الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس الحادي والعشرون هذا اليوم الاثنين السابع عشر من شهر رجب من عام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة ونبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد قد ذكرنا فيما سبق اننا آآ سننتهي ان شاء الله من لطائف الفوائد نهاية الفصل الدراسي القادم وان الفوائد المتبقية لن نأخذها كلها وانما يعني سننتقي ابرزها لان بعضها قد لا تكون ايضا مناسبة للدرس فلهذا ننتقل الى الفائدة رقم خمس مئة واحدى وستين خمسمائة واحدى وستين فائدة تنوع ابواب الخير اه قد يفتح للانسان في باب من ابواب الخير ولا يفتح له في غيره فينبغي ان يغتنم ما فتح له فيه ولا يعيب على غيره ممن لم يفتح له فيه فعن عبد الله العمري العابد انه كتب الى ما لك يحظه على الانفراد والعمل وكتب اليه ما لك ان الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق رب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم. واخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم. واخر فتح له في الجهاد ونشر العلم آآ واخر فتح له في الجهاد ونشر ونشر العلم من افضل اعمال البر قد رضيت بما فتح لي فيه وما اظن ما انا فيه بدون ما انت فيه. وارجو ان يكون كلانا على خير وبر اه هذه القصة اوردها الذهبي في السير ان رجلا عابدا كتب الى الامام مالك يحظه على مزيد من الانفراد والعمل وينتقده بانه ليس بكثير صيام النافلة ونحو ذلك رد عليه الامام مالك بهذا الرد اللطيف والمفيد ان الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق والمسألة مسألة فتوحات وقد يفتح الله تعالى على الانسان في باب ولا يفتح عليه في باب اخر وذكر ابوابا من الخير وقال آآ قد رضيت بما فتح لي فيه. وفي رواية اخرى عنه انه قال وانا قد فتح لي في باب نشر العلم وتعليمه وما انا فيه بما وما انا فيه باقل مما انت فيه وكلانا على بر وخير. وعلق بعض اهل العلم قال بل ما فيه الامام مالك خير مما فيه هذا العابد فان هذا العابد انما يتعبد بعبادات نفعها قاصر على صاحبها. بينما الامام ما لك اه يتعبد بتعليم العلم ونشره وهذا نفعه متعد وما كان نفعه متعد افضل مما كان نفعه قاصرا على صاحبه اولا مطلوب من من المسلم ان يحافظ على الفرائض. هذه مطلوبة من الجميع. الفرائض والواجبات الشرعية مطلوبة من الجميع واما النوافل فقد يفتح للانسان في باب ولا يفتح له في باب اخر فينظر الانسان الى الباب الذي فتح له فيه ولهذا جاء في الاثر من فتح له باب خير فلينتهزه فانه لا يدري متى يغلق عليه. روي هذا مرفوع عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا يصح ففتح له باب خير فلينتهزه فانه لا يدري متى يغلق عليه اذا فتح لك في باب من ابواب الخير ينبغي ان تغتنمه لا تدري متى يغلق هذا الباب ومن اسماء الله عز وجل الفتاح والله تعالى من اسمائه الفتاح ويفتح على عباده بما يشاء يفتح عليهم بالرحمة يفتح عليهم بالبركات يفتح عليهم بالنصر يفتح عليه بالتوفيق للاعمال الصالحة فمن الناس من فتح له في باب الصلاة تجده كثير الصلاة يحافظ على الفرائض ويكثر من من من من من النوافل الصلاة لا تكاد تجده الا وهو مصلي. يحب الصلاة يرى ان بهجته وقرة عينه في الصلاة هذا باب عظيم من ابواب الخير من الناس من فتح له في باب صيام النافلة تجد انه كثير الصيام بل بعضهم يصوم يوما ويفطر يوما هذا باب من ابواب الخير. باب عظيم من الناس من فتح له باب الصدقة فهو كثير البذل والانفاق في سبل الخير من الناس من فتح له في باب مساعدة الاخرين يحب ان يساعد الاخرين ببدنه وبماله وبجاهه وبالارشاد والدلالة يعني فهو قد فتح له في هذا الباب ومن الناس من فتح له في باب الاحتساب والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الناس من فتح له في باب المساعدة في تغسيل الجنائز وتجد انه قد ندب نفسه بمغاسل الجنائز وكل يوم في آآ يخصص يخصص جزءا من وقته للمغسلة لتغسيل الموتى هذا باب خير باب عظيم من ابواب الخير ومن ابواب الاعمال الصالحة ومن الناس من فتح له في باب المساعدة في دفن الموتى تجد ان انه كل يوم في المقبرة يساعد هؤلاء الذين يأتون بامواتهم يساعدهم في الدفن ويعينهم ويرشدهم ويدلهم هذا باب عظيم من ابواب العمل الصالح ومن الناس من فتح له في باب الدعوة الى الله عز وجل وقد سخر وقته وماله وجهده في الدعوة الى الله عز وجل ومن الناس من فتح له في باب العناية بتربية النشء على فضائل وعلى القيم وعلى الصلاح وعلى الاستقامة ومن الناس من فتح له في باب الدعاء. هو كثير الدعاء كثير التأله ومن الناس من فتح له في باب اه تعليم العلم ونشره تجد له دروسا ومحاضرات وينشر العلم في دروس وفي محاضرات وفي كتب في مقاطع ابواب الخير وابواب الاعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة فلينظر الانسان الى الباب الذي فتح له فيه وليغتنمه المهم ان يعمل المهم العمل لان بعض الناس لا يعمل وانما يبقى منظرا وجدليا ولهذا يقول بعض السلف اذا اراد الله بعبد خيرا فتح له باب العمل واغلق عليه باب الجدل واذا اراد بعبد شرا اغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل وهذا نجده في الواقع بعض الناس عملي ولا يجادل وبعض الناس على العكس لا تجده الا مجادلا معترظا يعترض على كل شيء ينظر لكن في باب العمل لا تجد عنده شيئا يذكر هذا من قلة التوفيق احرص على ان ان تركز على جانب العمل وان تبتعد عن الجدل والتنظير وان يكون لك اسهام في باب من ابواب الخير تنفع به المسلمين ولهذا يعني هذه المسألة مسألة آآ مهمة. بعض الناس قد يفتح له في باب لكنه لا يغتنم هذا الباب الذي فتح له فيه ويكون سلبيا يكون سلبيا عندما ترى واقعه لا تجد منه اي نفع يذكر مع انه يجيد بعض بعض الامور يجيد عنده بعض المهارات مثلا في باب المساعدة محتاجين في باب تعليم القرآن في باب يعني عنده قدرة عنده طاقة لكنه محروم من من اه ان ينفع اه غيره هذا هو الحرمان ولذلك اذا فتح لك يا اخي في باب من ابواب الخير فاحرص على ان ان تغتنم هذا الباب وان تفيد آآ وان آآ افيد غيرك من هذا الباب الذي فتح لك فيه. والموفق من وفقه الله ننتقل للفائدة رقم خمس مئة واثنين وستين قصة فيها عبرة لما حظرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قيل له تركت بنيك فقراء لا شيء لهم وكان في مرض موته قال ادخلوهم علي فادخلوهم بضعة عشر ذكرا ليس فيهم بالغ فلما رآهم ذرفت عيناه ثم قال يا بني والله ما منعتكم حقا هو لكم ولم اكن بالذي اخذ اموال الناس فادفعها اليكم وانما انتم احد رجلين اما صالح فالله يتولى الصالحين واما غير صالح. فلا اترك له ما يستعين به على معصية الله. قوموا عني ولقد رؤي بعض ولده حمل على مائة فرس في سبيل الله يعني اعطاها لمن يغزو عليها. وهذا يدل على ان المؤدي للامانة مع مخالفة بهواه يثبته الله تعالى فيحفظه في اهله وماله بعده هذه القصة قصة مشهورة عن عمر بن عبد العزيز عمر ابن عبد العزيز ابن مروان ابن الحكم وامه بنت عاصم ابن عمر ابن الخطاب فجده لامه عمر بن الخطاب وقد اشتهر قصة ان عمر رضي الله عنه كان من حسن سياسته انه كان يتفقد رعيته فخرج ذات يوم في المدينة يتفقد الرعية وكان قد نهى عن خلط اللبن بالماء فاذا امرأة تقول لابنتها يا بني اخلطي الماء باللبن قالت البنت اليس نهى عن ذلك امير المؤمنين قالت الام وما يدري امير المؤمنين عنا قالت البنت اذا كان امير المؤمنين لا يدري فالله يدري والله لا افعل فاعجب عمر رضي الله عنه جواب هذه البنت وتصرفها وهو يستمع وهم لم يعلموا به فلما اصبح دعا ابنه عاصما وقال له اسأل لي عن هذه البنت فسأل عنها واتاه بمعلومات فاعجبه شأنها اولا هذا الموقف الذي حصل منها ثانيا المعلومات التي جمعها عنها فخطبها لابنه عاصم وقال له تزوجها يا بني فما احراها ان تأتي بفارس يسود العرب وهذا من فراسة عمر رظي الله عنه وهو المحدث الملهم فتزوجها عاصم فولدت له بنتا تزوج هذه البنت عبدالعزيز ابن مروان فانجبت له عمر ابن عبد العزيز وهو يلقب بخامس الخلفاء الراشدين اه والكلام عن سيرته يطول سيرته سيرة عطرة ثرية رضي الله عنه لكن يهمنا هذه القصة المذكورة هنا وهي قصة مشهورة في كتب السير وذكرها هنا ابن تيمية رحمه الله آآ انه آآ كان على عناية بالمحافظة على بيت المال المحافظة الشديدة لدرجة انه كان ذات مرة اه كان قد اوقدت له شمعة ينظر في مصالح المسلمين ثم اتاه رجل يريد ان يتحدث معه فاطفأ الشمعة وقال هذه الشمعة من بيت المال ولما كنت انظر لمصالح المسلمين كنت انتفع بضوء الشمعة. اما الان فانت تريد تحدثني في امر اخر. فاطفأ الشمع من شدة بورعه آآ لما حضرته الوفاة قيل له تركت بنيك وكان عنده سبعة عشر ابنا ذكرا كل ابنائه ذكور فقراء لا شيء لهم. فقال ادخلوهم علي فذرفت عيناه. وقال هذه المقولة يا بني والله ما منعتكم حقا هو لكم ولم اكن باخذ اموال الناس فادفعها اليكم يعني ما عندي شي ما عندي شي وانما انتم احد رجلين اما صالح والله يتولى الصالحين واما غير صالح لا اترك له ما يستعين به على معصية الله وسبحان الله بعد وفاته اغنى الله عز وجل اولاده وفتح عليهم ابوابا واسعة من الرزق حتى انه رؤيا بعظ ولده اعطى مئة فرس في سبيل الله لا يعطي مئة فرس في سبيل الله الا انسان ثري جدا فاغناهم الله عز وجل انظر كيف ان الله سبحانه حفظ اولاده بعده واغناهم فهذه القصة فيها عبرة فان عمر رضي الله عنه لما اتقى الله عز وجل في امر بنيه ولم يعطهم شيئا ليس لهم ولم تأخذه العاطفة وانما تركهم لله عز وجل اغناهم الله سبحانه وتعالى. حفظ الله تعالى بنيه واغناهم وفتح عليهم ابوابا من الرزق. فكانت هذه القصة قصة عظيمة اشتهرت وآآ وهي تدل على ان الانسان اذا اتقى الله عز وجل فان الله تعالى يجعل له فرجا ومخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ويرزق اولاده ويحفظه في اهله وفي اولاده ننتقل للفائدة الرقم خمس مئة وثلاثة وستين الاعمال التي تكتب بعد الموت الذي يكتب للانسان بعد مماته امران ما قدمت يداه واثاره التي خلفها في الدنيا وان كانت اثارا حسنة كتب له بها حسنات ما دامت هذه الاثار باقية. وان كانت اثارا سيئة كتب له بها ذنوب ما دامت هذه الاثار باقية كما قال الله تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثاره اي نكتب اعمالهم التي باشروها بانفسهم واثارهم التي آآ اثروها من بعدهم فنجزهم على ذلك ان خيرا فخير وان شرا فشر هذا الكلام كلام ابن كثير في تفسيره في تفسير الاية وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فعمل بها آآ بعده كتب له مثل اجر من عمل فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها ولا ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقصه من اوزارهم شيء رواه مسلم ومن اعظم الاثار التي يخلفها المسلم بعد مماته ما جاء في حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. رواه مسلم وتأمل هل لديك الان شيء من هذه الاثار الانسان ما دام حيا فباب العمل مفتوح وباب التوبة مفتوح وبالامكان ان يتدارك لكن عندما يموت ينقطع باب العمل وينتقل الى دار الجزاء والحساب والجزاء جزاء الانسان يكتب على امرين على الاعمال التي عملها في الدنيا والامر الثاني الاثار التي خلفها بعده فان كانت اثارا حسنة كتبت له وان كانت اثارا سيئة كتبت عليه كما قال الله عز وجل انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم فالانسان يكتب له بعد مماته امران. ما قدمت يده والاثار ان كانت حسنة فله وان كانت سيئة فعليه وكما يدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. يعني اه يكتب له العمل بهذه الحسنة والاثار وكذلك من سن في الاسلام سنة سيئة. يكتب عليه وزرها وايضا تكتب عليه الاثار ولهذا فينبغي ان يجعل المسلم هذه الاية العظيمة نصب عينيه انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارا بعض الناس لا يفهم انه يكتب له يوم القيامة الا فقط ما عمل لا نقول نعم يكتب لك ما عملت ويكتب لك او عليك الاثار التي خلفتها بعد مماتك ان كانت اثارا حسنة كتبت لك حسنات وان كانت اثارا سيئة كتبت عليك السيئات فما اعظم اجر من خلف اثارا حسنة تدر عليه حسنات وهو في قبره وما اعظم حسرة من خلف اثارا سيئة تزيده ذنوبا وسيئات وهو في قبره فانظر الى الفرق العظيم بين الحالين تحرص يا اخي المسلم على ان يكون لك في هذه الدنيا اثار حسنة ما هي الاثار الحسنة؟ من اعظم هذه الاثار ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. هذه اعظم الاثار الاول الصدقة الجارية الوقف الوقف هو اعظم ما تبذل فيه الاموال ولهذا لما استشار عمر النبي صلى الله عليه وسلم في انفس مال اصابه في حياته والمستشار مؤتمن بماذا اشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم الجواب اشار عليه بالوقف قال اهل العلم ولو كان هناك شيء افضل واعظم من الوقف لاشار به النبي صلى الله عليه وسلم على عمر لان المستشار مؤتمن دل ذلك على ان الوقف هو افضل ما تبذل فيه الاموال احرص يا اخي المسلم على ان تجعل لك وقفا ولا يلزم ان يكون الوقف بالملايين كما قد يفهم بعض الناس ولو يعني بامر يسير بعمل يسير يعني بعض الناس مثلا يوقف له مصحفا اجعله في مكان يقرأ فيه هذا وقف عظيم. بعض الناس يوقف له مثلا اه برادات مياه بعض الناس يوقف في في مثلا مغاسل الموتى ما ما يحتاج يحتاج اليه في تغسيل الاموال او يوقف اكفال الموتى او نحو ذلك واذا كان عند الانسان مال فالافظل ان ان يوقف عقارا او شيئا له ريع شيئا له ريع بحيث يوقف يحبس الاصل يستفاد من هذا الريع فان الوقف هو تحبيس الاصل وتسبيل المنفعة وبعض الناس يؤتى من جهة التفريط عنده رغبة في ان يوقف لكنه يسوف ويسوف ويسوف حتى يأتيه الموت بغتة. او يأتيه مرض الموت بغتة ولا يستطيع ان يعمل شيئا ولذلك اقول ان كثيرا من الموتى المسلمين كانوا قد خططوا لجعل اوقاف لهم لكن فجأهم الموت او مرض الموت فلم يتمكنوا فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره واذا لم يوقف الانسان عن نفسه في حياته فلا ينتظر من ورثته بعد مماته ان يوقفوا عليه لن يكون الورثة احرص منك على نفسك فاحرص على ان تبادر وان توقف ما يتيسر مما يبقي لك الاثر بعد مماتك. ويدر عليك حسنات وانت في قبرك والامر الثاني او علم ينتفع به والمقصود بذلك علوم الشريعة فان من خلفها يكتب له اجرها واجر من انتفع بها كأن يكون عالما وله طلاب او يؤلف مؤلفات ينتفع بها الناس او انه يساعد على نشر تلك المؤلفات ونشر العلم الامر الثالث او ولد صالح يدعو له دعاء الولد ينفع الميت وانما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الولد الصالح بانه صالح لامرين. الامر الاول ان الولد الصالح عادة هو الذي يحرص على ان يدعو لوالده. اما غير الصالح فسرعان ما ينسى والده الامر الثاني ان دعاء الولد الصالح احرى بالاجابة وهذا يدل على ان دعاء الاولاد انه ينفع اباءهم وامهاتهم ينفع اباءهم وامهاتهم فدعاء الاولاد ينفع الاباء والامهات فاحرص على ان تدعو لوالديك في حياتهما وبعد مماتهما فان هذا من اعظم البر بهما وقد امر الله تعالى به فقال وقل ارحمهما كما ربياني صغيرا فهذه الايام صحائف هذه الايام صحائف الاعمال تخلد خلد هذه الايام باحسن الاحوال اجعل لك اثارا حسنة تدر عليك حسنات بعد مماتك تغتبط بها بعد مماتك ولذلك ذكر الله عز وجل عن ابراهيم انه قال واجعل لي لسان صدق في الاخرين اي اجعل لي ذكرا حسنا في من يأتي من بعدي من المؤمنين فالذكر الحسن والاثار الحسنة هذه ينبغي ان يحرص عليها المسلم وفي المقابل فان الاثار السيئة تكتب على الانسان اذا خلف الانسان امورا يستعين بها غيره على معصية الله فتكتب عليه السيئات وتكتب عليه ذنوب وهو في قبره ومن ذلك على سبيل المثال ان يجعل له مثلا مواقع على النت مواقع في معصية الله عز وجل وكل من اطلع على الصور في هذا الموقع يكتب على هذا الميت ذنوب بمثل الذنوب التي تقع على من تصفح هذا الموقع ولهذا ينبغي لمن مات ان يبادر ورثته بتفقد اه اثاره فان كانت اثارا سيئة فيحرصون على ازالتها وان كانت اثارا حسنة يحرصون على تنميتها وهذا يدل على خطورة نشر الاعمال السيئة وان الذنوب تكتب على من نشر تلك الاعمال السيئة ليس فقط في حياته. بل حتى بعد مماته ويستمر وزرها كتابة الذنوب على صاحبها ما دام تلك الاعمال السيئة باقية طيب انتقلوا للفائدة طبعا الفائدة التي بعدها لقصة مشهورة غير صحيحة قصة الشيخ محمد إبراهيم يعني هذه القصة موجودة امامك في اللطائف هذه فقط طرد التنبيه على انها قصة غير صحيحة. ننتقل للفائدة خمس مئة وخمسة وستين هل الاصل في المسلم العدالة آآ يجري على السنة بعض الناس الاصل في المسلمين العدالة هل هذا صحيح؟ اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من قال الاصل في المسلم العدالة عدم العدالة امر طارئ ومنهم من قال الاصل في الانسان عموما مسلما وغير مسلم عدم العدالة والعدالة امر طارئ. وقد رجح هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله قال واما قول من يقول الاصل في المسلمين العدالة فهو باطل بل الاصل في بني ادم الظلم والجهل. كما قال تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا هذه المقولة مقولة الاصل في المسلمين العدالة اه يطلقها بعض الناس. هل الاصل في المسلمين العدالة من اهل العلم من قال ان الاصل في المسلمين عدالة وقال ان هذا هو الاصل في المسلم والقول الثاني ان الاصل في الانسان عموما عدم العدالة لان الله تعالى خلقه ظلوما جهولا وقال سبحانه انه كان ظلوما جهولا. قال وحملها الانسان انهم كان ظلوما جهولا فالاصل في الانسان الظلم والجهل وكما قال عز وجل واشهدوا ذوي عدل منكم وهذا نص في ان الاسلام غير كاف في العدالة فلو كان الاسلام كافيا لما قيد الشاهدين بقوله ذوي عدل ولقال اشهدوا اثنين منكم وانما قال في الاية ذوي عدل منكم وهذا يدل على ان الاصل عدم العدالة وهذا هو الذي عليه عمل قضاة المسلمين من قديم الى وقتنا هذا وهو انهم يطلبون تزكية الشهود ولو كان الاصل في المسلمين العدالة لما طلب تزكية الشهود فعمل القضاة من من من عهد النبوة الى وقتنا هذا هو هو ان القاضي عندما يؤتى له بشهادة يطلب تزكية هذا الشاهد لان الاصل عدم العدالة. ويطلب من يعدله من يزكيه هذا هو القول الراجح ان الاصل في الانسان عدم العدالة انه كان ظلوما جهولا. وكما يقول ابو الطيب المتنبي والظلم من شيم النفوس فان تجد ذا عفة فلعلة لم يظلم يعني يقول ان الظلم هو من شيم النفوس وهذا كما قال الله تعالى عن الانسان انه كان ظلوما جهولا. اذا هذه المقولة مقولة ان الاصل العدالة هذا هذه مقولة غير صحيحة بل الاصل في الانسان عدم العدالة والعدالة امر طارئ طيب ننتقل للفائدة رقم خمس مئة وستة وستين من لم يقرن عزمه في المستقبل بالمشيئة لا يتحقق مراده غالبا ينبغي لمن اخبر عن عزمه فعل شيء في المستقبل ان يقرن ذلك بمشيئة الله لقول الله تعالى ولا تقولن لشيء فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. ومن لم يقدم ذلك بالمشيئة فانه نوع نوع تأل على الله. وفي الغالب لا يتحقق مراده. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الامور لا تحصل الا بمشيئة الله فاذا العبد عليه من غير تعليق مشيئته لم يحصل مرادهم فانه من يتألى على الله يكذبه الله الانسان لا يملك في المستقبل لا الزمان ولا المكان ولا يملك ان ان تكون الظروف مواتية ولا حتى يملك ولا يظمن انه يعيش الى تلك اللحظة المستقبلية ولذلك فينبغي ان يتأدب مع الله لا يقول سأفعل هذا الشيء في المستقبل الا ان يقرن ذلك بمشيئة الله كما قال الله سبحانه ولا تقولن لشيء لفاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله كون الانسان يقول سافعل وسافعل وسافعل هذا نوع تأل على الله عز وجل. ولذلك كما قال ابن تيمية رحمه الله ان من لم يقرن ذلك بالمشيئة فانه في الغالب لا يتحقق مراده في الغالب لا يتحقق مراده لانه قد تألى على الله عز وجل بذلك ولذلك يا اخي اذا اردت ان تخبر عن شيء تريد ان تفعله في المستقبل فاقرن ذلك بالمشيئة تستفيد بذلك فائدتين. الفائدة الاولى البركة. فانك اذا قارنت ذلك بمشيئة الله عز وجل يبارك الله تعالى لك في هذا الامر والفائدة الثانية ان هذا من اسباب تحقيق ذلك الامر. لانك لو لم تقرن ذلك بالمشيئة ففي الغالب انه لا يتحقق. لان من يجزم بفعل امره في المستقبل من غير ان يقرن ذلك بالمشيئة يكون قد تألى على الله ومن تألى على الله فان الله يكذبه ولا يتحقق مراده في الغالب وقد يتحقق امتحانا من الله عز وجل او استدراجا او بحسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل. لكن في الغالب ان مراده لا يتحقق قط ولذلك فاقول ان ان كون الانسان اه يخبر عن امر انه سيفعله في المستقبل من غير ان يقرن ذلك بمشيئة الله ونوع تأل على الله وايضا سوء ادب مع الله عز وجل لان الانسان انسان ضعيف لا يظمن اصلا ان يعيش الى تلك اللحظة ولا يملك الزمان ولا يملك المكان ولا يملك ان تكون الظروف مواتية فكيف يجزم بانه سيفعل سيفعل ذلك في المستقبل فاعرف قدرك ايها الانسان وتأدب مع ربك ومع خالقك فاذا اردت ان تفعل شيئا في المستقبل اقرن ذلك بمشيئة الله قل ان شاء الله جاء في الصحيحين ان سليمان ابن داوود عليه وعلى ابيه وعلى الانبياء جميعا الصلاة والسلام وقد اعطاه الله عز وجل ملكا عظيما قال لاطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله ولم يقل ان شاء الله فطاف على تسعين امرأة وطأ تسعين امرأة اعطاه الله قوة عظيمة فلم تلد له امرأة منهن الا امرأة واحدة ولدت له شق انسان اي نصف انسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو قال ان شاء الله لكان دركا لحاجته ولم يحنث لو قال ان شاء الله لادرك حاجته وولدت كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله ولم يقع في الحنث. لان الانسان اذا حلف وقرن الحلف بالمشيئة لم يحنث وهذه فائدة ولذلك يقال لا يحنث فقيه لماذا؟ لان الفقيد اذا اراد ان يحلف يقرن الحلف بالمشيئة. فيقول والله لافعلن كذا ان شاء الله. والله لافعل كذا ان شاء الله فهو سواء فعله او لم يفعله لا يحنث. ولا يلزم كفارة يمين. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف فقال ان شاء الله لم يحنث ولهذا الحديث لو قال ان شاء الله لكان دركا لحاجته ولم يحنث فهذه فائدة خذها يا اخي الكريم كلما حلفت قل ان شاء الله. اقرن الحلف بالمشيئة وبذلك لا يكون عليك كفارة يمين. لانك لا تحنث سواء تحقق ما حلفت عليه او لم يتحقق ما حلفت عليه ولذلك يقال لا يحنث فقيه لان الفقيه هو الذي يعرف الفقه في في هذه المسألة فيقرن فيقرن ما يحلف عليه بالمشيئة وبذلك لا يحنث ابدا وبهذا نكون قد انتهينا من الكلام عن لطائف الفوائد فنكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جيب الان عما تيسر من الاسئلة اه هذا سؤال يقول كبير السن الذي ذهب عقله او خف الظبط عنده وكان من عادته انه يتصدق هل يجوز القائم على ما ان يتصدق عنه؟ هذا السؤال سؤال مهم آآ كبير السن اذا ذهب عقله او خف الظبط عنه فالقائم عليه يجب عليه ان يحفظ ماله وينفق عليه منه وعلى من تلزمه نفقته ويخرج زكاته ولكن لا يجوز له ان يتصدق عن هذا الكبير من مال الكبير. هذا لا يجوز واذا فعل ذلك فانه يضمن لانه لان القائم على هذا الكبير هو كولي اليتيم. والله تعالى يقول ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن اذا اردت اذا اراد القائم عليه يتصدق عليه من مال القائم نفسه فجزاه الله خيرا. اما يتصدق عليه من مال اه هذا الكبير فهذا لا يجوز ومن فعل ذلك فقد اخطأ وعليه الظمان فان قال قائل انه يستأذن ورثته كلهم. فاذا اذن وتصدق نقول اصلا اصلا هم هم لا يصدق عليه انهم ورثته لا ندري ربما هو يرثهم لا يدرى من يموت اولا الارث لا يتحقق الا بالوفاة وهو لا يزال حيا فلا فلا وجه لاستئذانهم اصلا لا وجه لاستئذان لم يصبحوا ورثة بعد وربما يموتون قبله ربما يموتون كلهم قبلهم فهذا الاذن لا قيمة له ولذلك فالقائم على هذا الكبير يجب عليه ان يحفظ ماله وان ينفق عليه منه وعلى من تلزمه نفقته وان يزكيه ولا بأس ان يستثمره في مجالات امنة قليلة المخاطر في مجالات قليلة المخاطر لا بأس باستثماره. يفعل به كما يفعل بمال اليتيم تماما. فالقائم على الكبير الذي فقد عقله او خف الظبط عنه هو كولي اليتيم تماما هذا سؤاله عن العجز عن المسح على الجوربين لكبر سن او اعاقة او نحو ذلك. هل يمسى عنه آآ ان استطاع هو ان يمسح عن طريق بل خرقة او منديل ونحو ذلك ويضعها مثلا في عصا ويمسح فلا بأس. وهذا قد نص عليه الفقهاء كذلك ايضا ان لم يعني يتيسر هذا لا بأس ان يمسح عنه غيره. كما انه لا بأس ان ان يوظئه غيره فهذا كله قد ذكر الفقهاء انه لا بأس به فاذا اما ان يأتي مثلا بعصا ويضع في طرفها خرقة ويبلها بالماء ثم يمسح بها كما يمسح باصابعه او انه يأتي شخص اخر ويمسح له الجوربين. كل ذلك جائز وقد آآ ذكر الفقهاء انه لا بأس به ما حكم قطع الصلاة من غير سبب اما قطع صلاة النافلة فلا بأس به لكنه خلاف الاولى. قول الله تعالى ولا تبطلوا اعمالكم واما قطع الفريضة فلا يجوز الا لوجود عذر او سبب اما بدون سبب فلا يجوز ومن الاسباب مثلا ان الانسان يصلي وحده تكون قد فاتته الصلاة مع الجماعة في المسجد فيصلي وحده ثم بعد ذلك يسمع بجماعة يصلي خلفه فيريد ان يكسب اجر الجماعة في قطع صلاته ويلتحق بالجماعة الجديدة هذا لا بأس به وخير من ذلك الا يقطع صلاته وانما يتمها خفيفة. يقتصر على ادنى الواجب يقتصر مثلا على تسبيحة في الركوع تسبيحة في السجود ادنى الواجب ثم خفيفة ثم يلتحق بالجماعة الجديدة حتى يضمن اجر الجماعة ونكتفي بهذا القدر اجابة على الاسئلة ان شاء الله بقية الاسئلة ونجيب عنها في اخر الدرس باذن الله