بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياظ الناظرة الفصل السابع والثلاثون في قصة الرجل المثلي مع صاحبه كان رجل مثريا مثريا قد اعطاه الله من من اصناف المال المتنوع من عقار ونقود وعروض واموال كثيرة. وكان له صاحب منه النصح والعلم. فقال لصاحبه شاكيا له الحال. الم تر ما انا فيه من الغنى الواسع والاموال الكثيرة والناس كالمتفقين على ان من كان كذلك فقد حصلت له السعادة الدنيوية والعيش والحياة السعيدة وانا فيما انا فيه لم ادرك ما ذكروا ولم ازل اتنقل من هم الى كدر ولم تحصل لي اللذة الصحيحة في حياتي. فاحب ان ترشدني يا صاحبي الى الحياة السعيدة. والى الراحة في حياتي فقال له صاحبه يا اخي اعلم ان من اتى الامور من غير ابوابها وطرقها وسلك للمنافع غير مسالكها لم يدرك المطلوب ولم ينج من المرغوب. وانت جعلت اكبر همك ومبلغ علمك وحبيبك الوحيد الذي ملك عليك ظاهرك وباطنك ومشاعرك كلها. ومن كان كذلك فهو طبعا لا يستريح في دنياه. فانه ان حصل عليه كساد او خسارة في بيع وشراء او نقص في ثمار او تشوشت عليه الاسباب في جهة من جهات دنياه فانه في كدر فضلا عن الاكدار التي تنتابه من جهة الاهل والعائلة والمعاملين والمعاشرين واختلاف الارادات وتعذر الاتفاق والانسجام بينهم من كل وجه او تعسر ذلك. فقال له المثري صدقت من هذه الجهات كلها ومن غير صدقت من هذه الجهات كلها ومن غيرها يأتيني الكدر والهم والهم ملازم لي في كل احوالي. فهل من سبيل الى تخفيف ذلك او زواله كلية فقد ضاقت علي الحيل والمحاولات وانا حريص على راحة نفسي باي سبيل فقال له صاحبه يا اخي السبيل واضح ولكن ما دامت خطتك على هذا المنوال فغير لك العيشة الهنية العيشة الهنيئة فان غيرت خطتك وفهمت ما اقول لك وعملت عليه رجوت لك الخير والحياة الطيبة السعيدة. فاول ذلك ان تعلم علم اليقين ان الدنيا والاموال المتنوعة ليست هي المقصود لذاتها. وانما هي مقصودة لغيرها. ووسيلة نتوسل بها العبد الى منافعه الحقيقية ومطالبه الابدية وسعادته الاخروية. فاجعل يا اخ في هذا المعنى الذي لا يستريب فيه العقلاء نصب عينيك وقبلة قلبك. ثم اسعى في تحصيل الدنيا وفي تصريفها وفي تدبيرها من كل جهة على هذا الاساس. واستصحب النية الصادقة في جميع نواحي حياتك سعيا وتدخيلا وتصريفا. فاذا عاملت الناس ببيع وشراء وتأجيل ومشاركات وغيرها فاقصد بذلك القيام بالواجبات والمستحبات. والاستغناء عن الخلق. واقتصر على المعاملات طيبة الحلال واجتهد في ان تكون مكاسبك كلها حلالا ثم تصريفها في الواجبات من الزكاة والنفقات والمستحبات وتوابعها. تقرب بذلك الى الله واحتسب عنده الاجر والثواب واحمد ربك الذي اقدرك على المال ثم وفقك في صرفه في الوجوه النافعة التي تبرئ بها ذمتك وتكتسب بها الاجر العظيم عند الله. وتكون لك مغنما لا مغرما. فانك ان فعلت ذلك هانت عليك النفقات وبذلتها بسماحة ورغبة وعلم بانها تكسب لك امثالها اضعافا مضاعفة ومع ذلك فاذا حصل فيها ما تحب من زيادة ونمو وكمال فاكثر من حمد الله وشكره واذا حصل فيها ما تكره فاحتسب ذلك عند الله. واعتبرها من المصائب التي يعوض الله الصابرين عليها من الاجر اضعاف اضعاف ما فاتهم. فانك ان وفقت لذلك حصلت لك الحياة الطيبة وهي راحة القلب وطمأنينته وطمعه في فضل الله وثوابه في كل حالة وفي كل وقت. ومع ذلك فانه لا يفوتك من نصيبك من الدنيا ولا من لذاتها شيء بل تستوفيها كاملة هنيئة. تفوق فيها لذة فينا ونعيمهم تفوق فيها لذة المترفين ونعيمهم ويجمع الله لك بين خيري الدنيا والاخرة واعلم ان هذا ليس بعسير بل هو يسير على من يسره الله عليه. ومن ذاق طعم هذه الحياة علم ان هذه الحياة التي يسعى لها الخلق وارباب الدنيا وجمهورهم لم يدركها. بل مات امه ولم يذق لها طعما. ولكنك يا اخي تحتاج الى تمرين كثير وتغيير لطبيعتك التي ملك التي ملكت الدنيا التي ملكت الدنيا عليك. عندي حيث ملكت الدنيا عليك مشاعرك التي غلط نعم لطبيعتك الاولى حيث ملكت الدنيا ولكنك يا اخي تحتاج الى كثير وتغيير لطبيعتك الاولى حيث ملكت الدنيا عليك مشاعرك وامورك كلها وتستعين الله على ذلك. فمن توكل عليه اعانه وكفاه. فواسفا لمن اعطوا نصيبا من الدنيا فخسروا واعطوا الاسباب التي تدرك بها تدرك بها الخيرات فلم يستعملوها. ووهبت لهم المواهب المتنوعة فلم ينتفعوا بها ويستغلوها. وما احسن ما قاله الحكيم في شعره. ولم ارى في عيوب الناس شيء كنقص القادرين على التمام. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان قد عرفنا ان هذا الكتاب كتاب الرياظ الناظرة هو كما ذكر مصنفه رحمه الله تعالى في مقدمته عبارة عن فوائد منثورة في فصول متنوعة ولهذا تنتقل من فصل الى اخر لا يلزم ان يكون مرتبطا بالذي قبله لا في طريقة العرظ ولا في المظمون فهي فوائد منثورة جمعها الشيخ رحمه الله تعالى بهذا الكتاب الذي وسمه بالرياض الناظرة والحدائق البهية الزاهرة هذا الفصل كما عنون رحمه الله تعالى في قصة الرجل المثري مع صاحبه. المراد بالصاحب اي الناصح ممن اتاه الله عز وجل فهما وبصيرة ودراية بالامور. والقصة التي ذكرها رحمه والله تعالى لا يخلو الحال فيها من امرين. اما ان تكون قصة حقيقية حصلت لان الشيخ رحمه الله تعالى كان الناس يطمئنون اليه والى والى نصحه والى دلالته وتوجيهه رحمه الله تعالى فلا يبعد ان بعض الاغنياء كانوا يذكرون لهم له رحمه الله تعالى معاناتهم وما يجدونه من هموم متواصلة وغموم متتابعة ويطلبون منه رحمه الله تعالى النصيحة في ذلك فيكون رحمه الله تعالى ذكر خلاصة مما دار بينه وبين بعضهم في مثل هذا الامر هذا محتمل. والاحتمال الاخر ان يكون الشيخ رحمه الله تعالى عرظ هذه اه القصة بهذا الاسلوب اسلوب الحواري بين الرجل المثري وبين الرجل الناصح وله في هذه الطريقة سلف من ذلكم مواضع عديدة في كتب ابن القيم رحمه الله تعالى كما في اغاثة اللهفان وكما في طريق الهجرة كاين وفي مواضع من كتبه يذكر آآ حوارا يفترضه بين مثلا مجيز ومانع او محق ومبطل والغرض من ذلك استيفاء الشبهات في المقام واستيفاء الرد عليها فبعض اهل العلم يعرضها بمثل هذه الطريقة وبعضهم يعرضها بطريقة اخرى فان قيل قلنا وهكذا فالشاهد ان الشيخ رحمه الله ذكر هنا المعاناة التي تكون لبعض الاثرياء الذين كثرت اموالهم لكنهم لم تتحقق لهم السعادة وكانوا يظنون قبل حصول تلك الاموال ان وجودها هو الذي تتحقق به السعادة. فكانوا يعملون على تحصيلها لينالوا السعادة ثم وجدوا وان اموالهم كثرت لكنهم في هموم وفي غموم وفي الام واحزان مع كثرة اموالهم مع كثرة اموالهم فبعضهم يوفقه الله سبحانه وتعالى لمعالجة هذه الهموم والغموم بسماء نصح الناصحين ودلالة المرشدين وبعضهم يبقى معرضا غافلا تتكالب عليه الهموم وتتوارد عليه اه الغموم وهو لا يزال يظنه يظن انه اذا كثر المال وزاد زادت السعادة ويبقى الامر كما هو او اشد من حيث الهم والغم ذكر معاناة هذا الثري من حيث كثرة الهموم والغموم مع كثرة امواله فذكر له رحمه الله تعالى ان سبب ذلك راجع الى ان الدنيا اصبحت هي اكبر همه ومبلغ علمه ومنتهى مقصودة فاذا كان الامر بهذه الصفة توالت على القلب الهموم والغموم والاكدار فذكر له رحمه الله تعالى اساس المشكلة اساس المشكلة ثم وجه رحمه الله تعالى الى توجيهات مسددة اذا اذا اخذ بها صاحب المال شعر باللذة والسعادة وانطردت عنه باذن الله تبارك وتعالى الهموم والغموم وتتلخص توجيهات الشيخ رحمه الله تعالى في هذا المقام في نقاط النقطة الاولى ان يحرص صاحب المال الا يكون المال مقصوده ولا يكون المال مقصودا لذاته وانما يجعل المال مقصودا لغيره وفي الدعاء المأثور اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا فلا يكون المال غاية ولا مقصودا لذاته وانما يكون مقصودا لغيره من المقاصد التي شرعها الله سبحانه وتعالى واذن لعباده بها بحيث يحصل بذلك خير الدنيا وثواب الاخرة الامر الثاني ان يبذل الاسباب النافعة في تحصيل المال ويتجنب ما حرمه الله سبحانه وتعالى عليه. لانه اذا ادخل اه المداخل اه الخبيثة المحرمة في امواله جلبت عليه الظنك والغم وتعثر الخير والبركة في حياته وفي ماله ولهذا عليه ان يسعى في تحصيل المال اه الطرائق الصحيحة ويتجنب ما حرمه الله سبحانه وتعالى. ونهاه جل وعلا عنه ثم الامر الثالث انه اذا عامل الناس ببيع او شراء او تأجير او مشاركات او نحو ذلك عليه ان يقصد بذلك القيام بالواجبات مستحبات عليه ان يقصد بهذه البيوع والتعاملات والتجارات ونحو ذلك القيام بالواجبات والمستحبات يعني ما اوجب الله سبحانه وتعالى عليه من من نفقة وايضا ما رغب في في في الشرع آآ من ذلك من ابواب اه الخير التي هي ابواب البذل والعطاء فيحرص على اه التجارة من ابوابها الصحيحة ليقوم بالواجب والمستحب في اه المال الذي اكتسبه وحصله وكذلك ان ينوي الاستغناء عن الناس وعدم اه الاحتياج اليهم فهذا من اسباب البركة وحصول السعادة في اه التجارة وفي سعي العبد في تحصيله للمال ثم الامر الرابع ان يحرص في هذا الباب على باب التقرب الى الله عز وجل واحتساب الاجر عنده سبحانه وتعالى. وكثرة الحمد في اه النعم المتجددة والمكاسب الحاصلة والا ينسب ذلك الى حذفة او شطارته او فطنته. وانما دائما يكون حامدا شاكرا معترفا لله سبحانه وتعالى بمنه وفضله وشكر الله عز وجل على نعمه مؤذن بالمزيد. فالشكر حافظ للنعم الموجودة. وجالب للنعم المفقودة. وقد قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن صبرتم لئن شكرتم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ايضا يروض نفسه في هذا المقام على الصبر على المصاب وانه في هذه الحياة الدنيا عرضة للابتلاء ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه لراجعون هذه خلاصة اه ذكرها رحمه الله تعالى في توجيه هذا الناصح لهذا اه الغاني المثري الذي مع الثراء الواسع وكثرة الاموال لم يشعر بلذة ولم يذق سعادة والسبب في ذلك انه اخطأ الطريق فالسعادة ليست في المال ذاته وانما السعادة في تقوى الله سبحانه وتعالى في هذا المال الذي حصله ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الثامن والثلاثون في قصة الفقير مع صاحبه. كان رجل فقير قد طال فقره وكان فيه بقية من انسانية. فشكى الى صاحبه الذي يعرف فيه النصح والرأي السديد حالة. فقال قد كنت تعرف حالي في الفقر وانا متواطئ على الفقر. ولكني اريد منك نصيحة عني بعض ما اجده من الهموم والغموم. التي لازمتني في ليلي ونهاري. وهي زيادة عما اجد من الم الفقر وبأسه وعنائه. فقال له صاحبه يا اخي اعلم ان الفقر نوعان. احدهما فقر والاخر فقر وضيع. فاجتهد ان تكون من الشرفاء. الذين فقرهم لا يتعدى فقر الافلاس من ذات المالية واياك ان تتصف بصفات الفقراء الساقطين الذين افتقرت ايديهم وقلوبهم كما بين ذلك صلى الله عليه وسلم في قوله ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس او غنى القلب فعلم بهذا الحديث الشريف ان المدار كله على ما في القلوب من الاوصاف الطيبة او الدنيئة في حق في بحق الغني والفقير. فمن كان قلبه غنيا بالله فهو الغني حقيقة ولو كان فقيرا. ومن كان قلبه فقيرا الى الاغراظ والى الخلق فهو الفقير حقيقة ولو كان مثريا. فمتى علمت ان الله تعالى حكيم في جميع تدبيراته. وانه لطيف بعباده المخلصين. قد يقدر عليهم من الاقدار الكريهة للنفوس ما يكون سببا ووسيلة لخيرهم وثوابهم. وان الله قد ابتلى بالفقر كثيرا من اوليائه واصفيائه وان من وان من صبر على شدته واحتسب ذلك عند الله لم يزل في زيادة في ايمانه وثوابه وخصوص اذا ضم الى هذا الوصف قوة الرجاء والطمع في فضل الله. وان الله سيزيل فقره وسيجعل الله بعد كعسر يسرا. متى تحقق بذلك هانت عليه وطأة الفقر وشدته لما حصل له في مقابلة في مقابلته من الخير ولما يرجوه من الفضل والثواب. ومما يخفف ذلك ان يعلم ان حزنه وهمه لا يخفف من فقره ومصيبته بل يزيد ذلك. فكيف يسعى العاقل في زيادة عنائه؟ وكيف لا تسببوا في تخفيف بلائه. ثم اعلم ايها الفقير ان اكبر العلل التي التي توجب الهم والغم وتسقط انسانية العبد وحريته تعلقه بالمخلوقين. سؤالا لهم وذلا ورجاء. وطمعا فيما يناله منهم وان من كان كذلك فانه فانه مقيد النفس فانه مقيد النفس رقيق القلب لغير الله. قد انقطع رجاؤه ممن كل خير في رجائه. وكل عنده ومفاتيح الارزاق بيده الى من لا يملك له نفعا ولا ضرا ولا يريد له الخير وليس له من الامر شيء وهو فقير مثله. فمتى علقت رجاءك كله بالله؟ واحتسبت الامل عند الله وسلمت من التعلم بالمخلوقين ورجوت زوال عسرك ابدلك الله بهمك فرحا وبكدرك راحة ويسر الله لك الامور واوقع في قلبك القناعة التي من ملكها ملك الكنز الاكبر. وقد ضمن الله للمتقي ان يجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا. واما قولك يا اخي اني على الفقر فهو كلام غالط من وجهين. احدهما انه لا ينبغي لك ان تيأس من روح الله ورحمته وفضله واحسانه. الثاني يجب عليك ان تسعى بكل سبب يزيل فقرك او يخففه. فاعمل بالاسباب النافعة من بيع او شراء او حرفة او خدمة او ما يناسب حالك وتحسنه من الاسباب قد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لان يأخذ احدكم حبله فيحتطب فيبيع فيكف الله وجهه خيرا له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. ومتى علمت ومتى عملت بالاسباب بهذه النية الاستعفاف والاستغناء عن الناس يسر الله امرك وبارك لك في الشيء القليل وسلمت من الفقر الوضيع وهو فقر القلب لغير الله. ودخول الفقير في معاصي الله وفي الامور الدنيئة الضارة التي اذا ابتلي بها العبد عقب بعدة عقوبات اقلها انها سبب لبقاء فقره وزيادته. كما هو مشاهد مجرب واكثر فقراء قد جمعوا بين فقر الدنيا والاخرة. فقر القلوب وفقر الافلاس والافتقار الى المخلوقين تعلق القلوب بهم والذل الوضيع لهم. وهذا نهاية الهبوط والسقوط. فالموفق الحازم يستعيذ بالله من هذه الحال ويعمل الاسباب الواقية والدافعة كما ذكرنا والله تعالى هو الموفق المعين ثم ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل الفصل الثامن والثلاثون قصة الفقير مع صاحبه اي مع صاحبه الناصح. وهذه القصة مقابلة للاولى. الاولى معاناة تغني لم يجد سعادة مع كثرة ماله وهذه معاناة فقير بسبب شدة اه الفقر وشدة وطأته وعرظ هذه المعاناة فذكر رحمه الله تعالى هذه التوجيهات المسددة المبنية على ادلة الشريعة وقواعدها العظيمة والشيخ رحمه الله تعالى له في هذين المقامين فيما يتعلق بالغني والفقير له كلام غاية في النفاسة في كتاب له بعنوان الدين الصحيح يحل جميع المشكلات وذكر فيه رحمه الله تعالى من المشكلات مشكلة الغنى وذكر فيه من المشكلات مشكلة الفقر وذكر حقيقة كلاما نفيسا للغاية يحتاج اليه كل رجل فقير وكل اسرة فقيرة واقول ذلك نصيحة حقيقة مثل هذا الكلام الذي ذكره في ذلك الكتاب ينبغي ان يقف عليه كل اه اسرة فقيرة بل ايضا قلت ينبغي ان يوزع هذا الكلام مع المساعدات التي تقدم للفقراء والمحتاجين لانه من انفس ما يكون لحل مشكلة الفقر وذكر حقيقة توجيهات مباركة عليها ضياء الوحي ونور هدي كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة سلام في نقاط واضحات ونفع الله سبحانه وتعالى بها اناسا اكرمهم الله عز وجل بالوقوف على تلك التوجيهات والعمل بها فانصح في هذا المقام بمطالعة ذلك آآ الكتاب كتاب الدين الصحيح يحل جميع المشكلات وذكر من جملة المشكلات مشكلة الغنى وذكر ايضا من جملة المشكلات مشكلة الفقر والذي ذكره هنا اه شيء موجز مما ذكره هناك فذكر هنا شي من التوجيهات النافعة لكنه ذكر في كتابه الدين الصحيح آآ قاط عظيمة جدا ونافعة في هذا الباب وما ذكره هنا رحمه الله تعالى ايضا نافع ومفيد وعرظه بهذا الاسلوب الحواري الذي يذكر المشكلة ويستمع لها من صاحبها والمعاني منها ثم يذكر اه الجواب على ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى الفصل التاسع والثلاثون في التنبيه على اصول وقواعد وضوابط جامعة نافعة من محاسن الشريعة وكمالها وجمالها وجلالها ان احكامها الاصولية والفروعية والمعاملات وامورها كلها لها اصول وقواعد تضبط احكامها وتجمع وتجمع متفرقاتها وتنشر فروعها وتردها الى اصولها. فهي مبنية على الحكمة والصلاح. والهدى والرحمة الخير والعدل ونفي اضداد ذلك فمن اصولها الجوامع. واحد ان الشارع لا يأمر الا ما مصلحته خالصة او راجحة ولا ينهى الا عما مفسدته ومضرته خالصة او راجحة. لا عن هذا الاصل الكبير شيء من احكامها. نعم. هذه نقلة يعني مثل ما عرفنا في طبيعة هذا الكتاب او اسلوب المصنف رحمه الله تعالى فيه هي فوائد آآ منثورة في فصول متنوعة فهذا الفصل عقده رحمه الله تعالى ليجمع فيه اه جملة من الاصول والقواعد والظوابط الجامعة النافعة اه وهو رحمه الله تعالى له عناية دقيقة جدا بالقواعد والاصول وله مصنفات عديدة في هذا الباب نفع الله سبحانه وتعالى بها نفعا عظيما اه فله منظومة في القواعد الفقهية وله رحمه الله تعالى كتاب في القواعد والفروق والتقاسيم النافعة اه وله رحمه الله تعالى اه كتابا مستقلا في قواعد اه التفسير القواعد الحسان لتفسير اية القرآن وله كتاب عظيم جدا في القواعد والاصول جمعه من كتب ابن تيمية وابن القيم التي وقف عليها سماه طريق الوصول الى القواعد والضوابط والاصول جمع فيه اكثر من الف قاعدة وضابط واصل من كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمة الله عليهما فله عناية جدا طيبة بالقواعد ومن هذه العناية هذا الفصل هذا الفصل عقده رحمه الله وظمنه اكثر من سبعين قاعدة واصل وظابط ضمنه اكثر من آآ سبعين قاعدة نافعة جدا وبدأ بهذه المقدمة التي نبه فيها رحمه الله تعالى على اهمية القواعد ومكانتها من الشريعة وان القواعد الكلية والاصول الجامعة تعد من محاسن هذه الشريعة وكمالها وجمالها بحيث ان احكام الشريعة آآ الاصولية والفروعية العبادات والمعاملات لها اصول وقواعد لها اصول وقواعد تضبط احكامها تجمع متفرقها تنشر فروعها وتردها الى اصولها وكما ذكر اهل العلم القواعد في العلوم او مكانتها في العلوم كالاصول للاشجار كالاصول للاشجار لان القاعدة او الاصل اه يعتبر اساس ثم تتفرع الفروع الكثيرة على هذا الاصل وهي تكون راجعة الى اصلها. الفروع راجعة الى اصولها اه القواعد لها لها مكانتها العظيمة ومنزلتها العلية في هذه اه الشريعة ثم القواعد ماضية في جميع الفنون. في اه التفسير قواعد والفقه قواعد وجميع المجالات وابوابها لها قواعد اه ذكرها اهل العلم تجمع آآ المتفرق وآآ تجمع الاشباه والنظائر وايظا تظبط العلم وتسهل اه الفائدة وتيسر الوصول اليها فمعرفة القواعد اه والاصول الجوامع الكليات نافعة جدا لطالب العلم في ضبط اه العلم وجمع شتاته ومتفرقه بظبط الاصول التي يرجع او ترجع اليها الفروع الكثيرة المتنوعة اه بعد ان بين بهذا الايجاز رحمه الله تعالى اهمية القواعد والاصول ومكانتها من الشريعة الاسلامية رحمه الله تعالى في ذكر بعض الاصول الجوامع فذكر اولا ان الشارع لا يأمر الا بما مصلحته خالصة او راجحة ولا ينهى الا عن ما مفسدته ومضرته خالصة او راجحة. قال لا يشد عن هذا الاصل شيء من احكامها بمعنى ان احكام الشريعة في باب الاوامر سواء منها ما كان امر ايجاب او امر استحباب وكذلك في باب النواهي سواء منها ما كان ما هي تحريم او نهي كراهة لا يشد شيء منها عن هذه القاعدة ولهذا قال رحمه الله في بعض كتبه قالوا هذا الاصل يحيط بجميع المأمورات والمنهيات. هذا الاصل يحيط بجميع المأمورات والمنهيات بمعنى انه لا يأمر الله جل وعلا وكذلك رسوله عليه الصلاة والسلام لا يأمر بشيء سواء ان امر ايجاب او امر استحباب الا بحيث تكون آآ مصلحته خالصة او تكون مصلحته راجحة فمثلا المصلحة الخالصة اه التوحيد والصدق والوفاء والبر وغير ذلك من اه اوامر الشريعة هذه كلها مصالح خالصة ليس فيها اي مظرة وليس فيها اي مفسدة فالشريعة امرت بها ومصلحتها خالصة بمعنى انها لا مضرة فيها ولا مفسدة النوع الاخر مما تأمر به الشريعة ما تكون مصلحته راجحة يعني قد يكون فيه شيء مثلا من المضرة لكن المصلحة راجحة فالشريعة لا تأمر الا بما مصلحته خالصة اي كاملة لا مضرة فيه او ما يكون فيه اه شيء من المضرة لكن مصلحته راجحة ومما يمثل لذلك به امر الشريعة بالجهاد امر الشريعة بالجهاد فهذا مصلحته راجحة قد يكون فيه مضرة تلف لبعض الاموال او ازهاق بعظ آآ الارواح او نحو ذلك كنا المصلحة فيه راجحة فلهذا امرت الشريعة امرت الشريعة به كذلكم في باب النواهي لا ينهى الا عما مفسدته ومضرته خالصة او راجحة فمثال الاول اه وهو كثير جدا النهي عن الشرك النهي عن الكذب النهي عن الخيانة النهي عن القتل الى غير ذلك مما نهت عنه اه الشريعة الاسلامية هذه كلها اه نهت عنها الشريعة لان مفسدتها خالصة لا منفعة فيها والقسم الاخر مما نهت عنه الشريعة الاسلامية اه اه ما كان اه مضرته اه اه راجحة ما كانت مضرته راجحة يعني فيه نوع من النفع لكن مضرته راجحة ومفسدته راجحة ومن ذلك الخمر والميسر ومن ذلكم الخمر والميسر فيهما منافع للناس كما اخبر الله سبحانه وتعالى لكن آآ مضرة الخمر ومضرة اه اه الميسر اكبر من النفع الذي قد يحصل اه اه منهما فعلى كل حال هذه من القواعد العظيمة التي جاءت بها الشريعة وهي محيطة بجميع الاوامر ومحيطة وبجميع النواهي فلا يأمر الله سبحانه وتعالى الا بما مصلحته خالصة او راجحة ولا ينهى الا اما مفسدته خالصة او راجحة نعم ثانيا الوسائل لها احكام المقاصد ويتضرع على هذا الاصل ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. وما لا يتم المسنون الا به فهو مسنون. وطرق الحرام مكروه تابعة لها ويتفرع عليها ان توابع العبادات والاعمال حكمها حكمها هذه القاعدة الثانية مما ذكره رحمه الله تعالى في هذا الفصل وهي كذلك قاعدة عظيمة جدا قال عنها رحمه الله تعالى في رسالته في القواعد الفقهية قال وهذه القاعدة من انفع القواعد واعظمها واكثرها فوائد. ولعلها يدخل فيها ربع الدين ولعلها يدخل فيها ربع الدين القاعدة هي الوسائل لها احكام المقاصد والوسائل هي ما يتوصل به الى غيره الوسيلة ما يتوصل بها الى غيره المقاصد هي الاهداف المقاصد هي الاهداف الامر المقصود المطلوب او الهدف المراد فالوسائل لها احكام المقاصد فاذا كان المقصد واجبا كانت وسيلته واجبة واذا كان المقصد مستحبا كانت وسيلته مستحبة. اذا كان محرما فوسيلته محرمة. اذا كان مكروها فوسيلته مكروهة ولهذا قال رحمه الله تعالى ويتفرع على هذا الاصل ان ما لا يتم الواجب الا به فواجب ولا وما لا يتم المسنون الا به فهو مسنون وطرق الحرام. والمكروه تابعة لهما وبهذا يعلم ان هذه القاعدة وسائل لها احكام المقاصد لها اربعة فروع يتفرع عنها اربعة فروع. الفرع الاول ما ذكره رحمه الله بقوله ما لا يتم الواجب الا به واجب ما جاء في الشريعة الامر به امر ايجاب فكل وسيلة لا يحصل هذا الواجب الا بها فهي واجبة لان الوسائل لها احكام المقاصد. الوسائل لها احكام المقاصد وفي في المسنون قال ما لا يتم المسنون الا به فهو مسنون. اي ما امرت به الشريعة امر استحباب وراء وترغيب وندب ما لا يحصل به هذا المستحب فهو مستحب مثلا المشي للصلاة المشي للصلاة المفروضة الصلاة المفروضة المشي اداؤها في المساجد واجب فالمشي لها واجب لانه وسيلة لها حكم المقصد لانه وسيلة لها حكم المقصد ستر العورة واجب فاذا كان هذا الستر لا يتيسر للانسان الا بشراء ثوب شراء الثوب ليستر به عورته واجب فالوسيلة لها احكام المقاصد السواك في الصلاة مسنون ليس واجبا فما حكم شراء السواك ليسفاك به الانسان في صلاته وذكره لله تبارك وتعالى الوسيلة لها حكم المقصد. كما انه اه مستحب فعله فالوسيلة التي لا يتأتى هذا الامر بها تكون مستحبة فشراؤه مستحبة الاول شراؤه واجب وهذا شراؤه مستحب لهذه القاعدة الوسائل لها احكام المقاصد كذلكم فيما يتعلق بالجانب الاخر الحرام والمكروه كل امر يفضي الى الحرام ويؤدي اليه فهو حرام وكل امر يفضي ايضا الى المكروه ويؤدي اليه فهو مكروه لان الوسائل لها احكام المقاصد نعم ثالثا المشقة تجلب التيسير. وجميع رخص الشريعة وتخفيفاتها متفرعة عن هذا الامر اصل المشقة تجلب التيسير هذه ايضا من القواعد اه الجامعة في آآ في الشريعة وفي احكام آآ في احكام الشريعة المشقة تجلب التيسير ودليلها قول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فاذا وجدت المشقة وجدت تسير اذا وجدت المشقة وجد التيسير لان المشقة تجلب التيسير بمعنى انه متى وجدت المشقة وجد التيسير وهذا من اه الشواهد والدلائل على يسر هذه الشريعة في احكامها وفي اه الاوامر التي مر بها المكلفون في هذه الشريعة. فالدين دين يسر لا دين عسر كما قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه. قال رحمه الله جميع رخص الشريعة وتخفيفاتها متفرعة عن آآ هذا الاصل مثل آآ رخص السفر من آآ آآ فيما يتعلق بعدم آآ وجوب الصيام عليه في آآ الجمع بين الصلاتين قصر الصلاة الرباعية كل هذه من اه مما هو داخل في هذه القاعدة المشقة تجلب التيسير نعم رابعا الوجوب يتعلق بالاستطاعة. فلا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة. قال الله تعالى الواجب يتعلق بالاستطاعة يعني ما اوجبه الله عز وجل على عباده اه معلق بالاستطاعة بمعنى ان كان المكلف مستطيعا فعله فانه يجب عليه ان يفعله وان لم يكن مستطيعا فانه آآ لا يكون واجبا عليه لان مبنى الشريعة على رفع الحرج اه عن اه المكلفين ما جعل عليكم في الدين من حرج ما جعل عليكم في الدين من حرج فاذا كان مستطيئا وجب عليه ان يفعل. واذا كان غير اه مستطيع فانه لا يجب عليه لان الواجب يتعلق بالاستطاعة فلا واجب مع العجز لا واجب مع العجز ولهذا القيام مع القدرة القيام مع القدرة اذا كان لا يستطيع ان يصلي قائما يسقط عنها القيام مع انه واجب قال عليه الصلاة والسلام صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب نعم كذلكم اه قوله ولا محرم مع الضرورة. اي ما حرمه الله سبحانه وتعالى ما حرم على آآ العبد فعله او تناوله او اكله او شربه لا يكون محرما عند الظرورة لان آآ الظرورات تبيح لان الضرورات تبيح المحظورات اكل الميتة حرام لكن اذا اضطر اليه الانسان جاع جوعا اشرف به على الهلكة ولم يجد ما يأكله الا لحم ميتة يجوز له في هذه الحال آآ ان يأكله لانه مضطر ولا محرم مع الضرورة نعم خامسا الشريعة مبنية على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. فهذان الاصلان شرط لكل عمل ديني وينبني عليهما ان الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى. وينبني عليهما ان الاصل في العبادات الحظر والمنع. فلا يشرع منها الا ما شرعه الله ورسوله. والاصل في العادات والمعاملات الاباحة فلا يحرم منها الا ما حرمه الله ورسوله. ويتفرع ايضا على ذلك ان الحيل التي تسقط الواجبات والحقوق او تدخل او تدخل في المحرمات. او تدخل في المحرمات ممنوعة لا تحل لا تحل ولا تنفذ. كما ان الحيل التي يتوصل بها الى الحقوق ويدفع بها الظلم مباحة بل حسنة. قال رحمه الله تعالى في ذكره للقاعدة الخامسة من القواعد التي جمعها في هذا الفصل الشريعة مبنية على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول قال فهذان الاصلان شرط لكل عمل ديني شرط لكل عمل ديني بمعنى ان كل عمل ديني يقصد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى لا كونوا مقبولا الا اذا توافر فيه هذان الشرطان الاخلاص للمعبود تبارك وتعالى والمتابعة للرسول ومما يدل الشرط الاول قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ويدل للثاني قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقد جمع بين هذين الشرطين في قول الله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وفي تقرير هذين الشرطين يقول الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة فالاخلاص للمعبود تبارك وتعالى والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام اه شرطان تبنى عليه الشريعة اه كلها في جميع اعمالها وفي جميع اوامرها وفي جميع الطاعات التي جاءت فيها لا يقبل عمل امل الا اذا كان فيه لله عز وجل اه مخلصا وللرسول صلوات الله وسلامه عليه اه متابعا ثم بين رحمه الله ان هذين الاصليين ينبني عليهما امور منها ما ذكره رحمه الله تعالى بقوله وينبني عليهما ان الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى كما ثبت بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى الاعمال بالنيات اي معتبرة بنياتها الاعمال بالنيات اي معتبرة بالنيات بنياتها فاذا كانت نية العامل في عمله وجه الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة دخل في صالح عمله وقبله الله سبحانه وتعالى منه. واذا كانت آآ نيته آآ نية اخرى اراد به الدنيا اراد به الرياء اراد به السمعة فلكل ما نوى. فلكل عامل ما نوى بعمله وقد قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد العاجلة آآ قال الله تبارك وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له انما يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا اي ان العمل لا يكون مشهورا مرضيا مقبولا عند الله سبحانه وتعالى. الا اذا اه قصد به العامل الدار الاخرة اراد به وجه الله سبحانه وتعالى وثواب الاخرة قال وهو ينبني عليهما ايضا ان الاصل في العبادات الحظر والمنع فلا يشرع منها الا ما شرعه الله ورسوله الاصل في العبادات المنع وليس الاباحة الاصل في العبادات المنع وليس الاباحة فاذا اختلفا اثنان في عمل هل هو مشروع او ليس بمشروع اذا اختلف اثنان في عمل هل هو مشروع او ليس بمشروع فالاصل في الاعمال المنع العبادات الاصل فيها المنع الاصل فيها الحظر الى اه ان يقوم الدليل على اه مشروعيته. فاذا اختلف اثنان في عمل من الاعمال هل هو مشروع او لا من الذي يطالب بالدليل من الذي يطالب بالدليل على اه على ذلك هل يطالب المانع بالدليل على المنع او يطالب المبيح لهذا العمل او المجوزال لهذا العمل باقامة الدليل على مشروعية في هذا العمل اذا عرفت هذه القاعدة ان الاصل قال رحمه الله تعالى والاصل في العادات والمعاملات الاباحة فلا يحرم منها الا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويدل يدل لذلك قول الله تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق فالاصل في العادات والمعاملات الاباحة هذا الاصل فلا يمنع من ذلك ولا يحظر الا ما جاء آآ النهي عنه في كتاب الله او في سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى ويتفرع ايضا على ذلك ان الحيل التي تسقط الواجبات والحقوق او تدخل في المحرمات ممنوعة لا تحل ولا تنفذ لا تحل ولا تنفث الحيل التي يريد اصحابها واربابها ان يتوصل من خلالها الى اباحة محظور او يتوصل الى فعل محرم او نحو ذلك فهي ممنوعة لان هذا مخالف اه ما بنيت عليه اه الشريعة من اخلاص لله تبارك وتعالى في العمل ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام اين الاخلاص؟ واين المتابعة من شخص لا هم له الا ان يصل الى مآربه وشهواته ويريد ان يتفلت مما حرمه الله عليه ونهاه عنه بحيل يبتكرها ووسائل يخترعها حتى يصل الى ارتكاب اه ما حرمه الله سبحانه وتعالى عليه وما نهاه تبارك وتعالى عنه مثال ذلك بني بنو اسرائيل عندما حرم الله سبحانه وتعالى عليهم الصيد يوم السبت وابتلاهم الله عز وجل ابتلاء بهذا الامر فقاموا وصنعوا حيلة يضعون الشراك آآ الحبائل الصيد قبل يوم آآ السبت ثم يأخذونها بعده. محتالين على اه هذا الذي نهاهم الله تبارك وتعالى عنه فالحيل التي يريد صاحبها ان يسقط واجبا او ان يتوصل الى آآ فعل اه محرم باطلة ومحرمة وهي مناقضة لهذا الاصل اه العظيم الذي تبنى عليه الشريعة من اخلاص المعبود ومتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بل ان الشريعة لما حرمت المحرمات سدت الذرائع كل ذريعة توصل الى محرم سدتها شريعة الاسلام حتى يكون الانسان بعيدا عن المحرمات وبعيدا عن ما يوصل آآ الانسان الى تلك المحرمات واما هذا النوع من الحيل فوكما بين اهل العلم مناقظ تمام المناقضة لقاعدة سد الذريعة مناقض تمام المناقضة لقاعدة سد الذريعة لان اصحاب هذا النوع من الحيل يريد ان يسلك كل ذريعة يصل آآ من خلالها الى ارتكاب ذلك المحظور او فعل ذلك المحرم فالشريعة حرمت المحرمات وسدت الذرائع التي توصل اليها بينما اصحاب آآ هذا النوع من الحيل يرتكبون كل ذريعة وكل وسيلة ممكنة يصلون من خلالها الى اه ارتكاب ذلك الذي اه حرمه الله سبحانه وتعالى. وهذا العمل يكثر عند ارباب الاهواء يكثر عند ارباب الاهواء والشهوات ومن يتبعون حظوظ انفسهم تراهم يحاربون قاعدة سد الذريعة كل المحاربة وايضا تراهم في الوقت نفسه آآ يحرصون على هذه الحيل المحرمة كل الحرص. قاعدة سد الذريعة يحاربون كل المحاربة ويرتكبون كل وسيلة عدم اعمالها. وفي الوقت نفسه يبحثون عن آآ الحيل التي اه يتوصلون من خلالها الى شهواتهم وحظوظ نفسهم والاشياء التي اه اه يطمعون في الوصول اليها او تحصيلها ثم بين رحمه الله تعالى اه الى ان اه اه الحيل التي يتوصل بها الى الحقوق الحيل التي يتوصل بها او الحقوق او تدفع المظالم هذه مباحة الحيل التي يتوصل بها الى الحقوق او تدفع بها المظالم هذه مباحة ليست محرمة وهذي لها امثلة كثيرة مثل اه اه قصة نعيم بن مسعود اه رحمه الله رضي الله عنه مشهورة في كتب اه السيرة وفي غزوة الاحزاب لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام واخبره انه اسلم وان قومه لا آآ لم يعلموا باسلامه فهل تأمرني بشيء فارشده عليه الصلاة والسلام الى ان يتخذ اه شيئا اه اه بحيث يوقع بين هؤلاء الذين هؤلاء الاحزاب الذين تآلبوا على المسلمين في مدينة فقام بحيلة فاوقع بين اليهود اه من جهة وبين اه قطفان واه اه المشركين من جهة اخرى في قصة مشهورة في كتب اه السير كذلك قصة الصحابي اه الجليل الحجاج بن علاط رضي الله عنه وارضاه في في فتح خيبر لما فتح النبي عليه الصلاة والسلام خيبر جاء مباشرة على اثر الفتح واستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في ان يقول فيه شيئا. قال ان لي مالا اه في مكة واريد ان قلص ما لي فاذن لي ان اقول شيئا فاذن له النبي عليه الصلاة والسلام فذهب الى مكة وقال لزوجته اجمعي مالي كله فان آآ فان المسلمين اه هزموا في خيبر واصبحت اموالهم غنائم واريد ان اه اشتري بمالي من غنائمهم فحصل فرح في من المشركين في مكة بهذا الخبر وحزن للمسلمين فاخذ ماله واخبر العباس ان يخبرهم بعد ثلاث بحقيقة الامر. ان يخبرهم بعد ثلاث بحقيقة الامر والقصة في مسند الامام احمد باسناد صحيح صنع رظي الله عنه هذه حيلة بعد ان استأذن من النبي عليه الصلاة والسلام ليخلص ماله فالحيلة اذا كان المراد بها التوصل الى الحقوق او دفع ان يدفع بها مظلمة فهي مباحة اه بل حسنة ولها اه شواهد اه عديدة اه في اه اه فيما جاء في اه آآ هدي نبينا عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى سادسا التكليف وهو البلوغ والعقل. شرط لوجوب العبادات كلها والتمييز شرط لصحتها الا الحج والعمرة فيصح عن من لم يميز. ثم ذكر رحمه الله هذه القاعدة التكليف اه اي من اه من الذي اه يكلف؟ قال رحمه الله التكليف وهو البلوغ هو العقل شرط لوجوب العبادات كلها. التكليف وهو البلوغ والعقل شرط لوجوب العبادات كلها. بمعنى ان غير البالغ وغير العاقل لا ليس مكلفين. لان من شرط التكليف البلوغ والعقل والعقل شرط للصحة والوجوب. فغير العاقل اذا قام بالعبادة ليست واجبة عليه واذا فعلت لا تصح منه لانه غير عاقل واما غير المكلف فانه اذا كان مميزا تصح من العبادة لكنها لا تجب عليه. ولهذا قال رحمه الله والتمييز شرط لصحتها. والتمييز شرط لصحتها لكنه آآ اذا لم يكن آآ قال نعم قال والتمييز شرط لصحتها فلو صلى المميز صحت منه آآ الصلاة لكنها ليست واجبة عليه. لكنها ليست واجبة عليه. قال يستثنى من ذلك الحج والعمرة فيصح عن من لم يميز عن من لم يميز فاذا كان اه رضيعا وحج به ابواه يصح الحج ولا يغني عن حجة الاسلام ولابويه اجر فالحج مستثنى الحج والعمرة مستثنيان من هذه اه القاعدة. اه نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد