الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى وقال ابو الحسن علي ابن اسماعيل الاشعري المتكلم صاحبوا الطريقة المنسوبة اليه في الكلام في كتابه الذي صنفه في اختلاف المصلين ومقالات الاسلاميين وذكر فرق الروافض والخوارج والمرجئة والمعتزلة وغيرهم ثم قال مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة قول اصحاب الحديث واهل السنة الاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون شيئا من ذلك وان الله واحد احد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت بيدي وكما قال تعالى بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيف كما قال تعالى تجري باعيننا وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وان اسماء الله تعالى لا يقال انها غير الله. كما قالت المعتزلة والخوارج واقروا ان لله علما كما قال الله تعالى انزله بعلمه وكما قال تعالى وما تحمل من انثى ولا تظع الا بعلمه واثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة واثبتوا لله القوة كما قال تعالى او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وذكر مذهبهم في القدر الى ان قال ويقولون القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في اللفظ والوقف. من قال باللفظ وبالوقف فهو مبتدع عندهم. لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق. ولا يقال غير مخلوق ويقرون ان الله يرى بالابصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون لا يراه الكافرون لانهم عن الله محجوبون كما قال تعالى قال عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وذكر قولهم في الاسلام والايمان والحوظ والشفاعة واشياء الى ان قال ويقرون بان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ولا يقولون مخلوق ولا يشهدون على احد من اهل الكبائر بالنار الى ان قال وينكرون الجدل والمراء في الدين والخصومة فيه والمناظرة فيما يتناظر فيه اهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم ويسلمون للروايات الصحيحة ولما جاءت بها الاثار ولما جاءت بها الاثار التي جاءت بها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولون كيف ولا لم؟ لان ذلك بدعة. الى ان قال ويقرون ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى. وجاء ربك والملك وصف المصفى وان الله يقرب من خلقه كيف يشاء كما قال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد الى ان قال ويرون مجانبة كل لداع الى بدعة الى كل داع الى بدعة والتشاغل بقراءة القرآن وكتابة الاثار والنظر في الفقه مع الاستكانة والتواضع وحسن الخلق مع بذل المعروف وكف الاذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المآكل والمشارب قال فهذه جملة ما يأمرون به ويستسلمون اليه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب وما توفيقنا الا بالله وهو المستعان وقال الاشعري ايضا في اختلاف اهل القبلة في العرش قال اهل السنة واصحاب الحديث ليس بجسم ولا يشبه الاشياء وانه استوى على العرش كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى ولا نتقدم بين يدي الله ورسوله في القول بل نقول استوى بلا كيف وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وان له يدين كما قال تعالى خلقت بيدي وان له وعينين كما قال تجري باعيننا وانه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وانه ينزل الى السماء الدنيا كما جاء في الحديث ولم يقولوا شيئا الا ما وجدوه في الكتاب وجاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت المعتزلة ان الله استوى على العرش بمعنى استولى وذكر مقالات اخرى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا نقل اخر من جملة ان نقول التي ساقها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد عرفنا انه نوع في النقل بعد نقله اولا عن ائمة السلف وعلماء اهل السنة رحمهم الله تعالى ومن غرضه في ذلك التنويع بيان ان هذا المنهج الحق الذي عليه اهل السنة والجماعة هو الذي عليه المعول وان كثيرا ممن دخل في شيء من المخالفة في ابواب الدين كشيء من التصوف او شيء من علم الكلام كثير منهم يرجع الى عقيدة السلف الصالح اذ لم يجد في تلك الطرائق والعقائد ما يشفي العليل ويروي الغليل اذ لا الشفاء ولا غناء الا بالحق والهدى الذي جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن نقل عنه شيخ الاسلام هنا وهو ابو الحسن الاشعري عرفه رحمه الله تعالى بقوله المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة اليه في الكلام قوله المتكلم ذكر ذلك صفة لابي الحسن الاشعري لان اشتغاله علم الكلام كان منذ النشأة ومنذ الصغر لانه نشأ منذ صغره على عقيدة المعتزلة وهي عقيدة كلامية بحتة تلقاها عن خاله ابي علي الجبائي واستمر على هذه العقيدة عقيدة الاعتزال ما يزيد على الاربعين سنة ثم انه بعد هذه المدة المديدة في الاعتزال تبين له فساد هذه العقيدة وبطلانها ويذكر انه دخله اولا شيء من الشك في هذه العقيدة فانقطع عن الناس خمس عشرة يوما لا يخالط احدا وينظر ويراجع ويبحث ثم خرج على الناس واعلن امام الملأ خروجه من تلك العقيدة حتى انه ذكر انه قال في كلمته التي خرج فيها من عقيدة الاعتزال انه خلع ثوبه ورماه وقال اخرج من هذه العقيدة كما اخرج من هذا الثوب ذاكرا لهم مثالا يوضح لهم فيه انفصاله وخروجه عن تلك العقيدة ولما خرج من عقيدة علم الكلام دخل في عقيدة ابن كلاب وهي عقيدة نشأت بزعم من انشأها للتوسط بين اهل السنة واهل الاعتزال فدخلوا في شيء من الباطل والمفارقة اهل السنة والجماعة وفي هذه المرحلة الف كتابه اللمع وهو موافق لما عليه تبن كلاب ثم انتقل بعد ذلك الى مرحلة ثالثة وهي التي ينقل عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذه النقول في تلك المرحلة وهي رجوعه الى عقيدة اهل السنة والجماعة والف في ذلك كتبا منها هذا الكتاب مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين وكتاب الابانة وكتاب رسالة الى اهل الثغر فهذه الكتب الثلاثة الفها في مرحلته الاخيرة الذين ينتسبون اليه ويقال عنهم الاشاعرة ينتسبون اليه في المرحلة الثانية التي تاب منها رحمه الله ينتسبون اليه في المرحلة الثانية لانه تاب مرتين مرة من عقيدة الاعتزال ومرة من عقيدة ابن كلاب وانتهى به المطاف الى عقيدة اهل السنة والجماعة والف فيها هذه الكتب الثلاثة الابانة ومقالات الاسلاميين ورسالة الى اهل الثغر حتى انه صرح في بعض هذه الرسائل الثلاث كما سيأتي لما ذكر عقيدة اهل السنة اهل الحديث وعقيدة الامام احمد بن حنبل رحمه الله قالها واضحة صريحة قال وبكل ما يقول به الامام احمد ابن حنبل نقول وذكر انه انما يرتضي عقيدة السلف التي عليها الامام احمد وعليها ائمة السلف رحمهم الله تعالى وكتبه الثلاثة التي الفها في مرحلته الاخيرة وهي رسالة الى اهل الثغر والابانة عن اصول الديانة ومقالات الاسلاميين ذكر فيها عقيدة اهل السنة والجماعة وذكر انه يقول بها ويعتقدها قد يوجد في هذه الرسائل بعض الالفاظ بعض الالفاظ التي هي ليست من الفاظ السلف ولا من عباراتهم وهذا ليس بغريب لان الرجل امضى عمرا طويلا في علم الكلام لم ينسى من اصله على مدرسة اهل السنة اهل الحديث فمع التوبة قد تبقى كلمات هي من الرواسب من الرواسب رواسب ما سبق في حياته الطويلة مثل الان لو ان شخصا نسى حياته كلها على التصوف ثم تاب بعد اربعين خمسين سنة تجد انه اذا تحدث لابد ان تأتي بعض العبارات التي ثم مضى عليها هذا العمر الطويل من حياته لكن اصوله رجع فيها الى اصول عقيدة اهل السنة والجماعة وتنقل ابا الحسن وتنقل ابي الحسن الاشعري رحمه الله تعالى في هذه المراحل الثلاث ذكره غير واحد من اهل العلم منهم الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه طبقات الشافعية عندما ترجم لابي الحسن الاشعري ذكر تقلبه في هذه المراحل الثلاث بدءا بالاعتزال وانتهاء بعقيدة اهل السنة والجماعة وكتاب مقالات الاسلاميين خلاف المصلين كتاب في الفرق والمقالات يذكر فيه مقالات الفرق مثل ما اشار شيخ الاسلام ذكر اه الروافض والخوارج والمرجئة والمعتزلة وكل فرقة من هذه الفرق يوضح ماذا يعتقدون وما هو قولهم ثم قال مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة وذكر معتقد اهل السنة والجماعة بدأ ذلك ايمانهم باصول الايمان كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وذكر ايمانهم صفات الله سبحانه وتعالى وتفرده وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وتنزهه جل وعلا عما لا يليق به وما يتنافى مع كماله كما قال لم يتخذ صاحبة ولا ولد ذكر ما يتعلق بالامام محمد عليه الصلاة والسلام انه عبد الله ورسوله وان الجنة حق النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها ثم ذكر ما يتعلق بصفات الله عز وجل واثباتها لله عز وجل فذكر اليدين والعينين والوجه وانها تثبت لله عز وجل بلا كيف اي بلا كيف نعلمه فقوله بلا كيف نظير قول السلف وقد تقدم معنا امروها كما جاءت بلا كيف وضمن رحمه الله تعالى اثباته فالصفات الانكار على من لم يثبت صفات الله سبحانه وتعالى وذكر العقيدة في القرآن وانه كلام الله سبحانه وتعالى وانه غير مخلوق وحذر من طريقة اللفظية والواقفة واللفظية من يقولون الفاظنا بالقرآن مخلوقة والواقفة من يتوقفون في ذلك يقول لا نقول مخلوق ولا نقول غير مخلوق والواقفة كما قال الامام احمد رحمه الله جهمية لانه لا يتوقف عن القول بان القرآن كلام الله غير مخلوق الا من تأثر بعقيدة الجهمية القائلين بخلق فالقرآن وقال رحمه الله هنا اعني ابا الحسن قال من قال باللفظ او بالوقف فهو مبتدع عندهم اي عند اهل الحديث لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق وذكر رحمه الله تعالى عقيدتهم في الرؤية وان المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى حقيقة كما يرون القمر ليلة البدر قال يراه المؤمنون ولا يراه الكفار لانهم عن الله محجوبون قال الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وكما قال السلف اذا كان حجب اذا كان سبحانه وتعالى اخبر عن حجبه الكفار لسخطه عليهم فما فمفهومه انعامه على المؤمنين برؤيته لهم والا لاستوى الكفار والمؤمنون في الحج لكن ذكره سبحانه وتعالى انه حجب الكفار عن رؤيته عقوبة لهم سخطا منه عليهم فهذا مفهومه ان اهل الايمان ينعم عليهم سبحانه وتعالى برؤيته يوم القيامة وذكر رحمه الله تعالى بقية امور المعتقد وحذر من الجدل والمراء في الدين والذي عليه علماء الكلام قال ويسلمون للرواية الصحيحة كل ما ثبت وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم يتلقونه بالقبول والتسليم لا بالجدل والاعتراظ والانتقاد ولهذا قال رحمه الله لا يقولون كيف ولا لما؟ لان ذلك بدعة لا يقال كيف هذا في باب الصفات ولا يقال لم هذا في باب الافعال ففي الصفات لا يقال كيف لا يقال كيف استوى ولا يقال كيف ينزل ولا يقال كيف يداه ولا غير ذلك من الصفات فالكيف غير معقول والله عز وجل اخبرنا بالصفات ولم يخبرنا لكي بكيفيتها فنؤمن بما اخبرنا به ونكف عما لم يخبرنا به والله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ويقول ان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولما هذه في الافعال كما قال الله عز وجل لا يسأل عما يفعل لا يقال لما امر الله بكذا؟ ولم لم يأمر بكذا واهل هذه السؤالات يسميهم السلف رحمهم الله اللمية كما انهم يسمون الاولين المكيفة كل من الامرين باطل لا يقال في صفات الله كيف ولا يقال ايضا في افعاله جل في علاه لم لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولهذا قيل لا تقل لما امر الله ولكن قل بما امر الله لانك عبد لله والمطلوب منك ان تبحث عن الذي امرك الله به لتفعله لا ان يقول القائل لما امر الله معترظا على اوامر الله سبحانه وتعالى وذكر رحمه الله تعالى اثباتهم للمجيء مجيء الله عز وجل يوم القيامة للفصل بين الخلائق كما قال عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا وان الله عز وجل يقرب من خلقه كيف شاء كما قال ونحن اقرب اليه من حبل الوريد والصحيح في معنى هذه الاية كما نبه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان القرب قرب الملائكة لدلالة السياق على ذلك قال ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد وما يكون من ملائكته بامره يظيفه جل وعلا الى نفسه واذا قرأناه فاتبع قرآنه اي قرأه عليك جبريل ولهذا كثيرة في القرآن وذكر من جملة ما عليه اهل السنة اهل الحديث مجانبة كل داع الى بدعة والتشاغل بقراءة القرآن وكتابة الاثار والنظر في الفقه مع الاستكانة والتواضع اي لله عز وجل وحسن الخلق في التعامل مع عباد الله مع بعد مع بذل المعروف وكف الاذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية السعاية يراد بها السعاية في الناس بالفتنة والشر وايقاع الخصومة بينهم وتفقد المآكل والمشارب كما قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه قال فهذه جملة ما يأمرون به ويستسلمون اليه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب وما توفيقنا الا بالله. انتبه لهذه الكلمة التي يعلم فيها رحمه الله عقيدته وهي المرحلة الاخيرة المرحلة الثالثة مرحلة انتقاله الى عقيدة اهل الحديث قال وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب وما توفيقنا الا بالله والى ساعتنا هذه وثمة من ينتسب اليه اذا قيل له ما عقيدتك؟ قال اشعري ينتسب الى ابي الحسن الاشعري في عقيدة تاب منها في عقيدة تاب منها رحمه الله وتركها ورجع الى عقيدة اهل السنة والجماعة ولهذا حاول بعظ علماء الكلام المنتسبين اليه ان يشككوا في نسبة هذه الكتب الى ابي الحسن الاشعري او يشكك ايضا في ما ذكر في هذه الكتب من تقرير لعقيدة اهل السنة والجماعة وكان الاحرى بهم بدل ذلك ان ينتقلوا الى عقيدة اهل السنة كما انتقل امامهم ابو الحسن الاشعري رحمه الله تعالى وذكر فيما يتعلق بالعرش واستواء الله جل وعلا عليه قال اهل السنة واصحاب الحديث قال اهل السنة واصحاب الحديث ليسا بجسم ولا يشبه الاشياء اي الله عز وجل وهذه الكلمة ليس بجسم هي من الرواسب هذه من من الرواسب رواسب علم الكلام اما اهل السنة لا تجد عندهم مثل هذه العبارات واول من احدث هذه العبارات الجهمية يجعلوها متكئا في جحد صفات الله عز وجل وعدم اثباتها مثل الجسم والعرض الفاظ من من هذا القبيل واهل السنة والجماعة ليس عندهم هذه الالفاظ لا في النفي ولا في الاثبات لكن يسألون من يقول هل الله بجسم او ليس بجسم يسألونه ماذا تريد في ذلك؟ ان كنت تريد ان لله يد وسمع وبصر ووجه تليق بجلاله وكماله وعظمته فهذه ثابتة لله ولا نسميها جسما وان كنت تريد بذلك اي بهذه اللفظة اي هذه الاجسام المخلوقة فالله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا فذكر رحمه الله هنا اثباتهم علو الله على العرش وانه استوى على العرش كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى ولا نتقدم بين يدي الله ورسوله في القول بل نقول استوى بلا كيف وهذا تحذير من الطريقة التي عليها علماء الكلام وهي الطريقة التي كان عليها هو اولا اه بان يقال استوى بمعنى استولى وهذا من التقدم الذي يقول عنه رحمه الله ولا نتقدم بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ومعنى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر بمعنى ان تكونوا في العقائد والاعمال السائرين وفق ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام. فلا يقول في المعتقد شيئا لم يأتي عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يفعل ايضا في باب العبادات والتقرب شيئا لم يأتي عن الله ولا عن رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وانظر كلامه الجميل في وصفه لعقيدة اهل السنة حيث يقول ولم يقولوا شيئا الا ما وجدوه في الكتاب وجاءت به الرواية ولم يقولوا شيئا هذا كلام عظيم في وصفه رحمه الله لعقيدة اهل الحديث التي قال قبل قليل ان بكل ما يقولون يقول قال ولم يقولوا شيئا ولم يقولوا شيئا شيئا نكرة في سياق النفي تفيد العموم اي شيء في امور الدين لم يقولوا شيئا الا ما وجدوه في الكتاب. وجاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم معنا قول الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصفه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث قال وقالت المعتزلة ان الله استوى على العرش بمعنى استولى. ذكر ذلك داما لهذه العقيدة ومن ينتسبون اليه عقيدتهم في الاستواء هي هذه التي ذمها رحمه الله تعالى ونسبها اهل الاعتزال نعم قال رحمه الله تعالى وقال ايضا ابو الحسن ابو الحسن الاشعري بكتابه الذي سماه الابانة في اصول الديانة وقد ذكر اصحابه انه اخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال اصل في ابانة قول اهل الحق والسنة فان قال قائل قد انكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وائمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ابو عبد الله احمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائما ولما خالف قوله مخالفون لانه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي ابانا الله به الحق ودفع به الضلالة واوضح به منهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين. فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم وجملة قولنا انا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا به من عند الله وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا شيئا وان الله واحد لا اله الا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. وان محمدا عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق. وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله مستو على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت بيدي وكما قال تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وان له عينين بلا كيف كما قال تجري باعيننا وان من زعم ان اسماء الله غيره كان ضالا وذكر نحوا مما ذكر في الفرق الى ان قال ونقول ان الاسلام اوسع من الايمان وليس كل اسلام ايمانا. وندين بان الله يقلب القلوب بين اصبعين من اصابع الله عز وجل وانه عز وجل يضع السماوات على اصبع والاراضين على اصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال والايمان قول وعمل يزيد وينقص ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها اهل النقل من النزول الى السماء الدنيا. وان الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وسائر ما نقلوه واثبتوه خلافا لما قال اهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا واجماع المسلمين وما كان في معناه ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به ولا ما لم يؤذن لنا به ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وان الله ما يقرب من عباده كيف شاء كما قال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وكما قال ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى الى ان قال وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي مما لم نذكره بابا بابا ثم تكلم على ان الله يرى واستدل على ذلك ثم تكلم على ان القرآن غير مخلوق واستدل على ذلك ثم تكلم على من وقف في القرآن وقال الا اقول انه مخلوق ولا غير مخلوق ورد عليه ثم قال باب في ذكر الاستواء على العرش فقال ان قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له ان الله مستو على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى. وقد قال الله اليه يصعد الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال بل رفعه الله اليه وقال يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه وقال تعالى حكاية عن فرعون يا هامان ابني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا كذب موسى في قوله ان الله فوق السماوات وقال اأمنتم من في السماء كذب موسى في قوله ان الله فوق السماوات وقال تعالى اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال اامنت من في السماء لانه مستو على العرش لانه مستو على العرش الذي فوق السماوات فكل ما علا فهو سماء فالعرش اعلى السماوات وليس اذا قال امنتم من في السماء يعني جميع السماء وانما اراد العرش الذي هو اعلى السماوات الا ترى ان الله عز وجل ذكر السماوات فقال وجعل القمر فيهن نورا فلم يرد ان القمر يملؤهن وانه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون ايديهم اذا دعوا نحو السماء لان الله على العرش الذي فوق السماوات فلولا ان الله على العرش لم يرفعوا ايديهم نحو عرش كما لا يحطونها اذا دعوا اذا اذا دعوا اذا دعوا الى الارظ ثم قال فصل وقد قال قائلون من المعتزلة والجاهمية والحرورية ان معنى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى انه استولى وملك وقهر وان الله عز وجل في كل مكان وجحدوا ان يكون الله على عرشه كما قال اهل الحق وذهبوا في الاستواء الى القدرة فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والارض السابعة. لان الله قادر على كل شيء. هذا الذي يذكره رحمه الله هنا هو ما كان عليه قبل واليه ينتسب فيه الاشاعرة وكل ذلك ترك رحمه الله تعالى ورد عليه بهذه الردود القوية المتنوعة من دلالة الكتاب ودلالة السنة ودلالة الفطرة ودلالة العقل نعم لان الله لان الله قادر على كل شيء والارض فالله قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستو على الاشياء كلها لكان على العرش وعلى الارض وعلى السماء وعلى الحشوش والاقذار. لانه قادر على الاشياء مستول عليها. واذا كان قادرا على الاشياء كلها ولم يجز عند احد من المسلمين ان ان يقول ان الله مستو على الحشوش والاخلية لم يجز ان يكون استواء على العرش بمعنى الاستيلاء الذي هو عام في الاشياء كلها ووجب ان يكون المعنى الاستواء يخص العرش دون الاشياء كلها. ووجب ان يكون معنى الاستواء ووجب ان يكون معنى الاستواء يخص العرش دون الاشياء كلها. وذكر دلالات من القرآن والحديث والاجماع والعقل ثم قال باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين. وذكر الايات في ذلك ورد على المتأولين بكلام طويل لا يتسع هذا الموضع لحكايته مثل قوله فان سئلنا اتقولون لله يدان؟ قيل نقول ذلك وقد دل عليه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم وقوله تعالى لما خلقت بيدي وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله مسح ظهر ادم بيده فاستخرج منه ذريته. وقد جاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبا بيده وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة اهل الخطاب ان يقول القائل عملت كذا بيدي ويريد ان ويريد به النعمة واذا كان الله وانما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما من كلامها ومعقولا في خطابها وكان لا يجوز في خطاب اهل اللسان ان يقول القائل فعلت بيدي ويعني به النعمة بطل ان يكون معنى قوله تعالى بيدي النعمة وذكر كلاما طويلا في تقرير هذا ونحوه وهذا نقل مطول نقله رحمه الله تعالى عن كتاب اه ابي الحسن الاشعري الابانة في اصول الديانة وقد ذكر اصحابه انه اخر كتاب صنفه انه اخر كتاب صنفه هذا فيه ان هذا الكتاب مشتمل على المرحلة الاخيرة وهي المرحلة الثالثة في تقلبات ابي الحسن الاشعري رحمه الله تعالى ولما ذكر عقائد الفرق الجهمية والحرورية والروافض والمرجئة وغيرهم قال فان قيل عرفونا بقولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون يعني بعد عرظ هذه المقالات والاقوال للفرق فما هي عقيدتكم فقال رحمه الله قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وائمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ابو عبد الله احمد ابن حنبل نظر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله مخالفون ثم اثنى عليه وبالغ في الثناء يعني حتى ان قوله مثلا الرئيس الكامل يعني مثل هذا هذا فيه مبالغة في الثناء لكنه اثنى عليه وبين آآ المكانة لهذا الامام امام اهل السنة حتى ان آآ العقيدة التي عليها اهل السنة اذا اريد ان يعرف فيها يقال عقيدة الامام احمد لان الله عز وجل اظهر بهذا الايمان رحمه الله تعالى هذه العقيدة ونصر به هذه العقيدة وذب به عن هذه العقيدة واودي في ذلك رحمه الله تعالى اذى عظيما فيقال عقيدة الامام احمد اي عقيدة اهل السنة لانه اه اظهرها ونصرها ودب عنها رحمه الله تعالى حتى ان موقفه بالذب عن هذه العقيدة شبه بموقف صديق الامة في محاربة اهل الردة فشبه موقفه في تصدي عقائد اه اهل الاعتزال واهل الباطل عموما بتصدي صديق الامة ابي بكر رضي الله عنه المرتدين من حيث الوقوف والصمود ثم ذكر رحمه الله تعالى تفاصيل المعتقد وذكر انه بكل ذلك يقول وانكر على من خالف هذه العقيدة من علماء الكلام وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اختصر من كتابه ما يحصل به الغرض والمقصود من هذا الكتاب ومقصود النقل كما عرفنا اظهار وبيانا عقيدة السلف التي هي امرار النصوص كما جاءت والاتيان بها كما وردت هو الحق وعليه المعول وكثير ممن دخل في عقائد اخرى من عقائد المتكلمين انتهت به المطاف الى الرجوع الى هذه العقيدة التي عليها ائمة السلف رحمهم الله تعالى ما يزال رحمه الله يستطرد في ايراد ان نقول وايضا لو وقفنا مع هذه العبارات التي ساقها آآ ربما يطول المقام وليس هو من غرظ ايضا آآ هذا الكتاب وانما الغرض من هذه ان نقول ان يعرف جملة ان المعتقد الذي عليه اهل السنة من امرار النصوص كما جاءت واثباتها كما وردت هو الحق هو الذي عليه المعول لا ما عليه علماء اهل الكلام الباطل ونسأل الله الكريم لنا اجمعين التوفيق لكل خير والمعونة على طاعته وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه