الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين تقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة في الفصل الثاني والثلاثين في الوسائل الى اهم المقاصد اقوى الاسباب للسلامة من كيد الشيطان وطرقه قوة الايمان بالله وقوة التوكل على الله وكثرة ذكر الله والاستعاذة بالله منه والابتعاد عن جميع اسباب المعاصي والمبادرة للتوبة النصوح اذا وقع منها شيء الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في هذا الفصل الذي عقده لبيان الوسائل الى المقاصد وسبق ان مر معنا ذكر امثلة عديدة على هذا الاصل ويواصل رحمه الله تعالى ذكر الامثلة عليه فمن المقاصد التي ينشدها كل مسلم ويطلبها كل مؤمن السلامة من الشيطان والوقاية منه فما هي الوسائل التي ينال بها هذا المقصد ويحصن بها هذا المطلب ذكر رحمه الله ان اقوى الاسباب للسلامة من كيد الشيطان وطرقه اولا قوة الايمان قوة الايمان بالله تبارك وتعالى والايمان بالله عز وجل هو اصل الاصول واعظمها وهو طمأنينة القلوب وصلاحها وقد قال الله تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب والايمان بالله عز وجل سلاح عاصم باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان بمعنى ان العبد كلما كان متسلحا بالايمان متحققا به على اليقين وانتفاء الشك والريب وحصول الاقرار ايمانا بالله عز وجل وبكل ما امر تبارك وتعالى عباده به فان الشيطان لا طريق على له على المؤمن. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا فعباد الله اهل الايمان به والطواعية له والامتثال لامره سبحانه وتعالى ليس للشيطان سبيل عليهم انما سبيله على الذين يتولونه والذين هم به يؤمنون اما اهل الايمان فانه لا سبيل له عليهم اذا هذا السبب الاول للوقاية من كيد الشيطان قال والسبب الثاني التوكل على الله والتوكل عمل من اعمال القلوب عمل من اعمال القلوب بان يكون العبد معتمدا على الله مفوضا امره الى الله ومن توكل على الله كفاه كما قال الله عز وجل ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال جل وعلا اليس الله بكاف عبده فالذي يتوكل على الله عز وجل يكفيه الله ما اهمه ولا يكون للشيطان عليه سبيل ولهذا جاء في الحديث ان العبد اذا خرج من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله وهذه الكلمات الثلاث كلها استعانة والتجاء الى الله واعتصام به اذا خرج من بيته وقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله قيل هديت وكفيت ووقيت وقال الشيطان لاخر كيف لك السبيل بعبد هدي وكفي ووقي بمعنى ان الشيطان جالس عند بيت كل انسان ينتظروا خروجه لصده واغوائه وصرفه عن ابواب الخير قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه اي كل طريق هو سالكه فاذا خرج من بيته وقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله عصم من الشيطان ووقي منه وقال الشيطان الذي كان ينتظره للاخر كيف لك السبيل بمن هدي وكفي ووقي فالتوكل على الله سبحانه وتعالى واقن باذن الله وحافظ وحام من الشيطان الامر الثالث كثرة ذكر الله والشيطان لا يطيق الذكر ولا يطيق الذاكرين ولا يحتمل ذكر الله واذا سمع الاذان ولى وله ضراك لان اه لانه لا يطيق ذلك فذكر الله عز وجل حصن حصين للعبد من الشيطان الرجيم والغفلة عن ذكر الله عز وجل مجلبة للشياطين. ومن يعش عن ذكر الرحمن ان يغفل نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون لكن الذاكر لله سبحانه وتعالى بذكره لربه كانه دخل حصنا حصينا وحرزا متينا يحميه باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان وقد ذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي صح عنه ان زكريا عليه السلام قال لقومه امركم بخمس كلمات وذكر منها قال وامركم بذكر الله فان مثل الذي يذكر ربه مثل رجل انطلق العدو وراءه سراعا حتى اذا اوى الى حصن حصين فلم يستطع عدوه الوصول اليه او كما جاء في الحديث الذي يذكر الله ويحافظ على اذكار اذكار الصباح واذكار المساء واذكار ادبار الصلوات والاذكار المطلقة تحصنه باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان ولهذا احسن من الف في الذكر وسمى المؤلف حصن المسلم لان الذكر فعلا حصن للمسلم اذا ذكر كانه دخل في حصن وحرز وحفظ من جميع الجهات لان الشيطان يأتي العبد من كل جهة ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم يأتي من كل جهة فيحتاج الى تحصين بذكر الله سبحانه وتعالى اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي تحسين من كل الجهاد فذكر الله جل وعلا حصن حصين للمسلم وحرز متين له يقيه باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم الامر الرابع الاستعاذة بالله منه قال الله تعالى وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. انه هو السميع العليم فالاستعاذة وهي التجاء واعتصام بالله تبارك وتعالى تقي العبد وتحميه من الشيطان الرجيم لان المستعيذ اصبح في حفظ الله واصبح في واق وحام من الشيطان الرجيم فلا يكون له سبيل على المستعيذ بالله تبارك وتعالى الامر الخامس الابتعاد عن جميع اسباب المعاصي الابتعاد عن جميع اسباب المعاصي. لماذا؟ لان الشيطان يحظر لان الشيطان يحظر وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزع بينهم لان اذا قال الانسان الكلام الذي هو ليس بحسن او الكلام السيء حظر الشيطان واصبح له مجاله فالاخوة والصد وايقاع الانسان في انواع الموبقات ولهذا يحتاج العبد ان يبتعد عن اسباب المعاصي ووسائلها وطرائقها حتى لا يجعل لعدو الله عليه طريق ثم ذكر الامر الاخير وهو الامر السادس المبادرة للتوبة النصوح اذا وقع في شيء منها يبادر الى التوبة. الانسان عرضة للخطأ وعرضة للتقصير لكن عليه ان بدرت منه معصية او خطيئة ان يبادر الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى وان يقطع على الشيطان طريقه في التمادي في المعاصي والاسراف في فعل الذنوب في قطع الطريق عليه ويتوب الى الله سبحانه وتعالى ومن تاب تاب الله عليه فاذا هذه الستة اسباب عظيمة تقي العبد وتحميه من الشيطان الرجيم. نعم قال رحمه الله تعالى اسباب صحة الابدان تدبير الاغذية بان لا يأكل مضرا بل يأكل المناسب له بقصد بغير اسراف وبغير ادخال طعام اخر قبل انهظامه والحمية عن جميع المؤذيات الداخلية والخارجية والابتعاد عن اسباب الهم والغم ومعالجة الواقع منها والابتعاد عن الروائح الخبيثة. وتنظيف البدن من الاوساخ المسكن العدي والهواء الطري والرياضة كما تقدم شرحها والسعي في الاسباب الجالبة للحياة الطيبة وسعة الصدر. واستعمال الادوية عند الضرورة اليها واما دوام استعمالها ولو لاقل سبب فانه ينفع من جهة ويضر من جهة اخرى. وقد يكون الضرر اكثر فينبغي ان على الدواب منزلة الامور الضرورية. قال رحمه الله تعالى اسباب صحة البدن اسباب صحة البدن يعني ما هي الاسباب والتدابير التي اذا اخذ بها العبد كانت سببا في حفظ الصحة وحصول العافية للبدن والسلامة باذن الله تبارك وتعالى من الاسقام والامراض والعناية بحفظ الصحة امر مطلوب امر مطلوب من المسلم وفي الحديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. وفي كل خير لكن كون الانسان يحافظ على صحته ولا يعرض صحته للخطر وللظرر وللاسقام وللامراض هذا اعون له على الطاعة والعبادة اداء الواجبات والفرائض على اتم حال واحسن حال بخلاف من لا يبالي بصحته ولا يبالي بعافيته ويعرض نفسه للاسقام والامراض فاذا حفظ الصحة مطلب لكن لا يكون حب صحة الابدان مقدما في العناية على حفظ صحة الاديان لا يكون مقدما على حفظ صحة الاديان لان بعض الناس فعلا يعتني بصحته عناية دقيقة ويحتمي من بعض الاطعمة حفظا لصحته وبدنه لكنه لا يحتمي من الذنوب حفظا لبدنه من النار وسخط الجبار سبحانه وتعالى يحتمي من اطعمة مباحة يحتمي من اطعمة مباحة لا يأكلها ويقاطعها اطلاقا وهي مباحة واذا قيل له لم يا فلان قال حفظا للصحة وهي مباح له ان يأكلها لكنه رعاية لصحته وحفظا لصحته يتجنبها لهذا السبب لكنه في الوقت نفسه لا يتجنب المعاصي والذنوب التي فيها ضياع الدين وحفظ الدين خير من حفظ البدن والعناية بالدين اعظم من العناية بالنفس ولهذا في الحديث قال اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري العناية بالدين مقدمة فعجب من حال عبد يحتمي من الاطعمة المباحة خوف الاسقام ولا يحتمي من الذنوب خوف العقوبة والنار وسخط الجبار سبحانه وتعالى والصحة ولا شك مطلب. صحة الابدان مطلب والنبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه احاديث في باب حفظ الابدان عظيمة جدا من اعظمها قوله عليه الصلاة والسلام ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه وان كان لا بد اكلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه احد المعتنيين بالصحة من غير المسلمين وقف على هذا الحديث قال هذا الحديث لو عمل به لاغلقت جميع المستشفيات قال هذا الحديث لو يعمل به اغلقت جميع المستشفيات. لا يحتاج اليها لان اعطى قاعدة عظيمة جدا في حفظ الصحة واساس الصحة الحمية اساس الصحة الحمية واساس الامراض ادخال الطعام على الطعام وملئ المعدة بانواع الاطعمة والاخلاط هذا اعظم اسباب الامراض واذا اعتدل الانسان في في طعامه وطبق هذا الحديث هذا الحديث العظيم فانه باذن الله اتخذ سببا لحفظ الصحة والنبي عليه الصلاة والسلام لما وجه هذا التوجيه واخبر هذا الخبر العظيم في هذا الحديث من اجل حفظ الصحة ان يحفظ الانسان صحته ولا يعرض نفسه للامراض والاسقام وهذا جانب الان يفرط فيه وخاصة صغار السن والجهال تجده اكل حتى شبع ثم رأى طعاما اخر يشتهيه فيدخل طعاما على طعام لم تهظمه معدته ثم يجلس يومين ثلاثة طريح الفراش واذا عوفي بعد اسبوع او ثلاثة او اربعة يعود لنفس القضية ونفس الطريقة يعني لا يتعظ بما حصل له في المرة ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة حتى لو قيل له اما تذكر لما فعلت كذا؟ لا يبالي فرعاية الصحة المحافظة على هذا التوجيه النبوي يعد سببا عظيما من اسباب حفظ الصحة يقول رحمه الله اسباب صحة الابدان تدبير الاغذية تدبير الاغذية تدبير الاغذية ما ما هو يعني ما يأكل كل شيء لا يأكل كل شيء كل ما يقع عليه نظرة او تقع عليه يده يأكله لا يدبر الاغذية يأكل في الوقت المناسب يتفقه مثل ما قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه يعني لا يأكل كل شيء ولا يمشي مع كل احد ولا يشرب كل شيء يتفقه في هذه كلها هل اذا اكلت الان يفيدني او يضرني؟ الان اكلت حتى سمعت ووجدت اكلا جديدا هل اكله او لا؟ يتدبر في الامر تدبير الاغذية. يعني يكون عنده في هذا الباب فقه وتدبير بحيث يأكل في الوقت المناسب ولا يأكل تكون سببا في مضرته. قال تدبير الاغذية بان لا يأكلوا الا يأكل مضرا الان يحدد انواع التدبير للاغذية. يقول بان لا يأكلن مظرا من تدبير الاغذية ان يتجنب المظرات. ان تجنب المضرات المأكولات التي فيها مضرة عليه. يتحاشاها ويتجنبها. وما اكثرها في زماننا وزينت بروائح جميلة واصباغ جيدة. واشكال جميلة واما التبعات لا تسأل عنها. خاصة في اطفالنا وصغارنا. من اه المعلبات والمقسطرات آآ مثل هذه الاشياء كم لها من الظرر؟ حتى الان اصبح بعظ الصغار في السابعة في الثامنة يصابون بامراض لم يعهد انه يصاب بها الا كبار السن مثل القرحة في المعدة واشياء من هذا القبيل اصبح يصاب بها صغار جدا فتدبير الاغذية ومن بين ذلك مثل ما وضح رحمه الله ان لا يأكل مضرا الا يأكل مضرا بل يأكل المناسب له بقصد ايضا الطعام المناسب لا يأكله باسراف وانما يأكله بقصد والقصد هو الاعتدال والتوسط بل يأكل بقصد بغير اسراف وبغير ادخال طعام على اخر قبل انهظامه وهذا ايضا مما يحذر منه كثيرا ادخال الطعام على الطعام قبل انهظامه من اعظم اسباب الاصقام والامراض ان يدخل طعاما على اخر قبل ان ينهظم الاول والحمية عن جميع المؤذيات من اسباب حفظ الصحة ان يحمي نفسه عن جميع المؤذيات. سواء المؤذيات من جهة الرائحة او من جهة الغذاء او من جهة اه اي جهة اخرى يتجنب المؤذيات لان المؤذيات تعل البدن وتمرغه فيتحاشى ذلك الحمية من جميع المؤذيات الداخلية والخارجية الداخلية مما يدخله الانسان على بدنه والخارجية مما يكون حوله مما يكون حوله قال والابتعاد عن اسباب الهم والغم الابتعاد عن اسباب الهم والغم لان الهم والغم الهم والغم يمرض البدن ويضعفه ويجعله ناحلا ولهذا ينبغي على الانسان ان يتحاشى اه الهم والغم له فوائد عظيمة من ضمنها ان في ذلك حفظا للصحة من ذلك حفظا لصحته فيبتعد عن الهم والغم والاسباب الجالبة لها ويكون دائما على ذكر لله وصلة به ورضا بقضائه تبارك وتعالى وقدره ومعالجة الواقع منها يعني اذا وقع في امر اهمه واغمه يسعى يسعى معالجته سريعا حتى لا يضرهم ويجلب له انواعا من العلل والاسقام قال والابتعاد عن الروائح الخبيثة والابتعاد عن الروائح الخبيثة الروائح الخبيثة هذي مجلبة للامراض الروائح الخبيثة اذا كان الانسان مثلا مسكنه قريب من اماكن فيها رائحة خبيثة مع الوقت تضره. وتؤثر على صحته ويدخل في الروائح الخبيثة الدخان المدخن الان يضر نفسه ويضر من حوله برائحة الدخان المؤذية التي آآ هي من اضر ما يكون على صحة الانسان ولقد تكلم الاطباء والعقلاء والحصى كثيرا على الدخان واضراره وما يجنيه على متعاطيه ومن حوله من ضرر فمن الاشياء التي هي من اسباب حفظ الصحة الابتعاد عن الرائحة الكريهة اذا كان مطلوبا منه ان يبتعد عن روحه الكريهة فكيف بمن يسحب الرائحة الكريهة بفمه شفطا الى جوفه مرات كثيرة في اليوم والليلة يسحب الرائحة الكريهة الى جوفه ويحبسها في صدره وكم لها من الضار والاذى على صحة المدخن في صدره وفي حنجرته وفي لثته وفي مواضع عديدة من بدنه قال وتنظيف البدن من الاوساخ وتنظيف البدن من اوساخ والشريعة جاءت شريعة الاسلام جاءت بنظافة الابدان في الوضوء وفي الغسل وفي تنظف يوم الجمعة الاغتسال يوم الجمعة جاءت بنظافة الابدان بحيث يبقى جسم الانسان نظيفا ونظافة البدن باب من ابواب صحته وعافيته قال والمسكن العادي والهواء الطري المسكن العدي اي الطيب المسكن العدي الطيب يقال استعذيت المكان اي استطيبته او استطبت المسكن العادي اي مسكن طيب المسكن الطيب من اسباب حفظ الصحة وبالعكس ايضا اذا كان المسكن ليس هذه الصفة يضر الانسان سواء اذا كان مثلا مكتوما او محاطا بروائح مؤذية او نحو ذلك هذا من اسباب مضرة البدن والمسكن العدي اي الطيب من اسباب حفظ الصحة والهواء الطري والرياضة كما تقدم شرفها والشيخ رحمه الله سبق ان تحدث حديثا نافعا عن رياضة الابدان والسعي في الاسباب الجالبة للحياة الطيبة السعي في الاسباب الجاربة للحياة الطيبة وهذا ذكرت بالامس انه رحمه الله تعالى فصل تفصيلا جميلا نافعا في كتابه الوسائل المفيدة للحياة السعيدة الوسائل المفيدة للحياة السعيدة كتاب عظيم جدا وعدد فيه رحمه الله تعالى الوسائل المفيدة ليحيا الانسان حياة طيبة سعيدة وجاء بمعاني عظيمة جدا وذكرت لكم ان احد اهل العلم وصف هذا الكتاب بانه بانه يصلح ان يوصف لانه مستوصف او مستشفى للامراض النفسية لما احسن واجاد فيه رحمه الله من بيان ونصح وتوجيه قال وسعة الصدر وسعة الصدر هذه من اسباب حفظ الصحة اما الانسان ضيق الصدر ضيق العطن سريع الغضب سريع الانفعال هذا يضر نفسه الانفعال الشديد والغضب يجلب الامراض يرفع الضغط يجلب امراضا الانسان لا يحمد عاقبته حتى ان بعضهم يغضب حتى يسقط مريضا من شدة غضبه اذا سعة الصدر والعمل بقول نبينا عليه الصلاة والسلام لا تغضب يتجنب الغضب هذا من اسباب حفظ الصحة من اسباب حفظ صحة الابدان قال واستعمال الادوية عند الضرورة اليها وتنبه لقوله رحمه الله عند الضرورة اليها بعض الناس عند ادناة الدون يا يأخذ الدواء مباشرة. ويسارع لاخذه وبعض الناس يصبر عن الدواء ويتصبر ويتحاشاها يعالج نفسه بالحمية اولا ويستغني باذن الله تبارك وتعالى عن كثير من الادوية يستغني عن كثير من الادوية يوم يصام بامراض لكنه بالحمية وبالوقاية آآ مثل ذلك حتى يشفى باذن الله تبارك وتعالى. اما تعويد النفس على العلاج وخاصة الادوية الحديثة هذه الحبوب الكيماويات والامور هذه بعض الناس يسارع اليها فتعالج جانبا وتسبب امراظا في جوانب اخرى فيحرص الانسان كما قال رحمه الله تعالى على ان لا يستعمل ادوية الا عند الضرورة اليها. قال اما دوام استعمال الهة ولو لاقل سبب فانه ينفع من جهة ويضر من جهة اخرى فانه ينفع من جهة ويضر من جهة اخرى وقد يكون الظرر اكثر يعني قد يكون الظرر الذي يصيبه بسبب دواء استعمله اكثر من المرظ الذي عالج آآ بذلك آآ عالجه بذلك الدواء وقد يكون الظرر اكثر فينبغي ان يجعل الدواء بمنزلة الامور الضرورية يجعل الدواء بمنزلة الامور الضرورية يعني اذا اضطر اليه تعالج والا يا يتمهل في هذا الامر ويتريث ويحمي نفسه من بعظ الاشياء حتى تزول العلة او المرض الذي اصابه نعم قال رحمه الله تعالى ومن اسباب تحكم الالام ووقوع الاسقام كثرة الاوهام. وضعف القلب كما ان قوة القلب والطمع في فضل الله والتوكل عليه في رفع النازل من البلاء. ودفع ما لم ينزل سبب قوي جدا في الصحة ودفع المؤذيات. هذا ايضا من الامور المهمة يقول رحمه الله من اسباب تحكم الالام ووقوع الاسقام كثرة الاوهام احيانا بعض الناس ليس به مرض ليس بمرض لكن معه اوهام تتكاثر عليه الاوهام حتى تكون هي نفسها المرظ. وهي التي تجلب له انواع الامراض والاسقام ولهذا ينصح الشيخ ان يكون الانسان قوي القلب اه قوي الطمع في فظل الله سبحانه وتعالى ان يكون متوكلا على الله عز وجل في الرفع النازلة والبلاء ودفع ما لم ينزل يكون قوي الصلة بالله تبارك وتعالى لا ان يكون مع هذه الاوهام تسرح به ترهق قلبه وتجلب لبدنه انواعا من الاسقام نعم قال رحمه الله تعالى اعظم الاسباب لنيل مغفرة الله ورحمته الايمان والتوبة والاعمال الصالحة والاحسان في عبادة الله والاحسان الى الخلق والعفو عن الناس. نيل مغفرة الله رحمته سبحانه وتعالى مطلب ومقصد عظيم ينال هذا المقصد بامور الايمان والتوبة والاعمال الصالحة والاحسان في عبادة الله والاحسان الى خلق الله والعفو عن الناس فهذه الامور التي ذكرها رحمه الله تعالى من اعظم اسباب نيل مغفرة الله عز وجل ورحمته. نعم. قال رحمه الله تعالى وجماع ذلك كله طاعة الله ورسوله. قال تعالى واطيعوا والرسول لعلكم ترحمون. اي يجمع هذه الامور التي عددها رحمه الله طاعة الله ورسوله. كل ما ذكر سابقا يجمعه طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام. فاذا كان العبد مطيعا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فاز بمغفرة الله ورحمته كما قال جل وعلا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون قال رحمه الله تعالى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنال بكمال الاخلاص لله وبكثرة الصلاة والسلام عليه وبحسب اتباعه في اقواله وافعاله وهديه وبمحبته وتوقيره صلى الله عليه وسلم. وتقديم طاعته على طاعة لكل احد من الخلق قال رحمه الله شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام وهذه مطلب ومطمع من مطالب اهل الايمان من الامور التي يتمناها كل مؤمن ان يكون صلوات الله وسلامه عليه شفيعا له فهذا من المطالب من الامور التي يحبها كل مؤمن لنفسه ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام شفيعا له صلى الله عليه وسلم فبما ينال هذا المطلب كثير من الناس اخطأ الطريق اراد شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام فاخطأ الطريق قلبها بالبدع مثلا او بفعل امور محرمات ووذلك انه اخطأ طريقها فالشيخ رحمه الله اورد هنا خلاصة عظيمة جدا في هذا الباب شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بما تنال قال اولا تنال بكمال الاخلاص لله اولا تنال بكمال الاخلاص لله تبارك وتعالى وشاهدوا ذلك حديث ابي هريرة قال قلت يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا. اذا اعظم اسباب نيل شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام ان يخلص لله ان يفرد الله بالعبادة والتوحيد. اما ان يدعو غير الله ويستغيث بغير الله. ويطلب المدد من غير الله ويلجأ الى غير الله من اعظم اسباب الحرمان من الشفاعة من اعظم اسباب الحرمان من الشفاعة وعدم نيلها السبب الثاني كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كثرة الصلاة والسلام عليه كل وقت وحين ولا سيما ليلة الجمعة ويومها وقد جاء عنها عليه الصلاة والسلام الحث من الاكثار من الصلاة والسلام عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة ولهذا جاء عن الشافعي رحمه الله انه قال ما معناه اني احب الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل وقت وحين لكنه ليلة الجمعة ويومها احب اليه لكنه ليلة الجمعة ويومها احب اليه. لماذا؟ لانه حث عليه الصلاة والسلام من الاكثار من الصلاة والسلام عليه يوم الجمعة وليلتها اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد قال وبحسب اتباعه في اقواله وافعاله وهديه ايضا هذا من اعظم اسباب نيل الشفاعة ولهذا لما قال لما قال له رجل اسألك مرافقتك في الجنة قال اعني على نفسك بكثرة السجود. حثه على العمل على العبادة على الاقبال على الله سبحانه وتعالى بالطاعة. فاذا الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام في اقواله وافعاله وهديه من الاسباب العظيمة لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم. كذلكم محبته صلى الله عليه وسلم. وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ولما قال عمر رضي الله عنه وارضاه يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه قال والله لانت الان احب الي حتى من نفسي قال الان يا عمر فمحبة النبي عليه الصلاة والسلام وتقديمها على محبة النفس والوالد والولد والعشيرة والتجارة وغير ذلك من اعظم اسباب نيل شفاعته صلوات الله وسلامه عليه وتوقيره اي احترامه عليه الصلاة والسلام لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتقديم طاعته على طاعة كل احد من الخلق هذا ايضا محك في باب المحبة ان تقدم طاعة النبي عليه الصلاة والسلام على طاعة كل احد بما في ذلكم نفسك وقد قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم النبي صلى الله عليه وسلم اولى بنفسك منك واحرص على نفسك منك صلوات الله وسلامه عليه ولهذا يجب عليك ان تقدم طاعته على طاعتك لنفسك نفسك امارة بالسوء وداعية الى انواع من الشرور والنبي عليه الصلاة والسلام لا يدعوك الا الى النجاة لا يدعوك الا الى الجنة والنجاة من النار صلوات الله وسلامه عليه فيجب ان تقدم طاعته صلى الله عليه وسلم على طاعة النفس وامتحن نفسك في هذا الباب ولا سيما الصلوات المفروضة عندما ينادي المنادي حي على الصلاة حي على الفلاح وفي صلاة الفجر الصلاة خير من النوم هل ينهض الانسان ويستجيب او يطيع نفسه وينام فطاعة النبي عليه الصلاة والسلام من اعظم اسباب نيل شفاعته صلوات الله وسلامه عليه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعله لنا جميعا شفيعا يوم نلقى الله عز وجل. امين. نعم. قال رحمه الله تعالى اسباب قبول الاعمال كثيرة. وكلها ترجع الى شيئين. الاخلاص والاتباع لرسول الله. فكل من كان اقوى اخلاصا واحسن اتباعا كان اعظم قبولا واكثر مضاعفة جل ثوابا واجرا. يقول رحمه الله اسباب قبول الاعمال كثيرة. يعني عند بحثها بحثا مفصلا لكنها في الجملة ترجع الى سببين الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الشرطين في الاية الاخيرة من سورة البقرة. في الاية الاخيرة من سورة الكهف الاخيرة من سورة الكهف قول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا والعمل الصالح الموافق للسنة والذي لم يشرك فيه مع الله احدا هو الخالص لله تبارك وتعالى فهذان شرطان لا قبول للاعمال الا بهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وهما مقتضى الشهادتين. فشهادة ان لا اله الا الله فيها الاخلاص. وشهادة انه محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المتابعة وقد قال آآ الفضيل بن عياض او الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة والدلائل على ان العمل لا يقبل اذا لم يكن خالصا كثيرا منها قول الله في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ومن الدلائل وهي كثيرة على ان العمل لا يقبل الا اذا كان موافقا لهدي النبي عليه الصلاة والسلام قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. نعم قال رحمه الله تعالى الصبر والثبات والمشاورة والتوكل اكبر الاسباب لحصول النصر على الاعداء لا سيما اذا انضم الى ذلك القوة المادية والاستعداد بعلوم الحرب وفنونه. كما ذكر الله هذه الاسباب كلها في سورة الانفال ثم ذكر رحمه الله هذا المطلب الذي هو حصول النصر على الاعداء قال هذا لتحسين اسباب اذا توفرت واجتمعت تحقق ذلك. وهي الصبر والثبات والمشاورة والتوكل اذا اجتمعت هذه الامور اه اه الاربعة الصبر والثبات والمشاورة والتوكل قال هذا اكبر الاسباب لحصول النصر على الاعداء قال لا سيما اذا انضم الى ذلك القوة مادية كما قال الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. القوة المادية فاذا انضم الى ذلك اه اه القوة المادية والاستعداد بعلوم الحرب وفنونه كما ذكر الله جل وعلا هذه الاسباب كلها في سورة الانفال نعم قال رحمه الله تعالى الصدق يهدي الى البر والبر يهدي الى الجنة والصدق في المعاملات تقترن به البركة. ويقارنه الشرف والاعتبار. وضد ذلك بضده ايضا هذا داخل في هذا الباب الوسائل الى المقاصد الصدق يهدي الى البر يعني يهدي الى اعمال البر وهي كثيرة جدا ومتنوعة فصدق الشخص يفتح له ابواب البر واعمال البر والبر يهدي الى الجنة وايضا الصدق في المعاملات في التعامل مع الناس تقترن به البركة. الرجل الصادق في بيعه اه آآ وشراءه تقترن ببيعه وشرائه البركة البيعان اذا صدقا آآ البيعان اذا صدقا وبين بورك لهما في بيعهما البيعان اذا صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما الصدق قرين البركة اذا كان الانسان في بيعة وتعامله شراءه ونحو ذلك يتعامل بالصدق يكون ذلك سببا للبركة في ماله وطعامه ويقارنه الشرف والاعتبار ان يكون له الشرف والمكانة عند الناس وله اعتبار عندهم واذا تحدثوا تحدثوا عن فلان واذا رغبوا في المعاملة قالوا تعامل مع فلان لا نعهده الا صادقا الا امينا الا ناصحا فاظافة الى هذه الارباح ايظا الشرف والاعتبار عند الناس. قال وضد ذلك بضده. الكذب والغش ممحقة للبركة ممحقة للبركة وذهاب للشرف والاعتبار ولهذا تجد بعض الناس يقول انتبه فلان لا تقربه احذر ان تشتري منه احذر ان تبتاع منه فعدم الصدق وقوع الانسان في الكذب والغش ونحو ذلك هذا سقوط لاعتباره. وسقوط لقيمته ومكانته عند الناس نعم قال رحمه الله تعالى الكسل مفتاح الحرمان والكبر مفتاح كل شر. الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم هنا يتحدث رحمه الله عن بعض المفاتيح مفاتيح الشرور وسيأتي عنده شيء من التفصيل لذلك في فصل لاحق يقول الكسل مفتاح الحرمان اذا كان الانسان والعياذ بالله يحيى حياته بالكسل فهذا الكسل مجلبة للحرمان يحرم من الخيرات وفي الدعاء وفي التعوذ المأثور اللهم اني اعوذ بك من الكسل فالكسل مجلبة وسبب للحرمان والكبر مفتاح كل شر الانسان المتكبر والعياذ بالله كبره يجلب له انواع الشرور من الظلم والاعتداء والبغي واخذ اموال الناس بالباطل وغير ذلك من انواع الشروط والشح والحرص مفتاح البخل اذا كان الانسان شحيحا حريصا هذا الشح وهذا الحرص مجلبة للبخل. والله يقول ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون قال الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم كم اه سبب شح الانسان وحرصه على الدنيا من قاطعة رحم وانفصال بين القرابات فاذا اه الشح والحرص مفتاح للبخل وايضا سبب قطيعة الارحام نعم قال رحمه الله تعالى والسماحة مفتاح لكل خير وسبب لكثرة الخير والفضائل وخصوصا اذا انضم اليها الصبر. فالصبر والسماحة اثارهما جليلة وثمراتهما جميلة جمع رحمه الله في هذا الموضع بين السماحة والصبر ذكر اولا السماحة وانها مفتاح لكل خير وسبب لكثرة الخيرات والفضائل السماحة ما هي؟ السماحة هي ليونة النفس وسخاؤها وطيبها وليونتها فتكون نفسا سمحة معطاءة ليست شحيحة ولا بخيلة فاذا كان الانسان اذا كانت نفس الانسان سمحة هذه السماحة كما بين رحمه الله سبب لكثرة الخيرات والفضائل. قال خصوصا اذا انضم اليها الصبر يعني اجتمع في العبد صبر وسماحة اذا اجتمع في العبد صبر وسماحة اجتمع فيه الخير كله وقد جاء في حديث ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه سئل اي الايمان افضل قال الصبر والسماحة سئل اي الايمان افضل؟ قال الصبر والسماحة فجمع الايمان في هاتين الخصلتين الصبر والسماحة والحديث رواه ابن ابي شيبة في المصنف هو حديث حسن بما له من شواهد قال سئل النبي عليه الصلاة والسلام اي الايمان افضل؟ قال الصبر والسماحة ولك ان تتساءل لماذا جمع جمعت الصبر والسماح على الخير كله يوضح ذلكم اثرا عن الحسن البصري رحمه الله وهو من رواة هذا الحديث قيل ما الصبر والسماحة قيل له ما الصبر والسماحة قال الصبر عن المعاصي والسماحة بفعل فرائض الله السماحة بفعل فرائض الله. لو تأملت وجدت ان دين الله الذي شرعه لك وامرك به اوامر ونواهي اوامر ونواهي امرك الله باوامر فرائض واجبات عبادات وايضا نهاك عن نواهي محرمات فلاجل ان تفعل الاوامر تحتاج الى ماذا سماحة تحتاج ان تكون سم نفسك سمحة لينة يسيرة فاذا كانت النفس سمحة باشرت فعل الفرائض ولم تتلدد والجانب الاخر جانب نواهي امور نهى الله سبحانه وتعالى عباده عنها ومنعهم من فعلها وحذرهم من فعلها فهذه النواهي تحتاج من العبد الى ماذا اذا صبر تحتاج الى صبر حتى الصبر حبس النفس ومنعها. فالنواهي تحتاج الى صبر ليمنع نفسه من فعلها. والعبادة تحتاج الى سماحة. العبادة الفرائض والواجبات تحتاج الى سماحة نفس حتى يباشر العبد فعل آآ ما امر امره الله سبحانه وتعالى به واجتناب ما نهاه الله عنه. وهذا كله يبين معنى قوله عليه الصلاة والسلام افضل آآ الايمان الصبر والسماحة. نعم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك ان النية اكبر الاسباب وانفعها واقربها لحصول المقاصد النافعة. وينبغي ان ان تفرد بفصل ثم ختم رحمه الله هذا الفصل العظيم الذي هو في بيان وسائل الى اهم المقاصد بالنية. ومكانة النية الصالحة النية الطيبة التي تقوم في قلب المؤمن يقول رحمه الله النية اكبر الاسباب وانفعها. واقربها لحصول المقاصد النافعة. اذا صلحت اه نية العبد وطابت نيته كانت سببا باذن الله تبارك وتعالى لحصول المقاصد النافعة. والله عز وجل يبارك للعبد بنيته الصالحة ويحصل له من اسباب التوفيق والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة ولو قل عمله بخلاف والعياذ بالله من فسدت نيته ولو كثر عمله لا ينتفع به. ومن صلحت نيته وان قل عمله انتفع به انتفاعا عظيما. ثم افرد في ذلك رحمه الله تعالى اه فصلا خاصا وهو الفصل الثالث والثلاثون نأخذه ولا؟ تفضل. قال رحمه الله تعالى وينبغي ان تفرد بفصل فنقول الفصل الثالث والثلاثون في ان النية اساس الاعمال وبها صلاحها. قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يبتغون فضلا من الله ورضوانا وقال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فاخبر ان صلاح الاعمال وفسادها النيات وانه يحصل للعبد من الثمرات والنتائج بحسب نيته. ومعلوم ان جميع العبادات لا تصح الا بالنية بان ينوي ذلك العمل ويميز بين العادة والعبادات وبين مراتب العبادات. ثم لابد مع ذلك ان يكون القصد منها والغرض وجه الله وثوابه وينبغي للعبد في العبادات ان يكون له فيها نية مطلقة عامة ونية خاصة مقيدة فاما النية العامة فانه يعقد بقلبه عزما جازما لا تردد فيه. ان جميع ما عمله من الاعمال الاعتقادية والبدنية والمالية والقولية والمركبة من ذلك مقصوده بها وجه الله والتقرب اليه وطلب رضاه واحتساب ثوابه والقيام وبما فرضه واحبه الله لعبده. وانه عبد مطلق يتصرف تصرف العبد المملوك. فهذه النية العامة التي تأتي على عقائد الدين واخلاقه واعماله الظاهرة والباطنة ينبغي ان يجددها في قلبه كل وقت وحين. لتقوى وتتم ويكمل الله للعبد ما نقص من عمله وما اخل به واغفله من حقوق العبادات لعل الله تعالى يجزيه على على تلك النية الشاملة بالدقيق والجليل من عمله اجرا وثوابا. ثم بعد تحقيق هذا الاصل الكبير الذي هو اساس الاعمال ينبغي للعبد ان ان يتعبد لله باخلاص باخلاص في كل في كل جزء من اعماله. فيستحضر بقلبه ان يعمله لله متقربا اليه راجيا ثوابه من الله وحده لم يحمله على ذلك العمل غرض من الاغراظ. سوى قصد وجه الله وثوابه ويسأل ربه تعالى ان يحقق له الاخلاص في كل ما يأتي وما يذر. وان يقوي ايمانه ويخلصه من الشوائب المنقصة. وبهذا هذه النية الصادقة يجعل الله البركة في اعمال العبد. ويكون اليسير منها افضل من الكثير. من عمل من خلا قلبه من هذه النية ثم اذا عرظت له العوارض المنقصات كالرياء وارادة تعظيم الخلق فليبادر بالتوبة الى الله ويصرف قلبه عن هذه المنقصة لحال العبد التي لا تغني عنه شيئا ولا تنفعه نفعا عاجلا ولا عاجلا. ثم اذا حقق النية في عبادات فليغتنم النية في المباحات والعادات فليجعلها بالنية الصالحة عبادة او قريبة منها. وذلك بامرين احدهما ان ينوي ان كل مباح يشتغل به من اكل وشرب وكسوة ونوم وراحة وتوابعها يقصد به الاستعانة على طاعة الله والقيام بواجب النفس والاهل والعائلة والمماليك ويقول اللهم ما رزقتني مما احب من عافية طعام وشراب ولباس ومسكن وراحة بدن وقلب وسعة رزق. فاجعل ذلك خيرا لي ومعونة لي على ما تحبه وترضاه واجعل سعي في تحصيل القوت وتوابعه اداء للامر وقياما بالواجب واعترافا بفضلك ومنتك علي. فاني اعلم ان الفضل فضلك والخير خيرك. وليس لي حول ولا قوة ولا اقتدار على شيء. من منافع من منافعي ودفع مضاري الا بك فيتقرب الى ربه بالاستعانة بالله في ذلك وبالاعتراف بنعمه. ويقصد القيام بالواجب وباحتساب الاجر والثواب حتى يتحقق بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في في امرأتك. وقوله صلى الله عليه وسلم الساعي على الارملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه قال وكالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر. ثم مع هذه النية العامة التي تحيط بجميع وعاداته فليستحضر عند كل جزء من اجزاء عاداته تلك المقاصد الجليلة ليكون قلبه على الدوام ملتفتا الى ربه منيبا اليه متعبدا ويكون اشتغاله بذلك الجزء من عاداته مصحوبا بحسن القصد. ليتم له الاجر وتحصل له معونة من الله وينزل الله وينزل الله له البركة ويكون مباركا اينما كان. وليجاهد نفسه على ذلك قال رحمه الله تعالى وليجاهد نفسه على ذلك فانه لا يزال يمرنها حتى تألف الخير وترغب. فاذا ذهب الى دكانه نوى مباشرة البيع والشراء المباح وقصد الصدق والنصح في بيعه وشرائه. وفعل ما يسهل عليه من محاباة واحسان الى من يعامله. وتجنب بكل انواعه ونوى بذلك كله قوام نفسه وعائلته ومن له حق عليه. وسأل ربه ان يبارك له في معاملته. وكذلك اذا باشر حرفه وصناعته او مهنته التي يتعاطاها فليستصحب النية الصادقة وليستعن ربه في حركاته كلها يرجو رزقه وبركته فان الرجاء وانتظار الفضل من الله من اجل عبادات القلب. واكبر الاسباب للبركة هذه النية الصادقة الصدق والتوكل على الله وليعلم العبد ان الله مسبب الاسباب وميسرها فاياك ان تعجب بنفسك وحزقك وذكائك فان هذا هو الهلاك وانما الكمال ان تخضع لربك وتكون مفتقرا اليه مضطرا اليه على الدوام. ثم انه لابد ان تكون الامور على ما تحب تارة وعلى ما تكره اخرى. فاذا جاءتك على ما تحب فاكثر من حمد الله والثناء عليه وشكره لتبقى لك النعم وتنمو وتزداد واذا اتتك على ما تكره فوظيفتك الصبر والتسليم والرضاء بقضاء الله وتدبيره لتكون غانما في الحالتين في يسرك وعسرك ومن هذا ما ذكرناه بقولنا. نعم. هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى في بيان مكانة النية وانها اساس الاعمال وبها صلاحها. وهذا الفصل كما اشار رحمه الله تعالى له تعلق بالذي قبله الذي هو الوسائل الى اهم المقاصد. فالنية الصالحة وسيلة مباركة عظيمة لتحصيل خيرات الدنيا والاخرة ولهذا ينبغي ان يعتني العبد عناية دقيقة بنيته واصلاحها وايضا مجاهدة النفس على صلاح النية لان النية يأتيها امور تجعلها تتفلت وتنصرف قد يكون الانسان في ساعة على نية طيبة ثم بعدها في اخرى يفاجئه امور فتتغير والعياذ بالله النية ولهذا يحتاج العبد الى ان يجاهد نيته على الصلاح اه الاستقامة مجاهدة مستمرة ولهذا قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لان النية فعلا تحتاج الى معالجة اه مداواة مستمرة حتى تبقى صافية باذن الله تبارك وتعالى وقد قال الله تعالى في وصف النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه يبتغون فضلا من الله ورضوانا اي مرادهم ومقصودهم غاية طلبتهم ابتغاء فضل الله تبارك وتعالى ورضوانه وجاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى معنى قوله انما الاعمال بالنيات اي انما هي معتبرة بنياتها فاذا صلحت النية قبل العمل واذا فسدت رد فالنية لها مكانتها العظمى ومنزلتها العلية ويحتاج العبد الى مداومة عناية باصلاح نيته. يقول رحمه الله اه يحتاج في هذا المقام مقام النية الى نية مطلقة عامة ونية خاصة مقيدة النية المطلقة العامة ان ينوي انه دائما في اعماله كلها حتى اعماله مباحة ينوي بها وجه الله وطلب رضاه ونيل ثوابه والنجاة من سخطه تبارك وتعالى وعقابه فتكون نيته على الدوام صالحة في تعاملاته من مع الناس في تعاطيه في بيعه في شرائه في تجارته والشيخ رحمه الله تعالى ذكر في اثناء كلامه التاجر في محله والفلاح في مزرعته وكيف ان هؤلاء اذا دخلوا مصالحهم تلك بالنية الصالحة كيف ان امورهم تكون باذن الله على السداد والبركة والتوفيق. فيكون العبد في نية عامة حتى وهو يدخل محله يبيع ويتاجر تكون نيته طيبة واذا دخل فلاحته او صناعته او غير ذلك من مصالحه يكون في ذلك كله بنية طيبة بعيد عن النوايا السيئة والمقاصد الخبيثة هذه نية عامة تكون مع المسلم في جميع شؤونه. وهناك نية مقيدة في كل طاعة وكل عبادة في حينها ووقتها وانما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات من كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وذكر رحمه الله تعالى بعض الشواهد والامثلة في ذلك ثم تحدث رحمه الله تعالى فيما يتعلق في المباحات والعادات ان العبد ينبغي عليه ان يحرص على ان تكون نيته فيها صالحة واذا كانت نيته فيها صالحة في في عاداته والامور المباحات تكون تلك عبادة او قريبة من العبادة مثل ان ينوي بنومه التقوي على طاعة الله واكله وشربه وراحته ونحو ذلك ينوي بها التقرب الى الله والتقوي على طاعة الله سبحانه وتعالى تكتب له نية صالحة فتدخل في العبادات او قريبا من منها يقول رحمه الله وذلك بامرين احدهما ان ينوي ان كل مباح يشتغل به من اكل وشرب وكسوة ونوم وراحة وتوابعها يقصد بها اعان على طاعة الله يقصد بها الاستعانة على طاعة الله والقيام بواجب النفس والاهل والعائلة والمماليك فاذا نوى فهذه النية العامة في في اموره آآ آآ المباحة في اموره المعتادة واحواله كلها كتبت له تلك عبادات وقربة الى الله سبحانه وتعالى فمقام النية مقام عظيم ومنزلتها منزلة عالية وهي تحتاج من العبد الى دوام مجاهدة للنفس واستصلاح لها والتوفيق بيد الله عز وجل والهداية بيده لا شريك له. نسأله جل في علاه ان يصلح لنا النية والذرية وان يصلح لنا احوالنا كلها وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة انا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم اموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين