لابد لطالب العلم ان يضع الية لضبط العلم اذا اراد ان يستفيد وهو على كل حال على خير يعني حتى لو لم يضبط العلم هو على خير هو مأجور كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بان لله ملائكة السيارة يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم وقد ذكر الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح ان مجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. فيقول الله لهم اشهدكم اني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة يا ربي ان فيهم فلانا ليس منهم وانما اتى لحاجة فجلس. فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس مجرد الحضور حتى لو لم تستفيد فانك تتعرض لنفحات الرب عز وجل ومغفرته. فانت مأجور على كل حال. لو لم يكن من الحضور الا ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر هذا بحد ذاته كافية. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. حياكم الله جميعا في هذا الدرس الرابع والعشرين من هذا العام في هذا اليوم الاثنين التاسع من شهر شعبان عام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا نسألك اللهم علما نافعا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا. نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد الفائدة رقم خمس مئة وثمانين من مظاهر عظمة يوم الجمعة قال ابن القيم اكثر اهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته ويرون ان من تجرأ فيه على معاصي الله عجل الله عقوبته ولم يمهله وهذا امر قد استقر عندهم وعلموه بالتجارب وذلك لعظم هذا اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه من بين سائر الايام اه الطاعة كما تشرف بشرف الزمان والمكان والمعصية كذلك تضاعف لكن مضاعفة الحسنات بالكمية من جاء بالحسنة فله عشر امثالها واما مضاعفة السيئات فليس بالكمية وانما بالكيفية اي ان اثمها اعظم وعقابها اشد دون الكمية والدليل على ان مضاعفة السيئة بالكيفية قول الله عز وجل عن الحرم ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم بمجرد الهم وارادة الظلم بمكة يعني بالحرم من اسباب العذاب الاليم وهذا اه بخلاف غير مكة فان الانسان لا يؤاخذ على الهم اذا لم يفعله. كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله عفى لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم فهذه القاعدة في مضاعفة الحسنات والسيئات ان الحسنات تضاعف من جهة الكمية والسيئات تضاعف من جهة الكيفية وان الحسنة تشرف بشرف الزمان والمكان وتضاعف وان السيئة تضاعف من جهات الكيفية ايضا اذا كانت في مكان وزمان فاضل السيئة في حرم الله اكدوا منها في غير الحرم وهكذا ايضا السيئة في الزمان الفاضل آآ اشد من السيئة في غيره ولهذا ذكر هنا ابن القيم ان اكثر اهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته ويرون ان من تجرأ فيه على معاصي الله عجل الله عقوبته ولم يمهله وان هذا امر قد استقر عندهم وعلموه بالتجارب وذلك لعظم هذا اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه له من بين سائر الايام ننتقل للفائدة رقم خمس مئة واحدى وثمانين من عجب الادلة هذه ذكرها ابن جوزي في صيد الخاطب رحمه الله قال نظرت في الادلة على الحق سبحانه فوجدتها اكثر من الرمل ورأيت من اعجبها ان الانسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز وجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين وينطق الالسنة به لم يشاهده الناس وربما اوقع صاحبه في افة يفضحه بها بين الخلق فيكون جوابا لكل ما اخفى من الذنوب. وذلك ليعلم الناس ان هناك من يجازي على الزلل ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار وكذلك يخفي الانسان الطاعة فتظهر عليه ويتحدث الناس بها وباكثر منها حتى انهم لا يعرفون له ذنبا ولا يذكرونه الا بالمحاسن ليعلم ان هنالك ربا لا لا يضيع عمل عامل فهذه القضية التي ذكرها ابن الجوزي ذكرها ايضا من ذكرها من الحكماء قبله ومن اشهر من ذكرها زهير ابن ابي سلمان في قصيدته المشهورة والتي قال فيها ومهما يكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم فالانسان قد يخفي ما لا يرضي الله عز وجل ولكن مع مرور الزمن لابد ان يظهر ذلك وايضا في المقابل قد يخفي الانسان الطاعة فتظهر عليه واثارها ولهذا قال البخاري في صحيحه قالت عائشة اذا اعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك احد وهذا قالته عائشة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وارادت عائشة ان احدا لا يستحسن عمل غيره فاذا اعجبه عمل انسان فليقل له اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. ولذلك قالت ولا يستخفنك احد اي لا تغتر بعمل احد فتظن به الخير الا اذا رأيته واقفا عند حدود الشريعة وذلك ان بعض الناس قد يتصنع الخير والطاعة والصلاح ولكن واقعه بخلاف ذلك فلا بد من ان ترى سيرة ذلك الانسان ومدى وقوفه عند حدود الله عز وجل ولذلك نقول ان ان الله عز وجل يلقي في قلوب عباده محبة اناس ويلقي في قلوب عباده بغض اخرين يلقي في قلوب عباده محبة اناس لايمانهم وصلاحهم وتقواهم كما قال الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اجعل لهم الرحمن ودا بينما يلقي في قلوب العباد بغض اناس اخرين وهذا قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب عبدا نادى جبريل انه يحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي في الملائكة ان الله يحب فلانا فاحبوه وتحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الارظ واذا ابغض الله عبدا نادى جبريل يا جبريل نبغض فلانا فابغضه. فيبغضه جبريل وينادي جبريل في السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه ثم توضع له البغضاء في الارظ وهذا امر نجده يعني في الواقع نجد ان اناسا سبحان الله القي القى الله عز وجل لهم القبول في الارظ لا يراهم او يسمع بهم احد الا احبهم بينما هناك اناس القى الله البغضاء بقلوب عباده عليه لا يراهم او يسمع بهم احد الا ابغضه وهذا طبعا في الجملة وهذا في الجملة والا يعني قد يوجد آآ يعني افراد على العكس يعني مثلا الانبياء عليهم الصلاة والسلام هم صفوة البشر مع ذلك هناك من يعاديهم هناك من عاداهم من البشر وآآ حصل ما حصل من بعض اقوامه مما ذكره الله عز وجل لنا في كتابه لكن كلام في يعني في الاعم الاغلى ان هذا في الاعم الاغلب ان الله عز وجل آآ يلقي المحبة والمودة في قلوب عباده لمن اتقاه. ان الذين امنوا وعن مصطلحات سيجعل لهم الرحمن ودا. ويلقي في قلوبهم عباده البغضاء والكراهية لمن اه تجرأ على معاصيه وحرماته اه ننتقل للفائدة رقم خمس مئة واثنين وثمانين آآ الصد عن سبيل الله قد يكون من بعض المنتسبين للعلم والدعوة كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس باطل ويصدون عن سبيل الله والاحبار هم علماء اليهود والرهبان هم عباد النصارى وقد وصفوا في الاية باكل اموال الناس ان يأكلون الدنيا بالدين ومع اكلهم الحرام يصدون الناس عن اتباع الحق ويلبسون الحق بالباطل ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة انهم يدعونه الى الخير وليسوا كما يزعمون بل هم دعاة الى النار ويوم القيامة لا ينصرون. هذا من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله يعني الصد عن سبيل الله ذكره الله تعالى في القرآن الكريم عن اقوام وعن اناس من البشر انه لا يكتفون بالضلال الذي هم فيه بل يصدون الناس عن سبيل الله وعن طريق الخير وعن الطاعات ويؤزون الناس للوقوع في المعاصي ومباردة الله عز وجل بالاثم والمعصية وهذا الصد عن سبيل الله قد يكون حتى من بعض المنتسبين للعلم والدعوة يظهر عليه اثار الصلاح لكنه يصد بافعاله واقواله عن سبيل الله. وهذا ذكره الله عز وجل عن احبار اليهود النصارى يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والاحبار هم علماء اليهود والرهبان وهم علماء النصارى ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله وهذا ذكره الله تعالى عنهم ليحذر من ذلك علماء المسلمين فقد وصف هؤلاء باكل اموال الناس يعني يأكلون الدنيا بالدين يكون الدنيا بالدين وهذه من اخس الصفات لدى الانسان ان يأكل الدنيا بالدين يظهر الدين والصلاح ويتمسح به لاجل ان ينال حظوظا دنيوية عاجلة ولا يكتفون ايضا باكل الدنيا بالدين بل يصدون الناس عن اتباع الحق ويلبسون الحق بالباطل ويظهرون انهم يدعون الى الخير وهم دعاة الى الشر ودعاة الى النار وصور الصد عن سبيل الله كثيرة منها التزهيد بعمل الخير تجد بعض الناس عنده تزهيد في عمل الطاعات وفي عمل الخير وبعض الناس قد يقع في هذا التزهيد احيانا من غير قصد يزحد الناس في عمل من الاعمال. يكفي مجرد التشكيك يكفي مجرد التشكيك في هذا العمل فهناك من يزهد الناس مثلا في صلاة الجماعة في المسجد هناك من يزهد المرأة المسلمة في الحجاب وفي وفي الحشمة والتستر هناك من يزهد الناس مثلا في صيام النوافل و وهناك من يزاهد الناس في تفطير الصائمين مثلا هناك من يزهد الناس في الصدقات والبذل او انه يشكك يشكك وان من تعطونه الصدقات هؤلاء محتالون الى غير ذلك. فهذه الصورة منصور الصد عن سبيل الله ومن صور الصد عن سبيل التهوين المنكرات اذا كان منكر ورد فيه الوعيد يهون من شأنه وربما شكك في الوعيد الوارد او بين ان الوعيد ليس كبيرا او نحو ونحو ذلك مثلا اه ترك الجماعة المسجد يهون من هذا الامر ويقول مسألة فيها خلاف فيها كذا مثلا آآ النمص بالنسبة للمرأة يهون من هذه المسألة ويقول فان المرأة تتزين لزوجها من هذا القبيل فالتهويل المنكرات هو نوع من ايضا الصد عن سبيل الله. منصور الصد عن سبيل الله تشويه علماء ودعاة الشريعة والتشكيك فيها والطعن فيه وآآ يعني هذا من صور الصد عن سبيل الله عز وجل ان يشكك في علماء الشريعة ويطعن فيهم تلفق بهم التهم الباطلة يشكك في نواياهم وفي مآربهم ونحو ذلك او يؤخذ ما يظن انه اخطاء وتضخم وينفخ فيها هذا نوع من الصد عن سبيل الله عز وجل الصد عن سبيل الله تعالى لما ذكره الله تعالى من اوصاف علماء السوء ومن اوصاف الكفرة ايضا ان الذين كفروا يصدون عن سبيل الله ومن صفاته ايضا من اوصاف المنافقين فينبغي المسلم ان يكون داعية الى الخير آآ بعيدا عن الصد عن عن الخير وعن طرق الخير وان يحذر مما حذرنا الله تعالى منه وهو ما وقع فيه بعض آآ احبار آآ اليهود ورهبان النصارى من الصد عن سبيل الله. والله تعالى لم يذكر هذا عن جميعه وانما عن كثير منهم. يا والذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والان اجيب عما تيسر من اه الاسئلة اشتريت انا ومجموعة ومجموع عقارا هو عبارة عن مستودع يتم تأجيره فهل عليه زكاة وعندي شقة اقوم بتأجيرها فهل عليها زكاة؟ ليس على هذا العقار زكاة وانما العقار في اجرته اذا حال عليها الحوض وهكذا ايظا بالنسبة للشقة ليس في اصلها زكاة وانما الاصل في الايجار اذا حال عليه الحول الاصول العقارية المؤجرة ليس في اصولها زكاة وانما الزكاة في اجرتها اذا حال عليها الحول. ولذلك لو قدر ان اجرتها صرفتها قبل ان يحول عليها الحول فليس فيها زكاة ما حكم هذا الدعاء؟ اللهم اغفر لي ولوالدي ووالديهم وجميع ذرياتهم آآ الدعاء للمؤمنين هذا دعاء حسن رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات هذا لا بأس به فهذا الدعاء لا لا بأس به يدخل في ذلك اه بعض الناس يبالغ في الوالدين حيث يدعو على نفسه بالموت بعد وفاة والديه كأن الله خلقه فقط في حياة الوالدين هذا من الجزع اذا دعا نفسه بالموت بعد وفاة والديه فهذا من الجزع وهذا يعني قد يأثم به هذا الانسان لانه لم يصبر الصبر واجب الصبر على المصيبة واجب اما كون الانسان يدعو على نفسه بالموت والويل والثبور فهذه من صور الجزاء والجزع محرم الجزاء عند المصيبة محرم ولذلك ننصح من وقع منه هذا بالتوبة الى الله عز وجل الانسان لا يتمنى الموت فضلا عن ان يدعو به كما قال عليه الصلاة والسلام لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به ان المؤمن لن يزيده عمره الا خيرا المؤمن على خير لانه كل يوم يزداد حسنات من اعمال صالحة من صلوات وصدقات وصيام واذكار ونحو ذلك المؤمن لن يزيده عمره الا خيرا ليزيده عمره الا خيرا ولذلك فلا يتمنى الموت ولا يدعو بالموت وهذا يعني قد نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام. تمني الموت فضلا عن الدعاء به واذا كان ذلك لاجل وفاة عزيز عليه كان ذلك اشد لان لانه يجمع مع مع مخالفته للنهي عن عن آآ الدعاء بالموت يجمع مع ذلك الجزع عند المصيبة ونكتفي بهذا قدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته