النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك. فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يورد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس العلمي بهذا اليوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة اللهم علمنا ما ينفعنا انفعنا بما علمتنا واسألك اللهم علما نافع ينفعنا. اللهم ارزقنا الفقه في الدين ربنا زدنا علما ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ست مئة وست وثلاثين الفرق بين الزهد والورع وهذه الفائدة من كلام الامام ابن القيم نقلها عن شيخه الامام ابن تيمية رحمة الله تعالى على الجميع قال ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة والورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة وهذه العبارة من احسن ما قيل في الزهد والورع واجمعها هذا التعريف تعريف ابن تيمية رحمه الله للزهد والورع هو افضل واجود تعريف لهما فالزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة اي شيء لا ينفع في الاخرة يتركه الانسان فهذا يعتبر زاهدا اما الورع فهو ترك ما يخاف ضرره في الاخرة ترك ما يخاف ضرره في الاخرة ولذلك بين الزهد والوراء عموما وخصوص فكل زاهد يعتبر ورعا وليس كل ورع زائد ليس كل ورع يعتبر زاهدا الزهد اعلى مرتبة من الورع. الزهد اعلى مرتبة من الورع ولذلك نقول ان الزهد هو مرتبة رفيعة ترك جميع ما لا ينفع في الاخرة واما الورع فهو دونه في المرتبة هو ترك ما يخاف ظرره والزهد ليس عدم ذات اليد بل كما يقول القرافي عدم احتفال القلب بالدنيا اي عدم تعلق القلب بالدنيا وان كانت في ملكه وقد يكون الزاهد من اغنى الناس وهو زاهد ويوصى بالزهد وهو اب من اغنى الناس وقد يكون الفقير غير زاهد وهو من افقر الناس لكونه في غاية الحرص على الدنيا وعنده جشع وتعلق بالدنيا فهذا لا يمتنع ان يكون انسان يملك ثروة طائلة ومع ذلك زاهد او انسان فقير مدقع ومع ذلك ليس بزاهد لان الزهد متعلق بما في القلب وليس بما في اليد فاذا كانت الدنيا في يد الانسان وليست في قلبه فهذا هو الزاهد. اما اذا كانت الدنيا في قلبه فهذا ليس بزائد اه كذلك ايضا كذلك ايضا نقول في آآ الزهد والورع ان الاشياء تنقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ما يضر في الاخرة والقسم الثاني ما ينفع والقسم الثالث ما لا يظر ولا ينفع فالورع ان يدع ما يضره في الاخرة يعني يترك الامور المحرمة او ما يخشى ان تكون حراما اما الزاهد في ان يدع ما لا ينفعه في الاخرة فالذي لا ينفعه لا يأخذ به والذي ينفعه يأخذ به والذي يضره لا يأخذ به من باب اولى فكان الزهد اعلى حالا من الورع فكل زاهد ورع وليس كل ورع زاهدا وهنا انبه ايضا على يعني قضية وهي ان ترك ما لا ظرر منه في الاخرة لكنه ينفع في الدنيا هذا ليس من الزهد ليس هذا من الزهاد هذا قد يفعله بعض الناس اجتهادا يفعله بعض العباد اجتهادا وهو ليس من الزهد ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم وطيبات ما احل الله لنا ليس من الزهد ان نتركها ما دام انها لا تضر في الاخرة ولا ينفع تركها ايضا ولهذا جاء نفر الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن عبادته فلما اخبره كأنهم تقالوها ثم قالوا اين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر ابدا وقال الاخر اما انا فاقوم الليل ولا انام ابدا وقال الثالث اما انا فلا اتزوج النساء فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال اما اني اخشاكم لله واتقاكم له ولكني اصوم وافطر واقوم وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فعد النبي صلى الله عليه وسلم آآ الرغبة عما احل الله تعالى انه رغبة عن السنة. الرغبة مثلا عن الزواج. الرغبة عن الطيبات هذا هذا ليس من الزهد فلو قال انسان انا لا اركب السيارة زهدا نقول هذا ليس من الزهد او قال لا استخدم الكهرباء زهدا او لا استخدم مثلا الحاسب الالي زهدا نقول هذا ليس من الزهد فما كان ينفع في الدنيا ولا يضر في الاخرة فهذا اه لا يعتبر تركه زهدا وانما هذه تقع من بعض العباد الذين عندهم شيء من الجهل فيعني يجتهدون اجتهادات غير موفقة والله تعالى انكر على من حرم الطيبات. يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم فاذا الزهد هو ترك ما لا ينفع في الاخرة وليس له فائدة في الدنيا هذا هو الزهد واما الورع فهو ترك ما يخشى ظرره في الاخرة طيب ننتقل للفائدة ست مئة وسبع وثلاثين قاعدة في الحياة وطن نفسك على ما تكره يقل همك اذا اتاك ويعظم سرورك ويتضاعف اذا اتاك ما تحب مما لم تكن قدرته وهذا من كلام ابن حزم بمداواة النفوس وهي قاعدة مفيدة في الحياة ان الانسان يوطن نفسه على ما تكره المعنى انه يقدر اسوأ الاحوال واسوء الظروف ويوطن نفسه على تقبل هذا الحدث فانه يستفيد بذلك فائدة فاذا اتاه ما يكره يقل همه لانه قد وطن نفسه واستعد واذا اتاه ما يحب يعظم سروره فيستفيد بذلك هذه الفائدة فاذا اذا اتت كمشكلة فقدر اسوأ الاحوال قلت قل قل مثلا لو اتى كذا اسوأ احتمال افعل كذا فاذا قدر المتاك اسوأ الاحوال تكون قد وطنت نفسك له. واذا لم يأتك واتاك احسن الاحوال يعظم سرورك ويتضاعف فاحوال النفوس بحاجة الى فقه ان الانسان يفقه احوال النفوس ويحسن التعامل مع اه امور الحياة اقول امور الحياة ليس بالضرورة انها تأتي على ما يحبه الانسان بل يأتي الانسان ما يأتي من من مما يكره لان الانسان خلق في كبد لقد خلقنا الانسان في كبد فلا يمكن ان تصفو الحياة لاحد من البشر. لا يمكن ولذلك اه كما قال ابن تيمية رحمه الله ونقله عنه ابن القيم رحمة الله على الجميع قال ان هذه العوارض التي تعترض للانسان في الحياة هي مثل الحر والبرد فالحر ربما شدة الحر تؤذيك او شدة البرد تؤذيك لكنك تصبر وتمضي تمضي شدة الحر وشدة البرد هكذا عوارض الحياة ينبغي الا يقف الانسان عندها لا يقف عنده ولا يشغل تفكيره بها لانه اذا فعل ذلك ستستحوذ على آآ فكره ويعظم همه وحزنه ولهذا فيعتبرها كما قال ابن تيمية مثل الحر والبرد ويصبر ولا يقف عندها ولا يفكر فيه. انتقل للفائدة رقم ست مئة وثمانية ناسيين في الخشوع في الصلاة وهذا من كلام ايضا ابن القيم رحمه الله عن الخشوع في الصلاة قال مثل من يلتفت في صلاته ببصره او بقلبه مثل رجل قد استدعاه السلطان فوقفه بين يديه واقبل يناديه ويخاطبه وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينا وشمالا وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به لان قلبه ليس حاضرا معه فما ظن هذا الرجل ان يفعل به السلطان افليس اقل المراتب في حقه ان ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا قد سقط من عينيه الخشوع في الصلاة هو روح الصلاة وهو لبها وهو المقصود الاعظم منها وصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح وليس للانسان من اجل صلاته الا بمقدار ما عقل منها ان عقل الصلاة كاملة اجرى الاجر الكامل وهذا قليل من الناس فربما نادر من يعقل الصلاة كاملة ويخشع فيها الخشوع الكامل هذه الصلاة صلاة عظيمة هي هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي التي تزيد مستوى الايمان وقد قال بعض اهل العلم ان هذه الصلاة التي يخشع فيها الخشوع الكامل تكفر حتى الكبائر واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا. قال فكذلك الصلوات الخمس يكفر الله بهن الخطايا لكن من الذي يخشع الخشوع الكامل في الصلاة؟ قلة من الناس انعقل من صلاته النصف اجر النصف. انعقل الثلث اجر الثلث. انعقل الربع اجر الربع انعقل العشر اجر العشران ان لم يعقل شيئا من صلاته من حين ان كبر تكبيرة الاحرام الى ان سلم وهو في هواجيس ووساوس فهذا لا يؤجر على صلاته لانه ليس له من اجل صلاته الا بمقدار ما عقل منها لكنها تبرأ بها الذمة يعني تكون مكفرة لنفسها تبرأ بها الذمة اه فلا يعاقب عليها. يعني لا يعاقب على ترك الصلاة لا تكون حاله مثل حال من ترك الصلاة فتكون هذه الصلاة مكفرة لنفسها فقط ولذلك على المسلم ان يجتهد في ان يخشع في صلاته وان يجاهد نفسه والشيطان لان الانسان اذا كبر في صلاته غار منه الشيطان لانه قام في اعظم مقام واجمعه قام بين يدي رب العالمين قام في مقام المناجاة لرب العالمين. فاذا رآه الشيطان قد قام في هذا المقام العظيم غار منه غيرة شديدة فاقبل الشيطان على الانسان بخيله ورجله يذكره وربما احيانا الشيء قد نسيه وايس منه فيذكره الشيطان في صلاته لانه يريد ان لا ينال من الاجر والثواب على هذه الصلاة ما ينال بسبب الخشوع. الشيطان يعرف ان الخشوع في الصلاة ان هو عظيم وثوابه جزيل. ولذلك فهو يقبل على المصلي بخيله ورجله حتى لا يخشع في صلاته ولذلك ينبغي للمسلم ان يحرص على ان يحقق الخشوع في الصلاة وفي هذا المثل الذي ذكره ابن القيم رحمه الله مثل بديع يقول مثل من يلتفت في صلاته ببصره او بقلبه ببصره طبعا هذا غير خاشع الذي في الصلاة مثلا يصلي ويمينه يلتفت يمينا وشمالا ومن فوق ومن تحت يعني هذا بعيد عن الخشوع او بقلبه في هواجيس وفي وساوس يقول مثله كمثل رجل استدعاه السلطان استدعاه ملك من ملوك الدنيا سلطان من سلاطه الدنيا فوقفه بين يديه وجعله يتحدث معه وهذا الرجل وهو بين يدي السلطان اه يلتفت يمين وشمال اه يذهب بصره يمينا وشمالا ومن اعلى ومن تحت والسلطان امامه والسلطان يتكلم معه وهو لا يفهم ما يخاطبه به السلطان لان قلبه ليس حاضرا معه يقول فما ظن هذا الرجل ان يفعل به السلطان؟ اليس اقل المراتب انه ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا فكذلك ايضا المصلي في مقام نجاة لله سبحانه. انت عندما تقول الله اكبر رفع الحجاب بينك وبين الرب سبحانه وتعالى تناجي الله عز وجل فاذا قال المصلي الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي. اذ قال المصلي الرحمن الرحيم. قال الله اثنى علي عبدي. اذا قال المصلي مالك يوم الدين قال الله الله مجدني عبدي اذا قال المصلي اياك نعبد واياك نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي نصفين. اذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط فالذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال الله سألني عبدي ولعبدي ما سأل ينبغي ان ان يستحضر المصلي هذا الجواب من الرب عز وجل وان يستحضر انه في مقام عظيم في مقام مناجاة الله سبحانه وان الله تعالى مطلع عليه. وانه عندما يركع يركع خضوعا لله سبحانه وتعظيما. عندما يسجد يسجد خضوعا لله عز وجل وتعظيما لله سبحانه فيستحضر يعبد الله كأنك تراه كأنك ترى الله امامك عندما تصلي كان الله امامك فان لم تكن تراه فانه يراك ولهذا اه من يخشع في صلاته يجد لذة لصلاته وراح ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول ارحنا بالصلاة يا بلال لان من يصلي صلاة يخشع فيها يجد اثر هذه الصلاة على نفسه فيجد راحة ويجد سكونا ويجد لذة للعبادة ويجد ايضا اثرا لهذه الصلاة على نهي هذا المصلي عن الفحشاء والمنكر اما من كان آآ من حين نكبر الى ان يسلم وهو في هواجيس وفي وساوس ولا يعقل من صلاته شيئا وانما يخفظ يخفظ رأسه ويرفعه كالالة المتحركة. يركع ويرفع وهو لم يعقل من صلاته شيئا فهذا وان كانت صلاته تبرأ بها الذمة الا انه ليس له من اجر صلاته الا بمقدار ما عقل منها هنا دواء عظيم ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم اه ارشد الصحابي الجليل الذي اتى وشكى اليه ما يجده من هواجيس ووساوس في صلاته حتى قال ذلك الصحابي يا رسول الله ان الشيطان قد لبس علي صلاتي حتى لا ادري ما اقول يعني وصل الى هذه المرحلة ان الشيطان لبس عليه صلاته حتى وصل الى مرحلة انه لا يدري ما يقول وهذا هذه الشكوى يشتكيها كثير من الناس اليوم يقول الشيطان يلبس علي صلاتي حتى لا ادري ما اقول فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال ذاك الشيطان يقال له خنزا. فاذا وجدت ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله منه قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عني. رواه مسلم فالمشروع اذا اذا اتتك الهواجيس والوساوس وهجمت عليك في الصلاة ان تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم سواء كنت في القيام او في الركوع او في السجود او في اي موضع من مواضع الصلاة وبعض الناس يتحرج من هذا يظن انه من الكلام في الصلاة وهذا ليس بصحيح. هذا من جنس الذكر وارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام انما الممنوع في الصلاة هو الكلام الذي من جنس كلام الادميين ولهذا اذا عطس المصلي يشرع له ان يحمد الله يقول الحمد لله لكن لا يشرع تشميته لا يشرع لمن سمعه قد عطس يقول اه يرحمك الله لكن هو نفسه يشرع ان يقول الحمد لله فما كان من جنس الذكر وكان له مناسبة فلا بأس به في الصلاة فاذا هجمت عليك الوساوس والهواجيس الصلاة قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ستجد ان هذه الهواجيس والوساوس تنقشع كمباشرة وتذهب وتقبل على صلاتك لكن الشيطان ماكر وخبيث. ربما يعود اليك مرة اخرى. فاذا عاد اليك مرة اخرى كرر الاستعاذة. حتى ييأس منك فهذا علاج عظيم ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الهواجيس والوساوس في الصلاة يغفل عنه كثير من الناس. كلما اتتك الهوى والوساوس الصلاة قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. طيب ننتقل الى قاعدة من قواعد التعامل مع الناس في الفائدة رقم ستمية هو اه تسع وثلاثين من قواعده العظيمة في التعامل ان تعامل الناس بمثل ما تحب وان يعاملوك به والاصل في هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اخرجه البخاري ومسلم من حديث انس لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن عن الايمان الكامل حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه واذا كان سيحب لاخيه ما يحب لنفسه ويكره لاخيه ما يكره لنفسه فانه آآ سيعامل اخاه بمثل ما يحب ان يعامله به القاعدة في الحياة ان تعامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك به انت تحب ان الناس يعاملونك انت تحب ان الناس يعاملوك بالاحترام عاملهم بالاحترام انت تكره ان الناس يعاملونك بالسخرية لا تسخر منهم عامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملك به انظر ما هي الامور الحسنة التي تحب ان يعاملك الناس بها عامل الناس بها ما هي الامور التي تكرهها من الناس؟ ما تتقبلها ما تحبها. لا تفعلها انت مع الناس فهذه قاعدة عظيمة في الحياة ولهذا قال الامام الشافعي قال سياسة الناس اشد من سياسة الدواب يعني ان الانسان في تعامله مع الناس يحتاج الى الى مسايسة الناس والى مداراتهم والى ان نطبق هذه القاعدة العظيمة. وان يتعامل مع الناس بمثل ما يحب اه ان يعاملوه به آآ يتعامل معهم بالاحترام يتعامل معهم بالاكرام اه لا يسخر من احد لا يحتقر احدا لكن مع ذلك قد يكون هناك طبقة غير محترمة من الناس تستمتع باذية الاخرين حتى وان لم يسيء لها احد قد يأتيك انسان وانت لم تسيء له لكن احب ان يؤذيك يستمتع باذيتك فكيف تتعامل معه تعامل معه كما قال الله تعالى واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما واذا سمعوا اللغو اللغو اعرضوا عنه. واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين فالتعامل مع هذه الطبقة غير محترمة يكون بالاعراض عنها والا لو رددت على هذا الذي هذا الانسان غير المحترم الذي اساء اليك تكون قد انزلت مستواك الى مستواه ولا كما يقال في الحكمة لا تجادل الاحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما والامام الشافعي رحمه الله له بيتان في في هذا يقول الصمت عن جاهل او احمق شرف وفيه ايضا لصون العرظ اصلاح اما ترى الاسد تخشى وهي صامتة والكلب يخشى لعمري وهو نباح فالتعامل مع هذه الطبقة يكون بالاعراض عنها. وعدم الدخول معها في مخاصمة او في جدل فهذا هو افضل ما يكون في في التعامل مع هذه الطبقة غير المحترمة. فائدة رقم ست مئة واربعين موت القلوب اعظم موت الاجسام. الناس يجزعون اذا مات الناس يجزعون اذا مات جسم عزيز عليهم ويحزنون ويبكون وتراهم لا يحركون ساكن اذا مات قلبه وانطفأت روحه واين موت الاجسام من موت القلوب يعني اذا مات انسان تجد ان الناس تجزع وتحزن عليه وتبكي ولكن احيانا يكون جسده حيا لكن قلبه ميت آآ وموت القلوب اعظم من موت الاجسام فلا يحزنون عليه كحزنهم على موت جسده ومثل ذلك ايضا اه الامراض كما تصيب الاجساد فانها تصيب الاخلاق كذلك المرظ اذا اصاب الجسد هذا امره واظح لكن احيانا الامراض تصيب الاخلاق بعض الناس مريض في اخلاقه مريض فتجد عنده مرظ او امراظ كثيرة في اخلاقه مبتلى بها فينبغي ان يسعى لعلاج هذه الامراض التي في اخلاقه كما يسعى لعلاج الامراض التي تكون في جسده وكما ان المرظ اه في الجسد اذا احتاج الانسان للعلاج يستخدم الدواء والدواء قد يكون مرا كذلك ايضا الدواء قد يكون مرة لعلاج المرض لعلاج مرض الاخلاق لكن عليه لكي يتخلص من من امراض هذه الاخلاق ان يشخصها اولا ثم بعد ذلك يبدأ في علاجها. الفائدة رقم ست مئة واحدى واربعين من طرف الشعبي اتى رجل الى الشعب فقال ما اسم امرأة ابليس؟ قال قال ذاك عرس ما شهدته هذه القصة مشهورة عن الشعبي انه اتاه رجل وسأله هذا السؤال ما اسم امرأة ابليس وهذا سؤال لا لا وجه له يعني ما الداعي لهذا السؤال؟ ماذا تستفيد انت ايها السائل من هذا السؤال ولهذا اجاب الشافعي بهذا الجواب الذكي. قال ذاك عرس ما شهدته. ما الذي يدرينا عن اسم امرأة ابليس وماذا تستفيد انت ايها السائل من هذا السؤال فبعض الناس يطرح اسئلة ليس لها فائدة ويشغل بها المسؤول وربما كان ذلك على حساب طرح اسئلة اخرى من غيره فينبغي ان يحرص السائل على ان يحسن السؤال لا يسأل الا فيما يحتاج اليه ولا ييسر الا في الامور العملية والامور الواقعة ولهذا كان السلف الصالح يكرهون ان يسأل الانسان عن امور مفترضة لم تقع بل انهم كانوا لا يجيبون السائل اذا سأل عن امور مفترضة. ويقولون حتى تقع فاذا وقعت فسل فاذا وقعت فاسأل فاما ان ان يسأل عن امور مفترضة ولم تقع او امور بعيدة فهذا سيكون على حساب انشغاله بالامور الاهم ولهذا تجد ان الانسان المنشغل بالجدل والانسان المنشغل بمثل هذه الاسئلة البعيدة عن الواقع والبعيدة عن العمل والمبنية على الافتراضات والجدل تجد ان بركة علمه قليلة يدور في حلقة مفرغة باسئلة وفي مسائل اشبه بالترف العلمي فينبغي ان ان يحسن الانسان السؤال واذا اراد ان يسأل يسأل السؤال الذي ينفعه في في امور دينه وان يبتعد عن الاسئلة التي لا فائدة منها. الفائدة ست مئة واثنين واربعين اجبنا عنها لو علقنا عليها قبل قليل لما تكلمنا عن الفائدة الستمئة هو تسعة وثلاثين ونكتفي بهذا القدر نقف عند الفائدة ست مئة وثلاثة واربعين اذا نزل القدر عمي البصر فنكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لا نجيب عما تيسر من الاسئلة هذه امرأة تسأل تقول اذا استمرت الدورة عندي شهرا كاملا بسبب مشكلة في الرحم ادت لنزول الدم باستمرار وهو دم دوره فما الحكم القول الراجح ان اكثر مدة الحيض هي خمسة عشر يوما وهذا هو المذهب عند المالكية والشافعية والحنابلة يعني قول جماهير اهل العلم واما الحنفية فذهبوا الى ان اكثر مدة الحيض عشرة ايام المذاهب الاربعة متفقة على التحديد والتحديد لا بد منه لان القول بانه لا حد لاكثر الحيض يترتب عليه ان تبقى نساء اكثر عمرها وهي حائض لا تصلي ولا تصوم ممنوعة من المعاشرة الزوجية وهذا فيه ضرر كبير عليها وثم آآ ناقشت بعض الاطباء في هذه المسألة من الناحية الطبية وقالوا ان الدورة الشهرية فالاصل يعني طبيا لا يمكن ان تزيد على عشرة ايام الا في احوال نادرة وهذه الاحوال النادرة يمكن ان تصل الى خمسة ايام يعني قول الجمهور وهو ان اكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما تستوعب حتى الاحوال النادرة اما اذا زاد نزول الدم على خمسة عشر يوما فهذا ليس هو دم الحيض الطبيعي المعتاد ولذلك لا لا يأخذ حكم الحيض. لا يأخذ حكم الحيض فنقول الاخت الكريمة اه تبقين خمسة عشر يوما وبعد بعد ان يمضي اليوم الخامس عشر تغتسلين وتصلين. تعتبرين نفسك طاهرة آآ وبما يدل لذلك ان الله عز وجل جعل عدة الايسة والصغيرة اه ثلاثة اشهر ولا يأسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن فجعل الله تعالى آآ عدة الائسة ثلاثة اشهر وذلك لانه اقام الشهر مقام حيضة فان اه المرأة التي تحيض عدتها ثلاثة قرون يعني ثلاث حيضات فمعنى ذلك ان آآ الشهر يكون فيه حيض ويكون فيه طهر فلا لا يزيد الحيض على منتصف الشهر لا يزيد الحيض على خمسة عشر يوما. والطهر كذلك يكون خمسة عشر يوما هذا هو القول المرجح اه عند كثير من اهل العلم ان اكثر الحيض لا يزيد على خمسة عشر يوما وهذا السؤال تسأل عنه بعض الاخوات خاصة اللاتي يركبن اللولم فيطول معهن خروج الدم فاقول ما زاد على خمسة عشر يوما لا يعتبر حيضا وانما هو آآ دم فساد فتغتسلين بعد اليوم الخامس عشر وتصلين وتصومين من صلى الظهر والعصر جمعا من غير سفر لان عنده ظرف يتعذر معه صلاة العصر في وقته هل يصح لا يصح الجمع بدون السبب معدودة عند العلماء من الكبائر ينبغي ان ترفع مستوى الاهتمام بالصلاة اجعل الصلاة هي هي اهم شغل اللي عندك اهم شي عندك ولهذا كتب عمر يقول لولاته ان اهم اموركم عندي الصلاة ينبغي ان ترفع مستوى الاهتمام الصلاة. الصلاة فوق كل شور صل الصلاة في وقتها يعني هي تأخذ منك اه من خمس الى سبع دقائق فاعتبر نفسك كانك ذهبت لدورة المياه الست احيانا تحتاج تذهب لدورة المياه ربما مثل هذا الوقت فاعتبر هذا كالامور الطارئة كالامور الظرورية اذا رفعت مستوى الاهتمام بالصلاة فستجد الوقت الذي تصلي فيه لكن عندما تجعل الصلاة على الهامش ولا تهتم بها تأتي مثل هذه الاسئلة التي يريد اصحابها ان يعتذروا بمثل هذه الاعذار فنقول الجمع من غير عذر الا يجوز ومن كبائر الذنوب فنقول الاخ الكريم صلي صلاة الظهر في وقتها وصلي صلاة العصر في وقتها واذا كنت مهتما بالصلاة فستجد الوقت الكافي في الذي تصلي فيه. يعني ممكن ان تستعد قبل الصلاة بان تتوضأ. ثم اذا دخل وقت الصلاة تكون على طهارة فتستقطع من وقتك سبع دقائق تصلي فيها صلاة العصر فيعني اعتبر نفسك كأنك ذهبت لدورة المياه مهما كان عندك من الاشغال مهما كان عندك من الاجتماعات مهما كان عندك من الظروف. الست تحتاج ان ان تذهب احيانا لقضاء الحاجة تذهب لدورة المياه اه ارفع مستوى الاهتمام بالصلاة حتى تجعلها يعني فوق هذا المستوى. وستجد الوقت الكافي لاداء الصلاة. هذا سائل يسأل عن صحة هذا الحديث يعني يصعب ابن سعد قال حدثني ابي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب احدنا الف حسنة؟ قال يسبح مئة تسبيحة فيكتب له الف حسنة او يحط عنه الف خطيئة. هذا الحديث حديث صحيح مسلم في صحيحه وهو يدل على عظيم فضل الله عز وجل ولطفه بعباده وان المسلم اذا سبح مائة تسبيحة كسب بها الف حسنة او حط عنه بها الف سيئة مئة تسبيحة كم تأخذ من الوقت ومن الجهد عندما تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله كم تأخذ من الوقت مئة مرة كم تأخذ من الوقت ما تأخذ وقتا كثيرا والاحسن ان تقرينها بالحمد تقول سبحان الله وبحمده هذا اكمل وافضل لكن المسألة هي مسألة توفيق هي مسألة توفيق من الله عز وجل يعني هذه المئة تسبيحة يمكن ان تأتي بها وانت والسيارة متوقفة عند اشارة المرور تسبح مئة تسبيحة وانت في الانتظار في مثلا عيادة مستشفى وانت في في الانتظار في مطار وانت يعني في البيت وانت على سريرك يعني ذكر الله عز وجل يكون على اي حال. الذي يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم فيمكن ان تأتي بهذه المئة التسبيحة على اي حال. وتكسب بها في الحال الف حسنة. او يحط عنك بها الف سيئة هذا من فضل الله عز وجل والمسألة هي مسألة توفيق من الله سبحانه وتعالى طيب نختم بهذا السؤال اذا حصل للامام شيء في الصلاة فكيف يستخلف من خلفه اذا للامام شيء نابه شيء في صلاته لم يستطع ان يكمل معه الصلاة كان مثلا ينوبه ظرف صحي او انه يتذكر انه على غير طهارة ونحو ذلك فانه يشير لمن خلفه بان يتقدم وهو يتراجع يرجع ويشير من خلفه في ان يتقدم ثم يقدم من خلفه ويكمل بهم الصلاة كما فعل الصحابة رضي الله عنهم لما طعن عمر رضي الله عنه فاخذ بيد عبد الرحمن بن عوف وقدمه فاكمل بهم الصلاة وهذا هو القول الراجح في المسألة وان كانت المسألة خلافية ولكن القول الراجح هو انه اذا عرظ للامام عارض فانه يستخلف من خلفه ليكمل بهم الصلاة