الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين حديثا حدثنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا داوود ابن رشيد قال اخبرنا الوليد بن مسلم عن عن ثور ابن يزيد عن خالد ابن معدان عن عبدالرحمن بن عمر السلمي وحجر الكلاعي قالا دخلنا على ابن سارية وهو من الذين نزل فيهم ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه اية دخلوا عليه وهو مريض قال فقلنا له انا جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين. فقال عرباظ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الغداة ثم اقبل علينا فوعظنا بموعظة بليغة انذرفت منها العيون واجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله ان هذه لموعظة مودع فما تعهد الينا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا فانه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى في هذا الحديث علوم كثيرة يحتاجها الى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهله. منها انه امرهم صلى الله عليه وسلم بما امرهم الله عز وجل بما امرهم الله عز وجل بتقواه ولا يعلمون بتقواه ولا يعلمون ولا يعلمون بتقواه الا بالعلم قال بعض الحكام يعملون ولا يعملون بتقواه الا بالعلم. قال بعض الحكام كيف يكون متقيا من لا يدري ما يتقي. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يتجر في اسواقنا الا من قد فقه في دينه والا اكل الربا. قلت فعلى جميع المسلمين ان يتقوا الله عز وجل في اداء فرائضه واجتناب محارمه ومنها انه امرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد اسود وغير اسود ولا تكون الطاعة الا بالمعروف لانه اعلمهم انه سيكون اختلاف كثير بين الناس فامرهم بلزوم سنته وسنة اصحابه الخلفاء الراشدين المهديين. وحثهم على ان يتمسكوا بها التمسك الشديد. مثلما يعض الانسان باضراسه على شيء يريد الا يفلت منه فواجب على كل مسلم ان يتبع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يعمل اشياء الا سنته وسنة الخلفاء وسنة الخلفاء الراشدين بعده ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين لا يخرج عن قول صحابته رحمة الله عليهم فانه يرشد ان شاء الله فانه فانه يرشد ان شاء الله ومنها ان حذرهم البدع واعلمهم انها ضلالة. فكل من عمل عملا او تكلم بكلام لا يوافق كتاب الله عز وجل ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وقول صحابته رضي الله عنهم فهو بدعة وهو ضلالة وهو مردود على قائله او فاعله ومنها ان عرباض ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قال محمد بن الحسين رحمه الله فميزوا هذا الكلام لم يقل صرخن. لم يقل صرخنا من موعظة ولا زعقنا ولا طرقنا على رؤوسنا ولا ضربنا على صدورنا ولا زفنا احسن الله اليكم. ولا زفنا ولا رقصنا كما فعل كثير من الجهال. يصرخون عند المواعظ ويزعقون وينغاشون وهذا كله من الشيطان يلعب بهم. وهذا كله بدعة وضلالة يقال لمن فعل هذا اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اصدق الناس موعظة وانصح الناس لامته وارق الناس قلبا وارقى الناس قلبا واصحاب اصحابه ارق الناس قلوبا وخير الناس ممن جاء بعدهم. ولا يشك في هذا عاقل ما صرخوا عند موعظته ولا زعقوا ولا لرقصوا ولا زفنوا ولو كان هذا صحيحا لكانوا احق الناس بهذا ان يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه بدعة وباطل ومنكر فاعلم ذلك فتمسكوا رحمكم الله بسنته وسنة الخلفاء من بعده الراشدين المهديين وسائر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب للعالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الحديث الحديث الثامن من احاديث الاربعين للامام الاجري رحمه الله تعالى. هو حديث عظيم القدر جليل الشأن. ينبغي على كل مسلم ان تعظم عنايته به كما قال الاجري رحمه الله تعالى في هذا الحديث علوم كثيرة يحتاج الى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهله اي الحديث اي ان هذا الحديث من الاحاديث الجوامع التي لها شأنها ولها اثرها العظيم في صلاح العبد واستقامة عمله وسلامته من الضلال والزيغ والانحراف والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث العظيم وفي هذه الوصية ما تتحقق به الخيرية للناس والصلاح والفلاح والسلامة من لك فجدير بكل مسلم ان يعرف هذا الحديث ان يعي وان يجاهد نفسه على العمل به وان يكون من اهله. ومن محقق هذه الوصية العظيمة التي اوصى بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه. جاء اه في هذا الحديث ان عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر الكلاعي قال دخلنا على العرباظ ابن سارية وهو من الذين نزل فيهم ولا على الذين ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه. تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون والاية فيها رفع الحرج عن من كان كذلك. وذلك ان بعض الصحابة كانوا فقراء من ذوي الحاجة ودعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس الى الغزو واراد ان يشاركوا لكن ليس عندهم مال وليس عندهم مركوب ليس عندهم ما للمشاركة مع النبي صلى الله عليه وسلم. فجاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام يسألونه ان ان يعطيهم وان يعينهم بما يحملهم. فقال عليه الصلاة والسلام لا اجد ما احملكم عليه. والرغبة قائمة في نفوسهم. ان يكونوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزو. فلما قال لهم ذلك تولوا واعينهم تفيض من الدم حزنا الا يجدوا ما ينفقون. لكن الرغبة قائمة في قلوب هؤلاء. تولوا واعينهم تفيض من الدمع. اي تولوا وهم يبكون. ولهذا في بعض في بعض الروايات ذكر ان هؤلاء وصفوا كئن يعني من من من هذا التأثر الذي الشديد الذي كانوا عليه الحزن والتألم والشاهد انه كان من هؤلاء العرباض ابن سارية رضي الله عنه راوي هذا الحديث قال دخلنا على العرباظ وهو مريظ. دخلنا على العرباظ وهو مريظ. فقلنا انا جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين. هذه اهداف الزيارة. جئناك عائدين زائرين وعائدين ومقتبسين. زائرين الزيارة معروفة والعيادة انما تكون للمريض. وكان مريضا رضي الله عنه وقتئذ. ومقتبسين اي مستفيدين منك نريد ان نستفيد ان نحصل علما نحصل فائدة نسمع منك موعظة ذكرى فجئنا ولهذه الاهداف يستفاد من ذلك ان الزائر الزائر لو حدد هدف الزيارة لمن زاره ولا سيما اذا كان هناك هدف معين فهذا مما كان عليه السلف رحمهم الله لو حدد هدف الزيارة جئتك لكذا جئتك ازورك ومن اجل كذا. لا سيما اذا كان له هدف معين. حتى يبقى الامر واضحا للمزور لا ان يكتشف هدف الزيارة بعد وقت من الجلوس بل من البداية يقول جئتك زائرا وعندي الموضوع الفلاني. عندي الموضوع الفلاني احببت ان اقترح عليك مباشرة يحدد هدف الزيارة من اول الامر. فقال عرباض ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الغداة. هذا لكونهم قالوا يعني نريد ان نقتبس منك علما فائدة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الغداء اتى الفجر ثم اقبل علينا فوعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. وعظم الموعظة هي التذكير المشتمل على الترغيب والترهيب. والنبي صلى الله عليه وسلم يعظ اصحابه عملا بامر الله وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن الموعظة هي ان يذكر الحكم امرا او نهيا مع الترغيب او الترهيب واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه. هذه الموعظة الموعظة ان يذكر الامر او النهي مقرونا الترهيب او الترهيب. الترغيب في الامر والترهيب من النهي ترهيب من النهي بذكر الزواجر والعقوبات الواردة في الكتاب والسنة. فما كان من هذا القبيل يقال له موعظة يقال له موعظة قال وعظنا فوعظنا بموعظة بليغة ذرفت من منها العيون ووجلت منها القلوب. وصف رضي الله عنه موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك بثلاث صفات. الصفة الاولى البلاغة. قال موعظة بليغة الصفة الاولى لتلك الموعظة انها موعظة بليغة هي التوصل الى افهام السامع التوصل الى افهام السامع المعنى المراد هامه اياه باحسن عبارة. واوجز كلام. فما كان من هذا قابيل يسمى كلاما بليغا كلام الموجز الواضح البين الدال على المقصود باوجز عبارة هذا يقال له كلام بليغ معنى ذلك ان ان ان الموعظة لم يكن فيها سرد وتطويل وانما كلام موجز وقليل وجامع ومؤثر. قال الا ذرفت منها العيون وهذه الصفة الثانية لهذه الموعظة انها موعظة مؤثرة ذرفت من بشدة وقوة تأثيرها العيون عيون اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام. وجلت منها القلوب اي تحركت القلوب بالوجل والخوف. قد قال الله سبحانه وتعالى في صفة المؤمنين الكمل في ايمانهم قال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا اتليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. فقال قائل يا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه انها ان هذه لموعظة مودع فما تعهد الينا كانهم والله تعالى اعلم استشفوا من تلك الموعظة ان ذلك وعظ مودع. ووعظ توديع او لعله كما قال بعض العلم تظمنت موعظته ما يشير الى ذلك مثل خطبه في حجة الوداع تضمنت ما يشير الى ذلك لانه وهو يخطب كان يقول لهم لعلي فالقاكم بعد عامي هذا؟ وودع الناس عليه الصلاة والسلام ولهذا سميت خطبته في الحج خطبة الوداع. في حجة الوداع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قالوا يا قال قائل يا رسول الله ان هذه لموعظة مودع فما تعهد الينا؟ ما تعهد الينا اي شيء توصينا به؟ وعادة وصية المودع. وصية المودع دال تكون من اجمع ما يكون واشمل ما يكون اعطيكم مثالا للتقريب. اعطيكم مثالا للتقريب. حتى نعرف شأن وصية المودع رأيتم لو ان ابا اراد ان يسافر من بلده ويودع ابناءه واهله مثلا لمدة سنة سنتين في عمل او نحو ذلك. ثم يريد ان ان يوصيهم على شؤونهم وامورهم واحوال البيت كيف تكون وصيته؟ تجد انه يستجمع يستجمع ما يكون في غاية الاهمية فترة غيابه. فعادة وصية عادة قية المودع تتصف بالاستقصاء اعادة وصية المودع تتصف بالاستقصاء والجمع فتكون فيها استقصاء لا هم ما ينبغي. استقصاء لاهم ما ينبغي ان يوصى به وهذا يبين لنا اهمية هذه الوصية الاتي ذكرها عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فهي وصية مودع والمودع يستقصي في وصيته ما لا يستقصي غيره. فقال اوصيكم بتقوى الله. قال اوصيكم بتقوى الله. وهذه الوصية التي بدأها بدأهم بها عليه الصلاة والسلام هي وصية رب العالمين. للاولين والاخرين من خلقه كما قال الله تبارك وتعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. فتقوى الله جل وعلا هي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه. وهي وصية نبينا عليه الصلاة والسلام لامته. وهي وصية السلف. الصالح فيما بينهم قال اوصيكم بتقوى الله اي الزموا تقوى الله وحافظوا عليها وتقوى الله جل وعلا ان تجعل بينك وبين ما تخشاه من سخط الله عقابه وقاية تقيك. وذلك انما يكون بفعل المأمور وترك المحظور كما قال بعض السلف في تعريف التقوى قال تقوى الله العمل بطاعة الله. على نور من الله رجاء ثواب الله. وترك لمعصية الله. على نور من الله خيفة عذاب الله. فالتقوى فعل للاوامر وترك للنواهي. ولابد فيهما من العلم ولهذا قال على نور من الله والنور هو العلم الذي يستضيء به المرء. وان يجمع في فعله للمأمور وتركه للمحظور بين الرجاء والخوف. رجاء رحمة الله وخوف عذاب الله. هذه حقيقة تقوى الله جل وعلا قال والسمع والطاعة والسمع والطاعة. السمع والطاعة اي لمن تأمر. عليكم لمن كان حاكما لمن كان واليا لمن كان رئيسا السمع والطاعة. وتنبه هنا ان هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم وصية المودع. التي فيها الاستقصاء لما فيه صلاح امته وعافيتها وسلامتها من السرور. اوصيكم بتقوى الله. والسمع والطاعة. قرأ انا السمع والطاعة قرن السمع والطاعة لولي الامر بتقواه سبحانه وتعالى. بحكم ان كلا منهما موجب لسعادة العباد في الدنيا والاخرة. اي والله كل منهما موجب لسعادة العباد في الدنيا والاخرة اما تقوى الله فلا امر تحقيقها للسعادة لا يخفى. واما السمع والطاعة فانه لا يستقر للناس حياته ولا تستقيم لهم عبادة ولا عمل ولا تتحقق لهم مصالح الا بهذا الاصل العظيم الذي جاءت به الشريعة السمع والطاعة. لان مصالح الناس الدينية والدنيوية على حد سواء لا تنتظم الا بجماعة. ولا جماعة الا بامام. ولا امام الا بسمع وطاعة والا تصبح امور الناس فوظى. من سلب ونهب وشر وعدوان لا يتمكن الناس من عباده ولا يتمكنون من عمل ولا يتمكنون من مصالح لا دينية ولا دنيوية ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم اكد على هذا الاصل. وقرن في اكثر من حديث مع التقوى والعبادات. وقد جاء في حديث ابي امامة فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعموم الناس في خطبة الوداع قال اتقوا ربكم وصلوا فرظكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة بكم فقرن عليه الصلاة والسلام طاعة ذي الامر بهذه الفرائض والواجبات الدينية العظيمة احاديث في هذا المعنى عنه صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جدا. حتى لو لو كان الوالي ظالما جائرا فاجرا امر عليه الصلاة والسلام بالسمع والطاعة. امر بالسمع والطاعة وامر بالصبر. على جور الولاة قال عليه الصلاة والسلام انما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم. عليهم ما حملوا. الولاة ان يعدلوا في الناس ان ينصفوهم ان يقوموا بهم بالعدل ان يحكموا بهم بالشرع هذا الذي حملوه. والله يحاسبهم يوم القيامة على ما حملهم وانتم حملكم السمع والطاعة. ويسألكم عن ذلك اذا وقفتم بين يديه. عليهم ما حملوا وعليكم ما حملوا فالنبي صلى الله عليه وسلم اكد على هذا الاصل لانه لا تستقيم حياة الناس بس ولا تستقر مصالحهم وامورهم وشؤونهم الا بتحقيق هذا الاصل العظيم. ولهذا ادرجه عامة السلف رحمهم الله تعالى في كتب الاعتقاد في جملة اصول اهل السنة لا تجد كتابا في اعتقاد للسلف المختصرة والمطولة الا ويذكرون هذا الاصل. واصل عظيم. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال والسمع والطاعة وان كان عبدا حبسيا. اي وان كان الذي تأمر وتولى الامر امر عبدا حبشيا. العلماء رحمهم الله تعالى اتفقوا على ان العبد لا تصح توليته. لا تصح توليته لا يصح ان ولى لان العبد منافعه لمن؟ لسيده العبد منافعه لسيده وهو تحت امري ونظري سيده. فالعلماء متفقون على ان العبد لا يصلح ان ولى فما وجه ذلك؟ وقد تكرر في اكثر من حديث وان تأمر عليكم عبد. قال بعض العلماء انما قال ذلك عليه الصلاة والسلام على وجه المبالغة في تأكيد امر السمع والطاعة كقوله صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة لا احد يبني ماء مسجدا بهذا القدر مفحص القطاة. لكن قالوا ذلك على وجه المبالغة في ثبوت الاجر ولو كان المسجد صغيرا ولهذا نظائر وقيل انما قال ذلك باعتبار حاله الاولى كان يكون قبل ذلك عبدا فاعتق مثل قول الله عز وجل واتوا اليتامى اموالهم وقت ايتائهم الاموال ليسوا يتامى لانه لا يتمى بعد البلوغ. لكن باعتبار الامر الاول لكن باعتبار الامر الاول وقيل اذا كان الوالي ولى على قرية او على جماعة او على نفر احد العبيد. الوالي ولى على قرية او على نفر او على جماعة احد العبيد فقيلة اقوال في المراد بهذا الحديث. و منها ايضا اذا اذا كان حصلت له غلبة. وتولى واستتب له الامر. ومما يدل على ذلك بعظ الفاظ الحديث وان تأمر وان تأمر عليكم عبد حبشي على كل هذا كله تأكيد على هذا الاصل العظيم السمع والطاعة. السمع والطاعة لانه اصل تتوقف عليه السعادة سعادة الناس وانتظام مصالحهم الدينية والدنيوية على حد سواء قال فانه من يعش منكم بعدي. يقول ذلك مخاطبا الصحابة فانه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافا كثيرا. يعني من سيطول عمره من من الصحابة المخاطبين رضي الله عنهم وارضاهم سيرى اختلافا كثيرا. وهذا من ايات النبوة لان من طال عمره من الصحابة رضي الله عنهم رأوا بدايات التفرق ونشأة الفرق الضالة رأوا ذلك مثل خوارج والقدرية وغيرهم من الفرق فان بعض هذه الفرق ادرك من تأخرت وفاته من الصحابة رضي الله عنهم بداية نشأة هؤلاء لهذا ينقل عن هؤلاء من الصحابة نصوص في ذم البدع وذم الفرقة والتحذير منها ما لا ينقل مثله عن من تقدمت وفاته من الصحابة رضي الله عنهم قال فانه من يئس منكم سيرى اختلافا كثيرا هذا يعد اية من ايات النبوة. لان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر عن امر سيقع في اقبل ووقع طبقا لما اخبر. فهذا من ايات نبوته. صلوات الله وسلامه عليه ثم ايظا في قوله انه من يئس منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فيه اخبار عن امر كوني قدري لابد ان يقع. الا انه اخبار للتحذير والانذار. اي فاحذروا من اسباب الفرقة وموجباتها فهو اخبار يتضمن التحذير. ولهذا عليه الصلاة والسلام ذكر ما تكون به السلامة من الفرقة دون ان يسأل. ومن يسمع هذا الحديث انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. ما السؤال الذي يرد في ذهنه مباشرة ورودا تلقائيا. ما السؤال؟ ما الحل؟ ما المخرج؟ ما السلامة؟ كيف النجاة هذا هو السؤال الذي يرد في الذهن ورودا تلقائيا. والنبي عليه الصلاة والسلام اجاب عن ذلك دون ان يسأل وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام. قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فبين عليه الصلاة والسلام ان المخرج يتلخص في امرين ان المخرج من هذه هذا الاختلاف وهذا التفرق وهذه الشرور يتلخص في امرين الامر الاول لزوم السنة. والاستمساك بها. وان يعض عليها المرء بالنواجذ عليكم بسنتي. اي الزموها حافظوا عليها اعتنوا بها كونوا من اهلها. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. والمراد بالخلفاء الراشدين المهديين اي الاربعة اه الذين ولوا تولوا الامر بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام. ابي بكر وعمر مروة عثمان وعلي. ابو بكر وعمر وعثمان وعلي. وقد جاء افي الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الخلافة بعدي ثلاثون سنة. وهذه مدة الخلفاء الاربعة كانت مدة خلافتهم مجموعة ثلاثين سنة. بدءا من خلافه ابو بكر الى نهاية خلافة علي رضي الله عنه. وصف هؤلاء الخلفاء الاربعة بصفتين الراشدين المهديين. وبهذين الوصفين وصف رب العالمين نبيه عليه الصلاة والسلام. بهذين الوصفين وصف الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة الصلاة والسلام في اول سورة النجم قال الله تعالى ما ضل صاحبكم وما غوى. نفي الضلال فيه ثبوت. ضده وهو الهداية ونفي الغواية فيه ثبوت ضده وهو الرشاد. فوصفه الله عز وجل بالهداية والرشاد قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين واذا اجتمع الرشاد والهداية معا في الذكر فان الرشاد يراد به العمل والهداية يراد بها صلاح العلم. فمعنى قوله الخلفاء الراشدين المهديين اي الذين استقاموا علما وعملا علما وعملا العلم النافع والعمل الصالح. كما قال الله تعالى هو الذي ارسل رسولا بالهدى ودين الحق. الهدى لعلم النافع ودين الحق العمل الصالح. فيكون هؤلاء جمع الله لهم جمع الله لهم بين كمال العلم والعمل والصلاح في العلم والعمل جمع الله لهم بين العلم النافع والعمل الصالح. فكانوا خير قدوة لامة محمد عليه الصلاة والسلام. قال عضوا عليها بالنواجذ اذ ايستمسكوا بها اشد ما يكون التمسك. واعتنوا بها اشد ما تكون العناية واياكم ومحدثات الامور. واياكم ومحدثات الامور اي احذروها. وجانبوها وابتعدوا عنها ومحدثات الامور اي ما احدث في الدين مما ليس عليه هدي خير المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة لا يستثنى من ذلك اي بدعة. كل محدثة بدعة. وكل من صيغ العموم. ولو كان المقام فيه استثناءات لو كان المقام فيه استثناءات لاستثناه الرسول عليه الصلاة والسلام الناصح الامين لو كان هناك بدع ليست ضلالة لا استثنى ذلك لقال كل بدعة ضلالة الا ما كان كيت وكيد لكنه عمم ولهذا لو كان المقام فيه استثناء يستثني عليه الصلاة والسلام انظروا مثلا قوله كل امتي يدخلون الجنة هذا فيه استثناء ولهذا قال الا من ابى. استثنى لما كان المقام فيه استثناء استثنى عليه الصلاة السلام. قال الا من ابى. قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فقوله كل بدعة ضلالة هذا عام شامل لكل بدعة سواء كانت في الاعتقاد او العمل او السلوك وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال كل بدعة ضلالة وان رآها الناس حسنة كل بدعة ضلالة وان رآها الناس حسنة ولهذا ينقل عن الامام مالك رحمه الله تعالى انه قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن دينا الى قيام الساعة. فالدين هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وحسب الناس ديانة وصلاحا استقاما واستقامة ان يعملوا هديه وسنته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل بدعة ضلالة. اي ان الحق انما هو في ما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعيد قراءة كلام الاجري رحمه الله نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى في هذا الحديث علوم كثيرة يحتاج الى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهله منها انه امرهم صلى الله ولا يسعهم جهله اي الحديث. اشارة الى عظم شأن هذا الحديث وان ينبغي على كل مسلم ان يكون على علم بهذا الحديث والا يكون جاهلا به. نعم. منها انه امرهم صلى الله عليه وسلم بما امرهم الله عز وجل بتقواه امرهم بما امرهم الله بتقواه لان الله قال ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم فاتقوا ان اتقوا نعم. ولا يعملون بتقواه الا بالعلم. قال بعض الحكام كيف يكون متقيا من لا تدري ما يتقي كانه اراد ببعض الحكام يعني اهل الحكمة الحكماء وقوله ولا ولا بتقواه الا بالعلم. لان فاقد الشيء لا يعطيه. من من لم يكن عنده علم بما يتقي كيف يتقي ولهذا قال بعض الحكماء قال بعض الاولين كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف تتحقق فقد تقوى من مواجهة لا يدري ما الذي يتقي. ارأيتم الشخص الذي لا يعرف الشرك كيف يتقيه؟ الذي لا يعرف مثلا البدعة كيف يتقيها؟ وهكذا قل في الكبائر التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام. وكم من الضلالات روجت في الناس بسبب كونهم لا يجهلوا كونهم يجهلون ما ينبغي ان يتقوه مما حذرهم الله سبحانه وتعالى منه وحذرهم منه رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يتجر في اسواق الا من قد فقه في دينه والا اكل الربا. وهذا ايضا تنبيه مهم. قال لا يتجه لا يتجر الا من فقه في الدين يعني فقه ما يتعلق بالبيع والشراء التحذير من الغش والخيانة والكذب لابد ان يكون على فقه بذلك. فاذا لم يكن توفيق في ذلك يأكل الربا ويرتكب الحرام ويقع في الغش وغير ذلك من المحظورات. نعم قال رحمه الله تعالى قلت فعلى جميع المسلمين ان يتقوا الله عز وجل في اداء فرائضه واجتناب محارمه. يتقوا الله الله في اه اتقوا الله عز وجل في اداء الفرائض بايقائها كما امر الله. واجتناب المحارم ارمي بها وخطورتها حتى يكون تركه لها وبعده عنها على نور من الله. نعم. ومنها انه امرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد اسود وغير اسود. ولا تكون الطاعة الا بالمعروف. لانه اعلم انه سيكون اختلاف كثير بين الناس. فامرهم بلزوم سنته وسنة اصحابه الخلفاء الراشدين المهديين. وحثهم على ان تمسكوا بها التمسك الشديد مثلما يعض الانسان باضراسه على الشيء يريد الا يخنث منه. فواجب على كل مسلم ان يتبع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يعمل اشياء الا بسنته وسنة الخلفاء الراشدين بعده. ابي بكر عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين. وكذا لا يخرج عن قول صحابته رحمة الله عليهم فانه يرشد ان شاء الله قوله رحمه الله ولا تكون الطاعة الا بالمعروف لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فالطاعة انما تكون بالمعروف فاذا اذا امر الحاكم او الوالي بفعل امر محرم لا يطاع في ذلك وانما وتكون طاعته في المعروف. فاذا امر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق نعم قال رحمه الله تعالى ومنها انه حذرهم البدع واعلمهم انها ضلالة. فكل من عمل عملا او تكلم بكلام لا يوافقه وكتاب الله عز وجل ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وسنة الخلفاء الراشدين وقول صحابته رضي الله عنهم فهو بدعة وهو ضلالة وهو مردود على قائله او فاعله. لقوله في الحديث الاخر صلوات الله وسلامه عليه من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على قائله او فاعله غير مقبول منه. على قائله ان كانت البدعة قولية. وفاعله ان كانت البدعة فعلية نعم. ومنها ان عرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فميزوا هذا الكلام لم يقل ان صرخنا من موعظة ولا زعقنا ولا طرقنا على رؤوسنا ولا ظربنا على صدورنا ولا زفنا ولا رقصنا كما على كثير من الجهال يصرخ يصرخون عند المواعظ ويزعقون وينغاشون. وهذا كله من الشيطان يلعب بهم. وهذا كله بدعة وضلالة يقال لمن فعل هذا اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اصدق الناس موعظة وانصح الناس لامته وارق الناس قلب واصحابه ارق الناس قلوبا وخير الناس ممن جاء بعدهم ولا يشك في هذا عاقل ما صرخوا عند موعظته لا زعقوا ولا رقصوا ولا زفنوا ولو كان هذا صحيحا لكانوا احق الناس بهذا ان يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه بدعة وباطل ومنكر. فاعلم ذلك فتمسكوا رحمكم الله بسنته وسنة الخلفاء من بعده الراشيدين المهديين وسائر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. هذه فائدة ينبه عليها الاجري رحمه الله تعالى استفادة من حال الصحابة عند الموعظة المؤثرة التي سمعوها من رسول الله عليه الصلاة والسلام قال وجلت منها القلوب وذرفت منه العيون لكن ما في زعاق ولا صراخ ولا رفع صوت ما يوجد ذلك وانما عيون تذرف القلوب توجل فهذا هو التأثر الذي كان عليه الصحابة. اما من جاء بعدهم ولا سيما ممن دخلوا مداخل مسالك وطرائق باطلة في التعبد والتدين اصبح عندهم الصراخ والزعاق والرقص يعني في في في وعظة في الموعظة مثلا اذا اذا كانت مؤثرة يمكن يقوم بعظهم يرقص من شدة تأثره شدة ابراز واظهار تأثره بالموعظة او يصفق مثلا او نحو ذلك هذا كله ظلال اسم من دين الله تبارك وتعالى او يرفع صوته عاليا يصرخ او نحو ذلك هذا كله ما كان عليه الصحابة. وانما هذه وجدت عند الجهال والضلال ومن لا بصيرة لهم بدين الله ولا بهدي اصحابه رظي الله عنهم وارضاهم فيحذر من ذلك ويؤكد رضي الله عنه يؤكد رحمة الله عليه على لزوم هدي الصحابة رضي الله عنهم والسلوك نهجهم في مجالس النبي كانوا عنده عليه الصلاة والسلام يعظهم في سكونهم وهدوئهم وطمأنينتهم كأن على رؤوسهم الطير من الهدوء والسكون الطمأنينة لا زعيق ولا صراخ ولا غير ذلك من الافعال التي وجدت عند اهل الخرافة والضلال ممن جاؤوا بعد ذلك ومثل هذه الافعال كلها داخلة في قول نبينا عليه الصلاة والسلام وكل بدعة ضلالة. كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. الحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم جدا. و لا مسلما جهله ينبغي على كل مسلم ان يكون على علم بهذا الحديث وان يجاهد نفسه على تطبيقه تحقيق لتقوى الله ولزوما للسمع والطاعة واتباعا للسنة وحذرا من البدع والاهواء. ونسهر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يمن علينا اجمعين بلزوم السنة ومجانبة البدعة وان يهدينا اليه الصراط مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم من هم الاموات؟ اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ايحول بيننا وبين معاصيك؟ ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا