الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد فنبدأ على بركة الله هذا الدرس في هذا اليوم الثاني عشر من شهر من شهر الله المحرم من عام الف واربع مئة وتسعة وثلاثين للهجرة. ونبدأ اولا تعليق على كتاب لطائف الفوائد. ووصلنا الى الفائدة العاشرة نستمع اليها نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا كريم فائدة في سعة علم الله تعالى قول الله تعالى وما تسقط من ورقة الا يعلمها اي ويعلم الحركات حتى من جمادات فما ظنك بالحيوانات؟ ولا سيما المكلفون منهم من جنهم وانسهم؟ نعم هذا يدل على سعة علم عز وجل والله تعالى يوصف بالعلم ومن اسمائه العليم وقد احاط بكل شيء علما احاط الله عز وجل بكل شيء علما كما جاء في سورة الطلاق واحاط بكل شيء علما وفي الاية الاخرى وسع كل شيء علما ويقول سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر يعني حتى ما كان اصغر من الذرة او اكبر منها لا يعزب ولا يغيب عن الله عز وجل فعلمه محيط بكل شيء علم ما كان وما يكون وما هو كائن كيف يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون يعلم السر واخفى السر هو ما يسر به الانسان لغيره واخفى قال بعض المفسرين الذي اخفى من السر ما توسوس به النفس قبل ان توسوس يعلمه الله عز وجل سبحان الله فاحاط علمه بكل شيء وفي هذه الاية يقول ربنا عز وجل وما تسقط من ورقة الا يعلمها قال قال ابن كثير اي ويعلم الحركات حتى من الجمادات لان النباتات ليست من قسم الحيوان ليست من من قسم الحيوان وذوات العقول بل هي معدودة من الجمادات بمعناها الواسع فالله تعالى اذا كان حركة الجمادات يعلمها فما بالك بحركة الانسان من باب اولى اذا كان يعلم الورقة اذا سقطت وهي ليس فيها عقل ولا روح فما بالك بحركة من له عقل وروح يعلمه الله عز وجل من باب اولى الا يخفى على الله خافية وما ربك بغافل عما تعملون فعلمه احاط بكل شيء عالم بكل شيء جل وعلا ومن ثمرات معرفة العبد بعلم بان الله تعالى علمه محيط بكل شيء ان يراقب الله ويستحضر ان الله مطلع عليه عالم بحركاته وسكناته واقواله وافعاله فهو محيط علمه بكل شيء جل وعلا نعم اثبات صفة الكمال اثبات صفات الكمال لله تعالى. لله سبحانه كل الصفات كمال. وهو موصوف بتلك الصفات كلها ونذكر من ذلك صفة واحدة تعتبر بها سائر الصفات وهو انك لو فرضت جمال الخلق كلهم من اولهم الى اخرهم اجتمع لشخص واحد منهم ثم كان الخلق كلهم على جمال ذلك الشخص فكان نسبته الى جمال الرب تبارك وتعالى دون نسبة سراج ضعيف الى جرم الشمس وكذلك قوته سبحانه وعلمه وسمعه وبصره وكلامه وقدرته ورحمته وحكمته وجوده وسائر صفاته. نعم لله عز وجل صفات الكمال صفات الكمال كلها لله سبحانه وكل وصفك مال اتصف به المخلوق لا نقص فيه باي وجه من الوجوه فالخالق اولى به وهنا ابن القيم رحمه الله يذكر صفة واحدة من باب التمثيل ليعتبر بها على بقية الصفات يقول لو انك اخذت صفة الجمال الله تعالى جميل يحب الجمال فلو اخذت صفة الجمال اخذت فرضت جمال الخلق كلهم اجتمع لشخص واحد افترض افتراظا ان جمال البشر من ادم الى قيام الساعة كل جمال الذي تتخيله في البشر كل ما اجتمع في شخص واحد يقول ثم كان الخلق كلهم على جمال ذلك الشخص يعني جمال الخلق اجتمع فيه شخص واحد ثم الخلق كلهم كانوا على جماله لكان نسبة ذلك الجمال الى جمال الرب سبحانه اقل من نسبة سراج ظعيف الى جرم الشمس سراج او مصباح مضيء ما نسبته الى اضاءة الشمس لا شيء ارأيت مصباحا اشغلته او يعني اضأت هذا المصباح في النهار ما نسبته الى ضوء الشمس هكذا نسبة جمال الخلق كلهم بالنسبة لجمال الله عز وجل اقل من نسبة مصباحا الى الى ضوء الشمس وكذلك ايضا بقية صفاته كذلك علم لو اجتمع علم البشر كلهم نسبته الى علم الله عز وجل اقل من نسبة المصباح او السراج الى ضوء الشمس ولذلك كان موسى مع الخضر فاتى عصفور ونقر البحر وقال الخضري موسى يا موسى ما علمي وعلمك بالنسبة لعلم الله الا كنقرة هذا العصفور بالنسبة للبحر وهكذا بالنسبة لسمع الله الله تعالى سميع بصير يسمع كل شيء لو افترظت سمع البشر كلهم في اجتمع في شخص واحد ثم البشر كلهم على سمع ذلك الشخص لكانت نسبته الى سمع الله ادنى من نسبة سراج ظعيف الى ظوء الشمس كذلك من بصر الله عز وجل كلامه قدرته رحمته حكمة الله سبحانه لو افترضنا ان البشر منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة اجتمعت حكمتهم حكماء البشر كلهم اجتمعت حكمته في شخص ثم كان البشر كلهم على حكمة هذا الشخص لكانت نسبة حكمتهم الى حكمة الله عز وجل ادنى من نسبة سراج ظعيف الى ظوء الشمس. سبحان الله الله تعالى احكم الحاكمين وما يحدث في هذا الكون بتقدير الحكيم العليم لله تعالى فيه الحكمة البالغة فالله تعالى هو الحكيم جل وعلا فالنظر لصفات الله عز وجل بهذا الاعتبار يقوي الايمان لدى المسلم يرفع مستوى الايمان والتعظيم لله عز وجل نعم فائدة اسم الله الاعظم اسم الله الاعظم اذا دعي به اجاب. واذا سئل به اعطى مع انتفاء موانع الاجابة. وقد اختلف في تعيينه. وجزم محمد ابن عثيمين رحمه الله بانه الحي القيوم لكونه ترجع اليه جميع الاسماء الحسنى. قال رحمه الله من اسمائه تعالى الحي القيوم وهو اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. فهو الحي الكامل في حياته. حياة لم يسبقها ولا يلحقها ولا يلحقها زوال. اما القيوم فهو الذي قام بنفسه. فاستغنى عن جميع خلقه. وللقيوم معنى اخر وهو على غيره فكل ما في السماوات والارض فانه مضطر الى الله لا قيام له ولا ثبات ولا وجود الا بالله اسم الله الاعظم هو الاسم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وهو الذي قد دعا به الذي عنده علم من الكتاب فان سليمان عليه الصلاة والسلام لما علم بان بلقيس وقومها يسجدون الشمس من دون الله قال ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن يقال انه كالجبل في حجمه وظخامته انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك وكان سليمان يجلس في مقامه يعني بضع ساعات فكان هذا العفريت يريد ان يحمله ويأتي به قبل ان يقوم من مقامه واني عليه لقوي امين قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك يعني في في لمحة بصر هذا الذي عنده علم من الكتاب هو رجل صالح من الانس كان يعرف اسم الله الاعظم فدعا الله باسمه الاعظم فحملته الملائكة وهذا يدل على ان الملائكة اقوى من الجن حملته الملائكة في لحظة واتت به وهذا اصح ما قيل في تفسير هذه الاية فهذا الرجل كان يعرف اسم الله الاعظم وكان محتفظا به فدعا الله باسمه الاعظم ما هو اسم الله الاعظم اختلف في ذلك اختلافا كثيرا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله فيما نقل عنه في هذه الفائدة جزم بانه الحي القيوم وهو ايضا رأي الامام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى جميعا ابن تيمية ابن القيم ابن عثيمين كلهم يرون ان اسم الله الاعظم هو الحي القيوم ومستندهم في ذلك ان هذين الاسمين ترجع اليهما جميع الاسماء فالحي هو الحي الكامل في حياته حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال وترجع اليه جميع الصفات الذاتية والقيوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن غيره والقائم ايضا على غيره فكل شيء سواه مفتقر اليه وترجع الى هذا الاسم جميع الصفات الفعلية قالوا فجميع الصفات الذاتية والفعلية ترجع الى هذين الاسمين هذا احد اقوال اهل العلم في المسألة القول الثاني ان اسم الله الاعظم هو الوارد في حديث بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم اني اسألك بانك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب وهذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه واحمد وسنده صحيح على شرط الشيخين وهو اقوى ما ورد في اسم الله الاعظم القول الثالث ان اسم الله الاعظم هو ما ورد في حديث انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول اللهم لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض اللهم لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض الجلال والاكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي به اجاب واذا سئل به اعطى هذا الحديث اخرجه الترمذي وقال حديث غريب فسند عند الترمذي ضعيف لكن اخرجه النسائي واحمد بسند حسن فيبقى هذا الحديث ايضا محفوظا القول الرابع ان اسم الله الاعظم هو كلمة التوحيد واستدلوا بان هذا هو القاسم المشترك بين جميع الاحاديث الواردة بسم الله الاعظم ومنها الحديث ان السابقان وايضا حديث اسماء بنت يزيد رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الاعظم في هاتين الايتين الله لا اله الا هو الحي القيوم والف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم لكن هذا الحديث ظعيف اخرجه احمد والترمذي وهو حديث ظعيف والذي يظهر ان هذه الاقوال متقاربة وان اسم الله الاعظم ارجى ما يكون اما الحي القيوم او انت الله او آآ الله لا اله الا هو الحي اللهم انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يقول لك اكفون احد او اللهم انت الله لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام يظهر انه منحصر بين هذه الثلاثة ويأتي بها المسلم كلها ويكون قد اتى باسم الله الاعظم وكثير من المفسرين لما ذكروا اية قال الذي عنده علم من الكتاب قالوا دعا الله باسمه الاعظم فقال اللهم انت الهي واله كل شيء اله واحدا لا اله الا انت ائتني بعرشها يعني دعا الله بكلمة التوحيد فاسم الله الاعظم دائر بين كلمة التوحيد والحي القيوم وذو الجلال والاكرام كلمة التوحيد لا اله الا انت والحي القيوم وذو الجلال والاكرام لاحظ ان كل الاحاديث والوارد فيها يدور حول هذه فاذا جمع الانسان بينها يرجى ان يكون قد اتى باسم الله الاعظم يقول اللهم انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم ثم يسأل الله تعالى يكون بهذا قد اتى بارجى ما يكون لاسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى والاقرب من حيث الصناعة الحديثية هو حديث بريدة من حديث بريدة سنده الصحيح على شرط الشيخين اللهم انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد والقول بان اسم الله الاعظم كلمة التوحيد قول قوي لانها هي القاسم المشترك بين جميع ما روي جميع ما روي اما من جهة المعنى فالقول بان الحي القيوم ايضا قوي من جهة ان جميع الاسماء والصفات ترجع الى هذين الاسمين هذا هو التحقيق في اسم الله الاعظم نعم فائدة الفرق بين الفرق بين معنى العفو والغفور. من اسماء الله الحسنى العفو وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه ابلغ منه. فان الغفران ينبئ عن الستر. والعفو ينبئ عن المحو. والمحو ابلغ من الستر العفو والغفور كلاهما من اسماء الله الحسنى. فالله من اسمائه العفو ومن اسمائه الغفور وقد ورد الجمع بينهما بين العفو والمغفرة في اخر سورة البقرة في قول الله عز وجل واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فجمع الله بين العفو والمغفرة مما يدل على اختلاف معناهما وللعلماء مسلكان في الفرق بين العفو والمغفرة المسلك الاول هو المذكور في هذه الفائدة وهو الذي ذهب اليه الغزالي في المقصد الاسمى وقال ان العفو والعفو ابلغ ابلغ من الغفور لان الغفران ينبع عن الستر مع عدم المؤاخذة على الذنب بينما العفو ينبع عن المحو مع عدم المؤاخذة على الذنب المغفرة والعفو كلاهما فيه عدم المؤاخذة على الذنب لكن العفو فيه محو والمغفرة فيها ستر والمحو ابلغ من الستر هذه هذا هو المسلك الاول وعلى هذا يكون ايهما افضل؟ العفو او المغفرة العفو المسلك الثاني مسلك الرازي ومن وافقه قالوا ان المغفرة ابلغ من العفو لان العفو معناه سقوط العقاب وترك المؤاخذة على الذنب واما المغفرة فمعناها سقوط العقاب وعدم المؤاخذة به مع الستر عليه مع الستر عليه فالمغفرة تتضمن معنى زائدا على العفو وهو الستر وعدم الفظيحة اذا هذا هو المسلك الثاني ان المغفرة ابلغ من العفو فاذا عندنا مسلك المسلك الاول مسك الغزالي ومن وافقه يقولون ان العفو ابلغ لانه محو. بينما المغفرة ستر وكلاهما يتضمن عدم المؤاخذة على الذنب. قالوا والمحو ابلغ المسلك الثاني مسلك الرازي قال ان المغفرة ابلغ من العفو لان المغفرة لان العفو ترك العقاب على الذنب فقط ترك العقاب ولذلك تقول عفوت عنك يعني لن اعاقبك بينما المغفرة فهي ترك العقاب على الذنب مع الستر عليه وعدم فضيحته قد يعفو الانسان على شخص لكن لا يستره لكن اذا غفر له ستره طيب اي مسلكين ارجح طيب نرجع للقرآن الكريم ايهما اكثر ورودا في القرآن العفو او المغفرة لا شك ان المغفرة اكثر ووصف الله تعالى بالمغفرة اكثر من وصفه بالعفو يعني ما اكثر الايات ان الله غفور رحيم وغافر الذنب واسع المغفرة غفار ايضا غفور غفار بينما العفو ورد في القرآن لكنه بصورة اقل من العفو وعلى هذا بل اظهر الله اعلم هو المسلك الثاني وهو ان المغفرة انها ابلغ من العفو والاحسن ان يجمع الانسان بينهما لان الله تعالى ذكر هذا عن عباده المؤمنين قال واعف عنا واغفر لنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا الاحسن هو الجمع بينها هذا ابلغ في الدعاء ولكن عند التحقيق المغفرة ابلغ هذا هو الذي يظهر لكن يعني هذه فوائد هي يعني فوائد منقولة عن عن بعض اهل العلم فهذه نقلت عن الغزالي لكن اه يعني باعتبار هذا المسلك وهناك المسلك الاخر ان المغفرة ابلغ وهو الاظهر والله اعلم في اه من جهة الدليل لان ورود المغفرة في القرآن والسنة اكثر ووصف الله تعالى بالمغفرة في القرآن اكثر بل ان الله وصفه نفسه بالغفور والغفار وغافر الذنب وواسع المغفرة ولم يرد مثل هذا في العفو لم يرد مثل هذا في العفو وهذا يدل على ان يعني الاحتفاء والاهتمام بالمغفرة اكثر من من العفو الاقرب الله اعلم ان المغفرة ابلغ وان المسلك الذي ذكره الرازي انه اقرب للصواب من المسلك الذي ذكره الغزالي هذا يعني من جهة التحقيق في هذه آآ المسألة طيب نعم فائدة الله الصمد الله الصمد الصمد الذي السيد الذي كمل في سؤدده. وتصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة. وذلك لكثرة خصال الخير فيه وكثرة الاوصاف الحميدة له. ولهذا قال جمهور السلف منهم عبدالله بن عباس الصمد السيد الذي كمل سؤدده. فهو العالم الذي كمل علمه القادر الذي كملت قدرته الحكيم الذي كملت حكمته الرحيم الذي كملت رحمته الجواد الذي جودوه ومن قال من العلماء انه الذي لا جوف له فقوله لا يناقض فهو الذي اجتمعت فيه صفات الكمال ولا جوف له من اسماء الله تعالى الصمد قل هو الله احد الله الصمد والصمد معناه ذكر له ثلاثة معان كلها صحيحة المعنى الاول السيد الذي كمل في سؤدده فهو العالم الذي كمل في علمه الحكيم الذي كمل في حكمته القادر الذي كمل في قدرته الرحيم الذي كملت رحمته. الجواد الذي كمل جوده وهكذا والمعنى الثاني الذي تصمد اليه القلوب بالرغبة والرهبة والرجاء والخوف والمعنى الثالث الذي لا جوف له لان من له جوف هذا يعني نقص ولهذا لما خلق ادم اتى ابليس ورأى انه اجوف فعلم انه لا يتمالك كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم الله تعالى لا جوف له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لكن ذكر من صفاته انه لا جوف له على الوجه اللائق به جل وعلا فهذه المعاني الثلاثة هي معنى الصمد اذا الصمد السيد الذي كمل في سؤدده والذي تصمد اليه القلوب بالرغبة والرهبة والخوف والرجاء والذي لا جوف له كل هذه المعاني صحيحة في معنى الصمد نعم فائدة الرضا بالقضاء والقدر ذكر في مناقب الفضيل ابن عياض رحمه الله انه لما مات ابنه ضحك فسئل عن ذلك فقال ان الله تعالى قضى بقضاء فاحببت ان ارضى بقضائه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم بكى ودمعت عيناه وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل وافضل. فانه جمع بين الرضا بقضاء ربه تعالى وبين رحمة الطفل فانه لما قيل له ما هذا يا رسول الله؟ قال هذه رحمة وانما يرحم الله من عبادي الرحماء والفضيل ضاق عن الجمع بين الامرين فلم يتسع فلم يتسع للرضا بقضاء الرب وبكاء الرحمة للولد. نقله ابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمهما الله نعم مرتبة الرضا بالقضاء والقدر هذه مرتبة علية ومرتبة رفيعة لا يوفق لها الا اولياء الله عز وجل ما معنى الرضا بالقضاء والقدر الرضا بالقضاء والقدر معناه ان تكون حال الانسان بعد المصيبة كحاله قبل المصيبة من جهة الرضا والتسليم والاستسلام لقضاء الله وقدره اختلف العلماء في حكم الرضا بالمصيبة والقول الراجح الذي عليه كثير من المحققين من اهل العلم ان الرضا مستحب وليس واجبا لان اكثر الناس لا يستطيع ان يصل الى هذه المرتبة انسان يصاب مصيبة عظيمة ثم يرضى بقضاء الله وقدره لا يستطيع ان يصل لها الا قوي الايمان اكثر الناس ما يستطيعون الوصول لهذه المرتبة فالقول الراجح انها ان الرضا مستحب وليس واجبا اختار هذا ابن تيمية وابن القيم جمع محققينه من اهل العلم وحال الانسان عندما تقع له مصيبة لا يخلو من اربع حالات الحالة الاولى التسخط والجزع بقلبه او بلسانه او بافعاله اما بقلبه فان يعترظ على قظاء الله وقدره بقلبه ويظن بالله ظن السوء ونحو ذلك واما بلسانه فان يتكلم بعبارات فيها تسخط واعتراض كقول بعض الناس ما لي اصاب بهذه المصيبة من بين الناس كلهم يا ربي ماذا اذنبت حتى اصاب بهذه المصيبة ونحو ذلك من العبارات التي فيها تسخط بفعله كان يلطم وجهه او يشق ثوبه او يقص شعره هذا كله داخل في مرتبة الجزع والتسخط حكمها محرمة ومن كبائر الذنوب ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية فقوله ليس منا باشارة الى ان هذا العمل كبيرة فالجزع والتسخط الى من الكبائر هذه هي الحالة الاولى. الحالة الثانية الصبر ومعنى الصبر الحبس حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن الافعال المحرمة من لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك فهو يحبس نفسه وقد يكون غير راضي بالمصيبة لكنه قابض على نفسه. حابس لها عن ان تجزع او ان يتكلم بكلام فيه تسخط او ان يفعل افعالا محرمة فهذه الحالة حكمها الوجوب يجب على الانسان ان يصبر على المصيبة الحال الثالثة الرضا والرضا هي مرتبة فوق يعني تقع المصيبة يصبر عليها حابس نفسه عن الجزع وعن التسخط لكنه مع ذلك راض بها وهذه المرتبة كما قلنا مستحبة ليست واجبة على القول الراجح الحالة الرابعة الشكر تقع المصيبة ويحمد الله ويشكره عليها وهذه اذا كانت مرتبة الرضا مستحبة هذه من باب اولى ان تكون مستحبة لانه يقول ان هذه الدنيا متاع الغرور والله تعالى يقول وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ويحمد الله ويشكره على ما قظى وقدر وانه سينال سينال بصبره ورضاه ينال صلوات ورحمة وهداية ويقول ما اقل الدنيا في عيني هو يحمد الله ويشكره فاصبحت المراتب اربع الجزع والتسخط هذي محرمة الصبر واجبة الرضا مستحبة الشكر مستحبة طيب الرضا كما قلنا هو من المرتبة مستحبة الفضيل ابن عياض عالم من العلماء وامامنا الائمة لما مات ابنه وجعل عند في المقبرة جعل يضحك قال كيف تضحك؟ وقد مات ابنك قال ان الله قضى بقضاء فاحببت ان ارضى بقضائه فاراد بهذا الظحك ان يعبر عن رظائه بالقظاء والقدر طيب هو الان حقق مرتبة الرضا النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه دمعت عيناه فقيل يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة وانما يرحم الله من عباده الرحماء وفي الرواية الاخرى ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزنون طيب ايهما افضل مقام النبي عليه الصلاة والسلام الذي دمعت عيناه او مقام الفضيل بن عياض الذي ضحك النبي عليه الصلاة والسلام مات ابنه فدمعت عيناه واخبر عن حزنه ايضا قال ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزنون الفضيل بن عياض لما مات ابنه ضحك هنا يقولون مقام النبي عليه الصلاة والسلام اكمل لماذا لان النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الرحمة والرضا جمع بين الرحمة للولد والرضا بالقضاء والقدر بينما الفضيل بن عياض لم يستطع الجمع بينهما واتى فقط بمرتبة الرضا بالقضاء والقدر ولم يستطع ان يجمع معها الرحمة بابنه فكان مقام النبي صلى الله عليه وسلم اعظم من مقام الفضيل ابن عياض لاحظ يعني دقة المسألة النبي عليه الصلاة والسلام لا شك انه قد رضي بالقضاء والقدر قطعا مرتبة الرضا موجودة عنده لكن جمع معها الرحمة ولهذا قال انما انما هي رحمة لما قال ما هذا يا رسول الله؟ كيف تدمع عينك على ابنك؟ قال هذه رحمة رحمة بالولد فجمع بين الرحمة بالولد وبين الرضا بالقضاء والقدر فكان مقامه اعظم من مقام الفضيل الذي لم يتسع قلبه للجمع بين الرحمة وبين الرضا هذه من دقائق المسائل فكلاهما الرحمة والرضا كلاهما من يعني الصفات العلية لكن الجمع بينهما هو الاكمل والافضل. الجمع بينهما هو الاكمل والافضل وهو المقام الذي اه فعله النبي صلى الله عليه وسلم طيب هذا انسان اصيب بمصيبة لم يتكلم بكلمة لكنه متألم من المصيبة وغير راضي عنها والثانية اصابته مصيبة وهو ايضا لم يتكلم بكلمة لكنه راض فالفرق بينهما في الرضا فرق بينهما في الشعور النفسي لاحظ ان هذا لم يتكلم بكلمة محرمة ولم يفعل فعلا محرما الثانية ايضا لم يتكلم بكلمة محرمة ولم يفعل فعله محرمة. اذا ما الفرق بينهما؟ الفرق بينهم بالشعور النفسي الرضا هذا ممتلئ قلبه رضا وهذا غير راضي على على مصيبة فمقام الرضا اكمل لكنه ليس واجبا لانه لا يستطيع اكثر الناس ما يستطيعون وصول مرتبة الرضا اكثر الناس خاصة العامة لا يستطيعون الوصول لمرتبة الرضا انها مرتبة عظيمة ورفيعة لكن يوفق لها الصالحون يوفق لها اولياء الله عز وجل يوفقوا لهذه المرتبة العظيمة. وابلغ منها مرتبة الرضا والشكر لان الشكر تتضمن الرضا والزيادة وعند المصائب يعني مثل فقد مثلا الاحباب الافضل الجمع بين الرحمة والرضا يعني لا يظحك الانسان مثلا عنده فقد حبيب ويقول حتى الرضا كما فعل الفضيل بل يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يرحم هذا الميت ولو عبر عن رحمته بحزن او بدمع فلا بأس مع رضاه بقضاء الله وقدره على انه حتى البكاء من غير رفع صوت لا بأس به اه لما توفي سعد بن معاذ اه تقول عائشة لم اعرف صوت النبي عليه الصلاة والسلام وصوت ابي بكر وعمر من البكاء فالبكرة من غير رفع صوت لا بأس به انما الممنوع رفع الصوت بالبكاء رفع الصوت بالبكاء هذا هو النياح. اما البكا من غير رفع صوت ودمع العين وحزن القلب هذه كلها لا بأس بها ولا تنافي الرضا لا تنافي الرضا بالقضاء والقدر طيب لعلنا نكتفي بهذا القدر في لطائف الهوايد