بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين ايها الاخوة الكرام لا يزال الحديث عن اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وقد مر معنا في الدروس الماضية شيء من المقدمات حول فظل هذه الاية الكريمة وعظم شأنها وانها افضل اية القرآن الكريم ومر معنا ان هذه الاية اخلصت لبيان التوحيد وتقريره وذكر دلائله وبراهينه وانها صدرت بكلمة التوحيد لا اله الا الله كما قال عز وجل باول هذه الاية الله لا اله الا هو وهذه كلمة التوحيد التي هي اعظم الكلمات شأنا واجلها مكانة وليس في الكلمات كلمة افظل من هذه الكلمة وقد قال عليه الصلاة والسلام وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ومر معنا ايظا ان هذه الكلمة العظيمة الجليلة المباركة كلمة التوحيد لا ينتفع بها قائلها الا اذا قالها عن علم وعن صدق وعمل بما تقتضيه فانها بذلك تكون نافعة له والعلم بمعناها شرط من شروط قبولها وقد مر معنا بعض الادلة على ذلك كقوله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله وقوله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون وقول النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة رواه مسلم في صحيحه وكان كان الحديث بالامس عن معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله وكان للحديث بقية فنواصل اليوم باذن الله تبارك وتعالى الحديث عن معنى هذه الكلمة المباركة كلمة التوحيد وبهذه المناسبة تعجبني كلمة قالها احد اهل العلم مبينا مكانة العلم بلا اله الا الله وان قائل لا اله الا الله لا ينتفع بها الا اذا كان قوله لها عن علم بمعناها ومعرفة بمدلولها قال بعض اهل العلم ان لا اله الا الله ومعناها بمنزلة الروح من الجسد بمنزلة الروح من الجسد ومن المعلوم ان الروح لا تتحقق له ومن المعلوم ان الجسد لا تتحقق له الحركة الا بروحه وان ان لم تكن له روح فلا حراك له وهكذا الشأن في كلمة التوحيد لا اله الا الله اذا قالها وهو لا يدري ما هي ولا يعرف ما تدل عليه ولا يعرف معناها فانه لا ينتفع بها ومن باب اولى اذا قالها وهو يفهمها فهما خاطئا منحرفا فهذا اشد في الخطر والظرر ولهذا كان واجبا على كل مسلم ان يكون على علم ودراية بكلمة التوحيد لا اله الا الله يفهم معناها فهما صحيحا مستقيما على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما جاء عن السلف الصالح من الصحابة ومن اتبعهم باحسان وفي بيان معنى هذه الكلمة مر معنا ايات كثيرة في القرآن الكريم تفسر كلمة التوحيد لا اله الا الله والقرآن يفسر بعضه بعضا واذا جاءك تفسير هذه الكلمة من الله جل وعلا في كتابه فان هذا يغنيك عن تفسير المفسرين وبيان المبينين والقرآن الكريم فيه ايات كثيرة تفسر كلمة التوحيد لا اله الا الله وتبينها بيانا شافيا واضحا كافيا وقد سبق مع ان مر معنا جملة كبيرة من الايات المفسرة لكلمة التوحيد لا اله الا الله ومن خلال الايات التي مرت معنا وغيرها مما جاء في القرآن نتبين ان طريقة القرآن في هذا الباب وفي تقرير التوحيد قائمة على اصلين النفي والاثبات قائمة على اصلين النفي والاثبات النفي العام للعبودية بكل انواعها وبجميع افرادها عن كل احد الا الله سبحانه وتعالى واثبات العبادة بكل معانيها لله وحده خالصة صافية نقية ليس لاحد فيها شركة والايات في هذا المعنى كثيرة قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والايات في هذا المعنى كثيرة يجمع فيها بين النفي والاثبات وبهذا يعلم ان التوحيد الذي هو مدلول هذه الكلمة لا لا يتم للعبد ولا يتحقق الا بهذين الاصلين النفي والاثبات فمن جاء بالنفي صرفا بدون اثبات لم يكن موحدا ومن جاء بالاثبات دون ان ينفي لا يكون موحدا بل لا يكون موحدا الا بالجمع بين الامرين الذين جمعا بينهما في تقرير التوحيد وهما النفي والاثبات ولا اله الا الله فيها هذان الامران النفي والاثبات فقوله لا اله هذا نفي وقوله الا الله اثبات وهذه الكلمة كلمة التوحيد وان كانت كلمة واحدة الا انها في قوتها وتقريرها بمثابة جملتين جملة نافية وجملة مثبتة الجملة النافية مكونة من لا النافية للجنس واسمها اله وخبرها وهو المحذوف المقدر حق فهذه جملة نافية والجملة المثبتة في الاستثناء في قوله الا الله الا الله. فالله جل وعلا وحده هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وبهذا تعلم ان لا اله الا الله جمعت في البيان بين امرين الامر الاول نفي العبودية عن كل احد سوى الله والامر الثاني اثبات العبودية بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده ولهذا قال العلماء ان النفي والاثبات في كلمة التوحيد متلازمان من كل وجه متلازمان من كل وجه لا نفي الا بالاثبات ولا اثبات الا بالنفي متلازمان من كل وجه بمعنى ان العبد لا يتحقق له البراءة من عبادة من سوى الله الا اذا اخلص له الدين ولا يتحقق له اخلاص الدين الا بالبراءة من عبادة من سوى الله فهما متلازمان لا يتحقق النفي الا بالاثبات ولا يتحقق الاثبات الا بالنفي مرة ثانية لا يكون العبد محققا للاخلاص وهو الاثبات الذي دلت عليه كلمة التوحيد الا بالبراءة الذي هو مدلول النفي في هذه الكلمة ولا يتحقق ايضا النفي الذي هو البراءة والخلوص من الشرك الا باثبات التوحيد واخلاص العبادة لله تبارك وتعالى فلا يكون العبد موحدا الا اذا حقق الامرين معا افرد الله عز وجل بالعبادة ونفى العبادة عن كل من سوى الله اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لا يكون عبدا حقا لله الا اذا نفى الشرك ولا ايظا يتحقق له انتفاء الشرك الا اذا اخلص الدين لله سبحانه وتعالى وقام بالعبادة وجاء بها خالصة لله عز وجل دون ان يجعل لاحد فيها شركة لا اله الا الله ومعناها ومدلولها اي لا معبود بحق الا الله وقد عرفنا ان معنى الاله في لغة العرب اي المعبود من التأله وهو التذلل والتعبد فالاله هو المعبود الذي يقصد بالعبادة ويلتجأ اليه بالطاعة ويخظع له ويذل ويركع له ويسجد وتصرف له انواع العبادات ولا يستحق شيئا من ذلك الا الله سبحانه وتعالى فهو الذي تفرد بخلق الناس وايجادهم فهو الذي يجب ان يفرج بانواع العبادة كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فكما انه تفرد بخلقكم ورزقكم والانعام عليكم والتفضل بصنوف النعم وانواع المنن فليفرج وحده تبارك وتعالى بالعبادة فلا يصرف شيء منها الاله ولا يدعى الا هو ولا يسأل الله ولا يستغاث الا به ولا يذبح الاله ولا يصرف اي شيء من العبادة الاله جل وعلا هذا هو معنى قول المسلم لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله والنفي في قوله لا اله منصب على الخبر المحذوف المقدر بحق فهي نافية لوجود اله حق غير الله سبحانه وتعالى ولننتبه لهذا نافية لوجود اله حق غير الله سبحانه وتعالى وليست نافية لوجود الالهة ليست نافية لوجود الالهة الباطلة الالهة المزعومة ليست نافية لوجودها فهي موجودة وكل ما عبد اتخذ الها كل ما عبد وقصد بالعبادة فقد اتخذ الها اتخذوا من دون الله الهة فكل ما عبد وقصد فقد اتخذ الها فالنفي منصب على الخبر المحذوف المقدر بحق المقدر بحق لا اله حق فالنفي لوجود اله حق النفي لوجود اله غير حق غير الله سبحانه وتعالى اما الالهة الباطلة فموجودة وكل من قصد بالعبادة غير الله فالوهيته باطلة ولا احقية له فيها مهما كان ومن كان فالألوهية لله ولا يقصد بالعبادة الا الله الا الله سبحانه وتعالى ولا يكون العبد من اهل لا اله الا الله الا اذا حقق ذلك قصد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ونفاها عن كل من سوى الله ونفاها عن كل من سوى الله لا اله حق وكما قدمنا لا يجوز ان يقدر المحذوف بغير هذه الكلمة كلمة حق وهي الكلمة التي دل عليها القرآن ودلت عليها سنة النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه؟ وما دعاء الكافرين الا في ظلال وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير فالعلي الكبير وهو الله سبحانه وتعالى هو الاله الحق وكل من سواه اذا اوله وقصد بالتذلل والخضوع والعبادة فقد اتخذ الها بالباطل فقد اتخذ الها بالباطل لا اله حق الا الله عندما يخطئ الانسان في فهم هذا المعنى الواضح لكلمة التوحيد لا اله الا الله يقع في الانحراف والزلل وما تلك الصور المشينة والاعمال الفظيعة والانحرافات المتكاثرة التي يقع فيها كثير من الناس مخالفين مخالفين بها التوحيد الذي خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه الا نتيجة من النتائج للجهل بمدلول هذه الكلمة العظيمة وعدم الدراية بمدلولها وهذا من اعظم الخطأ واشده ان يكون قائل لا اله الا الله يرددها ولا يدري ما هي او يفهمها فهما خاطئا او يفهمها فهما خاطئا ولعل لعله هنا في هذا المقام من المناسب الاشارة على وجه التنبيه والتحذير لبعض المفاهيم الخاطئة التي وجدت وقالها بعض الناس في معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله فمنا قائل ان معنى لا اله الا الله اي لا اله موجود الا الله لا اله الا الله اي لا اله موجود الا الله فجعل المحذوف المقدر هو ماذا موجود المحذوف المقدر موجود او لا اله ممكن الا الله فقدر المحذوب موجود او بممكن ماذا يترتب على هذا التقدير ماذا يترتب على هذا التقدير عندما يقول القائل ان معنى لا اله الا الله اي لا اله موجود الا الله ونحن نعلم ان ثمة الهة موجودة كثيرة جدا عبدت بالباطل فماذا يكون الامر وماذا يكون المعنى كل يكون المعنى كل اله وجد فهو الله كل اله وجد وعبد فهو الله فترجع الكلمة الى اقبح عقيدة وافسد عقيدة وهي عقيدة الحلولية الذين يقصدون بالعبادة كل كل شيء ويقولون ان الله حال في كل مكان تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فيقعون في خطأين فادحين اخلال بالعبادة واخلال بالتنزيه تنزيه الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا قال ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه والباطل وان الله هو العلي الكبير فلم يثبتوا علوه ولم يحققوا العبادة التي خلقهم لاجلها واوجدهم لتحقيقها فانظر الى ماذا يجر مثل هذا الفهم الى انواع من الانحرافات والزلل في فهم كلمة التوحيد لا اله الا الله ومن قائل ان معنى لا اله الا الله اي لا خالق الا الله ان معنى لا اله الا الله لا خالق الا الله وهذا الامر صحيح من حيث هو لا خالق الا الله فالخالق هو الله وحده لكن هل هذا هو معنى لا اله الا الله هل هذا هو مدلولها ولو كان هذا مدلول هذه الكلمة ايرفضها المشركون في زمن النبي عليه الصلاة والسلام الذين ذكر الله سبحانه وتعالى من شأنهم انهم اذا سئلوا من الخالق في السماوات للارظ للجبال للناس يقولون الله هم يعتقدون انه لا خالق الا الله ولو كان معنى لا اله الا الله اي لا خالق الا الله لما رفظ المشركون هذه الكلمة لانها لا تصادم عقيدة عندهم لانها بذلك لا تكون مصادمة لعقيدة عندهم ولكنهم فهموا معناها وفهموا انها تبطل الالهة والمعبودات ولهذا لما قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم. ان هذا لشيء يراد فامتنعوا من قول هذه الكلمة وقبولها لانها تبطل الالهة ولو كان معناها لا خالق الا الله لما ترددوا في قبولها والنطق بها وفي الاية الاخرى قال تعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون ولمزيد من الايضاح لهذا المقام اذكر بقصة ابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة وانتم تعلمون شأن عم النبي صلى الله عليه وسلم مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه رباه في الصغر ووقف معه في الشدائد وصبر على الحصار عامين وبذل ماله وجاهه ومكانته في نصرته والذب عنه حصل منه امور كثيرة تجاه النبي عليه الصلاة والسلام وحاول النبي صلى الله عليه وسلم مرات وكرات لدعوته وهدايته الى التوحيد وكانت اخر محاولة له عندما حضرت ابا طالب الوفاة فجاءه النبي عليه الصلاة والسلام وكان عنده ابو جهل وبعض المشركين فقال النبي صلى الله وسلم عليه يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقال ابو جهل ومن معه بل على ملة عبد المطلب بل على ملة عبدالمطلب وقبل اكمال القصة اطرح عليكم سؤالا يهمنا جدا في هذا الباب ما هي ملة عبد المطلب ما هي ملة عبد المطلب اهي نفي وجود الله هل ملة عبد المطلب نفي وجود الله او انه يثبت ان الله موجود سؤال اخر ابلة عبد المطلب نفي ربوبية الله انه الرب الخالق الرازق المنعم ام انه يثبت هذه الربوبية يثبتها لما جاء ابرهة ماذا قال قال انا رب الابل وللبيت رب وللبيت رب يحميه وللبيت رب يحميه فملته ليست نفي وجود الله وليست ايضا ملته نفي ربوبية الله. ايضا سؤال ثالث هل ملة عبد المطلب نفي استحقاق الله للعبادة هل كان ينفي ان الله مستحق للعبادة وانه يعبد ويقصد بالعبادة هل هذه ملته؟ ام كان يعبد الله كان يعبد الله والمشركون كانوا يعبدون الله ويحبون الله ويصلون ويحجون ويذبحون لكن هل هذه الاعمال كانت تقع منهم خالصة لله؟ ام جعلوا لله فيها شركاء؟ هنا هنا الخصومة وهنا المشكلة قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله يحبونهم كحب الله. هم يحبون الله ولكنهم يحبون الانداد مماثلا لحب الله وكانوا يحجون ويقولون في الحج في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه اي انت يا الله تملكه وهو لا يملك هم يعتقدون ان الاصنام لا تملك وان المالك النافع الضار المعطي المانع هو الله سبحانه وتعالى يعتقدون ذلك اذا قيل لهم لماذا تقصدون هذه بالعبادة وتتجهون لها تتجهون اليها بالعبادة. قالوا ماذا؟ ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله هم يقولون بصريح العبارة نحن نقصد هذه بالعبادة من اجل ان تشفع لنا عند الله ومن اجل ان تقربنا الى الله زلفى هذا امر واظح اذا مرة ثانية نقول قول بل على ملة عبد المطلب ما هي ملة عبد المطلب ليست ملة عبد المطلب نفي وجود الله وليست ملة عبد المطلب نفي ان الله الخالق بل كان عبد المطلب يعتقد انه لا خالق الا الله ولا رب الا الله اعتقد ذلك لكنه لم يخلص العبادة لله ولم ينفي الشرك ولم ينفي التنديد الذي جعلوه للالهة لم ينفي الشرك ولم ينفي التنديد ولهذا قالوا بل على ملة عبد المطلب اذا لاحظ امامنا في الحديث ملتان ملة لا اله الا الله وملة عبد المطلب ملة لا اله الا الله ما هي اخلاص العبادة لله والبراءة منه والبراءة من الشرك لا يقصد بالعبادة الا الله سبحانه وتعالى مهما كانت المبررات ومهما كانت المسوغات قالوا قربة او وسيلة او شفاعة او ايا كان المبرر ليس هناك اي مسوغ لقصد اي مخلوق بالعبادة الملة التي تدل عليها لا اله الا الله اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى والبراءة من الشرك وملة عبد المطلب هي اتخاذ الشركاء مع الله بحجة انها تقرر الى الله سبحانه وتعالى وتكون شفيعا ووسيطا عند الله سبحانه وتعالى قالوا بل على ملة عبد المطلب فعاد النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقالا له بل على ملة عبد المطلب وانظروا خطورة قرناء السوء وخلطاء الفساد والشر قال بل على ملة عبد المطلب فمات وهو يقول هو على ملة عبد المطلب فقال النبي عليه الصلاة والسلام لاستغفرن لك ما لم انهى عن ذلك فنزل قول الله سبحانه وتعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وحزن النبي عليه الصلاة والسلام ونزل قول الله سبحانه وتعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء في الاية الاخرى قال قال الله تعالى ليس عليك هداهم في الاية الثالثة قال الله سبحانه وتعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين يعني لو حرصت على هدايتهم ان لم يكتب الله لهم الهداية لا يهتدون الهداية بيد الله سبحانه وتعالى الهادي هو الله وفي الاية الرابعة قال الله سبحانه وتعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الامر لله سبحانه وتعالى والهداية بيده جل وعلا ولا تطلب الا منه سبحانه فهو عليه الصلاة والسلام بذل الذي عليه من النصح والبيان والدلالة والايظاح واما امر الهداية فهي لله سبحانه وتعالى والهادي هو الله تعجب ايضا في قضية ابي طالب عندما تعرف من قصته وخبره انه قد ادرك في قرارة نفسه ان دين محمد عليه الصلاة والسلام دين صحيح وانه اصح من الدين الذي هم عليه ادرك ذلك ادرك في نفسه ان دين محمد عليه الصلاة والسلام دين صحيح وانه اصح من الدين الذي هم عليه واعلن ذلك في ابيات له قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا. طيب لماذا لا تسلم ما دمت قد علمت ان دينه من خير اديان البرية دينا لماذا لا تعتنق هذا الدين؟ لماذا لا تسلم؟ يجيبك على سؤالك فيقول لولا الملامة او حدار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا هذا اللي يمنعني اقول يقول هذا اللي يمنعني اللي يمنعني عن الدخول في هذا الدين اخاف من المسبة. يقولون ترك دين ابائه واجداده ترك دين الاباء والاجداد وصار صابئا وترك ما هذا الذي يمنعني والا انا عرفت انه انه دين من خير الاديان واصحها وهنا تأتي مشكلة كبيرة جدا في في اقوام واناس يكون نشأ في بيئة ظلال وفي مجتمع ظلال وفي مجتمع نشأ فيه الظلال وتفشى فيه الظلال تجده يسمع بحقه باذنه الحق الواضح البين ويأبى ان يقبله لا لعدم وضوحه ولا لعدم قناعته بصحته وانما ماذا انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مكتفون او مقتدون مسايرة الاباء ومسايرة من نشأ في مجتمعهم هذي مو تعتبر مشكلة منعت كثير من الناس عن قبول الحق وصدتهم عن الهدى ولا يليق بالعاقل ان يكون بهذه الصفة بل الحق ظالة المؤمن اينما وجده اخذه ولو كان الاباء والاجداد على خلافه اي شيء ينفعك اباؤك واجدادك يوم القيامة اذا كان الدين الذي هم عليه دين خاطئ يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه هذه القصة فيها عبرة وعظة في فهم كلمة التوحيد لا اله الا الله في فهم كلمة التوحيد لا اله الا الله قال بل على ملة عبد المطلب وملة عبد المطلب ليست نفي وجود الله وليست نفي ربوبية الله وليست نفيا ان الله يستحق ان يعبد بل عقيدتهم اتخاذ الشركاء مع الله في العبادة وذكرت لكم ما جاء في مسند الامام احمد بسند ثابت ان النبي عليه الصلاة والسلام سأل رجلا من المشركين قال له كم اله تعبد كم الى ان تعبد؟ قال سبعة ستة في الارظ وواحد في السماء ستة في الارظ وواحد في السماء الذي في السماء الله والذين في الارظ اصنام اتخذوها معبودات مع الله سبحانه وتعالى. اذا يعبدون الله ويعبدون معه غيره. هنا هنا المشكلة هنا المشكلة ولما قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا ادركوا تماما وعرفوا ان هذه الكلمة تعني ابطال الملة التي هم عليها وهي عبادة الاصنام وصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى وانها تعني الدين لله سبحانه وتعالى دون ان يتخذ معه شريك ادركوا ذلك فاستكبروا وامتنعوا ورفضوا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب ولهذا نبه العلماء ان من المفيد للمسلم في فهم لا اله الا الله ان يدرس السيرة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام مع كفار قريش ومع المشركين عموما وما هي الخصومة التي كانت بينهم ما هي الخصومة التي كانت بينهم هل كانت الخصومة في اثبات وجود الله هل كانت الخصومة في اثبات ان الرب؟ الخالق الرازق هو الله؟ لا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله يعترفون ويقرون ان الذي خلقهم الله والذي خلق السماوات والارض الله والذي خلق الجبال الله يقرون بذلك فالخصومة التي كانت بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام في تحقيق مدلول لا اله الا الله وهو نفي العبادة عن كل من سوى الله واثباتها بكل معانيها لله وحده وهذا ما كان المشركون يرفضونه ولا يقبلونه لانهم على قناعة باتخاذ الانداد والشركاء بحجة انها تشفع لهم عند الله وبحجة انها تقربهم من الله زلفى بحجة انها تشفع لهم عند الله وانها تقربهم الى الله زلفى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهنا المشكلة لا اله الا الله عرفنا ان معنى الاله المعبود لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله وهنا نلاحظ امرا مهما في فهم لا اله الا الله ان العبد ليكون محققا لا اله الا الله لابد ان العبادة التي هي حق لمن حق لله سبحانه وتعالى لا معبود حق الا الله هذا معنى لا اله الا الله فاذا قال المسلم لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله يجب ان يعرف العبادة التي هي حق لله يعرفها من اجل اذى من اجل ان يصرفها لله ولا يصرفها لغيره ارأيتم لو ان انسانا قال لا اله الا الله اين معبود بحق الا الله؟ ولكنه لا يعرف العبادة ما هي اليس من المتوقع ان يصرف انواعا منها لغير الله ويظن ان هذا ليس من من العبادة وهذا بالفعل وقع صرفت انواع من العبادة التي هي حق لله سبحانه وتعالى لغيره وقال من صرفها ليست هذه عبادة واذا قلت له ما هي؟ قال هذه شفاعة او قال هذا توسل او نحو ذلك من الاسماء التي لا تغير الحقائق اذا اذا من المهم في فهم لا اله الا الله وتحقيقها ان نفهم العبادة التي هي حق لله وليس لاحد فيها حق ولاحظ معي ملاحظة مهمة لا اله الا الله اثبتت ونفت اثبتت العبادة لله ونفت الشرك فاذا لكي يحقق المسلم لا اله الا الله فعليه ان يفهم العبادة ما هي من اجل ان يخلصها لله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وايضا لابد ان يفهم الشرك ما هو ليكون منه على على حذر فما هي العبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وكما قال سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واول امر يصادفك اذا قرأت القرآن يا ايها الناس واعبدوا ربكم واول فعل لاهل الايمان يصادفك في القرآن اياك نعبد فالعبادة حق لله سبحانه وتعالى فما هي العبادة ما هي العبادة قال العلماء في معناها العبادة هي غاية الذل مع غاية الحب. لله سبحانه وتعالى غاية الذل مع غاية الحب لله سبحانه وتعالى والكلمة مأخوذة لغة العبادة من الذل تقول العرب طريق معبد طريق معبد اي ماذا مذلل ذللته الاقدام من كثرة الوطء ويقول ناقة معبدة اي مذللة دلول المعبد المذلل والعبادة التذلل والعبادة التذلل عبادة الله هي غاية الذل له مع غاية الحب غاية الذل له مع غاية الحب واذا اجتمع في العبد ذل تام وحب تام لله سبحانه وتعالى انقاد انقادت جوارحه طواعية وامتثالا وانقيادا لاوامر الله سبحانه وتعالى ولهذا ايضا قال اهل العلم في معنى العبادة قالوا هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولهذا ايضا فالعبادة منها ما يكون في القلب ومنها ما يكون في في اللسان ومنها ما يكون في الجوارح اعمال القلوب الصالحة من الرجاء والخوف والتوكل والانابة والاستعانة وغير ذلك كلها هذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله قال الله سبحانه وتعالى في الخوف انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وان كنتم مؤمنين وقال سبحانه وتعالى فالرجاء فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وقال سبحانه وتعالى في في المحبة ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وقال سبحانه وتعالى في الرغبة والرهبة يدعوننا رغبا ورهب فهذه كلها عبادات وقال جل وعلا في التوكل على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين هذه كلها عبادات قلبية لا يجوز ان تصرف الا لله سبحانه وتعالى وايضا عبادات اللسان ذكر الله وحمده جل وعلا وتكبيره وتعظيم والاعمال الصالحة الاخرى التي تكون باللسان هذه كلها عبادات مقربة الى الله وايضا اعمال الانسان بجوارحه ونفقته في في سبيل الله بماله وبذله. هذه كلها عبادات لا يجوز ان تصرف لغير الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يتحقق التوحيد ولا تتحقق للعبد كلمة التوحيد الا اذا فهم العبادة من اجل ان يخص الله سبحانه وتعالى بها وهنا اظرب امثلة لتوظيح المقام وتجليته وبيانه من العبادات السجود قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فلو ان انسانا سجد متذللا خاضعا منكسرا واضعا جبهته التي هي اشرف شيء في بدنه على الارض على التراب لغير الله ماذا يكون؟ حتى لو قال لا اله الا الله ماذا يكون يكون مشركا لا لم لم يحقق لا اله الا الله قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فالسجود لله سبحانه وتعالى السجود لله عبادة يتذلل بها المسلم ويخضع لله جل وعلا يظع جبهته التي اشرف هي اشرف شيء فيه تذللا لله رب العالمين وقد بلغني قصة اسلام رجل عجيبة يقول يقول في سبب اسلامه انني رأيت ولاول مرة في حياتي مسلم ساجد اول مرة ارى السجود يقول رأيت مسلم ساجد فنظرت اليه وهو في هذه الطريقة ساجد على هذه الصفة فقلت في نفسي الجبهة والوجه اشرف شيء في الانسان ولا يمكن ان يضعها على الارض بهذه الصفة الا لمستحق لا يمكن ان يضع على الارض بهذه الصفة الا لمستحق. يقول فانتظرته حتى انتهى. قلت له لمن وضعت جبهتك بهذه الصفة في الارض قال لله قال قلت من الله؟ عرفني يقول فدخلت الاسلام واعتنقت هذا الدين انظر هذا الفهم العجيب فالسجود عبادة لله سبحانه وتعالى لا لا يجوز صرفها لغيره فمن صرفها لغيره اشرك ووجعل لله ندا من العبادات الدعاء اليس النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة وتلا قول الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين الدعاء عبادة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالدعاء والطلب والالتجاء عبادة لا تصرف الا لله سبحانه وتعالى وقد مرت معنا الاية فلا تدعو مع الله احدا وقال عز وجل والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وقال سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذاب ان عذاب ربك كان محظورا هذه الاية جاءت في اقوام كانوا يعبدون نفرا من من الجن صالحين ااسلموا واستقاموا على عبادة الله يرجون رحمة الله ويخافون عذابه. واولئك يعبدونهم من دون الله فالله قال لهم قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا وقال جل وعلا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فالدعاء عبادة لا تطلب الا من الله ولا يلتجأ فيها الا الى الله سبحانه وتعالى فمن دعا غير الله ماذا يكون من دعا غير الله من صرف هذه العبادة لغير الله ماذا يكون القرآن بين ذلك ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم وهم نعم وكانوا عن عبادتهم غافلين واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين الدعاء عبادة وهي حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز ان تصرف لغيره فاذا صرفت لغيره كان من صرفها لغيره واقعا في الشرك بالله اذكر مر علي قصة مع احد الاشخاص اذكرها لما فيها من فائدة كنت مرة جالسا والى جنبي رجل مادا يديه يدعو مادا يديه يدعو ثم استمر في الدعاء ثم اخذ بالنسيج والبكاء فاثر في رقته آآ بكاءه اثر في ثم سمعته يرفع صوته في الدعاء واذا به يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام يقول مدد يا رسول الله ادركني الحقني يا اشياء من هذا القبيل فصدمت بكاء وخشوع ومد يدين وسؤال والتجاء لكن لمن؟ لغير الله النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سألت فاسأل فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله لاطفت الرجل وتحدثت معه طويلا وعرضت عليه ايات كثيرة من القرآن الكريم في ان الدعاء عبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز ان تصرف لغيره منها ما اشرت اليه قبل قليل ومنها ايات اخرى في القرآن ذكرتها له واطلت له في عرظ الايات ثم احببت ان اطمئن هل فهم الامر او لا فسألته سؤالا قلت له يا يا حاج ما رأيك ما رأيك قال لي كلاما عجيبا قال لي تقول لي ما رأيك وانت تقرأ علي ايات من القرآن واحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ما لي رأي انا هذا قرآن وسنة ما فيه رأي احببت ان اطمئن اكثر هل الرجل فهم او لا قلت له انا معذرة انا سمعتك قبل قليل تدعو غير الله. وهذا مخالف لهذه الايات ومخالف لهذه الاحاديث فما رأيك الان قال لي انا من بلد كذا وسماني بلده ما احد قال لي الكلام هذا انا من بلد كذا ما احد قال لي الكلام هذا. يعني الذي افهم هو خلاف ما في القرآن وخلاف ما في والا الناس بخير اذا تلي عليهم القرآن وتليت عليهم احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الحق ابلج واضح والباطل تلج لج الحق واضح تماما عليه نور اذا تليت الايات واذا تليت كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام في غاية الوضوح لكن اذا ابتلي العوام بدعاة باطل ودعاة ضلال ومزجوا لهم الحق بالباطل واعطوهم احاديث ضعيفة مثل ان يأتيه رجل ويقول قال صلى الله عليه وسلم اذا اعيتكم الامور فعليكم باهل القبور وهو عامي ما يعرف شي يظن ان هذا حديث وفعلا يظن ان هذا دين ويتجه الى القبر ويسأله فيخفون عليهم الايات الواضحة في القرآن والاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويعطونهم ماذا؟ موضوعات ومكذوبات واحداث احاديث مفترات على النبي عليه الصلاة والسلام فيقع العوام في ورطات عظيمة جدا ولهذا تجده يتجه الى القبور ويستغيث يعبدها ويذبح لها وينذر لها ويصرف لها انواعا من العبادات فالدعاء عبادة وهو حق لله سبحانه وتعالى والبراهين على ذلك في القرآن لا حصر لها كثيرة جدا ايضا من العبادات الذبح قال الله عز وجل فصل لربك وانحر اي لربك وقال عز وجل قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وثبت في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من ذبح لغير الله واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله عز وجل حتى لو كان الذي ذبحه لغير الله من اتفه الحيوانات واخسها يكون مشركا ولهذا جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا كيف ذاك قال مر رجلان على قوم عندهم صنم ولا يسمحون لاحد ان يجوزه الا ان يقرب فقالوا لاحدهم قرب قال ما عندي شيئا اقربه قالوا قرب ولو ذبابا فصاد ذباب من الهواء وقطع رأسه قربة لهذا الصنم قال عليه الصلاة والسلام فمات فدخل النار قرب ذبابا فمات فدخل النار قالوا للاخر قرب قال ما كنت لاقرب لاحد غير الله فقطعوا عنقه فدخل الجنة خرب ذبابا لغير الله فدخل به النار فما بالكم بمن يقرب لغير الله الشاة السمينة والناقة السمينة ويسوقها الى نعم كما تقدم الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس في هذا الباب ينشأ عن الجهل بمدلول هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد لا اله الا الله فمع وجود الجهل وايضا من جهة اخرى وجود الشبهات التي يلقيها دعاة الضلال واهل الباطل يقع كثير من الناس في انواع من الانحرافات وخاصة تلك الانحرافات التي تقع على بعض الناس من مداخل ارادوا بها معنى صحيحا او ارادوا بها قصدا صحيحا ولكن بمسلك خاطئ ووطريقة فاسدة بعض الناس يحب ان او كل مسلم يحب ان يكون النبي صلوات الله وسلامه عليه شفيعا له يوم القيامة تختلط عليه الاوراق هنا ويظن ان ان هذا يعني ان تطلب الشفاعة منه عليه الصلاة والسلام وهذا موضوع في غاية الاهمية وكثيرا ما تقع فيه اخطاء بسبب العاطفة المبنية على غير علم وعلى غير فهم لكلام بالله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا بحول الله وقوته سيكون في ضمن الدرس القادم بيان للامور التي تنال بها شفاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يوم القيامة من خلال الايات والاحاديث الصحيحة حتى يعرف المسلم الطريق الصحيح بعيدا عن الاهواء المظلة والشبه المطغية بالايات الواضحات والاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام وسأشير الى نقاط مهمة يحافظ عليها المسلم وباذن الله تبارك وتعالى تكون سببا لنيله لشفاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ونسأل الله جل وعلا ان يبلغنا رضاه وان يوفقنا لهداه وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يجعلنا من اهل لا اله الا الله حقا وصدقا وان يحيينا عليها وان يميتنا عليها وان يجعل اخر كلامنا من الحياة الدنيا لا اله الا الله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا اعمل وكيل هذا ليس سؤال وانما طلب اقرأها لانني اه مضطر ان ابين للاخوان امر بمناسبة السؤال يقول نرجو ان يستمر التدريس خلال الصيف كله فنحن بحاجة الى مدارسة امور التوحيد فاقول انا مضطر يعني يوم السبت ان اوقف الدرس لمدة اسبوعين وبعدها اعود ان شاء الله اه نواصل فغدا باذن الله عندنا درس ثم يتوقف الدرس لمدة اسبوعين ثم آآ اعود بعد ذلك ونسأل الله التوفيق يقول ما ما ردكم على من يقول ان معنى لا معبود بحق الا الله لم تكن معروفة قبل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب؟ هذا كلام انسان لا يدري ما يقول ووالا التقدير الذي هو حق عندما ذكره العلماء ذكروا دليله من القرآن لم يقولوا لان فلان قاله او او فلان لم يقله وانما بالدليل والعبرة بالدليل وهذا كلام مرفوض لانه آآ كما يقول اهل العلم كل يحتج لقوله لا به الا الله ورسوله. فالدليل قال الله وقال رسوله فاذا كان اه اه الطرح سليما فليقل ما الدليل على ذلك ما الدليل على ذلك وهو الدليل ذكر واضح في القرآن ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وعرفنا ان التقديرات التي وضعت غير هذا التقدير الذي دل عليه القرآن جنحت بالناس الى مفاهيم منحرفة وعقائد باطلة ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ولهذا تقدير لا اله الا الله بحق اي لا معدوء معبود بحق الا الله هو التقدير الذي دل عليه كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام ابن عمر رضي الله عنه لما كان يلبي كان يقول في تلبيته لبيك اله الحق لبيك اله الحق يقول هل يجب ان تطوف المرأة المعتمرة بالنقاب لا لا يجوز ان تطوف بالنقاب لان المرأة المحرمة لا تلبس النقاب ولا القفازين فلا يجوز لها اه ان تلبس النقاب حال احرامها واذا كانت بحضرة الرجال سواء في الحرم او في الطريق وهي محرمة فانه يجب عليها ان تستر وجهها بالخمار مثل ما قالت عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها في قصة سفرهن في الحج قالت كانت احدانا تكشف وجهها فاذا حاذانا الركبان سدلت احدانا جلبابها على وجهها فاذا كانت المرأة بحضرة الرجال تغطي وجهها واما النقاب فليس للمرأة المحرمة ان تنتقب ولا ان تلبس القفازين تقول هل يجوز لي ان اقوم بمناسك عمرة جديدة من التنعيم وتكون لوالدي الذي ينبغي ان تكون هذه العمرة اه لك ثم اذا تيسر سفر اخر واتجهت الى مكة بعمرة فتجعلينها للوالد واما الان فتكون العمرة لك والدعاء للوالد والوالدة وعموم المسلمين بالرحمة والمغفرة هل يقول هل يجوز الحلف بالقرآن الكريم القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى والحلف بالله او بصفة من صفاته جائز ولكن الحلف بالمصحف لا يجوز لان المصحف فيه كلام الله وفيه الحبر الورق والغلاف كلها يشملها اسم المصحف يحلف بالقرآن ويحلف بكلام الله ويحلف صفات الله عزة الله عظمة الله جلال الله كل هذا من الحلف اه السائغ نعم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد