الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. هذا هو الدرس الثالث والعشرون في هذا العام الهجري يوم الاثنين الثامن عشر من شهر رجب من عام الف واربع مئة واربعين للهجرة الاسبوع القادم ان شاء الله سيكون هو اخر الاسبوع وبعده نتوقف باذن الله. هذا هو الاسبوع قبل الاخير خير ان شاء الله تعالى والاسبوع القادم ننتهي ان شاء الله من شرح اه كتاب او متن التسهيل باذن الله عز وجل. نبدأ اولا بالتعليق على كتاب لطائف الفوائد. وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم وست وثمانين من توافق عمر ابي بكر وعمر مع عمر النبي صلى الله عليه وسلم. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين من توافق عمر ابي بكر وعمر مع عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن انس رضي الله عنه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين وابو بكر وهو ابن ثلاث وستين وعمر وهو ابن ثلاث وستين. نعم هذا الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم في صحيحه عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قبض وعمره ثلاث وستون كذلك ايظا ابو بكر الصديق قبظ وعمره ثلاثة وستون وعمر ابن الخطاب وعمره ثلاث وستون وهذا التوافق توافق عجيب ان يتوافق عمر النبي عليه الصلاة والسلام وعمر ابي بكر وعمر عمر في في نفس آآ السنين ثلاثا وستين وابو بكر وعمر هما افضل الصحابة وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول ذهبت انا وابو بكر وعمر خرجت انا وابو بكر وعمر ودفن ابو بكر وعمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم فهذا التوافق توافق عجيب وايضا هذا التوافق هو بين الستين والسبعين الذي هو غالب عمر هذه الامة كما قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابي هريرة اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين واقلهم من يجوز ذلك رواه الترمذي وابن ماجة بسند صحيح فهذا هو متوسط اعمار هذه الامة ما بين الستين الى السبعين عاما بينما كانت الامم السابقة كانت اعمارها طويلة فنوح لبث في قومه في الدعوة الف سنة الا خمسين عاما وايضا هود قيل انه بقي سبع مئة سنة فاعمار الامم السابقة كانت طويلة ولذلك لما اري النبي صلى الله عليه وسلم اعمار الامم السابقة كانه تقاصر اعمار امته فعوضه الله تعالى وعوض امته بليلة القدر التي هي خير من الف شهر يعملون فيها اعمالا قليلة وينالون اجورا عظيمة اذا متوسط اعمار هذه الامة ما بين الستين الى السبعين والسبعون هي معترك المنايا فقد جاء هذا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال معترك المنايا ما بين الستين الى السبعين وهذا رواه الحكيم الترمذي في سنده مقال لكن حسنه بعض اهل العلم معترك المنايا ما بين الستين الى السبعين وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة السابق واقلهم من يجوز ذلك يعني قليل من يتجاوز السبعين وهذا يدل على ان اكثر من يموت قبل ذلك وهذا هو الواقع هذا هو الواقع ان اكثر من اكثر ما يكون الموت في سن الشباب وخذ يعني مقارنة وقارن في اي عصر ومسلم بين عدد الشباب وكبار السن وانظر الى نسبة من يموت. خذها بالنسبة والتناسب فتجد ان الشباب يموتون اكثر يموتون اكثر فمن يموت من الشباب اكثر ممن يموت من كبار السن ولذلك ذكر ابن عبد البر في اقتضاء القول العلم العمل ان رجلا آآ من الحكما كتب الى اخ له شاب اما بعد فاني رأيت اكثر من يموت الشباب فاني رأيت اكثر من يموت الشباب واية ذلك ان الشيوخ قليل وابن الجوزي ايضا في صيد الخاطر قال اقل من يموت الاشياخ واكثر من يموت الشبان وقد انشدوا يعمر واحد فيغر قوما وينسى من يموت من الشباب فلا زال العلماء والحكماء يذكرون هذا المعنى وهو ان من يموت من الشباب اكثر ممن يموت من كبار السن فانت خذ عدد اه يعني الشباب وعدد كبار السن وانظر الى النسبة تجد ان نسبة من يموت من الشباب اكثر وهذا يستدعي من المسلم الحذر وانه قد لا يصل اصلا الى سن الستين او السبعين قد يموت قبل ذلك واذا وصل الى سن الستين فقد اعذره الله تعالى كما جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعذر الله الى امرئ اخر اجله حتى بلغه ستين سنة ومعنى اعذر يعني بلغ غاية الاعذار لم يبقى له اي عذر اذا عمر حتى بلغ ستين سنة بلغ غاية الاعذار وآآ انما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الستين لان الستين قريب من معترك المنايا وهو سن الانابة والخشوع وترقب المنية ولذلك يقولون يقول الحكماء ان الانسان لا يزال في ازدياد الى كمال الستين ثم اذا بلغ الستين يشرع في النقص والهرم اذا بلغ الفتى ستين عاما فقد ذهب المسرة والفتاء ولذلك تجد ان في جميع دول العالم لجميع دول العالم ان العامل اذا بلغ ستين سنة يحال للتقاعد القضايا التي يتفق عليها عقلاء بني ادم لا تكون الا حقا لانهم من حين يبلغ الستين يبدأ بعد ذلك في النقص هو في ازدياد في ازدياد الى ان يبلغ الستين فاذا بلغ الستين بعد ذلك يبدأ في النقص اذا الانسان لا يدري عن اجله واكثر من يموت في سن الشباب فعليه ان يستعد للموت وما بعده واذا قدر له ان يعيش الى الستين فقد اعذره الله تعالى غاية الاعذار واذا وصل الى السبعين فهذه معترك المنايا واذا تجاوز السبعين فهذا من القليل من القليل الذين يتجاوزون السبعين ويعيشون وتمد اعمارهم بعد السبعين نعم من اسباب نيل محبة الله تعالى المحبة في الله وما يتبعها من الزيارة والتواصل من اسباب نيل محبة الله تعالى ويدل لذلك ما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا زار اخا له في قرية اخرى فارصد الله له على مدرجته ملكا فلما اتى عليه قال اين تريد قال اريد اخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تردها اي هل بينك وبينه مصالحة دنيوية؟ صالح اعدلها انا في خطأ طباعي هل بينك وبينهما صالح دنيوية اي هل بينك وبينه مصالح دنيوية قال لا غير اني احببته في الله عز وجل قال فاني رسول الله قال فاني رسول الله اليك بان الله قد احبك كما احببته فيه. نعم اه هذه القصة قصة عظيمة اخرجها الامام مسلم في صحيحه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان رجلا زار اخا له في قرية فارشد الله يعني اقعد الله ملكا يرقبه في الطريق قال على مدرجته يعني في طريقه ملكا فجاءه هذا الملك في سورة ادم وقال له اين تريد قال اريد اخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها؟ يعني هل بينك وبين مصالح دنيوية قال لا غير اني احببته في الله قال فاني رسول الله اليك بان الله قد احبك كما احببته فيه وهذا يدل على ان المحبة في الله عز وجل من اسباب نيل محبة الله تعالى المحبة في الله من اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان وهذه من الاعمال القلبية التي ينالها المسلم بها درجات عليا فعلى المسلم ان يحب اهل الخير والاستقامة والصلاح ويبغض اهل الكفر ويبغض كذلك اهل الفساد والفسوق تبغضهم في الله تعالى ولله ومن كان فيه خير وشر فيحبه بما فيه من الخير ويبغض ما كان فيه من الشر اما اذا رأيت الانسان يحب اهل الشر والفساد والنفاق ويبغض اهل الخير والصلاح والاستقامة هذا دليل على نقص ايمانه من علامة قوة الايمان والصدق مع الله ان الانسان يحب اهل الخير والصلاح ويبغظ اهل الشر والفساد. فاذا عكس الانسان القظية بعظ الناس يعكس القظية تجد انه يكره المتدينين ويكره والصلاح ويحب اهل الفسق والشر هذا دليل على نقص ايمانه ولان عنده خللا فعلى المسلم ان آآ يعزز جانب الحب في الله والبغض في الله تعالى فانه من اوثق عرى الايمان الحب في الله تعالى ان تحب المرء لا تحبه الا لله. هذا من اسباب نيل حلاوة الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وذكر منها ان يحب المرء لا يحبه الا لله ايضا المحبة في الله تعالى من اسباب ان يكون الانسان تحت ظل العرش يوم القيامة فذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل الا ظله. وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمع عليه وتفرقا عليه وايضا جاء في حديث اه ابي هريرة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقول يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي رواه مسلم طيب ما المقصود بظل الله؟ مر معنا في دروس سابقة. ما المقصود لا يتوهم احد ان المقصود انه ظل الله عز وجل قطعنا الله تعالى فوق خلقه لا يمكن ان يكون ظل اذل الله تعالى. لكن المقصود اما ان يكون ظل العرش او ظل يخلقه الله وجاء في بعض الروايات انه ظل العرش فالمحبة في الله من اسباب ان يكون الانسان تحت ظل العرش وجاء في حديث معاذ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله نعم قال الله اين المتحابون في جلالي قال الله اين المتحابون في جلالي لهم منابر من نور؟ نعم. حديث معاذ رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله المتحابون في جلالي لهم منابر من نور لهم منابر من نور هذا رواه الترمذي واحمد بلفظ آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هو من قول النبي عليه الصلاة والسلام المتحابون في جلالي لهم نابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء هذا حديث معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله المتحابون بجلالي لهم منابر من نور ثم قال عليه الصلاة والسلام يغبطهم النبيون والشهداء. هذا فضل عظيم يعني كونهم يصلون الى هذه المرتبة انهم لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء هذا يدل على عظيم شأن هذه المسألة وانهم يكونون تحت ظل العرش وان ذلك من اسباب نيل محبة الله لهم هذه المقامات تدل على عظمة هذا العمل الصالح وعظيم فضله وعلو منزلته وهو الحب في الله عز وجل وهو عمل قلبي فعلى المسلم ان يسعى الى تحقيقه ان يحرص على ان تكون محبته في الله ولله وان يحرص على الزيارة في الله عز وجل يزور اخا له في الله تعالى محبة لله عز وجل كما زار هذا الرجل اخا له في هذه القرية فهذا من اوثق عرى الايمان. ايضا من فوائد هذه القصة اه فظل زيارة الصالحين وان هذه الزيارة اذا كانت من باب المحبة في الله عز وجل فانها تكون من اسباب نيل محبة الله سبحانه ايضا من فوائد هذه القصة ان ذكرها بعض اهل العلم ان الادميين قد يرون الملائكة لكن حالات نادرة الاصل ان الملائكة لا يرون لكن في حالات نادرة قد يرى بعض الادميين الملائكة كما في هذه القصة ان هذا الرجل اتاه ملك في صورة ادم وتحاور معه هذه المحاورة التي ذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في قصة جبريل لما اتى على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه احد فاسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يديه على فخذيه. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عدة اسئلة فاتى على صورة ادمي فهذا ليس ممتنع عقلا ولا شرعا لكنها حالات نادرة الاصل الاصل ان بني ادم لا يرون الملائكة. لكن حالات نادرة قد يعني قد يري الله تعالى بعض الادميين الملائكة كما ان ايضا الاصل ان الانس لا يرون الجن انهم يرونكم انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه لكن في حالات نادرة قد يرى الانسي الجني قد يراه بصورة ادمي قد يرى على صورة حيوان قد يرى لكنه حالات نادرة خلاف الاصل نعم من فضائل الدعاء عن ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث اما ان تعجل له دعوته واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يصرف عنه من السوء مثلها قالوا اذا نكثر قال الله اكثر. نعم هذا الحديث حديث عظيم اخرجه الامام احمد بسند صحيح وقد بوب عليه النووي في كتابه الاذكار قال باب الدليل على ان دعاء المسلم يجاب بمطلوبه او غيره باب الدليل على ان دعاء المسلم يجاب بمطلوبه او بغيره وقال الحافظ ابن عبدالبر فيه دليل على انه لابد من الاجابة على احدى هذه الاوجه الثلاثة وهي اما ان تعجل له دعوته واما ان تدخر له في الاخرة واما ان يصرف عنه من السوء مثلها قال فعلى هذا يكون تأويل قول الله تعالى في كشف ما تدعون في كشف ما تدعون اليه ان شاء ويكون قوله تعالى اجيب دعوة الداعي اذا دعان على ظاهره وعمومه ويتأول بحديث ابي سعيد هذا وقال الحافظ ابن حجر كل داع يستجاب له لكن تتنوع الاجابة يعني كلام قيم هذا لحافظ ابن حجر كل داع يستجاب له لكن تتنوع الاجابة فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوضه اذا كل دعوة تستجاب لكن قد تستجاب وتقع بعين ماذا دعى به الانسان وقد يعوض عن عن هذه الدعوة اما بان يصرف عنه من السوء مثلها واما ان تدخر له في الاخرة وعلى هذا فيعني ما يطرحه بعض العامة يقول ندعوا ولا يستجاب لنا هذا غير صحيح نقول اذا اذا دعوت استجيب لك لكن قد يستجاب لك بعين ما دعوت به او يستجاب لك بعوضه اما بان يصرف عنك من السوء مثله او تدخر لك في الاخرة ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا يا رسول الله اذا نكثر نكثر من الدعاء ما دام ان كل دعوة مستجابة اذا نكثر من الدعاء قال الله اكثر اكثر عطاء واجابة جل وعلا وعلى هذا نقول ان اجابة الدعاء اعم من قضاء الحاجة قد تسأل الله تعالى تدعو الله تعالى بان يقضي حاجة لك لكن لكن الله تعالى يستجيب دعائك اما بقضاء الحاجة نفسها واما بعوضها بان يصرف عنك من السوء مثلها او تدخر لك في الاخرة وهذا يستدعي من المسلم ان اه يلح على الله في الدعاء وان يكثر من الدعاء ايضا لانه اذا كانت كل دعوة مستجابة هذا خير عظيم لكن يعني حسب ما تقتضي حكمة الله قد لا تستجاب الدعوة بعينها لكن تستجاب بالعوظ بان بان يصرف عنك من السوء مثلها او تدخر لك في الاخرة والله تعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان اجيب دعوة الداعي اذا دعا باي دعوة يستجيبها الله لكن قد يستجيبه بعينها او بعوضها حسب ما تقتضيه حكمة الله فاما بعينها بان تحقق او تقضى حاجة الداعي او بعوضها يدفع عنه من الشر مثله او تدخر له في الاخرة فهذا الحديث العظيم يعني اذا اذا فهمه المسلم فانه يتشجع على ان يكثر من الدعاء ونلح على الله في الدعاء لانه ما دام ان كل دعوة مستجابة فهذا خير عظيم وعلى الداعي ان يعني يستحضر هذا المعنى وهو ان اجابة الدعاء اعم من قضاء الحاجة وان اجابة الدعاء قد تكون باجابة بقضاء الحاجة بعينها او بعوضها او بعوضها بدفع بان يدفع عنهم من السوء مثلها او تدخر له في الاخرة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا اشترط لذلك شرطا وهو ان تكون هذه الدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم اما اذا كان فيها اثم او قطيعة رحم فانها لا تستجاب لكن اذا دعا المسلم بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم فانها تستجاب اما بعينها او بعوضها نعم عندما يذبح الموت عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش املح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا اهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت ويقال يا اهل النار هل تعرفون هذا قال فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح ثم يقال يا اهل الجنة خلود فلا موت. ويا اهل النار خلود فلا موت هذا الحديث حديث عظيم رجاء البخاري ومسلم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه انه يجاء بالموت يوم القيامة وذلك بعد ما يستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار وبعد ما يخرج من كتب الله له ان يخرج من النار ويدخل الجنة لان من مات على التوحيد لا يخلد في النار فاذا خرج جميع من كتب الله لهم الخروج من النار واستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار فيؤتى بالموت كانه على هيئة كبش املح ويوقف في مكان بين الجنة والنار. يقال يا اهل الجنة خلود هل هل تعرفون هذا فيشرقبون وينظرون يعني يتشوفون له وينظرون اليه ويقول نعم هذا هو الموت قال يا اهل النار اتعرفون هذا؟ فيقولون نعم هو الموت فيؤمر به فيذبح بمكان بين الجنة والنار ثم يقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. وهذه هي نهاية البشر طريق في الجنة وفريق في السعير هذه نهاية الرحلة البشرية خلق الانسان من عدم خلق من نطفة امشاك. انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه واقام الله عليه الحجة ارسل الرسل وانزل الكتب وجعل هذه الدنيا دار عمل ثم بعد ذلك يموت الانسان وينتقل الى دار الجزاء والحساب ثم تكون يكون مستقر البشرية فريق في الجنة وفريق في السعير فيكون فريق يسعدون السعادة الابدية في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون او الشقاوة الابدية في النار في نار تلظى اسأل الله السلامة والعافية جاء في زيادة عند الترمذي فلو ان احدا مات فرحا لمات اهل الجنة يعني عندما يذبح الموت ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت لو ان احدا مات فرحا مات اهل الجنة. ولو ان احدا مات حزنا لمات اهل النار آآ او قال قرطبي رحمه الله في كتابه التذكرة قال الموت معنى من المعاني لا ينقلب جوهرا وانما يخلق الله كبشا يسميه الموت ويلقي قلوب الفريقين ان هذا هو الموت ويكون ذبحه دليلا على الخلود في الدارين ولكن هذا محل نظر والمعتزلة ومن يعمل العقل انكروا هذا الحديث لكن الحديث ثابت ومحفوظ في الصحيحين ولكن هذا ناشئ بسبب تقديم العقل على النقل واما اهل السنة فيرون ان هذا الحديث حديث صحيح وانه وان الله قادر على ان يخلق من المعاني اجساما محسوسة فلا مانع من ان ينشئ الله من الاعراض اجسادا يجعلها مادة وهذا له نظائر يعني من ذلك مثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان سورة البقرة وال عمران تجئان يوم القيامة كأنهما غمامتان هذا في صحيح مسلم كأنهما غمامتان وهما سورة الله قادر على ان يجعل المعاني اجسادا ان يخلق من المعاني اجساما محسوسة المهم هو صحة الحديث. اذا صح الحديث فلا نعرض على العقل انما نؤمن به كما ورد والله على كل شيء قدير واكثر ظلال بني ادم نشأ بسبب تقديم العقل على النقل كما قرر ذلك ابن تيمية وبقية رحمه الله بل ان ابن القيم يسمي هذا الطاغوت الاكبر تقديم الرأي على النقل الله على كل شيء قدير. الله خلق كل شيء من عدم لا يعجزه شيء المهم ان الحديث يصح من جهة الاسناد. اذا صح الحديث من جهة الاسناد فيجب ان نؤمن به كذلك اعمال الانسان توضع في ميزان الحس له كفتان كيف تتحول هذه الاعمال الى اشياء محسوسة الله على كل شيء قدير كيف توزن هذه الاعمال فنقول الله على كل شيء قدير ما دام ان الذي اخبرنا بذلك هو هو نبينا صلى الله عليه وسلم فهو لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فانكار اه المعتزلة لا شك انه يعني منكر وايضا انكار بعض يعني تأول القرطبي ومن وافق من اهل العلم ايضا لا يسلم بل نقول الحديث على ظاهره وان الله يخلق من المعاني اجسام محسوسة والله تعالى على كل شيء قدير نعم فضل اظهار النعمة من غير سرف من انعم الله تعالى عليه نعمة فينبغي ان يظهر اثرها عليه من غير سرف ولا خيلاء وينبغي الا يتكتم عليها ويدل لذلك حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انعم الله عليه نعمة فان الله يحب ان يرى اثر نعمته على خلقه اثر نعمته على خلقه نعم من انعم الله عليه نعمة فينبغي ان يظهر اثر النعمة عليه كما قال الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث من غير ان يصل الى حدة الاسراف او التبذير او الخيلاء فينبغي ان يظهر اثر النعمة والا يتكتم عليها لان اظهار النعمة على هذا الوجه مما يحبه الله كما في حديث عمران هذا عند احمد بسند صحيح وجاء في في رواية اخرى عند احمد عن ابي رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز يعني ثوب في طرفه على من من خز يعني هو ثوب فيه حرير لكن حرير يسير يعفى عنه يعني اذا كان الحديث يسيرا يعفى عنه فيعني كانه يقول عليه ثوب من من اجود واحسن انواع الثياب ثم قال عمران بن حصيص سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من انعم الله عليه نعمة فان الله يحب ان يرى اثر نعمته على خلقه فالله تعالى يحب ان يرى اثر النعمة على الانسان وجاء في رواية اخرى عند احمد النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وعليه ثياب رثة وهيئة آآ غير حسنة فقال ما عندك من المال؟ فذكر ان عنده خيرا من ابل وبقر من ابل وغنم ومال كثير قال عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال وان الله يحب اذا انعم على عبده نعمة ان يرى اثر نعمته عليه فالتجمل في الملبس او في المركب او في الهيئة هذا من الجمال الذي يحبه الله لهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا قال ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس فالتجمل في اللباس والتجمل في الهيئة وفي المركب وفي المسكن هذا ليس من الكبر بل هذا من الجمال الذي يحبه الله الكبر عمل قلبي هو بطر الحق وغمط الناس رد الحق عدم قبوله ممن جاء به. واحتقار الناس وازدراؤهم وقد يكون الكبر من الفقير والتواضع من الغني يعني ليس هناك ارتباط بين الفقر والغنى والمقصود ان اذا انعم الله على انسان فينبغي ان يظهر اثر النعمة عليه. يعني عطى الله واغنى الله هذا الانسان ينبغي الا يلبس ملابس رثة ويركب مركوبا يعني لا يناسب حاله يسكن سكنا لا يناسب حاله. هذا ليس من من التواضع انما ينبغي ان تظهر يظهر اثر النعمة عليه التواضع متعلق بالقلب بالا يحتقر الناس والا يزدريهم وان يقبل الحق ممن جاء به اما هذه اه التجمل المتعلق بالهيئة هذا من الجمال الذي يحبه الله فالذي ينعم الله عليه بالاموال الكثيرة ويلبس ملابس رثة التصرف هذا تصرف غير صحيح نقول ما دام ان الله انعم عليك ينبغي ان يظهر اثر النعمة عليك في ملبسك في مركبك في مسكنك في اي في جميع امور حياتك لكن من غير اسراف ولا خيلاء يجتنب الاسراف والتبذير ويجتنب الكبر والعجب والخيلاء لكن ينبغي ان يظهر اثر النعمة عليه يوجد من الناس من ينعم الله عليهم باموال كثيرة لكن مني يرى حالهم يظن انهم فقراء يظن انهم فقراء عندهم تقشف شديد ملابس رثة مراتب ايضا يعني غير جيدة مساكن كذلك طيب اين اثر نعمة الله عليك الله تعالى انعم عليك بهذه الاموال ينبغي ان يرى اثر هذه النعمة عليك فالله تعالى يحب اذا انعم على عبده نعمة ان يرى اثر نعمته عليه وهذا من من الفقه الدقيق ولذلك يقول الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث يعني ينبغي ان يتحدث الانسان بنعم الله عز وجل من باب الشكر لله تعالى وليس من باب العجب والفخر ولذلك تكرر في القرآن واذكروا نعمة الله عليكم تذكر النعم وتعدادها وشكر الله عليها وظهور اثرها على الانسان هذه من ابواب الشكر هذه من ابواب الشكر اما ما يعني يرن بعض الناس من التكتم الشديد يعني بعض الناس ينعم الله عليه بنعم كثيرة لكن عنده تكتم شديد فلا يرى عليه اي اثر لهذه النعمة هذا المنهج منهج غير صحيح فبل ينبغي للانسان اذا انعم الله عليه ان يرى اثر نعمة الله عليه فان الله يحب ذلك. ان الله يحب ان ان يرى اثر على خلقه ونكتفي بهذا القدر في لطائف الفوائد. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين نعم تفضل. نعم. نعم حديث حديث البذاذة من الايمان اه يعني على تقدير ثبوته ليس فيه تعارض مع هذا. لان المقصود عدم الانغماس في الترف ان الانسان لا يبالغ في الترف والتنعم وانما يعني لا يكون دائما في حالة مترفة فاذا كان احيانا في حالة بذاذة او يمشي مثلا احيانا حافي او نحو ذلك يعني مما يكون هناك في خشونة في بعض اموره هذا اقرب فالمقصود بالبذاذة من الايمان هو ان ان يبتعد الانسان عن التنعم الزائد والترف لان ايضا الترف له اثره السيء على الانسان ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يأمر بالاحتفاء احيانا يعني تمشي حافيا احيانا بحيث لا يتعود الانسان ويعود نفسه على الانغماس في الترف فيعني يكون الانسان احيانا يمشي حافيا احيانا يبتعد عن عن الوان الترف و لكن ليس معنى ذلك انه ان تكون ملابسه رثة ولا ترى اثر النعمة عليه فيعني هذه المسائل تحتاج الى فقه دقيق في التوازن بينها كيف يكون الانسان ترى اثر النعمة عليه وفي الوقت نفسه يكون بعيدا عن الانغماس في في الترف نعم لا تفرح المقصود بها الفرح على وجه البطر والاشر وكبر واما الفرح بنعمة الله تعالى فهذا لا بأس به. قل بفضل الله فبذلك فليفرحوا لكن حديث الاية المقصود بها الفرح فرح الكبر والاشهر والبطر هذا هو المقصود به