لابد لطالب العلم ان يضع الية لضبط العلم اذا اراد ان يستفيد وهو على كل حال على خير يعني حتى لو لم يضبط العلم هو على خير هو مأجور كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بان لله ملائكة السيارة يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم وقد ذكر الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح ان مجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. فيقول الله لهم اشهدكم اني قد غفرت لهم. فتقول يا ربي ان فيهم فلانا ليس منهم وانما اتى لحاجة فجلس. فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس مجرد الحضور حتى لو لم تستفيد فانك تتعرض لنفحات الرب عز وجل ومغفرته. فانت مأجور على كل حال. لو لم يكن من الحضور الا ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر هذا بحد ذاته كافية. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله جميعا في هذا الدرس وهو الدرس الاخير بهذا الفصل الدراسي وفي هذا العام اه الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة وبه ان شاء الله نختم ما تبقى من كتاب الصيام وهو الدرس السادس والعشرون من هذا العام في هذا اليوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر شعبان عام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة تم ولله الحمد في هذا العام من بداية الف واربع مئة واثنتين واربعين ستة وعشرون درسا فلله تعالى الحمد والمنة ونسأل الله تعالى ان يبارك في هذه الدروس وان ينفع بها وان يجعل يجعلها خالصة لوجهه الكريم نبدأ اولا بالتعليق على اللطائف والفوائد حسب الخطة كما ذكرنا فيما سبق سننتهي ان شاء الله اه من هذا الكتاب في نهاية الفصل الدراسي القادم ونحن الان في الباب الاخير منه وهو فوائد متفرقة ولذلك كما ذكرنا سننتقي جملة منها ولن نأخذ جميعها لان بعضها واضح ولا تحتاج الى تعليق فنريد يعني ان ننتهي هذا الدرس الى الفائدة رقم ست مئة فناخذ من الخمس مئة وستة وتسعين الى ست مئة فائدة في سد مأرب اه ذكر غير واحد منهم ابن عباس وهو ابن ابنه وقتادة والظحاك ان الله عز وجل لما اراد عقوبة سبأ بارسال سير عليهم بعث على السد دابة من الارض يقال لها الجرظ نقبته قال وهب ابن منبه وقد كانوا يجدونه في كتبهم ان سبب خراب هذا السد هو الجرظ فكانوا يرصدون عنده تنانير برهة من الزمان فلما جاء القدر غلبت السنانير وولجت الى السد فنقبته فانهار عليه هذا ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره وآآ قوم سبأ كانوا يسكنون مملكة سبأ وكانت سبأ مملكة تجارية مزدهرة وغنية تقع في مدينة مأرب المعروفة الان وكما قال الله عز وجل لقد كان لسبأ في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور كان يحيط بها سد عظيم وهو سد مأرب كان بناء عظيما واعجوبة هندسية وكان قوم سبأ يعيشون في نعم عظيمة من الامن والامان والاستقرار ورغد العيش واتساع الرزق حتى ان المرأة كانت تمشي تحت الاشجار وعلى رأسها المكتل او الزنبيل فتتساقط الثمار فيه وتملؤه من غير قطاف لكثرة نظجه واستوائه كانت بلدتهم طيبة كما قال الله تعالى بلدة طيبة ورب غفور كانت بلدتهم طيبة لم يرى فيها شيء من الذباب او البعوض او البراغيث وكان من تمام نعم الله عز وجل عليه ما ذكره في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها يعني قرى الشام قرم ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما امنين يعني من نعمة الله تعالى عليهم ان جعل بينهم بين مملكة سبأ في في مأرب وبين الشام قرى ظاهرة متقاربة وهذا فيه نعمة عظيمة للمسافر بحيث انه يستغني عن حمل الزاد والمزاد ويتنقل من قرية الى قرية فهذا من نعم من نعم الله تعالى على المسافر بخلاف ما اذا كان هناك مفاوز وصحاري فيكون هذا اكثر مشقة عليه فالله تعالى من تمام نعمته على قوم سبأ ان جعل بينهم وبين قرى الشام قرى ظاهرة بحيث يستقر فيها المسافر ويستريح لكنهم بطروا النعمة فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا ما نريد هذه القرى الظاهرة لم يعرفوا قدر هذه النعمة وبطروها فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق. كما كان من بني اسرائيل آآ انعم الله تعالى عليهم والسلوى؟ قالوا لا نريد ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير؟ اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم فاحيانا الانسان يكون في النعمة ولا يعرف قدرها بل ربما بطر هذه النعمة فيكون ذلك من اسباب زوالها فقوم سبأ انعم الله تعالى عليهم بهذه النعم العظيمة وارسل اليهم الرسل تأمرهم بعبادة الله عز وجل وتوحيده وشكر نعمه لكنهم اعرظوا وكفروا نعم الله عز وجل عليهم كان ان عاقبهم الله عز وجل وجعلهم شذر مذر ومزقناهم كل ممزق وكان من عقوبتهم ما ذكره هنا ابن كثير عن بعض السلف آآ ان الله تعالى لما اراد عقوبتهم بارسال السير العرم عليهم ارسلنا عليهم سير العرم انه بعث على السد سد مأرب العظيم اه دابة يقال له الجرظ ويسميها بعظ الناس الجرذي هي التي نقبت هذا السد فانهار هذا السد كانوا كان عندهم علم بان هذا السد سينهار آآ بسبب هذه آآ الحيوانات وكانوا يرصدون عنده السنانير من الزمن. لكن لما جاء القدر غلبت السنانير وولجت الى السد فنقبته فانهار السد عليهم لما انهار هذا السد العظيم اه فلما انهار هذا السد انساب الماء من السد وخرب كل ما كان بين يديه من الابنية والاشجار والثمار وكل شيء فيبست تلك الاشجار والثمار وتحطمت وتفرق قوم سبأ واصبحوا شذر مذر ومزقهم الله عز وجل كل ممزق بسبب كفرهم بنعم الله سبحانه وبطرهم لنعمة الله عز وجل وتكذيبهم لرسله واعراضهم فاعرظوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم جنتيهم جنتين ذواتي اكل الخمط واثل وشيء من سدر قليل. ذلك فجزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفر؟ الفائدة رقم خمس مئة وسبعة وتسعين لله العزة جميعا. تأمل هذه الاية من كان يريد العزة لله العزة جميعا هذه الحقيقة كفيلة حين تستقر في النفوس ان تبدل المعايير كلها ان العزة كلها لله وليس شيء منها عند احد سواه. فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها. الذي ليس لها مصدر غيره ليطلبها عند الله عز وجل فهو واجدها هناك وليس بواجدها عند احد سواه فلله العزة جميعا العزة مقابل الذلة والعزة تعني الشرف والحصانة من ان ينال بسوء يقال فلان ذليل وفلان عزيز عزيز قومه والله عز وجل يقول من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اي من اراد ان يكون عزيزا في الدنيا والاخرة فليلزم طاعة الله تعالى يحصل له مقصوده لان الله سبحانه مالك الدنيا والاخرة وله العزة جميعا بجميع انواعها عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع ومن اسمائه سبحانه العزيز وقد وقد ذكر الله عز وجل وقد ذكر الله تعالى عن المنافقين موالاتهم للكافرين ابتغاء العزة يظنون ان العزة سيجدونها عند الكافرين يقول الله سبحانه وتعالى عنهم بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا فمن اراد العزة فليطلبها من العزيز الحكيم. قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير فهو سبحانه وتعالى هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء جل وعلا فهذه الحقيقة حينما تستقر في النفوس فانها تبدل المعايير لدى الانسان وتجعله آآ لا يذل نفسه بشيء من اطماع الدنيا فان بعض الناس يذل نفسه لاجل الطمع باموال او في جاه او في منصب او في غير ذلك من الامور الدنيوية ويذل نفسه آآ اذلالا كبيرا وهذا لا ينبغي للمسلم ينبغي للمسلم ان يكون عزيزا بدينه والا يذل نفسه فان آآ العزة من الله سبحانه وتعالى اذا اراد العزة فليطلبها من مصدرها وهو الله عز وجل. وتأمل قوله سبحانه فلله العزة جميعا فالله سبحانه له جميع العزة بجميع انواعها. واكد هذا المعنى بقوله جميعا وفي الاية الاخرى ان العزة لله جميعا. فاكد هذا بعدة مؤكدات ان العزة لله عز وجل وانها كلها كلها جميع العزة بجميع انواعها لله عز وجل. فمن اراد العزة فليطلبها من مصدرها من الله سبحانه وتعالى ولا يطلبها من مخلوقين ولا يطلبها ممن لا يملك العزة اصلا انما العزة يملكها الله سبحانه وله العزة جميعا. ننتقل للفائدة رقم خمس مئة وثمانية وتسعين لعل لاخي عذر لعل لاخي عذرا لا اعلمه عن ابي قلابة رحمه الله عن ابي قلابة رحمه الله قال اذا بلغك عن اخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك فان لم تجد له عذرا فقل في نفسك لعل لاخي عذرا لا اعلمه هذا من مكارم الاخلاق ان الانسان اذا بلغه عن اخيه شيء يكرهه يحرص ما امكن ان يلتمس له العذر يقول لعله كذا لعله معذور كذا لعله يقصد بكذا لعله فاذا لم يجد له عذرا فليقل اه لعل له عذرا لا اعلمه فانه بهذا يريح نفسه ويريح غيره ويدوم الصفا والمودة والمحبة بينه وبين اخيه المسلم اما من كان اذا بلغه عن اخيه شيء تغير عليه وهجره وقاطعه وقاطعه فانه يكون بعيدا عن مكارم الاخلاق ولن يبقى له صاحب اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه والانسان احيانا قد يستمع كلمة غير لائقة او غير مناسبة من اخ له و ينبغي ان يتغافل عنها وان يحملها على المحمل الحسن ولو نقلت له هذه الكلمة يحملها على المحمل الحسن. ويقول لعل له عذرا فان لم يجد له عذرا يقول لعل له عذر وانا لا اعلمه وبذلك تدوم المحبة والمودة والصفاء بينه وبين اخيه بعض الناس تجد انه يتغير عليك فجأة ما السبب؟ ما تدري وربما يكون السبب انه بلغته كلمة عنك او ربما تكلمت عنه بكلمة ففهمها خطأ فهما على غير مرادك ثم يقلب العلاقة معك آآ رأسا على عقب وهذا خطأ كبير فاذا سمعت كلمة غير مناسبة من اخيك التمس له العذر قل لعله لم يوفق في صيغة الكلمة اه لعله اه اراد ان يقول خيرا فلم يوفق لعله اراد ان يمزح فلم يعرف وهكذا لو نقلت لك كلمة التمس له العذر فالتماس الاعذار من اخلاق الكبار ولهذا جاء في قصة الثلاثة الذين خلفوا القصة المشهورة آآ ان النبي عليه الصلاة والسلام لما وصل الى تبوك قال ما فعل كعب بن مالك؟ كان عليه الصلاة والسلام هدينا ويتفقد اصحابه كان يعرف ان هذا الرجل كعب بن مالك انه من افاضل الصحابة كيف يتخلف قال ما فعل كعب بن مالك قال رجل من بني سلمة حبسه برداه والنظر في عطفيه يريد بذلك اعجابه بنفسه ولباسه فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عنه الا خيرا ولعل له عذرا انظر الى الاخلاق الكريمة انظر كيف اعتذر معاذ رضي الله عنه عن اخيه كعب ابن مالك اعتذر عنه وقال لعل له عذرا وذب عن عرضه وهذا هو الواجب على المسلم اذا انتهك عرظ اخيك اعتذر عنه اعتذر عنه ولو ان تأتي بهذه العبارة لعل له عذرا ربما يكون له عذر لا نعلمه ونحو ذلك من آآ العبارات فهذه من مكارم الاخلاق من الاخلاق الكريمة ان الانسان يلتمس المعاذير للناس فان الانسان احيانا قد يريد الخير فلا يحسن العبارة. ولا يحسن صياغة الاسلوب فينبغي عدم مؤاخذته وينبغي احسان الظن به فالرجل الاعمى الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم النبي عليه الصلاة والسلام كان مشغولا بدعوة صناديق قريش يطمع في اسلامهم لانهم اذا اسلموا اسلم معهم اناس كثير فكان منشغلا بدعوتهم اتاه هذا الرجل الاعمى فقال يا رسول الله علمني مما علمك الله النبي عليه الصلاة والسلام التفت وعبس في وجهه وهو لا يراه اصلا لا يرى عبوسه ومع ذلك عاتبه الله عز وجل وانزل في ذلك ايات من كتابه تتلى الى قيام الساعة. عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعل او يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلاهى فاحيانا قد لا يحسن الانسان يعني الاسلوب قد لا يحسن العبارة فينبغي ان نلتمس له العذر وان يحتمل ولذلك جاء في في الطبقات الشافعية عن الربيع بن سليمان قال وهو من اصحاب الامام الشافعي قال دخلت على الشافعي وهو مريض فقلت له قوى الله ضعفك فقال الشافعي لو قوى الله ظعفي قتلني قلت والله ما اردت الا الخير. قال اعلم اعلم انك لو شتمتني لم ترد الا الخير تنظر الى الى الى عظيمة كريم خلق الامام الشافعي يعرف يعرف ان هذا الرجل انه من اصحابه وانه حسن النية وانه يريد الخير لكن ما وفق في صياغة العبارة قال قوى الله ضعفك يعني لو قال لو قوى الله ضعفي قتلني ما معنى قوى الله ضعفك فقال ما اردت الاخي؟ قال له حتى لو شتمتني اعرف انك ما تريد الا الخير هذه هي اخلاق العظماء هذه اخلاق الكرماء الكبار انهم يلتمسون الاعذار لغيرهم يعرف ان هذا الانسان لم يحسن صياغة هذه العبارة. لم يوفق في صياغة هذه العبارة فلا يؤاخذه بذلك وانما يلتمس له العذر فالتماس الاعذار من اخلاق الكبار ومن اخلاق العظماء. اما الذي لا يلتمس العذر ويؤاخذ الناس بادنى زلة فهذه ليست من من الاخلاق وهذا سيجد نفسه في نهاية المطاف بدون صاحب. انتقل الفائدة خمس مئة وتسعة وتسعين هذا هو السر في كثرة التصنيف قال الشوكاني في ترجمة شيخه علي ابن ابراهيم الشهيد كتب من نفائس الكتب بخطه شيئا كثيرا وكنت اعجب من سرعة ما يتحصل له من ذلك مع شغله بالتدريس فسألته بعض الايام عن هذا فقال انه لا يترك النسخ يوما واحدا واذا عرض ما يمنع فعل واذا عرض ما يمنع فعل من النسخ شيئا يسيرا ولو سطر او سطرين فلزمت قاعدته هذه فرأيت في لذلك منفعة عظيمة يعني هذه تجربة يحكيها الشوكاني عن شيخه علي ابن إبراهيم الشهيد يقول انه عنده يعني كثرة التصنيف وكثرة مؤلفات وتعجب من هذا مع كثرة مشاغله فسأله عن السر فقال انه لا يترك النسخ لا يترك يعني ان يكتب في مؤلفه شيئا ولو سطرا او سطرين الشائب اللي الشوكاني يقول طبقت هذه القاعدة فرأيت لها منفعة عظيمة وذلك ان هذه القاعدة تعني ان الانسان آآ يداوم على العمل وان قل المداومة على العمل وان قل هي السر في كثرة العمل وفي غزارته كما قال عليه الصلاة والسلام ان احب العمل الى الله ادومه وان قل. القليل مع القليل يكون كثيرا في جميع الامور في امور العبادة في جانب التأليف في في امور الدنيوية في جميع الامور القليل مع القليل يكون كثيرا مثلا على سبيل المثال في جانب العبادة لو انك كل يوم تصلي ركعتي الضحى فمعنى ذلك انك مع نهاية السنة تكون قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة لو قيل لك صلي يعني سبع مئة ركعة تقول كيف اصلي سبع مئة سبع مئة ركعة؟ سبع مئة ركعة حدث كبير اذا كل يوم ركعتين ما تاخذ منك دقيقتين كل يوم وصليت ركعتي الضحى تكون مع نهاية السنة قد صليت اكثر من سبع مئة ركعة لان القليل مع القليل يكون كثيرا هكذا ايضا في في المجال العلمي كان هذا الشيخ لا يمر عليه يوم الا وقد كتب فيه شيئا ولو سطرا او سطرين فكانوا يحتاجوا العلم غزيرا ومؤلفاته كثيرة مع كثرة مشاغله فتلميذه الشوكاني سأله عن السر فذكر هذا السر وهو انه يديم العمل لا يترك العمل ويكتب في التصنيف ولو سطرا او سطرين. يقول الشوكاني اخذه هذه القاعدة وطبقها فانتفعت بها منفعة عظيمة فالقليل مع القليل يكون كثيرا. فالسر في غزارة الانتاج هو المداومة عليه كل يوم تكتب كل يوم شيئا ولو سطرا او سطرين. هذا من الاسرار من اسرار غزارة النتاج العلمي. وكذلك ايضا هو في في مجال التعبد كما ذكرنا. احب العمل الى الله تعالى ادومه وان قل بعض الناس تجد انه اه يكون عنده حماس فيندفع العمل ثم ينقطع فهذا يكون في النهاية عمله قليلا لا يكون كثيرا سواء كان في مجال العلم او في مجال العبادة او في غير ذلك فينبغي اذا للانسان ان يكون له عمل يداوم عليه ولو كان قليلا فان هذا القليل يكون مع مرور الوقت يكون كثيرا. اه فائدة ثلاثة شروط الوصول الى الحقيقة اهذه يعني مستنبطة من قول الله عز وجل في قول الله تعالى قل انما اعيظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا في سورة سبأ قد اشتملت هذه الاية العظيمة على ثلاثة شروط للوصول الى الحقيقة في اي امر من الامور وهي اولا الاخلاص في طلب الحق وعدم اتباع الهوى ان تقوموا لله ثانيا الابتعاد عن المجادلة الجماهيرية وان يقتصر الانسان في التأمل والتفكر على نفسه او معه غيره فانه اذا تناقش اثنان لن يخاف اي منهما ان يهزمه الاخر واذا زاد العدد على اثنين فقد لا يتحقق الغرض. لان الواحد منهم يخشى ان ينهزم امام غيره. ومع الجماعة تتحرك في النفس الرغبة في العلو والانتصار والى هذا الاشارة بقوله مثنى وفرادى ثالثا التفكير وامعان النظر في القضية المناقشة ثم تتفكر هذه الامور الثلاثة اه يعني بينت الاية الكريمة اه اه انها آآ شروط للوصول الى الحقيقة باي امر من الامور قل انما اعظكم بواحدة ما هي هذه الموعظة؟ ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكر وذكر الله عز وجل ثلاثة امور لمن اراد ان يصل الى الحقيقة في اي امر من الامور الامر الاول الاخلاص في طلب الحق ان تقوموا لله ان تكون مخلصا في طلب الحق وفي طلب الحقيقة لا يكون الدافع لذلك هوى او عصبية او غير ذلك انما تكون مخلصا في طلب الحق ان تقوموا لله الشرط الثاني والامر الثاني آآ الابتعاد عن المجادلة الجماهيرية امام الناس لان هذه يدخلها الهوى والانسان لا يحب ان ينهزم امام غيره لكن يقتصر على النقاش الثنائي بينه وبين شخص اخر ثم ان تقوم لله مثنى وفرادى اما مثنى بينك وبين شخص اخر او حتى فرادى انت وحدك لا يلزم ان يكون معك غيرك اما ان تكون وحدك او يكون معك غيرك. تتناقش انت واياه. فتبتعد عن المجادلة الجماهيرية والامر الثالث التفكر ثم تتفكر التفكير وامعان النظر وتقليب النظر في القضية المناقشة اذا حصلت هذه الامور الثلاثة في الغالب ان الانسان يصل للحقيقة لكن اذا كان لا يطلب الحق هدفه ليس الحق اتباع الهوى لا يصل حقيقة اذا كان ايضا في المناقشة مناقشة جماهيرية امام الناس وامام الملأ وامام فانه لايظا لن يصل للحق بسبب اه ان ان هناك امور تدخل واه يعني اه آآ تحرف الانسان عن طلب الحق لان الانسان لا يريد ان ينهزم امام غيره وتتحرك نفسه في الرغبة في العلو وفي الانتصار ثم ايضا ينبغي ان يتبع ذلك التفكير والتأمل وامعان النظر فانظر كيف ان هذه الاية العظيمة اشتملت على هذه الامور الثلاثة التي اذا تحققت في اي امر من الامور انها كفيلة بان يصل الانسان معها الى الحقيقة ونكتفي بهذا القدر في التعليق على لطائف الفوائد بهذا اه يتوقف الدرس انا بسجل يعني يعني هذا هو الدرس الاخير ان شاء الله في هذا الفصل وفي هذا العام الدراسي والاسبوع القادم لن يكون فيه درس لان الاسبوع القادم ستكون ليلة آآ الاول من رمضان رؤيا الهلال هذا هو الاسبوع الاخير ان شاء الله تعالى وسيتوقف الدرس وسيستأنف الدرس ان شاء الله مع استئناف الدراسة العام الدراسي القادم نعم في الثاني والعشرين من شهر محرم من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة سيكون استئناف الدرس في يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر محرم من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة ان شاء الله تعالى سنستكمل ان شاء الله الفصل الدراسي القادم ما تبقى من لطائف الفوائد باذن الله عز وجل. طيب ناخذ سؤال وسؤال قليلا الوقت يعني بدأ يضيق زكاة صناديق الريت العقارية تكون الزكاة على قيمة الوحدة ام تكون على العائد على الوحدة اه زكاة صناديق الريت العقارية آآ لابد من معرفة الوعاء الزكوي. والوعاء الزكوي عادة تفصح عنه هذه الصناديق وهي عادة يعني قليلة لانها في مجال العقار بتشتري اصولا عقارية وتؤجرها وتستثمرها تكون الزكاة في الريع لكن لابد من معرفة اه الزكاة على كل وحدة والعادة ان الصناديق تفصح عن ذلك وتخبر وبعض الصناديق تخرج الزكاة عن اصحابها وبعضها لا تخرج الزكاة وانما آآ توكل اخراج الزكاة الى ملاك هذه الوحدات وتصدر اعلانا تصدر اعلانا بان مقدار الزكاة هو كذا مثل مثلا راجح مثلا يصدر اعلانا لملاك هذه الوحدات بان عليهم ان يخرجوا الزكاة وان مقدار الزكاة على الوحدة كذا او انه مثلا هذا العام ما فيه زكاة كما حصل في العام الماضي ما معنى حديث لعلكم تقرأون خلف امامكم؟ قلنا نعم. قال لا تفعلوا الا بفاتحة الكتاب فانه لا صلاة لمن لم يقرأ بها وهو صحيح. هذا الحديث اخرجه الامام احمد لكنه حديث ضعيف لا يصح والقول الراجح في قراءة المأموم خلف الامام انها لا تجب فيما جهر فيه الامام وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة ولم يقل بوجوب قراءتها سوى الشافعية والصواب هو ما عليه اكثر اهل العلم من ان المأموم لا تجب عليه قراءة الفاتحة فيما جهر وفيه الامام ونكتفي بهذا القدر وهذا هو الدرس الاخير في هذا العام الهجري وان شاء الله نستأنف الدرس اه العام القادم باذن الله عز وجل العادة اننا نتوقف اه فترة رمضان والاجازة الصيفية لان كثيرا من طلابنا يرغبون في ذلك يرون ان وقت الاجازة انه يعني غير مستقرين وتكون فرصة ايضا للمراجعة لمراجعة الدروس السابقة وسنتوقف هذه الفترة توقف فترة رمضان وشوال وذي القعدة وذو الحجة ونستأنف ان شاء الله الدرس في الثاني والعشرين من شهر محرم من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة ان شاء الله تعالى خلال هذه المدة في رمضان وما بعده سيكون ان شاء الله تعالى هناك يعني محاضرات ودورات ولقاءات علمية يعلن عنها يعلن عنها عبر تويتر وعلى حساب مؤسسة منارة الهدى ان شاء الله تعالى من اراد المتابعة معنا لكن هذا الدرس سيتوقف هذه الفترة ويستأنف ان شاء الله في الثاني والعشرين من شهر محرم من عام الف واربعمئة وثلاثة واربعين للهجرة. فالى ذلك الحين استودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته