلب الكيفية بذلك وقد امرنا ومما قد امرنا بالاستسلام له اي ان الواجب علينا تلقي جميع ما جاء في هذه النصوص بالاستسلام فمن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم ولا يجوز لمسلم ان يطلب الكيفية لان كيفية هذه الصفات مجهولة والله سبحانه وتعالى اخبرنا بصفاته واخبرنا ايضا نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات الرب سبحانه ولم يخبرنا بكيفيتها الى ان قال ثمان الله تعرف الينا بعد اثبات الوحدانية واقرار الالوهية ان ذكر تعالى في كتابه بعد التحقيق بما بدأ به من اسماء وصفاته واكد عليه بقوله فقبلوا منه فقبولهم لاوائل التوحيد من ظاهر قوله لا اله الا الله يقول رحمه الله كما ان بين في القرآن بيانا شافيا وافيا لتوحيد الربوبية الذي اشار اليه بقوله اثبات الوحدانية وتوحيد الالوهية الذي اشار اليه بقوله واقرار الالوهية ايضا هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته جاء مبينا في كتاب الله عز وجل وهذه اشارة منه اه رحمه الله الى اقسام التوحيد الثلاثة اشارة منه رحمه الله الى اه او ذكر لاقسام التوحيد الثلاثة وكانت وفاته سنة احدى وسبعين وثلاثمائة كانت سوفاته سنة احدى وسبعين وثلاث مئة وهذا فيه مع ايضا ما جاء عن غير واحد من العلماء المتقدمين لذكر هذه الاقسام الثلاثة للتوحيد رد على من يقول انما نشأت هذه الاقسام زمن ابن تيمية رحمه الله ويدعون انه هو الذي انشأ هذه الاقسام الثلاثة للتوحيد وانه لم يذكرها احد قبل شيخ الاسلام ومن يطالع كتب السلف رحمهم الله تعالى يجد ان نقول الكثيرة عنهم في ذلك وقد اوردت جملة كبيرة من ان نقول عن عدد من الائمة المتقدمين قبل شيخ الاسلام نصوا على الاقسام الثلاثة في رسالة مطبوعة بعنوان المختصر المفيد في دلائل اقسام التوحيد الى ان قال باثبات نفسه بالتفصيل من المجمل فقال لموسى عليه السلام واصطنعتك لنفسي وقال ويحذركم الله ولصحة ذلك واستقراره ناجاه ناجاه المسيح عليه السلام فقال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك واكد عليه السلام صحة اثبات ذلك في سنته فقال يقول الله عز وجل من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وقال صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بيده على نفسه ان رحمتي سبقت غضبي. وقال سبحان الله رضا نفسه. وقال في ادم لموسى انت الذي اصطفاك الله واصطنعك لنفسه فقد صح بظاهر قوله انه اثبت لنفسه نفسا واثبت له الرسول ذلك. فعلى من صدق الله ورسوله اعتقاد ما فعل فعل من صدق الله ورسوله اعتقاد ما اخبر الله به عن نفسه ويكون ذلك مبنيا على ظاهر قوله ليس كمثله شيء ثم بدا رحمه الله بعد تقرير المعتقد معتقد اهل السنة والجماعة اجمالا بدأ بتوضيحه على وجه التفصيل قال باثبات لنفسه بالتفصيل من المجمل فاورد ايات هي ذكر النفس قال اصطنعت واصطنعتك لنفسي ويحذركم الله نفسه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. وساق ايضا جملة من الاحاديث ثم استخرج من هذه الايات والاحاديث ما قرره بقوله صح بظاهر قوله انه اثبت له اثبت لنفسه نفسا واثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم هذا فيه ان ابن خفيف يرى ان النفس صفة من اه الصفات التي تضاف الى الله مثل ما يضاف اليه السمع والبصر ايضا يضاف اليه صفة يقال لها النفس وسيأتي في كلامه رحمه الله تعالى تقرير تقرير ذلك وسبق التنبيه الى ان النفس التي اضيفت الى الله سبحانه وتعالى ليست صفة اه الذات او ليست جملة من الصفات صفات الله التي اضافها الله سبحانه وتعالى لنفسه وانما المراد بها الذات نفسها المتصفة بالصفات نفسه اي الله سبحانه وتعالى بصفاته لان النفس صفة مثل السمع والبصر والعلم الرحمة وانما النفس المراد بها نفسي الوارد في الايات والاحاديث اي هو سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته. وسبق ان نقلت اه عن عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات ولا المراد بها صفة للذات وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات كما يظن طائفة انها الذات المجردة عن الصفات وكلا القولين خطأ المراد بالنفس اي هو سبحانه وتعالى الله نفسه ذاته المتصفة سبحانه وتعالى بالصفات نعم وقوله فعلى من صدق الله ورسوله اعتقاد ما اخبر الله به عن نفسه ويكون ذلك منه على ظاهر قوله ليس كمثله شيء وهذا رد منه رحمه الله لجميع الصفات المنقولة في الكتاب والسنة الى هذا الاصل الجامع ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو يدل على وجوب اثبات الصفات بلا تمثيل وتنزيه الله عن مشابهة المخلوقات بلا تعطيل. نعم قال رحمه الله تعالى ثم قال فعلى المؤمنين خاصتهم وعامتهم قبول كل ما ورد عنه عليه السلام بنقل العدل عن العدل حتى يتصل به عليه السلام وان مما نص الله عليهم ومما وان مما قص الله علينا في كتابه ووصف به نفسه ووردت السنة بصحة ذلك ان قال الله نور السماوات والارض ثم قال عقب ذلك نور على نور. وبذلك دعاه صلى الله عليه وسلم انت نور السماوات والارض ثم ذكر حديث ابي موسى حجابه النور او النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وقال سبحات وجهه جلاله ونوره نقله عن الخليل وابي عبيد. وقال قال عبد الله بن مسعود نور السماوات من نور وجهه ثم قال نعم وهذا فيه اثبات النور اسما لله سبحانه وتعالى وصفة له سبحانه وتعالى وان وانه جل وعلا نور ونوره يليق بجلاله وعظمته وجماله سبحانه وتعالى و قد دل على ذلك جملة من الادلة اورد بعضها رحمه الله من كتاب الله سبحانه وسنة النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى الله نور السماوات والارض وقول النبي صلى الله عليه وسلم في مناجاته لله كل ليلة في استفتاحه لصلاة الليل اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض وما فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض وما فيهن ولك الحمد انت ملك السماوات والارض وما فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. وبهذا بهذه المناجاة الجامعة العظيمة يختم هذا المجلس وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا