الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى نقلا عن ابن خفيف رحمه الله تعالى ونعتقد ان القراءة الملحنة بدعة وضلالة وان القصائد بدعة ومجراها على قسمين فالحسن من ذلك من ذكر الاء الله ونعمائه واظهار نعت الصالحين وصفة المتقين فذلك جائز وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم اولى به وما جرى على وصف المرئيات ونعت المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر واستماع الغناء والرباعيات على الله كفر الرقص بالايقاع ونعت الرقاصين على احكام الدين فسق وعلى احكام التواجد والنغام لهو ولعب وحرام على كل من سمع القصائد والرباعيات الملحنة الجاري بين اهل الاطباع على احكام الذكر الا لمن تقدم له العلم باحكام التوحيد ومعرفة اسمائه وصفاته وما يضاف الى الله تعالى من ذلك مما لا يليق به عز وجل مما هو منزه عنه فيكون استماعه كما قال الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وكل من جهل ذلك وقصد استماعه على الله على غير تفصيله فهو كفر لا محالة فكل من جمع القول واصغى بالاضافة الى الله فغير جائز الا لمن عرف ما وصفت من ذكر الله ونعمائه وما هو موصوف به عز وجل ما ليس للمخلوق فيه نعت ولا وصف بل ترك ذلك اولى واحوط. والاصل في ذلك انها بدعة والفتنة بها غير مأمونة. الى ان قال واتخاذ المجالس على الاستماع والغناء والرقص بالرباعيات بدعة وذلك مما انكره المطلبي المطلبي ومالك والثوري ويزيد ابن هارون واحمد ابن حنبل واسحاق والاقتداء بهم اولى من الاقتداء بمن لا يعرفون في الدين ولا ولا لهم قدم عند المخلصين وبلغني انه قيل لبشر ابن الحارث ان اصحابك قد احدثوا شيئا يقال له القصائد قال مثل ايش قال مثل قوله اصبري يا نفس حتى تسكني دار الجليل. فقال حسن واين يكون هؤلاء الذين يستمعون ذلك؟ قال قل ببغداد فقال كذبوا والذي لا اله غيره لا يسكن بغداد من يسمع ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين قال اما بعد قال ابن خفيف فيما نقله عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قال ونعتقد ان القراءة الملحنة بدعة وضلالة القراءة الملحنة اي لكتاب الله جل وعلا والاصل ان تكون القراءة بلا تكلف تكلف في الصوت يخرج الانسان عن حد الاعتدال الى التنطع وهذا مما ذكر ونص اهل العلم على انه من المحدثات كالامام احمد والشافعي ومالك وغيرهم وانما يزين المرء القرآن بصوته ويحسن صوته بالقرآن دون ان يخرج به ذلك الى حد التكلف او محاكاة اهل الغنى في التمطيط ونحو ذلك بل يقرأ قراءة معتدلة مع تزيين صوته وتجميله وتحسينه في قراءته للقرآن الكريم قال ابو بكر الاثرم سألت ابا عبد الله اي احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن القراءة بالالحان فقال كل شيء محدث لا يعجبني الا ان يكون صوت الرجل لا يتكلفه الا ان يكون صوت الرجل لا يتكلف وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قراءة القرآن بصفة التلحين الذي يشبه تلحين الغنى مكروه مبتدع كما نص على ذلك ما لك والشافعي واحمد وغيرهم من الائمة وللامام ابن القيم رحمه الله تعالى بحث نافع جدا حول هذا الموضوع وذكر الاقوال فيه مع المناقشة في كتابه زاد المعاد في فصل خصصه لذلك فصل في قراءة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن واستماعه له وقال رحمه الله تعالى في خاتمة هذا الفصل وكل من له علم باحوال السلف يعلم قطعا انهم براء من القراءة ب الالحان الموسيقية المتكلفة الحان الموسيقى المتكلفة التي هي ايقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وانهم اتقى لله من ان يقرأوا بها ويسوغوها ويراجع بحثه هذا رحمه الله تعالى فانه جمع استوفى رحمه الله تعالى ما قيل في ذلك مع المناقشة مع بيان الحق في ذلك قال ونعتقد ان القراءة الملحنة بدعة وضلالة وان القصائد بدعة ومجراها على قسمين فالحسن من ذلك من ذكر الاء الله ونعمائه واظهار نعت الصالحين وصفة المتقين فذلك جائز وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم اولى به ذكر هنا رحمه الله ما يتعلق بالقصائد وقوله انها بدعة اي ما جعل من ذلك على وجه التدين والتقرب الى الله سبحانه وتعالى والتعبد وان يدرج ذلك في باب الكربات وباب التعبد لله عز وجل والانشغال بها والانشغال بها بانشادها عن العلم وطلبه والعبادة والعناية بها والخير والاهتمام به واما الشعر من حيث هو فكما اشار رحمه الله تعالى ينقسم الى قسمين وشأن الشعر كشأن سائر الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح والشعر فيه شعر حسن طيب مثل ما ذكر رحمه الله تعالى شعر قائم على ذكر الاء الله ونعمه وعدي افضاله ومننه على عباده سبحانه وتعالى ونعتي الصالحين وصفات المتقين فمن الشعر ما هو قائم على ذلك وذكر الاداب الفاضلة والاخلاق الكاملة والنوع الاخر من الشعر ما كان بخلاف ذلك اما هذا الذي ذكر رحمه الله فهو جائز لكن الاشتغال يقول بذكر الله والقرآن والعلم اولى بالمرء اولى بالمرء قال وما جرى على وصف المرئيات ونعتي المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر وما جرى على وصف المرئيات ونعت المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر هنا لعله والله تعالى اعلم يشير الى ما عند المتصوفة والحديث كله عند المصنف في هذا السياق رد على المتصوفة في مغالاتهم ومن ذلكم ما يقع في شعرهم من آآ ذكر لاوصاف الرب سبحانه وتعالى وقياسا للخالق بالمخلوق جل في علاه وتشبيه للخالق بالمخلوق او ايظا عكس ذلك تشبيه المخلوق بالخالق وهذا يكثر عند ولاة المتصوفة ويكثر في اشعارهم فيقول ان ذلك كفر ان ذلك كفر ان كان بعض هؤلاء الغلاة يقول ان الشعر لا دخل له بالعقائد كمبرر لهم فيما يكون في شعرهم من من مغالاة وظلال وباطل يقول الشعر لا دخل له في العقائد كان الشعر ليس من كلام المرء وليس معدودا في عمله فمثل هذه القصائد والابيات التي قائمة على مثل هذه المعاني في الاوصاف والمرئيات من قياس للخالق بمخلوق او عكس ذلك قياسا للمخلوق بالخالق هذا كله كفر والله سبحانه وتعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير يقول جل في علاه هل تعلم له سميا قال واستماع الغنى والرباعيات الرباعيات هي الابيات التي اه او القصائد التي تتكون ابياتها من اربعة اشطر عادة القصيدة ابياتها من شطرين الاول والثاني والرباعيات لها اربعة اشطر واستماع الغناء والرباعيات على الله كفر واستماع الغنى والرباعيات على الله كفر وايضا هذا متعلق بما قبله يعني مثل هذه القصائد الذي التي مر الاشارة اليها وما تشتمل عليه سواء سقطرت رباعيات او من شطرين فما قام فيها من تلك المعاني الفاسدة وايضا ما كان من هؤلاء من اتخاذ لهذه القصائد في باب القرب لله عز وجل ولعل هذا يشير اليه بقوله اه استماع ذلك على الله اي ان ان انه يجعل ذلك باب قربة لله مع ما في الشعر من ظلال وباطل مع ما في ذلك الشعر من ظلال وباطل او انه ايضا يريد بقوله استماع ذلك على الله اي الزعم ان الله عز وجل يسمع ذلك منهم ويرضاه عنهم ويقبله وانه لا يسخطه سبحانه وتعالى وهذا افتراء على الله فيكون اه تكون قصائده اشتملت على الضلال والباطل والزعم ان الله عز وجل يسمع ذلك ويرضاه ولا يسخطه سبحانه وتعالى وهذا القول على الله سبحانه وتعالى كفر ان ان يقر جل في علاه او ان يرضى جل في علاه ضلال هؤلاء باطلهم الذي تنطوي عليه تلك القصائد التي اشار اليها رحمه الله قال والرقص بالايقاع ونعتوا الراقصين على احكام الدين فسق وعلى احكام التواجد والنغم لهو ولعب او الانغام لهو ولعب هذا الذي ذكره رحمه الله تعالى كله اشياء وجدت عند اهل التصوف ولا سيما ولاتهم واتخذوا هذه الامور ديانة وبابا من ابواب التقرب الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا يجتمعون حتى احيانا في المساجد. وفي بعض المنتديات يجتمعون على الرقص الرقص وربما اضافوا الى ذلك القصائد الملحنة والدفوف ويعتبرون ان ذلك نوعا من التقرب الى الله عز وجل ولا ريب ان هذا ظلال ليس من دين الله ولكن من تسوي له الشيطان لهؤلاء فاتخاذ ذلك من باب القرب ليس من دين الله سواء الرقص او القصائد الملحنة التي يأتون بها مع ما فيها من المغالاة والضلال وما يضاف ايضا الى ذلك من اه الاتي له من دف ونحوه ثم يعتبرون ذلك باب قربة لله عز وجل بل ان بعضهم يزعم ان هذا انفع للقلوب من القرآن ونصوا على ذلك في بعض كتبهم تعالى الله عما يقولون وهذا يعرف عند المتصوفة بالسماع وله كتبه الخاصة عندهم ويضا له ادابه الخاصة حتى ان الرقص الذي هو ليس من دين الله ويعدونه قربة ذكروا له ادابا في كتبهم ذكروا له ادابا في كتبهم اي المجالس التي يسمون مجالس السماء او مجالس الذكر وما يكون فيها من الرقص الى اخره ذكروا آدابا ومما ذكر او ذكروه في ذلك ان مجلس الرقص لو ان الشيخ وهو يرقص سقطت عمامته قالوا من الادب ادب الحاضرين كل واحد يخلع عمامته قالوا لو ان الشيخ من شدة تفاعله مع مجلس الرقص مزق توبة وقطع ثوبه من شدة تفاعله وتواجده قالوا من الادب ان يخلع كل الحاضرين ثيابهم. واشياء من هذا القبيل وتعد هذه الامور من الدين وانها من من باب القرب موجودة حتى في كتب مشهورة مثل احياء علوم الدين وغيره من الكتب فيها مثل هذه الضلالات والباطل الذي ما انزل الله بها من سلطان وتعتبر من دين الله كيف تعد هذه من احياء الدين؟ وهي من احياء الضلال واحياء البدع التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. اي دين هذا وهذا ابن خفيف رحمه الله وهو من المتصوفة لكن يرد هذا الباطن ويبطل هذا الضلال ويرى ان دخول هؤلاء المتصوفة في هذه الامور هذا دخول فيما امر ليس من دين الله وانما من فالبدع والضلال التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وبقية كلامه رحمه الله تعالى كله حول هذه القصائد وما في طرائق هؤلاء في هذه القصائد من اه ظلال وباطل ولعل ان نكتفي من ذلك بما تقدم نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو عبد الله ومما نقول وهو قول ائمتنا ان الفقير اذا احتاج وصبر لم يتكلف وما نقله عن بشر ابن الحارث ونقل انه سئل قال قال ان قيل له ان اصحابك قد احدثوا شيئا يقال له القصائد. قال مثل ايش يعني مثل ماذا؟ قال قالوا مثل قوله اصبري يا نفس حتى تسكني دار الجليل دار الجليل اي الجنة يعني يلحنونها ويأتون بها ملحنة فقال هذا حسن يعني المعنى هذا حسن جيد الالفاظ المعاني التي في هذه الكلمة جيدة قالوا واين يكون هؤلاء الذين يستمعون ذلك قال قلت ببغداد قال كذبوا والذي لا اله غيره هو يلمح هنا الى ان بعض الناس اخذوا هذه القصائد نوع من المتعة بنوع من المتعة واللهو فقط ولهذا يعيشون حياة الترف والبعد عن التعبد والتدين والعناية بالتقرب الى الله وانما يأتون بهذه نوع من المتعة يجتمعون يوم في الاسبوع مثلا يمتعون انفسهم ويطربون انفسهم بهذا السماع فاصبر يا نفس حتى تسكني دار الجليل هذا معنى جميل ان الانسان يصبر على الطاعة وعلى العبادة وعلى لكن هؤلاء حظهم منها ابيات جميلة واصوات جميلة دون عناية منهم اصل الصبر على العبادة والطاعة الى ان يبلغ العبد دار الجليل وانما آآ ابيات ولهذا حظ هؤلاء من من هذه الابيات جمال الصوت وطريقة الاداء فقط اما الصبر والتعبد والتدين والامور هذي ليس لهم فيها شأن ولا ولا اهتمام يجتمعون عليها في مجالس تعين في الاسبوع او في الشهر او في نحو ذلك يتذوقون فقط الاصوات وطريقة الاداء ولا علاقة لهم بالصبر والتدين والتعبد والتقرب الى الله ولهذا سأل عن المكان وقال بغداد وكانت في ذلك الوقت بلد ترف وترفه ولهو ومتع الدنيا فمن مكانهم عرف من مكانهم عرف ان ان هذه هذا المعنى انما يقولونه فقط تذوقا اللحن وما كان من هذا القبيل لا عن عناية بالصبر نفسه او التقرب الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو عبد الله ومما نقول وهو قول ائمتنا ان الفقير اذا احتاج وصبر لم يتكلف الى وقت يفتح الله له كان اعلى فمن عجز عن الصبر كان السؤال اولى به على قوله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ احدكم حبله. الحديث قال ابو اي بن خفيف ومما نقول وهو قول وهو قول ائمتنا ان الفقير اذا احتاج وصبر ولم يتكلف الى وقت يفتح الله له كان اعلى كان اعلى لعله والله اعلم يشير الصبر يعني مع فقره لا اه لا يمد يده للناس وانما يصبر على حاجته وفقره لكن كونه لا يعمل ينقطع عن العمل هذا خلاف الهدي خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا اشار في الحديث لان يأخذ احدكم حبله فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل ورغب فيه ودعا الى الى ذلك وكان اصحابه رضي الله عنهم كذلك يعملون ويكتسبون الفقر الذي يعد عملا من اعمال اه المتصوفة بمعنى ان الانسان ينقطع عن العمل وعن جلب الرزق لاولاده ويعدون ذلك مرتبة مرتبة الفقر بحيث ان لا يعمل يبقى فقيرا وهؤلاء على قسمين يعني قسم يبقى فقيرا ولكن يسأل الناس ويعرظ فقره للناس وحاجته للناس ومنهم من يصبر يصبر على الشظف والشدة والحاجة ولكن الذي جاء به الهدي عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هو بذل الاسباب واشار الى ذلك بقوله بايراده لقول النبي صلى الله عليه وسلم لن يأخذ احدكم حبله. والله جل وعلا يقول فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه نعم قال رحمه الله تعالى ونقول ان ترك المكاسب غير جائز الا بشرائط مرسومة من التعفف والاستغناء عما في ايدي الناس ومن جعل السؤال حرفة وهو صحيح فهو مذموم في الحقيقة خارج اعد ونقول ان ترك المكاسب غير جائز الا بشرائط مرسومة من التعفف والاستغناء عما في ايدي الناس ومن جعل السؤال حرفة وهو صحيح فهو مذموم في الحقيقة خارج قال ونقول ان ترك المكاسب غير جائز. ان ترك المكاسب انقطاع الانسان عن العمل وعدم عنايته باكتساب الرزق واعد ذلك كما هو عند بعض او كثير من اهل التصوف ان هذا من التوكل على الله سبحانه وتعالى فهذا ليس من التوكل على الله وانما من التواكل والتوكل حقا ان يبذل المرء الاسباب ولا يعتمد على السبب وانما يتوكل على الرب العظيم. جل وعلا والله يقول وقد مر معنا ايضا كلام المصنف في ذلك وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب فترك المكاسب غير جائز الا بشرائط مرسومة من التعفف والاستغناء عما في ايدي الناس لكن الانسان لا لا غنى له عن طعام ولا شراب ولا مسكن ولا ملبس وايضا نفقة على الاولاد وغير ذلك وهذه امور تحتاج الى ان الانسان يكتسب ما يكف به يده عن السؤال وايضا يغني به باذن الله سبحانه وتعالى اهله وولده. ويكفهم عن السؤال وفي الحديث ان ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس ومن جعل السؤال حرفة وهو الصحيح فهو مذموم في الحقيقة خارج اي عن الطريقة التي عليها آآ المؤلف ومن اشار اليه من ائمتهم المتصوفة يقول خارج عن الطريقة ويشير الى ان بعض المتصوفة لما اتخذوا الفقر اتخذوا الفقر ديانة ثم اشتدت بهم الحاجة فصاروا يتعرضون للسؤال ثم صار السؤال حرفة لهم ثم صار السؤال سؤال الناس حرفة لهم فاولا اعتبر الفقر ديانة وان يتدين بالفقر والانقطاع عن الدنيا ولا يعمل ولا كذا الى اخره ثم اشتدت به الحاجة فصار يسأل ثم تحول هذا السؤال الى حرفة تحول هذا السؤال الى حرفة فهذا يقول خارج عن الطريقة خارج عن الطريقة نعم قال رحمه الله تعالى ونقول ان المستمع الى الغناء والملاهي فان ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم الغناء ينبت النفاق في القلب وان لم يكفر فهو فسق لا محالة قال وانا المستمع الى الغنى والملاهي فان ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام الغنى ينبت النفاق في القلب وهذا يروى ومرفوعا موقوفا الموقوف اصح على ابن مسعود رضي الله عنه الغنى ينبت النفاق في القلب. ومعنى ينبته ان يولد وينشئ ويحدث النفاق في القلب وان لم يكفر فهو فصف لا محالة وان لم يكفر فهو فسق لا محالة يعني الاشتغال اه الغنى مع ما فيه من امراض يولدها في القلب منها النفاق وايضا ان الغنى بريد للزنا كما قال ائمة السلف يولد النفاق ويولد ايضا حب الفواحش والرذيلة فوإن لم يكفر المشتغل به الا انهم فسق لا محالة. فسق لا محالة. نعم قال رحمه الله تعالى والذين اختار قول ائمتنا ترك المراء في الدين والكلام في الايمان مخلوق او غير مخلوق ومن زعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي وان المرسل اليهم افضل فهو كافر بالله. ومن قال باسقاط الوصائ على الجملة فقد كفر قال والذي نختار قول ائمتنا ترك المراة في الدين ترك المراء في الدين وهذا ايضا سبق الكلام عنه والمراء في الدين اي الاشتغال بالجدل والخصومات عن العمل الاشتغال بالجدل والخصومات عن العمل خروج عن المقصود من دين الله لان المقصود من الدين فهمه والعمل به اما اذا اشتغل الانسان بالجدل واعرظ عن العمل ليس هذا هو المقصود المقصود من هذا الدين او هذه الشريعة او هذا الوحي الذي انزل على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بس خلاص قال والكلام في الايمان مخلوق وغير مخلوق وغير ذلك من الامور التي انشأها اهل البدع والاشتغال بها الاشتغال بها هذا كله محدث كل محدث احدثه اهل البدع وصرفوا به الناس اللب الدين وحقيقته وروحه في جانبيه الجانب العلمي والعملي انشغلون بمثل هذه البدع لكن يلزم اهل الحق في هذا المقام عند شيوع هذه الالفاظ الباطلة وخشية تأثر الناس بها ان يبينوا ما فيها من فساد وان يبينوا ما فيها من ظلال وباطل وان القول بكذا بدعة والقول بكذا كفر هذا كله من باب النصح للدين وكشف باطن اهل الضلال حتى لا يروج على فالعوام والجهال ونحوهم ومن زعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي من زعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي وان المرسل اليهم افضل فهو كافر بالله وهذا ايضا يشير الى امر موجود عند المتصوفة ان الرسول واسط يؤدي اي مبلغ مبلغ يؤدي ما امر بابلاغه لكن لا يلزم يقولون من كونه رسول ويؤدي ان يكون هو الافضل بل في الاولياء من هم افظل من الرسول بل في الاون هكذا يقولون بل في الاوليا من هم افظل من يؤدي يؤدي ويبلغ وبلغ لكن هذا البلاغ لا يلزم منه تفضيله وانه وان افضل عباد الله بل في اولياء الله من هم ليسوا برسل لكنهم افضل من آآ الرسول مثل ما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ تطويق الرسول ودون الولي اويق الرسول مقام النبوة في برزخ بويق الرسول ودون الولي يعني الولي عندهم اعلى من الرسول ومن النبي هذا معنى كلامه ابن خفيف يرد على من يعتقدون هذه العقيدة وهذا كله ينسى من الغلو في شيوخ الضلال وائمة الباطل المغالاة فيهم ليس الى هذا الحد بل وجد من المغالاة فيهم من من جاء من جعل يعطيه من خصائص الرب سبحانه وتعالى واوصاف الرب سبحانه وتعالى وهذا موجود كثير الطرق طرق الضلالة وطرق التصوف قال ومن قال باسقاط الواسطة على الجملة فقد كفر وهذا ايضا موجود عند ولاة المتصوفة يقولون نحن نأخذ من المشكاة التي اخذ منها جبريل من لوح المحفوظ من اللوح المحفوظ مباشرة يكشف لاحدنا عن لوح ويأخذ ونأخذ عن نأخذ من من الله مباشرة. ويقولون انتم تقولون حدثنا فلان عن فلان عن فلان. ميت عن ميت عن ميت ونحن نقول قائلنا حدثني قلبي عن ربي حدثني قلبي عن ربي فيقول رحمه الله من قال باسقاط الوسائط اسقاط الوساطة الذين هم الرسل الرسل وسائط بين الله وبين الخلق في ابلاغ الدين فمن قال ان الدين يأتيه بلا واسطة الرسل فهذا كفر بروجا عن دين الله سبحانه وتعالى لان الدين هو ما جاء ما جاءت به رسل الله فمن زعم ان دينا يأتيه من غير واسطة الرسل فهذا كافر هذا كافر وهذا موجود ايضا عند المتصوفة لان خرافاتهم المتراكمة الكثيرة لما سئلوا من اين جئتم بها؟ اخترعوا مثل هذا الكذب وهذا الافتراء وانهم يأخذون عن الله مباشرة وانهم يكاشفون وانهم يهاتفون واشياء من هذا القبيل فهذا لا شك انه مثل ما اشار المصنف كفر لان من لم يكن واسطته في معرفة دين الله الرسول فواسطته في هذه فيما عنده من من امور الشيطان الاهواء وهذا لا شك انه خروج عن الدين لانه لا دين الا ما جاء به الرسول وكان شيخ الاسلام آآ ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول كثيرا ما يقول من فار الدليل ضل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فالدين هو ما جاء به رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الى هنا انتهى ما نقله شيخ الاسلام آآ ابن تيمية رحمه الله تعالى عن ابن خفيف وهو نقل اه مطول والشيخ رحمه الله اختصر مواضع عديدة من كتاب ابن خفيف هذا لكنه تضمن اشياء مهمة جدا في الرد على المتصوفة ابن خفيف هو من المتصوفة لكن عنده شيء من الاعتدال ورد هذه الضلالات الكثيرة التي انتشرت عند المتصوفة وبين بطلان هذه الامور وفسادها ومخالفتها لدين الله ولمجاعة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم اتبع ذلك رحمه الله تعالى بنقل عن احد متأخري المتصوفة. يعني النقل الاول عن بن خفيف نقل عن احد متقدمي المتصوفة واتبع ذلك بنقل عن احد متأخري المتصوف وهو عبد القادر الجيل ويقال له الجيلاني وتنسب اليه الطريقة طريقة صوفية مشهورة يقال لها الطريقة الجيلانية وسنقف على نقله رحمه الله تعالى في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم آآ ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا دينه ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا