الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى قلت وليعلم السائل ان الغرض من هذا الجواب ذكر الفاظ بعظ الائمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله من المتكلمين وغيرهم يقول بجميع ما نقوله في هذا وغيره ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في كلامه المشهور عنه الذي رواه ابو داوود في سننه اقبلوا الحق من كل من جاء به وان كان كافرا او قال فاجرا واحذروا زيغة الحكيم قالوا كيف نعلم ان الكافر يقول الحق قال ان على الحق نورا او كلاما هذا معناه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتواه الحماوية بعد ان نقل نقولات عديدة عن اهل السنة وعن بعض المتكلمين وبعض المتصوفة في ما يتعلق الطريقة التي كان عليها السلف في باب اسماء الله جل وعلا وصفاته وان طريقتهم معروفة وواضحة وهي انهم يمرونها كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت دون خوض فيها بتكييف او تمثيل او تأويل او تعطيل على هذا مضت طريقتهم وجادتهم رظي الله عنهم ورحمهم لما انهى اراد ان نقول قال رحمه الله تعالى قلت في بعض النسخ فصل وليعلم السائل ان الغرض من هذا الجواب ذكر الفاظ بعظ الائمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب قولها الغرض من الجواب اي في هذه الرسالة لان الرسالة جواب لسؤال مر معنا في اول الرسالة قال فيه السائل ما قولكم في ايات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى الى السماء الى غير ذلك من الايات واحاديث الصفات فالسؤال عن عن القول بايات الصفات واحاديث الصفات وما الجادة التي كان عليها ائمة السلف رحمهم الله تعالى فيها فيقول رحمه الله تعالى ان الغرض من هذا الجواب ذكر الفاظ بعظ الائمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب وعرفنا ان من نقل اقوالهم منهم من منهم من ائمة السلف رحمهم الله تعالى ومنهم من عنده شيء من التصوف وشيء من عند من علم الكلام فيقول رحمه الله منبها وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله من المتكلمين وغيرهم اي المتصوفة يقول بجميع ما نقوله يقول بجميع ما نقوله في هذا اي باب الصفات وغيره اي من امور ومسائل الاعتقاد اذا ما الغرض من نقل اقوالهم قال ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به هذا من جهة ومن جهة اخرى سبق ان نبه عليها رحمه الله تعالى ان ذكره هذه النقول لعلها تكون سببا لهداية من هو متعصب لهؤلاء من هو متعصب لهؤلاء او منتسب اليهم ان يقف على اقوال هؤلاء الذين يتعصب لهم وينتسب اليهم في بيان ان الحق هو ما كان عليه السلف وفي ذم التأويل الذي انما وجد عند الخلف ولم يوجد عنده عند السلف منه اي شيء قال ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به كان معاذ بن جبل يقول في كلامه المشهور عنه الذي رواه ابو داوود في سننه اقبلوا الحق من كل من جاء به وان كان كافرا او قال فاجرا واحذروا زيغة الحكيم قالوا كيف نعلم ان الكافر يقول الحق قال ان على الحق نورا او كلاما هذا معناه قال شيخ الاسلام او كلاما هذا معناه اي انه اورد هذا الاثر الذي هو في سنن ابي داوود عن معاذ رضي الله عنه اورده بالمعنى من حفظه رحمه الله تعالى ونص هذا الاثر كما في سنن ابي داوود في كتاب السنة من سننه عن يزيد ابن عميرة وكان من اصحاب معاذ ابن جبل ان انه اخبره قال كان لا يجلس ان ان معاذا كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس الا قال الله حكم قصد. الله حكم قسط اي عدل هلك المرتابون اي الشكون فقال معاذ ابن جبل يوما ان من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر ان يكثر اقرأوا القرآن حفظه واتقان تلاوته فيوشك قائل ان يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن حفظت القرآن حفظا متقنا وقراءتي له جيدة ولكن ليس لي اتباع الناس لا يتبعوني يبحث عن امر يكثر به الاتباع وهذا من ضعف الديانة ورقة الايمان ووهاء الاخلاص ان المخلص لله عز وجل ليس همه ان يكثر الاتباع وانما همه انكسار الدين ونصرة دين الله سبحانه وتعالى مثل ما قال الشافعي وددت لو ان الناس دخلوا في دين الله افواجا ولو قرض جسمي بالمقاريض ما كانت تعنيهم انفسهم وانما الذي يعنيهم دين الله ونصرة دينه تبارك وتعالى قال فيوشك قائل ان يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره ما هم متبعي حتى ابتدع لهم غيرهم لا يمكن ان يكون لاتباع بالقرآن وحده لابد ان احدث لهم بدعة اخترع لهم شيئا ابتكر امرا حينئذ سيكون لي لي اتباع وهذه والله تكشف نشأة كثير وكثير من البدع او الطوائف الضالة وتكشف حقيقة رؤوس ائمة الطرق الضالة وان من وراء نشأة تلك الطرق هذا المقصد السيء وهو ان يوجد لنفسه اتباعا وانصارا ومريدين باي طريقة كانت ولو انه يعرظ عن كتاب الله سبحانه وتعالى وقد حدثني احد الاخيار انه التقى مرة بالطائرة مع شخص من كبار شيوخ الطرق طرق التصوف قال وكان الى المقعد الذي جواري فاخذت اتحدث معه وقلت له انت لا تعرفني وانا لا اعرف من انت واذا نزلنا من الطائرة انت في طريق وانا في طريق لا اعرفك ولا تعرفني لكن عندي سؤال اريد ان تجيبني عليه بصراحة هذه الامور التي تفعلونها هل تعتقد فعلا انك فيها على حق وان هذا هو دين الله سبحانه وتعالى الذي لا يرظى ولا يقبل دينا سواه انا اذا انتهى انتهت الرحلة انا في طريق وانت في طريق لا ادري من انت ولا تدري من انا لكن اريد ان تصدقني هل انت تعتقد ان هذا دين الله الذي لا يقبل دينا سواه ولا يرظى دينا سواه هل تعتقد ذلك قال لا قال لا اعتقد ذلك قلت واذا لماذا تبقى على هذا الامر قال اذا تركته ذهب المال وذهب الاتباع اذا تركت هذا الطريق ذهب المال وذهب الاتباع لا يبقى لهذه الاموال ولا يبقى هؤلاء الاتباع فابن مسعود يقول فيوشك قائل ان يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة اياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة قال رحمه الله تعالى واحذر واحذركم زيغة الحكيم زيغة الحكيم اي زلته الحكيم الذي عرف بالعلم بالحكمة وليس بالمعصوم قد يقع منه هفوة قد يأتي على لسانه كلمة خاطئة او حكما خاطئا زلة زلة العالم فيقول رحمه رضي الله عنه احذركم زيغة الحكيم فان الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم بمعنى ان الشيطان قد يتسلط على الحكيم بشيء من الوساوس فيقول كلمة يكون الذي دفعه اليها الشيطان والذي اوقعه فيها الشيطان فان الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق وقد يقول المنافق كلمة الحق المنافق عرف ظعف الدين ورقة قد يقول في موقف ما او في وقت ما او في مناسبة ما قد يقول كلمة الحق قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمك الله ان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وان المنافق قد يقول كلمة الحق قال بلى اجتنب من كل من كلام الحكيم المشتهرات وتروى المشبهات اجتنب من من كلام الحكيم المشتهرات سبحان الله حتى في زماننا هذا الكلمة اذا كانت فيها شيء من الخطأ او توافق شيء من الاهواء اهواء الناس لمن عرف بالعلم او بالدعوة تنشر وتشتهر في ساعة خاصة في زماننا الان ووسائل الاتصال ونقل المعلومات فالكلمة التي تكون زلة تنقل مباشرة وتشتهر بسرعة ويتناقله الناس سريعا بخلاف الكلمة التي فيها دعوة الى حق او دعوة الى سنة او دعوة الى هدى ما ينشط كثير من الناس الى نشرها لكن اذا قال عالم كلمة فيها زلة مثلا او فيها حكم خاطئ او نحو ذلك تجد الناس يتنافسون في نقدها ونشرها ويتسارعون الى الى ذلك وتشتهر بسرعة فالمراد بالمشتهرات اي المشتهرات بالبطلان بالباطل المشتهرات اي بالبطلان بالباطل كما يوضحه المشبهات يعني الكلام الذي فيه مبني على الشبه ليس مبني على الهدى ولا على الحق ولا على العلم قال اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها ما هذه يقال لها ما هذه ينقل فيقال سبحان الله فلان هو الذي قال ذلك عجيب هذا امر غريب ما هذا لو كان غيره الذي قال ذلك فلان بنفسه فهذا فالكلام الذي يا يكون بهذه الصفة يكون على هذه الحال يجتنب بعض الناس لكونه عنده هوى لكونه عنده شيء من الهواء تجده يتتبع مثل هذه الاشياء ويتتبع مثل هذه الزلات وقد قيل قديما من تتبع الرخص فزندق بعضهم يتتبع مثل هذه الاشياء ويجعلها هي الدين وتجد بعضهم لا يرتضي قول عالم من العلماء لا يرتضي قول عالم من العلماء في امور الدين كلها ويأتي الى قوله في باب معين في باب معين يأخذ به مثل بعض النساء الان تقول انا مذهبي في الحجاب مذهب الالباني بعض النساء تقول ذلك فتجدها لا تعرف عنه شيء ولا عن علمه ولا عن ولكن سمعت انه يرى كشف الوجه مثلا وهي ترغب ان تكشف وجهها ترغب ان ان تكشف وجهها هذا مثال من امثلة هذا مثال من امثلة مع ان الشيخ الالباني حتى في هذه المسألة يرى ان المرأة الشابة الجميلة الحسنة انا ينبغي ان تغطي وجهه لكن لا لا يلتفتون الى الى مثل ذلك وانما كله تتبع لما تهواه الانفس تتبعا لما تهواه الانفس فهذا من حقيقة المصائب والافات الموجودة لدى الناس في مثل هذا في مثل هذا الباب او في مثل هذا المقام قال رحمه الله تعالى ولا يثنيك ذلك عنه ولا يثنيك ذلك عنه وتروى ولا ينئيك ان يبعدك ذلك عنه اي اذا زل العالم اذا وقع في في زلة وعرفت اصوله بالسنة والاتباع ونصرة الحق والدعوة اليه ولكنه زل في مسألة تزلى في مسألة اخطأ فيها فيقول لا ينيئك ذلك عن لا يبعدك ذلك عنه. اترك زلته وتجنب هذا الخطأ الذي وقع فيه لكن لا يغنيك ذلك عنه من ان يستفاد من علومه العظيمة وعنايته بالسنة ونصرته لدين الله تبارك وتعالى فانه لعله ان يرجع. ايضا هذه الزلة التي وقع فيها لعله ان ان يرجع قال وتلقى الحق اذا سمعته فان على الحق نورا وتلقى الحق اذا سمعته فان على الحق نورا اي جعل الله سبحانه وتعالى على الحق نورا يميز به ولكن هذا النور الذي على الحق لا يراه من على بصره غشاوة البدعة والهوى لا يراه من على بصره غشاوة البدعة والهوى نعم قال رحمه الله تعالى فاما تقرير ذلك بالدليل واماطة ما يعرض من الشبه وتحقيق الامر على وجه يخلص الى القلب ما يبرد به من اليقين ويقف على مواقف اراء العباد في هذه المهامه فما تتسع له هذه الفتوى وقد كتبت شيئا من ذلك قبل هذا وخاطبت ببعض ذلك بعض من يجالسنا وربما اكتب ان شاء الله في ذلك ما يحصل المقصود به يقول رحمة الله عليه فاما تقرير ذلك بالدليل يقصد بتقرير ذلك اي بسط القول فيه والتوسع هي جمع الادلة ومناقشة اقوال المخالفين ورد الشبه مثل ما قال واماطة ما يعرظ ما يعرظ من الشبهة وانتبه الى التعبير بالإماطة انتبه للتعبير بالإماطة اماطة ما يعرظ من الشبهة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق واذا كان اماطة الاذى الحسي الذي هو القدر من شوك او اوساخ او نحو ذلك من طريق المسلمين لئلا يؤذيهم يعد شعبة من شعب الايمان وخصلة من خصاله العظام فلا ان يكون اماطة الاذى المعنوي الذي هو شبهات اهل الباطل شبهات اهل الباطل التي تؤثر على الناس في عقائدهم واديانهم وعبادتهم من الايمان من باب اولى لان اثر هذه الشبه على الناس في عقائدهم اضر من اثر تلك القاذورات على الناس عندما تكون في طريقهم فاماطة آآ هذا هذا النوع من الاذى من اعظم القرب ومن اجل شعب الايمان ومن اعظم ما يتقرب به الى الرحمن سبحانه وتعالى وهذا مما يبين لنا المكانة العلية لائمة الدين وعلماء اه اه السلف اهل السنة في ازالتهم لهذه الشبهات ازالتهم لهذه الشبهات التي يريدها اهل الباطل لحرف الناس في عقائدهم اقرأ على سبيل المثال الكتاب المبارك الموسوم بكشف الشبهات. لمحمد الامام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه ما اعظم اثره وما اكبر فائدته؟ وكم اصلح الله سبحانه وتعالى به من عقائد وازال به من مفاسد وشرور لانه اماط رحمه الله بهذا الكتاب اذى عظيما يحرف الناس في عقائدهم واخلاصهم وتوحيدهم لرب العالمين قال اما تقرير ذلك بالدليل واماطة ما يعرظ من الشبه وتحقيق الامر على وجه يخلص الى القلب ما يبرد به من اليقين يقصد بذلك رحمه الله تعالى التوسع والبسط وجمع النقول والادلة توسع في نقد ما يريده هؤلاء من شبهات ويقف على مواقف اراء العباد في هذه المهامة اي المفاوز والمهالك فما تتسع له هذه الفتوى وهذا فيه تنبيه لانه رحمه الله تعالى قصد بهذه الفتوى الاختصار وعدم الاطالة وله رحمه الله تعالى في هذا الباب كتبا توسع فيها ولهذا قالوا وقد كتبت شيئا من ذلك قبل هذا كتبت شيئا من ذلك قبل هذا وخاطبت ببعض ذلك بعض بعض من يجالسنا وربما اكتب ان شاء الله في ذلك ما يحصل به المقصود به ومن كتبه رحمه الله تعالى آآ النافعة في هذا الباب نقض نقض التأسيس وكتابه رحمه الله تعالى درء التعارض درء تعارض العقل والنقل فان هذين الكتابين من اوسع الكتب في هذا الباب وايضا ما كتبه ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة وكثير منه اه استفاده من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع اظافات كثيرة مهمة للغاية ضمنها كتابه رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا