الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين حديثة حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية قال حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي قال سمعت علقمة ابن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. قال محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى اعلم رحمنا الله واياك ان هذا الحديث اصل من اصول الدين لا يجوز لاحد من المسلمين ان يؤدي ما افترض الله عليه من فريضة ولا يتقرب اليه بنافلة الا بنية خالصة صادقة لا رياء فيها ولا سمعة ولا يريد بها الا الله عز وجل ولا يشرك فيها مع الله عز وجل غيره. لان الله تعالى لا يقبل من العمل الا ما اخلص واريد به وجهه لا يختلف في هذا العلماء. فان قلت فاي شيء معنى هذا الحديث في الهجرة؟ قيل لك اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة الى المدينة اوجب على جميع المسلمين على جميع المسلمين ممن هو وبمكة ان يهاجروا ويدعوا اهاليهم وعشائرهم ويدعوا اهاليهم وعشائرهم وديارهم. يريدون بذلك وجه الله عز وجل لا غيره. فكان الناس يهاجرون على هذا النعت. فاثنى الله عز وجل على المهاجرين في كتابه في غير وذم من تخلف عن الهجرة بغير عذر وعذر من تخلف بعذر اذا كان لا يستطيع. فخرج رجل من مكة مهاجرا في الظاهر وقد شمله الطريق وقد شمله الطريق مع الناس والسفر ولم يكن مراده الله عز ولم يكن مراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وانما كان مراده تزوج امرأة من المهاجرات قبله اراد تزوجها واراد الدنيا لم يعد من المهاجرين وان كان الطريق قد شمله مع الناس والسفر. وخرج من وطنه الا ان نيته مفارقة للنيات بنياتهم هم ارادوا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهو اراد تزوج ام قيس فكان يسمى ام قيس فاعلم ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذا الحديث الثالث من احاديث في الاربعين للامام الاجري رحمه الله تعالى وكان رحمه الله تعالى ذكر قبله حديثين كلاهما في فضل العلم والحث عليه. والترغيب فيه. ثم اتبع بهذا الحديث الثالث انما الاعمال بالنيات. فالحديثان قبله في الحث على العلم والترغيب فيه واما هذا الحديث حديث انما الاعمال بالنيات فهو شروع في ذكر المضامين. مضامين الشريعة وتفاصيل الاحكام ومهمات الدين في ضوء جوامع الكلم من احاديث رسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وبدأ ذلك بهذا الحديث. حديث انما الاعمال بالنيات وهذا البدء بهذا الحديث هو جادة كثير من اهل العلم في مصنفاتهم يرون البدء بهذا الحديث تذكيرا بمقام النية وعظم شأنها كصنيع الامام البخاري في كتابه الصحيح والبغوي في شرح السنة. والنووي في رياض الصالحين والاربعين في اخرين كثيرين من اهل العلم يبدأون مصنفاتهم بهذا الحديث حتى قال بعض السلف وهو عبد الرحمن بن مهدي كلاما معناه استحبوا لكل من صنف كتابا ان يبدأه بهذا الحديث وهو حديث عظيم جدا يعد اصلا يبنى عليه دين الله وقاعدة تقوم عليها الاعمال فالاعمال لا لها ولا انتفاع للعامل بها الا اذا اقامها على النية. فهي انما تكون معتبرة بنياتها. فمقام النية من الدين مقام جدا ومنزلتها منزلة علية. اذ ان الاعمال لا تعتبر في اساس قبولها بكثرة عدد او طول عمل او شدة او نحو ذلك وانما الاعمال معتبرة بنياتها. فاذا صلحت النية صلح العمل لان العمل انما يكون صالحا بالنية الصالحة. بالنية صالحة ولهذا بدأ رحمه الله تعالى بهذا الحديث كغيره من اهل العلم لعظم مكانة هذا الحديث ورفعة شأنه وكونه اساسا يبنى عليه الدين عليه انواع القرب التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث ثلث العلم قال هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه. وانما قال ذلك اعني دخول هذا الحديث في سبعين بابا من الفقه. وليس المراد بالسبعين العدد. وانما المراد الكثرة وان هذا الحديث يدخل في ابواب الفقه. بجميع انواعها في العبادات معاملات مما يدل على عظيم المكانة هذا الحديث وانه من الاصول العظيمة الجامعة التي يدور عليها دين الله تبارك وتعالى وقد جاء عن الامام احمد رحمه الله تعالى انه قال اصول الاسلام تدور على ثلاثة احاديث اصول اسلام تدور على ثلاثة احاديث حديث انما الاعمال بالنيات وحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وحديث ان الحلال بين وان الحرام بين انهما امور مشتبهات الى تمامه. فهذه الاحاديث الثلاثة فيما يرى ويقرر الامام احمد رحمه الله تعالى تدور عليه اصول ثلاثة تدور عليها امور اه الاسلام وترجع اليها جميع الاحاديث المروية عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يوضح ذلك اي ان هذه الاحاديث الثلاثة جمعت اصول الاسلام واليها الاحاديث الاخرى على كثرتها ان الاسلام اوامر ونواهي اوامر ونواهي كما يدل على ذلك حديث ان الحلال بين وان الحرام بين ولا قبول فعل مأمور به وترك لمنهي عنه الا بامرين باخلاص لله في ذلك العمل وهذا دل عليه حديث انما الاعمال بالنيات واتباع طول عليه الصلاة والسلام في ذلك العمل وهذا دل عليه من عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنية. وانما لامرئ ما نوى انما هذه اداة حصر وهذا من اساليب الحصر في لغة العرب انما الاعمال وقول الاعمال الف الاعمال قد تكون يراد بها القرب يراد بالاعمال القرب من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك وقد يراد بالهنا الاعمال عموم الاعمال بما في ذلك نوم الانسان واكله وشربه وغير ذلك وما من ريب ان الحديث يدل بعمومه ان صلاح نية المرء في تناوله للطعام وتناوله للشراب وفي نومه ونحو ذلك صلاح بهذه الاشياء يحولها الى قربة وعبادة. فمن اكل او شرب او نام ليتقوى لذلك على طاعة الله محتسبا نومته وطعامه وشرابه فانه بهذه النية الصالحة يدخل في باب القراب. ويثاب على هذا العمل للنية الصالحة التي قامت في قلبه انما الاعمال يتناول القرب تناولا اوليا ويتناول ايضا عموم الاعمال فانه متى ما صلحت نية العبد فيها واستقامت نيته كان ذلك موجبا اثابته عليها ودخولها في ضمن عملها الصالح الذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى على انما الاعمال بالنية او بالنيات. قوله بالنية الهنا عوض عن الظمير في المحذوف في تمام هذه الكلمة بنيات فحذف الظمير وعوض عنه بال. فال هنا عوض عن الظمير انما الاعمال بالنيات اي بنياتها. والجار والمجرور متعلقان تقديره معتبرة. تقديره معتبرة. فالمعنى انما الاعمال معتبرة عند الله سبحانه وتعالى مقبولة صحيحة بنياتها اي بحسب نياتها بحسب ما قام في قلوب اهلها من نيات والنية تارة تكون صالحة وتارة تكون فاسدة فاذا صلحت النية كان بصلاحها قبول العمل. واذا فسدت النية كان بفسادها العمل وعدم قبوله فانما الاعمال معتبرة بنياتها هذا هو المعنى انما الاعمال بالنيات اي انما الاعمال معتبرة بنياتها. وانما لامرئ ما نوى. وانما لامرئ ما نوى ليس هذا من باب الاعادة. للكلام انما الاعمال بالنيات اي صلاحا. وان انما لامرئ ما نوى اي ثوابا. الجملة الاولى تتعلق بصلاح العمل. فالاعمال انما مصلوح وتكون معتبرة صالحة بنياتها اي بصلاح بصلاح النية فيها وانما لامرئ ما نوى هذا باب الثواب على العمل هذا باب ثواب على العمل. وانما لامرئ ما نوى. ان نوى خيرا فاز بثواب هذه النية واجرها وان نوى شرا باء بعقوبة هذه النية وسوء مغبتها فلكل امرئ ما نوى لكل امرئ ما نوى. وهذه النية التي عليها المدار قبولا وردا صلاحا وفسادا محلها القلب لا يطلع عليها الا رب العالمين. العليم بذات الصدور. ولهذا قد يؤدي شخصين عملا واحدا وتكون صورة العمل عندهما واحدة كالصلاة مثلا فيكون ركوعهما وسجودهما وسائر اعمال صلاتهما سواء. لكن الفرق بين الصلاتين كالفرق بين السماء والارض. والامر عائد الى النية. قد يؤدي اثنان الحج وتكون صورة عملهما واحدة. صورة عملهما واحدة ويكون الفرق بين عمليهما كالفرق بين السماء والارض. بل قد يكون احدهما عمله مقبول مقبولا عند الله سبحانه وتعالى والاخر عمله مردود عليه غير مقبول منه. والامر عائد الى النية وانما لكل امرئ ما نوى. ولهذا في حجة النبي عليه الصلاة والسلام دعا بدعوة عظيمة في الميقات بعد ان اهل صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة ان الرياء والسمعة فساد في النية. موجب لرد العمل وعدم قبوله. الرياء والسمعة فساد في النية موجب لرد العمل وعدم قبوله. والعمل لا تكون النية فيه صالحة الا اذا قصد به وجه الله اريد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى طلب ما عند الله جل لو على لا يريد الا ذلك. بذلك يكون تكون النية صالحة. ويكون العمل مقبولا صلاح نية صاحبه. فالنية لها شأن عظيم جدا. وليست النية شيء يقال. كلمة يقولها المرء وانما امر ينطوي عليه قلبه. ويضمره في باطنه وفي ضميره بينه وبين الله سبحانه وتعالى لا يطلع عليه احد. ولهذا تكون صورة العمل لدى كثير من الناس واحدة وقسم منهم يقبل عمله والاخر يرد. والامر عائد الى ما انطوت عليه القلوب. وما اضمرته النفوس ومن ذلكم هذا المقام مقام طلب العلم. والقراءة لاحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا كثير من اهل العلم يبدأون بهذا الحديث. تنبيها للطالب. ان يقصد بطلبه للعلم وجه الله. قال بعض السلف ما تقرب الى الله بمثل طلب العلم. طلب العلم قربة قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا يحتاج طالب العلم في طلبه للعلم ان يصحح نيته ترد عليه خواطر من الشيطان من النفس الامارة بالسوء. فيذهب بفكره مذاهب سيئة. يذهب بفكر ومذاهب سيئة. من ارادة الدنيا بعمله او السمعة او الرياء او شهرة او غير ذلك. فيحتاج هذا الى معالجة. ويأتي هذا الحديث بطليئة كتب اهل العلم ومقدمتها ايقاظا الظمير وتنبيها للقلب حتى يستشعر هذا المقام اه العظيم بل قلبه بنية صادقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى مخلصا في العمل لا يبتغي به الا وجه الله جل وعلا. انما الاعمال بالنيات. وانما لامرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. هذا مثال للتوضيح. هذا مثال للتوضيح فيما يتعلق بمقام النية وتفاوت الناس فيها. بالهجرة. والهجرة امرها عظيم. الهجرة من ديار الشرك والكفر الى ديار الايمان. والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة دعا جميع المسلمين في مكة الى الهجرة. وكانت واجبة عليهم. ولا يعذر في تركها الا غير المستطيع عاجز. فانه يعذر. ومن سوى ذلك يكون ان ترك الهجرة ترك واجبا دينيا. ترك واجبا دينيا. وهي عمل صالح عظيم وقربة عظيمة من القرب التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. لكن هل تكون نية المهاجرين سواء هل تكون نية المهاجرين سواء؟ قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ايضا هذا ليس من قبيل التكرار. وان اتحد الشرط والجواب ليس هذا من قبيل التكرار العادة ان يختلف الشرط عن الجواب من كانت هجرته الى الله ورسوله فله من الثواب لكن هنا اعاد الشر اعاد الشر بلفظه في ذكر الجواب قال من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الى الله ورسوله. لكن المراد بالاول شيء والمراد بالثاني شيء اخر. المراد بالاول من كانت هجرته الى الله ورسوله اي نية وقصدا. فهجرته الى الله ورسوله اي ثوابا واجرا. اي ثوابا واجرا ولان كان اللفظ متحد في في الشرط والجواب الا ان المعنى مختلف. فيراد بالاول النية والقصد ويراد بالثانية الثواب والاجر. يراد بالثانية الثواب والاجر. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله. فهجرته الى الله ورسوله. ومن كان هجرته لدنيا يصيبها. او امرأة يتزوجها. ما كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها الاول تاجر والثاني خاطب. دنيا يصيبها يعني تجارة والثاني خاطب امرأة ينكحها فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. وهذا من باب التهوين والتقليل. من شأنه لم يذكر. قال هجرته الى ما هاجر اليه هجرته الى ما هاجر اليه تحقيرا لذلك وتهوينا من شأنه. فهجرته الى ما هاجر اليه. من كانت هجرته ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. بين الامام الاجري رحمة الله عليه اهمية هذا الحديث وعظم شأنه وانه اصل من اصول الدين لا يجوز لاحد من المسلمين ان يؤدي ما افترض الله عليه من فريضة. ولا يتقرب اليه بنافلة الا ابنية خالصة صادقة لا رياء فيها ولا سمعة. ولا يريد بها الا الله سبحان الله ما احوجنا لهذا الحديث اذا اردنا ان نصلي ما احوجنا الى هذا الحديث اذا اردنا ان نحج اذا اردنا ان اعتمر اذا اردنا ان نصوم اذا اردنا ان نتصدق اذا اردنا ان نقوم باي عمل من الاعمال الصالحة ما احوجنا الى ذكر هذا الحديث وما احوجنا الى مجاهدة انفسنا لاستصلاح النية. لان العمل لا اعتبار له الا بالنية. ولا قبول له الا بالنية. النية الصالحة. ان يقصد به وجه الله. وكما ان النية يتميز بها العمل الصالح من غيره بان بان الصالح ما قصد به وجه الله وغير الصالح ما لم يقصد به وجه الله فان النية هي التي تميز الاعمال ما الذي يميز مثلا فريضة الظهر من فريضة العصر وسورة عملهما واحدة الا النية ما الذي يميز صلاة الفرض عن صلاة النفل الا بالنية؟ ما الذي يميز غسل النظافة من غسل الطهارة الا النية. فالنية لها شأن عظيم جدا. النية لها شأن عظيم جدا في تمييز العمل تمييز العمل وفي قبول العمل بان يكون خالصا لله سبحانه وتعالى لا يبتغى به الا وجه الله جل وعلا. قال لا يشرك فيها مع الله غيره. لان الله تعالى لا يقبل من العمل الا ما اخلص له واريد به وجهه لا يختلف في هذا العلماء. لا يختلف في في هذا العلماء. وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. ولهذا ينبغي على العبد الناصح لنفسه ان يجاهد نفسه مجاهدة تامة على استصلاح نيته. واننا في هذا المقام لنتألم الما شديدا لبعض اخواننا اصلحنا الله عز وجل واياهم ممن تكلفوا مشقة السفر وجمع المال حتى تهيأت لهم فرصة لاداء هذه الفريضة حج بيت الله الحرام الا ان بعضهم يرى في كثير من المشاعر عند الطواف وعند السعي وعند رمي الجمار وعند عند الوقوف بعرفات. وفي كل التنقلات. في كل خطوة يخطوها حتى في المساجد التي يدخلها ويصلي فيها كل شيء من هذا يلتقط لنفسه صورة. اما ثابتة او متحركة خاصة مع توفر هذه الاجهزة بايدي الناس. حتى ان بعضهم في بعض هذه المشاعر يقف ثم يرفع يديه. على هيئة الدعاء ثم يلتقط له صاحبه الصورة ثم يخفض يديه. وحدثني احد الثقات انه رأى شخصا في جدا اعطى الكاميرا لصاحبه ثم جلس على هيئة التشهد وصوب صاحبه ثم قام. هذه كارثة. مصيبة عظيمة جدا. ثم ماذا يصنع بهذه صور تجد بعضهم ينتقي من هذه الصور ويعلقها في مجلسه او يجعلها في شيء يحفظها ويطلع عليها الناس. كان قديما الرياء يحتاج الى تكلم طويل فعلت وفعلت وفعلت وفعلت. اما الرياء الان صامت ما يحتاج كلام. رياء صامت ما يحتاج الى كلام الصور هي التي تعبر عما في قلب المرائي. ما يحتاج يتكلم ولا كلمة لما يرى الانسان صورة هذا الشخص وهو جالس وعلى هيئة التشهد وفي المسجد ما صلى اصلا. او يمد يديه كأنه يدعو الله وهو ما دعا الله اصلا. يحب ان يحمد بما ام يفعل؟ اي رياء اشد من هذا؟ مصيبة عظيمة ولهذا والله نتألم ونشفق على اخواننا ممن كلفوا نفسهم عناء السفر وصرف الاموال ثم على اعمال بمثل هذه الجناية اجعل حجك بينك وبين الله لا تري لا تريه احدا اجعلوا بينك وبين الله خشوعا وخضوعا ودعاء ومدا لليدين كل هذا بينك وبين الله سبحانه وتعالى تعالى وما اتت هذه الاجهزة اجهزة التصوير للناس بخير جلبت لهم ومن عظيم السرور ما يتعلق بالنية في في العمل. وقصد الله سبحانه وتعالى وحده به. هذي مصيبة اذا اخذ هذه الصور واخذ يطلع عليها الاخرين من اهل واولاد وجيران. هذا انا في عرفات وهذا انا في مزدلفة وهذا انا في عند الكعبة وهذا انا في كذا وهذا انا في كذا. هذه مصيبة عظيمة جدا ومقام النية كما قال السلف رحمهم الله تعالى قديما يحتاج الى معالجة مستمرة يقول الامام سفيان ابن عيينة او سفيان الثوري يقول ما عالجت ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي هي تحتاج الى معالجة. ويحتاج الانسان ان يجاهد نفسه على النية الصالحة. وان لا بعمله الا وجه الله سبحانه وتعالى. قال رحمه الله فاي فان قلت اي شيء معنى هذا الحديث في الهجرة؟ يعني ما وجه ذكر الهجرة هنا؟ اي شيء معنا الحديث في الهجرة؟ وعرفنا ان الهجرة ذكرت مثالا وهذا فيه ضرب الامثال للتوضيح. ضرب الامثال للتوظيح توظيح العلم وبيانه وتجليته فانظر هذا المثال العجيب. يقول رحمه الله موظحا يقول اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة الى المدينة اوجب على جميع المسلمين ممن هو بمكة ان وهاجروا ويدعوا اهليهم وعشائرهم وديارهم. يريدون بذلك وجه الله لا غيره يريدون بذلك وجه الله الى غيره. فكان الناس يهاجرون على هذا النعت. ما معنى على هذا النعت؟ اي يريدون بهجرتهم وجه الله سبحانه وتعالى غيره. يهاجرون على هذا النعت فاثنى الله على المهاجرين في في غير موضع وذم من تخلف عن الهجرة بغير عذر. وعذر من تخلف بعذر اذا كان لا يستطيع خرج رجل من مكة مهاجرا في الظاهر. وقد شمله الطريق مع الناس والسفر. انظر هذه الكلمة عجيبة قال شملها الطريق الان لما يرى شخصه مع المهاجرين الطريق شمله والسفر شمله طريق الهجرة وسفر الهجرة شمل في صورة العمل الظاهرة. قال شمله الطريق مع الناس والسفر ولم يكن مراده الله ورسوله لم يكن مراده الله اخلاصا ورسوله اتباعا صلوات الله وسلامه عليه. وانما كان مراده تزوج امرأة من المهاجرات قبله. اراد تزوجها واراد الدنيا فلم يعد من المهاجرين. لم يعد من المهاجرين مع انه ماذا؟ كان معهم في الطريق. وسع طريق وشمله السفر ولم يعد من المهاجرين وان كان الطريق قد شمله مع الناس والسفر وخرج من وطنه الا ان نيته مفارقة لنياتهم. الا ان نيتهم مفارقة لنياتهم. هم ارادوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو اراد تزوج ام قيس واراد تزوج ام قيس فكان يسمى مهاجر ام قيس فاعلم ذلك يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرحه للاربعين قال وقد وقد اشتهر ان قصة مهاجر ام قيس كانت سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم من كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها. وذكر ذلك من المتأخرين في كتبهم. ولم نر لذلك اصلا باسناد يصح. والله اعلم. انت كلامه رحمه الله تعالى نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا رمى ابو احمد هارون ابن هارون ابن يوسف التاجر. قال حدثنا ابن ابي عمر يعني محمدا العدني. قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن شعير ابن الخمس خمس عن الشعير بكسر الخاء الخمس. احسن الله اليكم. عن شعير ابن ابن الخمس عن بابن ابي ثابت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت. قال محمد بن الحسين رحمه الله وتعالى اعرف معنى هذا الحديث تفقه ان شاء الله تعالى اعلم انه اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم اول اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يدعو الناس الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فمن قالها صادقا من قلبه ومات على ذلك دخل الجنة. ثم فرضت عليهم الصلاة بعد ذلك فصلوا فصلوا ثم لو فصلوا ثم هاجروا ثم هاجروا الى المدينة ثم فرضت عليهم الفرائض حالا بعد حال كلما فرض عليهم فرض قبلوه مثل صيام شهر رمضان ومثل الزكاة ثم فرض الحج على من استطاع اليه سبيلا فلما امنوا بذلك وعملوا بهذه الفرائظ؟ قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فاعلم ذلك. فمن ترك فريضة من هذه الخمس وكفر بها وجحد بها لم ينفعه التوحيد ولم يكن مسلما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر. وقال ابن مسعود رضي الله عنه ان الله عز وجل قرن الزكاة مع الصلاة. فمن لم يزكي ماله فلا صلاة له. ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ارتد اهل اليمامة عن اداء الزكاة وقالوا نصلي نصوم ولا نزكي اموالنا فقاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه مع جميع الصحابة حتى قتلهم وسباهم وقال تشهدون ان قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة؟ كل ذلك لان الاسلام خمس لا يقبل بعضه لا يقبل بعضه دون بعض فاعلم ذلك ان شاء الله نعم يؤجل الكلام على هذا الحديث الى لقاء الغد باذن الله عز وجل الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنات كالاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا غنى وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا