الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد ابن الحسين ابن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين اخبرنا ابو احمد هارون ابن يوسف التاجر قال حدثنا ابن ابي عمر يعني محمد العدني. قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن سعير ابن الخمس عن حبيب ابن ابي ثابت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت قال محمد ابن الحسين اعرف معنى هذا الحديث تفقه ان شاء الله تعالى اعلم انه اول ما بعث النبي اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يدعو الناس الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فمن قالها صادقا من قلبه ومات على ذلك دخل الجنة. ثم ثم فرضت عليهم الصلاة بعد ثم فرضت عليهم الصلاة بعد ذلك. فصلوا ثم هاجروا ثم هاجروا الى المدينة ثم فرضت عليهم الفرائض حالا بعد حال كلما فرظ عليهم فرظ قبلوه مثل صيام شهر رمضان ومثل الزكاة ثم فرض الحج على من استطاع اليه سبيلا. فلما امنوا بذلك وعملوا بهذه قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فاعلم ذلك. فمن ترك فريضة من هذه الخمس وكفر بها وجحد بها لم ينفعه توحيد ولم يكن مسلما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. فمن ترك الصلاة فقد كفر قال ابن مسعود رضي الله عنه ان الله عز وجل قرن الزكاة مع الصلاة فمن لم يزكي ماله فلا صلاة فلا صلاة ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ارتد اهل اليمامة عن اداء الزكاة وقالوا نصلي ونصوم ولا نزكي لنا فقاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه مع جميع الصحابة حتى قتلهم وسباهم وقال تشهدون ان قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة. كل ذلك لان الاسلام خمس لا لا يقبل بعضه دون بعض. فاعلم ذلك ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث العظيم وهو الحديث الرابع من احاديث الاربعين للامام الاجري رحمه الله تعالى بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم مباني الاسلام الخمسة اي دعائمه واعمدته التي عليها قيام دين الله تبارك وتعالى فان مثل الايمان مثل البناء. فكما ان البناء لا يقوم الا على اعمدة لا قيام له الا عليها فكذلك الايمان قيامه على هذه الدعائم ولا قيام له الا عليها فمثل هذه الدعائم للاسلام مثل القواعد والاصول للبنيان وهذا تشويه الاسلام بامر حسي يراه الناس ويشاهدونه وهو الاعمدة التي يقوم عليها البناء فالاسلام انما يقوم على هذه الاصول بقية اعمال الاسلام مكملات لهذا البناء بقية اعمال الاسلام غير هذه الخمس مكملات لهذا البناء ومتممات له اما هذه الخمس فهي دعائم للاسلام وقيام الاسلام انما هو على هذه الدعائم وقد قيل والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسى اوتادوا فالاسلام لا قيام له الا على هذه الدعائم. اما بقية شعائر الاسلام واوامر الدين الاخرى فهي متممات ومكملات ولهذا لما قال فالصحابي بعد ان عد النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذه المباني قال والله لا ازيد على ذلك ولا انقص. قال دخل الجنة ان صدق. في رواية افلح ان صدق وذلك ان بقية امور الاسلام الاخرى متممة اما هذه الخمس فهي قواعد قواعد ودعائم انما يقوم الدين عليها قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس بني الاسلام على خمس الاسلام هو الاستسلام لله الاستسلام لله تبارك وتعالى هذا هو الاسلام فمن لم يستسلم لله فهو متكبر ومن استسلم لغير الله فهو مشرك فالاسلام استسلام لله فاذا انت فالاستسلام لله هذا تكبر واذا كان الاستسلام مصروفا لغير الله كان ذلك شركا ولهذا الاسلام ينهدم بالتكبر والشرك الاسلام استسلام لله استسلام لله تبارك وتعالى. وانقياد لامره وامتثال شرعه جل في علاه وهذا الاستسلام لله يقوم على خمس يقوم على خمس اي دعائم واعمدة لا يقوم الاسلام الا عليها قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذه الدعامة الاولى مما يقوم عليه الاسلام الشهادتان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اما شهادة ان لا اله الا الله فهي كلمة التوحيد وهي تعني توحيد الله بالعبادة واخلاص الدين له وهي قائمة على ركنين النفي والاثبات. لا اله هذا نفي الا الله اثبات ولا توحيد الا بهما بالنفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده فلا اله الا الله معناها اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا معناها اخلاص الدين لله والبراءة من الشرك والخلوص منه معناها افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني تجريد المتابعة له لان الله سبحانه وتعالى يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فشهادة ان محمدا رسول الله تعني تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فهي طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع لا اله الا الله فيها الاخلاص للمعبود ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المتابعة للرسول وعلى هذين الاصلين قيام الدين فالدين بكل اعماله لا يقبل من العامل الا اذا اقامه على هذين الاصلين اخلصه لله وهذا تحقيق لا اله الا الله وجرد فيه المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وهذا تحقيق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله محمد رسول الله ليست مجرد كلمة تقال لا يدرى ما معناها ولا تعلم حقيقتها بل هي كلمة او كلمتين بل هما كلمتان مشتملتان على اجل المعاني واعظم المقاصد مشتملتان على ما عليه قيام دين الله سبحانه وتعالى قال واقام الصلاة اي المكتوبة وهي خمس صلوات افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة وامرهم باقامتها او المحافظة عليها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى واقام الصلاة يعني المحافظة عليها بشروطها واركانها واجباتها والعناية بتكميل سننها ومستحباتها حفظا لها في اوقاتها ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وهي خمس صلوات افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة وامرهم جل وعلا باقامتها واقامتها ايمان واظاعتها كفر كما قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر بين المرء وبين الكفر ترك الصلاة وجاء في المسند وغيره ان الصلاة ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلف او وابي ابن خلف اي انه يحشر مع صناديد الكفر واعمدة الباطل تارك الصلاة ومضيعها رضي لنفسه ان يكون يوم القيامة جنبا الى جنب مع اعمدة الكفر ودعائم الباطن والعياذ بالله فاقام الصلاة هذا ركن من اركان الاسلام ودعامة من دعائمه العظام. بل ان اقام الصلاة هي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين قال وايتاء الزكاة اي المفروضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على الاغنياء في اموالهم صدقة تؤخذ من اموال الاغنياء وترد على الفقراء وسميت زكاة لما فيها من التزكية لصاحب المال وللمال وللمجتمع ايضا الذي تؤدى فيه الزكاة فيكون مجتمعا نقيا سالما باذن الله من الغل والحقد والحسد فهي تزكي صاحب المال وتزكي ما له وتنميه وتكون ايضا زكاة للمجتمع نفسه الذي تؤدى فيه الزكاة ويا قليل من كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى للاغنياء قليل من المال من كثير اعطاهم الله سبحانه وتعالى اياه فوعدهم بانه يخلف كل ما انفقوه ويبارك لهم فيما في اموالهم وتكون صدقتهم هذه زكاة لهم اضافة الى ما في ذلك من عظيم الاجور وكبير الثواب وصوم شهر رمضان وهو شهر واحد من شهور السنة كتب الله على العباد صيامه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون كتب عليكم اي فرظ فرظه الله فرض عليكم صيامه واوجب عليكم صيامه فصيام رمظان فريضة من فرائظ الاسلام ركن من اركانه وحج البيت اي الحرام وفريضة الحج تجب على المرء اذا كان مستطيعا في عمره كله مرة واحدة الحج مرة وما زاد فهو تطوع فيا في عمري كله تجب عليه مرة واحدة ان كان مستطيعا كما قال الله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال الامام الاجري رحمه الله اعرف معنى هذا الحديث منبها بذلك على اهميته وعظم شأنه واشتماله على هذه المباني العظيمة الخمس تفقه ان شاء الله. اعرف معنى هذا الحديث تفقه ان شاء الله. اي انه مشتمل على فقه عظيم اعلم انه اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يدعو الناس الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قالها صادقا من قلبه ومات على ذلك دخل الجنة ثم فرضت عليهم الصلاة بعد ذلك فصلوا ثم هاجروا الى المدينة ثم فرضت عليهم الفرائظ حالا بعد حال. كلما فرظ عليهم فرظ مثل صيام شهر رمظان ومثل الزكاة ثم فرض الحج على من استطاع اليه سبيلا. فلما امنوا ذلك وعملوا بهذه الفرائض قال الله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذه الاية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام لان الله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية ان الدين كمل اليوم اكملت لكم دينكم. كانت الفرائض تفرظ على العباد والشعائر يؤمرون بها واحدة تلو الاخرى حالا بعد حال حتى كمل الدين اليوم اكملت لكم دينكم حتى كمل الدين لم يبقى شيء يتقرب به الى الله والتمسوا به رضاه الا وبين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذه الاية تعد من اكبر الزواجر عن البدع التقرب الى الله بالاهواء هذه الاية من اكبر الزواجر عن ذلك كما قال الامام مالك ابن انس رحمه الله امام دار الهجرة قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال اخبرنا اسحاق بن راهوية قال اخبرنا النظر بن شوميل في الحديث الذي قبل هذا قبل ان انسى يوجد سقط في النسخة التي بين ايدينا الحديث رقم ثلاثة قال سمعت علقمة ابن وقاص يقول سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذه ساقطة في نسختنا عن عمر قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية. نعم بسم الله قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال اخبرنا اسحاق بن راهوية قال اخبرنا النظر ابن جميل قال حدثنا كهمس ابن الحسن قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال كان اول من قال في هذا القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت انا وحميد بن عبدالرحمن حاجين او معتمرين قال فقلنا لو لقينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوافقنا عبد الله عبد الله بن عمر داخل المسجد فاكتنفته انا وصاحبي احدنا عن يمينه والاخر عن يساره فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي فقلت له يا ابا عبدالرحمن انه قد ظهر قبلنا اناس يقرأون القرآن طفرونا العلم ويزعمون ان لا قدر وان الامر انف. قال فاذا لقيتموهم فاخبروهم اني منهم بريء. وانهم مني برآء والذي يحلف به عبدالله ابن عمر لو كان لاحدهم ملء الارض ذهبا فانفقه في سبيل الله ما قبل الله عز وجل جل منه ذلك حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه احد منا حتى جلس الى النبي الى نبي الله صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال يا محمد اخبرني عن الاسلام وما الاسلام؟ قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. قال فعجبنا انه ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره قال صدقت قال فعجبنا انه يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه انه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال عمر رضي الله عنه فلبثت ثلاث ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر هل تدري من السائل؟ فقلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل السلام اتاكم يعلمكم امر دينكم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلم رحمنا الله واياك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعلمك في هذا الحديث ان جبريل عليه السلام انما سأل النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة اصحابه انما اراد ان يعلمهم امر دينهم فينبغي مسلمين ان يعلموه. واما قوله وسؤاله عن الاسلام فقد بينا لك في الحديث الذي قبله. واما الايمان فواجب على كل مسلم ان يؤمن بالله عز وجل وبجميع ملائكته وبجميع كتبه التي انزلها الله على رسله وبجميع انبيائه وبالموت وبالبعث من بعد الموت وبالجنة والنار وبما جاءت به الاثار في احاديث اخر. مثل ان يؤمن بالصراط والميزان وبالحوض والشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار فيدخلون الجنة وبالساعة واشباه لهذا مما يؤمن به اهل الحق من اهل العلم. ويجحد بها اهل الاهواء والبدع والضلالة ممن حذرناهم ممن حذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم حذرناهم ممن حذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم الصحابة والتابعون لهم باحسان وعلماء المسلمين ويؤمن خيره وشره ويبرأ ممن لم يؤمن بالقدر خيره وشره كما تبرأ ابن عمر رضي الله عنهما منه وقوله واخبرني عن قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فاعلم انه من عبد الله عز وجل في علم ان الله عز وجل مطلع على عمله يعلم سره وعلانيته ويعلم ما تخفي من عملك وما تبديه وما تريد بعلمك االله تريد او وغيره يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم ما انتم عليه فاحذروه فمن راعى هذا فمن راعى هذه بقلبه وبعلمه خشية من الله عز وجل وخافه وعبده كما امره. فان كنت عن هذه المراعاة في غفلة فانه يراك ثم اليه مرجعك فينبئك بما كنت تعمله. فاحذر الغفلة في عبادتك اياه اعبده كما امرك لا كما تريد. واستعن به واعتصم به فانه لا يقطع من لجأ اليه. وقد ظمن لمن اعتصم به ان يهديه الى مستقيم هذا الحديث الخامس من احاديث الاربعين فالامام الاجري رحمه الله تعالى هو حديث اشتمل على شرح الدين كله اشتمل على شرح الدين كله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تمام هذا الحديث هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم ففي الحديث تعليم للدين كله ولهذا ينبغي ان يعلم ان كل احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تعد تفصيلا لهذا الحديث وشرحا له فهذا الحديث اجمل امور الدين والاحاديث الاخرى فصلت ولهذا وصف اهل العلم هذا الحديث بانه ام السنة مثلما ان الفاتحة ام القرآن قالوا هذا الحديث ام السنة الفاتحة سميت ام القرآن لانها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا وهذا الحديث العظيم شأنه كذلك حوى اجمالا ما حوته السنة تفصيلا. فهو ام السنة وحديث عظيم جامع ينبغي على كل مسلم ان يعنى به لانه تعليم للدين وتعليم للدين بطريقة جميلة جدا طريقة السؤال والجواب فجبريل جاء سائلا وهو في الحقيقة معلما شاء يسأل لكن في حقيقة الامر جاء معلما للناس فسأل هذه الاسئلة العظيمة ورتب سؤالات ترتيبا بديعا دقيقا واجاب اجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن كل سؤال وكان جبريل يتبع كل سؤال بقوله صدقت وكان هذا امرا عجيبا غاية العجب عند الصحابة اذ ان الاصل في السائل انه لا يدري عما سأل عنه فوجدوا ان هذا السائل كلما اجاب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله قال صدقت فتعجبوا من ذلك يسأله ويصدقه هذا من غرائب الامور وعجيبها فبين لهم عليه الصلاة والسلام ان ان هذا السائل انما هو جبريل وانما جاء ايضا معلما جاء معلما اراد بهذا هذه السؤالات ان يعلم الناس دينهم فهذا يستفاد منه فائدة نبه عليها المصنف رحمه الله انه ينبغي على المسلمين ان يعتنوا بهذا الحديث يتعلموا دينهم من هذا الحديث ان يعظموا شأن هذا الحديث تعلما وفقها وعناية دلالاته ومعانيه ومقاصده كما قال رحمه الله اعلم رحمنا الله واياك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعلمك في هذا الحديث ان جبريل عليه السلام انما سأل النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة اصحابه انما اراد ان يعلمهم امر دينهم فينبغي للمسلمين ان يعلموه فينبغي للمسلمين ان يعلموه فهذا تنبيه على عظم شأن هذا الحديث وانه حديث اشتمل على شرح الدين كله اشتمل على شرح الدين كله وكان اللي رواية ابن عمر رضي الله عنه هذا الحديث قصة وهي ان يحيى ابن يعمر يقول كان اول من قال في هذا القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت انا وحميد ابن آآ ابن عبد الرحمن حاجين او معتمرين قال فقلنا لو لقينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر كانت نشأة القدرية نفاة القدر وجدت عندهم على يد هؤلاء الرؤوس لهذا المذهب الباطل المنحرف القول بان الامر مستأنف ولا قدر وان الامور ليست بتقدير الله تعالى الله عما يصفون وسبحان الله عما يقولون فانتهز هذان فرصة حجهما او اعتمارهما للبحث عن واحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه ان المشكلات التي تشكل على المرء ينبغي ان يبحث فيها عن الاكابر ويكون السؤال لهم لا يكون السؤال لكل احد وانما يكون السؤال للاكابر اهل البصيرة والفهم ولهذا لم يسأل اي احد وانما تحري ان يلقيا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسألانه قلنا لو لقينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوافقنا عبد الله ابن عمر داخل المسجد فاكتنفناه انا وصاحبي احد عن يمينه والاخر عن يساره وهذا فيه شدة اغتباطهما بلقي هذا الصحابي الجليل فرحم وفرحهما بذلك فاكتنفاه اتياه كل واحد منهما من جانب يقول فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي فقلت له يا ابا عبدالرحمن انه قد ظهر قبلنا اي في جهتنا اناس يقرأون القرآن ويتقفرون العلم يقرأون القرآن ويتقفرون العلم اي يدعونه يدعون العلم وينتسبون اليه وانهم من اهل العلم ويزعمون ان لا قدر يزعمون ان لا قدر نفات للقدر ان الله لم يقدر افعال العباد وانما افعال العباد ليست من تقدير الله وليست داخلة في قدر الله سبحانه وتعالى لا قدر وان الامر انف يعني مستأنف. لا علاقة للقدر به فقال اذا لقيتموهم فاخبروهم اني منهم بريء وانهم مني براء تعلن براءة منهم لان هذا مذهب باطل مصادم للدين لان الايمان بالقدر اصل من اصول الايمان اصل من اصول الايمان قال ابن عباس رضي الله عنهما وسيأتي لاحقا عند المصنف قال القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده لا ينتظم امر الدين الا بالايمان بالقدر فاعلن براءته منهم ثم اقسم بالله قال والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو كان لاحدهم ملء الارض ذهبا انفقه في سبيل الله ما قبل الله منه ذلك حتى يؤمن بالقدر وذلك ان الكفر باي اصل من اصول الايمان الستة الاتي ذكرها في الحديث مبطل للعمل كله. مبطل للعمل كله كما قال الله جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالايمان بهذه الاصول اساس لا قبول للاعمال الا به ولهذا ترى في ايات كثيرة تقييد قبول العمل وترتب الثواب على وجود العمل بوجود هذا الاصل. كقوله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا قال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرة ثم قال حدثني عمر بن الخطاب وساق هذا الحديث بتمامه من اجل قول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. فساق الحديث كله بتمامه من اجل هذه اللفظة وان تؤمن بالقدر خيره وشره قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه احد منا هذا في ذلك الزمان يعد امرا في غاية الغرابة اما في زماننا ليس بغريب يأتي الان في زماننا الرجل من اقصى الدنيا ويصل الى المدينة وتراه لا تميزه بين لا ترى فرقا بينه وبين المقيم بينما في الزمن الاول اذا جاء مسافرا يظهر عليه وهج الشمس و لفح الهواء والتأثر بالرياح وهبوبها وشدتها حرارة الشمس يظهر عليه. ايضا الاتربة والغبار فواضح الفرق بين المقيم وبين القادم. اما في زماننا امر عادي جدا فيقول اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه احد منا ولا يعرفه احد منا هذا مما يؤخذ منه في ادب الطلب اتيان مجالس العلم بثياب النظيفة والهيئة الطيبة والهيئة الحسنة حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه ووضع كفيه على فخذين ثم قال يا محمد اخبرني عن الاسلام وما الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فعرف عليه الصلاة والسلام الاسلام بمبانيه الخمس كما تقدم معنا في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس. فعرفه بمبانيه. الخمس التي عليها قيام الاسلام قال صدقت قال فعجبنا انه يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وهذه اصول الدين ومحلها القلب الاول الذي ذكر في الاسلام اعمال ظاهرة والذي ذكر هنا في الايمان عقائد محلها القلب فمما يستفاد من ذلك ان الايمان والاسلام اذا جمعا يراد بالايمان العقيدة ويراد بالاسلام العمل تراد بالايمان العقيدة ويراد بالاسلام العمل فان هذه الست كلها كلها عقائد محلها القلب ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وان تؤمن بالقدر خيره وشره وهذه الاصول التي جمعت في الحديث جمعت في القرآن في غير موضع كقوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقوله ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا والايمان بالقدر داخل في الايمان بالله. لان القدر قدرة الله فهذه الاصول ستة يقوم عليها الدين اولها الايمان بالله وهو اصل اصول الايمان وبقية اصول الايمان تبع له كما مر معنا في الاية كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله كل هذه الاصول تبعا للاصل الاول الذي هو الايمان بالله والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته باعتقاد انه الرب الخالق المالك المدبر لا شريك له والايمان باسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وافراده تبارك وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والاصل الثاني من اصول الايمان الايمان بالملائكة وهم خلق لله عز وجل لا يعلم عددهم الا الذي خلقهم والايمان بهم ايمان باسمائهم واعدادهم واوصافهم ووظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل والايمان بالكتب اي بكل كتاب انزله الله وقل امنت بما انزل الله من كتاب على اي رسول وانها كتب اشتملت على الحق والهدى والنور والضياء وان من امن بها فقد افلح في دنياه واخراه ومن جحدها وكفر بها كان من الخاسرين والايمان بالرسل اي بكل رسول ارسله الله وانهم بعثوا بالحق والهدى وانهم بلغوا البلاغ المبين. وما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا اممهم منه بعثهم رسولا تلو اخر الى ان ختمهم بمحمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فهو خاتم النبيين فلا نبي بعده ولا رسول. صلوات الله وسلامه عليه والايمان باليوم الاخر هو ايمان بكل ما يكون بعد الموت بدءا من القبر ما يكون فيه من فتنة وعذاب او نعيم ثم البعث والنسور ثم القيام بين يدي رب العالمين ثم ما يكون في المحشر تطاير الصحف وضع الموازين بالقسط وانقسام الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وما جاء من تفاصيل في نعيم الجنة وعذاب النار فالايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان واساس من الاسس التي لا قيام للايمان الا عليها والايمان بالقدر هو الايمان بان الله سبحانه وتعالى احاط علما بكل شيء وانه كتب مقادير الخلائق وان الامور كلها بمشيئة الله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وانه تبارك وتعالى الخالق لكل شيء فالايمان بالقدر ايمان بهذه المراتب لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها. العلم والكتابة والمشيئة والايجاد قال صدقت اي قال جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام قال فعجبنا انه يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الاحسان وهذه الدرجة الاعلى من درجات الدين لان الحديث دل على ان الدين ثلاث مراتب الاسلام ثم اعلى منها الايمان ثم اعلى منه الاحسان فكل محسن مؤمن مسلم وكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا محسنا ولا كل مؤمن محسنا فالاحسان اعلى الدرجات وارفع الرتب وهو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ان تعبد الله سبحانه وتعالى عبودية في غاية الاتقان الاحسان بحيث ترتقي في عبوديتك لله عز وجل بان تعبده كانك تراه وسميت هذه الرتبة احسانا من الاحسان الذي هو الاتقان والاجادة للعمل تتميما وتكميلا وبلوغا به الى اعلى رتبه وارفعها قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت قال فاخبرني عن الساعة اخبرني عن الساعة. قال ما المسؤول عنها باعلى من السائل؟ اي علمها عند الله سبحانه وتعالى قال عمر رضي الله عنه فلبثت ثلاثا اي ايام ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر هل تدري من السائل هل تدري من السائل قلت الله ورسوله اعلم قال فانه جبريل عليه السلام اتاكم يعلمكم دينكم. يعلمكم دينكم واخذ من هذه الجملة اتاكم يعلمكم دينكم ان هذا الحديث اشتمل على بيان الدين كله اشتمل على بيان الدين كله وشرح الدين كله فهذا الحديث اجمل بيان الدين والسنة فصلته ولهذا اطلق على هذا الحديث بانه ام السنة قال رحمه الله اعلم رحمنا الله واياك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعلمنا في هذا الحديث ان جبريل عليه السلام انما سأل النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة اصحابه انما اراد ان يعلمهم امر دينهم فينبغي للمسلمين ان يعلموه واما قوله وسؤاله عن الاسلام فقد بينا لك في الحديث الذي قبله اي حديث ابن عمر. واما الايمان فواجب على كل مسلم ان يؤمن بالله وبجميع ملائكته وبجميع كتبه التي انزلها الله على رسله وبجميع انبيائه وبالموت وبالبعث من بعد الموت وبالجنة والنار وبما جاءت به الاثار في احاديث اخرى مثل ان يؤمن بالصراط والميزان وبالحوض وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار فيدخلون الجنة واشباه لهذا اي ان الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت واشباها لهذا مما يؤمن به اهل الحق من اهل العلم. ويجحده ويجحد به اهل الاهواء والبدع والضلالة ممن حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم الصحابة والتابعون لهم باحسان وعلماء المسلمين. ويؤمن بالقدر خيره وشره ويبرأ ممن لم يؤمن بالقدر خيره وشره كما تبرأ ابن عمر منه. اي ممن لم يؤمن وقوله واخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. فاعلم انه من عبد الله في علم ان الله عز وجل مطلع على عمله. يعلم سره وعلانيته. ويعلم ما تخفي من عملك وما تبدي وما تريد وما تريد بعلمك لعله الله اعلم عملك وما تريد بعملك الله تريد او غيره يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. يعلم ما انتم عليه. فاحذروه. فمن راعى هذا بقلبه بعلمه خشية من الله وخافه وعبده كما امره فان كنت عن هذه المراعاة في غفلة فانه يراك ثم اليه مرجعك فينبئك بما كنت تعمله فاحذر الغفلة في عبادتك اياه واعبده كما امرك لا كما تريد واستعن به واعتصم به فانه لا يقطع من لجأ اليه وقد ظمن لمن اعتصم به ان يهديه الى صراطه مستقيم اي كما في قوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم نسأل الله بمنه وكرمه ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا قل له والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه الله يا رب