الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اللهم اتنا من لدنك رحمة هيئ لنا من امرنا رشدا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. نسألك اللهم علما نافعا ينفعنا نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ثلاثمائة واحدى وثمانين. فائدة فائدة في بيان لذة الايمان. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم بالايمان بسم الله والطمأنينة الله وبهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ارحنا بالصلاة نعم الايمان والانس بالله عز وجل والطمأنينة بذكره هذا له لذة عظيمة وحلاوة كبيرة تعجز عن وصفها ولا يمكن التعبير عنها. لانها لذة متعلقة بالروح فهي فوق مستوى اللذات المادية لان اللذات المادية متعلقة بالجسد. اما هذه اللذة فمتعلقة بالروح هي لذة عظيمة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حان وقت الصلاة يقول ارحنا الصلاة يا بلال قال ارحنا بالصلاة فيجدون الراحة ويجدون اللذة والسعادة في الصلاح لان فيها صلة بالله عز وجل. وهذه اللذة عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس حلاوة الايمان فهي لذة الايمان وتسمى حلاوة الايمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان حلاوة الايمان هي هذه اللذة المقصودة هنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المتفق على صحته ذكر ثلاثة امور تحصل بها حلاوة الايمان. الامر الاول ان الله ورسوله احب اليه مما سواهما يحب الله محبة عظيمة محبة تظهر اثارها عليه بالاتباع والانقياد والطاعة. وليست مجرد دعوة فان كل الناس تدعي انها تحب الله ولهذا لما ادعى قوم محبة الله انزل الله تعالى اية المحنة ما هي نعم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فعلامة محبة الله هي اتباع رسول الله صلى الله عليه سلم ويظهر هذا في امور مثلا عندما يسمع الانسان المؤذن ينادي لصلاة الفجر وهو على فراشه ان كان صادقا في محبته لله فسينهض من فراشه ولن تفوته صلاة الفجر ولا غيرها لان محبة الله عنده عظيمة لا يمكن ان يقدم محبة النوم والراحة على محبة الله فهذا الذي عنده محبة الله عالية لن تفوته صلاة الفجر ولن تفوت غيرها من الصلوات. كذلك ايضا من من اثار هذه المحبة انها اذا تعارضت مع محبة مال او اهل او ولد او اي شيء فانه يقدم محبة الله تعالى عليها مثلا عرض له كسب فيه شبهة فهنا يتركه محبة لله لان محبة الله عنده اقوى من محبة المال وهكذا اذا كان امر اذا كان الامر متعلقا بزوجة او ولد او غير ذلك وتعارض مع محبة الله فانه يقدم محبة الله. وكذلك محبة رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا الخصلة الاولى ان تكون محبة الله ورسوله مقدمة على كل شيء ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. الخصلة الثانية ان يحب المرء لا يحبه الا لله هذه المشاعر الحب والبغظ هذه مشاعر عميقة وقظايا دقيقة فاذا كان الانسان يوجه مشاعر الحب والبغظ في الله ولله هذا دليل على قوة ايمانه وصدقه مع ربه ويجد بذلك حلاوة الايمان اما اذا كانت محبته وكرهه بناء على مصالحه ورغباته واهوائه وميوله هذا يكون بعيدا بعيدا عن ان يجد حلاوة الايمان. فعلى المسلم ان يجعل ولاءه لا في حب المرء لا يحبه الا لله. ويبغض المرء لا يبغضه الا لله. الحب في الله والبغض في الله اوثق عرى الايمان تحب هذا الانسان لانك رأيته انسانا صالحا مستقيما تبغض هذا الانسان لانك رأيته فاجرا. متجرأا على حرمات الله عز وجل ما انعكس وكان عنده ميول ومحبة ودفاع عن من يتجرأ على حرمات الله هذا دليل على ضعف ايمانه ولهذا قال الله تعالى ولا تكن للخائنين خصيما فالانسان الذي الخائن الانسان الذي يتجرأ على حرمات الله عز وجل. هذا يبغضه الانسان في الله تعالى ولا يحبه ولا يدافع عنه وفي المقابل من كان مستقيما على طاعة الله يحبه ويذب عن عرضه كل هذا في الله ولله هذه الخصلة الثانية الخصلة الثالثة انه يكره الكفر واهله ويكره فيمن اسلم بعدما كان كافرا يكره ان يعود في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فيكره الكفر واهله وهذه الخصلة الثالثة يعني موجودة ولله الحمد في كثير من من المؤمنين. يعني بعض الناس لو قيل له فقط افطر في نهار رمظان والا فعلنا بك كذا وكذا تجد انه اختار العقوبة الشديدة على على ان يفطر في نهار رمظان فهو يكره ايضا ان يترك الاسلام ويعتنق دينا اخر. يعتنق يعني يكفر بالله عز وجل كما يكره ان يقذف في النار ارأيت كراهته لان يقذف في النار كذلك يكره الكفر واهله وان يرتد عن الاسلام الى الكفر. هذه الخصال الثلاث من وجدها وحققها وجد حلاوة الايمان وايضا اذا حافظ على الطاعات واكثر من النوافل هذا ايضا من اسباب نيل حلاوة الايمان ان يحافظ على الطاعات ويكثر من النوافل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي باحب مما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه يعني انه يكون مسددا في اقواله وافعاله وجميع اموره وهو بهذا يجد حلاوة الايمان وحلاوة الايمان يعبر عنها بعض السلف يقول انه لتمر بالقلب اوقات يطرب بها فرحا انه لتمر بالقلب اوقات يطرب بها فرحا واني لاقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا النعيم انهم اذا لفي عيش طيب ويقول اخر انا نجد لذة لو يعلم عنها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف وهذه اللذة وحلاوة الايمان هي مذكورة في قول الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن الخلق الا بذكر الله تطمئن القلوب. وهذا دليل على ان الاكثار من ذكر الله من اسباب نيل هذه المحبة فعلى المسلم ان ان يحرص على ان يأتي بالاسباب الجالبة لهذه الحلاوة حلاوة الايمان وهذه الطمأنينة فانها نعيم عظيم. كما قال الامام ابن تيمية رحمه الله ليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الاخرة الا نعيم الايمان الايمان القوي المقصود الايمان يعني الايمان القوي هذا له نعيم وله انس وله طمأنينة وله حلاوة فوق الوصف يعني لا تعجز الكلمات عن التعبير عنها ولهذا ابن تيمية رحمه الله يقول ان ان هذا النعيم الذي يجده المؤمن في قلبه فيشبه نعيم الاخرة. بل ليس في الدنيا نعيم مما يشبه نعيم الاخرة الا هذا النعيم. وهذه الحلاوة ومن اسباب ايضا تحصيل هذه الحلاوة حلاوة الايمان قيام الليل قيام الليل هذا دأب الصالحين وهو وهو امان من النفاق وهو من اعظم اسباب تحصيل حلاوة الايمان لان الانسان اذا قام من الليل يكون فكره وذهنه صافيا بعيدا عن المشاغل. كما قال الله تعالى ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا. ما هي ناشئة الليل نعم قيام بعد النوم. نعم هي الصلاة بعد القيام من النوم. بعد ان تقوم من النوم تقوم وتصلي هذه غشاء الليل. هي اشد وطن يعني اكثر مواطئة ما بين القلب واللسان. واقوم قيلا يعني اصوب قراءة واعون على التدبر فهي من من اسباب نيل حلاوة الايمان. اذا نخلص الى ان حلاوة الايمان هذا نعيم متعلق بالروح. وانه ليس في الدنيا شيء يشبه نعيم الاخرة الا الا نعيم الايمان. وان من اعظم اسباب تحصيله. اولا ما ذكر في الحديث تحقيق الامور الثلاثة ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ونحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما ان يقذف في النار وايضا من اسباب تحصيلها الاكثار من ذكر الله دليله الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الاذى بذكر الله تطمئن القلوب. ايضا اه قيام الليل. قيام الليل هو من اسباب تحصيل الايمان ولذة الايمان. نعم. فائدة خطورة تتبع عورات المسلمين لله تعالى ان من تتبع عثرات الناس وعيوبهم سلط الله عليهم ان يفضحه ولو في بيته. من سنن لا تعينه. من سنن الله تعالى ان من تتبع عثرات الناس وعيوبهم. نعم. سلط الله عليه من يفضحه ولو في بيته. ويدل لذلك حديث ابي برزة الاسلامي رضي عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عورات فانه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته. نعم اه تتبع عورات المسلمين هذا من الامور المنكرة ومن سنة الله عز وجل ان من تتبع عورات الناس سلط الله عليه من يتتبع عورته جزاء وفاقا ومن يفضحه ولو في بيته وكشف الله وهتك ستره للناس ويدل لهذا هذا الحديث العظيم وقد روي من حديث ابي برزة ومن حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته يفضحه في حديث وفي رواية اخرى ولو في بيته ورواه الترمذي عن من حديث ابن عمر ثم قال الترمذي قال يعني نافع قال ونظر ابن عمر يوما الى الكعبة فقال ما اعظمك واعظم حرمتك والمؤمن اعظم حرمة عند الله منك فالترمذي لما ساق هذا الحديث قال بعد ذلك قال يعني نافع نظر ابن عمر يوما الكعبة فقال ما اعظمك واعظم حرمتك والمؤمن اعظم حرمة عند الله منك فالمؤمن حرمته عند الله عظيمة اعظم حرمته اعظم حتى من حرمة الكعبة. مع عظيم حرمتها كما قال ابن عمر رضي الله عنهما ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا حرمة المسلمين حرمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم كحرمة الشهر الحرام في البلد الحرام في اليوم الحرام والواجب على المسلم اذا وجد عورة في اخيه ان يستر عورته فان الستر عمل صالح عظيم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة فيستره وايضا يكون مع الستر النصيحة بادابها تكون نصيحة في السر وتكون بلطف ورفق قال الحافظ ابن رجب رحمه الله الناس على ظربين حوض ابن حجر في جامع العلوم والحكم يقول الناس على ضربين من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي فهذا اذا وقعت منه هفوة وزلة فلا يجوز كشفها ولا هتكها ولا التحدث بها لان ذلك غيبة محرمة. وفي ذلك قال الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. والمراد اشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه او اتهم به وهو بريء منه كما وقع ذلك لام المؤمنين عائشة رضي الله عنه القسم الثاني من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها لا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل عنه فهذا هو الفاجر المعلن وليس له غيبة كما قال الحسن اترغبون عن غيبة الفاسق اذكروه بما فيه كي يحذره الناس فاذا الناس على هذين الضربين انسان مستتر هذا يستر عليه ولا يجوز كشف عورته ولا التحدث بها الثاني انسان معلن مجاهر بفسق فهذا لا غيبة له والمراد هنا في هذا الحديث الانسان المستتر غير المجاهر فهذا الواجب هو الستر عليه وعدم تتبع عوراته وتتبع عورات الاخرين مرظ عند بعظ الناس. بعظ الناس عنده هذا المرظ مولع بتتبع عورات الاخرين تجد انه يجمع اخطاء فلان وزلات فلان واخطاء فلان هذا هذا من امراض النفوس. وتجد هذا الذي يفعل ذلك ان كان طالب علم تمحق بركة علمي فلا يستفيد من علمه بل يكون علمه حجة عليه ويضيع وقته في قيل وقالوا في تتبع عورات الناس ولا يجعل الله تعالى له القبول فان الله انما يجعل القبول لاهل الايمان والتقوى فمن قال سبحانه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فهذا مرظ نصيب بعظ الناس وربما ان هذا المريظ لا يشعر بمرضه. فيحتاج الى من يبصره فتتبع عورات الناس هذا من الامراظ واجب على على المسلم ان ينشغل بعيوبه عن عيوب الاخرين اللهم الا في جانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة اما نتبع عورات الناس ويجمع زلات الناس ويتتبعها ويشهرها فهذا من الامراظ نسأل الله العافية ومن فعل ذلك هتك الله ستره وسلط الله عليه من يتتبع عورته ويفضحه ولو في بيته ولهذا يقول بعض السلف ادركت اقواما لم تكن لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب يعني الناس ابرز عيوبه وادركت اناسا كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم وهذا جزاء وفاقا فعلى المسلم اذا ان يحرص على الستر على اخوانه المسلمين وعلى ان يتعامل مع الناس باخلاق المؤمنين وان يحب لاخيه ما يحب لنفسه والا يتتبع عورات الاخرين نعم نعم الجرح والتعديل او المبالغة فيه هل قد يدخل من هذا الباب؟ الجرح والتعديل هذا يكون في رواة الحديث هذا يكون في رواة الحديث. فهم الذين يعني كان علماء الحديث يعتنون فيهم بالجرح والتعديل وليس هذا من الغيبة. يقول فلان فيه نظر فلان فلان كذاب فلان كذا اما تطبيقه في الوقت الحاضر يعني على مسلمين هذا لا يجوز لا يجوز اللهم الا ان يكون انسانا مثلا مبتدعا بدعته ظاهرة فهذا هو الذي يحذر من بدعته. وان هذا مبتدع لاجل كذا وكذا اما انسان يعني اظهر الحرص على السنة والتمسك بالسنة لا يجوز تتبع عورته. وتتبع زلاته وجمعها وابرازها للناس واشهارها هذا لا يجوز. هذا من تتبع عورات المسلمين ومن فعل ذلك فانه اثم عند الله تعالى اثما عظيما والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا يعني خصوصا يركبون بعض المقاطع الى بعض المشايخ واللي ليس لها علاقة ببعض لكن يركبونها على سبيل الرد نعم كما ذكرت وذكر ذلك اهل العلم ذكر اهل العلم ان الانسان المعروف بالحرص على السنة والتحذير من البدعة حتى وان حصل منها هفوات لا يجوز ان تجمع هذه الهفوات وهذه الزلات وتكون في مقطع ثم تبرز للناس هذا لا يجوز وهذا يدخل في هذا الحديث تتبع عورات المسلمين. اما انسان قد رفع راية الدعوة الى البدعة يدعو الناس الى البدع ويريد ان يضل الناس وهنا يحذر منه يحذر منه بكل وسيلة سواء بالمقاطع او بغيرها نعم فائدة الاصرار على الرأي دائما ضعف وليس قوة. يظن بعض الناس ان التمسك بالرأي والاصرار عليه القوة وحقيقة الامر انه ضعف. وان القوة تكون في المرونة والمداراة. واعطاء كل وعطاء كل موقف ما يستحقه من الحزم او اللي جاء في سير اعلام النبلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر مع قوة ابي ذر في بدنه وشجاعته يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم. لا تأمرن لا تأمرن على اثنين ولا تلين ما يتيم وهذا محمول على ضعف الرأي. فانه لو ولي مال يتيم لانفقه كله في سبيل الخير. ولا ترك اليتيم فقيرا. فانه كان لا يجيز ادخار النقدين والذي يتأمر على الناس لابد ان يكون فيه حلم ومداراة. نعم. الاصرار على الرأي والتمسك به وعدم وجود المرونة هذا لا يعتبر قوة كما يعتقد بعض الناس وانما هذا ضعف بل غاية الضعف والقوة انما تكون في المرونة وفي المداراة وفي الحكمة وان يعطي كل موقف ما يستحقه من الحزم او اللين. هذه هي القوة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم قال لابي ذر يا ابا ذر اني اراك ضعيفا. طيب ابو ذر معروف بشجاعته. معروف بقوته في بدنه. ومعروف حتى بقوته في رأيه فكيف هذا الظعف وجه ذلك العلماء ومن ذلك الحافظ الذهبي هنا بان المقصود بهذا الظعف المقصود به ظعف الرأي يعني عدم المرونة لانه كان رظي الله عنه يتمسك برأيه وكان له رأي في انه لا يجوز ادخار المال فوق الحاجة ولم يحتفظ ايضا بهذا الرأي نفسه. كان ينكر على الناس ويذهب للاسواق وينكر على الناس انه لا يجوز احد ان يدخر المال فوق حاجته فتكلم معه الصحابة وحاوروه لكن تمسك برأيه لانه كان معروفا بهذا ان يتمسك برأيه بعد ذلك يعني عثمان رضي الله عنه اغلظ عليه بانه لا لا يثير في الناس هذا الرأي لان هذا رأي انفرد به فبقي في الربذة والصحيح ان عثمان لم ينفه كما هو موجود في بعض الكتب لم ينفيه عثمان وانما يعني عثمان تكلم معه في هذا وفي غيره ايضا لانه كان له اراء متمسكا له اراء متمسك بها فاصر عليها فكأنه يعني لما رأى تضايق يعني امير المؤمنين وبعض الصحابة من ارائه هو الذي اعتزل وبقي في الربذة الى ان مات رضي الله عنه سنة اثنين وثلاثين من الهجرة واذا هذا الظعف الذي اشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله اني اراك ظعيفا المقصود به ظعف الرأي ولهذا قال اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي. قدم له بهذه المقدمة اللطيفة ويستفادوا من هذا ان من اراد ان ينصح غيره ينبغي ان يقدم هذه النصيحة بلطف يقدمها يعني برفق ولين. وايضا يعني يبين ان مقصوده هو النصح وليس له مقصود اخر لان الشيطان للانسان بالمرصاد وقل لعبادي بالتي هي احسن. فهنا النبي عليه الصلاة والسلام اراد ان يقدم لهذه النصيحة قال احب لك ما احب لنفسي فلما قال احب لك ما احب لنفسي هنا يعني كانه يقول لها انا اريد ان امحضك النصيحة فاستمع لما اقول وشخص حالته قال اني اراك ضعيفا. يعني عندك ضعف في الرأي لا تأمرن على اثنين لان المرونة تحتاج لان الامارة تحتاج الى مرونة يحتاج الى حلم ومداراة واخذ وتوازنات ونحو ذلك وابو ذر رضي الله عنه لا يملك هذا وابو ذر رضي الله عنه كان له يعني شخصية آآ مستقل بها معروف بتمسكه بارائه ولا تولين مال يتيم ايضا لانه لو تولى مال اليتيم انفقه كله في في سبل الخير. لكونه لا يرى ادخار ما زاد على الحاجة فهنا النبي عليه الصلاة والسلام نصحه بهذه النصيحة لا ليس كل انسان يكون مناسبا للامارة حتى لو كان صالحا حتى لو كان اتقى عباد الله فالامارة والادارة شيء والصلاح شيء اخر ابو ابو ذر رضي الله عنه هو خامس خمسة من السابقين للاسلام. ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا تأمرن على اثنين عمر رضي الله عنه اسلم متأخرا بعده بكثير ومع ذلك هو الخليفة الراشد الثاني لان مقومات الامارة موجودة في لديه. فليس كل انسان يكون مناسبا لامارة او للادارة فاذا كان الانسان يعرف من نفسه عدم مناسبته ينبغي ان يتنحى ويعتذر عن الامارة او الادارة وكذلك ايضا ولاية مال اليتيم وما كان في حكمها كنضارة الاوقاف والوصايا ونحو ذلك اذا كان الانسان يعرف من نفسه عدم كفائته عدم قدرته يعرف من نفسه انه انسان مثلا فوضوي وربما اختلطت اموال اليتيم بامواله ولم يستطع ان يميز بينه هنا يعتذر لا يتولى مال يتيم. ولا يتولى اوقاف ولا يتولى وصايا وهكذا لو رأى من نفسه ايضا يعني انه ليس عنده الاراء السديدة وان الناس كثيرا ما يستدركون عليه في ارائه فهنا ايظا لا يتأمرن على اثنين الانسان له نقاط قوة ونقاط ضعف. فينبغي ان يعرف نقاط ضعفه ونقاط قوته وان يكون في مجالات القوة ونقاط القوة لا في مجالات الظعف فهذا الحديث العظيم يعني اصل في هذا الباب والامارة تحتاج الى امرين القوة والامانة بل الولاية عموما تحتاج الى القوة والامانة. ان خير من استأجرت القوي الامين وجميع نظريات الادارة قديما وحديثا ترجع الى هذا المعنى لكن اجتماع القوة والامانة في شخص هذا نادر او قليل كما قال عليه الصلاة والسلام الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة راحلة يعني هو الذي اجتمعت فيه القوى والامانة. لاحظ نسبتهم من واحد بالمئة واقل الذي تجتمع فيه القوة والامانة فان كان ليس فيه قوة ولا امانة هذا لا يصلح اطلاقا لا يصلح الولايات ان كان فيه قوة وليس فيه امانة او امانة وليس فيه قوة. فايهما يقدم نعم الامانة طيب اذا كان امين لكنه ضعيف ويتسلق عليه الناس يحققون مراداتهم اذا ما الفائدة من امانته طيب اذا كان قويا ويظلم الناس هنا نقول الصحيح في هذا انه بحسب كل عمل بعض الاعمال تحتاج قوة وبعض الاعمال تحتاج لامانة فمثلا الامارة تحتاج قوة اكثر من الامانة لو كان امينا وضعيفا لا يهاب وآآ القضاء يحتاج الى الى الامانة اكثر من قوة يكون هذا بحسب طبيعة كل عمل يكون بحسب طبيعة كل عمل فهذا الحديث اذا حديث عظيم هو اصل في هذا الباب ولذلك على الانسان ان يكون عنده مرونة في ارائه لا يتمسك بارائه. يتهم رأيه كما قال بعض السلف الامام الشافعي وغيره قولنا صحيح يحتمل الخطأ وقول غير خطأ يحتمل الصواب الانسان لا يتمسك برأيه قد يكون الصواب في غير رأيه فان كان طالب علم هناك طلبة علم اكثر منه علما وهناك علماء وهناك كذلك ايضا في اي مجال حتى في مجالات الدنيا وامور الدنيا فالانسان يستفيد من غيره ولا يتمسك برأيه. فيكون عنده مرونة ويكون عندهم مدارات واذا استدعى الامر ان يغير رأيه غير رأيه اذا مثلا كان لها رأي وتبين ان الصواب في خلاف يغير رأيه ولذلك نجد ان الائمة كانوا يفعلون هذا مراجعات الامام ابي حنيفة الامام مالك الامام الشافعي الامام احمد هذا ليس عيبا في الانسان هذه هي القوة القوة في هذا ان الانسان يكون عنده مدارات ويكون عنده مرونة ويعطي كل موقف ما يستحقه من الحزم او من اللين ليس دائما الحزم محمودا وليس دائما اللين محمودا ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا وقد لبس خاتمة من ذهب استخدم معه اسلوب الحزم نزعه من يده ورماه قال يعمد احدكم الى جمرة من نار فيضعها في يده قالوا لهذا الرجل خذ خاتمك فبعه وانتفع به. قال والله لا اخذ خاتما نزعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني نفع معه اسلوب الحزم لكن في المقابل الاعرابي الذي بال في المسجد النبي عليه الصلاة والسلام ترفق معه وقال دعوه ونصحوه برفق ولين لانه موقف يستدعي ذلك فاحيانا يكون الحزم هو الحكمة. واحيانا يكون اللين هو الحكمة والمطلوب من من الانسان ان ينزل كل موقف بحسب ما يستحقه من الحزم او من اللين وان يكون لديه مرونة فان اذا كان لديه مرونة هذه هي القوة وليس القوة هو التمسك بالرأي وعدم التنازل عنه. هذا ليس قوة بل هو ضعف نكتفي بهذا القدر في التعليق على لطائف الفوائد والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد