بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اما بعد ايها الاخوة الكرام هذه اللقاءات ستكون حول اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لابي ابن كعب يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدري وقال ليهنك العلم يا ابا المنده هذا الحديث يدل على ان هذه الاية المباركة هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل قال اي اية معك من كتاب الله اعظم واعظم افعل تفضيل وهذا يدلنا على ان ايات القرآن الكريم وسوره متفاضلة متفاضلة لا باعتبار من تكلم به المتكلم به هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى ولكنها متفاضلة باعتبار الالفاظ والمعاني لا باعتبار من تكلم به باعتبار الالفاظ المشتملة على المعاني وباعتبار المعاني التي دلت عليها الالفاظ والايات التي فيها بيان عظمة الرب وجلاله وكماله واسمائه تبارك وتعالى وصفاته هي اعظم الايات في القرآن واجلها شأنا حديث الرب سبحانه وتعالى عن نفسه واسمائه وصفاته اعظم من حديثه عن خلقه كما قال بعض اهل العلم ليست قل هو الله احد فتبت يدا ابي لهب وتب وكله قرآن لكنه متفاضل باعتبار المعاني والدلالات باعتبار المعاني والدلالات وهذا باب مهم من الفقه ينبغي على المسلم وطالب العلم ان يرعيه اهتمامه وعنايته حتى يزداد حبه للتوحيد الذي هو اعظم شيء في القرآن وحتى تزداد مكانة التوحيد في قلبه كما هو الشأن والحال في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ولنتأمل هنا معاشر الاخوة الكرام انه بين رضي الله عنه لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اعظم اية في القرآن قال له اي اية معك من كتاب الله اعظم لما سأله عن اعظم اية في القرآن الكريم لم يتجه ذهنه الى ايات الاداب الحميدة وهي كثيرة في القرآن الكريم ولم يتجه ذهنه الى ايات الاحكام الفرعية وهي ايضا كثيرة في القرآن الكريم ولم يتجه ذهنه الى اخبار الامم السالفة وقصص الاولين وهي كثيرة في القرآن الكريم لم يتجه ذهنه الى ما يكون بعد الموت واهوال يوم القيامة والايات التي في هذا المعنى كثيرة في القرآن الكريم لم يتجه لا الى هذا ولا الى غيره وانما اتجه ذهنه الى اية اخلصت لبيان التوحيد اخلصت لتقرير التوحيد فهذا يدلنا على مكانة التوحيد في قلوب الصحابة رضي الله عنهم ودرايتهم التامة بان التوحيد هو اعظم شيء في القرآن الكريم اعظم شيء في القرآن الكريم ابي رضي الله عنه انما اتجه ذهنه لما طرح النبي عليه الصلاة والسلام عليه هذا السؤال الى ايات التوحيد دون غيرها من ايات القرآن الكريم ومن ادبه رضي الله عنه انه لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اعظم اية معه من القرآن وابي من حفاظ القرآن وحملته وهو من قراء الصحابة بل قال في ترجمته الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلا قال سيد القراء وقال جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعرض على النبي عليه الصلاة والسلام وجمع بين العلم والعمل رظي الله عنه وارظاه فكان من قراء الصحابة ومن فقهائهم فلما سأله النبي عليه الصلاة والسلام اي اية معك من كتاب الله اعظم في المرة الاولى لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم له فوض الامر الى الله والى الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله ورسوله اعلم فاعاد النبي عليه الصلاة والسلام عليه السؤال قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم وهنا ادرك رضي الله عنه وفهم من اعادة النبي عليه الصلاة والسلام للسؤال ادرك من هذا الاذن بالاجتهاد في هذا الامر لم يجب من اول من اول الامر وانما فوض الى ان الله عز وجل والى الرسول فوظع علم ذلك الى الله عز وجل والى رسوله صلى الله عليه وسلم فلما اعاد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السؤال فهم من ذلك الاذن بالاجتهاد في الامر فقال اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم وهنا ايضا لتدرك ايها الاخ الكريم كمال فقه هذا الصحابي رظي الله عنه تنبه الى انه اجاب على هذا السؤال في الوقفة نفسها حين طرح النبي عليه الصلاة والسلام السؤال في المرة الثانية فلم يكن هناك مساحة زمنية للتفكير في البحث عن الجواب كاسبوع او اسبوعين او شهر او شهرين يتأمل في الايات وينظر في دلالاتها ومعانيها ثم يستخرج وانما اجاب في الوقفة نفسها وهو واقف امام النبي عليه الصلاة والسلام ولك ايضا ان تتأمل هنا ان اختيار ابي رضي الله عنه لهذه الاية الكريمة لم يكن اختيارا لها من بين عشر ايات او عشرين اية او مائة اية او مئتين وانما اختارها في الوقفة نفسها من ماذا من القرآن كله واياته تزيد على ستة الاف اية فهذا فقه عظيم جدا يعني في وقفة وليس هناك مساحة زمنية او وقت للتفكير والتأمل وعدد الايات التي اختار منها هذه الاية ليست عشر ايات ولا عشرين اية ولا مئة اية ولا مئتين اكثر من ستة الاف اية فهذا يدلنا على كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وابي رضي الله عنه عندما طرح عليه النبي عليه الصلاة والسلام هذا السؤال اتجه ذهنه رأسا الى ايات التوحيد واستبعد ما سواها لان اعظم اية في القرآن الكريم هي في اعظم شيء في القرآن الكريم وليس في القرآن اعظم من التوحيد ولهذا اتجه ذهن ابي في تلك اللحظات السريعة للجواب اتجه ذهنه رأسا الى ايات التوحيد واستبعد ايات القصص ايات الاحكام ايات الاداب ايات الاخبار واهوال يوم القيامة وغير ذلك كلها استبعده رأسا اتجه ذهنه الى اعظم شيء في القرآن الكريم وهو التوحيد وهنا قل عدد اه الايات التي فيها البحث ثم نظر نظرة اخرى في ايات التوحيد وحدها واختار منها الاية الجامعة للتوحيد واختار منها الاية الجامعة للتوحيد اختار منها اجمع اية من ايات التوحيد لتقرير التوحيد وذكر دلائله وبراهينه فاختار هذه الاية العظيمة المباركة فقال اية الكرسي قال اية الكرسي اي ان هذه الاية هي اعظم اية في القرآن الكريم اختار هذه الاية لانها اخلصت لتقرير التوحيد وجمع فيها من براهينه ودلائله وبيناته ما لم يجتمع في اية اخرى بل كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انما اجتمع انما اجتمع في اية الكرسي من براهين التوحيد وتقريره وذكر دلائله لم يجتمع في اية اخرى وانما جاء في ايات وقال كما جاء في اخر بالايات التي في اخر سورة الحشر والايات التي في اوائل سورة الحديد ونحو ذلك اما اية واحدة جامعة لبراهين التوحيد وتقريره وذكر دلائله وبراهينه فهذا لا يوجد في اية اخرى غير هذه الاية الكريمة ولهذا كانت من بين ايات القرآن الكريم اعظم اياته شأنا واجلها مقاما وارفعها مكانا لما اجاب ابي رظي الله عنه بهذا الجواب ضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره ضرب على صدره والصدر فيه القلب والقلب فيه العقل فضرب النبي عليه الصلاة والسلام على صدره مهنئا له على هذا العلم العظيم والفقه المبارك الذي ساقه الله تبارك وتعالى له ويسره له واعانه عليه فظرب عليه الصلاة والسلام بيده على صدره وقال ليهنك العلم ابا المنذر ومعنى ليهنك العلم اي هنيئا لك هذا العلم هنيئا لك هذا العلم فامتدح النبي صلى الله عليه وسلم علمه وفقهه وفهمه واثنى عليه وهنأه على ذلك قال ليهنك العلم ابا المنذر اي هنيئا لك هذا العلم الذي ساقه الله لك ويسره لك واعان واعانك عليه ليهنك العلم قوله عليه الصلاة والسلام ليهنك العلم فيه ايضا لفتة لعظم مكانة التوحيد وانه اجل العلم واعظمه وافضله على الاطلاق والعلم شرفه من شرف معلومه العلم شرفه من شرف معلومه وليس هناك اشرف من العلم بالله تبارك وتعالى واسمائه وصفاته وعظمته وكماله وكبريائه وجلاله سبحانه قال ليهنك العلم اي ليهنك هذا العلم بالتوحيد الذي هو اعظم المقامات واجل الدين ليهنك اجراء هذا الادراك وهذا الفهم الذي توصلت به الى اعظم اية في كتاب الله عز وجل قال ليهنك العلم ابا المنذر جاء في بعض روايات الحديث قال والله ليهنك العلم اقسم عليه الصلاة والسلام بالله تعلية لهذا الشأن وتعظيما لهذا المرام وتكبيرا له وفي قوله يا ابا المنذر ايضا فيه من لطف الخطاب وحسن التودد وفي هذه التهنئة ايضا التشجيع على العلم ورفع المعنويات لطلاب العلم معرفة ايضا اقدار الناس وتفاضلهم في العلم ومكانتهم فيه واعطاء كل ذي حق حقه قال ليهنك العلم يا ابا المنذر هنا ايها الاخوة ونحن نتأمل في كمال هذا الفقه من هذا الصحابي الجليل في هذه المسألة العظيمة التي طرحها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذكر من احوال الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم مقامات عظيمة تدل على مكانة التوحيد في نفوسهم وشأنه في قلوبهم وهذا باب يطول الحديث فيه ومن امثلة ذلك ما جاء في الصحيح من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في سرية فكان يقرأ بهم في الصلاة ويختم بقل هو الله احد ويختم بقل هو الله احد فاشكل هذا الامر على من معه من الصحابة ثم انهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لهم عليه الصلاة والسلام اسألوه لاي شيء يفعل ذلك اسألوه لاي شيء يفعل ذلك فذهبوا اليه وسألوه فقال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن انظر هذا الفقه قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن سبب تكرار هذه الاية سبب تكراره لهذه الاية ومداومته لقراءتها كونها مشتملة على صفة الرحمن وهو يحب الرحمن هذا يدل على مكانة ايات التوحيد في قلوب الصحابة ويدل على مكانة التوحيد في قلوب الصحابة ويدل على فهمهم لايات التوحيد خلافا لاهل البدع الضلال الذين يزعمون ان مذهب السلف الصالح في ايات التوحيد تفويض المعنى وحاشاهم ان يكون ذلك طريقهم وهيهات ان يكون هذا سبيلهم ولهذا قالوا اصحاب هذه المقولة قالوا مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم مشيرين بذلك الى ان مذهب السلف قراءة بدون فهم قراءة لايات القرآن بدون فهم وقراءة لايات التوحيد بدون فهم وهيهات ان يكون هذا شأن الصحابة الكرام بل هذا فيه من الطعن في الصحابة والتقليل من من مكانتهم والانتقاص لعلمهم والازدراء بهم شيء عظيم وفي هذه المقالة تعلية لشأن حثالات الناس من ارباب الفلسفة وعلم الكلام الباطل ورفع شأنهم فوق شأن الصحابة ورفع علمهم فوق علم الصحابة قالوا ومذهب الخلف اعلم واحكم اعلم ممن من ابي بكر ومن عمر ومن عثمان ومن علي ومن ابي ومن ابن مسعود وابن عباس وعائشة يا سبحان الله كيف يكون فهؤلاء الذين هم اجانب وبعداء عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يكون الاعلم بالدين وافقه من الصحابة الخيار اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الذين اخذوا الفقه والفهم والدين عنه ومنه مباشرة صلوات الله وسلامه عليه فهذه النصوص تدلنا على ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اعظم الناس فهما لايات التوحيد وكانوا يقرأونها مع فهم معانيها ومعرفة دلالاتها بل فهما تتقاصر عنه افهام من بعدهم وعقول من بعدهم وانظر هذا الفهم الكبير الذي توصل اليه ابي رظي الله عنه في اختياره لاية التوحيد وتهنئة النبي صلى الله عليه وسلم له على هذا العلم المبارك قال عليه الصلاة والسلام سلوه لاي شيء يفعل ذلك قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن فذهبوا وذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم خبره فقال اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة اخبروه ان حبك اياه ادخلك الجنة وفي رواية اخبروه ان الله يحبه وهذا فيه فائدة ان حب ايات الصفات وايات التوحيد تنال به محبة الله وتنال به جنة الله وفي هذا دلالة على ان ايات التوحيد ايات تقود الانسان الى كل فضيلة والى كل رفعة في الدنيا والاخرة ولهذا جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لله ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة من احصاها اي من حفظها وفهم معانيها وحقق ما تقتضيه دخل الجنة وهذا يدلنا على الاثار المباركة لايات التوحيد ونصوص التوحيد بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وان المسلم كلما ازداد عناية بها وحفظا لها ورعاية لفهمها وتحقيقا لدلالاتها كان ذلك اعظم له في الرفعة والعلو في الدنيا والاخرة وقد قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف من كان بالله يعرف كان منه اخوف قال ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد وهذا فيه فائدة ان العبد كلما ازداد علما وفهما ورعاية وعناية واهتماما بايات التوحيد واصلح قلبه بفهمها ومذاكرتها والعناية بها صلح قلبه وعمر بالخير وزكى وامتلأ ايمانا وكان هذا آآ امرا منعكسا على جوارحه كلها صلاحا واستقامة وزكاء كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ثم ايها الاخوة ونحن نتأمل في هذه التهنئة المباركة من النبي عليه الصلاة والسلام لابي بهذا العلم العظيم والفهم الكبير الذي وفقه الله تبارك وتعالى له ندرك ايها الاخوة شدة حاجتنا وعظم افتقارنا لعلم التوحيد الذي طالما قصر كثير من الناس من العناية به والاهتمام فكم هي الحاجة ماسة لكل مسلم ان يعنى في حياته بهذا التوحيد الذي هو اعظم شيء في هذه الحياة واقسم لكم بالله الذي لا اله الا هو ليس في هذه الحياة الدنيا شيء اعظم من التوحيد ليس هناك شيء اعظم من التوحيد ولهذا من اعظم الخسران واكبر الحرمان ان يدخل الانسان هذه الحياة الدنيا ثم يخرج منها ويفارقها دون ان يذوق فيها اعظم شيء فيها دون ان يذوق فيها اعظم شيء فيها وهو توحيد الله سبحانه وتعالى فهذه التهنئة المباركة تدلنا على عظم الحاجة وشدتها لدى كل مسلم ان يعنى بالتوحيد وان تكون عنايته بايات التوحيد ليست في دقائق معدودة او في لحظات محسوبة وانما تكون هذه الحياة هذه العناية ممتدة معه في حياته كلها ممتدة معه في حياته كلها رعاية لهذا المقام واعتناء بهذا الشأن مع خاصة نفسه ومع اخوانه المسلمين توجيها وتعليما وبيانا ونصحا وتذكيرا حتى يصلح الناس ولا يمكن ان يصلح الناس بغير التوحيد لا يمكن ان يصلح الناس بغير التوحيد ولا يمكن ان تستقيم امور الناس بغير التوحيد وحتى يتضح لنا هذا الامر اكثر يزداد آآ اه يزداد اه عنايتنا بهذا الامر واهتمامنا به اقف وقفة مع هذه الاية من خلال توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام للامة لان يعتنوا بها اية التوحيد اية اية التوحيد التي هي اية الكرسي التي اخلصت لبيان التوحيد اذا تأملنا ايها الاخوة في السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام نجد انه جاء فيها الترغيب في قراءة هذه الاية في اليوم والليلة مرات وكرات جاء الترغيب في قراءة هذه الاية في اليوم والليلة مرات وكرات فجاء عنه عليه الصلاة والسلام الحث على قراءتها دبر كل صلاة مكتوبة كما جاء في النسائي وغيره من حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قرأ اية الكرسي في دبر كل صلاة في دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين الجنة الا ان يموت لم يكن بينه وبين الجنة الا ان يموت وهذا يفيدنا ايها الاخوة ان الجنة قريبة جدا من الانسان فليس بين المؤمن وبين الجنة الا ان يموت يعني الا ان تفارق روحه جسده قريبة جدا ومما يدل على قربها قوله عليه الصلاة والسلام من مات وهو لا يدعو من دون الله ندا دخل الجنة. قريبة جدا الجنة ليس بين المؤمن وبين دخول الجنة الا ان يموت قال من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين الجنة الا ان يموت هنا في فقه لا بد ان يفهم فقه عظيم لا بد ان يفهم قراءة اية الكرسي التي تنفع العبد ويكون لها الاثر عليه بايمانه وفي فلاحه وفي سعادته هي تلك القراءة التي يفهم فيها كلام الله ويعقل معاني كلام الله سبحانه وتعالى هي هي القراءة التي ينتفع بها العبد لا ان يقرأ قراءة مجردة لا يعقل فيها المعاني ولا يفهم فيها الدلالات ولا يعرف اعظم شيء تدل عليه الاية بل وجد في الناس من يقرأ اية الكرسي وربما يكثر من قراءتها وينقضها بالشرك بالله والعياذ بالله تجده يقرأ اية الكرسي ثم يستغيث بغير الله او يطلب المدد من غير الله او يذبح لغير الله او يندر لغير الله او يصرف انواعا من العبادة لغير الله. اين هذا واية الكرسي؟ حتى وان قرأها حتى وان قرأها ليس من اهلها لا يكون من اهلها الا اذا فهم التوحيد الذي دلت عليه وحققه قال لم يكن بينه وبين الجنة الا ان يموت وفي الحديث الاخر قال لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة فبقراءة اية الكرسي وفهم التوحيد الذي دلت عليه وتحقيقه واستدامة هذه المذاكرة في ايام المسلم ولياليه اذا مات على ذلك ليس بينه وبين الجنة الا ان يموت لانه مات على التوحيد ومن مات على التوحيد دخل الجنة ومن كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة يقول ابن القيم رحمه الله بلغني عن شيخنا ابي العباس ابن تيمية رحمه الله انه قال ما تركت قراءة هذه الاية عقيب كل صلاة منذ عرفت الحديث منذ عرفت هذا الحديث ما تركتها عقيب كل صلاة يعني ما فاتته عقيب كل صلاة اذا اعتنى المسلم بقراءة هذه الاية عقب كل صلاة متعقلا لمعانيها متفكرا في دلالاتها فان اية التوحيد او اعظم ايات التوحيد تمر عليه في اليوم خمس مرات خمس مرات يستذكر فيها اية التوحيد التي اخلصت لبيانه واخلصت لتقريره ايضا يضاف الى هذه مرة سادسة عند النوم ثبتت في السنة ما جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال وكلني النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر زكاة رمظان قال رضي الله عنه جلست في حراسة الزكاة يقول فاذا برجل جاء واخذ يحثو من الصدقة يعني يحثو بيده يجمع بيده ليأخذ فمسكت يده وقلت والله لا قلت لا اتركك حتى اسلمك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان عندي عيال وحاجة شديدة اخذ يستعطف قال فرحمته وخليت سبيله فلما اصبحت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا ابا هريرة ما فعل اسيرك البارحة قال شكى حاجة وعيالا فرحمته وخليت سبيله وقال لي انه لا يعود فرحمته وخليت سبيلا فقال عليه الصلاة والسلام كذبك وسيعود قال فرصدته في الليلة الثانية لقوله صلى الله عليه وسلم سيعود يعني عندي يقين انه سيعود فرصدته فجاء واخذ يحثو من الصدقة فامسكت به فشكى حاجة وعيالا يقول لا اعود قال فرحمته وخليت سبيله فلما اصبحت لقيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا ابي ماذا فعل اسيرك البارحة؟ ما فعل اسيرك البارحة قال شكى عيالا وفقرا وحاجة وقال انه لا يعود فرحمته وخليت سبيله قال كذبك وسيعود قال فرصدته الليلة الثالثة وهو على يقين انه سيأتي لاخبار النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال فرصدته فجاء واخذ يحثو من الصدقة فقلت لا اتركك حتى اسلمك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقال دعني اعلمك كلمات ينفعك الله بها دعني اعلمك كلمات ينفعك الله بها قال اذا اويت الى فراشك تقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم حتى تأتي على خاتمتها فانك ان فعلت ذلك لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخلى سبيله قل سبيله ثم قال فلما اصبحت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما فعل اسيرك البارحة قال قال لي دعني اعلمك كلمات ينفعك الله بها قال اقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم حتى تأتي على خاتمتها وقال لي فانك ان فعلت ذلك لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا احرص الناس على الخير وكانوا احرص الناس على الخير فقال له النبي عليه الصلاة والسلام صدقك وهو كذوب صدقك وهو كذوب اتدري من تخاطب منذ ثلاث ذاك الشيطان قال اتدري من تخاطب منذ ثلاث؟ قال ذاك شيطان هنا النبي صلى الله عليه وسلم قال صدقك فبقوله صدقك عليه الصلاة والسلام مضت سنة قراءة اية الكرسي باقرار النبي عليه الصلاة والسلام قراءتها كل ليلة اذا اوى المسلم الى فراشه وابو هريرة رضي الله عنه لم يأخذ هذا مأخذ القبول ولم يأخذه ماخذ التسليم حتى ذكر ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام واقر الامر قال صدقك فاقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر ولهذا ليس للانسان ان يأخذ شيئا يأتيه في المنام اقرأ اية كذا في مكان كذا اقول هذا لانه حادثني شخص قبل فترة ليست بطولة وقال ان انه يأتيني في المنام ات ويذكر لي في مناسبات معينة ايات اقرأها يذكر لي في مناسبات معينة ايات اقرأها وفي بعض المرات يذكر لي ادعية قال وذكر لي دعاء وقال لي هذا الدعاء اذا جئت به في اي موضع يفتت لك ما امامك يفتت لك ما امامك لو قرأته على جبل لوتفت لتفتت ولو قرأته على ظالم لهلك ولو ذكر له اشياء وقال ان فيها الاسم الاعظم قلت له الذي يخاطبك شيطان ولا يجوز لك ان تأخذ من كلامه لا قليل ولا كثير وكل كلامه ما يؤخذ ولا يقبل قال لي الشيطان يعطيني ايات قلت نعم يعطيك ايات يعطيك ايات ليمزج الحق بالباطل ولا يعطيك حقا صرفا وانما يعطيك لا يعطيك باطلا صرفا وانما يعطيك باطلا يمزجه بقليل من الحق حتى الكهنة والسحرة يكتبون ايات من القرآن وربما يقرأون ايات من القرآن لا لعبادة الله سبحانه وتعالى بها. ولكن امتهانها ومزها بالباطل وانتقاصها ويتقربون للشياطين بهذه الاعمال فابو هريرة رضي الله عنه لم يأخذ هذا مأخذ القبول الا بعد ان عرظ ذلك على النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الندب لقراءة اية الكرسي كل ليلة اذا اوى المسلم الى فراشه اذا اوى المسلم الى فراشه وفي هذا من الحكمة والفائدة ان تكون اية التوحيد التي اخلصت لبيانه وافردت لتقريره وبيان حججه من اواخر ما ينام عليه المسلم فاذا نام على ذلك ومات عليه مات على الفطرة مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث فروة في قراءة اه اه قراءة سورة الكافرون قل يا ايها الكافرون قال عليه الصلاة والسلام من قرأها ومات على ذلك كتب له براءة من الشرك في حديث البراء الذي علمه ما يقوله اذا اوى الى فراشه اللهم لك اسلمت اللهم وجهت وجهي اليك الى اخره قال ان مت على ذلك مت على الفطرة كل هذه المعاني يقرأها المسلم عندما يأوي الى فراشه متفكرا فيها متأملا في دلالاتها لتكون خاتمته في نومه على التوحيد فان مات من ليلته مات على الفطرة مات على التوحيد اذا هذا موضع سادس تقرأ فيه اية الكرسي وثمة موضعان اخران في ذكر الصباح والمساء في ذكر الصباح والمساء اذكار طرفي النهار وقد ثبت بهذا ايضا الحديث عن ابي نفسه رضي الله عنه صاحب الرواية المتقدمة كما جاء في النسائي والمعجم الكبير للطبراني عن ابي رضي الله عنه قال كان لي جرم من التمر وجرن التمر هو حجر منقور مجوف يكنز فيه التمر يكنز فيه التمر ويبقى بهذه الطريقة التمر محفوظا سالما باذن الله تبارك وتعالى يقول لاحظت انه ينقص لاحظت ان هذا الجرن الذي فيه تمر لاحظت انه ينقص يقول فاخذت ارصده يعني انظر ما من الذي يأتي ويأخذ منه يقول فاذا في ليلة من الليالي بدابة شبه الغلام المحتمل المحتلم اه اتجه الى هذا الجرن واخذ يأخذ منه يأخذ منه تمرا يقول فذهبت اليه وسلمت رد السلام قلت له انسي انت او جني؟ قال جني قال اعطني يدك فناولني يده فاذا يده يد كلب وشعره شعر كلب في السياق قال قلت ما الذي ينجينا منكم ما الذي ينجينا منكم قال هذه الاية التي في سورة البقرة هذه الاية التي في سورة البقرة اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم من قرأها اذا اصبح اجير منا حتى يمسي ومن قرأها اذا امسى اجير منا حتى يصبح حتى يصبح لم يقف ابي عند هذا ولم يأخذه مأخذ التلقي يقول فلقيت او ذهبت الى النبي عليه الصلاة والسلام وذكرت له الامر وذكرت له الامر فاقره النبي عليه الصلاة والسلام قال صدقك وذاك الشيطان قال صدقك وذاك شيطان اقر النبي صلى الله عليه وسلم الامر اذا من السنة قراءة اية الكرسي في الصباح مع اوراد الصباح وفي المساء مع اوراد المساء وتلخص لنا من الاحاديث المتقدمة ان اية الكرسي تقرأ في اليوم والليلة ثمان مرات يقرأ في اليوم والليلة ثمان مرات يندب للمسلم ان يقرأها في يومه وليلته ثمان مرات خمس مرات ادبار الصلوات المكتوبة عقب كل صلاة مكتوبة ومرة عند النوم ومرتين في اذكار الصباح والمساء فهذه ثمان مرات يستحب ويندب للمسلم ان يقرأ فيها هذه الاية المباركة اية الكرسي هنا تأمل ايها الاخ الموفق ان هذا الندب لقراءة اية الكرسي هذه القراءة المتكررة في اليوم والليلة بهذا العدد ثمان مرات هذا الندب يدلنا دلالة واضحة على اهمية استذكار التوحيد مرات عديدة في اليوم والليلة واية الكرسي هي عبارة عن اية او متن جامع للتوحيد فيه توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات في هذه الاية خمس اسماء حسنى لله سبحانه وتعالى وفيها من صفات الله سبحانه وتعالى ما يزيد على العشرين صفة فهي جامعة للتوحيد لبيانه وتقريره وايظاحه وبيان براهينه ودلالاته فاذا هذه القراءة المتكررة من المسلم في اليوم والليلة لهذه الاية المباركة يدلنا على اهمية قراءة التوحيد واستذكاره ومداومة العناية به والعناية بمسائله وفهمه وظبطه خلافا لمن يدعي ان امر التوحيد يكفي فيه عشر دقائق او يوم او ساعات معينة وتنتهي وبعض طلبة العلم ربما يقرأ متن من متون التوحيد على احد المشايخ يقول انتهينا عرفنا التوحيد وفهمناه وانتهينا وقرأت المتن الفلاني او حفظت لا ما ما ينتهي الامر ولا يقف لا تزال تحتاج الى العناية بالتوحيد والفهم له والرعاية له ومداومة الاستذكار له في كل اوقاتك وفي جميع ايامك مرات وكرات وهذا واضح في ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة اية الكرسي آآ هذه المرات الكثيرة في في ليالي المسلم وايامه ثم هذه القراءة التي تكون باستدامة وتكرار ومداومة مع الفهم والعقل للمعاني والدلالات هي التي يتحقق بها حفظ العبد في حياته وانه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان وهذا يفيدنا ايضا فائدة عظيمة في مكانة التوحيد الا وهي ان التوحيد يطرد الشياطين كانت الشياطين معشعشة في جزيرة العرب كانت معشعشة في جزيرة العرب فلما جاء التوحيد انحسرت واندحرت وهربت ولهذا قال العلماء اخذا من هذه المعاني ان البلد الذي يشع فيه انوار التوحيد وتكثر فيه مدارسته وفهمه وتحقيقه تذهب الشياطين وتنطرد اليس النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمع الشيطان الاذان ادبر وله ضراط الاذان توحيد الاذان توحيد واخلاص لله سبحانه وتعالى ولا يستطيع ان يصمد الشيطان امام التوحيد بل يفر ويهرب اذا اذا وجد عناية بالتوحيد واهتمام ورعاية لمسائله وظبط له وساع وانتشر بين الناس ولت الشياطين وهربت ولهذا يلاحظ ان انتشار السحر والشعوذة والكهانة وما الى ذلك اه اكثر ما تكون في مجتمعات الجهل وقلة التوحيد اما المجتمع الذي فيه منارات التوحيد واضحة والناس الذين فيهم فهم التوحيد واضح لا لا يكون لا لا للشياطين ثمة مجال ولا يكون للمشعوذين والسحرة والدجاجلة واظراب هؤلاء اي مجال ولهذا جاء علاج مثل هذه الاشياء بالرجوع الى التوحيد والرجوع الى الاخلاص لله سبحانه وتعالى ولهذا ايضا كان اذا اصيب العبد بكرب بسبب مصائب الدنيا والنوازل والبلايا وما الى ذلك ان يرجع الى التوحيد ويفزع له قد كان عليه الصلاة والسلام يقول في الكرب لا اله الا الله العظيم لا اله الا الله الحليم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم يفزع الى التوحيد فهذا يدلنا على ان صلاح الناس انما يكون بالتوحيد بالتوحيد لله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له ووتحقيق العبودية له جل وعلا قال لا يزال عليك من الله حافظا ولا يقربك شيطان حتى تصبح وفي الحديث الاخر قال من قرأها اذا اصبحوا جير منا حتى يمسي واذا قرأها اذا امسى اجير منا حتى يصبح حديث ابي هريرة وحديث ابي وحديث ابي يدلان دلالة واضحة على ان هذه الاية المباركة اية الكرسي اية التوحيد تبطل الاحوال الشيطانية وتطرد الشياطين من المكان وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في في كتبه نبه على هذه المسألة مرات عديدة وكان في كل مرة ينبه على هذه المسألة ينبه على امر كثيرا ما نغفل عنه يقول رحمه الله ان اية الكرسي وغيرها من قوارع القرآن ان اية الكرسي وغيرها من قوارع القرآن اذا قرأت بصدق ابطلت الاحوال الشيطانية اذا قرأت بصدق ما معنى قوله بصدق؟ وهذه الكلمة وجدته رحمه الله يكررها مرات كثيرة في كتبه في كتابه الفرقان وفي كتابه النبوات وفي كتب عديدة له رحمه الله ينص على ذلك قال اذا قرأت بصدق ما معنى بصدق ما معنى ان تقرأ الاية بصدق وهنا تأمل هل من يقرأ اية الكرسي بقلب لاه كمن يقرأها متأملا في معانيها متدبرا لدلالاتها عامرا قلبه بالتوحيد الذي دلت عليه هل يستويان هل يستوي شخص يقرأ اية الكرسي وقلبه لاهي ربما يقرأ اية الكرسي وقلبه مشغول ببعض الشهوات او منصرف ببعض المباحات بعيد كل البعد عن معاني هذه الاية المباركة هل يستوي هذا ومن يقرأ اية الكرسي متدبرا لمعانيها متأملا لدلالاتها عامرا قلبه بالتوحيد الذي والتعظيم الذي اشتملت عليه هذه الاية المباركة ولهذا ليس كل قراءة لها اثر ليس كل قراءة لها اثر ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ان رجلا من من الصالحين كان اذا اوتي له بمريظ لم يزد على ان يقرأ عليه قل هو الله احد لم يزد ان يقرأ عليه قل هو الله احد وغالب من يؤتى لهم به يؤتى اليهم او يؤتى بهم اليه قالبهم يشفون يقرأ عليهم قل هو الله احد ويقومون ما بهم مرظ فاحد الناس اراد ان يقلده فكان يعني يطلب بعض المرضى ويقرأ عليهم قل هو الله احد. فما كانوا يستفيدون من قراءته فقال ليست قل هو الله احد من كل احد تشفي كل احد يعني لابد في القراءة ان تكون قراءة بصدق بايمان بتوحيد باخلاص بتدبر بتأمل تأكيد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على قراءة الاية بصدق هذا يفيدنا على اهمية ومسيس الحاجة الى عناية المسلم بفهم هذه الاية المباركة وتدبرها وعقل معانيها وفهم دلالاتها واذا كان الله عز وجل قال في عموم القرآن افلا يتدبرون القرآن فكيف باعظم اية القرآن شأنا واجله مكانة واجلها مكانة وارفعها قدرا. وهي اية الكرسي واذا لاحظ المسلم واقعة مع هذه الاية قراءة لها يجد انه من منة الله عليه وانعامه تيسر له قراءة هذه الاية في حياته مرات كثيرة ربما بالالاف وعلى ضوء ذلك ينبغي ان يعاتب نفسه وان يلومها على تقصيره وتفريطه في فهم معانيها وتدبر دلالاتها ومن ثم تحقيق ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله جل وعلا والبراءة من الشرك وفي هذا اللقاء ان شاء الله في اللقاءات القادمة نواصل الحديث مع هذه الاية العظيمة المباركة اية الكرسي ببيان اه معانيها ودلالاتها بحسب ما ييسره الله جل وعلا مع الاعتراف بالضعف والقصور وقلة العلم لكن نستمد من الله جل وعلا العون والتوفيق والتسديد والهداية والرشاد لنا ولكم اجمعين وان يأخذ بنواصينا للخير وان يفقهنا في دينه وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. انه تبارك وتعالى سميع مجيب قريب يقول الاخ هنا كما جاء في الحديث ان اية الكرسي اعظم اية في القرآن فهل تقرأ في اوقات معينة مثل بعض الصلوات وعند النوم ام في اوقات منفردة ربما ان الاخ السائل كتب سؤاله في اوائل الدرس والا مر معنا ان اية الكرسي تقرأ في اليوم والليلة ثمان مرات واريد واحد من الاخوان يحدد لنا هذه الثماني احفظنا عند النوم وادبار الصلوات نعم عند النوم وادبار الصلوات وفي اذكار الصباح والمساء اثابك الله يقول الاخ هنا من الاسف ان كثير من المتحمسين في طلب العلم يستدلون بقصة ابي هريرة مع الشيطان في اخذ العلم عن اهل البدع وكتب اهل البدع فما قولكم في هذا؟ هذه المقالة اثمة وكتب اهل البدع حذر منها السلف اشد التحذير بل يكفي في التحذير منها قول النبي عليه الصلاة والسلام كل بدعة ضلالة فكتب اهل البدع ينبغي على على الانسان ان يحذر منها والمراد بكتب اهل البدع الكتب التي اسست على البدعة واقيمت على البدعة كالتي اقيمت على علم الكلام الباطل او على الاذواق والمواجيد عند اهل ارباب من يدعون السلوك ونحو ذلك فالكتب التي اقيمت على البدعة ينبغي ان يحذر منها العبد اما الكتب التي اقيمت على السنة وبيان الدين وارتبطت بالاحاديث وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ووجد فيها بعض الاخطاء فهذه لا يمنع من وجود بعض الاخطاء التي فيها ان يستفاد مما فيها من علم وبيان للسنة وعناية باحاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهذه القصة هي في الحقيقة يعني شاهد عليه لا له لان ابا هريرة لم يأخذ الامر مأخذ التسليم وانما رجع للسنة فالحقيقة هنا ان الرجوع للسنة ان الرجوع هنا في الحديث وفي سياق هذه القصة هو رجوع الى سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال هنا آآ قول الله عز وجل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد قال احد المفسرين فيها اثبات الرؤية ولكن بلا كيف هذا الكلام صحيح بلا كيف؟ علما بان صاحب التفسير يقول ان الله عز وجل ليس موجودا في اي جهة من الجهات هذا الكلام هذا من كلام اهل البدع فهذا الكلام من كلام اهل البدع لان الكلام في الجهة هو كلام في الفاظ مجملة الفاظ لم يأتي آآ لم تأتي في الكتاب والسنة لا اثباتا ولا نفيا وهي الفاظ مجملة تحتمل معنى صحيح وتعتمل معان باطلة ومثل هذه الالفاظ المجملة لا يصح نفيها ولا يصح اثباتها وانما يفصل فيها ويثبت المعنى الحق وينفى المعنى الباطل كما قال شيخ الاسلام رحمه الله يوقف اللفظ ويفسر المعنى يعني ينظر المعنى ان كان المعنى صحيح فالحق ثابت وان كان المعنى باطل فالباطل مردود والاية فيها اثبات الرؤية لله عز وجل آآ بلا كيف اذا كان القائل بلا كيف من من السلف فالسلف مرادهم ما واظح بقولهم بلا كيف اي بلا كيف نعلمه بلا كيف نعلمه فقول بلا كيف نفي للتكييف يعني نفي لعلمنا بالكيفية ولهذا فان اثبات السلف رحمهم الله لصفات الله عز وجل هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف اما اذا كان القائل اه بلا كيف من اهل البدع فكثير منهم يريد بهذه الكلمة نفي الصفة نفي الصفة يعني بلا كيف اي انه لا كيفية لها وما لا كيفية له عدم وليس هذا مراد السلف بقول بلا كيف يعني ليس مراد بقول بلا كيف نفي اه الكيفية اصلا وانما المراد نفي علمنا بها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين