النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك. فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يرد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله جميعا في هذا الدرس العلمي اه اسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا. ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا كذا اه نبدأ بالتعليق على لطائف الفوائد وهذا الدرس في هذا اليوم الاثنين الخامس من شهر ربيع الاول لعام الف واربعمئة وثلاثة واربعين للهجرة اه نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ستمئة وثلاثون السعادة هي لزوم التقوى وهذه الفائدة منقولة من كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر رحمه الله يقول اعلم ان الزمان لا يثبت على حال. كما قال الله عز وجل وتلك الايام نداولها بين الناس فتارة فقر وتارة غنى وتارة عز وتارة ذل وتارة يفرح الموالي وتارة يشمت الاعادي فالسعيد من لازم اصلا واحدا على كل حال وهو تقوى الله عز وجل فانه ان استغنى زانته وان افتقر فتحت له ابواب الصبر وان عوفي تمت النعمة عليه وان ابتلي جملته لازم التقوى في كل حال فانك لا ترى في الظيق الا السعة وفي المرض الا العافية هذا نقدها العاجل والاجل معلوم وهذا كلام نفيس من الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى فالزمان لا يثبت على حال. هذه الدنيا متقلبة الاحوال لا يمكن ان تدوم على حال وان تثبت على حال كما قال ربنا سبحانه وتلك الايام نداولها بين الناس. وتلك الايام نداولها بين الناس ولذلك السعيد من لازم التقوى على كل حال هذه الدنيا يتقلب الانسان فيها ما بين فقر وغنى وما بين عز وذل وما بين فرح وحزن لا يمكن ان تثبت بحال هي طبعت هكذا طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذار والاكدار ومكلف الايام فوق طباعها متطلب في الماء تناري ووالله عز وجل يقول لقد خلقنا الانسان في كبد فالانسان يكابد هذه الدنيا ومصاعبها ومتاعبها وغمومها وغمومها فلا يمكن ان ان يعيش الانسان خاليا من الصعوبات ومن المشاكل ومن العقبات ومن تقلبات الدنيا. هذا محال لان هذا ينافي طبيعة هذه الحياة والا لو لو حصل الانسان ما يرجوه في هذه الدنيا لم يتمنى الجنة هذا من حكمة الله عز وجل ان جعل هذه الدنيا انها متقلبة الاحوال وانها لا تدوم للانسان على حال وانها طبعت على كدر وخلق الانسان فيها في كبد تارة فقر وتارة غنى يعني وهذا نراه في الواقع نرى الفقير يغتني ونرى الغني يفتقر وتارة عز وتارة ذل. نرى العزيز يذل ونرى الذليل يعز وهذا نجده في الواقع وتارة يفرح الموالي وتارة يشمت الاعادي تارة يفرح الانسان ويفرح بفرحه محبوه وتارة يصابوا بمصيبة ويشمتوا به اعداءه هذه هي الدنيا والدنيا كما يعني ذكرت هي هي متقلبة وهذه من ابرز خصائصها وسماتها انها متقلبة الاحوال جاء في صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه ان ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العظباء وكانت لا تسبق العظباء وقيل القصواء والحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح قال ان العظباء هي القصوى وانها يعني كلها اسماء لناقة واحدة قال كانت العظباء لا تسبق فجاء اعرابي على قعود فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حقا على الله الا يرفع شيئا من الدنيا الا وضعه رواه البخاري ان حقا على الله الا يرفع شيئا من الدنيا الا وظعه فهنا تأمل قوله من الدنيا ليس من الدين من الدنيا فهذه هي سنة الله في الحياة لا يرتفع شيء من الدنيا الا الا وضعه الله فلان هذه الدنيا متقلبة الاحوال لا يمكن ان ان يبقى شيء من الدنيا مرتفع مرتفعا دائما هذه هي طبيعة الدنيا لكن اه الرفعة تكون بالدين وبالتقوى هذا هو الذي يستمر على رفعته وعلى علوه وعلو شأنه. اما امور الدنيا فكما قال عليه الصلاة والسلام اخبر عن سنة من سنن الله تعالى ان حقا على الله الا يرفع شيئا من الدنيا الا وظعه فالسعيد من لازم اصلا واحدا على كل حال. وهو تقوى الله عز وجل فالمتقي ان استغنى زانته الدنيا وان افتقر فتحت له ابواب الصبر المتقي ان استغنى بالدنيا فان التقوى تزينه فان التقوى تزينه وان افتقر فتحت التقوى له ابواب الصبر وان عوفي المتقي تمت عليه النعمة وان ابتلي المتقي جملته التقوى لازم التقوى في كل حال. فانك لا ترى في الظيق الا السعة. كما قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب تأمل هذه الاية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. هذه من ثمرات التقوى في الدنيا اما ثمراتها في الاخرة فمعلومة ثمرات التقوى في الاخرة جنات آآ عرضها السماوات والارض لكن فمن من ثمراتها في الدنيا من ثمرات التقوى في الدنيا هي ان الله تعالى يجعل المتقي من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ومن يتق الله يجعل له مخرجا والفائدة الثانية ويرزقه من حيث لا يحتسب من حيث لا يحتسب يأتيه ارزاق يفتح الله له ابوابا من الرزق من حيث لا يحتسب ولا تخطر على باله ولهذا يقول بعض السلف ما افتقر تقي قط لان المتقي اه يضرع الى الله عز وجل ويلجأ الى الله سبحانه فيفتح الله عليه ابوابا من الرزق ويرزقه من حيث لا يحتسب وليس معنى ذلك ان غير المتقى وليس معنى ذلك ان غير المتقي لا يرزق. قد يرزق الرزق يعطيه الله تعالى المتقي وغير المتقي بسط الرزق يبسط الله تعالى الرزق على المتقي وغيره ويضيق ايضا على المتقي وعلى غيره كما قال الله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعم فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر يعني ضيق عليه رزقه فيقول ربي اهانك كلا فبسط الرزق وضيقه لا يرجع آآ كرامة كرامة هذا الانسان على الله او عدم كرامته على الله بل لحكم اه الله تعالى اعلم بها لكن اذا اذا المتقي اذا المتقي افتقر ولجأ الى الله تعالى رزقه الله من حيث لا يحتسب واذا وقع في كربة فرجها الله عنه ومن يتق الله ان يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. عندما يقول رب العالمين في كتابه الذي يقرأه الناس جيلا بعد جيل وقرن بعد قرن. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. لا بد ان هذا يتحقق لا بد فان وجدت انسانا تظهر عليه يعني مظاهر الصلاح ولم آآ يجد مخرجا ولم يرزق من حيث لا يحتسب. معنى ذلك ان عنده خلل في التقوى لان الله تعالى قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فلابد ان يتحقق هذا المخرج والرزق من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. تقوى من اسباب تيسير الامور قال لازم التقوى على كل حال فانك لا ترى في الظيق الا السعة. وفي المرظ الا العافية هذا نقدها العاجل والاجل معلوم فتقوى الله عز وجل يجد الانسان ثمراتها العظيمة الحسنة في الدنيا والاخرة فالمتقي لله سبحانه يجد اولا في الدنيا السعادة وفي الاخرة الجنة كما قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ما هي الحياة الطيبة؟ يعني في الدنيا ما هي الحياة الطيبة ليس بلازم ان تكون الحياة الطيبة هو ان يكون ثريا. ان يكون غنيا. الحياة الطيبة هي باختصار السعادة يعني ان يعيش في هذه الدنيا سعيدا فلنحيينه حياة طيبة. طيب وفي الاخرة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون هل رأيتم احدا اتقى الله تعالى وندم لا والله من اتقى الله تعالى فانه يغتبط بتقواه ويفرح ويسر ويجد ثمرات ذلك في الدنيا والاخرة انما الذي يندم من عصى الله عز وجل. هذا هو الذي يندم ويجد اثار تلك الذنوب والمعاصي في الدنيا والاخرة ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ننتقل للفائدة رقم ست مئة واحدى وثلاثين؟ هل الغاية تبرر الوسيلة يعني هذه مقولة دارجة الغاية تبرر وسيلة هل هذه المقولة الصحيحة اه من العبارات الدارجة عند بعض الناس ان الغاية تبرر وسيلة وهذا على اطلاقه تقعيد فاسد لما فيه من العمومات في الغايات والوسائل فالغاية الفاسدة لا يوصل اليها بالوسيلة ولو كانت شرعية والغاية الشرعية لا يوصل اليها بالوسيلة الفاسدة فلا يوصل الى طاعة الله بمعصيته. نعم الغاية الشرعية آآ تؤيد الوسيلة الشرعية وما يتم الواجب الا به فهو واجب مع ان لفظة تبرر هنا غير فصيح في اللسان هذا من كتاب آآ معجم المناهل من معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله اه قوله تبرر يعني يقول انها غير فصيحة لكنها يعني مشهورة فيعني بعض الكلمات اذا اشتهرت اه تواطأ عليها اهل اللسان فانها تصبح عربية بالتعليم آآ الغاية هنا يعني مقولة بعض الناس لغاية تبرر وسيلة بهذا التعميم هذه المقولة غير صحيحة لان الغاية الفاسدة لا تبررها الوسيلة سواء كانت الوسيلة صحيحة او كانت فاسدة والغاية الشرعية لا يوصل اليه الا بالوسيلة الشرعية. ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ولا يوصل اليها بالوسيلة الفاسدة فاذا هذه المقولة مقولة غير صحيحة بهذا الاطلاق وهذا التعميم ان الغاية تبرر الوسيلة لانهم يريدون بهذه المقولة يقول اذا كانت الغاية مشروعة فاي وسيلة تسلكها فهي جائزة وهذا غير صحيح اذا كانت الوسيلة محرمة فلا فلا يجوز سلوك هذه الوسيلة لكن يستثنى يستثنى من ذلك ما اذا كانت الوسيلة المحرمة الى الغاية المشروعة آآ نعم ولكن يستثنى من ذلك ما اذا كان ضرر الوسيلة المحرمة الى الغاية المشروعة اقل من مصلحة الغاية فلا بأس اذا استثنى من ذلك ما اذا كان ظرر الوسيلة المحرمة الى الغاية المشروعة اقل من مصلحة الغاية فلا بأس لانها حينئذ تكون بمعنى القاعدة الشرعية اذا تعارضت مفسدتان روعي اعظمهما بارتكاب اخفهما ونوضح هذا بمثال بقصة الخضر مع موسى لما خرق الخضر السفينة خرق السفينة هذه وسيلة لغاية الغاية ما هي الغاية هي بقاء السفينة وعدم آآ اغتصاب الملك آآ لهذه السفينة فهنا الوسيلة ممنوعة والغاية مشروعة الغاية بقاء السفينة لكن وسيلة ممنوعة لكن لما كان ظرر هذه الوسيلة ظرر خرق السفينة اقل من ظرر اغتصاب السفينة هنا يقال بانه لا بأس بسلوك هذه الوسيلة باعتبار انها اقل ظررا. اقل ظررا مما لو لم تسلك هذه الوسيلة الممنوعة لانه يترتب على ذلك ظرر اعظم وهو ان هذا الملك يغتصب كل سفينة صالحة هذا مثال هذا آآ الاستثناء ننتقل للفائدة رقم ست مئة واثنين وثلاثين عز الطاعة وذل المعصية يكفيك من عز الطاعة انك تسر بها اذا نسبت اليك ويكفيك من ذل المعصية انك تخجل منها اذا عرفت عنك فالطاعة لها عز والله تعالى يقول من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. اي ان العزة انما تبتغى بطاعة الله عز وجل والمعصية لها ذل مهما حصل هذا الذي قد ولغ في المعاصي مهما حصل من حظوظ الدنيا يبقى ذليلا ولهذا قال الحسن رحمه الله انهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ان ذل المعصية لا يغادر قلوبهم ابى الله الا ان يذل من عصاه وكان من دعاء بعض السلف اللهم اعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك فالطاعة عز للمسلم ولذلك يكفي من من عزها انك تسر بها اذا نسبت اليك واما المعصية فهي ذل ويكفي من ذلها انك تخجل منها اذا عرفت عنك ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما والانسان الانسان قد يعمل عمل طاعة ويظن ان هذه الطاعة انها يعني ان اجرها قليل لكنها عند الله عز وجل يكون اجرها عظيما جدا وقد يفعل المعصية مستهينا بها لا يبالي بها يظن ان اثمها يسير بينما يكون اثمها كبير جدا عند الله عز وجل ولذلك لا تحتقر اي طاعة ولا تستهين باي معصية فمثلا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه كلمة ما القى لها بال لكنها كلمة عظيمة عند الله عز وجل يكتب الله تعالى له بسببها رضوانه الى يوم يلقاه قال بعض العلماء ان هذه الكلمة هي الكلمة التي يدافع بها عن عرض مسلم اغتيب في مجلس سلطان وهذا يظهر انه مثال قد تكون كلمة في غير ذلك قد يستهين الانسان بالمعصية وهي عند الله تعالى عظيمة كما قال الله تعالى في شأن الافك في قصة عائشة وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم عندما يقذف الانسان بريئا ويتهمه بما هو منه براء فان هذا قد يستهين به بعض الناس لكنه عند الله عز وجل عظيم جدا وموجب للعنة الله عز وجل لهذا القاذف في الدنيا والاخرة ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم فلا تحتقر اي طاعة تعملها. ما تدري ربما ان هذه الطاعة تقع موقعا عظيما عند الله عز وجل بقصة المرأة التي اتت عائشة رضي الله عنها تستطعمها فاعطتها ومعها ابنتان فعطتها ثلاث تمرات اعطت المرأة كل واحدة من ابنتيها تمرة واخذت التمرة الثانية تريد ان تأكلها فاستطعمتها ابنتاها فاخذ التمرة وشقتها نصفين واعطت كل واحدة من ابنتيها نصف تمرة ولم تأكل شيئا تقول عائشة فاعجبني شأنها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة سبحان الله يعني هذه المرأة ربما انها ما ظنت ولا ولا خطر ببالها ان هذا العمل سيبلغ عند الله عز وجل هذا المبلغ العظيم تمرة قسمتها بين ابنتيها ومع ذلك انظروا الى الى عظيم موقع هذا العمل عند الله سبحانه. اوجب الله لها بها الجنة فلا تحتقر اي طاعة او اي عمل صالح تعمله ربما يكون موقعه عند الله عز وجل عظيما واجره كبيرا. وفي المقابل لا تستهن باي معصية خاصة ما كان يتعلق بحقوق العباد ما كان يتعلق بحقوق الاخرين هذا يعني الشريعة الاسلامية عظمت شأن حقوق العباد لا تحتقر اي مسلم لا تستهزئ باي مسلم لا تغتاب اي مسلم لا تقذف اي مسلم احرص على ان تعظم شأن حقوق العباد فان شأنه عند الله عز وجل عظيم جدا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر هذا في بلدكم هذا واذكر هنا ايضا مثالا للمعصية التي قد يستهين بها المسلم كما جاء في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل والله لا يغفر الله لفلان قال هذه المقولة ولم يلق لها بالا وربما ان فلان هذا يعني رأى انه اه كان مكثرا من المعاصي او نحو ذلك فانظر ماذا كانت يعني النتيجة؟ يقول النبي عليه الصلاة والسلام قال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ قد غفرت له واحبطت عملك قال ابو هريرة قال كلمة اوبقت دنياه واخرته فلا تستهن باي معصية ما تدري ربما ان هذه المعصية تكون عند الله عز وجل عظيمة جدا ننتقل للفائدة رقم ست مئة وثلاثة وثلاثين من فوائد ذكر الله انه يورث العبد ذكر الله تعالى له. كما قال الله تعالى فاذكروني اذكركم. ولو لم يكن في الذكر الا هذه لكفى بها افظلا وشرفا ذكر الله عز وجل من افضل واجل الاعمال. بل قال بعض اهل العلم انه افضل الاعمال على الاطلاق كما قال ابن تيمية رحمه الله جمع من اهل العلم لانه قد رتب عليه من الفضائل ما لم يرتب على غيره ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعيها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق يعني فضة وخير لكم ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله عز وجل من ثمرات وفوائد هذا الذكر. هذه الفائدة التي ذكرها الامام ابن القيم انه يورث يورث العبد آآ ذكر الله له فاذكروني اذكركم. يعني ذكرت الله تعالى فان الله تعالى يذكرك. الله تعالى لا يغفل عن عن شيء من خلقه. وما الله بغافل عما تعملون لكن المعنى ان الله تعالى يذكره على سبيل يعني الشرف وعلى سبيل الثناء فاذكروني اذكركم يعني انت ايها المخلوق الظعيف الصغير بهذا الكون الفسيح العظيم يذكرك رب كل شيء خالق كل شيء. اي شرف اعظم من هذا لو لم يكن من فوائد الذكر الا هذه الفائدة لكفى بها فظلا وشرفا فاستحضر يا اخي انك اذا ذكرت الله ان الله الرب العظيم الجليل يذكرك من فوق سبع سماوات جل وعلا اه الذكر ولذلك يقول الله تعالى في الحديث القدسي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم كثرة ذكر الله عز وجل تورث حياة القلب ولهذا قال ابن القيم رحمه الله قال سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء الذكر حياة القلب هو الذي يورث حياة القلب اذا اردت ان يبقى قلبك حيا سليما فاكثر من ذكر الله سبحانه وكثرة ذكر الله عز وجل من اسباب رقة القلب ولهذا جاء رجل الى الحسن فقال يا ابا سعيد اشكو قسوة اجدها في قلبي قال اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله عز وجل اذا اردت ان يلين قلبك وان تذهب عنه قسوة فاكثر من ذكر الله سبحانه ذكر الله عز وجل يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه فان الغافل بينه وبين الله تعالى وحشة وهذه الوحشة لا تزول الا بالذكر ذكر الله تعالى هو قوت القلب والروح فاذا فقده العبد صار بمنزلة الجسد اذا حيل بينه وبين قوته فينبغي ان يحرص المسلم على الاكثار من ذكر الله عز وجل اما حيت القلوب وما لانت القلوب الا بذكر الله سبحانه ومن احسن ما صنف في فوائد الذكر كتاب الوابل الصيب للامام ابن القيم رحمه الله فانه قد ابدع بهذا الكتاب واتى فيه بالعجب العجاب تاب عظيم وقد ذكر ان في الذكر اكثر من مئة فائدة ومنها هذه الفوائد التي اشرت اليها وغيرها كثير فانصحه بقراءة هذا الكتاب العظيم وهو كتاب قيم للامام ابن القيم ننتقل للفائدة رقم ست مئة واربع وثلاثين من مواعظ سفيان الثوري قال سفيان الثوري رحمه الله لو كان معكم من يرفع حديثكم الى السلطان اكنتم تتكلمون بشيء؟ قالوا لا. قال فان معكم من يرفع الحديث الى الله عز وجل آآ هذه المقولة من سفيان رحمه الله فيها حكمة قل الناس من قديم الزمان يخشون من يرفع حديثهم الى السلطان يعني من يتجسس ويرفع حديثه من السلطان هذا من قديم الزمان فالناس تتحاشى وتخاف من ذلك فيقول سفيان الثوري اذا كنتم تخافون من ذلك معكم من يرفع حديثكم الى الله عز وجل وهم الملائكة فان الله عز وجل وكل انسان ملكين يكتبان جميع اعماله اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذان الملكان يعلمان ما يقوله الانسان وما يفعله ليس فقط كتابة الية لا عن علم كما قال الله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون يعلمون ما تفعلون. كل كلمة وكل شيء يكتبونه. كل فعل كل تصرف يكتبون فهم يعلمون ما يفعل العبد ويكتبونه يكتبون اقواله وافعاله احدهما عن اليمين والاخر عن الشمال الذي عن اليمين يكتب الحسنات والذي عن الشمال يكتب السيئات ويتعاقبان يعني هذان الملكان يتعاقبان فيأتي ملكان اخران فيأتي ملكان يجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ولذلك كل انسان كل انسان وكل به ثمانية من الملائكة ثمانية بكل اربع وعشرين ساعة ملكان كاتبان عن اليمين وعن الشمال قعيد يكتبان اعماله وملكان حافظان من بين يديه ومن خلفه له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله فملكان حافظان وملكان كاتبان هؤلاء اربعة ثم يتعاقب معهم اربعة اخرون فاربعة من الصباح من صلاة الصبح الى صلاة العصر ومن صلاة العصر يأتي اربعة ملائكة اخرون من صلاة العصر الى صلاة الفجر كما قال عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيأتون ربهم وهو اعلم بهم فيقولوا كيف وجدتم عبادي؟ فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون واذا الملائكة تتعاقب في صلاة الصبح وصلاة العصر. الملائكة الحفظة والملائكة الكتبة فاذا اربعة اثنان كاتبان واثنان حافظان يبقيان من صلاة الفجر الى صلاة العصر ثم بعد ذلك يأتي اربع ملائكة اخرون آآ اثنان كاتبان واثنان حافظان يعتقدون الاربعة الملائكة الاولين فمعنى ذلك كما قال الحافظ ابن كثير وجماعة من اهل العلم انه قد وكل انسان ثمانية من الملائكة في اليوم والليلة ثمانية من الملائكة اثنان كاتبان واثنان حافظان لك لكنهم يتعاقبون مع ايضا اثنين كاتبين ومع اثنين حافظين انظر الى عناية الله عز وجل ببني ادم. كيف وكل واحد من بني ادم ثمانية من الملائكة من الكتبة والحفظة طيب نختم بهذه الفائدة فائدة رقم ست مئة وخمسة وثلاثين محدودية العقل البشري يبقى العقل البشري محدودا مهما كان عليه من الذكاء والفطنة ولهذا قال الشافعي ان للعقل حدا ينتهي اليه كما ان للبصر حدا ينتهي اليه العقل البشري محدود مهما كان عليه من الذكاء ومهما كان عليه من الفطنة ومهما كان عليه من العلم ومهما كان عليه من الثقافة يبقى بشرا. ويبقى محدودا ويبقى له حد ينتهي اليه ارأيت البصر له حد ينتهي اليه كذلك العقل له حد ينتهي اليه ولذلك لابد ان ان الانسان يعرف قدر نفسه هناك امور فوق مستوى العقل البشري المحدود لا يستطيع ان يعرفها ولا يعرف كونها. مثلا روحك التي بين جنبيك ما حقيقتها واين تكون؟ اين تكون من الجسد؟ هل تكون في الجزء العلوي او السفلي اين تكون وما كنهوها وما طبيعتها كل هذه لا يدري عنها الانسان لا يعرفها العقل البشري لا يعرف عنها شيئا ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح انزل الله تعالى قوله ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا العقل البشري فقط انما يعلم شيئا من ظاهر عالم المادة اما العوالم الاخرى ما ما يستطيع ان ان يعلم عنها شيئا فالروح ليست من عالم المادة وانما من عالم اخر لا تعلمونه انتم ايها البشر ولهذا قال الله سبحانه قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ما يتعلق بعالم الاخرة والبرزخ العقل البشري ما يستطيع ان ان يدركه. انما فقط نعلمه ونؤمن به على ضوء ما ورد في النصوص لكن ما نستطيع ان ان نخوض فيه وندركه لانه عالم اخر مختلف تماما عن عالم الدنيا لكن على ضوء ما ورد في النصوص نؤمن به على ضوء ما ورد في النصوص نعيم الجنة نعيم الجنة فوق مستوى العقل البشري يعني العقل البشري مهما تخيل من النعيم هو فوق هذا التخيل ولهذا قال الله تعالى فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نعيم الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. يعني حتى مجرد تخيل وخطرات كيف في الجنة ما هو اعظم وفوق هذا العقل البشري يبقى محدودا وقد ينسى ويذهل حتى عن ابسط الاشياء سبحان الله ابسط الاشياء قد يذهل عنها ولهذا لما مات النبي صلى الله عليه وسلم يعني بعض الصحابة من قوة الصدأ ما صدق ومنهم عمر رضي الله عنه قال ما مات رسول الله عليه الصلاة والسلام وانما ذهب الى ربك ما ذهب الى موسى الى موسى الى ربه وسيرجع يقطع اعناق رقابهم من المنافقين يشيعون ان النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. لما اتى ابو بكر رضي الله عنه وثبته الله بثبات الانبياء وصعد المنبر وقرأ الاية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن انقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا يقول عمر والصحابة الذين معه كان ما نسمع هذه الاية لاول مرة كانما نزل تلك الساعة فالانسان قد يذهل يعني عمر والصحابة يقرأون هذه الاية ويحفظونها ويرددونها ويتلونها لكن يعني العقل البشري محدود قد يذهل الانسان حتى عن ابسط الاشياء. قد يغفل حتى عن ابسط الاشياء فينبغي للانسان ان ان يعرف آآ حدود قدرته البشرية وان قدرتها البشرية محدودة جدا. لما اتى هذا الوباء كورونا لا يرى بالعين المجردة انظروا الى الى اثاره العظيمة في العالم مخلوق صغير لا يرى بالعين مجردة ومع ذلك انظروا الى اثاره وكيف سبب هذا الحجر وهذه الاثار العظيمة التي ستبقى ويكتبها التاريخ للاجيال وهو مخلوق صغير لا يرى بالعين مجردة فالعقل البشري عقله يعني محدود فينبغي للانسان ان ان يعرف قدراته ومحدودية عقله ولذلك تجد ان من اراد ان ان يخوض بما لا قدرة للعقل عليه يظل يظل فتجد بعض من اراد ان ان يخوض فيما يتعلق بعالم الاخرة وما يتعلق بكيفية صفات الله عز وجل الحرف هو ظنه كثير من الطوائف المنحرفة كان سبب ظلالهم انهم آآ اعملوا العقل فيما لا مجال للعقل فيه اعملوا العقل فيما لا مجال للعقل فيه فهناك امور يقف العقل عندها ما يستطيع ان ان يدركها مسائل القضاء والقدر مثلا لا يستطيع العقل البشري ان يدرك تفاصيله ولهذا السلف امروا يعني او السلف كانوا يقولون انه ينبغي ان ان لا يتوسع الانسان في في مسائل والقدر وان يؤمن بمسائل القضاء والقدر على ضوء ما وردت في النصوص لانها فوق مستوى العقل البشري تفاصيل القضاء مسائل القضاء والقدر فوق مستوى العقل البشري ولذلك الذين دخلوا وخاضوا في في مسائل القضاء والقدر ظلوا ظل في ذلك بعض الطوائف مثل قدرية ومثل الجبرية ولهذا فينبغي ان ان يعرف الانسان قدره ومحدودية عقله وان انه مهما كان عليه من الذكاء ومن آآ القدرات ومن الفهم يبقى بشرا ويبقى محدود العقل والفهم والادراك ونكتفي بهذا القدر ونقف عند الفائدة رقم ست مئة وست وثلاثين طيب ناخذ بعض ما تيسر من الاسئلة اه سبق ان قلتم بان قراءة القرآن من المصحف او الجوال لها نفس الاجر لكن هل يقال لان قراءة القرآن في المسجد من المصحف افضل لان في ذلك اجرا لمن اوقفه المهم هو القراءة قراءة القرآن ثم قرأت عن ظهر قلب او قرأت من المصحف الورقي او قرأت من المصحف الموجود في الهاتف الجوال هذه كلها اجرها واحد وثوابها واحد فانت تؤجر على التلاوة من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ولا حسنة بعشر امثالها بغض النظر عن الوسيلة وسيلة التي قرأت بها آآ القرآن او او تلوت بها هذه الايات ومن قال بان القراءة من المصحف الورقي افضل من القراءة من مصحف الجوال هذا قول مرجوح يعني هل المصحف الذي موجود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام هل كان آآ هو هو المصحف الورقي الموجود الان بين ايدينا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان مكتوبا على الالواح وعلى الرقاع وعلى كرب النخل ثم في عهد عثمان رضي الله عنه كتب ايضا كتابة غير منقوتة وغير مشكولة ثم تطورت الصنعة فكتب بهذه الطريقة العبرة بالتلاوة العبرة بالقراءة ولا فرق في الاجر بين ان تقرأ من المصحف الورقي او تقرأ من المصحف الذي في الهاتف الجوال. المصحف الذي في الهاتف الجوال هو مصور من المصحف الورقي هو مصور منهم لكن بعض الناس اذا لم يألف شيئا انكره كونك لا ترتاح مثلا للقراءة من المصحف الذي هاتف الجوال لا يعني انك تنكر على من قرأ من المصحف الذي في الهاتف الجوال ولذلك الذي يقول ينكر على من يقرأ من المصحف الذي في الهاتف الجوال هذا من القول على الله بغير علم اهم شي انك تقرأ سواء قرأت عن ظهر قلب قرأت من المصحف الذي في الهاتف الجوال قرأت من المصحف الورقي قرأت من مصحف مكتوب على الواح قرأت المهم هو قراءة المهم هو هو ان تقرأ فلا فرق في الاجر بينها كلها واما قول الاخ ان في ذلك اجر لمن اوقف هذه ليس لها علاقة بهذه المسألة الاجر مرتب على مجرد آآ التلاوة لكن بعض العلماء يقول ان القراءة من المصحف سواء كان المصحف الورقي او مصحف الجوال انها تكون يعني اعون للتدبر يعين الانسان على التدبر اكثر مما لو قرأ عن ظهر قلب لانه اذا قرأ عن ظهر قلب فقد ينشغل بتذكر المحفوظ بينما اذا قرأ من المصحف هذا يعينه على التدبر اكثر ثم ايضا يعني نظر المصحف عبادة فيعني رجحوا جانب القراءة من المصحف على جانب اه القراءة عن ظهر قلب والذي يظهر انه اذا كان الذي يقرأ عن ظهر قلب متقنا متقنا فلا فرق بين القراءة عن ظهر قلب والقراءة من المصحف لان هذا الاتقان يجعله آآ القراءة عنده سواء سواء من المصحف او عن ظهر قلب اما الذي غير متقن هذا هو الذي سينشغل فكره تذكر اه المحفوظ حديث من صلى اربعا قبل الظهر واربعا بعده حرمه الله على النار المقصود بها السنة الراتبة القبلية والبعدية. اول هذا الحديث حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ هو اربع قبل الظهر وركعتان بعدها كما جاء في حديث عائشة اربع قبل الظهر ركعتان ثم ركعتان وركعتان بعد الظهر فهذا هو المحفوظ في السنة آآ القبلية لصلاة الظهر والسنة البعدية الوالدة مريضة ومقعدة هل يجوز ان تدفع مقابل حج بدل في حملة حج نعم لا بأس لا بأس ان تنيب من يحج عنها فيجوز الحج عن الميت وعن آآ العاجز وهو ما يسميه الفقهاء المعظوم فالميت يجوز ان يحجج عنه كذلك الحي اذا كان عاجزا عن ان يحج بنفسه كان يكون كبيرا في السن او مريضا مرضا مزمنا ولا يستطيع ان يحج فلا بأس ان ينيب من يحج عنه ويعتمر عنه اذا وعد الابن اباه ان يسمي مولده على اسمه ولم ينفذ الابن بطاعته زوجته مع ان اسم الاب من احب الاسماء الى الله هل هذا في عقوق بل يكون في هذا عقوق اذا كان الاب سيتظايق من ذلك الابن وعده ثم لم يفي بوعده ونقدم طاعة زوجته على طاعة ابيه فهذا قد يدخل في باب العقوق لو انه لم يعد اباه ربما يكون الامر اسهل من كونه يعيد اباه وسم ابيه ايضا من الاسماء الحسنة ومن احب الاسماء الى الله تعالى فهذا يتأكد في حقه ان يسمي على ابيه وان يقدم طاعة ابيه على زوجته في هذه الحال ولان هذا من البر بابيه لان البر هو كل ما ادخل السرور على الاب او الام. يدخل ذلك في البر والعقوق بعكسه كل ما ادخل الحزن والظيق على الاب او الام يدخل في العقوق ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته