الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى نقلا عن ابن خفيف رحمه الله تعالى ومما نعتقده ان الله اباح المكاسب والتجارات والصناعات وانما حرم الله الغش والظلم وان من قال بتحريم المكاسب فهو ضال مضل مبتدع اذ ليس الفساد والظلم والغش من التجارات والصناعات في شيء وانما حرم الله ورسوله الفساد لا الكسب والتجارة فان ذلك على اصل الكتاب والسنة جائز الى يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال النقل عن ابن خفيف ابو عبد الله فيما نقله عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتواه الحموية وقوله هنا ومما نعتقده ان الله اباح المكاسب والتجارات والصناعات وانما حرم الغش والظلم اراد بذكر ذلك وعده جزءا من المعتقد الرد على المتصوفة ولا سيما غلاتهم ممن يرون ان الاكتساب يتنافى مع التوكل ويعتقدون ان تمام التوكل انما يكون بترك الكسب وعدم الاكتساب ولا شك ان هذا خلاف هدى الله جل وعلا خلاف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل احرص على ما ينفعك واستعن بالله فامر عليه الصلاة والسلام مع الاستعانة بالله ببذل الاسباب وجعل هؤلاء التوكل نوعا من التواكل والخمول والكسل ولا شك ان هذا ليس من دين الله تبارك وتعالى ولهذا ذكر رحمه الله تعالى ذلك ردا على من حرم الاكتساب وجعل ذلك من تمام التوكل وقال ان المحرم انما هو الغش والظلم والكذب والخداع ونحو ذلك مما جاءت الشريعة بتحريمه اما طلب الانسان للرزق وسعيهم في اكتساب الرزق فهذا مما امر الله به قال الله عز وجل فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه نعم قال رحمه الله تعالى وان مما نعتقده ان الله لا يأمر باكل الحلال ثم يعدمهم الوصول اليه من جميع الجهات لان ما طلبهم به موجود الى يوم القيامة والمعتقد ان الارض تخلو من الحلال والناس يتقلبون في الحرام فهو مبتدع ضال. الا انه يقل في موضع ويكثر في موضع لا انه مفقود من الارض وهذا ايضا ذكره رحمه الله تعالى جزءا من المعتقد ردا على من يقنط الناس في بعض الازمان من وجود الرزق الحلال بحيث يقول عم الشر وعم الفساد وعم مثلا الربا غير ذلك فيئسهم ويقنطهم من وجود الحلال وانه لا يمكن ان ان يحصل احد شيئا حلالا يقول فسد الزمان او هلك الناس الان لا يوجد شيء من الرزق الحلال او الطعام الطيب فمثل هذا التقنيط والتيئيس هذا ليس من الحق ولا من الهدى في شيء وانظر الى قول المصنف وهو كلام جميل يقول ان الله لا يأمر باكل الحلال ثم يعدم الوصول اليه لا يأمر باكل الحلال ثم يعدم الوصول اليه اي يجعل الوصول اليه متعذرا ويأمر باكل اه الحلال والحلال غير موجود لا يجده الناس يقول الله عز وجل لا يفعل ذلك فالحلال موجود ومن بحث عنه وجده ومن سعى في تحصيله حصله ومن استعان بالله اعانه ولهذا الان تجد بعظ الناس يتعامل بالربا ويقول عندما يسأل عن ذلك وربما بعضهم يحلف يقول والله ما وجدت الا هذا الطريق يا سبحان الله! يقول والله ما وجدت الا هذا الطريق بحثت لم اجد الا الا هذا الطريق يقال له لا يأمر الله بالحلال وسد الطرق اليه. الطريق موجود طريق الحلال وكم هم من الخلق في زماننا هذا وبنوا بيوتات وسكنوا فيها وملكوا اشياء وما دخلوا في هذا الذي دخلت فيه من الربا فبعضهم يقول والله ما وجدت ما وجدت طريقا الا اه الربا هذا غير صحيح لم يأمرك الله بترك الربا ولم يأمرك الحلال وجعل الطريق مسدودا الطريق موجود لكن ابحث واجتهد واسعى في بطلب الرزق الذي اباحه الله سبحانه وتعالى لو لم يكن من الانسان في طلبه للرزق الا ان يأخذ حبلا ويحتطب او يدخل السوق ويبيع ويشتري وهو باب مهيأ الى زماننا هذا فالشاهد ان هذا القول مخالف لهدى الله سبحانه وتعالى ولهذا اورده رحمه الله تعالى في جزءا من المعتقد قال ان الله لا يأمر باكل الحلال ثم يعدم الوصول اليه من جميع الجهات من جميع الجهات نعم قد يغلق من جهة لكن مفتوح من جهة اخرى يعدم من جهة يكون الطريق مسدود الى تحصيله من جهة لكن تجده مفتوح من جهات اخرى كثيرة فلا يجعل الانسان نصب عينيه هذه الطريق ويغفل الجهات الكثيرة التي هيأها الله سبحانه وتعالى له قال لان ما طلبهم به موجود الى يوم القيامة ما طلبهم به الحلال. موجود الى يوم القيامة والمعتقد ان الارض تخلو من الحلال وان الناس يتقلبون في الحرام مبتدع ضال مبتدع ضال الا انه يقل في موضع ويكثر في موضع لا انه مفقود في الارض لا انه مفقود في الارض وهذا الجزء الذي ذكره رحمه الله يحتاج الناس اليه في هذا الزمان حاجة شديدة لان كثير من الناس لوثت افكارهم تفهموا او فهموا ان طرق الحلال مسدودة وان ان لا يوجد طريق حلال الذي يريد ان يبني بيتا يقيم فيه ويسكن مع اولاده لا يوجد يقولون الا هذه الطرق الربوية او للتجارة وان يكون عنده رأس مال ليتاجر لابد يقولون من ويعتقدون ان لا لا لا سبيل لتحصيل الرزق الا بذله. هذا كله كلام باطل هذا كله كلام باطل فهذا الجزء حقيقة من الاشياء التي تحتاج الناس الى اه الى هذه الايقاظة من المؤلف او المنقول عنه رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى ومما نعتقده انا اذا رأينا من ظاهره جميل لا نتهمه في مكسبه وماله وطعامه جاء ان يؤكل طعامه والمعاملة في تجارته فليس علينا الكشف عن ما له فان سأل سائل على سبيل الاحتياط جاز الا من داخل الظلمة ومن لا ينزع عن الظلم واخذ الاموال باطل ان من داخل الا من داخل الظلمة ومن لا ينزع عن الظلم واخذ اموال واخذ الاموال بالباطل ومعه غير ذلك فالسؤال والتوقي. كما سأل الصديق غلاما فان كان معه من المال سوى ذلك مما هو خارج عن تلك الاموال فاختلط فلا يطلق عليه اسم الحلال ولا الحرام الا انه مشتبه فمن سأل استبرأ لدينه كما فعل الصديق واجاز ابن مسعود وسلمان قال كل منه وعليه التبعة. والناس طبقات والناس طبقات والدين الحنيفية السمع وايضا هذا ذكره رحمه الله تعالى جزءا من المعتقد ومبني ايضا على ما قبله من تيئيسا وتقنيط من وجود الخير في بعض الازمنة فتجد بعض الناس يبني على ذلك انه يشك في اموال جميع الناس يشك في اموالهم ومن رآه يملك مالا شك في في ماله لانه قد تقرر عنده ان اكتساب الرزق المباح في هذا الزمان مثلا متعذر وان لا يمكن ان يحصل الانسان اموالا كثيرة الا بهذه الطرق فتجده يشك في اموال آآ الناس ويظن انها دخلت عليهم من وجوه غير صحيحة او غير مشروعة فذكر رحمه الله تعالى جزءا من المعتقد ان اذا رأينا من ظاهره جميل لا نتهمه في مكسبه من ظاهره جميل عند اموال عنده بيوت عنده مزارع عند املاك واسعة مثلا لا نتهمه في مكسبه وماله وطعامه اي لا نظن او نتهم ذلك الشخص بان هذه الاموال مثلا من الربا او من الغش او من غير ذلك قال لا نتهمه في مكاسبه وماله وطعامه في مكسبه وماله جائز ان ان يؤكل طعامه جائز ان يؤكل طعامه. والمعاملة معه في تجارته والمعاملة معه في تجارته اذا جاء الشخص يشتري منه ليس له ان قبل ان يشتري من يحقق معه يقول انت الان انا اريد اشتري منك ولكن هذه هذه التجارة من وين جبتها انت سرقتها ولا انت بالربا حصلتها ولا ان تكون تغش الناس والا الى اخره ما يجوز هذا هذا لا يجوز الاصل انه يتعامل مع الناس وظاهر لنا ظاهرة ولا يفتش الانسان في امواله وليس من الصحيح ان الانسان كل ما وقف عند بائع سأله واستحلفه الاصل آآ ان الانسان له له ما ظهر من الناس فيتعامل معهم لا يتهم في مكسبه ولا يتهم في ماله ولا يتهم في طعامه المصنف رحمه الله تعالى كل هذا جاء به ردود على المتصوفة كل ما جاء به ردود المتصوفة الذين خرجوا عن الجادة توغلوا في التصوف وخرجوا عن اه الجادة بمثل هذه المغالاة والتنطع في دين الله سبحانه وتعالى فهو يرد على اشياء موجودة على اشياء موجودة من اناس دخلوا في هذه الامور اه كنوع من التصوف وظرب من دروبه قال فليس علينا الكشف عن ماله الكشف عن ماله اي بالسؤال والتحري يريد ان يشتري يكشف عن المال يذهب الى المحلات التي بجواره يقول انا اريد اشتري من فلان عنده كذا هل هو من كذا؟ هل هو ليس له ذلك الاصل ان الانسان آآ لا يتهم في ماله لا يتهم في ماله جائز ان يؤكل طعامه والمعاملة في تجارته فليس علينا الكشف عن ماله فان سأل سائل على سبيل الاحتياط جاز الا من داخل الظلمة ولم ينزع عن الظلم يعني من كان بهذه الصفة وعرف بالظلم ولا ينزع عنه واشتهر بالظلم هذا باب اخر فالسؤال والتوقي كما سأل الصديق غلامة كما سأل الصديق غلاما وقصة الصديق مع غلامه وهي في صحيح الامام البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لابي بكر غلام يخرج له الخراج وكان ابو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فاكل منه ابو بكر فقال له فقال له الغلام اتدري ما هذا فقال ابو بكر وما هو قال كنت تكهنت لاناس في الجاهلية وما احسن الكهانة الا اني خدعته فاعطاني بذلك فهذا الذي اكلت منه فادخل ابو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه ولاحظ ايضا ان ابا بكر لم يسأله غلامه ابتداء وانما الغلام اخبره فما كان من عادة كل ما جاء له بشيء من الخراج سأله قال من اين جئت بهذا رضي الله عنه وارضاه وانما الغلام اخبره بعد ان اكل اخبره بان هذا المال حصله من هذا الطريق فقاءه رضي الله عنه رضي الله عنه قال فان كان معه من المال سوى ذلك مما هو خارج عن تلك الاموال فاختلط فلا يطلق عليه اسم الحلال ولا الحرام يعني الشخص الذي عنده مال منحل وايضا مال من ربا مثلا او غيره فهذا لا يسمى ماله حلال كله ولا يسمى ايضا حرام وانما يكون هذا المال المختلط مشتبه. فيه فيه حلال وفيه حرام قال الا انه مشتبه فمن سأل استبرأ لدينه كما فعل الصديق من سأل استبرأ لدينه وعرفنا ان ابا بكر رضي الله عنه لم يسأل وانما الذي جاء في الخبر ان الغلام قال له اتدري ما هذا واجاز ابن مسعود وسلمان رضي الله عنهما قال كل منه وعليه التبعة كل منه وعليه التبعة اذا اه اشتبه المال كان مشتبها فيه الحل وفيه غيره قال كل منه وعليه التبعة اما المال الذي تيقن حرمته من سرقة او من ربا او نحو ذلك هذا ماله الخبيث لا يجوز للانسان ان يأكل منه ولا يقال فيه كل منه وعليه التبعة قال والناس طبقات والدين الحنيفية السمحة الحنيفية في باب العقائد والسمح في باب الاوامر والتكاليف كما جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال انما بعثت بالحنيفية السمحة نعم قال رحمه الله تعالى وان مما نعتقده ان العبد ما دام احكام الدار جارية عليه فلا يسقط عنه الخوف والرجاء فكل من ادعى الامن فهو جاهل بالله وبما اخبر به عن نفسه فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وقد افردت كشف عوار كل من قال بذلك وهذا ايضا ساقه رحمه الله جزءا من المعتقد ردا على المتصوفة الذين يعطلون باب الرجاء والخوف ويقولون نحن نعبد الله ليس رجاء لثوابه ولا خوفا من عقابه وانما نعبده حبا فيه فقط لا نرجو ثوابا ولا نخاف عقابا. وهذه عقيدة فاسدة عقيدة فاسدة مصادمة للكتاب والسنة ومصادمة لعقيدة الانبياء كلهم اورد ذلك رحمه الله ردا عليهم وتبيانا ان هذا ليس من دين الله. دين الله قائم على الرجاء والخوف والحب قال الله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات. ويدعوننا خوفا وطمعا وقالوا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ولا الاحكام كلها في الكتاب والسنة قائمة على الترغيب والترهيب ترغيب فيها وترهيب من تركها الاوامر كلها قائمة على ذلك ترغيب وترهيب والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال له ذلك الرجل اما اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ قال ماذا تقول؟ قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حولها ندندن يعني حول الجنة والنار رغبة في الجنة ورهبة من النار فمن يقول ان عبادته بالحب فقط لا رجاء للثواب ولا خوفا من العقاب هذا ليس من دين الله وليس من دين الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته اجمعين فدين الانبياء اجمعين قائم على الرجاء والخوف والحب قائم على هذه الاركان الثلاثة وهذه يسميها اهل العلم اركان التعبد اركان التعبد القلبية بمعنى ان كل عبادة قلبية كل عبادة يقوم بها يجب ان تكون قائمة على هذه الاركان الثلاثة فهذا ذكره رحمه الله تعالى ردا على من يهمل جانبي الرجاء والخوف ويدعي انه يعبد الله حبا فيه فقط لا رجاء لثوابه ولا خوفا من عقابه. نعم قال رحمه الله تعالى ونعتقد ان العبودية لا تسقط عن العبد ما عقل وعلم ما له وما عليه فيبقى على احكام القوة والاستطاعة اذ لم يسقط ذلك عن الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين ومن زعم انه قد خرج من رق العبودية الى فضاء الحرية باسقاط العبودية والخروج الى احكام الاحادية المبدئية بعلائق الاخرية فهو كافر لا محالة. الا من اعتراه علة او رأفة فصار معتوها او مجنونا او مبرسمة وقد اختلط في عقله او لحقه غشية ارتفع عنه احكام العقل وذهب عنه التمييز والمعرفة فذلك خارج عن الملة مفارق شريعة وايضا هذا ساقه رحمه الله ردا على المتصوفة في دعواهم ان المرء قد يتدرج في المنازل والعبودية الى ان يصل الى درجة تسقط عنها عنه فيها التكاليف بزعمهم وربما استدل بعضهم بالاية الكريمة واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ويقولون اليقين درجة اذا وصل اليها الانسان سقطت عنه التكاليف بينما المراد باليقين في الاية الموت اي داوم على عبادة الله الى ان يتوفاك الله كما قال الله في الاية الاخرى اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اي داوموا على عبادة الله حتى الموت كما في الحديث قل امنت بالله ثم استقم اي استقم على دين الله الى ان يتوفاك الله سبحانه وتعالى فذكر ذلك رحمه الله تعالى ردا على هؤلاء وهم يدعون ان المرء اذا دخل في المراتب والمنازل منازل عبودية قد يصل به الامر الى درجة تكون التكاليف ساقطة عنه ليس مأمورا بالصلاة ولا بالصيام ولا بالصدقة وليس منهيا عن الحرام لا عن الزنا ولا عن ولا عن الربا ولا غير ذلك وهذا لا شك انه مصادم للعقيدة مصادم للعقيدة اعتقاد ذلك وفعله كفر ناقل من الملة. ولهذا اورده رحمه الله تعالى جزءا من المعتقد قال نعتقد ان العبودية لا تسقط عن العبد ما عقل وعلم ما له وما عليه مميز وما عليه مميز على او مميز على احكام القوة والاستطاعة. هكذا عندك ونعتقد ان العبودية اقرأ ونعتقد ان العبودية لا تسقط عن العبد ما عقل وعلم ما لا ما له وما عليه فيبقى على احكام القوة والاستطاعة. نعم فيبقى على احكام القوة والاستطاعة اذا لم اذ لم يسقط ذلك عن الانبيا والصديقين والشهداء والصالحين تقول هذا الذي يدعون انه يسقط عن من يسمونه بالواصل هذا لم يسقط عن الانبياء وهم اكمل ناس عبودية ولم يسقط عن الصديقين وهم الذين رتبتهم تلي رتبة الانبياء في الفضل ولم يسقط عن الشهداء ولا الصالحين فكيف يدعي هؤلاء الافاكون ان التكاليف تسقط عن الشخص اذا وصل بزعمهم الى هذه الدرجة التي يزعمون فقال ومن زعم انه قد خرج من رق العبودية الى فضاء الحرية اي انه حر ليس مأمورا بفرائظ ولا منهيا عن محرمات باسقاط العبودية والخروج الى احكام الاحدية الاحدية المبدئية الاحدية الخروج الى احكام احدية اي وحدة الوجود المبدئية يقصدون بالمبدئية اي الاول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى بعلاقة بعلائق الاخرية فهو كافر لا محالة. الذي يعتقد انه ساقط آآ يعتقد اه ان آآ انه بهذا الترقي بالعبادة ومنازل التعبد امتزج بالاله واتحد بالاله تعالى الله عما يقولون حتى يقول قائلهم آآ العبد رب والرب عبد الا ليت شعري من المكلف ونحو ذلك مثل ما يقول احدهم ما في الجبة الا الله وضلالاتهم في هذا الباب لا حد له ولا عد. يقول هذا كله كفر هذا كله كفر ناقل من الملة وليس من دين الله تبارك وتعالى يقول الا من اعترى علة او رأفة فصار معتوها او مجنونا او مبرسما وقد اختلط عقله او اه لحقه غشية ارتفع عنه احكام العقل وذهب عن التمييز والمعرفة فذلك خارج عن ملة عن ملة ومفارق الاسلام. يعني اذا لم يكن مصاب بخلل في عقده والا هذا كفر خارج الملة لكن لو كان الانسان مجنون فاقد للعقل بسبب الجنون صدر منه مثل هذا الكلام الذي يقوله هؤلاء فانه لا يكفر لكونه مجنون ليس ليس له عقل فاقد للعقل. اما ما دام عنده عقل ويقول يقول هذا الكلام فهذا كفر ناقل من ملة الاسلام؟ نعم قال رحمه الله تعالى ومن زعم الاشراف على الخلق حتى يعلم مقاماتهم ومقدارهم عند الله بغير الوحي المنزل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خارج عن الملة ومن ادعى انه يعرف ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد باء بغضب من الله ومن ادعى انه يعرف مآل الخلق ومنقلبهم وانهم على ماذا يموتون ويختم لهم بغير الوحي من قول الله وقول رسوله صلى الله عليه عليه وسلم فقد باء بغضب من الله. ايضا هذا ساقه رحمه الله ردا على غلاة المتصوفة فيما يدعون في كبرائهم واشياخهم انه يصل الى درجة يصبح مشرفا على الخلق ومعنا مشرفا على الخلق اي مطلعا على ما في نفوسهم مطلعا على مآلاتهم يعلم ما في قلوبهم فيدعون هذه الدعوة في آآ الاشياخ والاولياء المزعومين انه يصل الى درجة يكون مشرفا على الخلق يعلم مقاماتهم وما مقدار ما لهم عند الله اه يطلع على الامور والاحوال بماذا يختم للناس الى غير ذلك؟ يقول هذا كله كفر ومن ادعى ذلك فقد باء بغضب من الله نعم قال رحمه الله تعالى والفراسة حق على اصول ذكرناها وليس ذلك مما سميناه في شيء قال والفراسة حق على اصول ذكرناها وليس ذلك مما سميناه في شيء اي مما سميناه في الكلام الذي قبله داما له ومحذرا لا يقول الفراسة ليست من هذا الذي تدم في شيء وانما الفراسة شيء من الفهم والمعرفة يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب عبده فالمؤمن بقلب عبده المؤمن خلاف ما يدعي اولئك ان الشخص يصل الى مرتبة يكون مشرفا على الخلق مطلعا على القلوب عالما المآلات يعرف احوال الناس ومنقلباتهم فهذا لا شك انها دعوة كاذبة ومن قال ذلك فقد باء بغضب من الله نعم قال رحمه الله تعالى ومن زعم ان صفاته قائمة بصفاته ويشير في ذلك الى غير الايد والعصمة والتوفيق والهداية واشار الى صفاته عز وجل القديمة فهو حلولي قائل باللاهوتية والالتحام وذلك كفر لا محالة. وهذا ايضا رد على اه اه الصوفية منه رحمه الله تعالى الذين يزعمون ذلك وبين ان هذا كفر قال من زعم ان صفاته قائمة ان صفات الى الله قائمة بصفاته اي المخلوق ويسير في ذلك الى غير الايد والعصمة والتوفيق والهداية الايد القوة السماء بنيناها بايد اي قوة ايدتك بروح القدس قويتك فيقول ابن يشير الى غير الايد والعصمة والتوفيق والهداية اي تقوية الله لعبده وتثبيته على الايمان وحفظه من الضلال اذا كان يشير الى الى غير ذلك وان يقصد ان صفات الله قائمة بالعبد وحاله في العبد او ممتزجة بصفات العبد او نحو ذلك فهو حلولي فهو حلولي اي من اهل عقيدة الحلول وهذا كفر ناقل من الملة قائل باللاهوتية والالتحام قائل باللاهوتية والالتحام اي التحام الناسوت باللاهوت وهذا كفر ناقل من الملة نعم قال رحمه الله تعالى ونعتقد ان ونعتقد ان الارواح كلها مخلوقة ومن قال انها غير مخلوقة فقد ظاها قول النصارى النسطورية في المسيح وذلك كفر بالله العظيم وقال نعتقد ان الارواح كلها مخلوقة وهذا ايضا فيه رد على اه المتصوفة الذين يقولون بالحلول ويشبهون عقيدة الحلول بفهم بما يفهمونه من عقيدة النصارى وبما اخذوه من عقيدة النصارى بما اخذوه من عقيدة النصارى ان الله حل في عيسى ويفهمون ان الروح التي جعلها الله سبحانه وتعالى في عيسى وجعل وصفها بانها رح منه وروح منه ان هذه الروح صفة لله حلت في عيسى حلت في عيسى والحق ان هذه روح من جملة الارواح التي خلقها الله اظافها لنفسه تشريفا مثل اظافة البيت والناقة والعبد والامة الى الله سبحانه وتعالى فيقول من زعم ان او اعتقد ان الارواح كلها وقال ونعتقد ان الارواح كلها مخلوقة ومن قال انها غير مخلوقة فقظاها قول النصارى ظاها اي شابها ومات لا قولا النصارى ان السطورية في المسيح وان السطورية يعتقدون ان رح الله عز وجل حلت في المسيح قال وذلك كفر بالله العظيم نعم قال رحمه الله تعالى ومن قال ان شيئا من صفات الله عز وجل حال في العبد وقال بالتبعيظ على الله فقد كفر والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا حال في مخلوق. وانه كيفما تلي وقرأ وحفظ فهو صفة الله عز وجل. وليس الدرس من المدروس ولا التلاوة من المتلو لانه عز وجل بجميع اسمائه وصفاته غير مخلوق. ومن قال بغير ذلك فهو كافر قال ومن قال ان شيئا من صفات الله عز وجل حال في العبد يعني هذا تعميم بعد تخصيص بعد ان ذكر الروح في الذي قبله ودعوى المتصوفة فيها وبين ان الروح هي من جملة الارواح المخلوقة الروح التي آآ جعلها الله عز وجل في عيسى هي من جملة الارواح المخلوقة التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيقول رحمه الله من قال ان شيئا من صفات الله عز وجل حال في العبد حال في العبد هذا كفر ناقل من الملة فهذا كفر ناقل من الملة والقرآن كلام الله ليس بمخلوق اي اينما توجه سواء حفظ او كتب او تلي او سمع القرآن اينما توجه كلام الله عز وجل وكلامه صفة من صفاته والكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا لمن نقله اداء ومن قال ان كلام الله سبحانه وتعالى مخلوق فهو كافر وهذا باجماع فالسلف رحمهم الله تعالى ولا يزال لكلامه رحمه الله تتمة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا