الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياض الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة من ذلك ما ذكرناه بقولنا الفصل الخامس والثلاثون ان الصدق والامانة في المعاملات سبب لحصول الرزق وبركته. قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. فرتب على التقوى التي اساسها الصدق واداء الامانة في المعاملة. التيسير والخروج من كل ما ضاق على الناس وفتح ابواب الرزق. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم البيعان البيعان بالخيار ما لم الرطاء فان صدقا وبين بورك لهما في بيعهما. وان وان كذبا وكتم محقت بركة بيعهما. وفي مرفوعا يقول الله انا ثالث الشريكين ما لم يكن احدهما صاحبه فان خان احدهما صاحبه خرجت من بينهما وانما كان الصدق والبيان واداء الامانة في جميع المعاملات سببا للبركة وتسيير وتسيير امور الرزق لامرين مهمين وتيسيره وتيسير وتيسير ابواب الرزق لامرين مهمين. احدهما وعد الله ووعد رسوله والله لا يخلف الميعاد ان من سلك الطرق التي امر بها وتجنب ما نهى عنه. بارك الله له في سعيه ورزقه. من حيث لا يحتسب. وفتح له من خزائن جوده وكرمه ما لا ما الا يناله الناس بسعيهم وجدهم وحفقهم؟ وهذا امر رباني وجزاء الهي. مشاهد معلوم بالتجربة. والثاني ان من عامل الناس وعرفهم ان من عامل الناس وعرفوا منه الصدق والنصح واطمئنوا اليه وركنوا الى معاملته. والثاني والثاني ان من عامل الناس وعرفوا منه الصدق والنصح اطمأنوا اليه وركنوا الى معاملته ورغبوا في الاخذ منه لان قلوبهم اليه مطمئنة ونفوسهم الى امانته منقادة واثقة وحاز الاعتبار والشرف الذين عليهما اسس تصل المعاملات النزيهة الطيبة وبذلك مشت اسبابه مع الناس. وكذلك عقد الشركات بين الشركاء اذا بنيت على الصدق والامانة افادت اهلها خيرا كثيرا فانه من كان الله معه ايده بعونه وتوفيقه وتسديده وكانت حركاته مقرونة وهذا مع اتفاق شريكين على مصالحهما واجتماع رأيهما وحصول التشاور الذي هو مدار الاعمال مع كما يقترن بذلك من التعاون البدني والسعي المشترك من المنافع ودفع ما يخشى ضرره. كل هذه الاسباب كل هذه الامور اسباب ومفاتيح لحصول الرزق وبركته ونماؤه. لحصول كل كل هذه كل هذه الامور اسباب مفاتيح لحصول الرزق وبركته ونماءه. وضد ذلك اذا بنيت المعاملات والشركات على الكذب وعدم النصح وحصول الغش والخيانة فان الله ينزع بركته ويحل المحق ويحل المحق بدل ذلك. ينزع ويحل. فان الله ينزع ويحل المحض بدل ذلك. وتتأخر المعاملة وتنحط بالخيانة والكذب. وهذا كله مشاهد مجرب الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قوله رحمه الله تعالى ومن ذلك ما ذكرناه بقولنا الاشارة في قوله ومن ذلك الى الفصل الذي سبق ان مر معنا بعنوان الوسائل الى اهم المقاصد وكان رحمه الله ذكر تحت ذلك الفصل امثلة ثم اتبعه بفصول هي ايظا معدودة في امثلة ذلك الفصل لكن لاهميتها افردها بفصول خاصة فتكلم عن النية في فصل خاص وتكلم عن مفاتيح الخير وكيف يكون العبد مفتاحا للخير وما هي اسباب فتح الخير على النفس وعلى الغير افرد ذلك في فصل خاص ثم عقد هذا الفصل للغرض نفسه الذي هو بيان الوسائل الى المقاصد عقد هذا الفصل في الصدق والامانة الصدق والامانة وسيلة ينال بها مقصد عظيم وهو البركة في الرزق ينال به آآ بهما البركة في الرزق فالوسيلة هنا الصدق والامانة والذي تثمره هذه الوسيلة حصول الرزق الطيب وحصول البركة فيه ولهذا قال رحمه الله ان الصدق والامانة في المعاملات سبب لحصول الرزق وبركته سبب لحصول الرزق وبركته بمعنى ان من اراد الرزق واراد البركة في الرزق والبركة هي النماء والزيادة ثبات موجود وايضا الزيادة عليه البركة هي حفظ الموجود وايضا حصول الزيادة فمن اراد في لنفسه الرزق والبركة فيما يرزقه الله سبحانه وتعالى فان وسيلة ذلك في معاملاته ان يكون صادقا امينا ان يكون صادقا امينا والصدق والامانة في المعاملات قرين البركة. فالصدق والامانة في المعاملات قرين البركة. بمعنى انه وكل ما وجد الصدق ووجدت الامانة وجدت البركة وكلما ذهب الصدق وذهبت الامانة ذهبت البركة ومحقت وقد قال الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فتقوى الله عز وجل تثمر الرزق الطيب الذي يأتي العبد من حيث لا يحتسب لان الرزق بيد الله والرزاق هو الله سبحانه وتعالى. قال فرتب على التقوى التي اساسها الصدق واداء الامانة في المعاملات التيسير والخروج من كل ضائق على الناس وفتح ابواب الرزق لان في هذه الاية قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا. في الاية الاخرى قال ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا فبالتقوى ومنها الصدق والامانة الصدق والامانة من تقوى الله فبالتقوى تيسر الامور وحصول الارزاق وتحقق البركات وايضا غفران الذنوب قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا اي ما لم يحصل آآ التفرق في المجلس فهما بالخيار في امضاء البيع او رده ما دام في المجلس لكن اذا اذا تفرقا انتهى الخيار وتم الامر فالبيعان بالخيار ما لم يتفرقا اما ما دام جالسين في مجلس البيع ولم يحصل التفرق فللبائع الخيار وللمشتري الخيار في امضاء البيع او رده. البيعان بالخيار ما لم ما لم يتفرقا قال فان صدقا وبينا ان صدق وبين اي ان حصل منهما البائع والمشتري ان حصل منهما الصدق وكذلكم الامانة بالبيان بحيث لو كان فيه عيب لا يخفيه ان كان فيه خلل ان كان فيه نقص ان كان فيه افة يبين لا يكتم شيئا يكون صادقا وناصحا فان صدق وبين بورك لهما في بيعهما. اي حصلت البركة وتحققت لهما اي للبائع وللمشتري البائع يبارك له في المال الذي اخذه بخلاف ما يتوهمه من لم يكن من اهل النصيحة ومن لم يكن من اهل الصدق يظن انه اذا غش وخدع ومكر واخذ مالا اكثر يربح بذلك وانه يكثر ماله بذلك والواقع ان هذا السبب لبحق البركة سبب لمحق البركة وعدم حصول البركة فالبركة مع الصدق والبيان والنصيحة فان صدقوا وبين بورك لهما في بيعهما وان كذب وكتم كذب ان يظهروا شيئا ويخفي اخر يقول هذا جديد وهو قديم يقول هذا جيد وهو رديء يقول هذا مفيد وهو ضار ونحو ذلك فان كذب وكتم اي كتم ما في السلعة المباعة مثلا من من عيوب ان كذب وكتم محقت بركة بيعهما محقت بركة بيعهما لاحظ اظاف الكذب والكتمان اليهما بمعنى ان هذا النزع للبركة راجع الى هذا الكذب والكتمان فلو قدر ان احد الطرفين هو الكاذب الاخر لا يظرهم الاخر لا يضره ولا تحصل لا يحصل له هذا المحق ولا تنزع منه البركة لكن هذا النزع وهذا المحق راجع الى عدم الصدق وعدم الامانة وعدم البيان فاذا كان الطرفان اهل صدق وامانة وبيان بورك لهما وان كان الطرفان اهل كذب غش ونحو ذلك محقت البركة منهما واذا كان احدهما غاشا والاخر مغشوش هذا المرصوص لا يضره شيئا ولا يترتب عليه ما ذكر في الحديث من نزع البركة وعدم الخير بل لا يضره ذلك وما ضاع عليه في الدنيا ويعوضه الله سبحانه وتعالى عنه لا يظره ذلك. لكن الذي يصاب بالظرر هو ذاك الذي يتعامل في بيعة وشرائه بالغش والكذب وعدم البيان واورد رحمه الله تعالى ما جاء في الحديث القدسي ان الله تبارك وتعالى يقول انا ثالث الشريكين انا ثالث الشريكين ثالث الشريكين اي ان الله سبحانه وتعالى معهما ثالث الشريكين اي معهما والمعية هنا هي معية خاصة هي معية خاصة تختلف عن المعية العامة في قول ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. تلك معية عامة للجميع اما هنا هو مع الشريكين معية خاصة تقتضي التوفيق والتسديد وانالتهما البركة وصرف الافات والشرور عنهما. انا ثالث الشريكين واكرم بشراكة وانعم يكون الرب جل شأنه معهم تأييدا وحفظا وتوفيقا وتسديدا انا ثالث الشريكين لكن هل هل ذلك بالاطلاق او لجميع الشركاء؟ قال ما لم يخن احدهما صاحبه فاذا وجدت الخيانة ذهبت المعية الخاصة اذا وجدت الخيانة وجد الغش وجد الخداع وجد المكر ذهبت المعية الخاصة فهذه المعية الخاصة التي تقتضي حصول البركة وحصول اه الخير والتأييد والعون والتسديد ما لم يخن احدهما صاحبه ما لم يخن احدهما صاحبه فاذا خان احدهما صاحبه خرجت من بينهما اي لم يكن الله سبحانه وتعالى معهم تلك المعية الخاصة لكنه مع الجميع معية عامة قناعة وعلمه وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية جل وعلا في الارض ولا في السماء والمعية تأتي في النصوص تارة يراد بها العامة وتارة يراد بها الخاصة وضابط التمييز بينهما اذا كانت جاءت في مقام التهديد والوعيد فهذه معية عامة واذا جاءت في مقام الانعام والاكرام فهي معية خاصة والمقام هنا في قوله انا ثالث الشركين اي معهم اه انعاما واكراما واحسانا وتفضلا آآ انابة للبركة فهذه معية خاصة فالله ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما صاحبان وهذه حقيقة تجعل من دخل في شراكة ان يحرص هو والطرف الاخر على النصح وعدم الغش حتى يفوز بهذا المغنم العظيم والربح العظيم ان يكون الله سبحانه وتعالى جل في علاه معهم حافظا ومؤيدا ومسددا ومنيلا لهما البركة في هذه الشركة التي بينهما انا ثالث الشركين ما لم يخن احدهما صاحبة قال وانما كان الصدق والبيان واداء الامانة في جميع المعاملات سببا للبركة وتيسير ابواب الرزق لامرين مهمين وتأمل الكلام الاتي لماذا كان الصدق والبيان وعدم الكتمان سببا للبركة في الرزق قال لامرين الاول وعد الله ووعد رسوله عليه الصلاة والسلام والله لا يخلف الميعاد. الله جل وعلا وعد ان من صدق بين ونصح وعده بالتوفيق مرت معنا الوعود مر معنا وعد الله في القرآن بقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن تقوى الله الصدق والامانة ومر معنا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ومر معنا ايضا الوعد في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فان صدق وبين بورك لهما في بيعهما اي بارك الله لهما في بيعهما فاذا السبب الاول ان الله وعد ووعد رسوله عليه الصلاة والسلام ان من سلك الطرق التي امر بها وتجنب ما نهى عنه بارك الله له في سعيه ورزقه من حيث لا يحتسب من حيث لا يحتسب بعض الناس يتعلق اه بعض النتائج المألوفة المعتادة لكن هناك شيء لا يحتسبه العبد ولا يدور له في خيال ولا يخطر له ببال يكرمه الله سبحانه وتعالى به اكراما ويمن عليه به منا جل وعلا قال من حيث لا يحتسب وفتح له من خزائن جوده وكرمه ما لا يناله الناس بسعيهم وجدهم وحزبهم ما لا يناله الناس بسعيهم وجدهم وحزقهم وهذا امر رباني وجزاء الهي مشاهد معلوم بالتجربة هذا الناحية الاولى الناحية الثانية ان من يعامل الناس بالصدق والامانة وعرف بذلك الناس كلهم يرتاحون له ويدل بعضهم بعضا اليه واذا اراد احدا ان يشتري يقول عليك بفلان جربناه رجل صادق رجل امين رجل ناصح نمنع عهده بغش فيكثر المشترون منه ويكثر اقبال الناس عليه اما ذاك الاخر اذا غش مرة مرتين ثلاث تعالم الناس به واصبح كل منهم يقول احذر فلان اياك واياه لا تشتري منه جربته غشني بكذا والاخر يقول غشني بكذا فيجد ان الناس انصرفت عنه فهذا محق للبركة وذاك الاول تحقق للبركة الناس تقبل عليه لانها تتعالم به خيرا فتقبل الناس عليه شراء منه والاخر الذي يغش يغش مرة مرتين ثلاث اربع خمس ثم ينكشف امره لدى الناس. ويحذر الناس بعضهم بعض اعظم منه ومن قربانه ومن الشراء منه قال ان من عامل الناس وعرفوا منه الصدق والنصح اطمئنوا اليه وركنوا الى معاملته ورغبوا في الاخذ منه منه واعطائه لان قلوبهم اليه مطمئنة ونفوسهم الى امانتهم مقادة واثقة وحاز الاعتبار والشرف هزا الاعتبار والشرف. الاعتبار ان بيعه معتبر عند الناس بمعنى انك تشتري منه وانت مطمئن والشرف لانه دائما يشار اليهم بالصدق فلان الصادق فلان الامين فلان الكذا فحاز الاعتبار وحاز ايضا الشرف. شرف المكانة وحاز الاعتبار والشرف الذين عليهما اسست المعاملات النزيهة الطيبة وبذلك مشت اسبابه مع الناس بخلاف الاخر الذي يتعامل بالغش فانه يسقط اعتباره وايضا تسقط كرامته وشرفه ومكانته عند الناس واذا ارادوا ان يصفونه قالوا رشاش او قالوا الخائن او قالوا الماكر او الخادم الى غير ذلك من الالقاب التي جرها لنفسه بمعاملاته السيئة قال وكذلك عقد الشركات وكذلك عقد الشركات بين الشركاء سواء كانت شركات مكبرة او مصغرة عقد الشركات بين الشركاء اذا بنيت على الصدق والامانة افادت اهلها خيرا كثيرا بعض الناس والعياذ بالله اهتم جدا ان يحصل اموال طائلة بسرعة اهتم ان يحصل اموالا طائلة بوقت سريع ثم بدأ يعلن دعايات ماكر جدا فيها خديعة للناس وفيها استدراج لهم وفيها توهيم وخيانة وتحديث بارباح مثلا طائلة فيدفع الناس لهم اموالهم بهذه الوعود وبهذه الزخرفة والتزيين لما سيقوم به فيقدمون له اموالا طائلة ويكون غاشا لهم مخادعا وماكرا ماذا يحصل ماذا يحصل؟ اولا اولئك المغشوشين لا يضرهم ذلك. ان ضاع شيء في الدنيا لم يضع في الاخرة اذا ضاع شيء في الدنيا لا يضيع في الاخرة وربما انها اموال ضاعت منه في الدنيا وجعلها الله سبحانه وتعالى اجورا عظيمة في الدار الاخرة ما تخطر له على بال والمظالم تؤدى يوم القيامة لتؤدى الحقوق يوم القيامة حتى قال عليه الصلاة والسلام في تأدية الحقوق يوم القيامة قال يقتادوا للبهيمة الجلحاء من البهيمة القرناء قال حتى يقتص من النملة من نملة لنملة وثبت عنه الحديث بذلك في المسند النملة يقتص لها من النملة فكيف بالادمي نملة اذت نملة يقص لها منها فكيف بالآدمي فهذه الاشياء التي تبتز وتستلب وتؤخذ ظلما لا تضيع فما ضاع في الدنيا لا يضيع يوم القيامة قد جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال يحشر الله الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله وما بهما يا رسول الله قال اي ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء في نادي بصوت انا الملك انا الديان اين ملوك الارض ثم يقول جل وعلا لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه. قال حتى اللطمة حتى اللطمة فالحقوق تؤدى يوم القيامة اذا الشخص المغشوش لو ضاعت منه دريهمات قلت او كثرت في هذه الحياة الدنيا ولم ترجع اليه لا تضيع يوم القيامة الحقوق تؤدى يوم القيامة والمظالم تؤدى يوم القيامة ويقتص للمظلوم من ظالمه لكن هذا الذي قام بهذه المعاملات وخاتل وخادع ومكر بالناس ثم حصل اموال طائلة اموال طائلة اجتمعت له ماذا حصل الذي يحصل في هذا المقام ان بعضهم اما ان يبتليه الله عز وجل بمرظ وامراض مستعصية وتلك الاموال التي جمعها حتى لا تفيده في الشفاء من مرضه وبعضهم ايضا يدخل بسبب هذه التجاوزات والتعديات ومطالبات اصحاب الحقوق يدخل في السجون ولا يستفيد شيئا من تلك الاموال وهكذا تجد انه جمع اموالا طائلة واحيانا تؤخذ منه اما سرقة او في جائحة او في غير ذلك فلا يستفيد من تلك الاموال الطائلة التي جمعها وتبقى العهدة في ذمته حقوقا لخلق اخذ اموالهم بالباطل اخذ اموالهم بالباطل وابتز اموالهم بالباطل فجنى على نفسه جنايتين. الاولى انه في الدنيا لم يستفد شيئا من تلك الاموال لم يستفد شيئا من تلك الاموال والثانية انه يوم القيامة يؤخذ من حسناته لان الاموال لا تأتي يوم القيامة يؤخذ من حسناته قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس قالوا المفلس من لا درهم له ولا متاع قال عليه الصلاة والسلام المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا وانتهك عرض هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار فهذا هو المفلس حقيقة المفلس من كان في الدنيا يصلي ويصوم ويتصدق لكنه يتعدى على الناس. اما على الاموال او على الاعراض او على الانفس فالحقوق تؤدى يوم القيامة يقول رحمه الله وكذلك عقد الشركات بين الشركاء اذا بنيت على الصدق والامانة افادت اهلها خيرا كثيرا افادت اهلها خيرا كثيرا حصلوا ارباح كثيرة دنيوية وايضا حصلوا اجور عند الله على الصدق على الوفاء على الامانة الى غير ذلكم من التعاملات التي قاموا بها اه سيثيبهم الله سبحانه وتعالى عليها فيفوزون بخير الدنيا والاخرة. واولئك يخسرون خير الدنيا والاخرة فانه من كان الله معه ايده بعونه وتوفيقه وتسديده وكانت حركاته مقرونة بالنجاح وهذا مع اتفاق الشريكين على مصالحهما واجتماع رأيهما وحصول التشاور الذي هو مدار الاعمال. مع ما يقترن بذلك من التعاون البدني والسعي المشترك من المنافع ودفع ما يخشى ضرره قال كل هذه الامور اسباب ومفاتيح لحصول الرزق وبركته ونماءه وضد ذلك اذا بنيت المعاملات والشركات على الكذب وعدم النصح وحصول الغش والخيانة فان الله ينزع بركته ويحل المحق ويحل المحق بدل ذلك وتتأخر المعاملة وتنحط بالخيانة والكذب وهذا كله مشاهد مجرب. يعني الناس شاهدوه واقعا وشاهدوه ايضا تجربة نعم قال رحمه الله الفصل السادس والثلاثون فيما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين. اصل ذلك قوله صلى الله عليه واكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. وقوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه واعلم ان الناس في معاشرة بعضهم لبعض درجات في الخير والشر. لا تنضبط. واعلم ان المعاشرات واغلب المعاشرات قليلة الجدوى عديمة الفائدة بل كثير منها مؤد الى الخسران والاضرار الدينية والدنيوية ونذكر في هذا الموضع اعلى الاقسام وانفعها وابقاها ثمرة. فان ادركها المؤمن بتوفيق الله وجده واجتهاده فقد ادرك ككل الخير فقد ادرك كل خير. وان لم تقوى نفسه على بلوغها فليجاهدها ولو على بعضها وهي يسيرة على من يسرها الله عليه. نعم. يقول رحمه الله تعالى في هذا الفصل الذي عقده في بيان ما ينبغي سلوكه في معاشرة المؤمنين ما الذي ينبغي على المسلم ان يكون عليه عندما يعاشر الناس وهذا الفصل له اهمية بالغة جدا لان فقه المعاشرة يضعف عند كثير من الناس كيف يعاشر الناس كيف يجالسهم؟ كيف يتعامل معهم عندما يلقاهم فكثير من الناس يعاشر بلا فقه وبلا بصيرة وبعضهم قد يفقه ولكنه لا يعمل فما هو جماع هذا الامر عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل لبيان هذا الامر العظيم. فيما ينبغي سلوكه وسلوكه في معاشرة المؤمنين اورد اولا ادلة عامة في الباب كقوله عليه الصلاة والسلام اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه واشار رحمه الله الى ان هذين الحديثين اصل هذا الباب. اصل السداد والقوام في المعاشرة ان تكون مبنية على هذين الحديثين اولا ان تعاملهم بالاخلاق الفاضلة اخلاق الاسلام وادابه وثانيا ان تحب لهم ما تحب لنفسك ليكن في قلبك تجاه اخوانك محبة الخير الذي تحبه لنفسك فاذا قام في قلبك ذلك سلمت من ان تكون غاشا واذا تحقق فيك الامر الاول سلمت ايضا من ان تكون سيء المعاملة فاذا سلم من الغش ومن سوء المعاملة تحققت منه الاخوة على ابهى صورها والمعاشرة في ابهى حللها فهي قائمة على هذين الامرين. الاول يتعلق بالقلب والثاني يتعلق بالجوارح اما القلب ان تحب لاخوانك ما تحب لنفسك واما الجوارح ان تعاملهم بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة التي دعا اليها الاسلام قال رحمه الله واعلم ان الناس في معاشرة بعضهم لبعض درجات في الخير والشر لا تنضبط يعني لا ليس لها ضابط كثيرة جدا سواء في الخير الناس متفاوتون وايضا المعاشرة بالشر الناس ايضا متفاوتون وتفاوتهم لحد لا حد له قال واغلب المعاشرات قليلة الجدوى اغلب المعاشرات التي تقع بين الناس قليلة الجدوى اي لا فائدة فيها اغلب المعاشرات اكثر المعاشرات التي تقع بين الناس قال قليلة الجدوى عديمة الفائدة بل كثير منها مؤد الى الخسران والاضرار الدينية والدنيوية كم من المجالس مثلا تعقد للغيبة للنميمة للسخرية للاستهزاء لغير ذلك من المحرمات والاقوال المنكرات فتلك المجالس مجالس لا خير فيها ولا نفع ولا جدوى ولا فائدة وهي ايضا مضرة ومؤذية لاصحابها ويترتب عليها العقوبات والخسران في الدنيا والاخرة قال رحمه الله ونحن نذكر في هذا الموضع اعلى الاقسام وانفعها اعلى اقسام المعاشرة اذا ينبغي ان ننتبه لما سيبينه رحمه الله تعالى بحيث اذا وفق العبد منا الى هذا العالي الرفيع في المعاشرة علمه وفهمه واجتهد في تطبيقه فاز فوزا عظيما واصبحت معاشرته اتم معاشرة قالوا قال رحمه الله ونذكر في هذا الموضع اعلى الاقسام وانفعها وابقاها ثمرة فان ادركها المؤمن بتوفيق الله وجد وجده واجتهاده فقد ادرك كل خير. يعني ان اكرمك الله بتوفيق منه وحصل منك جد واجتهاد في تطبيقها ادركت كل خير وان لم تقوى نفسه على بلوغها ان لم تقوى قرأت وسمعت وعرفت ولم تقوى نفسك على بلوغها قال فليجاهد نفسه ولو على بعضها ولو على بعضها مثل ما يقال ما لا يدرك كله لا لا يترك كله فالانسان الذي لا يستطيع ان يأتي ابواب الخير كاملة لا يقول اذا انا اتركها كاملة يأتي بما استطاع ويجاهد نفسه على ما استطاع منها ويحاول ان يأتي بالبغل بعض الناس يرى مثلا نفسه اذا ما استطاع على ابواب الخير كلها قال تركها كلها والغاها جملة هذا خطأ فادح جدا والحق ان الانسان ان ان لم يتيسر له الكل اتى بالبعظ وحافظ عليه واجتهد في اه المزيد من الخير نعم قال رحمه الله فاصل ذلك ان تعقد عزما جازما وعقيدة صادقة على محبة جميع المؤمنين. والتقرب الى الله في هذه المحبة وتجتهد على تحقيقها على وجه العموم وعلى وجه الخصوص. وعلى قلع كل ما يضادها وينقصها فتعتقد ان فتعتقد اذا ان تحقق القلب من محبة المؤمنين عبادة من اجل العبادات وافضل الطاعات. فتتخذ جميع المؤمنين اخوانا تحب لهم ما تحب لنفسك من الخير وتكره وتكره لهم ما تكرهه لنفسك من الشر. وتعقد قلبك في تحقيق هذا امر الجليل والاتصاف به والاحتراز من ضده من الغل والحقد والحسد والبغض لاحد منهم ومتى رأيت من قلبك شيئا من ذلك؟ فبادر بقلعه وسل الله الا يجعل في قلبك غلا على احد من المؤمنين خاصتهم عامتهم وميز من له في الايمان مقام جليل كعلماء المسلمين وعبادهم بزيادة محبة بحسب مقاماتهم لتكون موافقا لله في محبته. وتعاهد ذلك بالتحبب الى المؤمنين. بطلاقة الوجه وحسن الخلق والمعاملة فانها في نفسها عبادة وهي جالبة لتحقق وهي جالبة لتحقق القلوب بينك وبين المؤمنين بالمودة والرحمة وطن نفسك على ما ينالك من الناس من الاذى من اذى قولي او فعلي او اذى فعلي او معاملة منهم بضد او معاملة منهم بضد ما عاملتهم به من الاحسان. فان توطين النفس على ذلك يسهل عليك الامر وتتلقى اذاهم بضده وليكن التقرب وليكن التقرب الى الله عند ذلك على ذلك فان التقرب الى الله هو الذي يهون عليك هذا الامر الذي هو شديد على النفس. واعلم ان هذا الوصف من اوصاف الكمل من اولياء الله واصفيائه. فبادر للاتصاف فبادر صافي به فمن ابغضك وعاداك وهجرك فعامله بضد ذلك لتكسب الثواب وتكتسب هذا الخلق الفاضل. وتتعجل راحة وتخفف على نفسك هم المعاداة وربما انقلب العدو صديقا والمبغض محبا كما هو الواقع واعف عن ما صدر منهم لله فان من عفا عن عباد الله عفا الله عنه ومن سامحهم سامحه الله ومن تفضل عليهم تفضل الله عليه والجزاء من جنس العمل ولينصبر قلبك كل وقت بالانابة الى الله ومحبة الخير لعباد الله. فان من كان كذلك فقد تأصلت في قلبه اصول الخير التي تؤتي اكلها وثمراتها كل حين باذن ربها. وبهذا يكون العبد اوابا فانه كان للاوابين غفورا واذا اجتمعت مع الناس فخالقهم على حسب درجاتهم فالصغير والكبير والشريف والوضيع والعالم والجاهل كل احد تكلم معه بالكلام الذي يناسبه ويليق بحاله ويدخل السرور عليه. وبالكلام الذي له به ميدان. معلما للجاهل لمن ممن هو اعرف منك متشاورا مع نظيرك فيما هو الاحسن والاصلح من الامور الدينية والدنيوية. اخذا لخواطرهم لهم على مطالبهم التي موافقا على موافقا لهم على مطالبهم التي لا محظور فيها حريصا على تأنيس وادخال السرور بكل طريق. مطمنا كلامك لكل احد ما يناسب ما يناسبه من النصائح التي تنفع الدين والدنيا. ومن الاداب الجميلة وحثهم على قيام كل منهم بما هو بصدده من الحقوق التي لله والتي للخلق موضحا لهم الطرق المسهلة فعل الخير والاسباب الصارفة عن الشر. واقنع بالقليل اذا عجزت عن الكثير. واعلم ان قبولهم وانقيادهم مع الرفق والسهولة بكثير من سلوك طريق الشدة والعنف الا حيث تلجأ الى الضد الا حيث تلجأ الضرورة الى ذلك فللضرورة احكام هذا كلام عظيم جدا ونافع للغاية واسأل الله الكريم في هذا المقام المبارك ان يجمع لنا جميعا بين توفيقين التوفيق لفهمه والتوفيق للعمل به وما التوفيق الا بالله سبحانه وتعالى يقول رحمه الله فاصل ذلك ان تعقد عزما جازما وعقيدة صادقة على محبة جميع المؤمنين ان تعقد عزما جازما وعقيدة صادقة على محبة جميع المؤمنين تجعل هذا امرا مستقرا في قلبك متمكنا من نفسك ثابتا شيئا جازما لا تردد فيه اه محبة جميع المؤمنين والتقرب الى الله في هذه المحبة اي تجعل هذه المحبة قربة تتقرب بها الى الله. ترجو بها ثوابه سبحانه وتعالى وفي الحديث اوثقوا عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الحديث الاخر من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام واسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك وتجتهد على تحقيقها على وجه العموم تحقيق هذه المحبة تجتهد على تحقيقها على وجه العموم وعلى وجه الخصوص اما على وجه العموم محبة عامة لجميع المؤمنين اينما كانوا واينما حلوا واينما نزلوا من رأيتهم منهم ومن لم تره من عرفته منهم ومن لم تعرفه في قلبك محبة عامة لكل مؤمن يطيع الله ويمتثل امره سبحانه وتعالى وانت مأجور على هذه المحبة وكذلك محبة خاصة لمن عرفتهم بالايمان والتقوى والاستقامة والمحافظة على طاعة الله وعبادة الله قال وعلى قلعي كل ما يضادها او ينقصها. احرص على ان تقلع من قلبك وانتبه لكلمة قلع يعني الشيء الذي لا يرى فيه يقتلع من مكانه اقتلاعه مثل ما ترى نفسك الان عندما يكون في شيء مؤذي في مكان ما من بيتك ولا ترغب فيه ويكون ناشبا في المكان تقتلعه ابتلاء وترمي به فيقول رحمه الله احرص على تقلع كل ما يضادها او ينقصها اي شيء يرد على قلبك يضاد هذه المحبة للمؤمنين او ينقص هذه المحبة للمؤمنين احرص على ان تقتلعه من قلبك فتعتقد ان تحقق القلب بمحبة المؤمنين عبادة من اجل العبادات اي تقوم بهذا العمل متقربا به الى الله سبحانه وتعالى طالبا ثوابه اجره من اجل العبادات وافضل الطاعات فتتخذ جميع المؤمنين اخوانا تحب لهم ما تحب لنفسك من الخير وقد قدم رحمه الله قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والحب عمل قلبي ليس المراد بالحديث ان ان تعطيه ما لك او تقاسمه ما لك او غير ذلك وانما تحب له ما تحب لنفسك. الحب عمى القلب فالشيء الذي تحبه لنفسك احبه لاخوانك قال رحمه الله تعالى تحب لهم ما تحب لنفسك من الخير وتكره لهم ما تكره لنفسك من الشر وتعقد قلبك في تحقيق هذا الامر الجليل والاتصاف به والاحتراز من ضده من الغل والحقد والحسد والبغضاء لاحد منهم وفي القرآن ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا اه بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم قال ومتى رأيت من قلبك شيئا من ذلك متى رأيت في قلبك شيء من ذلك يعني بدأ يدخل على قلبك شيء من الغش بدأ يدخل على قلبك شيء من البغظ لاخوانك المؤمنين. بدأ يدخل على قلبك شي من امراض القلوب فماذا عليك؟ قال ومتى رأيت من قلبك شيئا من ذلك فبادر بقلعه وسل الله الا يجعل في قلبك غلا على احد من المؤمنين وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام والصلاة والسلام واسلل سخيمة صدورنا فسل الله ان يطهر قلبك وان يذهب عنه مثل هذه الافات ان شعرت وجودها او تسللها الى قلبك خاصتهم وعامتهم قال وميز اي في المحبة من له في الايمان مقام جليل ميز في المحبة من له في الايمان مقام جليل كعلماء المسلمين وعبادهم من عرف بعلم من عرف بعبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى هذا هؤلاء يميزون نعم نحب المؤمنين محبة عامة لكن ممن ميزه الله بعلم ميزه الله بعبادة وفضل يميز بالمحبة وهذا فيه ان اه المحبة تزيد وتنقص تبعا للاعمال الموجبة لها كلما زادت زادت المحبة وكلما نقصت نقصت قال وميز من له في الايمان مقام جليل كعلماء المسلمين وعبادهم بزيادة محبة بحسب مقاماتهم لماذا؟ قال لتكون موافقا لله في محبته لتكون موافقا لله في محبته والمؤمنون في نيل محبة الله ليسوا على درجة واحدة بل متفاوتون بحسب اعمالهم حسب طاعاتهم حسب قرباتهم لله سبحانه وتعالى تعاملنا في هذا الباب باب المحبة فيما يظهر لنا لان الظاهر والله تبارك وتعالى يتولى السرائر قد تحب شخصا في الله تؤجر على هذه المحبة وفي الباطن يكون شيء اخر انت لا تدري انت لك الظاهر والله تبارك وتعالى يتولى سرائر الناس من ظهرت لنا منه سريرا من ظهر لنا منه ظاهرة طيبة صلاحا عبادة استقامة نحبه لذلك اما سريرته الى الله امرها الله جل وعلا يتولى السرائر ونحن لنا في التعامل ما يظهر لنا من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا هو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا قال لتكون موافقا لله في محبته وتعاهد ذلك تعاهد هذا الامر يعني هذه المحبة التي عندك تعاهدها تنمية لها وتقوية لها بالتحبب الى المؤمنين بالتحبب الى المؤمنين كيف؟ قال بطلاقة الوجه وحسن الخلق والمعاملة الجميلة فانها في نفسها عبادة وهي جالبة لتحقق القلوب بينك وبين المؤمنين بالمودة والرحمة. اذا عاملتهم باللطف وبالتودد وبالرفق هذه المعاملة هي بحد ذاتها تقوي المحبة بينك وبينهم يحبونك وتحبهم بخلاف ما لو كانت المحبة وجدت لكن وجد معاملة سيئة يترتب على ذلك على ذلك حصول التنافر وعدم التآلف قال ووطن نفسك على ما ينالك من الناس من اذى قول او اذى فعلي وطن نفسك على ما ينالك من الناس من اذى قولي او اذى فعلي او معاملة منهم بضد ما عاملتهم به مسلا شخص احببته في الله من ظاهره الطيب معاملته الكريمة اسلوبها الحسن يقول رحمه الله تعالى وطن نفسك على الاذى القولي والفعلي او الشيء الذي ما كنت اتوقع ان يحصل وطن نفسك على ذلك. قد تحب شخصا في الله وتعامله معاملة طيبة ثم تفاجأ مثلا انه يغسلك مثلا او تفاجأ انه خدعك ماذا تصنع في هذه الحال ما الذي تصنعه في هذا الحال؟ اسمع التوجيه يقول فان توطين النفس على ذلك يسهل عليك الامر. اولا اذا وطنت نفسك ان هذه اشياء متوقعة متوقع ان يحصل شيء من ذلك. وطن نفسك على هذا الامر يسهل عليك الامر وتبقى انت تعامله بالاحسان تعامله بالاحسان لم؟ تعامله بالاحسان لانك انت عندما تعامله بالاحسان لا ترجو منه شيئا انت تعامله بالاحسان ترجو من الله سبحانه وتعالى ترجو ثواب الله المعاملة الطيبة يقوم بها المؤمن قربة لله وقد سئل عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يدخل به الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق فانت تتعامل بالاخلاق الفاضلة لا لشيء الا لثواب الله واجره اما اذا كان الانسان يتعامل بالاخلاق الفاضلة من اجل هات وخذ من اجل مصالح دنيوية مثل هذا اذا عومل بمعاملة سيئة هو هو مباشرة تنتهي اخلاقه وتتوقف بينما الذي يتعامل بالاخلاق الفاضلة تقربا الى الله سبحانه وتعالى لا تتوقف اخلاقه عند معاملة الناس له بمعاملة الله تعجبه او لا يحبها قال وليكن التقرب الى الله عند ذلك على ذلك وليكن التقرب الى الله عند ذلك على بالك يعني عندما تعاملهم بالاخلاق الفاضلة عاملهم متقربا بهم الى الله. ارأيت الان لو عاملت شخصا باخلاق فاضلة عالية جدا ثم خانك وانت عندما عاملته بتلك المعاملة لم تعامله لشيء ترجوه منه وانما عاملته متقربا بهذه المعاملة الى الله ثم خانك هل خسرت شيئا هل خسرت شيئا؟ لم تخسر لان الشيء الذي عاملته به لا ترجو عليه شيئا منه هو. ترجع عليه شيئا من الله سبحانه وتعالى. لم تخسر انت رابح فاذا ان ليكن التقرب الى الله سبحانه وتعالى على ذلك فان التقرب الى الله هو الذي يهون عليك هذا الامر اما سبحان الله لو كان شخص عامل اناسا بمعاملة طيبة جدا ولم ينوي التقرب الى الله ثم فوجئ بهم انهم خدعوه ومكروا به اغشوه الى اخر ذلك كيف يصبح امره ربما ينهار ينهار جدا لكن هذا الذي تعامل بهذه المعاملة قربة لله الذي عند الله ما يضيع وما كان الله ليضيع اعمالكم ما يضيع عند الله سبحانه وتعالى فهذا جانب مهم في باب الاخلاق جانب مهم جدا في باب الاخلاق يتميز به المسلم عن غيره وانتبهوا لهذا المعنى يتميز به المسلم عن غيره. الان بعض الكفار يتعاملون مثلا باخلاق عالية لكن هل تلك الاخلاق قربة لله قال الله تعالى وترجون من الله ما لا يرجون فالمسلم يرجو من الله اما ذاك اخر عندما يتعامل باخلاقه العالية لا يتعامل بها قربة الى الله اما يتعامل بها بها مثلا لشخصيته تكون مثلا معتبرة قولي مثلا مصالح يطمع في ان يصل الى اماكن عالية او رئاسات او زعامات فيتعامل بالاخلاق من اجلها او يريد اموال او غير ذلك بينما المسلم تميزت باخلاقه بانها قربة لله تميزت اخلاقه بانها قربة لله يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها قال واعلم ان هذا الوصف الذي تحدث عنه رحمه الله هو التعامل بالاخلاق العالية الرفيعة قربة لله قال واعلم ان هذا الوصف من اوصاف الكم من اولياء الله واصيائه من اوصاف الكمل من اولياء الله واصفيائه. فبادر للاتصاف به. سارع فبادر للاتصاف به فمن ابغضك وعاتاك وهجرك فعامله بضد ذلك من ابغضك او عادات وهجرك فعامله بمثل ذلك لا تعامله بالبغضاء ولا تعامله بالهجر. اذا كان لم يتق الله فيك اتق الله انت فيه اذا لم يعاملك بما شرع الله له ان يعاملك به فعامله انت بما شرع الله لك ان تعامله به لانك عندما تتعامل معه تتعامل لتنال شيئا من ربك لتفوز بشيء ترجوه من ربك سبحانه وتعالى. فاذا عاملك ببغضاء وبمعاداة وبهجر معاملة لا يرضاها الله منه فلا تقل ما دام ان كذا انا كذا بل بعضهم في هذا الباب يقول لا اذا كان كذا فانا اسوء منه وسيرى وسيرى هذا خطأ جدا بل الحق وسبيل الفلاح في الدنيا والاخرة ان ان تتعامل معه بالاخلاق العالية الفاضلة دائما وابدا متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى. قال فمن ابغضك وعاداك وهجرك فعامله بضد ذلك لماذا قال لتكسب الثواب عامله بضد ذلك لتكسب الثواب وتكتسب هذا الخلق الفاضل وتكتسب هذا الخلق الفاضل وتتعجل راحة قلبك يا سبحان الله وتتعجل راحة قلبك هذه فائدة ايضا ثمينة جدا الان لنفرض ان شخصا ابغضك وعاداك واساء اليك ان كنت عاملته بالمثل وبدأت تشتغل بمعاداته وبغضاءه والكيد له. والى اخر ذلك قلبك لم يرتح بدأت الان تتقلب. واذا نمت على فراشك بدأت تتقلب غيظا وحلقا وكيف تعامل هذا الشخص وكيف تسيء له وكيف الى اخره فالقلب لا يرتاح لكن سبحان الله اذا شخص مثلا اساء اليك وانهيت المسألة بكل هدوء باخلاق عالية وفاضلة ولم تعامله بالمثل وتقربت الى الله بالعفو والصفح وعدم المعاملة بالمثل كسبت شيئا معجلا وهو ان قلبك يرتاح وتشعر ساعتها لذة لا توصف تشعر بلذة لا توصف اما الاخر الذي لا يوفق لهذه المعاملة يشعر تعب لا يوصف ايضا يشعر بتعب لا يوصف. فلهذا يقول رحمه الله تعالى وتتعجل راحة قلبك. هذي واحدة وايضا تخفف من نفسك هم المعاداة. المعاداة هم المعاداة هم يصاب به القلب. فاذا عفوت عنه ولم تعامله بالمثل ارحت نفسك من هم المعاداة لانك ان عاديته حملت في قلبك هما يتعبك. فارح نفسك من هم المعاداة ايضا فيه ثمرة اخرى تنال من هذا الامر. قال وربما انقلب العدو صديقا يعني من عاملته بهذه المعاملة يفاجأ انه عاملك بكذا وكذا وكذا ثم انت بهذه الاخلاق الباطلة ربما انقلب العدو صديقا وربنا جل شأنه يقول ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. اي صديق ملازم كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وربما انقلب العدو صديقا والمبغض محبا كما هو الواقع كما هو الواقع قال واعف عما صدر منهم لله يعني ليكن هذا العفو لله قربة تتقرب بها الى الله والله يقول والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. اي كن من هؤلاء الذين يحبهم الله سبحانه وتعالى واعف عما صدر منهم لله فان من عفا عن عباد الله عفا الله عنه من عفا عن عباد الله عفا الله عنه. ومن سامحهم سامحه الله. ومن تفضل عليهم تفضل الله عليه والجزاء من جنس العمل قد مر معنا قريبا على ذلك امثلة عديدة ذكرها رحمه الله تعالى قال ولينصدق قلبك كل وقت بالانابة الى الله وانيبوا الى ربكم واسلموا له. يعني ليكن قلبك دائما مشغول بالإنابة الى الله. لا تقف عند اشياء في الطريق تشغلك عن الإنابة الى الله سبحانه وتعالى ولينصبر قلبك كل وقت بالانابة الى الله ومحبة الخير لعباد الله فان من كان كذلك فقد تأصلت في قلبه اصول الخير التي تؤتي اكلها وثمراتها كل حين باذن ربها تأصلت فيه هذه الاصول العظيمة اذا اجتمع لك هذان الامران الانابة الى الله مشتغل بالرجوع الى الله والاوبة اليه والاقبال عليه سبحانه وتعالى وايضا في الوقت نفسه محبة الخير لعباد الله عز وجل يكون قد تأصل في قلبك الاصول التي يترتب عليها ثمرات وخيرات الدنيا والاخرة وبهذا يكون العبد اوابا انه كان للاوابين غفورا واذا اجتمعت مع الناس واذا اجتمعت مع الناس خالطتهم كيف تصنع قال فخالقهم على حسب درجاتهم لان فيهم صغير وفيهم كبير وفيهم شريف وفيهم وضيع. وفيهم عالم وفيهم جاهل وفيهم عابد وفيه مفرط الى اخر ذلك فهم اجناس واصناف يقول خالقهم على حسب درجاتهم بحيث تكلم كل احد بالكلام الذي يناسبه ويليق بحاله تنزل الناس منازلهم. بين رحمه الله فيما يتعلق بالمعاشرة معاشرة الناس حسب مقاماتهم ان يعامل كل آآ منهم بالمعاملة التي تليق بقدره ومقامه ومكانته ومنزلته فقال تكلم معه بالكلام الذي يناسب حاله ويليق بحاله ويدخل السرور عليه وبالكلام الذي له به ميدان اي له فيه مجال وهذا نافع جدا في الدخول على الناس في الدخول على الناس يعني بعض مثلا طلاب العلم اذا اراد ان ان ينصح مباشرة ينصح ويبين دون ان يكسب صاحب ذلك المجلس لكن اذا جلست مع شخص ورأيت عنده ميول لشيء معين وحادثته في الشيء الذي له فيه ميول واخذت منه فوائد في الشيء الذي له فيه ميول وقلت والله جزاك الله خير هذه فائدة مثلا صاحب ابل وقلت له ايش رأيك في كذا ووش كذا وبدا يفيدك الفوائد انت لا تعرفها مثلا وتشكر عليها فلما يأنس تبدأ انت تفيده بفوائد علمية يحتاج اليها في عبادته وتقربه الى الله سبحانه وتعالى فهذه الطريقة مهمة جدا في استمالة القلوب وكسبها في في مقام المناصحة فتدخل عليه السرور اولا بالسماع منه وبمحادثته في ميدانه ومجاله الذي اه له اه دربة ومعرفة به ثم بعد ذلك يكون منك نفعه وافادته بما تراه محتاجا اليه قال معلما للجاهل متعلما ممن هو اعرف منك متشاورا مع نظيرك فيما هو الاحسن والاصلح من الامور الدينية والدنيوية الجاهل تعلمه ومن هو اعرف منك تستفيد منه ومن هو نظيرك تتشاور معه وهكذا فيصبح كلا له اعتباره وكلا آآ له ايضا آآ حظه ونصيبه من التعامل اللائق به اخذا لخواطرهم. مراعاة خواطر الناس هذا ايضا مهم. ما لم يكن في ذلك اسما او معصية لله سبحانه وتعالى موافقا على مطالبهم التي لا محظور فيها. بهذا الضابط التي لا محظور فيها اما اذا كانت خواطرهم ورغباتهم في امر فيه محظور شرعي لا لا تستجب لماذا؟ لانه يترتب على ذلك الاثم عليك وعليها حريصا على تأنيسهم وادخال السرور بكل طريق تدخل السرور على قلوبهم بكل طريق مظمنا كلامك لكل احد ما يناسبه من النصائح التي تنفع الدين والدنيا وكذلك من الاداب الجميلة قال وحثهم على قيام كل منهم بما هو بصدده من الحقوق التي لله والتي للخلق موضحا لهم الطرق المسهلة لفعل الخيرات والاسباب الصارفة عن الشر اذا كنت بهذه الصفة مثلا ومن نصحته اخذ بشيء يسير من كلامك او بعضه او جزء منه وترك الباقي. يقول الشيخ واقنع بالقليل واقنع بالقليل المرة هذه قبل منك قليلا المرة الثانية قابله بالابتسامة والمعاملة نفسها الطيبة وحثه على الخير يزيد القليل وهكذا حتى يصبح كثيرا. واقنع بالقليل اذا عجزت عن الكثير. واعلم ان قبولهم والقيادة مع الرفق والسهولة ابلغ بكثير من سلوك طريق الشدة والعنف من سلوك طريق الشدة والعنف الا حيث تلجأ الضرورة الى ذلك فللضرورة احكام نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان يثيب هذا العالم الامام على هذه النصائح الغالية الثمينة وان يجزيه عليها خير الجزاء وان ينفعنا بها انه تبارك وتعالى سميع مجيب قريب. واحب ان انبه ان درس الغد بعد المغرب يوم الخميس في طرح العقيدة عقيدة الامام الطحاوي كما هو معتاد سابقا في مثل ذلك الوقت. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا رب العالمين اللهم اعنا ولا تعن علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا وصل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة تأمرنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله في رضاك يا اي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم واصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل حياتنا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الثبات على الامر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. اللهم انا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. اللهم انا نسألك من خير ما تعلم. ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم. انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين