بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله احمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد معاشر الاخوة الكرام مر معنا في لقاء الامس مقدمة حول فظل اية الكرسي التي هي اعظم اية القرآن شأنا واعلاها مكانة وارفعها قدرا ومر معنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل ابي ابن كعب رضي الله عنه عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم قال اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدري وقال والله ليهنك العلم يا ابا المنذر اي هنيئا لك فهذا العلم المبارك الذي ساقه الله تبارك وتعالى اليك ويسرك لبلوغه ونيله ايضا مر معنا ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة هذه الاية المباركة في اليوم والليلة مرات وكرات بحيث تكون وردا للمسلم يعتني به في كل ايامه ولياليه ومن خلال مجموع الاحاديث الواردة في السنة فيما يتعلق بقراءة هذه الاية في اليوم والليلة مر معنا انه يستحب ويندب للمسلم ان يقرأها في يومه وليلته ثمان مرات خمس مرات ادبار الصلوات المكتوبة ومرة في ذكر الصباح ومرة في ذكر المساء ومرة عندما يأوي الى فراشه ومر معنا في الحديث ان من فعل ذلك لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ثم ان هذه القراءة المتكررة في ايام المسلم ولياليه لهذه الاية المباركة يفيدنا فائدة عظيمة ومهمة في هذا الباب الا وهي حاجة المسلم الماسة وضرورته الملحة للعناية بامر التوحيد وتحقيقه في قلبه وتجديده في نفسه كما قال عليه الصلاة والسلام جددوا الايمان في قلوبكم فهذه المذاكرة والاستذكار ودوام القراءة والمراجعة لهذه الاية الكريمة كل ذلك يعد تحقيقا للتوحيد الذي اشتملت عليه هذه الاية الكريمة واذا تيسر للمسلم هذه القراءة المستمرة والمداومة على قراءتها في ايامه ولياليه مع التدبر لمعناها والتعقل لمدلولها افاده ذلك تمكنا للتوحيد في قلبه وتوسيعا لمساحته في في نفسه وقوة في اواصره في فؤاده ولا يزال يتنامى فيه هذا الامر قوة وزيادة ورفعة ما دام على هذا الطريق المبارك يكرر هذه الاية كما امر ويأتي بها كما ورد مستذكرا لمعانيها متعقلا لدلالاتها متدبرا للتوحيد الذي قامت على تقريره وبيانه وايظاحه وتجليته بالبراهين الواضحات والحجج البينات واذا كان الله سبحانه وتعالى قال في عموم القرآن افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقال افلم يتدبروا القول وقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب اذا كان الله جل وعلا قال ذلك في عموم اي القرآن وسوره فكيف بهذه الاية العظيمة المباركة التي هي اعظم اي القرآن شأنا وارفعها مكانه ولهذا ينبغي ان نعلم ايها الاخوة الكرام انه لا ينبغي للمسلم ان يكون حظه من هذه الاية المباركة في لياليه وايامه مجرد القراءة وتلاوة الالفاظ دون تدبر المعاني وعقل المدلولات ودون تحقيق ما تقتضيه هذه الاية المباركة من التوحيد والاخلاص والبراءة من الشرك والاقبال على الله تبارك وتعالى خضوعا وتذللا وانكسارا فليست اية الكرسي مفيدة قارئها اذا كان غير محقق لما دلت عليه اذا كان غير محقق لما دلت عليه من الاخلاص لله تبارك وتعالى والقيام بتوحيده لان تلاوة القرآن وتلاوة اية الكرسي ليست بقراءة الالفاظ فقط والله جل وعلا قال الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال اهل العلم ان تلاوة القرآن حق تلاوته لا تكونوا الا بامور ثلاثة الامر الاول قراءة القرآن وحفظه قراءة صحيحة سليمة مستقيمة والامر الثاني فهم معانيه ومدلولاته وعقل مراد الله تبارك وتعالى به تدبرا وتعقلا وتفهما وتبصرا وفهما لكلام الله سبحانه وتعالى والامر الثالث العمل بالقرآن والعمل نفسه يسمى تلاوة العمل والاتباع نفسه يسمى تلاوة كما قال الله عز وجل والقمر اذا تلاها اي تبعها فلان فلانا اي تبعه فلا يكون تاليا للقرآن الا اذا اتبع القرآن الا اذا اتبع القرآن ولا يكون العبد تاليا لاية الكرسي بمجرد قراءته لالفاظها بل لا يكون تاليا لها حق التلاوة الا بفهم ما دلت عليه وتحقيق ذلك وهو توحيد الله جل وعلا واخلاص الدين له والبراءة من الشرك قليله وكثيره لا يكون تاليا لها الا بذلك الا القراءة والفهم والعمل بما تقتضيه وتدل عليه من التوحيد والاخلاص لله جل وعلا ولهذا كان من المتأكد على كل مسلم ان يكون عنده مزيد عناية بهذه الاية المباركة في فهمها وتدبر دلالاتها ومراجعتي ومطالعة كتب التفسير التي كتبها اهل العلم من ائمة اهل السنة يراجع ما ما كتبه اهل العلم لتكون قراءته لهذه الاية عن فهم وتدبر كما امر الله جل وعلا وكما دعا عباده لذلك في ايات مر معنا جملة منها ولهذا ايها الاخوة نسأل الله جل وعلا ان ييسر لنا ولكم الخير وان يعيننا واياكم على العناية بكتاب الله عز وجل وبهذه الاية المباركة الكريمة التي هي اعظم اية القرآن وفيما يتعلق بخصوص هذه الاية فالوصية معاشر الاخوة ان تكون عنايتنا بها مضاعفة اولا من جهة قراءتها والمحافظة على جعلها وردا يوميا كما جاء في السنة ثماني مرات في اليوم والليلة يعتني بذلك المسلم عناية دقيقة وفائقة ولا يفوت على نفسه هذا الخير العظيم والفظل العميم ومر معنا ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله منذ بلغه قول النبي عليه الصلاة والسلام من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين دخول الجنة الا ان يموت لما بلغه هذا الحديث يقول ما تركت قراءتها دبر كل صلاة منذ عرفت هذا الحديث وهذا الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم فيحافظ على قراءتها مرات وكرات كما جاء في السنة وتكون وردا يوميا للمسلم يعتني به والامر الثاني يجاهد نفسه على فهم هذه الاية وعقل معانيها وتدبر دلالاتها والامر الثالث يجاهد نفسه على تحقيق التوحيد والاخلاص الذي قامت هذه الاية على بيانه وتقريره وايظاحه فهذه ايها الاخوة مقدمات بين يدي الدخول في معاني هذه الاية المباركة ودلالاتها الكريمة وما آآ اقيم في هذه الاية من البراهين الساطعات والحجج الواضحات على وجوب التوحيد واخلاص الدين لله جل وعلا هذه الاية الكريمة صدرت بقوله تبارك وتعالى الله لا اله الا هو صدرت بقوله الله لا اله الا هو وهذه كلمة التوحيد هذه كلمة التوحيد التي هي اجل الكلمات وافضلها على الاطلاق فليس في الكلمات كلها كلمة افظل من هذه الكلمة الله لا اله الا هو هذه كلمة التوحيد لا اله الا الله وهي كلمة عظيمة جليلة كبيرة الشأن عظيمة القدر هي افضل كلمة قالها نبي كما قال عليه الصلاة والسلام وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وهي افضل الذكر كما قال عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله وفضائل هذه الكلمة وموقعها من الدين وقدرها وشأنها فوق ما يصفه الواصفون وقد جاء في نصوص الشرع في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في بيان قدر هذه الكلمة وفخامة شأنها ورفعة قدرها جاء ايات كثيرة واحاديث عديدة في سنة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقد نعتت في القرآن بنعوت مباركة ووصفت بصفات كريمة تدل على عظم شأنها ورفعة قدرها فجاء في القرآن وصفها بانه العروة بانها العروة الوثقى كما جاء ذلك في الاية التي تلي اية الكرسي قال الله عز وجل فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بلا اله الا الله التي هي خير مستمسك واعظم عروة يتعلق بها العبد ويستمسك بها لتتحقق نجاته وليحصل ربح الدنيا والاخرة وجاء في القرآن وصفها بانها الكلمة الطيبة كما قال الله تبارك وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ووصفها تبارك وتعالى بانها القول الثابت كما قال جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ووصفها جل وعلا بانها دعوة الحق كما في قوله سبحانه في سورة الرعد له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه؟ وما دعاء الكافرين الا في ظلال ووصفها جل وعلا بانها الكلمة التي جعلها ابراهيم الخليل امام الحنفاء باقية في عقبه لعلهم يرجعون وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون اي لا اله الا الله ووصفها بانها كلمة التقوى التي الزمها الله نبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه. وكانوا احق بها واهلها كما قال عز وجل والزمهم كلمة التقوى وكانوا احق بها واهلها ووصفها تبارك وتعالى بانها العهد كما في قوله جل وعلا الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قيل في تفسيرها اي لا اله الا الله قيل في في تفسيرها اي هي العهد هو لا اله الا الله وجاء في القرآن وصف هذه الكلمة العظيمة بصفات كثيرة جدا بصفات كثيرة جدا تدل على عظم مقام هذه الكلمة من الدين وانها اساس الدين وانها الكلمة التي اه انزلت لاجلها الكتب وارسلت لاجلها الرسل وهذا المعنى جاء في ايات كثيرة في القرآن لقوله سبحانه وتعالى في اول سورة النحل اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاعبدون فوصفها انها انزلت الكتب لاجل بيانها وتقريرها وايظاحها وقال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكل رسول يبعثه الله تبارك وتعالى فان اول كلمة يسمعها اقوامه منه هي هذه الكلمة اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فلاجلها ارسلت الرسل وانزلت الكتب ولاجلها خلقت الخليقة ووجد الثقلان وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجلها انقسم الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير والجنة لاهل لا اله الا الله والسعير اه المجانبين لهذه الكلمة المعرضين عنها ولا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن هذه الكلمة حتى يسأل عن هذه الكلمة ماذا كنتم تعبدون وسؤال اخر ماذا اجبتم المرسلين؟ سؤالان معروضان على الخلائق يوم القيامة جواب السؤال الاول لا اله الا الله وتحقيقها قولا وعلما واعتقادا وعملا وجواب السؤال الثاني اشهد ان محمدا رسول الله وتحقيقها علما وعملا وطاعة واتباعا للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصف هذه الكلمة المباركة بانها ارفع شعب الايمان كما في حديث الشعب المشهور المخرج في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وجاء في السنة وصف هذه الكلمة بانها لو وضعت في اه في ميزان في كفة ميزان وفي كفة الميزان الاخرى السماوات والارض ثقلت بهن هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد لا اله الا الله ففي المسند من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص بسند ثابت ان عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوحا عليه السلام قال لابنه يا بني امرك بلا اله الا الله يا بني امرك بلا اله الا الله فانها ان وضعت في كفة والسماوات السبع والاراظون السبع في كفة لمالت بهن لا اله الا الله قال ولو كانت السماوات والارض حلقة مفرغة لفصمتهن وفي رواية لقصمتهن لا اله الا الله كلمة عظيمة جدا ومقامها من الدين عظيم ورفيع وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وغيره من حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص قال عليه الصلاة والسلام يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقال له اتنكر من ذلك شيء؟ فيقول لا يا رب فيقال له اعندك عذر؟ او عندك حسنة فيهاب الرجل ويقول لا يا رب فيقول الله سبحانه وتعالى انك لا تظلم انك لا تظلم فيخرج له بطاقة فيها لا اله الا الله فيقول الرجل يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات وما وما هذه البطاقة مع هذه السجلات قال فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله ولا يثقل مع اسم الله شيء هذا يدلنا على عظم شأن هذه الكلمة وعظم اثرها على ان اثر هذه الكلمة بحسب صدق العبد في قولها والا كم من قائل لها ولا يكون لها عليه هذا الاثر وقد جاء في الحديث الصحيح ان من القائلين للا اله الا الله من يدخلون النار ويعذبون فيها ويبقون فيها وقتا يعذبون كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يوم القيامة يقول اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان وهذا فيه فائدة ان قوة اثر هذه الكلمة بحسب قوة صدق العبد فيها وقوة الايمان الذي يقوم في قلبه فليس من يقول هذه الكلمة وهو لا يدري ما هي ولا يدري ما ما تدل عليه وبين شخص يعقل معناها ويعرف مدلولها ويحقق ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى فليست العبرة بالقول المجرد بل لا بد مع القول بل لا بد مع قول اللسان من قول القلب وهذا هو الذي يفهم من مطلق الامر بالقول في قوله تعالى قولوا امنا بالله وقوله عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله وقوله عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا ونظائر هذه الاحاديث فان القول اذا اطلق يتناول قول القلب وقول اللسان قول القلب اعتقادا وايمانا وقول اللسان نطقا وتلفظا فلا يكفي في هذه الكلمة مجرد قول العبد لها بلسانه بل لا بد ان يقولها بقلبه عقيدة صادقة وايمانا صحيحا راسخا ويقولها بلسانه نطقا وتلفظه ولهذا كانت هذه الكلمة العظيمة اعلى شعب الايمان واعظم مباني الاسلام كما جاء في حديث ابن عمر في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فعد عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث كلمة التوحيد لا اله الا الله اعظم مباني الاسلام وفي الحديث الاول عدها اعلى شعب الايمان عدها اعلى شعب الايمان ولا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة لابد ان يكون معها صدق وايمان في القلب وهذا الصدق والايمان الذي في القلب لا يكون الا عن فهم المعنى وعقل المدلول وهذا هو معنى الشهادة قال الله عز وجل الا من شهد بالحق وهم يعلمون الا من شهد بالحق وهم يعلمون الا من شهد بالحق قال المفسرون اي لا اله الا الله لا اله الا الله هي كلمة الحق قد مر معنا قول الله تعالى له دعوة الحق وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير الا من شهد بالحق اي الا من شهد بلا اله الا الله وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به اي يعلمون معنى ما شهدوا به ولهذا قال العلماء لابد في الشهادة من العلم بالمشهود به لابد في الشهادة من العلم بالمشهود به ولابد ايضا في في في الشهادة من الصدق فيما شهد به والا تكون شهادته كاذبة كما قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اذا لم تكن عن صدق فانها تكون شهادة كاذبة فلا بد فيها من اه العلم بالمعنى والصدق ان يقولها صادقا من قلبه ولابد كذلك ولابد كذلك من العمل بما تقتضيه هذه الكلمة من الاخلاص والذل والانكسار وتمام العبودية لله سبحانه وتعالى والبراءة من الشرك لابد من العلم والصدق والعمل لابد من العلم والصدق والعمل بالعلم يخرج العبد من طريقة النصارى الذين يعملون ولا يعلمون عندهم عمل بلا علم فاذا وجد عند العبد علم يخرج بهذا العلم من طريقة النصارى. النصارى عندهم عمل عندهم عمل لكن ليس عندهم علم ولهذا وصفهم الله جل وعلا في القرآن بانهم ضالون يعملون في ظلال لا يعملون في علم وانما يعملون في ظلال وفي ظياع اعمال كثيرة وجهد ومواصلة عمل ولا كن ولكنه كله في ظلال لانه ليس مبنيا على اه على علم وعلى دراية وبصيرة بدين الله سبحانه وتعالى فبالعلم يخرج العبد من طريقة النصارى وبالعمل يخرج من طريقة اليهود بالعمل يخرج من طريقة اليهود قال الله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها اي لم يعملوا بها فلديهم علم ولكنهم لا يعملون لا لا يعملون ولهذا قال بعظ السلف رحمهم الله من ظل من عبادنا ففيه شبه من النصارى ومن ظل من علمائنا ففيه شبه من اليهود والله سبحانه وتعالى يقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وبالصدق يخرج العبد من طريقة المنافقين وبالصدق يخرج من طريقة المنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون وقد مر معنا قول الله سبحانه اذا جاءك المنافقون الى تمامها وقال الله سبحانه وتعالى اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون اذا لابد من هذه الامور العلم والعمل والصدق بالعلم يخرج العبد من طريقة النصارى وبالعمل يخرج من طريقة اليهود وبالصدق يخرج من طريقة المنافقين وهذا الذي مضى تقريره يدلنا دلالة واضحة ان لا اله الا الله لا يكفي فيها مجرد القول لا يكفي فيها مجرد القول بل لا بد مع القول باللسان من مواطئة القلب تصديقا واقرارا واذعانا ولابد مع ذلك من العمل بما تقتضيه فهذه اه الكلمة العظيمة المباركة من قيام بالعبودية والطاعة والذل والخضوع لله تبارك وتعالى وعليه فان لا اله الا الله ليست كلمة لا معنى لها او لفظا لا مظمون له بل هي كلمة دالة على اشرف المعاني واعلى المقاصد واجل الغايات ولا يكون العبد من اهلها بمجرد قوله لها بلسانه دون فهم لما تدل عليه وودون عمل بما تقتضيه دون فهم لما تدل عليه ودون عمل بما تقتضيه من قال هذه الكلمة من قال هذه الكلمة وعمل بما تقتضيه ظاهرا دون اعتقاد لها في الباطن فهو منافق من قال هذه الكلمة وعمل بها ظاهرا دون اعتقاد لما تقتضيه وتدل عليه في قلبه وسره وباطنه فهو المنافق والمنافقون يوم القيامة في الدرك الاسفل من النار وهم اغلظوا الكفار كفرا وافظعهم عقوبة عند الله سبحانه وتعالى ومن قالها بلسانه ولكنه نقضها بفعاله ولكنه نقضها بفعاله فانها لا تفيده ولو قالها عشرات المرات او مئات المرات من قال لا اله الا الله وهو يصرف العبادة لغير الله من قال لا اله الا الله وهو يصرف العبادة لغير الله يعبد غير الله يصرف حق الله لغيره هذا لا ينتفع بمجرد قوله لهذه الكلمة وترداده لها وتكراره لها بلسانها ما تفيده لانه لم يحقق مقصودها ولم يحقق ما تقتضيه وتدل عليه من الاخلاص لله سبحانه وتعالى وكذلك من قالها وفعل امرا يرتد به عن الدين او ينتقض به اسلامه فان هذه الكلمة لا تفيده فان هذه الكلمة لا تفيده وكل هذا الذي سبق تقريره يدلنا دلالة واضحة على ان لا اله الا الله لابد فيها من العلم بمعناها والعمل بمقتضاها وان يكون قول الانسان لها قولا صادقا من قلبه يرجو بها ثواب الله سبحانه وتعالى وعظيم موعودة والنجاة من سخطه وعذابه وعقابه الذي اعده سبحانه وتعالى اه المخالفين لهذه الكلمة المعرضين عنها ثم ان اهل العلم بتتبعهم لدلائل اه الكتاب والسنة فيما يتعلق بهذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد آآ قالوا ان هذه الكلمة لا تكون مقبولة من قائلها الا اذا اتى بشروطها وقيودها وضوابطها الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولا اله الا الله شأنها شأن امور الدين كلها وهي اعظم امور الدين شأنا وكلنا يعلم ان الصلاة لا تقبل ممن اتى بها الا بشروطها والحج لا يقبل ممن اتى به الا بشروطه والزكاة لا تقبل ممن اتى بها الا بشروطها وهكذا كل الطاعات وجميع العبادات لا تكون مقبولة ممن اتى بها الا اذا جاء بشروطها وضوابطها التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ارأيتم لو ان شخصا صلى بغير وضوء اتقبل صلاته او صلى الى غير القبلة او نحو ذلك من التخلي عن الشروط والقيود التي لا تكون الصلاة مقبولة الا بها فمن كان عمله كذلك لا يقبل الا اذا جاء بشروطه ووظوابطه وهكذا الشأن في لا اله الا الله كلمة التوحيد هكذا الشأن في لا اله الا الله كلمة التوحيد لا تكون مقبولة ممن قالها الا اذا جاء بضوابطها المعلومة من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جاء عن الحسن البصري وهو من علماء التابعين رحمه الله انه سئل قيل له اليس من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال بلى من ادى حقها وفرظها دخل الجنة من ادى حقها وفرظها دخل الجنة وسئل وهب بن منبه رحمه الله قيل له اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح يشير بذلك الى شروط لا اله الا الله وضوابطها المعلومة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وكلكم يعلم ان العلماء رحمهم الله في كتب الاحكام تتبعوا السنن والايات ايات القرآن والسنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم واستخرجوا منهما بالتتبع والاستقراء الشروط بما يتعلق بالصلاة بما يتعلق بالزكاة بما يتعلق بالحج وغير ذلك من امور الدين وفي كل باب من ابواب الفقه او كتاب من كتب الفقه تجد في المقدمة تذكر الشروط التي يتوقف عليها قبول هذا العمل وهي شروط علمت بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وفيما يتعلق بلا اله الا الله كلمة التوحيد بالتتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة والذي قام به اهل العلم متتبعين للادلة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه تبين من خلال الادلة والنظر فيها ان لا اله الا الله لا تكونوا مقبولة من قائلها الا بشروط سبعة لا تكون مقبولة من قائلها الا بشروط سبعة وكل شرط من من هذه الشروط عليه عشرات الادلة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهي شروط كما قدمت اخذها العلماء بتتبعهم واستقرائهم لدلائل كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كان من المهم والنافع والمفيد لكل مسلم ان يكون على علم ودراية بهذه الشروط العظيمة ومن ثم يجاهد نفسه على تحقيقها لان مقصود العلم العمل لان المقصود العلم العمل والا فان الامر كما قال علي ابن ابي طالب رظي الله عنه يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل يرتحل ويكون حجة على الانسان يوم يلقى الله عز وجل آآ ادخل دخولا سريعا في بيان هذه الشروط السبعة بشيء من الاختصار اما الشرط الاول لقبول لا اله الا الله فهو العلم بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل العلم بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل وسيأتي لاحقا حديث مفصل ان شاء الله عن معنى هذه الكلمة ومدلولها على ضوء الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه العلم بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل اي لابد ان ان يكون قائلها على علم بمعناها على علم بمعناها ومر معنا قول الله سبحانه وتعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به وقال تعالى وما شهدنا الا بما علمنا وقال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله وجاء في صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة اشترط عليه الصلاة والسلام لدخول الجنة العلم قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله وبانتفاء الشرط ينتفي المشروط والعلم شرط في الحديث العلم شرط في الحديث قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة فمن شروط لا اله الا الله ان يكون قول الانسان لها عن علم بمعناها ولما وجد في الناس من يقول هذه الكلمة بلا علم انتشرت في الناس الشركيات والقبوريات والاتجاه لغير الله بالخضوع والذل والعبادة وصرف الطاعة وانواع من الشرك فظيعة وجدت كل ذلك بسبب الجهل بمعنى هذه الكلمة العظيمة المباركة وما تدل عليه من الاخلاص والتوحيد وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والبراءة من الشرك الشرط الثاني اليقين المنافي للشك والريب فلا بد ان يكون قول العبد لها عن يقين من قلبه مستيقنا بها قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا ونفي الريب يقتضي ثبوت اليقين ثبوت اليقين فلا بد في قول لا اله الا الله من اليقين. ولهذا ايظا ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا ادخله الله الجنة وفي حديث ابي هريرة الاخر وهو في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد مستيقن بها قلبه او كما قال عليه الصلاة والسلام فذكر اليقين الا دخل الجنة فلا بد في لا اله الا الله من اليقين ان يكون قول العبد لها عن يقين لا عن شك او ريب او تردد ولهذا قال العلماء اليقين هو تمام العلم وكماله بمعنى ان ينتفي من القلب الشك والريب والتردد ويكون كالقلب الجزم والثقة والطمأنينة وارتفاع الشك فهذا شرط من شروط قبول هذه الكلمة العظيمة الشرط الثالث الاخلاص المنافي للشرك والرياء الاخلاص المنافي للشرك والرياء فلا اله الا الله لا تكون مقبولة من قائلها الا اذا قالها عن اخلاص والاخلاص هو الصفاء والنقاء والخالص هو الصافي النقي قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى الا لله الدين الخالص اي الصافي النقي وفي الحديث من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة فالاخلاص شرط من شروط قبول هذه الكلمة بان يقولها مخلصا لله في دينه وعبادته وتقربه الى الله سبحانه وتعالى بعيدا عن الشرك والرياء والسمعة وارادة الدنيا بالعمل فان فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وابتغاء مرضاته ولهذا قال عز ولهذا قال عز وجل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والشرط الرابع الصدق المنافي للكذب الصدق المنافي للكذب فلا اله الا الله لا تكونوا مقبولة من قائلها الا اذا قالها صادقا اه من قلبه لا ان يقولها بلسانه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اي كاذبون في ان ما قالوه بالسنتهم ليس مواطئا لما قام في قلوبهم فالقلب فيه الكفر والخراب واللسان فيه التلفظ بهذه آآ فيه مجرد التلفظ بهذه الكلمة فاذا مجرد التلفظ بهذه الكلمة لا لا يقبل الا اذا كان عن صدق الا اذا كان عن صدق ولهذا ايضا ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراط الصدق لقبول لا اله الا الله من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه دخل الجنة فاشترط عليه الصلاة والسلام الصدق والصدق هو مواطئة القلب اللسان اي ان ما يقوله العبد بلسانه موجودا وقائما في قلبه الشرط الخامس من شروط هذه الكلمة العظيمة المحبة المنافية للبغض والكره ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يقول ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله الذين امنوا اشد حبا لله من حب المشركين لله الذين امنوا اشد حبا لله من حب المشركين لله لان المشركين يحبون الله لكنه لكنهم يجعلون له ندا في المحبة شريكا فمحبتهم له ليست صافية بل جعلوا مع الله فيها الشركاء ولهذا قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله لان حب المؤمنين لله خالص وحب المشركين لله فيه شركة. جعلوا مع الله تبارك وتعالى فيه شركاء ولهذا لا يقبل الله منهم حبهم له لانه ليس حبا خالصا بل هو حب ما مخلوط ومشوب بالشرك واتخاذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى ولهذا لا تقبل لا اله الا الله من قائلها الا اذا قام في قلبه حب الله جل وعلا حبه سبحانه وتعالى وان يميل القلب بكليته الى الله عز وجل حبا وتعظيما وتذللا وانقيادا ثم تحقيقا لما يترتب على هذا الحب من الذل والطاعة ومحبة ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الحديث الاخر قال من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار والشرط السادس من شروط هذه الكلمة العظيمة الانقياد المنافي للترك الانقياد المنافي للترك ومعنى الانقياد ان يسلم قائل هذه الكلمة وجهه لله مطيعا له متذللا خاضعا عابدا مطيعا قال عز وجل ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. اي بلا اله الا الله فاشترط في الاستمساك العروة الوثقى ان يسلم وجهه لله اي اي ان ينقاد وقال تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له قال تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة فلا اله الا الله لا بد فيها من من الانقياد والاستسلام لله تبارك وتعالى وان يعلم قائل هذه الكلمة انه عبد لله تبارك وتعالى يقوم بطاعته ويحقق عبادته كما امر وينقاد له جل وعلا والشرط السابع والاخير من شروط هذه الكلمة القبول المنافي للرد القبول المنافي للرد ان يتلقى هذه الكلمة بالقبول والرضا والتسليم فيقولها بلسانه نطقا ويقولها بقلبه اعتقادا كما امره الله لقوله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وكما امره عليه الصلاة والسلام بقوله قل امنت بالله ثم استقم فيتلقى هذه الكلمة بالقبول قبول في القلب باعتقاد هذه الكلمة وما دلت عليه وقبول لها باللسان بالنطق بها والتلفظ بها والا يستكبر لا يتلقاها بالاستكبار ووالتعالي والايباء والامتناع ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون وتأمل هذا الجواب القبيح قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا فكان فكان ردهم وجوابهم هو هذا القول انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون وتنبه هنا الى فائدة عظيمة ينفعك الله بها ان هؤلاء المستكبرين الممتنعين عن قول لا اله الا الله كانوا يعرفون معناها كانوا يعرفون معناها ويعرفون ما تدل عليه ولهذا لما قال قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون اذا هم ادركوا وعلموا وفهموا ان لا اله الا الله تعني ترك الالهة والبراءة منها ترك الالهة والبراءة منها كانوا يفهمون ذلك يفهمون ذلك جيدا ولهذا امتنعوا من من قبولها وامتنعوا من قولها ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون ولما قال هود لقومه قولوا لا اله الا الله ماذا قالوا قالوا اتأمرنا ان نعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد اباؤنا يفهمون معناها يفهمون ان لا اله الا الله تعني التخلي عن عبادة الالهة واخلاص الدين لله تبارك وتعالى ولهذا امتنعوا من قولها ولما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمه ابي طالب عندما حضرته الوفاة يا عم قل لا اله الا الله ولما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب عندما حضرته الوفاة قل لا اله الا الله يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله قال اه ابو جهل ومن معه وكانوا عند رأسه قالوا بل على ملة عبد المطلب بل على ملة عبد المطلب وهذا يفيدنا انهم كانوا يفهمون ان لا اله الا الله تعني التخلي عن عبادة غير الله واخلاص الدين لله تبارك وتعالى وترك الانداد والوسطاء والشركاء والتخلي عن ذلك كله والبراءة منه والاقبال على الله سبحانه وتعالى وكانوا يعدون هذا الامر عجيبا لان ملة عبد المطلب هي ملة الشرك والتنديد الذي نشأوا عليه فيعدون التخلي عن هذا الامر عجيبا لان لهذه الالهة مقاما عندهم وشأنا وهي بزعمهم هي التي تقربهم الى الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ولهذا عدوا طلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم قول لا اله الا الله امرا في غاية العجب لانه يقتضي التخلي عن الالهة والبراءة منها ولهذا قالوا كما جاء في القرآن اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب يعني امر في غاية العجب بل انهم تواصوا فيما بينهم على الصبر على الالهة وعدم التخلي عنها وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد وكان بعضهم يهني بعضا على هذا الصبر ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها يعني لولا اننا تحلينا بالصبر والا لا اظلنا عن الهتنا بما يدعون اليه من قول لا اله الا الله كل هذا يفيدنا ان القوم كانوا يعرفون لا اله الا الله وانها تعني الاخلاص لله تبارك وتعالى والبراءة من الشرك ولهذا استكبروا وو وتلقوها بالاستكبار انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون وعلى كل فهذه شروط سبعة اخذها العلماء بالنظر والتتبع لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم العلم واليقين والاخلاص والصدق والمحبة والانقياد والقبول ليس المطلوب بهذه الشروط السبعة عدوها او مجرد عدها وانما المطلوب في هذه الامور السبعة تحقيقها ان يحققها العبد ولهذا قال بعض اهل العلم كم من عامي متحققة في هذه الشروط ولو قلت له عد لنا شروط لا اله الا الله ما يحسن ان يعدها ولكنه يعرف انها تعني التوحيد والاخلاص وعنده يقين في قلبه وصادق اه ليس منافقا ويقولها باخلاص وبنية صافية ومحب لله ولدين الله ولشرع الله ولاوامر الله وايضا منقاد مستسلم وهو مطيع وليس متلقيا لها بالاستكبار متحققة فيه فالعبرة بتحققها ليس العبرة بمجرد عدها قد يعدها الانسان ويجري فيها مثل السهم ولكنه قد يخرمها والعياذ بالله فالعبرة بان يكون العبد محققا لها وليس شرطا هنا ان يضبط العدد ويقول الشروط سبعة واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة ليس هذا شرط وليس بلازم المهم ان تتحقق في هذه الشروط وان تجتمع وان يتممها وان يبذل وسعه في حياته في تحقيقها الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى وهو راض عنه ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا اجمعين من اهل لا اله الا الله حقا وصدقا وان يحيينا عليها وان يميتنا عليها وان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر انه تبارك تعالى سميع قريب مجيب هذا الاخ يقول ارجو الاطلاع على الادعية التي بداخل هذا الكتيب والافادة عن ذلك حيث انه يوزع بجوار المسجد ويباع في المحلات كما نرجو الافادة عن السنة الصحيحة في ذلك لتعم الفائدة للجميع اه الاخ كان قدم اه هذا الكتيب في لقاء الامس وكتيب مكتوب عليه ادعية زيارة المدينة اداب زيارة المسجد النبوي والكتاب ليس له مؤلف والاصل في العلم الا يؤخذ عن كل احد فظلا عن ان يكون يؤخذ عن مجهول لا يعرف الاصل في العلم الا يؤخذ عن كل احد آآ الدعاء والعبادة دين وانظروا عمن تأخذون دينكم فالدين لا يؤخذ عن كل احد وانما يؤخذ عن اهل العلم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون واما المجهول الذي لا يعرف فهذا من باب اولى ان لا يؤخذ عنه فهذا يعني يعني كتاب لا ليس له مؤلف ولا يدرى من؟ مؤلفه ربما يعني ربما ان يكون مؤلفه لا يدري كوعه من كل سوعه كما يقول العوام ما تدري من هو ولا من يكون ولا ما شأن في العلم ولا اه حتى تطمئن لما يقدمه لك هذا من ناحية. الناحية الاخرى ان جميع ما في هذا الكتاب من ادعية واذكار لم يذكر له ادلة وانما جمع فيه ادعية واذكار تقال في في مناسبات في الزيارة ولم يذكر عليها اي دليل ولا اي مستند فكتاب لا يدرى من مؤلفه وما فيه من اه تقريرات او اذكار او دعوات لم يذكر لها دليل ولم يذكر لها مستند يعني الدليل كما تعلمون اذا ذكر حديث يقول رواه البخاري او رواه مسلم او رواه النسائي يحيلك على مرجعه من كلام النبي عليه الصلاة والسلام هذا كله ما هو موجود وانما ادعية مجمعة وخصصت لمناسبات معينة ولم يذكر على شيء منها اي دليل فاذا كتاب لا يدرى من مؤلفه وكل ما ذكر فيه لم يذكر عليه ادلة كيف يليق بمسلم ان يقرأ هي اه فيه وان يوظفه اذكارا يقولها في زيارته للمدينة ولمسجد النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اضافة الى ما في اه الاذكار من مواضع هي محل انتقاد ومحل نظر ولا يسع المقام لاكثر من هذا وهذا يقول هل من هل نقظ شرط من هذه الشروط يخل بمعنى لا اله الا الله وهل هي كلام غير واضح هل يفيد قائلها اذا اخل بشروط بشرط هل يستفيد قائلها اذا خل بشروط هذا الكلام سبق بيانه وان لا اله الا الله شأنها مثل الصلاة ومثل الصيام ومثل بقية الطاعات لا تكون مقبولة الا بشروطها. الصلاة ما تقبل الا بطهارة الصلاة لا لا تقبل الا بطهارة ولا اله الا الله لا تقبل الا باخلاص فمن قال لا اله الا الله بدون اخلاص مثل الذي يصلي بدون طهارة من قال لا اله الا الله ويعبد غير الله هذا مثل الذي يصلي بغير طهارة كما ان ذاك لا تقبل صلاته فهذا لا تقبل كلمته فلا اله الا الله لا تقبل الا اذا حقق من قالها شروطها وضوابطها في كتاب الله وسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه يقول هذا الاخ هل التوسل بحب هذه الاية العظيمة اية الكرسي يجوز مثل التوسل بمحبة النبي عليه الصلاة والسلام؟ الجواب نعم هذه الاية من كلام الله وهي اعظم ايات القرآن الكريم وحب العبد لها هذا من صالح عمله وللعبد ان يتوسل الى الله سبحانه وتعالى بصالح عمله للعبد ان يتوسل الى الله تبارك وتعالى بصالح عمله ومر معنا بالامس الصحابي