الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وفي عصره الحافظ ابو بكر البيهقي مع توليه للمتكلمين من اصحاب ابي الحسن الاشعري وذبه عنهم قال في كتابه الاسماء والصفات باب ما جاء في اثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لورود خبر الصادق به قال الله تعالى يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال بل يداه مبسوطتان وذكر الاحاديث الصحاح في هذا الباب مثل قوله في غير حديث في حديث الشفاعة يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ومثل قوله في الحديث المتفق عليه انت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك الالواح بيده وفي لفظ وكتب لك التوراة بيده ومثل ما في صحيح مسلم وغرسك وغرس كرامة اوليائه في جنة عدن بيده ومثل قوله صلى الله عليه وسلم تكون الارض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده كما يتكفى احدكم خبزته في السفر نزلا لاهل الجنة وذكر احاديث مثل قوله بيد الامر والخير بيديك والذي نفس محمد بيده وان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وقوله المقسطون على المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين. وقوله يطوي الله السماوات يوم يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون ثم يطوي الاراضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ وقوله يمين الله من لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض؟ فانه لم يغظ ما في يمينه على الماء وبيده الاخرى القبض يخفض ويرفع ويرفع وكل هذه الاحاديث في الصحيح وذكر ايضا قوله ان الله لما خلق ادم قال له ويده مقبول قال له ويده مقبوظتان ده قال له ويداه مقبوظتان اختر ايهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة وحديث ان الله لما خلق ادم مسح ظهره الى احاديث اخرى ذكرها من هذا النوع ثم قال البيهقي اما المتقدمون من هذه الامة فانهم لم يفسروا ما كتبنا من الايات والاخبار في هذا الباب وكذلك قال في الاستواء على العرش وسائر الصفات الخبرية مع انه يحكي قول بعض المتأخرين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين هذا نقل اورده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتواه الحموية عن البيهقي في جملة ما اورده من نقولات عديدة يبين فيها ان الامر في باب الصفات وما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى من امرار للنصوص كما جاءت وايمانا بها كما وردت دون خوض فيها بتأويل او تحريف او تعطيل او تكييف او تمثيل فكل ذلكم من الطرائق الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان. والواجب في نصوص الصفات ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت ولما نقل رحمه الله تعالى هذا النقل عن البيهقي نبه بقوله مع توليه للمتكلمين لان البيهقي رحمه الله تعالى مع اشتغاله الواسع بالحديث وعنايته الكبيرة به وتشهد له بذلك مصنفاته الحافلة التي تعد مرجعا هاما مثل السنن الكبرى وشعب الايمان غيره من الموسوعات الكبيرة التي كتبها رحمه الله تعالى في خدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ذا عناية كبيرة جدا الحديث لكنه تأثر بعلم الكلام واخذ عن بعض الاشياخ المشتغلين بعلم الكلام فاثرت فيه وكتابه الاسماء الصفات الذي نقل عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاب حافل بالنقول العظيمة ويراد النصوص وسوقها باسانيدها لكنه مع ذلك بسبب تأثره مدرسة علم الكلام خاض في بعض التأويل في كتابه هذا وغيره من كتبه واصبح عنده شيء من الاضطراب يعني في بعض المواضع يثبت ويعظم طريقة السلف مثل ما نقل عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هنا وفي بعض المواضع يتأول في بعض المواضع يتأول النصوص على طريقة المتكلمين وفي الجملة يذكر طريقة السلف ويعظم طريقتهم وان جادتهم في هذا الباب امرار النصوص كما جاءت وعدم الخوظ في تفسيرها اي التفسيرات الجهمية التي هي تأويل وتحريف للنصوص اورد هنا رحمه الله تعالى هذا النقل عن البيهقي من كتابه الاسماء والصفات يتعلق اثبات اليدين صفة لله وبوب لذلك بقوله باب ما جاء في اثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لا من حيث الجارحة هذه الكلمة لا من حيث الجارحة هي مما دخل على البياقي من علم الكلام ومثل هذه الالفاظ المجملة لا وجود لها عند السلف رحمهم الله تعالى وانما جاءت هذه الالفاظ من اهل الكلام وبناء عليها عطل الصفات ونفوها عن الله سبحانه وتعالى والسلف رحمهم الله تعالى لما اثبتوا لله صفاته جل في علاه اثبتوها دون ذكرا لهذه الالفاظ التي لا اصل لها في كتاب الله ولا في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا في الفاظ الصحابة رظي الله عنهم ولا في الفاظ التابعين وهم على الدين احرص شأنهم في تعظيم الله اعظم واجل ممن جاء بعدهم ولا وجود لهذه الالفاظ فمثل هذه الالفاظ نشأت عند المتأخرين وكثير منهم بنى عليها تعطيل الصفات ونفيها والاصل اثبات الصفات كما جاءت وامرارها كما اتت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه تقول لا من حيث الجارحة مثل هذه الالفاظ ينبغي الا تذكر ينبغي الا تذكر وليست هي من اه جادة السلف وطريقتهم رحمهم الله تعالى ومن اثبت الصفات وهم ائمة السلف اثبتوها على وجه يليق بالله عز وجل وما منهم احد اثبتها على الوجه الذي هو في المخلوق او على الصفة التي هي في المخلوق بل اثبتوها وهم مؤمنين بقول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله جل في علاه هل تعلم له سم يا والجارحة شأنها هذه اللفظة كشأن الالفاظ المجملة الكثيرة التي احدثها علماء الكلام ويقال ان قصد بالجارحة ما يعلم من وصف المخلوق فهذا باطل. الله سبحانه وتعالى منزه عنه وان قصد ثبوت الصفات لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله فصفات الله سبحانه وتعالى ثابتة واما هذه الالفاظ فان السلف لا يطلقونها على الله سبحانه وتعالى لا نفيا ولا اثباتا لانهم يدورون مع الكتاب والسنة حيث دار في النفي والاثبات ثم ساق الايات والاحاديث واطال في ذكر الايات والاحاديث وهذه جادة السلف رحمهم الله وطريقتهم فساق ايات كثيرة من كتاب الله عز وجل واحاديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه في اثبات اليدين صفة لله ثم ختم ذلك بقوله اما المتقدمون اما المتقدمون من هذه الامة يقصد الصحابة ومن اتبعهم باحسان فانهم لم يفسروا ما كتبنا من الايات والاخبار في هذا الباب ما معنى قوله لم يفسروا اي لم يخوضوا في التأويل الذي وجد عند المتكلمين لم يخوضوا في التأويلات التي وجدت عند المتكلمين هذا معنى لم يفسروا اي لم يفسروها تفسيرات المتكلمين التي هي في الحقيقة تحريف للكلم عن مواضعه وانما كانت طريقتهم امرار هذه النصوص كما جاءت والايمان بها كما وردت واثباتها لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله وكماله قال وكذلك قال في الاستواء على العرش وسائر الصفات الخبرية مع انه يحكي قول بعض المتأخرين مع انه اي في كتابه الاسمى والصفات يحكي قول بعض المتأخرين الذي هو تأويل للصفات وصرف لها عن مدلولها نعم قال رحمه الله تعالى وقال القاضي ابو يعلى في كتاب ابطال التأويل لا يجوز رد هذه الاخبار ولا التشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها وانها صفات الله لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق ولا نعتقد التشبه فيها لكن على ما ولا نعتقد التشبيه صلوا عليه ولا نعتقد التشبيه فيها لكن على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة وذكر بعض كلام الزهري ومكحول ومالك والثوري والاوزاعي والليث وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن عيينة والفضيل بن عياض ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي واسود بن سالم واسحاق بن راهويه وابي عبيد ومحمد ابن جرير الطبري وغيرهم في هذا الباب وفي حكاية الفاظهم طول. الى ان قال ويدل على وللتأويل ان الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا صرفها عن ظاهرها فلو كان التأويل سائغا لكانوا اليه اسبق لما فيه من ازالة التشبيه ورفع الشبهة ثم ساق رحمه الله تعالى هذا النقل عن القاضي ابو يعلى الحنبلي في كتابه ابطال التاويل وكتاب ابطال التأويل اي لاخبار الصفات هو كتاب مطبوع وكتاب نافع جدا في بابه لولا انه انتقد في هذا الكتاب سوقه لبعض الروايات الواهية والضعيفة والتي لا تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجاد كثيرا وافاد فالرد على المتكلمين في تأويلهم لصفات الله سبحانه وتعالى والذي لاجله الف هذا الكتاب تسمى كتابة ابطال التأويل لاخبار الصفات وهو في الاصل رد على ابن فورك ابن فورك من اه كبار علماء الاشاعرة المتكلمين فهو في الاصل الفه ردا عليه يقول في هذه الخلاصة التي ساقها واوردها شيخ الاسلام لا يجوز رد هذه الاخبار اي اخبار الصفات ولا التشاغل بتأويلها اي على طريقة المتكلمين والواجب حملها على ظاهرها والواجب حملها على ظاهرها وظهيرها هو اللائق بالله ظاهر الصفات اذا قيل ظاهر الصفات مراد او ليس مراد فان اه ظاهر الصفات مراد على الوجه اللائق بالله وليس مرادا على الوجه الذي ينقدح في اذهان المتكلمين. وبناء عليه نفوا صفات الله سبحانه وتعالى لان الذي ينقدح في اذهان المتكلمين هو التشبيه وهذا ليس مرادا وانما ظاهر النصوص مراد الوجه اللائق بالله وجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وانها صفات الله اي وصف الله سبحانه وتعالى بها نفسه ووصفه بها رسوله عليه الصلاة والسلام لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق وصف جل وعلا بالسمع والبصر وصف نفسه بالسمع والبصر وانه سميع بصير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ووصف بعض عباده بذلك جعلناه سميعا فجعلناه سميعا بصيرا اي الانسان وصفه بذلك لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر لا تشبه بالسائل الموصوفين بها من الخلق لا تشبه بالسائر الموصوفين بها من الخلق وثمة قاعدة عظيمة في هذا الباب ان الصفات بحسب من وظيفت اليه صفات بحسب من اضيفت اليه فاذا اضيفت الى ذي الجلال والكمال والعظمة سبحانه وتعالى فهي صفات تليق بعظمته وجلاله وكماله واذا اظيفت الى المخلوق الضعيف الناقص فهي تليق بضعفه ونقصه وما يلزم من الصفات باعتبار اظافتها الى الله سبحانه وتعالى لا يكون لازما للصفة باعتبار اظافتها المخلوق وايظا العكس ما يلزم الصفة باعتبار اظافتها المخلوق لا يكون لازما بالصفة باعتبار اظافتها الى الخالق ومن القواعد المفيدة ايضا في هذا الباب ان الاظافة تقتضي التخصيص بمعنى ان ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى يخصه ويليق بجلاله وكماله وعظمته وما يضاف الى المخلوق يخصه ويليق بضعفه ونقصه وكونه مخلوقا فاذا قال قائل يلزم من اثبات اليد لله حقيقة ان تكون كيد المخلوق يقال هذا لازم في عقلك القاصر اما في حقيقة الامر ليس بلازم لان اليد التي اضيفت الى الله سبحانه وتعالى تخص الله وتليق بجلاله وكماله وكما انه سبحانه له ذات لا كالذوات فله صفات فله صفات لا كالصفات وما يلزم الصفة باعتبار اظافتها الى المخلوق ليس لازما للصفة باعتبار اظافتها الى الخالق سبحانه وتعالى قال لا لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق ولا نعتقد التشبيه فيها لان الذي اثبت الصفات جل في علاه نفى التشبيه اثبت لنفسه الصفات وفي مواضع كثيرة نفى التشبيه فتثبت الصفات بلا تشبيه على حد قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال لكن على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة امام احمد رحمه الله في عبارة التي يشير اليها آآ التي يشير اليها ابو يعلى وقد نقلها في كتابه ابطال التأويلات عن الامام احمد وهي قوله رحمه الله تعالى نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث نعم قال وذكر بعض كلام الزهري ومكحول ومالك عدد من ائمة السلف وذكر الفاظهم في هذا الباب باب اثبات الصفات ومراعاة للاختصار يقول شيخ الاسلام وفي حكاية الفاظهم طول الى ان قال ويدل على ابطال التأويل ان الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها اذا قرأت المروي عن الصحابة لا تجد اطلاقا تأويل لشيء من الصفات ولا صفة واحدة حتى ان ابن تيمية رحمه الله تعالى في مناظرته مع المتكلمين قال امهلكم ثلاث سنوات ابحثوا في كتب السلف كلها واعطوني بنقل واحد فقط عن الصحابة علماء التابعين انهم اول صفة واحدة وامهلكم ثلاث سنوات هذه كتبهم موجودة ودواوين السنة منشورة ابحثوا فيها واعطوني نقلا واحدا عن واحد من ائمة فالسلف من الصحابة والتابعين انه اول صفة واحدة هذا لا يوجد ويقول رحمة الله عليه قرأت مائة كتاب في التفسير او اكثر وما رأيت في شيء منها تأويل لصفات الله من الكتب ائمة السلف رحمهم الله تعالى قرأت مئة تفسير يعني كامل وانظر ساعة الاطلاع على دواوين السنة وكتب السلف رحمهم الله تعالى يقول ما رأيت في شيء منها تأويل لشيء من الا الصفات فيقول القاضي ابو يعلى الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا صرفها عن ظاهرها حتى المتكلمين يعرفون ان السلف ما خاضوا في التهوين وبناء على هذه المعرفة بان السلف ما خاضوا بالتأويل قالوا كلمتهم السيئة التي انتقدها الائمة قالوا مذهب السلف اسلم لان مذهب السلف ما في تأويل يقرأونها ويثبتونها قالوا مذهب الخلف اعلم واحكم. اعلم واحكم مذهب الخلف. اعلم واحكم من مذهب من حتى تكون واضحة اكثر من مذهب ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة الخلف مذهبهم اعلم من مذهب ابي بكر واحكم من مذهب ابي بكر يكفي في استهجان وقبح مثل هذا الكلام مجرد النظر فيه الفرجة فيه تكفي في معرفة قبحه دون نقد له من يقول ان مذهب آآ الخلف اعلم مذهب ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وهم صدر السلف وائمة السلف والنبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنوادي بالنواجذ وهؤلاء يقولون في اصل الدين الذي والاعتقاد ان مذهب الخلف اعلى من مذهب السلف واحكم من مذهب السلف وهل يقول ذلك من عرف قدر السلف وعرف مكانتهم في العلم وعرف امامتهم في الدين وفظلهم فالمتكلمون انفسهم يعرفون ان ان هذه التأويلات التي عندهم ليست موجودة عند السلف اطلاقا لا وجود لها عند السلف وبناء على معرفتهم هذه قالوا هذه الكلمة ان مذهب الخلف تعلم واحكم مذهب السلف اسلم قال فلو كان التأويل انظر هذه الكلمة ما اجملها. فلو كان التأويل سائغا لكانوا اليه اي السلف اسبق فلو كان التأويل سائغا لكانوا اليه اسبق لما فيه من ازالة التشبيه ورفع الشبهة اي التي يزعمها ويدعيها علماء الكلام والتي بنوا عليها تأويل الصفات فلو كان هذا الذي نهجه علماء الكلام حق لكان الصحابة رضي الله عنهم اسبق اليه لانهم السباقون في كل خير والله وصفهم بذلك قال والسابقون الاولون من من المهاجرين والانصار والذين اتبعوا باحسان هم السباقون لكل خير السباقون الى كل فضيلة في امور الاعتقاد امور الديانة عموما نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو الحسن علي ابن اسماعيل الاشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة اليه في الكلام في كتابه الذي صنفه في اختلاف مصلين ومقالات الاسلاميين وذكر فرق الروافض والخوارج والمرجئة والمعتزلة وغيرهم. ثم قال مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة قول اصحاب الحديث واهل السنة الاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون شيئا من ذلك وان الله واحد احد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت بيدي وكما قال تعالى بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيف كما قال تعالى تجري باعيننا وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو والاكرام هذا نقل عن ابي الحسن الاشعري وهو من تنسب اليه الطريقة الاشعرية والاشعري رحمه الله تعالى تقلب في حياته في ثلاث مراحل انتهت بهذه المرحلة في هذا النقل الذي نقله عنها الشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وربما الحديث عن ذلك يحتاج شيء من الوقت فيؤجل الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى وانبه ان يوم الاحد القادم لا يكون درس وانما اه الدرس يكون الاثنين لا تمكن يوم الاحد من المجيء. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا قل له الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا قال ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه