بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه الرياظ الناظرة والحدائق البهية الزاهرة الفصلة الحادي والاربعون في الاشارة الى البراهين العقلية الفطرية على ربوبية الله والاهيته. اعلم ان هذه المسألة اعظم المسائل على الاطلاق واكبرها وافضلها واوجبها وانفعها واوضحها وعليها اتفقت جميع الكتب المنزلة وجميع الرسل وهي اول واهم ما دعت اليه الرسل اممهم اول ما يدعون قومهم يقولون اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ويذكرون لهم من اسمائه واوصافه والاءه والطافه ما به يعرفون ربهم ويخضعون له ويعبدونه. والقرآن العظيم من الى اخره يبين هذه المسألة ويذكر لها البراهين المتنوعة ويصرف لها الايات والسنة كذلك وليس القصد في هذا الفصل ذكر الادلة النقلية عليها. فانها واضحة جلية متقررة عند الخواطر والعوام وهي وحدها كافية وافية وافية بالمقصود. معرفة بالله جملة وتفصيلا. ولكن نريد ان نشير اشارة يسيرة الى ادلتها وبراهينها العقلية التي يخضع لها كل عاقل منصف انكرها كل مستكبر مكابر مباهت. وهذه المسألة اوضح واظهر من ان ان يحتج لها وتذكر ولكن كلما عرف المؤمن براهينها قويت في قلبه وازداد ايمانه ونما ايقانه وحمد الله على هذه النعمة التي هي اعظم المنن واجلها. ولهذا قالت الرسل عليهم السلام لاممهم افي الله شك فاستفهموهم استفهام تقرير وانه متقرر في قلوب جميع العقلاء الاعتراف بالله وبربوبيته وتوحيده نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الفصل الحادي والاربعون عقده المصنف رحمه الله تعالى ليسوق فيه الدلائل والشواهد والبراهين العقلية على وحدانية الله عز وجل في ربوبيته والوهيته وبدأ بمقدمة بين فيها مكانة التوحيد ومنزلته العلية وانه اعلى المقاصد وانبل الاهداف وان وانه خلاصة دعوة الرسل فما من رسول يبعثه الله تبارك وتعالى الا ويبدأ قومه بقوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. فهو خلاصة دعوة الرسل. ولقد بعثنا في كل لامة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله والايات في هذا المعنى كثيرة. فالرسل عليهم صلوات الله وسلامه بعثوا لهذه الغاية العظيمة. ولهذا الجليل توحيد الله عز وجل وافراده جل وعلا بالوحدانية ثم اشار رحمه الله الى كثرة الدلائل النقلية على التوحيد وان القرآن وكذلكم سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيهما آآ اه ادلة كثيرة وشواهد عديدة لهذا التوحيد ولتقريره وبين رحمه الله انه ليس الغرض من هذا الفصل سوق الادلة النقلية لانها معلومة ولكنه اراد ان ينبه لشواهد عقلية على وحدانية الله سبحانه وتعالى واراد من ذلك اولا ما اشار اليه رحمه الله ان معرفة هذه البراهين مما يزيد الايمان معرفتك براهين وحدانية الله عز وجل مما يزيد العبد ايمانا به فهو ينفع المؤمن زيادة في الايمان وقوة في اليقين وتحقيقا للايمان بوحدانية الله تبارك وتعالى والكافر تنفعه هذه البراهين اذا وقف عليها قد تكون سببا باذن الله تبارك وتعالى لقذف الايمان في قلبه ودخوله في نفسه البراهين اذا دخلت القلب كان لها اثر ولهذا يسمى البرهان سلطانا لما له من الاثر والقوة على القلب والتأثير عليه فهي تنفع المؤمن زيادة في الايمان وتنفع الكافر لعلها تكون سببا لهدايته للايمان قال ولهذا قالت الرسل عليهم السلام لاممهم. افي الله شك اي تنبيه على هذا تنبيه على هذه البراهين والدلائل وكثرتها اي كيف يكون شك فيمن كل شيء يدل على وحدانيته وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد ونبه رحمه الله الى ان هذا الاستفهام افي الله شك قالت رسلهم افي الله شك هذا الاستفهام قال تقرير قال قال هذا استفهام تقرير ثم وضح ذلك قال وانه متقرر في قلوب جميع العقلاء متقرر في قلوب جميع العقلاء الاعتراف بالله وبربوبيته ووحدانيته هذا امر متقرر في القلوب مركوز في الفطر لكثرة الشواهد والبراهين ولهذا ذكر هذا هذا التوحيد الذي هو ربوبية الله والدلائل على على ربوبية الله سبحانه وتعالى يذكر في القرآن في مقام التقرير ليستدل به على لازمه وهو توحيد الله وافراده بالعبادة اي كما انه متقرر في النفوس مركوز في الفطر انه لا رب الا الله ولا خالق الا الله ولا مدبر لهذا العالم الا الله فالواجب ان يفرد وحده تبارك وتعالى بالعبادة ولهذا يقول الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى في كتابه اضواء البيان قال الاسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير الاسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير. يراد منها انهم لا اقرب رتب لهم التوبيخ والانكار على ذلك الاقرار لان المقر بالربوبية يلزمه الاقرار بالالوهية ضرورة. نحو قوله تعالى افي الله شك. وقوله قل الله ابغي ربا وان زعم بعض العلماء ان هذا استفهام انكار لان استقراء القرآن دل على ان الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام انكار لانهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الايات الدالة عليه وبعض اهل العلم في تفسير هذه الاية يذكرون ان الاستفهام هنا استفهام انكاري استفهام انكاره وليس استفهاما تقريريا ويمكن حمل ذلك على المعنى الثاني الذي يحتمل ان يكون مرادا بالاية. ان الامام بن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية ذكر ان قوله افي الله شك يحتمل افي وجود الله وربوبيته شك ويحتمل افي الوهيته وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه شك فاحتمل هذا وهذا فعلى الاول يكون كما وضح الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى الاستفهام اه استفهام تقرير يلزم المقر من خلاله بالاتيان بلازمة وهو توحيد العبادة وعلى الثاني الاستفهام استفهام انكار نعم اعلم رحمك الله انك اذا نظرت الى هذا العالم العلوي والسفلي وما اودع فيه من المخلوقات المتنوعة والحوادث المتجددة فتأمل تأمل تأملا صحيحا ان الامور الممكنة تقسيمها في العقل ثلاثة واحد اما ان توجد هذه المخلوقات بنفسها من غير محدث ولا خالق فهذا محال ممتنع يجزم العقل ببطلانه ضرورة ويعلم يقينا ان من ظن ذلك فهو الى الجنون اقرب منه الى العقل. لان كل من له عقل يعرف انه لا يمكن ان يوجد شيء من غير موجد ولا محدث. اثنين واما ان تكون هي المحدثة لنفسها الخالقة لها فهذا ايضا محال ممتنع بضرورة العقل. كل عاقل يجزم ان الشيء لا يحدث نفسه. واذا قال هذان القسمان عقلا وفطرة تعين القسم الثالث. ثلاثة وهو ان هذه المخلوقات والحوادث لها خالق خلقها ومحدث احدثها وهو الرب العظيم الخالق لكل شيء المتصرف في كل شيء المدبر للامور كلها ولهذا نبه الله على هذا التقسيم العقلي الواضح لكل عاقل فقال ام خلقوا من غير شيء ام هم ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. فالمخلوق لا بد له من خالق. والاثر لا بد له من والمحدث لابد له من محدث والموجد لابد له من موجد والمصنوع لابد له من صانع والمفعول لا بد له من فاعل. هذه قضايا بديهية هذه قضايا بديهية جلية يشترك في العلم بها جميع العقلاء وهي اعظم القظايا العقلية. فمن اغتاب فيها او شك في دلالتها فقد برهن على اختلال عقله وضلاله. آآ فيما يتعلق بهذا الفصل احب ان انبه الفصل الحادي والاربعون في الاشارة الى البراهين العقلية الفطرية على ربوبية الله والاهيته الشيخ رحمه الله توسع في هذا الفصل وزاد في اه البراهين وجعل ذلك في رسالة مفردة وطبعت مؤخرا يعني قبل قرابة سنة تقريبا بعنوان البراهين العقلاني العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله هي نفس هذا الفصل بنفس الترتيب لكنه زاد عليها بعض الزيادات واضاف فيه بعض الاظافات جعلها رسالة آآ مستقلة وفي البداية قال اعلم ان هذه المحاضرة بدل المسألة اعتبرها رحمه الله تعالى محاضرة يبسط فيها هذه والدلائل. قال رحمه الله اعلم رحمك الله انك اذا نظرت الى هذا العالم العلوي والسفلي وما اودع فيه من المخلوقات المتنوعة والحوادث المتجددة فتأمل تأملا صحيحا ان الامور الممكن تقسيمها في العقل ثلاثة الامور الممكن تقسيمها في العقل ثلاثة. اما ان توجد هذه المخلوقات اما ان توجد هذه المخلوقات بنفسها اي بلا موجد من غير خالق وهذا ممتنع ومحال يجزم العقل ببطلان ذلك والامر الثاني ان تكون هي المحدثة لنفسها. تكون هذه المخلوقات هي التي خلقت نفسها واوجدت نفسها وهذا ايضا محال وممتنع ضرورة العقل وكل عاقل يجزم ببطلان ذلك فلا يبقى صحيحا الا الاحتمال الثالث وهو ان لهذه المخلوقات والحوادث خالق وموجد اوجدها وخلقها وهو الله تبارك وتعالى رب العالمين وهذا التقسيم اشار رحمه الله الى ان الله عز وجل نبه على هذا التقسيم الواضح لكل عاقل بقوله عز وجل في سورة الطور ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا من غير شيء. اي وجدوا هكذا من دون خالق او هم الخالقون لانفسهم وهذا الاحتمال الثاني وكلاهما باطل بظرورة العقول وكل عاقل يجزم ببطلان ذلك فلا يبقى الا ان الخالق لهذا العالم هو رب العالمين ان خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون وهذه الاية الكريمة كانت سبب هداية جبير بن مطعم رضي الله عنه وارضاه لانه جاء المدينة للمفاداة في وسارى بدر فيقول كما جاء في صحيح البخاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب وهو على غير الاسلام وقتها يقول سمعته يقرأ في صلاة المغرب سورة الطور حتى بلغ قول الله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون قال فكاد قلبي ان يطير قال فكاد قلبي ان يطير لان كما سبق البراهين والحجج الواضحة القوية لها تأثير قوي على القلوب اذا دخلت القلب اثرت فيه تأثيرا عظيما جدا ولهذا سماع هذه البراهين يفيد المؤمن زيادة ايمان ويفيد الكافر بحيث قد يكون سببا لايمانه ولم يؤمن اه لم يسلم وقتها لكن تأخر اسلامه اظن الى صلح الحديبية او قريبا منه نعم قال رحمه الله تعالى تفكر في نفسك وانظر في مبدأ خلقك من نطفة الى علقة الى مضغة حتى صرت بشرا كامل الاعضاء الظاهرة والباطنة. اما يضطرك هذا النظر الى الاعتراف بالرب قادر على كل شيء العليم الذي احاط علمه بكل شيء الحكيم في كل خلقه وصنعه الحكيم في كل كل ما خلقه وصنعه فلو اجتمع الخلق كلهم على النطفة التي جعلها الله مبدأ خلقك على ان ينقلوها في تلك الاطوار متنوعة ويحفظوها في ذلك القرار المكين. ويجعل لها سمعا وبصرا وعقلا وقوى باطنة وظاهرة. وين سموها هذه التنمية العجيبة ويركبوها هذا التركيب المنظم ويرتب الاعضاء هذا الترتيب المحكم لو على ذلك فهل في علومهم؟ وهل في اقتدارهم؟ وهل في استطاعتهم الوصول الى ذلك؟ فهذا نظر يوصلك الى الاعتراف بعظمة الله واقتداره والخضوع له والتصديق بكتبه ورسله وهو دليل وبرهان عقلي فطري اضطرت فيه الفطر الى معرفة ربها وعبوديته. آآ الانسان نفسه اية وبرهان على عظمة خالقه وكمال مبدعه سبحانه وتعالى فاذا تأمل الانسان في خلقه واطوار الخلق من تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مضة ثم ركب على هذه الصفة ثم اطوار النشأة هذه كلها ايات. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وفي انفسكم افلا تبصرون سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم فالانسان نفسه في خلقه وقوامه وهيئته واطوار خلقه اية على عظمة الخالق وكمال المبدع سبحانه وتعالى. نعم وقوله رحمه الله لو اجتمع الخلق كلهم على النطفة حتى يشكلوها هذا التشكيل ويوجدوها على هذه الهيئة ربنا جل وعلا يقول يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب نعم تأمل في حفظ الله للسموات والارض وما فيهما من العوالم وفي ابقائها وامدادها بكل ما تحتاج اليه. في بقائها من الاسباب المتنوعة. اما يدل كذلك على كمال الرب وكمال قيوميته وربوبيته وقد نبه تعالى على ذلك بقوله ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا. ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا وهذا ايضا من براهين الوحدانية والشواهد عليها حفظ الله سبحانه وتعالى للسماوات والارض وما فيهما من العوالم وانها محفوظة بحفظ الله ممسكة بامساك الله تبارك وتعالى لها. ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ان الله يمسك السماء ان الله السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. فهذه كلها براهين على عظمة الخالق وكمال المبدع فهذه المخلوقات قيامها باقامة الله لها. وهو القيوم الذي لا قيام لشيء الا به سبحانه وتعالى فيقول رحمه الله تأمل في حفظ الله للسماوات والارض وما فيهما من العوالم وفي ابقائها وامدادها بكل ما تحتاجه تحتاج اليه في بقائها من الاسباب المتنوعة. اما يدلك ذلك على كمال الرب وكمال قيوميته وربوبيته قال وقد نبه تعالى على ذلك بايات واوردها رحمه الله تعالى من اياته ان تقوم السماء والارض بامره ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا استحضار هذه البراهين له نفعه العظيم في ايمان العبد وتوحيده وقيامه بتحقيق وحدانيات الله استحضارك ان هذه السماء وهذه الارض انما قامت باقامة الله لها آآ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما جاء في تفسير ابن كثير عند هذه الاية كان اذا اجتهد في اليمين يقول لا والذي تقوم السماء والارض بامره هذا استحضار كان اذا اجتهد في يمينه يستحضر هذا المعنى ويقسم بالله تبارك وتعالى الذي لا قيام للسموات ولا للارض الا بامره سبحانه وتعالى نعم تدبر يا اخي في هذا الفلك الدوار وفي تعاقب الليل والنهار وفي تصريف الاوقات بفصولها ومنافعها. وفي كمال انتظامها لمصالح الخلق التي لا يمكن طاؤها هل ذلك صدفة الضب؟ هل ذلك صدفة الطبيعة وهل هذا حصل اتفاقا؟ ام الذي خلق ذلك ودبر ذلك التدبير المتقن؟ هو الذي احسن كل شيء خلقه. وصنع الذي اتقن كل شيء نعم. وانظر هداك الله. نعم يقول رحمه الله وتدبر اي في هذا المقام آآ هذا الفلك الدوار وتعاقب الليل والنهار في تصريف الاوقات بفصولها ومنافعها وكمال انتظامها اي هذا فيه براهين وشواهد على كمال وحدانية الله وعظمته سبحانه وتعالى. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. فالتفكر في هذه المخلوقات وفي هذه الايات العظيمات وفي هذا الانتظام العجيب لهذا الكون يهدي الى عظمة مبدعه وكمال خالقه سبحانه وتعالى. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا قام من من نومه ليصلي صلاة الليل يتلو هذه الايات ان في خلق السماوات والارض ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب وقوله رحمه الله هل هذا هل ذلك صدفة الطبيعة لان وجدت عقيدة ضالة باطلة مصادمة للفطر والعقول يقول اصحابها ان هذه المخلوقات وجدت صدفة وجدت صدفة ومرادهم صدفة اي بدون تقدير له وبدون مشيئته وبدون ايجاده وخلقه سبحانه وتعالى فيقولون بالصدفة اي ان هذه المخلوقات وجدت بلا تقدير ولا مشيئة ولا ارادة من الخالق سبحانه وتعالى ولهذا حصل نفرة من هذه اللفظة حصل نفرة من هذه اللفظة يعني اذا لقي شخص اخر على غير ميعاد قال لقيته صدفة البعض عنده نفرة من من هذا اللفظ ويقولون رب صدفة خير من ميعاد فحصل من منها يعني نفرة بسبب هذه العقيدة لكن اللفظ لا شيء فيه اللفظ لا لا شيء فيه بل جاء في بعض الاحاديث النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر الساعة التي في يوم الجمعة قال لا يصادفها مسلم لا يصادفها مسلم المصادفة هي الموافقة مصادفة الشيء هي موافقة الشيء. فقول الانسان لقيت اه فلان صدفة او موافقة او اتفاقا او بدون ميعاد تعبير لا شيء فيه. العقيدة باطلة والتعبير بهذا لا لا علاقة له بهذه العقيدة ولا ولا ارتباط له بها نعم. وانظر هداك الله الى انه اعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق الى مصالحه وحوائجه وضروراته. حتى البهائم العجم صغيرها وكبيرها قد الهمها وهداها لكل امر فيه نفعها. ويسر لها ارزاقها واقواتها. فمن نظر في هدايته العامة بثه في كل مخلوق الهاما عجيبا يهتدي به الى منافعه وضروراته. علم بذلك عناية علم بذلك عنايته العظيمة وعلم انه الرب لكل مربوب الخالق لكل مخلوق الذي علم المخلوقات واعطاها من الاذهان ما يصلحها ويدفع عنها المضار وذلك برهان عقلي عظيم على وحدانية الله وكماله. ولذلك لما انكر فرعون رب العالمين وقال فمن ربكما يا موسى؟ قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى فاستدل عليه بهذا البرهان المشاهد لكل احد. فهل في طبيعة الحيوانات كلها هذه الهداية الى التي لا تحصى انواعها وحنوها على اولادها وقيامها بهم حتى يستقلوا بانفسهم. وهل هذا والرحمة الا من اكبر الادلة على عظمته وسعة رحمته التي وسعت كل شيء. ثم ذكر من البراهين الهداية العامة للمخلوقات سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وهذه الهداية شاملة لجميع الحيوانات والدواب هدى كل مخلوق من المخلوقات للوسائل والاسباب التي يكون بها آآ تكاثرها ويكون بها آآ طعامها وشرابها الى غير ذلك من مصالحها فهذا كل مخلوقات هذا كل المخلوقات هذه الهداية العامة من حنان وعطف على الصغير عمل على آآ جلب الطعام له الى غير ذلكم من الهدايات التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذه الكائنات وهذه المخلوقات فهي تهدي الى تهدي الى كمال خالقها وعظمة مبدعها وهذا الباب واسع جدا وافاض فيه ابن القيم وافاد رحمه الله تعالى في كتابه مفتاح دار السعادة تكلم عن هذه الهداية العامة وكذلك في كتابه الشفاء العليم تكلم عنها وذكر امثلة عجيبة جدا لهداية الله عز وجل مثلا هدايته للنمل هدايته للنحل هدايته الطير فصل تفصيل عجيب يدل المتأمل على عظمة من خلق هذه المخلوقات وهداها سبحانه وتعالى هذه الهدايات ومن يقرأ ذلك الكتاب لا يملك الا ان يكبر ويعظم الله سبحانه وتعالى على هذه الهدايات المتنوعة التي الهمها اه هذه المخلوقات والله يقول سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وفي المناظرة والمحاورة التي دارت بين موسى وفرعون لما قال له فرعون فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اشارة الى هذه الهداية العامة التي اودعها الله سبحانه وتعالى في جميع المخلوقات عندما ينزل الصغير من بهيمة الانعام تجده اول ما ينزل يبحث عن ثدي امه هذي هداية خرج الى الدنيا لا يعرف فيها شيئا ثم يرفع رأسه يبحث عن ثدي امه فهذه من الهداية العامة جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله اه ان احد الانبياء او احد السلف كان يقول يا يا رازق النعاب في عشه. اظنه داوود عليه السلام. يا رازق النعاب في عشه. قال ابن كثير النعاب هو صغار الغراب صغار الغراب فاذا خرج من البيضة يكون لونه ابيظ وتعافوا امه لان لونها اسود فتعافوا لا لا لا تقربه فيأتي الحشرات الصغيرة وتلتصق باللازج الذي على جسمه فيقتات منها ثم بعد ايام يبدأ لونه يتحول الى السواد فتقبل عليه وتبدأ تحظر له فكل هذه هذا عالم عجيب انصح بقراءة مفتاح دار السعادة وشفاء العليل لابن القيم في الكلام الواسع الذي ذكره رحمه الله عن هذه الهدايات بدايات آآ البهائم والحشرات عموم الحيوانات فالتأمل في ذلك والله جل وعلا قال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت فالنظر يفيد الناظر والمتأمل زيادة في الايمان قوة في التعظيم لله سبحانه وتعالى خاصة عندما يكون هذا النظر لاستدعاء قوة الايمان والتعظيم لله سبحانه وتعالى وتسبيحه وتكبيره جل وعلا. لان كثير من الايات يمر الانسان عليها فينظر لها نظرا معتادا لكن اذا نظرت عن تأمل وتدبر وروية واستحضار لعظمة الخالق فهذا باب اخر. نعم ثم انظر رحمك الله الى سعة رحمة الله التي ملأت اقطار العالم. وشملت كل مخلوق في كل احواله. برحمته اوجد المخلوقات وبرحمته حفظها وامدها بكل ما تحتاج اليه. واسبغ عليها النعم الظاهرة والباطنة. التي لا يمكن لمخلوق ان يخلق ان يخلو ان يخلق منها طرفة عين لعلها ان يخلو نعم اعد واسبغ واسبغ عليها النعم الظاهرة والباطنة التي لا يمكن لمخلوق ان يخلق منها طرفة عين طرفة عين يخلوها يخلو نعم التي لا يمكن لمخلوق ان يخلو منها طرفة عين. وهي متنوعة عليه من كل وجه. نعم العلم والتعليم لامور الدين والدنيا ونعم العافية للابدان عموما. وللاعضاء كلها على وجه الخصوص. ونعم الارزاق ونعم الاولاد والاتباع ونعم الحروف والزروع والثمار ونعم المواشي واصناف الامتعة ونعم الدور والقصور ونعم اللذات والحبور النعم التي فيها جلب المنافع كلها. والنعم التي فيها دفع المضار كلها. تدل اكبر دلالة على وحدانية مسديها والمنعم بها وعلى وجوب شكره والاخلاص له. افمن يخلق كمن لا يخلق؟ افمن منه النعم كلها كمن هو فقير محتاج مضطر ثم انظر احوال المضطرين الواقعين في المهالك والمشرفين على الاخطار والبائسين من فقرهم المفضع او مرضهم الموجع. وكيف تضطرهم الضرورات؟ وتلجئهم الى ربهم والههم داعين ومفتقرين. وسائلين له وسائلين له مستعطين فيجيب دعواتهم. ويكشف كرباتهم ويرفع ضروراتهم اليس في هذا اكبر برهان على وحدانيته وسعة علمه وشمول رحمته وكمال عطفه ودقيق لطفه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. وقال لان ان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق. وهذا قد شاهده الخليقة ورأوا باعينهم من وقائع ما لا يعد ولا يحصى. وهذا يضطرهم الى الاعتراف بالله وبوحدانيته. فانظر الى حالة المضطرين اذا الشدائد كيف تجد قلوبهم متعلقة بالله والسنتهم ملحة في سؤاله وافئدتهم مستشرفة واله لا تلتفت عن الله يمنة ولا يسرة. بعلمها الضروري انه كاشف الشدائد. جالب الخير لا ملجأ منه الا اليه. ولا ولا معول للخليقة في جميع امورها الا عليه. فهل الامور الا لان الخليقة مفطورة على الاعتراف بوحدانية ربها. وانه النافع الضار وان ملكوت كل شيء بيده الا من فسدت فطرته بالعقائد الفاسدة والارادات السيئة. وانظر الى فقر سائق كلهم الى الله في كل شيء. فقراء اليه في الخلق والايجاد. وفقراء اليه في البقاء والرزق والامداد وفقراء اليه في جلب المنافع وفي دفع المضار. فهم يسألون الله بلسان المقال. ولسان الحال من في السماوات والارض فيعطيهم مطالبهم ويسعفهم في كل مآربهم. ان رغبوا لم يرغبوا الا وان مستهم الضراء لم يلجأوا الا اليه. فكم كشف الضر والكروب؟ وكم جبر الكسير ويسر المطلوب وكم اغاث ملهوفا وكم انقذ هالك ففقرهم اليه في كل الاحوال ظاهر مشاهد وغناه عنهم في جميع الامور. لا ينكره الا مكابر جاحد. ومن براهين وحدانية الباري وربوبية اجابته للدعوات في جميع الاوقات. فلا يحصي الخلق ما يعطيه السائلين. وما يجيب به ادعية الداعين من بر وفاجر ومسلم وكافر. تحصل المطالب الكثيرة. ولا يعرفون لها شيئا من الاسباب سوى والطمع في فضل الله والرجاء لرحمته. وهذا برهان مشاهد محسوس. لا ينكره الا مباهت مكابر يدعونه في مطالب دينهم فيجيبهم. وفي مطالب دنياهم فيجيبهم. فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا. نعم. هذه كلها من البراهين العظيمة على وحدانيته تبارك وتعالى ووجوب افراده جل وعلا بالعبادة فمن ذلكم تفرده جل وعلا بالنعم قال الله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله وقال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ونعم الله سبحانه وتعالى على العباد متوالية اسبغ جل وعلا عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وكما قال رحمه الله تعالى لا يمكن مخلوقا ان يخلو منها طرفة عين فنعم الله جل وعلا على العباد متوالية وهو يتقلب في نعم ربه جل وعلا ومولاه من يصبح الى ان يمسي وهو في نعم ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا اوى الى فراشه قال الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي يذكر نعمة الله عليه كلما اوى الى فراشه صلوات الله وسلامه عليه فنعم الله على العباد تترى وكل نعمة بالعبد فالله مسديها والله المتفضل والمنعم جل وعلا بها. فهذه النعم استحضارها برهان من براهين الوحدانية ودليل من دلائل التوحيد ولهذا في في سورة النحل و تعرف عند اهل العلم بسورة النعم لكثرة ما عدد الله جل وعلا فيها من نعمه على ساقها جل وعلا نعمة تلو الاخرى يعددها سبحانه برهانا على وجوب توحيده وافراده بالعبادة واخلاص الدين له. ولهذا في تمام سوق هذه النعم قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وقال كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون. اي هذه النعم اه لم يوجدها باطلا سبحانه وتعالى بل اوجدها ليعبد وليفرد بالعبادة وليخص وحده تبارك وتعالى بالطاعة في سورة النحل قال الله جل وعلا وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد فاياي فارهبون وله ما في السماوات والارض وله الدين واصبا افغير الله تتقون. وما بكم من نعمة فمن الله ذكر ذلكم في سياق اه تقرير التوحيد واثبات الوحدانية ووجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين الدين له تبارك وتعالى كذلكم من براهين التوحيد كونه سبحانه وتعالى يجيب المضطرين ويكشف كرب المكروبين ويغيث الملهوفين ويجير المستجيرين وبيده سبحانه وتعالى كل شيء قال الله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله؟ قليلا ما تتذكرون فالله سبحانه وتعالى هو المتفرد بذلك ولهذا حتى المشرك الذي يعبد مع الله غيره حال الاضطرار يخلص المشرك الذي يعبد مع الله غيره حال الاضطرار يخلص دينه لله قال الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين دعوا الله مخلصين له الدين والاية التي مرت امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا في مقام استفهام التقرير كما اوضح الشيخ رحمه الله الشيخ الشنقيطي رحمه الله يعني هذا امر تقرون به امن يجيب المضطر اذا دعاه يقر المشرك ان الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويخلصه من شدته هو الله ليست الاصنام ولا المعبودات الاخرى. ولهذا كانوا يخلصون يقول الله جل وعلا في في سورة الاسراء ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فظله انه كان بكم رحيما. واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعونا الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم. وكان الانسان كفورا هذي حال المشرك حال الشدائد والكربات يخلص لله واذا كان في الرخاء وفي السعة يتخذ مع الله الشركاء فيقول الله سبحانه وتعالى لهم مبينا فساد الحالة التي هم عليها يقول افأمنتم ان يخسف بكم جانب البار عندما رأيتم الهول في البحر وعاينتم الغرق وادركتم الشدة ونجاكم الله وخرجتم الى البر عدتم الى الشرك. افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر يعني الذي آآ خلصكم من اه هذه الشدة ولجأتم اليه وانتم في البحر ثم عدتم الى الشرك في البر افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر؟ او يرسل عليكم حاصبا رياحا شديدة تحمل حصباء فتهلككم ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى اي البحر لحاجة من الحاجات وغربا من الاغراظ اما منتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا فالله جل وعلا قادر على كل شيء قادر على كل شيء فاذا كون الانسان يقر انه لا يجيب المضطر اذا دعاه ولا يكشف السوء الا الله يوجب ان يخلص اه الدين له سبحانه وتعالى ولهذا يذكر في كتب السير في قصة آآ اسلام عكرمة بن ابي جهل وكان ممن اهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمهم يوم فتح مكة ففر وركب الفلك وركب الفلك ولما ركبها عاينوا الغرق ورأوا الشدة فقال بعضهم لبعض كما هي عادتهم في مثل هذه الحال قال بعضهم لبعض اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص قال عكرمة لان كان لا ينجينا قال قال لا ان كان لا ينجيني هنا الا الاخلاص فلا ينجيني في كل مكان الا الاخلاص لله علي لان انجاني من هذه لاذهبن محمدا ولاضعن يدي في يده وفعلا فعل وجاء واسلم رضي الله عنه فالشاهد ان اجابة الله سبحانه وتعالى للمضطرين وكشفه كربات المكروبين واغاثته للملهوفين هذا من البراهين العظيمة اه والدلائل الكبيرة على تفرده سبحانه وتعالى. يقول الشيخ اليس في هذا اكبر برهان على وحدانيته وسعة علمه وشمول رحمته وكمال عطفه ودقيق لطفه. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله قليلا ما تذكرون كذلكم مما ذكره رحمه الله في البرهان نفسه قال وهذا قد شاهده الخليقة. ورأوه باعينهم من الوقائع مما لا يعد ولا يحصى وهذا يضطرهم الى الاعتراف بالله وبوحدانيته تنظر الى حالة المضطرين اذا كربتهم الشدائد. كيف تجد قلوبهم متعلقة بالله كيف تجد قلوبهم متعلقة بالله والسنتهم ملحة في سؤاله وافئدتهم مستشرفة لنواله. لا تلتفت عن الله يمنة ولا يسرا ولهذا تجد المضطر يفزع الى الله ويلجأ اليه بقلبه ولسانه ملحا صادقا متضرعا يا رب يا رب هذا كله من اه البراهين والشواهد. قال وانظر ايضا الى فقر الخلائق كلهم الى الله تعالى في كل شيء. فقراء اليه في والايجاد وفقراء اليه في البقاء والرزق والامداد وفقراء اليه في جلب المنافع وفي دفع المضار فهم يسألون الله بلسان المقال ولسان قال يسأله من في السماوات والارض فيعطيهم مطالبهم ويسعفهم في كل مآربهم. فان رغبوا لم يرغبوا الا اليه وان مستهم الضراء لم يلجأوا الا اليه فكم كشف كالضر والكروب وكم جبر الكسير ويسر المطلوب وكم اغاث ملهوفا وكم انقذ هالكا فقرهم اليه في كل الاحوال ظاهر مشاهد وغناه عنهم في جميع الامور لا لا ينكره الا مكابر جاحد نعم ومن براهين وجود الله ووحدانيته وربوبيته ما يجريه الله على ايدي انبيائه من خوارق الايات والبراهين القاطعات وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم ويجعل لهم العواقب الحميدة ويخذل اعدائهم يعذبهم باصناف العذاب وهذا قد تواتر تواترا لا لا يتواتر شيء مثله. وكل احد يعرف ذلك وايات الانبياء ومعجزاتهم وكرامات الله لهم نقلتها القرون والاجيال. وصارت اعظم من برهان الشمس والقمر وهي كلها براهين على ربوبية من ارسلهم وعظمة سلطانه وكمال قدرته. وسعة علمه وحكمته. وما ينكرها الا كل متكبر جبار. ومن اعظم براهين وحدانيته ما انزله الله على انبيائه عموما من الكتب والشرائع العظيمة التي فيها صلاح الخلق وبها استقام دينهم وصلحت دنياهم وخصوصا هذا القرآن. الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم خاتمهم وامامهم وفيه من البراهين والايات ما لا يعبر عنه المعبرون. ولا يقدر ان يصفه واياته قائمة في جميع الاوقات. متحدية للخلق كلهم على اختلاف اصنافهم. وقد تبين عجزهم ووضح غيهم سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فمن نظر الى ما احتوى عليه القرآن من الاخبار الصادقة والاحكام العادلة والشرائع المحكمة والصلاح العام وجلب المنافع الدينية والدنيوية ودفع المضار والخير العظيم الى الاعتراف بانه تنزيل من حكيم حميد. ورب كريم. وكذلك من نظر الى ما جاء به الرسول الله عليه وسلم من الشرع الكامل والدين القويم والصراط المستقيم في كل شؤونه اضطره بعض ذلك فكيف فبكله الى الاعتراف بوحدانية الله. وان الذي شرعه هو الرب العظيم الحكيم في شرعه ودينه. كما هو حكيم في خلقه وتقديره هذا كذلك انواع من البراهين على وحدانية الله وربوبيته ذكر ما يجريه على ايدي الانبياء والرسل عليهم صلواته صلوات الله وسلامه من الايات والبراهين وهي متنوعة وذكر رحمه الله انها نقلتها القرون والاجيال مثل آآ نجاة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار اية تناقلتها الاجيال مثل نجاة نوح عليه السلام في السفينة وهلاك كل ما الكافرين المعرظين حتى اصبحت السفينة مثلا للنجاة مثل ما قال بعض السلف السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق الى غير ذلك من الايات العظيمة التي ايد الله سبحانه وتعالى بها انبيائه وكذلك ما يكرم الله به اتباع الانبياء من الكرامات التي تكون للحجة وللحاجة فهذا كله من البراهين والدلائل على وحدانية الرب سبحانه وتعالى. كذلك الكتب العظيمة التي انزلها الله جل وعلا على رسله عليهم صلوات الله وسلامه بما اه اشتملت عليه من البراهين العظيمة والحجج البينة هذا ايضا من البراهين على والدلائل على وحدانية الله عز وجل. كذلك النظر خصوصا في هذا القرآن اه الكريم وما فيه من الايات فالقرآن وحده معجز واية عظيمة على عظمة من تكلم به سبحانه وتعالى ونزله جل وعلا كذلك النظر فيما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه وسنته القويمة وسيرته المباركة والمباركة كل ذلكم داخل في هذا الباب. نعم ومن براهين وحدانية الله ان الفطر والعقول مضطرة الى معرفتها بباريها والاعتراف بوحدانيته. فان الخلق مفطورون على جلب المنافع ودفع المضار. ومن المعلوم لكل عاقل ان حاجة النفوس الى خالقها والهها اعظم من جميع الحاجات وضروراتها اليه تفوق كل الضرورات. فهي مضطرة الى الى علمها بانه خالقها وحده مالكها وحده ومبقيها وحده وممدها بمنافعها وحده فطرة الله التي فطر الناس عليها ذلك الدين القيم ولم يخرج عن هذه الفطرة الا من اغتالتهم الشياطين وحولت فطرهم وغيرتها بالعقائد الفاسدة والخيال الضالة والاراء الخبيثة والنظريات الخاطئة. فلو خلوا وفطرهم لم يميلوا لغير ربهم. منيبين اليه في جلب المنافع ودفع المضار ومنيبين اليه في التأله والانكسار. قال صلى الله عليه وسلم كل مولود على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من حتى تكونوا انتم تجدعونها. كذلكم في هذا الباب حديث عياظ المجاشع رظي الله عنه في في صحيح مسلم اه عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك في هذا الباب دلالة الفطرة على الوحدانية حديث عياض المجاشع رضي الله عنه في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه جل وعلا انه قال خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ولهذا قال الشيخ رحمه الله لو خلوا وفطرهم او خلوا وفطرهم لم يميلوا لغير ربهم لان هذا ركز في الفطر فطرة الله التي فطر الناس عليها كل مولود يولد على الفطرة. فهذه امور ركزت في اه الفطر وجبلت عليها فطر الناس الا من اشتالته الشياطين وحرفته عن هذه الفطرة فالفطرة برهان الفطرة برهان من البراهين الدالة على الوحدانية. ولهذا يستدل في في مثل هذا الباب ونظائره يقال دل على ذلك الكتاب والسنة والعقل والفطرة الفطرة برهان من البراهين اه ركز في القلوب نعم ومن براهين وحدانيته وكرمه ما هو مشهور في حوادث لا تعد ولا تحصى من اكرام الله تعالى للواصلين محاميهم وخلفه العاجل على المحسنين على المضطرين والمنفقين لاجله على المحتاجين وتعويضه لهم وفتحه لهم ابوابا واسبابا وطرقا بسبب ذلك الاحسان الذي له الموقع الطيب. وقد علم الخلق ان ذلك سببه تلك الاعمال الصالحة والمقدمات الحسنة. الا يدل كذلك على ان الله قائم على كل نفس بما كسبت. وان هذا جزاء معجل وثواب حاضر. نموذج لثواب الاخرة. وافراد ذلك وانواعه لا تدخل تحت الحصر. وهذا امر لا يمتلي فيه احد قد رأى الناس من هذا عجائب. ونظير هذا البرهان العقوبات التي يعجلها الله للباغين والظالمين والمجرمين بحسب جرائمهم عقوبات يشاهدها الناس رأي العين. ويعلمون ويتيقنون ان ذلك جزاء لتلك الجرائم فمن تأمل وسمع الوقائع وايام الله في الخلق وعلم ارتباطها باسبابها الحسنة او السيئة علم بذلك وحدانية الله وربوبيته وكمال عدله وسعة فضله. فضلا عن وجوده ووجوب وجوده. فان كل شيء ان كل ما دل على شيء من اوصافه او افعاله فانه يتضمن اثبات ذاته ووجوب وجوده وعلم استناد العوالم العليا والسفلية اليه في ايجادها وابقائها وحفظها وامدادها وجميع احوالها. ذكر رحمه الله هنا آآ دليلين وبرهانين متقابلين. الاول اكرامه سبحانه وتعالى وانعامه على من عرف من العباد بالفضل والاحسان بمعاونة الاخرين من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان الله ما كان العبد في عون اخيه. فهذا من من البراهين اه التي يشاهدها الناس يرون اه اشخاصا عرفوا بالفضل والاحسان ومساعدة الاخرين فيرون ان امورهم تتيسر البركة في اموالهم تتحقق والخيرات عليهم تتوانى يرون آآ الاثار ظاهرة كذلكم في مقابل ذلك الباغي الظالم المعتدي ايضا يرى الناس عقوبات الله سبحانه وتعالى عليه وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. فهو جل وعلا اه يمهل ولا يهمل جل وعلا فهذا امر يشاهده الناس يشاهد الناس احوال المحسنين واحوال ايضا الظالمين المعتدين فهذا كله من اه البراهين والدلائل على عظمة الله سبحانه وتعالى وكمال وحدانيته. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تزيدنا ايمانا وتوفيقا وتعظيما لك يا حي يا قيوم وان تصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان تصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان تصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان تجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم فرج هم المهمومين من من المسلمين وفرج كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين