اه قبل ان نبدأ يوجد مذكرات تخص الكتاب المشروح توزع من قبل مؤسسة وقف منارة الهداية موجودة الان الامام مع نسخة ممكن استلمها الان بالنسبة للاخوة المتابعين عبر وسائل التواصل يمكنهم الافادة من النسخة الالكترونية الموضوعة في قناة التيليقرام صيغة بي دي اف يمكن ان يدخلوا على قناة التلقرام ويجدون النسخة الالكترونية وايضا الاخوة في المكتب آآ يقدمون الشكر خاصا للاخ سعود الشهري لتعاونه مع المؤسسة في مناشطها العلمية الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد فنستأنف هذا الدرس بعد فترة التوقف في اه ايام الاختبارات والاجازة وسنبدأ كتاب جديد كنا قد انتهينا من اه دورة فقه وحساب الفرائض وان شاء الله نبدأ الان بكتاب الادب من صحيح البخاري وقبل ان نبدأ اه اذكر الجميع باهمية طلب العلم وانه لا يعذره شيء لمن صحت نيته وان اقبال الانسان على حلق العلم ومجالس العلم قد يكون امارة على انه اريد به الخير وان مجالس العلم تدخل في مجالس الذكر التي تحفها الملائكة قد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله ملائكة سيارة تلتمس مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم فتأتي الملائكة وتحف الجالسين في مجلس ذكر ومجالس العلم هي من مجالس الذكر كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر وغيره وفي اخر الحديث يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم فتقول الملائكة ان معهم فلانا ليس منهم ولكنه اتى لحاجة وجلس فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس فلو لم يحصل المسلم من مجالس العلم الا هذا لكفى ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فعلى طالب العلم ان يحرص على حلقات العلم ودروس العلم وقد ذكر الشاطبي رحمه الله ان لطلب العلم طريقين طريق الاولى اخذوا العلم عن اهله وذلك بحضور الحلقات والدروس ونحو ذلك وهذه انفع الطريقين وهي المأثورة عن السلف والفاء والطريقة الثانية هي بطريقة البحث والاجتهاد والقراءة والحفظ وهذه ايضا طريقة مفيدة لكن الاولى انفع والاحسن هو الجمع بين الطريقتين والعلم لا يأتي للانسان دفعة واحدة انما يأتي شيئا فشيئا ويحتاج الى صبر ويحتاج الى جلد ويحتاج الى تحمل ويحتاج ايضا الى اخلاص في طلب العلم وقد اخترنا كتاب الادب من صحيح البخاري صحيح البخاري هذا الكتاب العظيم الذي هو اصح كتاب بعد القرآن وقد تلقته الامة مع صحيح مسلم تلقت هذين الكتابين بالقبول فالاصل ان جميع احاديث الاحاديث التي رواها البخاري ومسلم او احدهما انها صحيحة هذا هو الاصل وهذا وكتاب البخاري مقدم على مسلم. صحيح البخاري مقدم على مسلم عند المحققين من اهل العلم لان شروط البخاري اشد فمثلا البخاري يشترط اللقية بينما مسلم يشترط المعاصرة ولو لم يلقى الراوي وانما يكتفي بالمعاصرة. البخاري اشد يشترط الرقية ان يكون الراوي لقي هذا الراوي فالبخاري اشد في في شروطه قصة تأليف البخاري لهذا او جمع البخاري لاحاديث الصحيح بدأت سبحان الله من فكرة القاها اسحاق ابن رهويه في حلقة علم قال لو ان احدكم جمع ما صح من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب قال البخاري فوقعت هذه الكلمة في نفسي منذ ذلك الحين استحسن البخاري هذه الفكرة وبدأ بجمع اه احاديث الصحيحة وكان قبل ان يكتب اي حديث في كتابه يتوضأ ويصلي ركعتين ويستخير الله عز وجل هل يدخل هذا الكتاب؟ هل يدخل هذا الحديث في صحيح البخاري ام لا وكان في غاية الورع وعفة اللسان كان يقول ارجو ان القى الله ولا يحاسبني اني اغتبت احدا ابدا ويعلق على هذا الذهبي الحافظ الذهبي فيقول صدق رحمه الله من تأمل كلامه حتى في الجرح والتعديل الرواة رأى عندها الورع الشديد احيانا يقول فيه نظر يتحرج انه لا يقدح في الراوي مع ان القدح في الرواة يعني اجازه العلماء وانه لا بأس به لخدمة آآ السنة لكن مع ذلك كان شديد الورع فيقول فيه نظر فيه كذا رحمه الله تعالى وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء هذا الكتاب كتاب صحيح البخاري ينبغي لطالب العلم ان يعنى به وان تيسر ان يحفظه والا على الاقل يستظهر احاديثه نحن سنأخذ كتاب الادب في هذا الفصل الدراسي وايضا الفصل الدراسي القادم ان شاء الله تعالى. فلعلنا ان شاء الله خلال فصلين دراسيين ننتهي بشرح هذا اه الكتاب باذن الله عز وجل وان تيسر اه حفظ هذه الاحاديث كان ذلك حسنا خاصة ان اكثرها معلوم لديكم. يعني اكثرها من الاحاديث المتداولة في الخطب والمواعظ ونحو ذلك اه قال المؤلف رحمه الله كتاب الادب. الادب معناه استعمال ما يحمد قولا وفعلا والادب يكون مع الله ويكون مع الخلق ومراد المصنف بالادب هنا القسم الثاني بدليل ان الاحاديث التي اوردها انما هي في الادب مع الناس الانسان في عبادته لربه لا يكفي ان يعنى بالشعائر التعبدية فيما بينه وبين الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج وسارع العبادات. بل لابد ايضا ان يحسن تعامله مع الاخرين ولهذا جاء في مسند الامام احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله ان فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها يعني هذه المرأة احسنت الشعائر التعبدية فيما بينها وبين الله الصلاة ما شاء الله كثيرة الصلاة كثيرة الصيام نافلة كثيرة الصدقة وربما لها اعمال صالحة ايضا اخرى لكن عندها جانب الاخلاق سيء تؤذي جيرانها بلسانها ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها؟ قال هي في النار قالوا وان فلانة ليست بكثيرة صلاة ولا صيام غير انها تتصدق باثوار من اقط وتحسن الى جيرانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في الجنة تلاحظ هنا ان المرأة الاولى عندها خلل في قضية آآ التعامل مع الاخرين عندها سوء خلق عندها مشكلة في التعامل وان كان عندها كثيرة الصلاة وصيامه وزكاة وعبادة. لكن عندها مشكلة في التعامل مع الاخرين النبي صلى الله عليه وسلم قال هي في النار ويعني يعني طبعا هذا عند اهل السنة والجماعة من نصوص الوعيد ليس معنى ذلك انها تكفر لكن معنى ذلك انها مرتكبة لكبيرة من الكبائر والا عند اهل السنة والجماعة ان مرتكب الكبيرة في النار اذا دخل النار لا يخلد فيها المرأة الثانية عندها شيء من التوازن وهي وان كانت اقل من الاولى في الشعائر التعبدية لكن عندها نوع من التوازن. فهي تحسن الى جيرانها. فالجانب الاحسان للناس احسنت هذا الجانب واتقنته وايضا اتت بيعني آآ الحد الادنى من الصلاة والصيام وكانت ايضا كثيرة الصدقة ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم هي في الجنة وهذا يدل على ان العبادة ليست فقط خاصة بالشعائر التعبدية بين الانسان وبين ربه. وتشمل ايضا علاقاته مع الاخرين علاقته مع والديه اذا عق والديه قد ارتكب كبيرة من الكبائر علاقته مع ارحامه اذا قطع ارحامه ايضا ارتكب كبيرة من الكفاءة علاقته مع جيرانه اذا اساء الى جيرانه ارتكب كبيرة من الكبائر اذا العلاقات هنا مهمة ورتب الشارع عليها جزاء جزاء احسن جزاء له ان احسن وجزاء عليه ان اساء كما سيأتي فهذا يبين لنا ان مفهوم العبادة في الاسلام انه مفهوم شامل وليس ولا يقتصر فقط على الشعائر التعبدية فيما بين العبد وبين ربه بعض الناس قد يكون بطبعه عنده غلظة في الطبع وعنده حدة وعندها غضب سرعة غضب وشدة غضب فنقول ان هذا لا يعذر عليه ان يهذب يهذب هذه الاخلاق السيئة ولهذا جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ويبدو ان هذا الرجل كان سريع وشديد الغضب. قال يا رسول الله اوصني قال لا تغضب. قال اوصني قال لا لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب رواه البخاري هذا يدل على ان ترك الغضب مستطاع. والا لو كان غير مستطاع لقال هذا الرجل يا رسول الله انا خلقت سريع الغضب وشديد الغضب لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب فمن يرى من نفسه سوء خلق او غلظة او حدة في الطبع عليه ان يعنى بتهذيب هذه الاخلاق فان الاخلاق يمكن تهذيبها وترويظها وانما الحلم بالتحلم وانما العلم بالتعلم يمكن للانسان يصبح حليما وان يصبح كريما وان يصبح حسن الخلق مجاهدته لنفسه اولا ثم مع مرور الوقت تصبح هذه اخلاقا راسخة له ولهذا ارباب الاخلاق والسلوك يعرفون الخلق بانه هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الافعال بسهولة ويسر هذا هو تعريف الخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الافعال بسهولة ويسر فان كان الخلق كريما صدرت عنها الافعال بسهولة ويسر وان كان الخلق سيئا كذلك وهذه الاخلاق قد تكون هبة من الله وقد تكون جبلة وقد تكون مكتسبة قد تكون جبلة وهبة من الله عز وجل واعني بذلك الاخلاق الكريمة. قد تكون هبة وجبلة من الله وقد تكون مكتسبة ولذلك الاشد من عبد القيس اه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال يا رسول الله اجبرت عليهما ام تخلقت بهما قال بل تخلقت بهم قال بل جبلت عليهما قال يا رسول الله اجبلت عليهم ام تخلقت بهما؟ قال بل جبلت عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله بعض الناس قد يولد حليما كريم الخلق سخيا شجاعا وبعض الناس ليس كذلك فالذي لا يهب هذه الاخلاق الكريمة عليه ان يسعى الى اكتسابها وهكذا ايضا لو جبل على اخلاق سيئة اه شدة الغضب وسرعة الغضب والعصبية اه نرفزة ونحو ذلك يمكن ان يهذب هذه الاخلاق السيئة. ويروض نفسه على تركها بالتدريج شيئا فشيئا فهذا الكتاب كتاب الادب اه يعني بالحديث عن عن هذه الاخلاق سواء كانت الاخلاق الكريمة فيحث على التخلق بها او الاخلاق الذميمة فيحث على تركها واجتنابها والمصنف بدأ اولا بحق الوالدين ثم بحق الارحام ثم اتبعه بقية الحقوق نبدأ كلام المؤلف رحمه الله نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه المسمى الجامع الصحيح الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه كتاب الادب باب قول الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا حدثنا ابو الوليد حدثنا شعبة قال الوليد بن عيزار اخبرني قال سمعت ابا عمرو الشيباني يقول اخبرنا صاحب هذه الدار واومأ بيده الى دار عبدالله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله؟ قال الصلاة على وقتها. قال ثم اي؟ قال بر الوالدين. قال ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني نعم اه قال باب البر والصلة والبر اذا اطلق فالمقصود به بر الوالدين والصلة صلة الرحم وبر الوالدين هو نوع من صلة الرحم لكنها صلة متأكدة ولذلك فانها توصف بالبر لانها صلة متأكدة ليست كصلة بقية الارحام قال وقول الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا هذه الاية نزلت في سعد بن ابي وقاص نزلت في سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه لما اسلم فان امه اه حلفت الا تكلمه حتى يكفر بدينه وقال زعمت ان الله اوصاك ببر والديك فانا امك وانا امرك بهذا هذه الاية هو الصيد الانساني بوالديه حسنا فاية صورة العنكبوت في سورة العنكبوت اه ابن مطان قال ان هذه الاية نزلت في سعد ابن ابي وقاص ابن بطلحة شراح البخاري وكثيرا ما ينقل عنها الحافظ ابن حجر كنت نقلت بعض الفوائد من شرح ابن بطال ثم لما رجعت الفتح وجدتها كلها كلها نقلها ابن حجر تكاد يكون ابن حجر ضمم شرح ابن بطال الفتح بن بطال قال ان هذه الاية نزلت في سعد ابن ابي وقاص ولكن قال انها في لقمان لكن هذه الاية ليست في لقمان هذه الاية في العنكبوت التي في لقمان ووصينا الانسان بوالديه حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا نعم ووصينا الانسان بوالديه ان اشكر لي ولوالديك اليه المصير. نعم. وان جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما. وصاحبهما في الدنيا معروفا اه واتبع سبيل من اناب الي. هذه الاية التي في سورة لقمان فهذه الاية المذكورة هنا في سورة العنكبوت واما التي نزلت في شأن ام سعد فهي في سورة لقمان اه ثم ساق المصنف بسنده حديث عبد الله بن مسعود واذا قيل عبد الله فالمقصود به ابن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله عز وجل وهذا سؤال عظيم من هذا الصحابي الجليل الذي هو من اكبر فقهاء الصحابة. اي العمل احب الى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على وقتها بين انها احب عمل الى الله فاحب العبادات الى الله واحب الاعمال الى الله الصلاة ومما يؤكد هذا ان الصلاة فرضت على نحو خاص ليس كفرضية بقية الفرائض فان بقية الفرائض من الزكاة والصيام والحج وغيرها تفرض من الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل اما الصلاة فاسري اولا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم للمسجد الحرامي للمسجد الاقصى ثم عرج به حتى جاوز السبع الطباق وبلغ سدرة المنتهى ووصل الى اعلى مكان وصله البشر اعلى مكان وصله البشر وكلمه الله عز وجل كلمه مباشرة من غير واسطة كما كلم موسى لكنه لم يرى الله. ولهذا لما سأله ابو ذر قال يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه رواه مسلم الانسان بتكوينه البشري المحدود لا يتحمل رؤية الله عز وجل ولهذا لما سأل موسى ربه الرؤيا قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولك انظر الى الجبل ان استقر مكانه فسوى تراه فلما تجلى ربه للجبل مجرد تجلي جعله دكا الجبل على ضخامته وعظمته جعله دكا وموسى لم يتحمل ايضا خر الصاعقة فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين لكن الله عز وجل يمكن المؤمنين في الجنة من رؤيته جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فكلمه الله تعالى وفرض عليه وعلى امته خمسين صلاة في اليوم والليلة النبي صلى الله عليه وسلم كان عظيم الادب وشديد الحيا من ربه قبل وتصوروا لو انها استمرت خمسين صلاة في اربعة وعشرين ساعة معنى ذلك كل نص ساعة تقريبا صلاة ومن رحمة الله بهذه الامة ان قيظ موسى فسأله قال ما فرض ربك على امتك قال خمسين صلاة في اليوم والليلة قال اني جربت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل اشد المعالجة وان امتك لا تطيق ذلك فارجع الى ربك فاسأله التخفيف وحط عنه عشرا ثم عشرا ثم عشرا ثم عشرا ثم خمسا ثم قال موسى ارجع الى ربك فاسأله التخفيف فقال اني قد استحييت من ربي فنادى منادى امضيت فريضتي وخففت عن عباده خمس في الفعل خمسون في الميزان فدل هذا على فضل الصلاة وعظيم شأنها من وجوه. الوجه الاول ان الله تعالى فرضها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة من غير واسطة الوجه الثاني انها فرضت في اعلى مقام ومكان وصله البشر فوق السماء السابعة الوجه الثالث الم انها فرضت اول ما فرضت خمسين صلاة في اليوم والليلة وهذا يدل على محبة الله عز وجل لهذا النوع من التعبد اذا ان خمسين صلاة في اربع وعشرين ساعة تستغرق وقتا كثيرا من الانسان. فلولا ان الله تعالى يحب هذه العبادة ما فرضها خمسين صلاة في اليوم والليلة الوجه الرابع انها لما خففت انما خففت فقط في الفعل ولم تخفف الاجر والثواب هذه الصلوات الخمس التي نصليها اجرها اجر خمسين صلاة. ثم بعد ذلك يأتي التظعيف الحسنة بعشر امثالها الى اضعاف كثيرة ولذلك كانت هذه العبادة هي احب العمل الى الله ولهذا يعني فهم هذا المعنى كثير من السلف كانوا يحرصون على ان ان يكثروا من الصلاة وقد ذكر في ترجمة الامام احمد انه كان يصلي لله تعالى في اليوم والليلة تطوعا من غير الفريظة ثلاث مئة ركعة ولما ضعفها بسبب المحنة التي وقعت له اصبح يصلي مئة وخمسين ركعة والحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الاحكام كان يقتدي بالامام احمد في هذا. كان يصلي ثلاث مئة ركعة. لعلمهم بانها احب عبادة الى الله فاذا استطعت ان تشغل وقتك بالصلاة فافعل الا في اوقات النهي الا في اوقات النهي ولهذا عندما تأتي المسجد الجامعي يوم الجمعة ما افضل عمل تشتغل به الصلاة ركعتي ركعتين مثنى مثنى مثنى مثنى الى الى وقت النهي قبيل الزوال بنحو عشر دقائق تقف وهذا مأثور عن السلف اثر عن الاوزاعي انه دخل المسجد الجامع فيقول يقولون احصينا له ستا وثلاثين ركعة قبل دخول الخطيب قبل الزوال يعني لان لعلمهم بانها بانها احب عبادة الى الله فاذا استطعت ان تشغل وقتك بالصلاة فافعل هي احب عبادة الى الله لانها تتضمن آآ الذكر بجميع انواعه القرآن تسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والخضوع لله عز وجل بالركوع والخضوع لله تعالى بالسجود وآآ جميع انواع التعب وتجد تجدها في هذه العبادة فهي احب عمل الى الله عز وجل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على اربعين ركعة يحافظ عليها كل يوم لا ينقص عنها وقد يزيد عليها ما هي هذه الاربعون ركعة؟ مرت معنا في دروس سابقة في درس الاثنين الاخوة اللي حضروا معنا اربعون ركعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها كل يوم لا ينقص عنها وقد يزيد عليها نعم الفرائض آآ كم ركعة؟ سبع عشرة. سبع عشرة ركعة والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة. طيب سبع عشرة زائد ثنتي عشرة كم تسعة وعشرين احدى عشر ركعة الوتر احدى عشر ركعة احدى عشر زائد تسعة وعشرين اربعين هذه الاربعون ينبغي لنا ان نحافظ عليها. وان نزيد عليها لكن لا تنقص اه صلاتك في اليوم والليلة عن اربعين ركعة اما سبع عشرة ركعة فهي فرض وايضا اه ما زاد على ذلك الى اربعين متأكد وان زدت على اربعين كان افضل وكان خيرا فكان عليه الصلاة والسلام كل يوم لا تنقص صلاته عن اربعين ركعة اذا هذا هو الاول الثاني قال ثم اي قال بر الوالدين. قال ثم بر الوالدين بر الوالدين سيأتي كلام عنه في الابواب الاتية وهو من افضل الاعمال الصالحة واعظمها اجرا وثوابا قال ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله وانظر كيف قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله وذلك لان بر الوالدين في الحقيقة هو نوع من الجهاد هو نوع من الجهاد وجهاد خاص جهاد من نوع خاص خاصة عند كبرهما فانه عند كبر الوالدين قد تضيق انفسهما ويكونان السريعي الغضب وقد لا يتحمل الولد كثيرا من من افعالهما وتصرفاتهما وبحاجة الى صبر وبحاجة الى آآ جهاد هو يحتاج الى جهاد اذا جهاد من النوع الخاص ثم ايظا هو متكرر مطلوب من كل يوم فلذلك كان مقدما على الجهاد في سبيل الله عز وجل. ولهذا لا يجوز للانسان ان يذهب الى الجهاد في سبيل الله. الذي هو فرض كفاية الا والديه كما سيأتي بالحديث الاتي آآ طيب اا هناك بعض المسائل والاحكام ستأتي في الاحاديث الاتية ان شاء الله تعالى. نعم باب من احق الناس بحسن الصحبة؟ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من قال ثم امك قال ثم من؟ قال ثم امك قال ثم من؟ قال ثم ابوك. وقال ابن شبرمة ويحيى ويحيى ابن ايوب حدثنا ابو زرعة مثله مترو نعم هذا الحديث يبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم عظيم حق الام وان حق الام اعظم من حق الاب ولذلك جعل للام ثلاثة حقوق والاب حقا واحدا قال من احق الناس بحسن صحابتي؟ وفي رواية بحسن صحبتي قال الصحابة والصحبة وهما بمعنى واحد وانما كان حق الام اكد كونها تتحمل من المشاق اكثر من الاب فانها تحمل هذا الولد سواء كان ابنا او بنتا وتعاني ما تعاني من الحمل وصعوبته حملته امه كرها ثم ايضا تعاني عند وضعه ووضعته كرها ثم بعد وظعه كذلك ارظاعه والقيام عليه فهي تقوم بمهام اصعب من الاب ولذلك كان حقها اكد ولهذا قال الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين فسوى بينهما في الوصاية ووصينا الانسان بوالديه وخص الام بمزيد من الحق. قال حملته امه وهنا على وهن صاموا في عامين يعني فان حقها بناء على ذلك اه متأكد وحق الام اذا اكد من حق الاب روي ان بالاسود الدؤلي تنازع مع امرأته في ابن بينهما ابن له منها فاتت الى والي البصرة زياد وقالت اصلح الله الامير هذا الابن بطني وعاءه وحجري فناؤه وثديي سقاؤه اكلأه اذا نام واحفظه اذا اذا قام فلم ازل بذلك سبعة اعوام حتى اذا استوفى فصاله وكملت خصاله واملت نفعه ورجوت رفعه اراد ان يأخذه مني كرها ابو الاسود الدؤلي معروفة من يعني الادباء ومن النحويين اتى ايضا بكلام مسجوع وقال اصلح الله الامير هذا ابني حملته قبل ان تحمله ووظعته قبل ان تظعه ثم جعل يسترسل فقال له الامير دعك من هذا السجع ورد اليها هذا الابن هذه من اللطائف التي ذكرها بعض الشراح فاذا هذا الحديث يدل على عظيم حق الوالدين وان حق الام اكد من حق الاب لكن اذا تعارض حق الام والاب فان كانت الام ليست في حبال الاب فان كانت مطلقة وحق الام اكد فلو امره ابوه بامر وامرته امه بامر يقدم يقدم امر الام على الاب اما لو كانت الام في حبال ابيه فهي زوجته وهي مأمورة بطاعته وهو سيدها وولي امرها فاذا كانت هي مأمورة بطاعته فمن باب اولا ان ما تأمر به تبع لي امره وعلى ذلك فحق الاب هنا اكد اذا كانت الام في حبال الاب فحق الاب اكد لانها هي مأمورة بطاعته اصلا فاذا امرت الابن بامر وامره الاب بامر فيقدم امر الاب لانها هي مأمورة بامر الاب وهو ولي امرها وهو سيدها فيعني انتبه لهذه المسألة الدقيقة هذه من المسائل التي يعني قل من ينتبه لها صحيح ان حقها الام اكد لكن اذا لم تكن في حبال الاب اما اذا كانت في حباله وزوجته فلا حق الاب اكد. فلو امرها الام لامرته الام بامر وامره الاب بامر يقدم اه امر الاب على امر الام لانها هي اصلا مأمورة بطاعة الاب الذي هو زوجها باب لا يجاهد الا باذن الابوين. حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان وشعبة. قال حدثنا حبيب حاء. قال وحدثنا محمد الكثير اخبرنا سفيان عن سفيان عن حبيب عن ابي العباس عن عبدالله بن عمرو قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم اجاهد قال لك ابوان؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد نعم قال باب لا يجاهد الا باذن الابوين وذلك فيما اذا كان الجهاد فرض كفاية فلا يجوز للانسان ان يخرج للجهاد الا باذن الوالدين ثم ساق المصنف هذا الحديث حديث عبد الله ابن عمر جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اجاهد قال لك ابو غانم؟ قال نعم. قال ففيهما فجاهد اي ابلغ جهدك في برهما وفي الاحسان اليهما فان ذلك يقوم مقام قتال العدو ومر معنا في الحديث السابق ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل بر الوالدين مقدما في الفضل على الجهاد في سبيل الله فنستفيد من هذا الحديث اولا عظيم شأن بر الوالدين وانه مقدم على الجهاد في سبيل الله ثانيا انه لا يجوز للابن ان يذهب للجهاد الا باذن والديه الا في الحالات التي يكون فيها الجهاد فرض عين هذه مستثناة نعم باب لا يسب الرجل والديه. حدثنا احمد بن يونس حدثنا ابراهيم نساء عن ابيه عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو رضي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله وكيف يلعن رجل والديه قال يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه نعم من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه اولا اذا كان اللعن مباشرا فهذا لا شك انه من اكبر الكبائر لكن هذا يأباه الطبع السليم ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قيل وكيف يلعن الرجل والديه؟ يعني قالوا على سبيل الاستغراب لان الطبع المستقيم يأبى ذلك والفطرة السوية تأبى ذلك فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان سب الوالدين قد يكون بطريق غير مباشر وذلك بان يسبوا الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه ولو قال له لعنة الله على والديك قال بل لعنة الله على والديك انت فمعنى ذلك يعني كأنه هو سب والديه فوقع في كبيرة من كبائر الذنوب. بل من اكبر كبائر الذنوب واذا سب الوالدين سواء كان مباشرا او كان بطريق التسبب من اكبر كبائر الذنوب قال ابن بطال رحمه الله هذا الحديث اصل في سد الذرائع ويؤخذ منه ان من ال فعله الى محرم يحرم عليه ذلك الفعل وان لم يقصد ذلك المحرم فشد الذرائع قاعدة معتبرة عند اهل العلم فمن ادلتها هذا الحديث فمن سب ابا رجل فقد يسب اباه هو سب والديه قد يسب والديه وايضا يدل لذلك قول الله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم مع ان سبب الهة المشركين جائزة لكن اذا كان ذلك يفضي الى سب الله عز وجل كان ذلك ممنوعا منه اذا هذا الحديث اصل في آآ سد الذرائع آآ ايضا اخذ العلماء من هذا الحديث فائدة وهي منع المنع من تعاطي الامر المباح اذا ادى الى امر محرم اذا ادى الى امر محرم قالوا ومن ذلك فالبيع الثوب الحرير ممن يتحقق انه يلبسه والعصير ممن يتحقق انه يتخذه خمرا وعلى ذلك بيع الاشياء التي تستخدم في الحلال وفي الحرام هل يجوز شي يستخدم في الحلال وفي الحرم مثل جوالات مثلا انسان عنده محل جوالات وهذا المشتري الجوال قد يستخدمه في الحلال وقد يستخدمه في الحرام نقول هذا فيه تفصيل ان علمت ان المشتري سيستخدم هذا الشيء في الحرام لم يجوز واذا علمت انه يستخدمه في الحلال جاز واذا لم تعلم فان ذلك يجوز وسيأتي ان شاء الله مزيد توضيح لهذه المسألة في اه قصة عمر في في بيع اه الحرير في حديث قادم ان شاء الله ايضا من فوائد هذا الحديث آآ العمل بالغالب لان الذي يسب ابا الرجل قد يسب اباء الاخر وقد لا يسبه لكن الغالب انه يسبه فمنع النبي صلى الله عليه وسلم نسب الانسان والديه او انسان اخر لان هذا قد يتسبب في سبه لوالديه هو على ان المسلم ينبغي ان يكون بعيدا عن السباب المسلم ليس بالسباب ليس المسلم بالسباب وسباب المسلم في السوق والسب من كبائر الذنوب محرم من كبائر الذنوب لعن المؤمن كقتله الا على سبيل المقابلة لا يجوز ما معنى الا على سبيل المقابلة نعم اذا ابتدأ انسان سبك يجوز لك ان تسبه مثل ما سبك لا ولكن لا تزيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتدي المظلوم. رواه مسلم يعني اثم المستبين جميعه على البادئ وهذا يدل على ان المعتدى عليه لا اثم عليه ما لم يعتدي فلو انه سبه فسب بمثل ما سبه الاثم كله على البادئ الاول. الثاني دافع عن نفسه لو قال لعنك الله قال بل لعنك الله انت الاثم على من على الاول الثاني ما عليه اثم لكن لو انه قال لما قال لعنك الله قال بل لعنك الله ولعن والديك هنا اعتدى ونعتدى لان يأثم على ان المسلم ينبغي ان يكون بعيدا عن هذا لكن نحن نبين احكاما شرعية المستبان ما قالا فعلى البادئ. كل الاثم على البادئ. ما لم يعتدي المظلوم ايضا ذكر الحافظ ابن حجر من فوائد هذا الحديث قال فيه مراجعة الطالب لشيخه فيما يقوله مما يشكل عليه ووجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه راجع بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قالوا كيف يلعن والده فبين ذلك ان هذا قد يكون بطريقة تسبب نعم باب اجابة دعاء منبر والديه حدثنا سعيد ابن مريم حدثنا اسماعيل ابن ابن ابراهيم عن عقبة قال اخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر يتماشون اخذهم المطر فمالوا الى غار في الجبل فانحطت على فم على فم غارهم صخرة على فم غارهم صخرة من الجبل فاطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا اعمالا عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعل انه يفرجها فقال احدهم اللهم انه كان لوالدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت ارعى عليهم فاذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدي وان هنا بي الشجر فما اتيت حتى امسيت فوجدته هما قد ناما فحلبت كما كنت احلب فجئت فجئت بانحلابي فقمت عند رؤوسهما اكره ان اوقظهما من نومهما واكره ان ابدأ بالصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء وقال الثاني اللهم انه كانت لي ابنة عم احبها احبها كاشد ما يحب الرجال النساء. فطلبت اليها نفسها فابت حتى اتيها بمئة دينار. فسعيت حتى فجمعت مئة دينار فلقيتها بها. فلما قعدت بين رجليها قالت يا عبدالله اتق الله ولا تفتح فقمت عنها الله ما عندك الا بحقه اي نعم لا في النسخة آآ الا بحقه ولا تفتح الخاتم الا بحقه فقمت عنها. اللهم فان كنت تعلم اني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك. فافرج لنا منها ففرج لهم فرجة وقال الاخر اللهم اني كنت كنت استأجرت اجيرا بفرق ارز فلما قضى عمله قال اعطني حقي فعرضت عليه حقه فتركه ورغب عنه فلم ازل ازرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني واعطني حقي. فقلت اذهب الى ذلك البقر الى ذلك البقر ورائها فقال اتق الله ولا تهزأ بي. فقلت اني لا اهزأ بك فخذ ذلك البقر وراعيها فاخذه فانطلق بها. فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك. فافرج ما بقي ففرج الله عنهم او ففرج الله عنهم فرج الله عنه ففرج الله عنهم هذه النسخة آآ هذا الباب قال المصنف رحمه الله باب اجابة دعاء من بر والديه واخذ هذا من ان احد هؤلاء الثلاثة بر بوالديه برا عظيما ودعا الله تعالى بان تنفرج عنهم هذه الصخرة واجاب الله دعوته فانفرجت الصخرة قليلا هذا وجه الدلالة فهؤلاء الثلاثة انطلقوا انطبقت دخلوا غارا دخلوا غارا في جبل فانطبقت عليهم الصخرة وقالوا انه لا ينجيكم الا ان تتوسلوا الى الله بصالح اعمالكم وكل واحد منكم يبحث عن افضل عمل صالح اخلص فيه لله الاول توسل الى الله عز وجل ببره العظيم بوالديه الى هذه الدرجة انه كان يأتي لهما بغبوقهما بالحليب ويقدمهما على اولاده وذات يوم اتى وقد ناما وعنده اطفال اطفاله لم يشأ ان يقدم اطفاله على والديه ولم يشأ ان يوقظ والديه فيزعجهما فبقي طيلة الليل واقفا عند رأسيهما باللبن الى ان استيقظا فشرب هذا اللبن هذا عمل صالح عظيم يدل على عظيم بره بوالديه قال اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فاستجاب الله له ففرج عنه انفرجت الصخرة قليلا غير انهم لا يستطيعون الخروج وهذا يدل على ان بر الوالدين من اعظم اسباب تفريج الكروب ومن اعظم اسباب ما يتوسل به من الاعمال الصالحة. ومن اعظم ما يتوسل به من الاعمال الصالحة الثاني توسل الى الله عز وجل بعفته عن الزنا مع قدرته عليه كان له ابنة عم وكان يحبها حبا شديدا كاشد ما يحب الرجال النساء فارادها عن نفسها فابت حتى يأتيها بمئة دينار فجمع مائة دينار فلما تمكن منها وقعد بين رجليها وعظته بكلمة عظيمة. قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفظ الخاتم الا بحقه هذه الكلمة وقعت في قلبه او رجل صالح تقي فقام عنها لله عز وجل مع قدرته عليها وحبه لها اجتهاده في جمع المال حتى تهيأت له هذه الفرصة لما ذكرته بالله قالت اتق الله قام وتركها. وترك المال الذي اعطاها اياه. اعطاها ايضا مئة دينار لم يأخذها منها قال اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك وافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة قليلا غير انهم لا يستطيعون الخروج فتوسل الى الله عز وجل بعفته عن الزنا مع قيام اسبابه وهذا من اعظم ما يكون من العمل الصالح ان الانسان يترك الوقوع في الفاحشة خوفا من الله سبحانه كما حصل ليوسف فان يوسف عليه الصلاة والسلام حصلت له فتنة عظيمة فانه اه كان شابا وكان اعزب وكان غريبا. الغريب لا يعني يستنكف مما يستنكف منه غير الغريب نعم الغريب تجد انه يتجرأ على فعل امور لا يتجرأ عليها غير الغريب. لان غير الغريب لان عنده قبيلة عندها يعني اناس فعله عند الغريب ليس عنده هذه الحواجز ايضا رقيق كان رقيقا وايضا الذي دعاه الى هذا هي سيدته وايضا كانت امرأة من اجمل النساء وايضا تزينت له. يعني امرأة جميلة وتزينت له وايضا غلقت الابواب في المكان الخالي الذي لا يراه فيه احد الا الله عز وجل يعني هل هناك اغراء يعني فتنة اعظم من هذا اجتمعت جميع اسباب الفتنة ولكنه تركها لله عز وجل. بل فر قال عاذ الله معاذ الله ولحقته وقدت قميصه من دبر الى قص اخر القصة التي قص علينا ربنا عز وجل حتى برأه الله تعالى مما الصق به من التهمة. الشاهد ان ان يوسف عليه الصلاة والسلام اه ترك ذلك لله عز وجل كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين فكون الانسان يعف عن الوقوع في الفواحش مع قدرته عليها. ومع وجود اه الاسباب الدافعة والداعية اليها ووجود عوامل الفتنة والاثارة ويترك ذلك لله عز وجل فهذا من اعظم ما يكون من الاعمال الصالحة التي يتوسل بها الى الله عز وجل. ومن اسباب تفريج الكروب ولهذا توسل هذا الرجل الى الله عز وجل بهذا العمل الصالح فاستجاب الله له فالفرجت الصخرة قليلا غير انهم لا يستطيعون الخروج واما الثالث فقد توسل الى الله عز وجل بامانته العظيمة فانه قد استأجر اجراء واعطى كل واحد اجره الا اجير واحد استأجره بفرق ارز لما قضى عمله اه ذهب وترك ترك حقه فاخذ هذا الاجر وثمره ونماه حتى اصبح له مال كثير من الرقيق ومن البقر فاتى ذلك الرجل بعد حين من الدهر قالا يا عبد الله اعطني حقي قال هو لك ما ترى من البقر ومن الرقيق ومن الابل ومن الغنم قال لا لا تستهزئ بي قال والله لا استهزأ بك. هذا هو اجرك ثمرته لك فاخذه كله ولم يترك لي منه شيئا يعني كان ينبغي على الاقل ان يعطيهم منه شيء مقابل انه ثمره له اخذه كله ولم يترك له منه شيئا قال اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فاستجاب الله له فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعا يمشون الاول توسل الى الله عز وجل بعظيم بره بوالديه. والثاني توسل الى الله تعالى بعفته عن الزنا خاصة مع القدرة عليه والثالث توسل الى الله تعالى بامانته فاستجاب الله لهم. فدل ذلك على ان هذه الاعمال الصالحة الثلاثة من اسباب تفريج الكروب وايضا من فوائد هذه القصة مشروعية التوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة وهذا من اقسام التوسل المشروع فان التوسل منه ما هو مشروع ومنه ما هو ممنوع فمن التوسل المشروع التوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة فمثلا لو وقعت في كربة وقعت في ضائقة انظر ما افظل عمل عملته لله تشعر انك اخلصت فيه لله تعالى ثم توسل الى الله تعالى به قل اللهم انه كحصل كذا وكذا وكذا. اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عني ما انا فيه قل كما قال هؤلاء الثلاثة فهذا يدل اذا على مشروعية التوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة عند المظائق. وايظا اخذ من العلما مشروعية التوسل الى الله عز وجل بالاعمال الاعمال الصالحة عموما فمثلا تقول اللهم بحبي لك وحبي لنبيك اغفر لي مثلا او اهدني او تدعو الله بما شئت فتوسلت الى الله عز وجل بحبك لله حبك لنبيه او تتوسل الى الله تعالى باي عمل صالح فاذا التوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة هذا توسل مشروع بل انه من اسباب تفريج الكربات خاصة اذا كان هذا العمل الصالح عملا اخلص فيه الانسان لله عز وجل فهذا من اسباب تفريج الكربات وايضا هذا يدل على ان الانسان ينبغي ان يجعل له اعمالا صالحة يعني خبيئة يجعل له خبيئة من اعمال صالحة يفزع اليها عند الكروب اجعل لك اعمال صالحة لا يعلم بها احد من الناس لا والد ولا ولد ولا زوجة ولا اي شخص افعلها لله تعالى لا يعمل بها احد. هذا يسميه السلف خبيئة. خبيئة اعمال صالحة ثم اذا وقعت في كربة توسل الى الله عز وجل بها اما ان الانسان اذا بحث ما وجد له اي خبيئة من عمل صالح فهذا يعني تقصير لابد ان يجعل الانسان له خبيئة اعمال صالحة عملها لله تعالى لا يعلم بها الا الله فانظر الى هؤلاء الثلاثة كانت لهم خبية اعمال صالحة. الاول بره بوالديه الثاني عفته عن الزنا. الثالث امانته التوسل الى الله عز وجل بها عندما حصلت هذه الكربة العظيمة فاستجاب الله لهم. وانفرجت عنهم الصخرة فخرجوا جميعا يمشون ولاحظ هنا في دعوتهم يعني ايضا لما دعوا الله عز وجل دعوا الله تعالى باسلوب فيه تواضع قال اللهم ان كنت فعلت ذلك اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك يعني انا ما ادري لم يزكي نفسه لم يستعظم هذا العمل لم يعجب بعمله فهو يقول يا ربي انا ما ادري ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه وهذا ايضا يعني مما ينبغي للانسان ان ان يتأدب به مع ربه فالانسان لا يعجب باعماله الصالحة واذا اراد ان يتوسل الى الله بعمل صالح يقول يا ربي ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ولا يقول يا ربي انا فعلت كذا وكذا وكذا فافرج عني فلاحظ هنا ايضا ادبهم مع الله عز وجل. ان كنت يا ربي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه باب عقوق الوالدين من الكبائر قاله عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن المسيب عن وراد عن وراد عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ومنعا وهات ووأد البنات وكره وكره لكم قيلا وقال وكثرة السؤال واضاعة المال نعم. قال باب عقوق الوالدين من الكبائر قاله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ومراده بذلك حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس وهذا اخرجه البخاري في في موضع اخر وهنا يعني ذكره معلقا لكنه اخرجه موصولا في موضع اخر فهذا هو مراد المصنف بقوله قاله ابن عمر يريد هذا الحديث الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس الحديث الاول حديث المغيرة ان الله حرم عليكم وفي لفظ ان الله حرم عليكم ثلاثا وكره لكم ثلاثا حرم عليكم عقوق الامهات والمراد بذلك عقوق الوالدين لكنه ذكر الامهات لان عقوق الامهات اه اعظم اثما من عقوق الاباء لان الامهات حقهن اكد من حق الاباء وهو من اه اكبر الكبائر والثاني ومنعا وهات والمراد بقوله منعا وهات اي منع ما امر باعطائه وطلبوا ما لا يستحق اخذه هو يمنع مثلا الزكاة يمنع ما امر باعطائه لكن يطلب ما لا يستحق يريد ما لا يستحق. فيكون جموعا منوعا وهذا من اسوء ما ما تكون من الخصال في الانسان ان يكون جموعا منوعا وهو يمنع ما ما امر باعطائه ويطلب ما لا يستحق ان يأخذه ووأد البنات وأد البنات المقصود بوأد البنات أي دفنهن وهن أحياء وكان هذا من عادة بعظ اهل الجاهلية ويقال ان اول من فعل ذلك قيس ابن عاصم التميمي وكان اغار عليه بعض اعدائه فاسر ابنته ثم ان هذا لما اسرت ابنته من اسرها اراد ان يتزوجها فتزوج بها ثم انه حصل صلح بينه وبين هذه هؤلاء الذين اغاروا عليهم تخير ابنته ان ترجع اليه او تبقى عند زوجها فاختارت زوجها فغضب ابوها وحلف الا تولد له بنت الا دفنها وهي حية ثم تبعه على ذلك بعض العرب وقد ذكر الله تعالى هذا واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت واما ما يقوله بعض الكتاب من ان هذا غير صحيح هذا هذا يعارضه القرآن قرآن ذكر هذا اثبت ان هذا موجودا موجودا عند اهل الجاهلية واد البنات واذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت. واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ايمسكه على هون ام يدسه في التراب؟ هذا كان موجودا عندهم وكان من العرب من يقتلون اولادهم مطلقا اما خشية عملاق او لغير ذلك من الاسباب او لخشية يعني ان يضيق الرزق عليهم ليظيق عليهم الرزق ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق آآ لكنه وأد البنات لم يكن عند جميع العرب وانما عند بعض قبائل العرب واما ما نسب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه وادى بنتا له وانها كانت آآ تمسح لحيته وتمسح التراب عن لحيته وهو يدفنها وهذا غير صحيح هذا لم يثبت عن عمر واكبر بناته حفصة ولم يرد هذا عن عمر لا بسند صحيح ولا ضعيف وانما هذا مكذوب عن عمر وينبغي التنبه للروايات المروية عن عمر لان الرافضة يكرهونه وربما يكذبون عليه الصاق بعض الروايات به فلا يصح هذا عن امر لكنه موجود عند بعض احياء العرب وأدوا البنات وكره لكم هناك الكراهة عند عند الشارع تختلف عن الكراهة في مصطلح الفقهاء تراها في مصطلح الفقهاء ما ما هي؟ ما معنى كراهة في اصطلاح الفقهاء من يبين لنا مع فظل احسنت ما يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله هذا التعريف الصحيح للكراهة لكن في لسان الشارع قد يراد بالكراهة التحريم كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها مع ان الله ذكر فيها امورا محرمة ذكر فيها قتل النفس وذكر فيها الزنا وذكر فيها يعني امورا محرمة ومع ذلك قال كل ذلك كان سيء عند ربك مكروها فلفظ ومصطلح الكراهة قد قد يراد به آآ التحريم والذي يحدد ذلك هو السياق. فهنا كره لكم بعضها على سبيل الكرام او بعضه على سبيل التحريم. قيل وقال قيل وقال اه اختلف العلماء في المراد بذلك فقيل المراد بذلك كثرة الكلام لانه يفضي الى الوقوع في الخطأ وقيل المراد بذلك حكاية اقاويل الناس والبحث عنها قال فلان كذا وقالت كذا وقيل كذا وقيل المراد بذلك حكاية الاختلاف في امور الدين والاكثار من ذلك بحيث قد يقع في الزلل وربما هذه كل الامور كلها آآ صحيحة ومرادة فينبغي للانسان الا يكثر الا يكثر من قيل وقال وكثرة نقولات وكل خبر يسمعه ينقله ويتحدث به ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى بالمرء آآ اثما ان يحدث بكل ما سمع وكثرة السؤال هذي نتكلم عنها ان شاء الله بعد الاذان نعم تفضل الله اشهد ان لا لا اله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول واشهد حي على الصلاة حيي على الفلاح لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صلي وسلم على محمد قال وكثرة السؤال قال الحافظ ابن حجر هل هو سؤال المال او السؤال عن المشكلات والمعضلات او اعم من ذلك وان الاولى حمله على العموم وهذا هو الصحيح انه يشمل ذلك فيشمل اولا اه التكلف في الاسئلة بان يسأل الانسان اسئلة افتراضية ومتكلفة وقد ورد ذم السؤال عن الغلوطات التي يراد بها احراج المسؤول وايضا آآ آآ السؤال وقت نزول الوحي ايظا ورد النهي عنه لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم وايضا يشمل سؤال المال من غير حاجة فان هذا محرم كما قال عليه الصلاة والسلام من سأل اموال الناس تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر وقال لا يزال لا تزال المسألة بالعبد حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم وقال ان المسألة لا تحل الا لثلاثة فاذا يشمل ذلك سؤال المال من غير حاجة ويشمل السؤال الذي فيه تكلف وفيه آآ اكثار ايضا من المسائل المفترضة فيشمل ذلك واضاعة المال اضاعة المال محرمة. وهذا يؤيد ما ذكرنا من ان الكراهة في لسان الشارع قد يقصد بها التحريم فاضاعة المال اه معناه الاسراف في الانفاق وذلك بان ينفق المال في غير وجهه المأذون فيه شرعا آآ سواء كان في امور دينية او دنيوية لان المال جعله الله تعالى قياما لمصالح الناس فلا يجوز اضاعته طيب نعم نكمل هذا الباب حدثني اسحاق حدثني خالد الواسطي عن الجرير عن الجريري عن عبدالرحمن بن ابي بكر عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وكان متكئا فجلس. فقال الا وقوله الزور وشهادة الزور او قول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى حتى قلت لا يسكت حدثني محمد ابن الوليد حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال حدثني عبيد الله ابن ابي بكر قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت انس بن مالك رضي الله عنه قال ذكر رسول الله ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر او سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين. فقال الا انبئكم باكبر الكبائر قال قول الزور او قال شهادة الزور قال شعبة واكثر ظني انه قال شهادة الزور هنا قال لا انبئكم باكبر الكبائر وهذا يدل على ان الذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر واحسن ما قيل في حد الكبيرة انها كل معصية فيها حد في الدنيا او وعيد في الاخرة من لعنة او غضب او سخط او نار او نفي ايمان او نفي دخول الجنة ونحو ذلك هذا هو تعريفه كبيرة كل معصية فيها حد في الدنيا. يعني مثلا شرب الخمر من الكبائر الزنا من الكبائر السرقة من الكبائر هذي كلها حدود فيها حدود او وعيد في الاخرة من لعنة اي معصية تجد فيها لعن الله من فعل كذا او لعن رسول الله من فعل كذا فهي من الكبائر او من لعنة او غضب او سخط او نار من فعل كذا دخل النار او نفي ايمان لا يؤمن جاره بوائقه مثلا هذا يدل على ان اذية الجار من كبائر الذنوب او نفي دخول الجنة لا يدخل الجنة نمام هذا يدل على ان النميمة من كبائر الذنوب فاذا هذا هو ضابط الكبيرة آآ قال الا انبئكم باكبر الكبر هذه ليست من الكبائر فحسب بل من اكبر الكبائر. الاول الاشراك بالله هو اعظم الذنوب. انه من يشرك بالله فقد حرم الله وعليه الجنة ومأواه النار ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا وعقوق الوالدين وهو من اكبر كبائر الذنوب كما سبق وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور وشهادة الزور شهادة الزور هو ان ان الانسان يشهد عند القاضي شهادة كاذبة فيحكم القاضي بموجب شهادته او يشهد وهو لا يعلم فهذا ايضا يدخل في شهادة الزور اذا تعمد الكذب في الشهادة هذي شهادة زور واذا شهد على ما لا يعلم فهذا ايضا شهادة زور فلا يجوز للانسان يشهد الا على ما يعلم. وما شهدنا الا بما علمنا اما ان الانسان يشهد على ما لا يعلم هذه شهادة زور او يشهد متعمدا الكذب هذه شهادة زور وقول الزور يعني ايه قول الكذب والباطل لكن الكذب كما قال الحافظ يقول انه اه ليس كله من الكبائر بحسب الكذب فالكذب الذي يترتب عليه مثلا اكل حقوق يترتب عليه قذف مسلم يترتب عليه يكون كبائر. لكن بعضها قد يكون من الصغائر ولهذا قال الحافظ لو حملناه على الاطلاق لزم ان تكون الكذبة الواحدة مطلقا كبيرة وليس كذلك ومثل ذلك الغيبة ايضا تختلف بحسب القول المغتاب به فقد تكون كبال وقد لا تكون آآ قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت آآ انما كر النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور قالوا لان الشرك ينبو عنه المسلم والعقوق ينبع عنه الطبع واما شهادة الزور فيحصل فيها التساهل والتهاون فلذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها واهتم بشأنها وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور وشهادة الزور وهذا يدل على ان شهادة كبائر الذنوب في الحديث التالي ايضا هو بمعنى هذا الحديث وبمعنى هذا الحديث من فوائده ايضا هذا الحديث آآ قالوا فيه اشفاق التلميذ على شيخه اذا رآه منزعجا وتمني عدم غظبه لما يترتب على الغظب من تغير مزاجه بقوله فما زال يكرره حتى يقول ليته سكت يعني شفقة عليه فانه عليه الصلاة والسلام لما ذكر شهادة الزور وقول الزور كان متكئا فجلس وجعل يكررها يكررها يكررها فالصحابة من باب الاشفاق عليه قالوا ليته سكت شفقة عليه وهذا يدل على عظيم شأن شهادة الزور وعظيم اثمها عند الله عز وجل ولو لم يرد في في ذمها الا هذا الحديث لكان كافيا ونكتفي بهذا القدر ونقف عند باب صلة الوالد المشرك نفتتح به درسنا القادم ان شاء الله تعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين