الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى ومن متأخريهم الامام ابو محمد عبدالقادر ابن ابي صالح الجيل قال في كتاب الاغنية اما معرفة الصانع بالايات والدلالات على وجه الاختصار فهو ان يعرف ويتيقن ان الله واحد احد الى ان قال وهو بجهة العلو مستوي مستوي على العرش. محتوي على الملك. محيط علمه بالاشياء. اليه يصعد الكلم طيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بانه في كل مكان بل يقال انه في السماء على العرش كما قال الرحمن على العرش استوى وذكر ايات واحاديث الى ان قال وينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وانه استواء الذات على العرش؟ قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل بلا كيف وذكر كلاما طويلا لا يحتمله هذا الموضع وذكر في سائر الصفات نحو هذا ولو ذكرت ما قال العلماء في ذلك لطال الكتاب جدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا ذا الجلال والاكرام اما بعد هذا نقل عن عبد القادر الجيلي ويقال الجيلاني هو الذي تنسب اليه الطريقة الجيلانية ويقال الطريقة القادرية و كان عبدالقادر هذا فيه زهد كثير وانقطاع للعبادة والعمل وكان في الجملة المعتقد في الصفات والقدر على عقيدة اهل السنة والجماعة وربما يتضح لنا شيء من ذلك من خلال هذا النقل الذي نقله شيخ الاسلام عنه رحمه الله من كتابه الغنية غنية الطالبين ابتلي باتباع غلوا فيه وكتب فيه احد الاشخاص ثلاث مجلدات من من اه جاء بعده جلها في المغالاة فيه جلها في المغالاة فيه ففتن فيه خلق الى ان عبد من دون الله عز وجل واصبح قبره وثن من الاوثان التي تعبد وتقصد عن قرب ومن بعد وساقوا في ذلك من اخبار ما لبسوا فيه على كثير من العوام وجهال الناس الى زماننا هذا الى زماننا هذا ولا يزال في بعظ الامكنة من يقرب القرابين ويندر النذور للجيلاني ويتجه اليه لطلب الحاجات وكشف الكربات والشفاء من الامراض ويدعون في ذلك دعاوى كاذبة باطلة مما كان له الاثر على نفوس كثير من العوام والجهال فاصبحوا يعتقدون فيه اعتقادات باطلة في شفاء الامراض في كشف الهموم في تفريج الكربات في امور كثيرة جدا يعتقدون في هذا الرجل وقد ذكر من ترجم له من اهل السنة كالذهب وابن رجب ابن كثير وغيرهم ذكروا من حال هذا الرجل وان مثل هذه الامور انما وجدت بعد غلوا فيه انما وجدت هذه الاشياء بعد غلو فيه فعلى سبيل المثال يقول ابن كثير المؤرخ في كتابه البداية والنهاية لما ترجم له قال وكان فيه زهد كثير وله احوال صالحة الى ان قال ولاتباعه واصحابه فيه مقالات ويذكرون عنه اقوالا وافعالا ومكاشفات اكثرها مغالاة اكثرها مغالاة وقد كان صالحا ورعا ولما ترجم له الذهبي رحمه الله تعالى قال في خاتمة الترجمة وفي الجملة الشيخ عبد القادر كبير الشأن وعليه مآخذ في بعض اقاويله ودعاويه والله الموعد وبعض ذلك مكذوب عليه وبعض ذلك مكذوب عليه وقال ابن رجب رحمه الله وللشيخ عبد القادر رحمه الله كلام حسن في التوحيد والصفات والقدر وفي علوم المعرفة موافق للسنة ومن جميل ما نقل في ذلك ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتابه الاستقامة قال ان عبد القادر الجيلاني سئل هل كان لله ولي على غير اعتقاد احمد بن حنبل فقال لا كان ولا يكون فقال لا كان ولا يكون وعندما يقال اعتقاد احمد بن حنبل هذه النسبة نسبة الاعتقاد اليه باعتبار نصرته لهذا الاعتقاد وذبه عنه وعمله العظيم على نشره والا فالمراد معتقد اهل السنة معتقد اهل السنة فيقال معتقد احمد باعتبار ان هذه عقيدة احمد رحمه الله التي يدين الله بها وباعتبار انه نصر هذه العقيدة وذب عنها وصبر على الاذى فيها والسجن والضرب والتعذيب نصرة لهذه العقيدة فالشاهد ان عبد القادر الجيلاني كان هذا شأنه وكتابه الغنية الذي نقل عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا النقل فيه موافقة اهل السنة وفيه اثبات فالصفات لله سبحانه وتعالى قد لا تخلو اقاويله مثل ما اشار الذهبي من بعض الاخطاء لكن في الجملة عقيدته عقيدة اهل السنة ويقول لا يكون من اولياء الله الا من هو على عقيدة الامام احمد رحمه الله تعالى اي عقيدة اهل السنة والجماعة عقيدة اهل السنة والجماعة لكن حصل من اتباعه ومن المعلوم ان وهذا امر تكرر عبر التاريخ الرجل الذي يكون له مكانة في النفوس ومحبة في القلوب يحصل من اتباعه مغالاة فيه يحصل من اتباعه مغالاة فيه وغلو في مدحه واطراءه والثناء عليه وربما بلغ في بعض الناس في مغالاته في متبوعه ان يعطيهم من الخصائص والصفات ما لا يليق الا برب الارض والسماوات سبحانه وتعالى وهذا حصل كثيرا ومثل هذا حصل مع عبد القادر ووصف بصفات واضيف اليه اقوال ما يظن بمثله ان يقولها ما يظن بمثله رجل يعني عرف في زمانه بالزهد والعبادة فينسبون اليه اقوالا ما يظن بمثله ان يقول مثلها وهذا النقل الذي اورده ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضع هو نقل عن كتابه الغنية يعرف الغنية ويعرف بغنية الطالبين قال فيه اما معرفة الصانع بالايات والدلالات على وجه الاختصار فهو ان يعرف ويتيقن ان الله واحد احد الى ان قال وهو بجهة العلو مستو على العرش بجهة العلو مستونع العرش قولا بجهة العلو الجهة هذه كما نبه شيخ الاسلام وغيره من العلم من الالفاظ المجملة من الالفاظ المجملة وعند اطلاق هذا اللفظ لابد ان يتضمن ما يزيل الاجمال لان عندما يقال هل الله في جهة ينظر في مراد السائل بالجهة لان الجهة لفظ مجمل فاذا اراد بالجهة جهة العلو كما هنا الجهة العلو فهذا حق لان الله عز وجل في جهة العلو اي علي على خلقه بائن من خلقه فوق سماواته واستوى على عرشه استوى يليق بجلاله وكماله واما اذا اريد بالجهة معنى اخر كان يراد بها جهة تحيطه او تحويه او نحو ذلك فهذا باطل لا ريب في بطلانه قال وهو بجهة العلو مستو على عرشه مستو على العرش. اي كما اخبر سبحانه في مواضع من كتابه محتو على الملك ومعنى محتوى على الملك اي مالك لكل شيء مالك لكل شيء مستو على عرشه والملك كله بيده والخلق جميعهم طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى محيط علمه بالاشياء اي انه مع الخلق بالعلم وسع كل شيء علما واحصى كل شيء عددا لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ ولا اصغر من ذلك ولا اكبر اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والصعود الى اعلى وهذا دليل على علو الله يصعد اليه والصعود الى اعلى فهذا من ادلة علوه سبحانه وتعالى ومن ادلة العلو يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه والعروج انما يكون قيل اعلى في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون قال ولا يجوز وصفه بانه في كل مكان اي كما يقول ذلك الجهمية وكما يقول ذلك المتصوفة قال لا يجوز ان يقال ان يوصف بانه في كل مكان بل يقال انه في السماء على العرش بل يقال انه في السماء على العرش كما قال الرحمن على العرش استوى ويذكر ايات واحاديث او وذكر ايات واحاديث الى ان قال وينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وهذا فيه رد على من قال ان الاستواء يراد به الاستيلاء ان الاستو يراد به كالاستيلا استوى على العرش اي استولى عليه وهذا تأويل باطل فيه تعطيل لهذه الصفة وفيه تحريف ايات الاستواء عن مدلولها وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه قال وانه استوى وانه استواء الذات على العرش. اي انه مستو بذاته جل وعلا فوق عرشه المجيد قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل بلا كيف وهذا اشارة منه رحمه الله تعالى الى اتفاق الكتب المنزلة على امور الاعتقاد اتفاق الكتب المنزلة على امور الاعتقاد امور الاعتقاد هذه اصول ثابتة متكررة لدى جميع الانبياء. ما من نبي بعثه الله عز وجل الا واخبر قومه بذلك بعلو الله وفوقيته سبحانه وتعالى وعلوه على عباده ولهذا لما اخبر موسى عليه السلام فرعون وقومه بذلك رام فرعون بناء الصرح من اجل ان يكذب موسى بزعمه في دعواه ان الله في السماء يا هامان ابني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا لان موسى قال له ان الله في السماء علي على عرشه فرام بناء هذا الصرح بزعمه ليكذب موسى في دعواه ولهذا قال العلماء رحمهم الله من يثبت علو الله على العرش فهو موسوي اي على عقيدة موسى ومحمد وغيره من الانبياء ومن ينكر علو الله فعقيدة فرعوني لان فرعون من انكر ذلك وكذب موسى عليه صلوات الله والسلام على وعلى جميع النبيين عبد القادر هنا يشير الى ان اثبات العلو واستواء الله على العرش عقيدة متفق عليها لدى جميع النبيين لدى جميع النبيين لان امور الاعتقاد لدى جميع الانبياء واحدة والخلاف انما هو في التكاليف كما قال والشرائع كما قال الله سبحانه لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اما امور الاعتقاد فواحدة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد اي عقيدتنا واحدة وامهاتنا شتى اي الشرائع تختلف من نبي الى اخر قال وذكر كلاما طويلا لا يحتمله هذا الموضع وذكر في سائر الصفات نحو هذا ذكر في سائر الصفات نحو هذا اي نحو ما ذكره في الاستواء من اثبات له وامرار له كما جاء فقوله في سائر الصفات كقوله في الاستواء وذلك ان باب الصفات واحد قال ولو ذكرت ما قال العلماء في ذلك لطال الكتاب جدا نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو عمر ابن عبدالبر روينا عن ما لك بن انس وسفيان وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والاوزاعي ومعمر بن راشد في احاديث الصفات انهم كلهم قالوا امروها كما جاءت قال ابو عمر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات او جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فهو علم يدان به وما حدث بعدهم ولم يكن له اصل فيما جاء عنهم فهو بدعة وضلالة هذا نقل عن الامام ابن عبد البر رحمه الله تعالى صاحب التمهيد وغيره من الكتب النافعة المفيدة وهو من علماء المالكية رحمه الله تعالى ذكر في هذا النقل عن الامام مالك وغيره من ائمة السلف ان قولهم في احاديث الصفات امرارها كما جاءت استمرارها كما جاءت وامرار الصفات كما جاءت بان تثبت لله عز وجل الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه لانها جاءت محملة بالمعاني فلا يكون فلا يكون الامرار لها كما جاءت الا باثبات معانيها ودلالاتها فقول السلف امروها كما جاءت بلا كيف اي اثبتوها لله كما اثبتها الله لنفسه وكما اثبته اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف اي دون خوض في تكييفها لان الكيف غير معقول قال ابو عمر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات او جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فهو علم يدان به يدان به ان يؤمن به ويجعل دينا وما وما حدث بعدهم ولم يكن له اصل بما جاء عنهم فهو بدعة وضلالة وهذا اشارة الى ما قاله مالك رحمه الله ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة نعم قال رحمه الله تعالى وقال في شرح الموطأ لما تكلم على حديث النزول قال هذا حديث ثابت من جهة النقل. صحيح الاسناد لا يختلف اهل الحديث في صحته فهو منقول من طرق سوى هذه من اخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة في قولهم ان الله في كل مكان ذكر رحمه الله تعالى في شرحه للموطأ موطأ الامام مالك عند كلامه على حديث النزول ثبوت هذا الحديث وصحة اسناده انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة من اخبار العدول ونص رحمه الله تعالى في كتابه التمهيد على انه من الاحاديث المتواترة عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد نص على ذلك جمع من ائمة اهل العلم واهل الدراية والمعرفة بحديثه عليه الصلاة والسلام او قد بلغ عدة من رووا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ثمان وعشرين صحابيا ذكرهم ابن القيم وذكر حديثهم في كتابه الصواعق فحديث النزول حديث تواتر عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله وفيه دليل على ان الله في السماء وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة يقصد بالجماعة اهل السنة والجماعة ائمة السلف وحديث النزول معدود في جملة ادلة العلو لان ادلة العلو علو الله على خلقه جاءت متنوعة في الدلالة على العلو من ضمن هذه الادلة حديث النزول لان النزول انما يكون من اعلى كقوله ينزل هذا دليل على علو الله ونزوله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا الذي اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام هو نزول يليق بجلال الرب وكماله لا نعلم كيفيته قال وهم من حجتهم المعتزلة في قولهم ان الله في كل مكان بقول ان الله في كل مكان من لا يثبت علو الله ليس له مع انكاره للعلو الا احدى عقيدتين اما ان يقول الله في كل مكان او يقول الله لا فوق ولا تحت الى اخره ليس له الا احدى هاتين العقيدتين اما تشبيه الله بالعدم تعالى الله عما يقولون لا فوق ولا تحت ولا داخل عالم ولا خارجة الى اخره او القول بانه في كل مكان فهذي عقيدة باطلة فاسدة ينزه الرب سبحانه وتعالى عن ذلك ويقدس تعالى الله عما يصفون فليس له الا احدى هاتين العقيدتين وحديث النزول رد على هؤلاء وعلى هؤلاء ينزل ربنا من يقول لا فوق ولا تحت الى اخره او يقول الله في كل مكان ماذا ماذا يكون عنده قول النبي عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة وما معنى ينزل اذا كان الامر كما يعتقد الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون سبحان الله عما يصفون نعم قال رحمه الله تعالى وقال والدليل على صحة قول اهل الحق قول الله وذكر بعض الايات الى ان قال وهذا اشهر واعرف عند العامة والخاصة من ان يحتاج الى اكثر من حكايته لانه اضطرار لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم. يقول ان الادلة على العلو والايات والاحاديث التي جاءت بإثبات علو الله سبحانه وتعالى كثيرة جدا ومشهورة بين العامة والخاصة وهي اشهر من ان يحتاج الى آآ حكاية هذا القول لوظوح ادلته مثل ما قال القيم والله يا قومنا والله انا لقولنا الفا تدل عليه بل الفان الادلة كثيرة على العلو اثبات علو الله سبحانه وتعالى على عرشه المجيد لكن انظر الى ذكره لدلالة الفطرة على العلو يقول لانه اضطرار لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم اضطرار لم يوقفهم عليه احد كل احد يجد في قلبه اضطرارا يجد في قلبه اضطرارا انه عندما يسأل عندما تشتد به الحاجة يجد قلبه متجه الى العلو دون ان يوقفه احد على على ذلك وانما يجد ان قلبه متجه الى العلو. ويفزع الى جهة العلو هذا امر فطر الله سبحانه وتعالى فالقلوب عليه فطر القلوب سبحانه وتعالى عليه تذكر مرة من القصص العجيبة يعني بهذه المناسبة في احدى الدول وكنا في في مجلس نقابل فالطلاب من اجل الالتحاق بدوره كانت مقامة في في تلك الدولة فلما انتهينا من مقابلة الطلاب كان السائق المخصص للدورة رجل كبير في السن جالسا تنتهوا الطلاب من باب المدابة الداعبة قلت الان اختبار الشيخ والتفت اليه وسألته قلت له اين الله قال لي الله في الارض وفي السماء وفي كل مكان هكذا قال الله في الارض وفي السماء في كل مكان فقلت الاخوة الحاضرين قلت انظروا اصبعه على الفطرة ولسانه افسد بعلم الكلام وعقائد اهل الباطل اشار باصبعه قال الله في الارض قالها بلهجته واحفظها بلهجته كما سمعتها منه. قال هدى دار ارز دار سماء دارها مشمكة في الارض وفي السماء وفي كل مكان واصبعه يشير الى في السماء فالاصبع على الفطرة واللسان خرب الفلسفة والمنطق وعلم الكلام الله عز وجل فطر العباد فطر العباد على الايمان بعلوه سبحانه وتعالى يقول لانه اضطرار لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو عمر ابن عبدالبر ايضا اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله قال وقال ابو عمر ابن عبد البر ايضا اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل المراد بالتأويل اي التفسير وبيان معاني النصوص قالوا في تأويل قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم يقول اجمعوا على ان اه انه على العرش وعلمه في كل مكان وما خالف وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله. اي ان المراد بقوله الا هو معهم اينما كانوا اي بعلمه باجماع السلف باجماع الصحابة والتابعين كما حكى اجماعهم على ذلك ابن عبد البر رحمه الله وحكاه ايضا غيره من ائمة اهل العلم اجمع السلف من الصحابة والتابعين ان قوله وهو معكم اينما كنتم وقوله الا هو معهم اينما كانوا اي بعلمه والدليل على ذلك السياق لان بدأ الاية وختمها بالعلم بدأها وختمها بالعلم مثل ما قال الامام احمد وسبق ان مر معنا بدأ الخبر بالعلم وختمه بالعلم فقوله الا هو معكم الا هو معهم اينما كانوا وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فقال ابو عمر ايضا اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة واما اهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعم ان من اقر بها مشبه وهم عند من اقر بها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم ائمة الجماعة قال رحمه الله اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة لا يحدون في صفة محصورة اي لا يكيفونه بكيفية محصورة في اذهانهم في تكرم عقولهم وكل ما يخطر ببال الانسان يظنه كيفية او حدا لصفة الله فالله اعظم من ذلك واجل سبحانه وتعالى والتكييف باطل قال واما اهل البدع الجهمية والمعتزلة كلهم والخوارج فكلهم ينكرها اي الصفات كلهم ينكرها اي صفات الله سبحانه وتعالى والخوارج تأثروا بالامور المعتقد ولا سيما فيما بعد بالمعتزلة. فصارت اصولهم في المعتقد اصول المعتزلة قال كل ينكرها ولا يحمل شيء منها على الحقيقة ولا يحمل شيء منها الحقيقة يتأولونها يتهولونها الى معاني بعيدة لا يؤمنون بها كما وردت ولا يمرونها كما جاءت بل يا يحرفونها الى معاني بعيدة. وهذا معنى قوله ولا يحملون شيئا منها اهل الحقيقة ويزعم ان من اقر بها مشبه يزعم اي هؤلاء ان من اقر بها مشبه ان ما اقر بها اي صفات الله مشبه هذي دعوة اهل الباطل عموما من نفاة الصفات يدعون ان اهل السنة الذين يثبتون الصفات مشبهة والحق ان اهل السنة اكرمهم الله عز وجل بالسلامة من التشبيه ومن التعطيل لانهم لان طريقتهم اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل فسلمهم الله من اه هذين الباطلين وحقهم وقولهم حق وهدى بين ضلالتين ضلالة التسبيح وضلالة التعطيل فهم يثبتون بلا تمثيل وينزهون بلا تعطيل قال وهم اي الجامية والمعتزلة ومن سار مسارهم عند من اقر بها نافون للمعبود وهم اي الجهمية ومن كان على عقيدتهم عند من اقر بها اي اقر بالصفات الذين هم اهل السنة نافون للمعبود تنافون المعبود لانهم عطلوا الرب سبحانه وتعالى عن صفاته عطلوه عن صفاته فترتب على ذلك التعطيل وصف الله بالعدم ولهذا قال السلف قديما والمعطل يعبد عدما والمعطل يعبد عدما لان هذا التعطيل لازم تشبيه الله بالعدم لانه اذا قال قائلهم الله لا فوق ولا تحت ولا عن يمين العالم ولا داخله ولا خارجه الى اخر ما يقولون هذا وصف لله بالعدم بل لو ان احدا اراد ان يصف العدم بصفة بليغة لن يجد ابلغ مما وصف به الجامية ربهم لن يجد ابلغ مما وصف به الجهمية ربما وقد ضرب احد اه علماء السلف مثالا يوضح به ذلك قال مثل الجهمية مثل رجل قال في دارنا نخلة قال في دارنا نخلة قيل لها جذع قال لا قيل لها عروق في الارض قال لا قيل لها عسبان قال لا قيل لها قال لا عددت له صفات النخلة وكل شيء يقول لا فقيل له ما في داركم نخلة قال هذا مثل للجهمية يقول لنا رب ثم كل الصفات نفوها فهذا تشبيه للرب بالعدم وهذا معنى قول ابن عبد البر رحمه الله هنا وهم عند من اقر بها نافون للمعبود وهم عند من اقر بها تنافون للمعبود قال رحمه الله والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم اهله وهم ائمة الجماعة وهذا فيه ان ان طريقة اهل السنة رحمهم الله وجادتهم في صفات الله سبحانه وتعالى اثباتها والايمان بها والنطق بما نطق به كتاب الله وبما نطقت به السنة لا يتجاوزون القرآن والحديث كما قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن الحديث. وكما قال الاوزاعي رحمه الله ندور مع حيث دارت اي نفيا واثباتا فما اثبت في الكتاب والسنة اثبتنا وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه ونسأل الله الكريم ان يفقهنا في الدين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأر على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا