بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان العناية باحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حفظا لها وفهما لمعناها وعملا بما تقتضيه وابلاغا الى الاخرين من اعظم الاعمال واجل القربات. وقد دعا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم تم دعوة مباركة ميمونة لكل من وفق للعناية بحديث عليه الصلاة والسلام فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها ها واداها كما سمعها. واهل العلم رحمهم الله على جمعوا كتبا كثيرة نافعة في احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ما بين مطول ومختصر. ومن من المختصرات في هذا الباب ما عرف عند اهل علم بالاجزاء الحديثية. ومن ذلكم الاجزاء المؤلفة في اربعين حديثا عن رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فان هذا النوع من التصنيف في جمع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم درج عليه عدد من اهل العلم في قديم الزمان وحديثه. فالفت مؤلفات كثيرة في جمع اربعين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنه من راعى في جمعها متن الحديث. بحيث يكون ما جمعه من احاديث يتناول موضوعا واحدا كالاربعين مثلا في فضل لا اله الا الله او في فضل الاستغفار او في الصلاة او غير ذلك. ومنهم من راعى في الجمع اسناد الحديث فيجمع اربعين حديثا عن اربعين شيخا من شيوخه. ومن منهم من راعى في الجمع البلدان التي روى فيها عن الشيوخ تلك الاحاديث. مثل ما سمي بالاربعين البلدانية لانه تنقل ومر ببلدان كثيرة روى فيها احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع اربعين حديثا يرجع جمعه فيها الى اربعين بلدا من البلدان التي رحل اليها وهذا ايضا مما يكشف الهمة العالية التي كانوا عليها في طلب الحديث وجمعه ومن اهل العلم من راعى في هذا الجمع واحسن ما لوحظ وروعي في هذا الجانب جمع جوامع الكلم من احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وان من انفع واشهر ما الف على هذا النحو كتاب الاربعين النووية للامام النووي رحمه الله. وهو كتاب مبارك جعل الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة ونفعا كبيرا وكتب الله سبحانه وتعالى له قبولا واسعا. وانتشارا كبيرا فحفظه خلق من طلاب العلم ولا سيما في بدايات طلبهم في القديم والحديث فكان كتابه رحمه الله تعالى نواة بنى عليها كثير من طلبة العلم حياتهم العلمية وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى له رحمه الله. ولعل ذلك عائد ان شاء الله لصدقه وصلاح نيته نحسبه كذلك ولا نزكي على الله تبارك وتعالى احدا الحاصل ان العلماء رحمهم الله تعالى كتبوا كتابات عديدة في الاربعين ومن الكتب التي عدت من الاوائل في هذا الباب وعلى هذا الضرب من التأليف كتاب الاربعين حديثا للايمان محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى صاحب التصانيف المشهورة والمؤلفات النافعة. وكان لكتابه هذا الاربعين انتشارا وتداولا بين اهل العلم وطلابه حتى ان بعضهم عندما عرف بالاجري رحمه الله قال صاحب الاربعين مما يدل على شهرة كانت لكتابه هذا ومن يطالع كتب الاثبات اثبات روايات الشيوخ يجد سماعات كثيرة سجلت لهذا الكتاب من كثير من اهل العلم فحظي كتابه هذا بمكانة عالية عند اهل العلم وعقدت مجالس عديدة لسماعه وهو كتاب له قيمته العلمية لا من حيث مكانة مؤلفة وامامة مصنفه فقط بل حتى لحسن محتواه وجميل صنيعه في جمعه رحمه الله تعالى. اضافة الى ما اوتيه رحمه الله تعالى من جمال نصح وجميل وعظ ولهذا تراه عقب كل حديث من هذه الاحاديث الاربعين التي جمع في هذا المصنف يذكر شيئا من البيان والوعظ والنصح مما يتعلق بالحديث اضافة الى حسن الجمع لحسن المقصد ايضا فيه لانه رحمه الله قصد في جمعي لهذا الكتاب ان يجمع من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تمسوا اليه الحاجة حاجة المسلمين بكافة فئاتهم بما فيهم المبتدع في الطلب والعوام ولهذا حرص على الاحاديث الجوامع وحرص ايضا على التنوع في ما جمعوا من احاديث بحسب ابواب الشريعة ومجالاتها فهو بحق كتاب نافع ومفيد طالب العلم فجزى الله مصنفه الامام الاجري رحمه الله خير الجزاء ونسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا لحسن العلم وحسن العمل. وان يصلح النية والعمل. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فجاء في كتاب الاربعين حديثا بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ ابو بكر محمد بن الحسين الاجري الله المحمود على كل حال وهو الموفق لكل سداد والمعين على سبل الرشاد. صلى الله على محمد النبي واله اجمعين. وحسبنا الله ونعم الوكيل. هذا بدء واستهلال هذا الكتاب بحمد الله جل في علاه واستمداد المعونة والتوفيق منه سبحانه وتعالى. لانه جل وعلا الموفق لكل السداد والمعين على سبيل الرشاد فالتوفيق بيده وحده جل في علاه والاعانة منه سبحانه وتعالى وهذا تنبيه من المصنف رحمه الله على اهمية استمداد العون في طلب العلم وفي العمل بالعلم فان الموفق لكل سداد والمعين على سبيل الرشاد هو الله وحده. فلا غنى للعبد عن ربه طرفة عين فهذا فيه تنبيه على الاستعانة وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى بان يوفق العبد وان يعينه ويسدده وجمعه بين السداد والرشاد جمع بين العلم والعمل السداد باصابة الحظ والهدى معرفة ودراية. والرشاد بلزوم سبيل الحق وسلوك طريقه وقوله في تمام ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل هذه كلمة يؤتى بها بين يدي المطالب العظيمة سواء كان المطلوب دفع شر او تحصيل خير فهي كلمة توكل واستعانة بالله تبارك وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى اما بعد فانه سأل سائل عن معنى حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في من حافظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما. وروي معنى هذا الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على امتي حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة. وروي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على امتي اربعين حديثا من السنة جاء يوم القيامة في زمرة العلماء قال لنا قال لنا قال لنا السائل انت تعلم ان سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تحصى. قد صنفها كثير من اصحاب بالحديث قديما وحديثا صنفوا كتابا كتابا فالطهارة فيها سنن كثيرة وفي الصلاة سنن كثيرة وفي سنن كثيرة وفي الصيام سنن كثيرة. وفي الحج سنن كثيرة وفي الجهاد سنن كثيرة. وفي البيوع سنن كثيرة وفي النكاح الطلاق والحدود والايمان والنذور وسائر الاحكام سنن كثيرة. وفيما ادب النبي صلى الله عليه وسلم امته فيما حثه عليه ورغبهم فيه مثل ادب السلام وادب المجالسة وادب الاكل والشرب وادب اللباس وادب المؤاخاة والجوار وغير ذلك مما يطول شرحه سنن كثيرة يعرفها اهل العلم والادب قد صنفها الناس وعنو بها حتى اذا فرط فيها بعض من يصنف الحديث في شيء مما ذكرناه قيل له قد بقيت عليك اشياء لم لم بها وربما نسبوه الى انه عاجز عن جمعها وعن حفظها. قال لنا السائل فما هذه الاربعون حديثا التي اذا حفظها يا من قد كتب العلم على امة محمد صلى الله عليه وسلم كان له هذا الاجر كان له هذا الاجر والفضل العظيم. وهل يغنيه او يغني غيره عرفنا معناها فانا نحتاج الى معناها. هذا كله سؤال صاغه رحمه الله تعالى في بيان سبب تأليفي رحمه الله تعالى لهذا الكتاب وهذه الطريقة في بيان مقاصده واغراظه رحمه الله تعالى في التصنيف سواء في اول التصنيف او في ثناياه ان يطرح ما يريد بيانه رحمه الله تعالى بصيغة سؤال ثم يفصل الجواب رحمه الله تعالى وهذا المسلك فيه من التهيئة القارئ والتحفيز له لحسن الافادة مما حواه كتابه رحمه الله تعالى ما لا يخفى على متأمل واشار رحمه الله الى ان السؤال كان عن معنى حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. في من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها. وتصديره لذلك بروي مشعر فضعف الحديث لان هذه الصيغة مشهورة عند اهل العلم بصيغة تمريض تظعيفا للحديث والحديث الذي اشار اليه رحمه الله تعالى مروي عن نبينا صلى الله عليه وسلم من طرق عديدة بالفاظ متنوعة وقد اشار الى بعض الفاظه في مثل قوله بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما وفي بعضها كنت له شفيعا يوم القيامة في بعضها جاء يوم القيامة في زمرة العلماء فجاء هذا الحديث بالفاظ متنوعة ولكن اتفق حفاظ الحديث واهل الدراية والمعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضعفها وان تعددت وان هذا الحديث بجميع طرقه وبجميع الفاظه ليس ثابتا عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه العلل المتناهية ذكر هذا الحديث من ثلاثة عشر طريقا عن ثلاثة عشر صحابيا من اصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ثم ظعف الحديث من جميع وطرقه ولا يخلو طريق من طرق هذا الحديث من مجهول او مشهور بالضعف فالحاصل ان هذا الحديث حديث ضعيف لا يثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه باتفاق اهل المعرفة بحديث صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا فان النووي رحمه الله وهو ممن اشار الى ضعف هذا الحديث وله كتابه الذي قدم بيان مكانته العظيمة ومنزلته الرفيعة بين اهل العلم وطلابه ذكر رحمه الله تعالى ان اعتماده لم يكن على هذا الحديث الضعيف في جمعه للاربعين واشار الى ان هذا مسلك في الجمع درج عليه اهل العلم رحمهم الله تعالى ومما قال في هذا السياق ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها. الى اخر كلامه رحمه الله تعالى ذكر الاجري رحمه الله في هذا السؤال ان المتسائل والمتأمل يرى ان احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرة جدا اذا نظر السنن التي في الطهارة والسنن التي في الصلاة فالسنن التي في الصيام والسنن التي في الحج والسنن التي تتعلق بآداب الشريعة بر الوالدين صلة الارحام حقوق الجار السنن التي تتعلق بالمعاملات والبيوع وغير ذلك يجد انها احاديث كثيرة وانما يعرفها اهل العلم وصنفوا فيها المصنفات الكثيرة المستوعبة لكثير من احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حتى ان من دقتهم في الجمع وعناية بالتقصي لاحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ان ان الامر لو ان بعضهم فاته شيء لو ان احدهم فاته شيء مما يتعلق بما ذكر من السنن لقيل له بقيت عليك اشياء. بقيت عليك اشياء لم تأتي بها. وربما نسبوه الى لانه عاجز عن جمعها وعن حفظها. لكن هذا الذي ذكره واشار اليه عند من عند اكابر الحفاظ عند اكابر الحفاظ من ذوي العناية العظيمة الواسعة باحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والعناية بها رواية ودراية لكن احاد الناس والمبتدئين في الطلب منهم ما الذي ينبغي عليهم في هذا الباب يقول قال لنا السائل فما هذه الاربعون حديثا التي اذا حفظها من قد كتب العلم على امة محمد صلى الله عليه وسلم كان له هذا الاجر والفظل العظيم وهل يغنيه عن غيره؟ عرفنا معنى ذلك. الحاصل ان هذا هو اه السؤال ويأتي الجواب من المصنف رحمه الله تعالى مفصلا نعم قال رحمه الله تعالى قيل له اعلم رحمنا الله واياك اني اجلت فكري فيما سألت عنه فلم ارى لهذا الحديث وجها الا وجها واحدا والله اعلم. فان قيل ما هو؟ قيل كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمون عليه من احياء العرب البعيدة ومن القرى البعيدة النفر اليسير من كل حي ومن كل قرية فيسلمون ويتعلمون ما يجب عليهم في الوقت ثم ينصرفون الى احيائهم والى قراهم فيعلمونهم من امر الاسلام مما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم من ترعة الايمان والاسلام ومما احل لهم وما حرم عليهم فيقولون لهم قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم كذا امرنا بكذا ونهانا عن كذا وظاهر القرآن يدل على هذا قال الله عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة تليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فدل والله اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قدم عليه هؤلاء الوفود فاسلموا وتعلموا حثهم على حفظ على حفظ السنن التي قد علمهم اذ كان يمكنهم حفظها للوقت حتى يمضوا بها الى اهليهم واخوانهم وعشائرهم فيعلمونهم ما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقرب عليهم حفظها اذا كانت مقدار اربعين حديثا يمكنهم حفظها فحثهم على ذلك لا ان مقدار اربعين حديثا مجزئة عن غيرها من سنته صلى الله عليه وسلم. ولكن على التقريب منه لهم على النعت الذي ذكرناه وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها احفظها ثم اداها الى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه الى من هو افقه منه قال محمد بن الحسين لا اجد رحمه الله تعالى لا اجد له وجها غير هذا. وذلك ان سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة في كل معنى لا يسع كثيرا من الناس جهلها. وكيف يسعهم جهلها؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم قال حدثنا ابو عبد الله محمد ابن مخلد العطار قال حدثنا ابو جعفر محمد ابن سعد ابن الحسن العوفي قال حدثني ابي سعد قال حدثني عمي الحسين ابن الحسين قال حدثني ابي عن جدي عن عطية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وما كان لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم هم يحذرون قال كان ينطلق من كل حي من احياء العرب عصابة فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عما يريدون عما يريدون من امر دينهم ويتفقهون في دينهم ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ما تأمرنا ان نفعل ان نفعله واخبرنا بما نقول لعشائرنا اذا انطلقنا اليهم فيأمرهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله صلى الله عليه وسلم ويبعثهم الى قومهم بالصلاة والزكاة وكانوا اذا اتوا قومهم نادوا ان من اسلم فهو منا وينذرونهم ويخبرونهم حتى ان الرجل ليفارق اباه وامه وبما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بما يرضي الله عز وجل به عنهم. وينذرون قومهم اذا رجعوا اليهم يدعونهم الى الاسلام النار ويبشرونهم بالجنة مسألة قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى لابد لهؤلاء من ان يقولوا لقومهم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا واحل لنا كذا وحرم علينا كذا وامرنا بكذا ونهانا عن كذا فكأنه والله اعلم حثهم على ان يحفظوا عنه اربعين حديثا من امر دينهم تبعثهم على طلب الزيادة لعلم ما يجب عليهم. والله اعلم. فهذا وجه الحديث عندي لا اعلم له وجها غيره ان شاء الله. هذا بيان منه رحمه الله تعالى على او عن وجه هذا الحديث في تخصيص اربعين حديثا بان تحفظ تفهم فيكون لمن حفظها ذلك الثواب الذي ذكر في الحديث وتلك المنزلة وقد عرفنا ان الحديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق كلام اهل المعرفة بحديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولكن درج كثير من اهل فالعلم على جمع الاربعين. على جمع الاربعين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمح او اشار رحمه الله الى وجه لطيف جدا هو السبب فيما ارى والله تعالى اعلم في جمع جل اهل العلم لاحاديث بهذا القدر لان ما كان بهذا القدر او ما يقاربه يسهل حفظه على آآ الناس وعلى المبتدئين فيكون بايدي الناس جمعا مختصرا يجمع فيه آآ ما تمسوا اليه حاجتهم من جوامع الكلم والاحاديث المشتملة على ضروريات الدين وواجباته والفرائض فمثل هذا القدر اربعين حديثا او ما يقاربها او يزيد عنها قليلا قدر يسهل حفظه ولهذا النووي رحمه الله لم يجمع اربعين جمع اثنين واربعين وابن رجب رحمه الله لما شرحه زادها ثمانية احاديث حتى اوصلها خمسين حديثا فليس للغرض الرقم نفسه الاربعين. ولكن الغرض هو عدد يقارب ان يكون سهل الحفظ للمبتدئ اربعين حديثا او يزيد عنها او آآ ينقص عنها فان مثل هذا القدر كما اشار رحمه الله تعالى يتيسر اه حفظه على من كان مبتدأ لا على وجه الاقتصار على هذا القدر ولكن ليكون هذا القدر نواة له مثلما كان كتاب الاربعين للنووي رحمه الله تعالى نواة كثير من طلبة العلم لانهم تذوقوا من خلاله حلاوة حفظ الاحاديث وفهمها والعناية بها وكيف انها اه تجعل لطالب العلم ولا سيما تلك الاربعين التي جمع النووي رحمه الله تجعل لطالب العلم قاعدة متينة يبني عليها دراسته لعلوم الشريعة وتفقهه في احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واروي لكم في هذا المقام طرفة فيها فائدة حول هذا الموضوع حصلت قبل ما يقرب من آآ العشرين سنة. كنت عقدت في احد مساجد المدينة درسا في الاربعين. وحفظت جماعة المسجد على حفظ الاحاديث. قلت كل يوم حديث واحدا وكان فيهم كبار السن حتى اننا في اليوم الذي وصلنا فيه لحديث ابي ذر جاء بعضهم وقال غدا نريد ان نغيب بعض الكبار قلت لا لا تغيب تعال وسمع ما استطعت والمهم اننا مضينا في هذا الحديث فكان من بين هؤلاء وقد التحق بالدرس بعد ان امضينا سبعة احاديث عاملا من العمال في النجارة ويسكن مع مجموعة عمال في عزبة فطلب الالتحاق فاشترطت عليه ان يحفظ السبعة الاحاديث. التي قال احفظها واذا انتهيت تشرحها لي قلت اشرحها لك وحدك. فحفظها المهم لما قاربنا الانتهاء هذا موضع الشاهد في في طرافة القصة لما قاربنا الانتهاء من الاربعين لحقني وحده بعد الدرس وقال لي احسست انني عالم قلت له وين يا اخي قال والله صحيح يقول احسست اني عالم لانني في العزبة مع العمال اي خطأ يخطئ واحد منهم ارد عليه بحديث. الله اكبر. لانها جامعة. احاديث الاربعين للنووي جامعة لابواب الدين قال كل واحد يخطئ ارد عليه بحديث واقول عن فلان اذكر الصحابي واذكر من خرج الحديث وقد كان حفظ الاربعين حفظا متقنا فقال كل ما يخطئ واحد ارد عليه بحديث يقول احسست اني عالم قلت لا هذا الان مفتاح العلم. اصبح في يدك وقد تذوقت الان العلم واصبحت لك هذه نواة لتنطلق في رحاب العلم وافقه الواسع لكن هذه نواة اية وتذوق لحلاوة العلم وقاعدة تبني عليها علمك فالشاهد ان هذا القدر اربعين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم درج العلماء على الجمع فيها لانها قدر يتيسر حفظه في وقت اه وجيز لطالب العلم ولهذا مما ينبه عليه واؤكد عليه دائما لما يدخل المقبل على الهداية والمستقيم حديثا ويحب العلم بعضهم عندما يسأله ماذا اقتني؟ ماذا احفظ؟ يمليه مباشرة قائمة طويلة فلا يقبل لان شيء كثير يصعب عليه لكن انا انصح في هذا المقام ان يقال له فقط الاربعين ما لا يوجد شيء اخر احفظ الاربعين واتقنها وبعد ذلك يسأل عن اشياء اخرى احفظ الاربعين لانه فيها العقيدة وفيها العبادة وفيها النواهي وفيها الاداب فيقال احفظ الاربعين واستمع الى شرحها عن غير واحد من اهل العلم ثم بعد ذلك اسأل عن وفعلا هذه الطريقة لها وقعها واثرها في ثبات الطالب في في طريق الطلب تحصيل تحصيله للعلم الحاصل ان آآ الاجري رحمه الله يلمح الى هذا المعنى وان الناس كانوا يتوافدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذون عنها العلم ولابد انهم اذا رجعوا والى اهليهم يقولون قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. فمعنى ذلك انهم يحفظون قدرا يسيرا من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والمدة التي اقاموها عنده وجيزة. ليست سنوات وانما مدة وجيزة الاسبوع الاسبوعين او الشهر الواحد فالذي يحفظ في هذا القدر من الوقت تقريبا اربعين حديثا اربعين حديثا لا على وجه التحديد وانما على وجه التقريب قد ينقص عن ذلك او يزيد على ذلك لكن هذا القدر تقريبا يعد نواة ويعد قدرا عظيما جدا في اه اه نقله للاخرين وايصال الاخرين ولا سيما اذا وفق سماع الاحاديث اه الجوامع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الجوامع لامور الاعتقاد آآ ابواب الشريعة الاخلاق والنواهي تكون متنوعة وجامعة فمثل هذا القدر اربعين حديثا تزيد عن ذلك قليلا او تنقص عن ذلك قليلا هذا قدر يعد لطالب العلم في في في تأسيسه لنفسه وفي نقله ايضا لغيره قدر فيها اه فيه خير عظيم جدا فبين رحمه الله تعالى ان هذا الذي آآ حمله آآ على هذا الجمع وهو الذي ايضا يرى انه هو الوجه في هذا الحديث لو فرض انه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن قد مر البيان ان فالحديث غير ثابت عنه عليه الصلاة والسلام انظر الى قوله رحمه الله فدل والله اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قدم عليه هؤلاء الوفود فاسلموا وتعلموا حثهم على حفظ تننن التي قد علمهم اذ كان يمكنهم حفظها للوقت حتى يمضوا بها الى اهليهم واخوانهم وعشائرهم فيعلمونهم ما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم يقرب عليهم حفظها اذا كانت مقدار اربعين. يقرب عليهم حفظها اذا كانت مقدار اربعين حديثا يمكنهم حفظها فحثهم على ذلك فحثهم على ذلك فما كان بهذا المقدار اربعين يزيد عنه بقليل او ينقص بقليل هذا قدر يسهل للانسان ان يحفظه في اه وقت اه اه وقت ليس بالطويل قال لان مقدار اربعين حديثا مجزئ عن غيرها من سننه صلى الله عليه وسلم ولكن على التقريب منه لهم على النعت الذي آآ لا نعم لا ان مقدار اربعين حديثا مجزئة عن غيرها من سننه يعني لا تكفي لكن هذا الذي يتناسب مع الوقت هذا الذي يتناسب مع اه الوقت على وجه التقريب على النات الذي وصفه رحمه الله تعالى قال وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال نظر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها ثم اداها الى من لم يسمعها هذه دعوة مباركة من النبي صلى الله عليه وسلم لكل معتني باحاديثه حفظا فهما ونقلا سماعا لها اولا يجلس يسمع لا يمل من سماع احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام واذا سمع الحديث حرص على فهمه واذا فهم الحديث حرص على تكراره ليثبت وبعد ذلك ينقله للاخرين فمن كان كذلك من كان ذلك شأنه مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فله نصيب من هذه الدعوة نظر الله دعوة له بالنظرة والنظرة هي البهاء والحسن ولهذا فان العناية احاديث احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام جمال للمرء وزينة وبهاء وضياء وجمع في هذا الحديث المراتب التي ينبغي ان ان يكون عليها المرء مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ليظفر بهذه الدعوة وهي اربعة مراتب المرتبة الاولى السماع ان يحسن سماعه لاحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والمرتبة الثانية الوعي اي الفهم ان يحرص على فهم المعاني الدلالات والمرتبة الثالثة الحفظ بعد ان يسمع ويفهم يكرر الحديث يكرر الحديث حتى يبقى الحديث محفوظا عنده والمرتبة الرابعة الابلاغ يبلغه الى من لم يسمعه ثم اداها الى من لم يسمعها نقل الاحاديث للاخرين ممن لم يسمعوا اه هذا الحديث؟ وكم في اه تناقل احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام من الخير والنفع للناس واذا نظرت الان في الوسائل وسائل الاتصال الحديثة وما يتناقلونها من خلالها من معلومات تجد عند كثير منهم من اقل ما يكون ان ينقل بعضهم لبعض احاديث الرسول. عليه الصلاة والسلام من اقل ما يكون مع ان الاحرى والاولى والاجدر ان ان تستغل مثل هذه الوسائل نقل احاديث الرسول اه ابلاغها الى من لم يسمعها ففيها الخير والبركة والنفع العظيم قال وثم اداها الى من لم يسمعها. فرب حامل فقه لا فقه له يعني قد يكون الانسان يحفظ الحديث وينقل الاخرين ولا ولا يفهم معناه. ومن ينقله اليهم يؤتيهم الله من حسن الفهم بما اتاهم الله من العلم فيفقهون من اه الحديث من المعاني ما ما لم يكن يفقهه من نقل لهم ذلك الحديث ورب حامل فقه الى من هو افقه منه رب حامل فقه الى من هو افقه منه قد ينقل الطالب الى شيخه فائدة ويستفيدها الشيخ من طريقه وهو افقه منه في احاديث الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله لا اجد له وجها غير هذا وذلك ان سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة في كل معنى اي في كل مجال الصلاة الصيام الحج الى غير ذلك لا يسع كثيرا اه من الناس جهلها وكيف يسعهم جهلها؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم. طلب العلم فريضة على كل مسلم. وهذا الحديث حديث لا تقل رتبته عن درجة الحسن يقول المجزي رحمه الله هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن ونقل ذلك النووي رحمه الله وقال وهو كما قال فاني رأيت له خمسين طريقا جمعتها في جزء وحكمت بصحته. جمعتها في جزء وحكمت بصحته فهو حديث ثابت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والامام ابن القيم رحمه الله له كلام جميل حسن في شرح هذا الحديث في كتابه مفتاح دار السعادة قال في اوله الايمان فرض على كل احد الايمان فرض على كل احد وماهية وهو ماهية اي الايمان اي حقيقة وهو ماهية مركبة من علم وعمل وهو ماهية مركبة من علم وعمل فلا يتصور وجود الايمان الا بالعلم والعمل. هذا مما يبين ان العلم فريضة لان الايمان مركب من علم وعمل كيف فكيف يقوم ايمان بلا علم كيف يقوم ايمان بلا علم؟ ثمان الشريعة فيها تفاصيل واجبة وفرائض وفيها ايضا محرمات ونواهي وزواجر وامتثال هذه الاوامر والانتهاء عن تلك النواهي لا بد فيه من علم وبين رحمه الله تعالى اعني ابن القيم بعد ذلك انقسام هذا العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة الى فرض عين وفرض كفاية ثم بين اقسام العلم الذي هو فرض عين ثم فصل فيما يتعلق بالعلم الذي هو فرض كفاية وينظر في كتابه رحمه الله تعالى مفتاح دار السعادة ثم ساق بالاسناد هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الاية فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. وكيف ان اه الناس كانوا يتوافدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن امر دينهم ويتفقهون على يديه صلوات الله وسلامه عليه ويقيمون مدة وجيزة لا تطول مدة اقامتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجعون الى اقوامهم منذرين كما قال الله سبحانه وتعالى ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون قال رحمه الله لابد لهؤلاء من ان يقولوا لقومهم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا واحل لنا كذا وحرم علينا كذا وامرنا كذا ونهانا عن كذا فاذا لا بد في هذا المقام من حفظ قدر من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولا سيما الاحاديث الجوامع حتى اذا رجع المرء الى قومه يكون بهذه الطريقة قال صلى الله عليه وسلم كذا امر بكذا نهى عن كذا اوصى بكذا وينقل لهم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤديها كما سمعها كما سمعها فيقول رحمه الله هذا وجه هذا الحديث عندي لا اعلم له وجها غيره نعم قال رحمه الله تعالى قال فان قال قائل فهل لك ان تؤلف لنا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعين حديثا؟ اذا حفظناها وحفظنا معانيها انتفعنا وانتفع بها من سمعها منا رجاء ان يكون ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم من حافظ على امتي اربعين حديثا في امر دينها اه كان له ذلك الفضل الذي تقدم ذكره فاني اقول لك ساجتهد لك في جمع اربعين حديثا من سنته صلى الله عليه وسلم تنتفع بها في دينك وينتفع بها من يسمعها منك ويبعثك ويبعثك واياه على طلب الزيادة لعلوم كثيرة ولابد لك منها ولا يسعك جهلها والله تعالى الموفق لذلك والمعين عليه ان شاء الله. هذه الخلاصة التي ذكرها رحمه الله تعالى تبين لك المنهج الذي سلكه في الجمع بجمع هذه الاربعين حديثا. فالمسلك الذي سلكه رحمه الله تعالى في هذا الجمع حرص على الاحاديث الجوامع عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تنفع من حفظها في دينه بحيث ينتفع بها من يسمعها وينتفع بها ايضا من يبلغها اياه من سمعها وتكون باعثا لهما اي السامع والمبلغ والمبلغ تكون باعثا لهما على طلب الزيادة لعلوم كثيرة لابد للمرء منها فهذه الاحاديث التي جمع رحمه الله طريقته فيها مثل طريقة النووي رحمه الله يعني جمع الاحاديث الجوامع التي تمس اه الحاجة اليها بحيث تكون نواة فبحيث تكون نواة طالب العلم الى الزيادة في التلقي لاحاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه. وحرص على الجمع في آآ ان تكون الاحاديث مما لابد للمرء منها ولا يسعه جهلها وهذا انما هو في ما كان من جوامع الكلم عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اقواله وصحبه. جزاكم الله خيرا