الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتاب الاربعين اخبرنا ما ابو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكشي قال اخبرنا سليمان بن داود الشاذكوني قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال اخبرنا عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين قال محمد بن الحسين يدل على انه من لم يتفقه في دينه فلا خير فيه. فان قلت كيف صفة من فقهه الله عز وجل في دينه حتى يكون ممن قد اراده الله الكريم بخير؟ قيل له هو الرجل المسلم اعقل الذي قد علم ان الله عز وجل قد ان الله عز وجل قد تعبده بعبادات وجب عليه ان يعبده فيها كما امره لا كما يريده ولكن بما اوجب العلم عليه فطلب العلم فطلب العلم فطلب العلم ليفقه ما تعبده الله عز وجل به من اداء فرائضه واجتناب محارمه لا يسعه جهله ولا يعذره به العلماء العقلاء في تركه. وذلك كمثل الطهارة ما فرائضها وما سننها وما يفسدها وما يصلحها ومثل علم صلاة الخمس لله عز وجل في اليوم والليلة وكيف يؤديها الى الله عز وجل؟ ومثل علم الزكاة وما يجب لله عز وجل عليه فيها ومثل صيام شهر رمضان ما يجب لله عز وجل فيه ومثل الحج متى يجب. واذا وجب ما يلزم من احكامه كيف يؤديه الى الله عز وجل ومثل الجهاد ومتى يجب واذا وجب ما يلزمه من احكامه وعلم المكاسب وما يحل منها وما يحرم وليأخذ الحلال بعلم الحرام بعلم وعلم النفقات الواجبات عليه وغير الواجبات وعلم بر الوالدين والنهي عن العقوق صلة الارحام والنهي عن قطعها وعلم حفظ كل جارحة من جوارحه مما امره الله عز وجل بحفظها علوم كثيرة يطول شرحها لا بد من علمها والعمل بها فاعقلوا رحمكم الله ما حثكم عليه نبيكم صلى الله عليه عليه وسلم حتى يكون فيكم خير تحمدون عواقبه في الدنيا والاخرة تحمدونه. تحمدون عواقبه وفي الدنيا والاخرة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث الاول من احاديث الاربعين التي جمعها هذا الامام الامام محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وقد عرفنا انه رحمه الله تعالى جمع هذه الاربعين نصحا لعباد الله تبارك وتعالى في تقريب السنة وتعجيل المنفعة بجمع هذا القدر من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يهم كل مسلم ومسلمة معرفته والعناية به. وبدأ بهذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين لانه حديث مشتمل على الحث على العلم والعناية به والتعلم والتفقه في دين الله تبارك وتعالى وان اشتغال المرء بالعلم والتعلم من امارات ارادة الله سبحانه وتعالى الخير به فانك اذا رأيت المسلم مقبلا على العلم يحب حلق العلم يحب مجالس العلماء يحب اهل العلم ويقرب منهم مستفيدا يحب كتب اهل العلم وقراءتها والاستفادة منها. فان ذلك كله من امارات وعلامات ارادة الله سبحانه وتعالى الخير به واذا كان المرء والعياذ بالله على العكس من ذلك يبغض مجالس العلم ويبغض كتب العلم ولا يطيقها. ولا يحب النظر فيها ولا يحب مجالس العلم ولا يحب الجلوس فيها بل نفسه نافرة ومبغظة وكارهة وغير محبة فهذا من امارات الخذلان والحرمان والعياذ بالله. وان الله سبحانه وتعالى لم يرد به خيرا لان من اراد به خيرا فقهه في الدين لان من اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا فقهه في الدين اي وفقه لسلوك المسالك التي يكون بها الفقه في الدين وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انما العلم بالتعلم. فمن امرات ارادة الخير بالعبد ان يقبل على مجالس العلم وان يقبل على التعلم والتفقه وقراءة كتب اهل العلم والافادة منها وقول نبينا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا الارادة المضافة الى الله. سبحانه وتعالى نوعان كونية قدرية وشرعية دينية. والارادة هنا من النوع الاول. اي من اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا من اراد الله به خيرا كونا وقدرا فقهه في الدين اي شرح صدره واعانه على الاقبال على الفقه في الدين وقوله يفقهه في الدين يتناول الفقه الاكبر والفقه الاصغر الاكبر الذي هو العقائد التي يقوم عليها دين الله ولا صار الذي هو الاحكام وتفاصيل الشرائع فمن يرد الله به خيرا فقهه في دينه عقيدة وشريعة فقهه في دينه عقيدة وشريعة فدراسة الاعتقاد دراسة الاعتقاد دراسة اصول الديانة داخل في التفقه في الدين داخل في التفقه في الدين بل هو الاصل الذي يبنى عليه دين الله والاساس الذي تقام عليه الاعمال والتعبدات والتقربات وعليه فان اعظم الفقه في الدين دراسة العقيدة وتعلم العقيدة والعناية بالعقيدة العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة عقيدة اهل السنة والجماعة القائمة على قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك ان الاعمال والعبادات ان لم تكن قائمة على عقيدة صحيحة لا قبول لها. ولا انتفاع بها فالعقيدة الصحيحة اساس لقبول الاعمال اساس لصحة الاعمال قال الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن لابد من الايمان لابد من الاعتقاد حتى يترتب على الاعمال ثمرتها وينال ثوابها. فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون لكن بهذا القيد وهو مؤمن. ما يكفي العمل بدون الايمان بدون الاعتقاد فاعظم الفقه اعظم الفقه في الدين فقه الاعتقاد دراسة العقيدة وهي التي سماها العلماء الفقه الاكبر قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يفقهه في الدين وايضا يراد بالدين اي الدين الذي شرعه الله ودعا عباده اليه ورظيه لهم اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا فالمراد بالدين اي الدين الذي شرعه الله وامر به ورضيه لعباده فليس فليس التدين والتعبد لله بما اراد العبد او بما يميل اليه العبد او بما يهواه العبد وانما التعبد لله سبحانه وتعالى والتدين بما شرع وبما امر سبحانه وتعالى مثل ما قال المصنف رحمه الله قال ان يعبده فيها كما امره لا كما يريد هو كما امره اي الله لا كما يريد هو اي العبد. فان العبادة لا تكون مقبولة والتدين والتدين لا يكون مقبولا الا اذا كان مشروعا مشروعا مأدونا به دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا الحديث العظيم واحد من الاحاديث الكثيرة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلم والتعلم والتفقه في الدين حتى ان الامام ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه طريق الهجرة الهجرتين قال وقد ذكرنا مائتي دليل على فضل العلم واهله في كتاب مفرد. وقد ذكرنا مئتي دليل على فضل العلم واهله في كتاب مفرد هذا الكتاب المفرد الذي المح واشار اليه كتاب مطبوع ومشهور بين اهل العلم وطلابه كتاب عظيم جدا اخذ يعدد رحمه الله تعالى الوجه الوجوه الكثيرة وجها تلو الاخر. ما يقرب منا المائتين وجه في فضل العلم. والتفقه في دين الله سبحانه وتعالى في كتابه رحمه الله تعالى مفتاح دار السعادة. مفتاح دار السعادة هذا كتاب عظيم جدا واطال النفس واوعب وافاد رحمه الله في ذكر الوجوه الكثيرة الدالة على فضل العلم ومن يقرأ تلك الوجوه او كثيرا منها لابد ان تتحرك نفسه مقبلة على العلم والعناية به لابد لانه لانه ذكر امورا عجب وامور عظيمة جدا في شرف العلم وفضله وفظل التعلم والتفقه في دين الله تبارك وتعالى ومن هذه الوجوه اورد هذا الحديث اورد هذا الحديث العظيم قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ووجه هذا الحديث فالدلالة على فضل التعلم ظاهرة من حيث ان الحديث دال على ان من وفق للتفقه والتعلم فهذا من ارادة من ارادة الله سبحانه وتعالى الخير به يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعليقا على هذا الحديث يقول فاذا رأيت الرجل اذا رأيت الرجل يتتبع حلقات العلم ويسأل عن العلم ويتفقه ويتبصر فيه فذلك من علامات ان الله اراد به خيرا فليلزم ذلك فذاك فذلك من علامات ان الله اراد به خيرا فليلزم ذلك ليواظب على ذلك. يستمر في هذا الطريق لان هذا علامة ان الله عز وجل اراد به خيرا ويقول ايضا في بيان مفهوم المخالفة لهذا الحديث يقول وهذا يدل على ان الذي لا يتفقه في الدين ما اراد الله به خيرا نسأل الله العافية. هذا كلامه رحمه الله يقول هذا يدل على ان الذي لا يتفقه في الدين ما اراد الله به خيرا نسأل الله العافية وقال ايضا رحمه الله ومفهومه اي الحديث ان من لم يتفقه في الدين فذلك مخذول ان من لم يتفقه في الدين فذلك مخذول لم يرد الله به خيرا لان الناس فيما دل عليه هذا الحديث صنفين صنف اراد بهم خيرا وصنف لم يرد بهم خيرا ولهؤلاء علامة ولهؤلاء علامة اما من اراد الله بهم خيرا فعلامتهم الاقبال على العلم والتعلم والاقبال على التفقه في دين الله سبحانه وتعالى والصنف الاخر الذي لم يرد الله سبحانه وتعالى بهم خيرا علامتهم الانصراف عن العلم وعدم انشراح الصدر له وعدم الاقبال عليه وكراهية النفس لمجالسه وحملته فهذا من علامات الخذلان وامارات الحرمان وان الله سبحانه وتعالى لم يرد بهذا الانسان خيرا ومن فوائد هذا الحديث العظيمة ضرورة الاقبال على الله لان الامر بيده وباذنه وبارادته والله لا تكون متعلما ولا متفقها ولا جالسا في مجالس العلم الا اذا اراد الله ذلك. لك ومن عليك بها وشرح صدرك له من يرد الله والارادة كونية قدرية كما تقدم فمن فوائد هذا الحديث اهمية الاقبال على الله سبحانه وتعالى وضرورة الالحاح عليه بالسؤال ان يشرح وان يعينك وان يثبتك فكم من انسان لم ينشرح صدره للعلم وكم من انسان جلس في مجالس العلم اليوم واليومين او الاسبوع الاسبوعين او الشهر والشهرين ثم انصرف عن العلم جملة وتفصيلا فانت بحاجة الى معونة الله ان يشرح صدرك للعلم وان يثبتك على التعلم والتفقه في دينه سبحانه وتعالى لان الامر بيده جل في علاه وفي الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد قال الامام الاجري رحمه الله ومن طريقته في هذا الكتاب انه يتبع كل حديث بتعليق نافع وبيان مفيد يقول رحمه الله يدل اي هذا الحديث على انه من لم يتفقه في الدين فلا خير فيه من لم يتفقه في الدين فلا خير فيه لان الخير انحصر في الفقه في الدين الخير انحصر في الفقه في الدين وما وجه انحسار الخير في في الفقه في الدين لان الدنيا كلها بجميع تفاصيلها وجميع مكوناتها لا خير فيها الا كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وعالم متعلم فالخير منحصر في العلم بالدين الذي خلق العبد لاجله. واوجد لتحقيقه هذا العبد لم يخلق من اجل الدنيا وانما خلق من اجل الدين من اجل العبادة من اجل الطاعة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون خلق الله سبحانه وتعالى هذا الانسان لعبادة الله فاذا شغل بالدنيا والدنيا خلقت من اجل الانسان اذا خلق بالدنيا التي خلقت هي اصلا من اجله وترك ما ما خلق هو من اجله وهو الدين وعبادة الله فهذا هو الضياع وهذا هو الحرمان ان ينشغل المرء بما خلق له اي الدنيا التي خلقت له عما خلق هو له وهو عبادة الله سبحانه وتعالى فالخير انما ينال ويحصل بالفقه في دين الله بالفقه في دين الله لان الدين لا يكون الا بالفقه الدين لا يكون الا بالفقه لا يكون الا بالعلم والتعلم كما قال الله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال فان قلت كيف صفة من فقهه الله في دينه حتى يكون ممن قد اراد الله به الكريم بخير ممن قد اراده الله الكريم بخير ما هي صفة من كان وما هي علامة من كان كذلك قد اراد الله به الخير قيل له هو الرجل المسلم العاقل الذي قد علم ان الله قد تعبده بعبادات وجب عليه ان يعبده فيها كما امره لا كما يريد هو اذا ما السبيل؟ خلقه لعبادات واراد منه ان يعبده كما اراد هو سبحانه وتعالى لا كما يريد العبد. اذا ما السبيل الى القيام بهذا الذي خلق العبد لاجله واوجد لتحقيقه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. لا سبيل الى ذلك الا الفقه الفقه في الدين الذي شرعه قال ولكن بما اوجب العلم عليه فطلب فطلب العلم ليفقه ما تعبده الله به من اداء فرائضه واجتناب محارمه. لا يسعه جهله ولا يعذره به العلماء العقلاء في تركه ثم بين رحمه الله تعالى ان ذلك يتناول فرائض الدين وواجباته مثل الطهارة والاحكام المتعلقة بها الصلوات الخمس والاحكام المتعلقة بها الصلاة الصيام والاحكام المتعلقة به الحج وهكذا فرائض الاسلام وايضا العلم بالمحرمات والمنهيات من اجل ان يجتنبها وان لا يقع فيها فان الامر كما قال الاول كيف يتقي من لا يدري ما يتقي الذي لا يدري ما هي المحرمات ولا يدري ما هي الكبائر ولا يدري ما هي العقوبات المترتبة عليها كيف يتقيها؟ وفاقد الشيء كما يقولون لا يعطيه ولهذا لا بد من التعلم ويتناول التعلم الفرائض والواجبات من اجل ان تفعل وان يقوم بها العبد كما امر وان يتعلم ايضا النواهي والمحرمات من اجل ان يجتنبها وان يحذر من الوقوع فيها عدد رحمه الله تعالى جملة من الواجبات واشار الى ان هذا باب واسع لكن لا بد من علمها والعمل بها فاعقلوا رحمكم الله ما حثكم عليه نبيكم صلى الله عليه وسلم. حتى يكون فيكم خير تحمدون عواقبه وفي الدنيا والاخرة. نسأل الله ان يوفقنا اجمعين. لكل خير نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا صدقة ابن خالد قال حدثنا عثمان بن ابي بن ابي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبل ان يرفع ثم جمع بين اصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام ثم قال العالم والم تعلم شريكان في الاجر ولا خير في الناس بعد. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعقل رحمنا الله واياك ما خاطبك به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يحثك على طلب علم ما تقدم اتقدم ما تقدم ذكرنا له قبل فناء العلماء ثم اعلم ان ثناء العلم بقبض اهله ثم اعلمك ان الخير انما هو فيمن يطلب العلم وفي من تعلم العلم فمن لم يكن كذلك فلا خير فيه. اعقل هذا واطلب من العلم ما ينفعك بما ينفي عنك به الجهل وتعبد الله به وتريد الله العظيم به. فانه عليك فريضة لقول النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ولقوله اطلبوا العلم ولو بالصين ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبل ان يرفع عليكم بالعلم اي الزموه. اعتنوا به اجتهدوا في تحصيله لازموا حلقه ومجالسه اذن الركب عند حملته اجتهدوا في العناية به عليكم بالعلم عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبل ان يرفع وقد جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن قبضه بقبض العلماء ولكن قبضه بقبض العلماء اي بقبض حملته قال عليكم بالعلم قبل ان يقبظ وقبل ان يرفع معنى يقبظ اي يقبظ حملته بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فقبضوا بقبض حملته وهذا يفيد ان العلم يؤخذ من العلماء. لا ينفرد باخذه من الكتب بل يؤخذ من حملته ويتفقه على حملة العلم الكتب يستفاد منها وينتفع بها فائدة عظيمة. لكن تلقي العلم لابد فيه من مجالسة العلماء لابد فيه من مجالسة العلماء لابد فيه من التلقي عن اهل العلم ومن اقتصر على الكتاب دون الرجوع الى حملة العلم يكثر خطأه يكثر خطأه ويغلط في فهم كثير من امور العلم لكن اذا جالس العلماء اهل البصيرة الذين جعل الله فيهم البركة البركة مع الاكابر. الاكابر في العلم واهل البصيرة في دين الله سبحانه وتعالى فمن وفق لمجالستهم وملازمتهم فانه يسدد باذن الله ويوفق قال قبل ان يقبض وقبل ان يرفع ثم جمع بين اصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام اي السبابة الوسطى والتي تلي الابهام جمع بين اصبع اصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام ثم قال العالم والم تعلم العالم والمتعلم يشير باصبعيه العالم والمتعلم شريكان في الاجر كالعالم والمتعلم شريكان في الاجر ولا خير في الناس بعد عرفنا في الحديث الذي قبله انحصار الخير في العلم والتفقه في الدين من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وان من لا يتفقه في الدين هذا من علامات انه لم يرد به الخير فاذا الخير فالعالم والمتعلم وهما شريكان في الاجر شريكان في الاجر لانهما متعاونان هذا بالابلاغ وهذا بالسمع هذا بالبيان وهذا بالتلقي ثم هذا المتلقي يأتي عليه يوم ما بإذن الله سبحانه وتعالى فيكون هو هو العالم ويكون المتلقون عنه اخرين وهكذا تمضي حركة العلم في انتشاره بين الناس وانتقاله واستفادة الناس وتعلمهم وتفقههم في الدين. فالعالم والمتعلم شريكان في الاجر شريكان في الاجر يجلسون كلهم مجلسا واحدا هذا يعلم وهذا يتعلم وهما في الاجر شريكان شريكان في الاجر لان التعاون مشترك هذا بالتعليم والصبر على التعليم وهذا بالتعلم والصبر على التعلم ولا خير في الناس بعد ولا خير في الناس بعد يعني ان لم يكن عالما ولا متعلما كان هالكا لا خير في الناس بعد وهذا فيه ان الانسان اذا انفك عن العلم انفك عن الخير هي ان الانسان اذا انفك عن العلم انفك عن الخير وكل حياة انفكت عن العلم لا خير فيها كل حياة انفكت عن العلم لا خير فيها. حياة ضياع ولا تستقيم الحياة الا بالعلم الا بالفقه في دين الله سبحانه وتعالى اما بدون العلم وبدون الفقه تكون حياة الانسان ضياع قال العالم والمتعلم شريكان في الاجر ولا خير في الناس بعد وهذا المعنى الذي في هذا الحديث تشهد له نصوص عديدة مثل الحديث الذي قبله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وكذلك حديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها اي لا خير في الدنيا الا ذكر الله وعالم متعلم ولهذا يقول المنذر بعد ان اورد هذا الحديث قال هذا قريب المعنى من قوله الدنيا ملعون ملعون ما فيها الا ذكر الله وعالم ومتعلم قريب المعنى منه واما الحديث الذي بين ايدينا حديث ابي امامة فاسناده ضعيف لان في الاسناد عثمان ابن ابي العاتكة ضعفوه في روايته عن علي ابن يزيد الالهاني وهذا منها وعلي بن يزيد الالهاني ضعيف ففي الحديث علة اسناد الحديث ضعيفة وغير ثابت لكن من حيث المعنى من حيث المعنى المعنى حق لا ريب فيه لا ريب في صحة معنى الحديث هو استقامة معناه وتشهد يشهد لمعناه واستقامة معناه شواهد اشرت الى شيء منها قال رحمه الله تعالى في التعليق على هذا الحديث قال اعقل رحمنا الله واياك اعقل رحمنا الله واياك وانظر هنا جميل نصح هذا الرجل رحمه الله لان مثل هذا الكلام اعقل اعلم فيه حفز للمرء لينتبه لان مثل هذه الكلمات انما يؤتى بها لشد الانتباه تحريص المرء على الاهتمام بما يلقى اليه وما يبين له اعقل ثم هذه الدعوة رحمنا الله واياك فهو يحثك على حسن الانتباه ويدعو لك بالرحمة. رحمه الله وغفر له وجميع علماء المسلمين اعقل رحمنا الله واياك ما خاطبك به النبي صلى الله عليه وسلم. فانه يحثك على طلب علم ما تقدم يشير بقوله علم ما تقدم اي ما شرحه. في الحديث الذي قبله علم الطهارة وعلم الصلاة وعلم الصيام احكام المتعلقة بالواجبات الدينية وما يتعلق ايضا النواهي والمحرمات حثك على طلب علم ما تقدم ذكرنا له قبل قبل ثناء العلماء قبل فناء العلماء اي اجتهد في تلقي هذا العلم قبل فناء العلماء ثم اعلم ان ثناء العلم بقبظ اهله كما في الحديث ان الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن انتزعوه بقبض العلماء ثم اعلم ثم اعلمك ان الخير انما هو فيمن يطلب العلم وفي من تعلم العلم فمن لم يكن كذلك فلا خير فيه. اعقل هذا واطلب من العلم ما ينفي عنك او ما ينفى عنك به الجهل وتعبد الله به وتريد الله العظيم به. تعبد الله استقامة العمل. تريد الله به استقامة النية صلاح العمل وصلاح النية وهذا كله لا بد فيه من العلم فانه اي العلم عليك فريضة افترظ الله عليك هذا العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وقد تقدم معنا ان هذا الحديث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق عديدة فهو لا يقل بها عن رتبة الحسن كما تقدم بذلك النقل عن الامام المجزي وكلام النووي رحمه الله تعالى قال ولقوله اطلبوا العلم ولو بالصين وهذا حديث لم يثبت هذا حديث لم يثبت عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه الحاصل ان الاحاديث الحث على طلب العلم قبل فوات ذلك بقبض حملته او وهذا جانب كثيرا ما يغفل عنه او قبل ان لا يتيسر للمرء مجالست حملته لان الانسان مثلا قد يوفق في فترة ما من عمره ان يجلس سنة او سنتين او ثلاث او اربع او اقل او اكثر في بلدة تكون فيها اعلام السنة ظاهرة ودعاتها متوافرون وحملتها قائمون بجهودهم بيانا وتعليما ونصحا يتيسر له اقامة في بلدنا هذا شأنه السنة والسنتين والثلاث ثم تنتهي هذه المدة التي تيسرت له ويرجع الى بلده ولا يكون في بلده علماء اصلا لا يكون في بلده اي حملة للعلم ثم يريد ان يتعلم وتقبل نفسه على العلم فلا يجد من يتعلم عليه ويندم على سنوات امضاها في في بلد فيه حملة للعلم وفي اكابر مثلا من من رجال العلم و العلماء ولم يجالسهم ولم يتبقى على ايديهم ويندم ولا يفيد الندم ولهذا المرء ينبغي ان يستغل الفرص التي ربما لا تتكرر والنبي صلى الله عليه وسلم قال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك. حياتك قبل موتك. والانسان من ضعف الى قوة ثم الى ضعف فليستغل قوته نشاط سمعه ونشاط بصره يعني الانسان في فترة من حياته يقرأ دقيق المكتوب بدون زجاجة. ثم يأتي الى مرحلة ما يستطيع ان يقرأ الا بزجاجة ثم يأتي عليه مرحلة حتى بالزجاجة يمكن ما يستطيع ان يقرأ فالمرء يحتاج الى ان يستغل وما ذهب لا يعود ما ذهب من الوقت ما ذهب من المجالس مجالس العلماء ما ذهب من الحلق العلمية التي تعقد في فنون وعلوم من علوم الشريعة لا تعود الاغتنام المرء لذلك ومجاهدة نفسه وصبره ومصادرته على ذلك هذا كله من امارات ارادة الخير به. وهذا كله يحتاج الى صبر ومصابرة ومجاهدة للنفس واستعانة بالرب سبحانه وتعالى فهو جل في علاه المعين وحده والهادي الى صراط مستقيم نسأله ان يعيننا اجمعين وان يصلح شأننا اجمعين والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله جزاكم الله خيرا