الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية الكبرى
قالوا وهذا علامة الارث الصحيح والمتابعة التامة فان السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا فكما ان المنحرفين عنه يسمونه باسماء مذمومة مكذوبة
وان اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة فكذلك التابعون له على بصيرة الذين هم اولى الناس به في المحيا والممات باطن وظاهرا اما الذين وافقوه ببواطنهم وعجزوا عن اقامة الظواهر والذين وافقوه بظواهرهم وعجزوا عن تحقيق البواطن
او الذين وافقوه ظاهرا وباطنا بحسب الامكان لابد للمنحرفين عن سنته ان يعتقدوا فيها نقصا يذمونهم به ويسمونهم باسماء مكذوبة وان اعتقدوا صدقها كقول الرافضي من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا لانه لا ولاية لعلي
الا بالبراءة منهما ثم يجعل من احب ابا بكر وعمر ناصبيا بناء على هذه الملازمة الباطلة التي اعتقدوها صحيحة او عاندوا فيها وهو والغالب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا
عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد
بعد ان اشار رحمه الله تعالى الى ان من طريقة اهل الاهواء والبدع بعموم اصنافهم تلقيب اهل السنة رحمهم الله تعالى بالالقاب الشنيعة بقصد التنفير عنهم والصد عن الحق الذي
يدعون اليه وان من قبل كان المشركون يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بالقاب يقصدون منها التنفير من دعوته كقولهم شاعر او مجنون او كاهن او غير ذلك لما ذكر ذلك رحمه الله
قال قالوا اي اهل السنة وهذا علامة الارث الصحيح وهذا علامة الارث الصحيح الارث اي ارث النبي عليه الصلاة والسلام قال ان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما
فعلامة هذا الارث اي ان الرجل فعلا ورث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان يصيبه ما اصاب النبي عليه الصلاة والسلام وما اصاب الانبياء من قبله من التهم الجائرة التي تكون من
اعداء الرسل وخصومهم فان مثلها ايضا يكون لاعداء الحق فان مثله يكون لاهل السنة من اعداء الحق وخصوم الحق قال وهذا علامة الارث الصحيح والمتابعة التامة اي للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام
قال فان السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا وهذا تبيان له تبيان منه رحمه الله تعالى لمن يكون حقا من اهل السنة لمن يكون حقا من اهل السنة
وان السنة يكون الرجل من اهلها بالمظهر والمخبر بالقول والعمل بالعقيدة والشريعة بهذا يكون صاحب سنة يكون متبعا سنة النبي صلى الله عليه وسلم قلبا وقالبا علما وعملا عقيدة وعبادة
يكون نهجه في ذلك كله نهج النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقوله واقتصادا الاقتصاد والاعتدال والقوام والتوسط بين الغلو والجفاء كما قال فالله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا
وفي الاثر اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة الاقتصاد هو التوسط والاعتدال. ومنه قول الله تعالى واقصد في مشيك اي توسط قال فكما ان المنحرفين عنه يسمونه باسماء مذمومة مكذوبة اي مثل ما تقدم شاعر وكاهن ومجنون الى اخره
وان اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة فكذلك التابعون له على بصيرة الذين هم اولى الناس به في المحيا والممات باطنا وظاهرا. اي لابد ان يصيبهم مثل ذلك وذكر رحمه الله تعالى ان
احوال الناس مع السنة ينقسمون الى اربعة اقسام بينها رحمه الله تعالى الاول وهم اهل السنة حقا وممن كانوا على السنة اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا قلبا وقالبا والقسم الثاني من وافق
بالباطن وعجز عن اقامة الظاهر والثالث الذي وافق بالظاهر وعجز عن تحقيق الباطن والرابع الذي وافق ظاهرا وباطنا بحسب الامكان بحسب الامكان وصاحب السنة حقا هو من وافق السنة ظاهرا وباطنا قولا واعتقادا
عقيدة وعبادة مكملا ذلك متمما له ومن كان كذلك لا بد ان يصيبه من الاذى ما اصاب النبيين عليهم صلوات الله وسلامه وبين رحمه الله تعالى ان الالقاب التي يلقبون بها
اهل السنة على وجه الشناعة عليهم كل صاحب بدعة ينبع تلقيبه لصاحب السنة من نوع بدعته وظرب على ذلك امثلة عديدة قال ذاكرا المثال الاول كقول الرافضي من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا. انظر التلازم
الذي نسى ليس من حقيقة الامر لان الذي بين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي من المحبة والاخوة والتآلف والتآزر والتعاون اشد ما يكون من معاني الاخوة لم يكن بينهم شيء من البغضاء والعداوة
بل كان بينهم من اشد ما يكون من معاني المحبة والاخوة والتآلف الف الله سبحانه وتعالى بين قلوبهم وجمع بين قلوبهم الفة ومحبة عظيمة اخوة الايمان رابطة الدين التي اوثق الروابط واعظمها على الاطلاق
لكن لما وجد عند هؤلاء الروافض الضلال العظيم والفساد العريظ طعنا في اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولا سيما في خيار الصحابة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وهما عند الروافض من شر الناس
هكذا عقيدتهم الباطلة فلما كان هذا اعتقادهم بنوا عليه هذا القول من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا لانه
اي عندهم لا ولاية لعلي الا بالبراءة منهما. ولاية هاي محبة لا ولاية لعلي اي لا محبة لعلي الا بالبراءة منهما ولهذا مر معنا انهم يقولون لا ولاء الا ببراء لا ولاء لعلي الا بالبراء من الشيخين ابي بكر
وعمر ثم يجعل اي الرافض من احب ابا بكر وعمر ناصبيا ومعنى ناصبيا اي انه نصب العداء لال البيت نصب العداء لال البيت مع انه لا يعلم من احسن المحبة لال البيت
والمعرفة بقدرهم العظيم ومكانتهم العلية ومنزلتهم الرفيعة مثل اهل السنة والجماعة ولا يعرف احد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في ال بيته في خطبته عليه الصلاة والسلام عندما اوصى
بال بيته صلى الله عليه وسلم وكرر الوصية بذلك لا يعرف احد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في ال بيته مثل اهل السنة والجماعة واتوا بها وافية بلا غلو ولا جفاء
ولا افراط ولا تفريط كما اوصى بذلك النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واهل السنة والجماعة والوا جميع الصحابة واحبوا جميع الصحابة وعرفوا مكانة جميع الصحابة رضي الله عنهم
ولم يكن في قلبهم غل لاي من الصحابة محققين قول الله جل في علاه والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. سبقونا بالايمان يدخل الصحابة من المهاجرين والانصار في هذا السبق
قولا اوليا كما قال الله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان الصحابة يدخلون دخولا اوليا فاهل السنة قلوبهم سليمة تجاه الصحابة كلهم والسنتهم سليمة تجاه الصحابة رضي الله عنهم كلهم. ليس في قلوبهم غل
وليس ايظا في السنتهم طعن او او وقيعة. بل عمر الله قلوبهم بالمحبة للصحابة يحبون ال البيت النبي عليه الصلاة والسلام يحبون علي ويحبون فاطمة يحبون الحسن ويحبون الحسين يحبون ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ليس في قلوبهم غل ولا عداء ولا بغض لال البيت ويحبون الصحابة ايضا. وهذا هو المنهج العدل
وهذا هو المنهج العدل لا افراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء فكانوا حقا من اهل قول الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان
ولهذا يؤثر عن احد السلف انه رأى رجلا يقع في احد الصحابة فسأله قال له هل انت من اهل قول الله عز وجل للفقراء المهاجرين الى تمام الاية؟ قال لا
قال هل انت من الذين قال الله فيهم والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم قال لا قال اذا انت لست من من قال الله عز وجل فيهم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان لانك لا تستغفر لهم تطعن فيهم
وتقع في وتقع فيهم وتسبهم فلست منهم فالواجب تجاه الصحابة محبتهم اجمعين رضي الله عنهم وارضاهم. واما من يقول من لا يبغض ابا بكر وعمر لا يبغظ علي الحق الحق يا اخوان
وقيدوا هذه الكلمة ان من يبغض ابا بكر وعمر فهو يبغض علي الذي يبغض ابا بكر وعمر رضي الله عنهما فهو مبغض لعلي ومبغظ للصحابة اجمعين علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال لا يبلغني احد
عن احد يفضلني على ابي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري لا يبلغنا عن احد يفضلني على ابي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري فكيف بمن يبغض ابا بكر وعمر ليس فقط يفضل علي على ابي بكر وعمر يبغض ابو بكر وعمر
فمن يبوظ ابو بكر وعمر هو في الحقيقة مبغظ لعلي ومبغظ للحسن ومبغظ للحسين ومبغظ فاطمة ومبغظا للصحابة اجمعين الصحابة كلهم جمعهم الله عز وجل والف قلوبهم على الايمان والتقوى
اذا هذه القاعدة من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا من اين نشأت من اين نشأت القاعدة؟ من لم يغرض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا من اين نشأت
نشأت من مرض القلب من نشأت هذه البدعة من مرض القلب بالاهواء الخبيثة المتراكمة فتنشأ مثل هذه القواعد الفاسدة الباطلة من لم يبغض ابو بكر وعمر فقد ابغض عاليا لكن القاعدة
على القاعدة لا تكون صحيحة الا اذا قيل من يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا. لان الصحابة كلهم على الائتلاف والمحبة والتآخي والتعاون نعم قال رحمه الله تعالى وكقول القدري من اعتقد ان الله اراد الكائنات وخلق افعال العباد فقد سلب العباد القدرة
سوى الاختيار وجعلهم مجبورين كالجمادات التي لا ارادة لها ولا قدرة وكقول القدر عندما يقال القدري عندما يقال القدري لا يراد به الا من نفى القدر وفي في الاثر ويروى مرفوعا القدرية مجوس هذه الامة
قدرية مجوس هذه الامة يراد بالقدرية نفاة القدر. يراد بالقدرية نفاة القدر الذين يقولون لا قدر وان افعال العباد لم يقدرها الله وسمي هؤلاء مجوس هذه الامة لان المجوس يقولون بخالقين
والقدرية مثلهم يقولون الله خالق للانسان والانسان خالق لفعل نفسه اي ان فعله لم يقدره الله وانما هو الذي خلق فعل نفسه دون ان يقدروا دون ان يقدر الله فعله فعله
هؤلاء يقال لهم القدرية ويقال لهم ويقال لهم القدرية لانهم نفاة للقدر. يقال لهم القدرية لانهم نفاة للقدر. يقولون لا قدر يقول هؤلاء القدرية من اعتقد ان ان الله اراد الكائنات
وخلق افعال العباد ان الله اراد الكائنات المراد ارادهم اي كونا وقدرا الارادة هنا الارادة الكونية القدرية اراد الكائنات اي قدرها وشاء وجودها وخلقها وخلق افعال العباد مثل ما قال الله سبحانه وتعالى والله خلقكم
وما تعملون قال عز وجل الحمد لله رب العالمين وفيما استمعنا اليه اليوم في صلاة الفجر شاهد ايضا  هذا الموضع من يذكر الشاهد تفضل ارفع صوتك ما نسمعك ليس هذا هو. نعم
احسنت الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء  كل شيء يشمل الذوات والحركات يشمل خلق الانسان وخلق افعال الانسان فالانسان مخلوق لله وافعاله مخلوقة لله سبحانه وتعالى والله عز وجل
خالق كل شيء قال من يقولون اي القدرية النفاة من اعتقد ان الله اراد الكائنات وخلق افعال العباد فقد سلب العباد القدرة هو الاختيار قد سلب العباد القدرة والاختيار وجعلهم مجبورين كالجمادات التي لا ارادة لها ولا قدرة
لا ارادة لها ولا قدرة هذا القول مبني على فهمهم الفاسد واعتقادهم الباطل وهم لما قالوا ذلك ذكروا عقيدة الطرف النقيض لهم وهم من يسمون القدرية المجبرة اما اهل السنة لم يقولوا هذا القول ولم يقولوا ايضا قول القدرية النفاة وانما قولهم وسط
بين هاتين الظلالتين ظلالة القدرية المجبرة وظلالة القدرية انه فهم فاثبتوا ان افعال العباد مخلوقة وان الله سبحانه وتعالى الخالق جل في علاه لكل شيء واثبتوا في الوقت نفسه مشيئة للعبد
لم يقولوا انه مجبور وانه لا اختيار له وان كالورقة في مهب الريح لم يقولوا ذلك وانما قالوا له مشيئة ومشيئته تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم
ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فاثبت للعبد مشيئة قال لمن شاء منكم لمن شاء منكم فهذا يدل على ان العبد له مشيئة وله قدرة وله اختيار
وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين اي ان مشيئة العبد تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وكقول الجهمي من قال ان الله فوق العرش فقد زعم انه محصور وانه جسم مركب وانه مشابه
لخلقه قال وكقول الجهمي المراد بالجهمي اي من ينفي الصفات. صفات الله سبحانه وتعالى من قال ان الله يقول الجهل ممن قال ان الله فوق العرش فقد زعم انه محصور
وانه جسم مركب وانه مشابه لخلقه. هذا كله مبني على اعتقاد الجميع الفاسد والذي بنوا عليه جحد صفات الله سبحانه وتعالى وانكار علوه عز وجل على خلقه  فهؤلاء لما فهموا هذا الفهم الفاسد وبنوا عليه التعطيل ظنوا ان اهل السنة
انما فهموا من الصفات او نصوص الصفات ما فهمه هؤلاء منها من معاني فاسدة وظنوا ان الذي يثبت اهل السنة هو هذا بينما اهل اه اهل السنة براء من تعطيل الجهمية
وبراء في الوقت نفسه من تشبيه المشبهة وقولهم قوام بين ذلك ووسط بين هاتين الضلالتين ضلالة المعطلة وظلالة المشبهة وعقيدتهم في هذا الباب اثبات بلا تمثيل. وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء
وهو السميع البصير نعم قال رحمه الله تعالى وكقول الجهمية والمعتزلة من قال ان لله علما وقدرة فقد زعم انه جسم مركب وهو مشبه لان هذه الصفات اعراظ والعرظ لا يقوم الا بجوهر متحيز. وكل متحيز فجسم مركب او جوهر فرد
ومن قال ذلك فهو مشبه لان الاجسام متماثلة قال وكقول الجهمية والمعتزلة من قال ان لله علما وقدرة فقد زعم انه جسم الى اخره. هذه الالفاظ التي سمعنا الان الجسم والعرض والجوهر الى اخره
هذه الالفاظ لو فتشت في الكتاب والسنة وفي كلامي السلف لا ترى لها وجود اطلاقا. من اين جاءت؟ وكيف جاءت؟ ولماذا جاءت هذه الفاظ احدثها هؤلاء المبتدعة واوجدها هؤلاء المبتدعة في هذا الباب من اجل ان يتكئوا عليها
في تعطيل صفات الله ولا ينخدع بهذه الالفاظ الا جاهل بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فجاءوا بهذه الالفاظ لتكون متكئا لهم في جحد صفات الله سبحانه وتعالى وتعطيلها
وعدم الايمان بها واهل السنة يثبتون لله سبحانه وتعالى صفاته على وجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وكل ما يلزم وكل ما يلزم الصفة باعتبار اظافتها للمخلوق لا يعدونه لازما
للصفة باعتبار اظافتها الى الله لان الصفة اذا اظيفت الى المخلوق يلزمها من النقص والظعف ما يلزمها اما اذا اظيفت الصفة للذي ليس كمثله شيء تكون الصفة ليس كمثلها صفة
على حد ما جاء في الاية الكريمة المتقدم ذكرها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم قال رحمه الله تعالى ومن حكى عن الناس المقالات وسماهم بهذه الاسماء المكذوبة بناء على عقيدتهم التي هم مخالفون له فيها
فهو وربه والله من ورائه بالمرصاد ولا يحق المكر السيء الا باهله. لما ذكر عن هؤلاء اصحاب هذه المقالات وطريقتهم هذه في التسمية لمن خالف عقيدتهم بناء على فهمهم هم للعقيدة لا بناء على عقيدة من يتهمونه بهذه الالقاب لننتبه لهذا
يعني اهل البدع عندما يلقبون اهل السنة والجماعة بالالقاب الشنيعة يلقبونهم بهذه الالقاب بناء على ما فهموه هم من ان هذه عقيدة اهل السنة والجماعة اما عقيدة اهل السنة شيء اخر ورأى هذا الفهم
الفاسد الذي قام في نفوس هؤلاء المبتدعة الضلال قد برأ الله سبحانه وتعالى آآ اهل آآ السنة من ذلك كله وسبحان الله انتبه الى هذه اللطيفة النبي عليه الصلاة والسلام
كان المشركون يقولون مذمم ما يقولون محمد يكونون مذمم لا يقولون محمد ثم يسبون مذمم ويشتمون مذمما فيقول عليه الصلاة والسلام يقول انظروا كيف صرف الله عني سبهم. يسبون مذمما وانا محمد
يقول يصبون مذمما وانا محمد يقول انظروا كيف صرف الله عني شتمهم دائما يقولون مذمم مذمم ويشتمون مذمما. فسبهم ينصرف الى مذمم قال يشتمون مذمما وانا محمد. وهؤلاء يشتمون الناصبة
ويشتمون المجسمة ويشتمون المشبهة ويشتمون الجبرية المجبرة واهل السنة براء من ذلك كله براء من ذلك كله عقيدة بعيدة عن كل هذه الاباطيل وبعيدة عن كل هذه هذا الضلال بعيدا عن ذلك كله
اذا هؤلاء بناء على ما يفهمونه ويظنون عقيدة لاهل السنة يلقبون اهل السنة بالقاب بناء على فهمهم هم ثم يشتمون اصحاب تلك الالقاب فصرف الله عن اهل السنة ذلك كله وحماهم مثلما حمى نبيه الكريم
صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم انتقل بعد ذلك رحمه الله الى ذكر جماع الامر بذكر الاقسام الممكنة. اقسام الناس الممكنة في ايات الصفات قال قال رحمه الله تعالى وجماع الامر ان الاقسام الممكنة في ايات الصفات واحاديثها ستة اقسام
كل قسم عليه طائفة من اهل القبلة قسمان يقولان تجري على ظواهرها وقسمان يقولان هي على خلاف ظاهرها وقسمان يسكتون. هذه الاقسام الستة ذكرها رحمه الله ثم شرع في تفصيل ما يتعلق بكل قسم من هذه الاقسام
ويؤجل الكلام على هذه الاقسام الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم ان رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين
وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا اصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر
اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا  ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا
اما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت
استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه