النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يورد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين حياكم الله تعالى مع استئناف هذا الدرس بعد فترة التوقف آآ فترة الاجازة الصيفية ونسأل الله تعالى الاعانة والتوفيق وهذا هو الدرس الاول في هذا العام الهجري في يوم الاثنين آآ الثاني والعشرين من شهر محرم من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين للهجرة وهذا الدرس كانت بدايته عام الف واربع مئة واثنتي عشرة للهجرة اي ان عمر هذا الدرس اه دخل في العام الحادي والثلاثين ونسأل الله تعالى القبول والاخلاص وان يجعل فيه البركة وان اه ينفع به وان يغفر لطلابنا الذين كانوا ملازمين لهذا الدرس وادركتهم المنون فنسأل الله تعالى ان يتغمدهم بواسع رحمته وان اه يوفق الجميع لما يحب ويرضاه اه جرت العادة اننا في او مع استئناف الدرس نبدأ بنبذة مختصرة عن فضل العلم واداب طالبه فاقول اه العلم الشرعي لا يعدله شيء لمن صحت نيته كما قال الامام احمد رحمه الله والنصوص الواردة في الكتاب والسنة في فضل العلم والثناء عليه وعلى اهله المراد بالعلم فيها علم الشريعة لانه هو ميراث الانبياء والانبياء لم يورثوا علوما دنيوية. الانبياء لم يورثوا علم الطب او الهندسة او الفيزيا او الكيميا او الفلك او علوم الدنيا انما ورثوا علوم الشريعة واما العلوم الدنيوية فهي مباحة. الاصل فيها انها مباحة وقد يؤجر الانسان عليها اذا احسن النية واراد بذلك العلم نفع المسلمين اه لكن النصوص في الكتاب والسنة التي وردت بفضل العلم والثناء على اهله المراد بالعلم فيها علم الكتاب والسنة ومن ذلك قول الله عز وجل يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وآآ قد بين الله عز وجل عظيم منزلة اهل العلم حتى انه سبحانه ذكر شهادتهم من بين سائر البشر على اعظم مشهود وهو توحيده جل وعلا فقال سبحانه شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط فذكر الله تعالى هذه الشهادات على وحدانيته جل وعلا الشهادة الاولى شهادة الرب جل جلاله شهيد الله وهي شهادة الذات للذات وهي اعظم شهادة والشهادة الثانية شهادة الملائكة والشهادة الثالثة شهادة طائفة من البشر هم افضل البشر وازكى البشر وهم اولو العلم. وعلى رأسهم الانبياء اه ثم الصديقون والشهداء واولو العلم الطبقة العليا من البشر هؤلاء شهدوا بان بان الله بانه لا اله الا هو قائما بالقسط وهذا يدل على شرف العلم اه فظله قال الامام احمد رحمه الله انما العلم مواهب يهبها الله تعالى لمن يشاء انما العلم مواهب يهبها الله تعالى لمن احب من خلقه ولو كان العلم بالحسب لكان اولى الناس به اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم انما العلم مواهب فالعلم مواهب يهبها الله تعالى لمن احب من خلقه ولو كان بالحسب او بالنسب لكان اولى الناس به اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على ان الله عز وجل يؤتي العلم من يشاء ويوفق للعلم من احب من خلقه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وآآ ابرز اداب طالب العلم الاخلاص لله عز وجل والا فان الانسان اذا طلب العلم يريد به رياء او سمعة يكون هذا العلم وبالا على صاحبه يوم القيامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة وذكر منهم رجلا تعلم العلم وعلمه الناس وقرأ القرآن فيؤتى به فيعرفه نعمه فيعرفها فيقول الله له ما عملت فيها فيقول يا ربي تعلمت فيك العلم وعلمتهن يعني لم يكتفي بالتعلم بل حتى بالتعليم فيقال له كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل. يعني متى جزاءك في الدنيا؟ ثم امر به وسحب على وجهه فالقي في النار نسأل الله السلامة والعافية آآ هنا قضية التشريك في النية آآ اذا كان الانسان يريد بالعلم الشرعي آآ الدنيا ولا يريد بذلك وجه الله عز وجل فالله تعالى يقول من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون لكن اذا كان يريد بطلبه للعلم الشرعي يريد الدنيا والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. لا يريد بذلك رياء ولا سمعة والتي يريد بها الحصول مثلا على الشهادة والوظيفة. ومع ذلك يريد التقرب الى الله عز وجل هذه المسألة يسميها العلماء مسألة التشريك في النية التشريك في النية ومثل ذلك مثلا من اراد ان يصوم ويريد الانتفاع بمنافع الصيام الدنيوية من الحمية ونحو ذلك اه او اراد الاستغفار اراد به التقرب الى الله واراد المنافع الدنيوية للاستغفار اه او اه اي عمل يريد به الدنيا ويريد بذلك وجه الله عز وجل اراد الحج واراد التجارة مع الحج فهذه المسألة يسميها العلماء التشريك في النية وهي محل خلاف والقول الراجح انه لا بأس بها ومن ادلة الجواز قول الله عز وجل ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم نزلت في اناس من الصحابة كانوا يتاجرون في الحج فثم تحرجوا كيف يزاولون التجارة ويحجون فانزل الله عز وجل هذه الاية رفع الله الحرج. ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. يعني تزاولوا التجارة في الحج ايضا من ادلة ذلك قول الله تعالى عن نوح فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. فامرهم بالاستغفار ثم ذكر منافع دنيوية يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه وهذا فيه تشجيع للمقاتلين ومعنى ذلك ان هذا المقاتل يريد وجه الله ويريد الحصول على السلام وادلة كثيرة تدل على اه ان ان هذا الامر انه لا بأس به من اداب طالب العلم العمل بما يعمل العمل بما يعلم من اداب طالب العلم العمل بما يعلم والا علم بلا عمل لا فائدة منه بل يكون حجة على صاحبه يوم القيامة والعلم انما يكون بركة على الانسان اذا عمل به وظهرت اثاره عليه ولهذا ينبغي لطالب العلم ان يكون عاملا بعلمه. فلا يليق مثلا بطالب العلم لانه لا يصلي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد او انه يكون عاقا لوالديه او قاطعا لرحمه او سيئ الخلق او نحو ذلك هذا لا يليق بطالب العلم بل ينبغي ان يكون طالب العلم عاملا بعلمه بارا بوالديه واصل لرحمه حسنا اه حسن الاخلاق اه يخفض جناحه للمؤمنين. يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه. ويكره لهم ما يكره لنفسه ايضا من اداب طالب العلم الدعوة الى الله عز وجل بان يظهر اثر العلم على طالب العلم في الدعوة الى الله سبحانه ونشر دين الله عز وجل والله تعالى يقول ومن احسن قولا ممن دعا الى الله والدعوة الى الله تعالى تكون على بصيرة. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اه ايضا من اداب طالب العلم الصبر فالعلم يحتاج الى صبر عظيم ولهذا قال يحيى ابن ابي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسد ومن اراد ان يبقى في دائرة الراحة لا يمكن ان ان يحصل علما لابد من الصبر ولابد من التحمل ولابد من الجلد في طلب العلم والعلم لا يأتي للانسان دفعة واحدة وانما يأتي شيئا فشيئا فلابد من الصبر والتحمل في سبيل طلبه ولهذا كان السلف الصالح يرحلون من اجل طلب العلم وكانت رحلتهم ليست كالرحلات في الوقت الحاضر الرحلة في ذلك في تلك الازمنة كانت رحلة محفوفة بالمخاطر يفارق الانسان اهله واولاده وبلده وتنقطع صلته باهله تماما ليس هناك وسائل تواصل ويبقى وانقطع عنه مددا طويلة لا يدرون عنه هل هو حي او ميت؟ ما يدرون عنه يبقى سنين كل ذلك لاجل طلب العلم والان يعني بعض طلبة العلم ربما انه يستصعب حضور درس او حتى الان يعني ان ان يعكف على على وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة درس فسبحان الله اين هذا من رحلة السلف الصالح؟ في سبيل طلب العلم وما يتكبدونه من المشاق والمتاعب والمصاعب آآ انبه هنا الى ان طالب العلم ينبغي ان يكون لديه الالية لضبط العلم والا اذا لم يضبط الة الظبط لديه تبقى كما يقال يدور في حلقة مفرغة يبقى مددا طويلا وهو يحظر الدروس والدورات والمحاظرات ويقرأ في الكتب لكن نتيجة ان حصيلته ضعيفة والسبب هو ان الة التحصيل عنده فيها خلل ولذلك لابد من ضبط الة التحصيل حضرت درسا من الدروس العلمية فلا بد من ان تقيد ابرز ما في هذا الدرس ثم تراجعه بعد ذلك اما اذا حظرت فقط حضورا من غير تقييد ومراجعة فسرعان ما تنسى ما سمعت الظبط له طرق ابرزها ابرزه ابرز طرائقه طريقتان الظبط له طرق ابرزها طريقتان. الطريقة الاولى الكتابة بان تلخص ابرز ما يقال في الدرس ثم تراجعه بعد ذلك لكن المهم ان يكون ما تكتبه يكون يعني مرتبا وايضا ان يسهل مراجعته لان بعض الناس ايضا يكتب هنا كتابة في هذا الكتاب وكتابة اخرى في هذا الكتاب وكتابة في هذا الكتاب تكون كتابات متفرقة فاذا اراد ان يراجع صعب عليه صعبت عليه المراجعة لابد ان تكون مرتبة يسهل تسهل مراجعتها فيما بعد الطريقة الثانية التسجيل والان اصبحت كثير من الدروس الان مسجلة عبر اليوتيوب وعبر وسائل التواصل فبالامكان الاستماع للدرس مرة اخرى. ولا يكفي مرة مرتين ثلاث اربع اي طريقتين افضل؟ هذا يختلف باختلاف الناس بعض الناس كما يقال بصري وبعضهم سمعي بصري يعني انه اذا قرأ يحفظ اكثر مما لو سمع فهذا تناسبه الكتابة اكثر وبعضهم بصري وبعضهم سمعي اه اذا سمع يضبط اكثر مما لو قرأ فهذا يناسبه الاستماع فانت اختبر نفسك هل انت من آآ نوع البصري او السمعي. اذا كنت من النوع البصري فاكتب وراجع ما كتبت اذا كنت من النوع السمعي فاستمع للدرس عدة مرات حتى يرسخ لديك واكتفي بهذا القدر في هذه النبذة وآآ قبل ان ابدأ حقيقة يعني وردنا طلبات كثيرة من عدد من طلابنا يرغبون في ان يكون الدرس حضوريا خاصة يعني وان وزارة الشؤون الإسلامية سمحت بدروس المساجد لكن حقيقة يعني رأينا ان يكون هذا الفصل الدراسي عن بعد وذلك تغليبا لجانب الاخذ بالاجراءات الاحترازية لان الدرس بالنسبة لنا يعني له خصوصية من حضور عدد العدد كبير وكبير جدا وهذا العدد ربما يعني لا يمكن السيطرة على جميع اعداد الطلاب في الاخذ بالاجراءات الاحترازية ولو يكون من بينهم فقط شخص واحد مصاب بكورونا ربما نشر هذا الوباء ولا زال ايضا هذا الوباء حاضرا ولا زالت الان كما ترون الدراسة يعني جزء منها حضوري وجزء منها عن بعد والمناسبات ايضا يمنع فيها التجمع باكثر من عشرين شخصا ايثار للسلامة يعني اردنا ان يستمر هذا الدرس عن بعد فترة فترة مؤقتة ان شاء الله وهل وبكى ما ترون الان في انحسار وان شاء الله تعالى نعود آآ الدرس في المسجد قريبا باذن الله عز وجل. فاكرر اعتذاري لطلابنا الذين طالبوا بان يكون هذا الدرس نحن درسنا يعني هذا الامر من جميع جوانبه ورأينا ان كونه عن بعد آآ مصلحته ارجح من كونه حضوريا. ودار المفاسد مقدم على جلب المصالح نبدأ على بركة الله في التعليق على اللطائف والفوائد وبالمناسبة نحن ذكرنا في الخطة ان لطائف الفوائد سنستمر ان شاء الله الى نهاية هذا الفصل الدراسي ثم ان شاء الله الفصل القادم اه سيكون فيه كتاب اخر فهذا الفصل هو اخر ما آآ يكون في هذا الكتاب في لطائف الفوائد حسب آآ الخطة الفائدة رقم ست مئة وواحد لعلكم تتابعون معنا اه في لطائف الفوائد. الفائدة رقم ست مئة وواحد من الافات الخفية نعم دفعة مئتين وستة وتسعين الطبعة الثانية لكن احسن بالفائدة ست مئة وواحد تكون يعني منتظمة على جميع الطبعات اه الفائدة رقم ستمية وواحد من الافات الخفية ان يكون العبد في نعمة انعم الله بها عليه واختارها له فيملها العبد ويطلب الانتقال منها الى ما يزعم لجهله انه خير له منها. وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى اذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتبرم منها واستحكم ملله لها سلبه الله واياها فاذا انتقل الى ما طلبه ورأى التفاوت بينما كان فيه وما صار اليه اشتد قلقه وندمه وطلب العودة الى ما كان فيه اه هنا هذا هذا من كلام الامام ابن القيم رحمه الله واعتبر هذا من الافات الخفية ان الانسان ينعم الله عليه بالنعمة ولا يعرف قدر النعمة التي انعم الله بها عليه فيبدأ ويتململ من هذه النعمة لا يشكرها ولا يكتفي بذلك بل يمل منها ويبطر النعمة ويتمنى يعني الانتقال منها يطلب الانتقال منها الى نعمة اخرى في ظنه ان انه خير له وهذا من بطر النعمة فاذا استمر على ذلك وجعل يقلل من شأن النعمة التي هو فيها ويتمنى ان ينتقل منها الى نعمة اخرى سلبه الله تعالى تلك النعمة فاذا انتقل الى غيرها عرف قدر النعمة الاولى السابقة وندم اه على اه ما حصل منه وهذا قد ذكره الله عز وجل عن بعض الاقوام. يعني اكتفي بذكر مثالين المثال الاول ما ذكره الله عز وجل في سورة البقرة عن بني اسرائيل وان قلتم يا موسى لن نصبر على طعاما واحد كان الله عز وجل انعم عليهم بالمن والسلوى. المن طعام اه لذيذ كالعسل والسلوى طائر شبيه بطائر السمان وهذا من من احسن ما يكون من المطعومات من وسلوى من المطعومات الفاخرة لكنهم بطروا هذه النعمة بطروا هذه النعمة وتململوا منها. فقال ماذا قالوا لموسى قالوا لن نصبر على طعام واحد. فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها الفوم قيل هو الثوم وقيل هو الحنطة وفومها وعدسها وبصلها قال له موسى قال اتستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير الايمان والسروة خير من هذه الاشياء التي ذكرتموها وهذه بقوليات اين هي من المن والسلوى اهبطوا مصرا اهبطوا اي مصر اي مكان تجدوه في هذا اللي ذكرته كلها بصل وثوم وقثة. اهبطوا اي مصر ستجدون فيها هذا الذي قد طلبتم لكن من والسروة هذه هبة من الله عز وجل؟ كانوا اذا اصبحوا وجدوا المن الشبيه بالعسل ووجدوا السلوى هذا الطائر وهذا من من من المطعومات العظيمة الفخمة الفاخرة لكنهم بتروا هذه النعمة قالوا لا نريد البصل ونريد الثوم ونريد القثة ونريد العدس فعتب عليه نبي الله موسى قال اتستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير؟ اذا كنت نعم نعم قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير؟ اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم عتب عليه نبي الله موسى يعني كيف تستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير فكان هذا من بطل النعمة اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم يعني لا يحتاج الى ان اني ادعو الله عز وجل ان ان يعطيكم البصل والثوم والقثة والعدس هذه تجدونها في اي مكان في اي في مصر هذا المثال الاول المثال الثاني ما ذكره الله عز وجل في سورة سبأ فان قوم سبأ انعم الله عز وجل عليهم بالنعم العظيمة وآآ انعم عليهم بجنتين عظيمتين وبلدة طيبة ورب غفور لكن من بطرهم للنعمة يعني كان كان ايضا من ضمن النعم التي انعم الله تعالى بها عليهم ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة. وقدرنا فيها السير. سيروا فيها ليالي واياما امنين فكان من النعم التي انعم الله بها على قوم سبأ ان جعل بينهم وبين القرى المباركة وهي قرى الشام قرى ظاهرة بحيث لا يحتاج المسافر الى حمل الزاد ولا الى حمل الماء من قرية الى قرية يذهب من هذه القرية وهو يقيل في القرية الاخرى ولا يحتاج الى حمل زاد ولا الى ماء وكانت هذه القرى ايضا مقدرة بحسب سيرهم. وهذا من تمام النعمة لكنهم بطروا وايضا صحب ذلك امن يعني قرى ظاهرة ما يستطيعون معها حمل الزاد ولا الماء ومقدرة حسب بحسب سيرهم. ومع ذلك امن وامان. سيروا فيها ليالي واياما امنين فهذا من اعظم ما يكون من النعم لكنهم بطروا هذه النعمة ماذا قالوا؟ قالوا ربنا باعد بين اسفارنا ما نريد هذه القرى الظاهرة المتقاربة باعد بين اسفله. نريد صحاري ومفاوز. وهذا من بطر النعمة فقالوا ربنا باعد بين اسفارهم وظلموا انفسهم فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق قال ابن عباس بطر النعمة وقال الحسن عنان قوم بني اسرائيل بطروا ذلك ولم يصبروا عليه. كلهم من جهة بطل النعمة فهذا يحصل لبعض الناس وما ذكره الله عز وجل عن عن آآ قوم موسى وذكره الله تعالى عن قوم سبأ ان الله تعالى انعم عليهم بهذه النعم لكنهم تململوا منها وبطروا تلك النعم. فابدلوا بضدها فالانسان اذا انعم الله عليه نعمة ينبغي ان يعرف قدرها وان يحمد الله تعالى وان يشكره عليها تجد بعض الناس ينعم الله عليه بالنعم العظيمة يعيش عيشة ملوك ومع ذلك تجده دائما متسخطا متشكيا متململا لا يعجبه العجب كما يقال فهذا يخشى عليه ان تسلب منه هذه النعم بظدها تسلب منه هذه النعم وتكون بضدها قيل لعبدالله بن عمرو سأله رجل هل يحل له ان يأخذ من العطاء قال اعندك دار تسكنها؟ قال نعم قال عندك زوجة تأوي اليها؟ قال نعم. قال فانت من الاغنياء. قال وان عندي خادما. قال فانت من الملوك اي تعيش عيشة ملوك ثم قرأ قول الله عز وجل واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا قالوا كان الرجل من بني اسرائيل اذا كان عنده دار وزوجة وخادم عدوه ملكا يعني يعيش عيشة ملوك فكم من الناس من يعيش عيشة ملوك ومع ذلك لا يعرف قدر النعم التي انعم الله تعالى بها عليه فتجده متسخطا متشكر وربما يكون باطرا لنعم الله تعالى عليه. حتى اذا سلبت منه ندم اشد الندم. فعلى المسلم ان يكون شكورا وان يحمد الله عز وجل على ما انعم به عليه من النعم. ان يعرف قدر هذه النعم اولا ثم يشكر الله عز وجل ويحمده وعليها. ولهذا قال سبحانه ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله قال اهل العلم رأس الحكمة شكر الله رأس الحكمة شكر الله ولقد اتينا لقمان الحكمة ان يشكر الله لماذا؟ لماذا رأس الحكمة شكر الله؟ لانك اذا شكرت الله عز وجل النعم التي انعم الله تعالى بها عليك تقر بل تزيد هذا من سنن الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد فينبغي لك اخي المسلم ان تحرص دائما على ان تكون شكورا وان اه تحذر غاية الحذر بطر النعم احذر بطل النعم لانك اذا بطرت النعمة وتمللت منها وتمنيت انتقال منها ربما تسلب تلك النعمة فتندم حين لا ينفع ننتقل للفائدة رقم ست مئة واثنين انما الاعمال بالنيات قال الحسن البصري رحمه الله قال رجل والله لا اعبدن الله. طبعا هذه القصة ذكرها ابن كثير في تفسيره قال رجل والله لا اعبدن الله عبادة اذكر بها. فكان لا يرى الا قائما يصلي. وكان اول داخل المسجد واخر خارج فكان لا يعظم فمكث بذلك سبعة اشهر وكان لا يمر على قوم الا قالوا انظروا الى هذا المرائي فاقبل على نفسه وقال لا اراني اذكر الا بالشر لاجعلن عملي كله لله عز وجل. فلم يزد على ان قلب نيته ولم يزد على العمل الذي كان يعمله. فكان يمر بعد بالقوم فيقول رحم الله فلانا الان وتلا الحسن ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيدعوا لهم الرحمن ودا هذا الرجل قال لا اعبدن الله عبادة اذكر بها. يعني يعني يريد ان يكون مرائيا يريد بهذه العبادة الرياء والسمعة ولكن مع ذلك كانت سمعته سيئة بل كان الناس يقولون انظروا الى الى انظروا الى هذا المرائي ما تقبلها الناس لا يحبونه وبل يصفونه بالرياء ثم بعد ذلك يعني رأى انه ما استفد شي هو فعل هذه العبادة رياء ولم يحصل على ما اراد فتاب الى الله عز وجل وقال اذا اقلب نيتي لله عز وجل ولا اهتم بنظر الناس فقط غير نيته فعظمه الناس وقالوا رحم الله فلانا وهذا يدل على آآ ان قلوب العباد بيد الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى هو الذي يجعل القبول بقلوب عباده لمن شاء من عباده ويجعل البغضاء في قلوب عباده لمن شاء فالله سبحانه هو الذي يظع المحبة والمودة والقبول لبعض الناس ويضع بعكس ذلك البغضاء لبعض الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب عبدا نادى جبريل يا جبريل نحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي جبريل في في السماء ان الله ايحب فلان فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض فيحبه الناس تتهافت القلوب على محبته وان الله اذا ابغض عبدا نادى جبريل يا جبريل اني ابغض فلانا فابغضه فيبغضه جبريل وينادي جبريل في السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه ثم توضع له البغضاء في الارظ لا يسمع بي احد الا كرهه وابغضه من احبه والقبول بيد الله عز وجل. ولهذا قال سبحانه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا في مقولة يعني لطيفة اللي بنتجوزه في صيد الخاطر يعني مقولة عجيبة اه قال ابن الجوزي رحمه الله نظرت في الادلة على الحق سبحان يعني الادلة على الله عز وجل. فوجدتها اكثر من الرمل ورأيت من اعجبها ان الانسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز وجل فيظهره الله عليه ولو بعد حين وينطق الالسنة به وان لم يشاهده الناس وربما اوقع صاحبه في افة يفضحه بها وربما اوقع صاحبه في افة يفضحه بها بين الخلق فيكون جوابا لكل ما اخفى فيكون جوابا لكل ما اخفى من الذنوب وذلك ليعلم الناس ان هناك من يجازي على الزلل ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار ولا يضاع لديه عمل قال وكذلك يخفي الانسان الطاعة فتظهر عليه ويتحدث الناس بها وباكثر منها حتى لا لا يكادون لا يعرفون له ذنبا ولا يذكرونه الا بالمحاسن ليعلم ان قلوب الناس بيد الله عز وجل وان يعلم ان له ربا لا يضيع لا يضيع عمل عامل وان قلوب الناس لتعرف حال الشخص وتحبه او تأباه وتذمه بما يكون بينه وبين ربه عز وجل وهذا كلام عجيب وتجد سبحان الله يعني ان الله عز وجل آآ ينطق الالسنة بان فلان ابن فلان انسان صاحب طاعة وصاحب استقامة وصاحب اه قربات وطاعات مع الناس لم يشاهدوه ولم يروه وعلى العكس من ذلك ان فلان صاحب معاصي وصاحب كذا وصاحب وهذا يعني من عجيبة تقدير الله عز وجل فالله تعالى هو الذي يزكي من يشاء فلا تزكوا انفسكم بل الله يزكيكم الله تعالى هو الذي يضع في قلوب عباده محبة من شاء ويضع في قلوب عباده بغظ من شاء لكن الله عز وجل يقول ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ومن عادل بشرى المؤمن ان الانسان اه يمدحه الناس على آآ ما يرون عليه من اعمال صالحة وهو لم يسعى لذلك لم يسعى لذلك لكن كما سئل النبي عليه الصلاة والسلام ارأيت الرجل يعمل العمل لله عز وجل فيمدحه الناس عليه. قال تلك عادل بشرى المؤمن ويعمل عمل الله لكن يجد الثناء من الناس عليه فهذا من عاجل بشرى المؤمن وليس من الرياء في شيء وهنا على المسلم ان ان يصلح فيما بينه وبين الله عز وجل اذا اصلح الله اذا اصلح العبد ما بينه وبين الله عز وجل فان الله تعالى يصلح ما بينه وبين الناس واذا لم يصلح الانسان ما بينه وبين الله عز وجل فان الله عز وجل يلقي في قلوب عباده آآ البغظ والكراهية لهذا الانسان والامام مالك قال لاحد اصحابه ما يقول الناس عني قال اما المحب فيمدح واما المبغظ فيذم. قال لا يزال الناس كذلك لكن نعوذ بالله من تتابع الالسنة كلها على الذنب تتابع الالسنة هذا اخطر ما يكون لكن يعني ما في احد يرظى عنه جميع الناس حتى الانبياء والرسل صفوة البشر فما بالك بغيرها فوجود يعني مادح وذام هذا من سنن الله عز وجل لكن ان تتابع الالسنة على الذنب هذا نسأل الله عز وجل نسأل الله العافية هذه علامة خذلان هذي علامة خذلان وفي المقابل انت تتابع الالسنة على المدح هذي علامة توفيق من الله سبحانه وتعالى لهذا الانسان الفائدة تلتمية وثلاثة كل بذرة طيبة ولها ارض خصبة لا تتأخر عن كلمة الحق بحجة انها لا تسمع فمن بذرة طيبة الا ولها اه ارض خصبة نعم لا تتأخر عن كلمة الحق ان عليك الا البلاغ مهمة الانبياء والرسل واتباع الانبياء والرسل البلاغ ولا تقف عن الدعوة وتتأخر عن كلمة الحق بحجة انها لا تسمع فما فما يدريك وما من بذرة طيبة الا هو ولها ارض خصبة رب كلمة تلقيها لا تلقي لها بالا يجعل الله تعالى لها اثرا عظيما على بعض الناس وقبولا كبيرا البخاري عندما الف هذا الكتاب العظيم صحيح البخاري كان كلمة القاها احد اشياخه قال لو صنفتم لو لو ان احدا منكم جمع الصحيح من كلام النبي عليه الصلاة والسلام قال فوقعت هذه الكلمة في نفسي فالف هذا الكتاب العظيم الذهبي الحافظ الذهبي لما رآه شيخه قال خطك كان صغيرا غلاما صغيرا قال خطك اش بخط المحدثين قال فحبب الله الي علم الحديث واصبح احد الحفاظ بل بل ان نبي الله عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام لما اجتمع السحرة سحرة العالم سحابة الارظ بكيدهم ومكرهم وسحرهم حتى ان موسى اوجس في نفسه خيفة وهو فقط واحد ومعه اخوه هارون في مقابل هذه الجيوش العظيمة من السحر والسحرة وفرعون وجنوده قال لهم كلمة واحدة ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى هذه الكلمة وقعت في نفوس السحرة موقعا عظيما مؤثرا ولذلك لما القى موسى عصاه فرأوها حية تسعى امن سجدا تأثروا اولا بكلمة موسى ثم تأثروا بالموقف فاصبحوا سحرة من شرار الخلق وامسوا مؤمنين شهداء بعد ما قتلهم فرعون وصلبهم فانظر الى هذا الايمان العجيب الذي وقر في قلوبهم من اسبابه كلمة موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فالمطلوب من المسلم ومن طالب العلم على وجه الخصوص ان يبلغ دين الله عز وجل ولا تقل ان ان الناس لن يستفيدوا ولا تقول ان كلامك لن يسمع ما يدريك ربما انه يكون اثره عظيما على بعض الناس وانت لا تشعر فيكتب الله تعالى لك بسببه اجورا عظيمة طيب نكتفي بهذا القدر اه في التعليق على اللطائف وان شاء الله الوقت سيتسع في الدروس القادمة اكثر وقبل ان ننتقل استاز سبيل عن بعض الاسئلة آآ انا شخص مصاب بالشلل الرباعي لا استطيع الوضوء بنفسي يصعب علي ان يساعدني احد على وضوء بعض الاعضاء لوجود حركة لا ارادية بسبب حركات يلزم مساعدتي من جديد ويصعب على من معي ان يساعدني على الوضوء خاصة في بعض الصلوات وامي كبيرة في السن وانا منذ اصابتي من ستة من ستة عشرة سنة استعملوا التيمم فالفعل صحيح ونسأل الله عز وجل ان آآ يأجرك وان يثيبك وان يكون هذا رفعة لدرجاتك وتكفيرا للسيئات ويعني اذكر بقصة المرأة التي كانت تصرع بعثت النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله ادع الله لي يعني بالشفاء قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله تعالى ان يعافيك وقالت بل اصبر ولكن ادعو الله تعالى الا اتكشف ودعا الله تعالى لها الا تتكشف هذه الامراض المزمنة اذا صبر عليها الانسان الثمن عظيم وهو الجنة ان شئت صبرت ولك الجنة هذا يشمل كل الامراظ المزمنة الصعبة التي يعاني منها الانسان فالثمن كبير جدا لكن بشرط الصبر وننصح الاخ الكريم بالصبر والرضا يكون راضيا صابرا وان تستحضر اه قول النبي عليه الصلاة والسلام ان شئت صبرت ولك الجنة. هذا ينطبق على حالتك وينطبق على من من كان عنده مرض مزمن شديد. اعاقة شديدة ينطبق عليهم هذا الحديث واما بالنسبة لما سألت عنه من التيمم فانت آآ معذور بذلك انت من ذوي الاعذار فعلك صحيح بالتيمم ولا بأس ان تستمر عليه والله تعالى يقول وما جعل عليكم في الدين من حرج ويقول يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فلا حرج عليك ان تتيمم وان تصلي بهذا التيمم آآ هذا يسكن في بلد من البلدان يقول اريد ان البس القميص وابي قال لي ما دمت معي لا تلبسه وانا مهموم ويشق علي لبس البنطال شمل الاكتئاب هل اكون عاقا ما دام ان المسألة يعني مسألة لباس ارى ان تطيع اباك اطع اباك يعني البنطال يجوز لبسه لا بأس منتشر الان بين المسلمين وغير مسلمين ما دام ان هذا يدخل السرور على ابيك قاطع والدك فيما اه اختار لك من اللباس. هذه نصيحتي لك الا تجعل هذه القضية اليسيرة سببا في في عقوقك لوالدك فاذا كنت مع والدك اطع والدك اذا كنت خارج المنزل يمكن ان تلبس ما شئت من اللباس هل يجب اعطاء كل سائل لا يجب وانما يستحب الله تعالى يقول والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم فيستحب ان تعطي السائل اذا سأل واذا لم تجد او لم يتيسر فترده بلطف من غير نهر فان الله عز وجل يقول واما السائل فلا تنهر طيب نختم بهذا السؤال ونكون ان شاء الله في نهاية الدرس ما حكم تقويم الاسنان وذلك لاجل اعادة احدى الاسنان الى الى مكانها. لا بأس بتقويم الاسنان لان تقويم الاسنان هو ازالة للعيب الواقع في الاسنان ولذلك لا يكون التقويم الا عند وجود العيب ولو كانت الاسنان مستقيمة لا تحتاج لتقويم قال لك قال الطبيب انها لا تحتاج لتقويم فالتقويم تقويم الاسنان لا بأس به. لانه من باب ازالة العيب وردها الى الخلقة التي خلق الله الانسان عليها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته