بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام اما بعد معاشر المؤمنين نواصل الحديث بذكر البراهين والدلائل على توحيد الله جل وعلا ووجوب اخلاص العبادة له وافراده وحده بها والبعد عن الشرك كله من خلال هذه الاية العظيمة المباركة اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وقد وصلنا الى البرهان العاشر من البراهين العظيمة الدالة على التوحيد من خلال هذه الاية المباركة وذلك في قوله سبحانه وتعالى ولا يؤوده حفظهما ولا يؤده حفظهما اي الله جل وعلا ومعنى لا يؤوده اي لا يثقله ولا يكرثه ولا يعجزه ولا يتعبه حفظهما اي حفظ السماوات والارض والسماوات والارض ايتان عظيمتان دالتان على كمال خالقهما وعظمة مبدعهما وقوة وقدرة موجدهما الله رب العالمين سبحانه وتعالى وفيهما ايات باهرات ودلالات واضحات على عظمة الخالق وجلاله وكماله وقوة اقتداره وعظم قوته وسعة علمه وكمال حكمته ورحمته وشمول ربوبيته سبحانه وتعالى وانه تبارك وتعالى الواحد القهار لا شريك له ولا ند له سبحانه وتعالى ولعظم بشأن هاتين الايتين تكرر مجيء تكرر مجيئهما وذكرهما في القرآن تكررا كثيرا بل ان ذكرهما معا في القرآن الكريم جاء فيما يقرب من الاربع مئة اية وهذا يدل على على عظم شأن هاتين الايتين العظيمتين السماوات والارض وما فيهما من الدلائل الواضحة والبراهين الجلية على كمال الرب وعظمته جل وعلا وانه وحده المستحق للعبادة ولو تأملنا في الاية التي الحديث ماض في بيان دلالاتها اية الكرسي فانها اية واحدة وتكرر فيها ذكر هاتين الايتين ثلاث مرات في اية الكرسي تكرر ذكر هاتين الايتين السماوات والارض ثلاث مرات وهذا مما مما يبين عظم شأن هاتين الايتين كما انها تكررت في القرآن تكررا كثيرا ومرات عديدة تقرب من الاربع مئة مرة فانها في اية الكرسي وهي اية واحدة جاءت لتقرير التوحيد وبيانه تكررت فيها هاتان الايتان ثلاث مرات المرة الاولى في قوله سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الارض والثانية في قوله وسع كرسيه السماوات والارض والثالثة في هذه الاية التي هي موظوع حديث هذه الليلة وهي قوله سبحانه وتعالى ولا يؤوده حفظهما تكرر هاتين الايتين في القرآن فيه دلالة على عظم من شأن هاتين الايتين وايضا ما فيهما من الدلالات الكثيرة والايات العظيمة المتنوعة المتعددة على عظمة الله وجلاله وكماله واقتداره سبحانه وتعالى وانه سبحانه وتعالى بيده ازمة الامور وانه العظيم وانه وحده جل وعلا المستحق لان يفرد بالعبادة دون سواه بل ان العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة وهو كتاب عظيم جدا ونافع للمسلم ولا سيما فيما يتعلق بايات الله العظيمة في خلق السماوات والارض وخلق الناس وخلق الجبال والبحار وبين ابن القيم رحمه الله في هذا الكتاب ما في هذه الايات العظيمة والدلائل البينة من الحجج الواضحة على كمال الخالق وعظمته سبحانه وتعالى عندما تحدث رحمه الله عن خلق السماوات والارض وعندما جاء لذكر الحديث عن السماء قال رحمه الله في كلام جميل له نسمعكم نصه قال فيه رحمه الله ان ذكر السماء في القرآن لا يكاد تخلو منه صورة من سور القرآن يقول ذكر السماء في القرآن لا يكاد تخلو منه صورة من سور القرآن ثم ذكر حكما عظيمة من تعدد ذكر السماوات والارض في القرآن الكريم يقول رحمه الله قل ان تجيء سورة في القرآن الا وفيها ذكرها اي السماء اما اخبارا عن عظمتها وسعتها اي السماوات واما اقساما بها مثل والسماء ذات البروج والسماء والطارق وايات كثيرة في القرآن واما اقساما بها واما دعاء الى النظر فيها افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى الجبال كيف نصبت والى السماء كيف رفعت والى الارض كيف سطحت واما ارشادا للعباد ان يستدلوا بها على عظمة بانيها ورافعها وهو الله سبحانه وتعالى واما استدلالا منه سبحانه بخلقها على ما اخبر به من المعاد والقيامة اانتم اشد خلقا ام السماء؟ بناها واما استدلالا منه بربوبيته لها على وحدانيته وانه الله الذي لا اله الا هو وسيأتي ايات في هذا المعنى واما استدلالا منه بحسنها واستوائها والتئام اجزائها وعدم الفطور فيها على تمام حكمته وقدرته وكذلك ما فيها من الكواكب والشمس والقمر والعجائب التي تتقاصر عقول البشر عن قليلها ثم قال رحمه الله ولم يقسم اي الله جل وعلا في كتابه بشيء من مخلوقاته اكثر من السماء والنجوم والشمس والقمر هذا نص جميل وكلام عظيم لابن القيم يتحدث فيه رحمه الله عن ورود هاتين الايتين المتكرر في كتاب الله سبحانه وتعالى ويشير الى انواع من الحكم والمقاصد لهذا الذكر المتكرر لهاتين الايتين العظيمتين عندما نتأمل القرآن في الحديث عن السماوات والارض والحديث عنهما واسع جدا في القرآن كما سبق الاشارة الى ذلك نجد ايات في القرآن تمر علينا فيها ان خلق الله عز وجل للسموات والارض ليس لعبا وانه سبحانه وتعالى لم يوجدهما باطلا وانه انما اوجد السماوات والارض وسخرهما وسخر ما فيهما للناس بالحق وللحق وليفرد وحده تبارك وتعالى بالعبادة فهو منزه عن العبث وعن اللعب وعن الباطل تنزه وتقدس عن ذلك كله سبحانه وتعالى فخلق السماوات وخلق الارض وتسخيرهما وايجادهما على هذه الصفة البديعة والهيئة العظيمة انما هو لغاية ولمقصد الا وهو ان يعبد تبارك وتعالى وحده وان يفرد وحده بالعبادة وان يخص بالطاعة وان لا يصرف شيء من العبادة لاحد سواه وهذا يمر عليك في القرآن في ايات كثيرة جدا اولها اول امر يصادفك في القرآن في سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشة تأمل جعل لكم الارض فراشا لماذا هل هذا عبث او باطل الذي جعل لكم اي ايها الناس الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. هذا هو المقصد المقصد ان يعبد الله تبارك وتعالى وحده وان تصرف له وحده تبارك وتعالى العبادة والا يجعل معه الانداد والشركاء بان تصرف لهم العبادة او يعطوا حظا او نصيبا منها ولهذا قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. تعلمون ماذا تعلمون انه لا خالق لكم غير الله تعلمون ان ان خالق السماء هو الله وحده وخالق الارض هو الله وحده ومنزل المطر هو الله وحده ومنبت النبات هو الله وحده اذا لماذا يجعل معه الانداد ويتخذ الشركاء كما انه سبحانه وتعالى تفرد بخلق هذه الاشياء وايجادها من العدم فالواجب ان يفرد وحده تبارك وتعالى وان يخص بالعبادة دون سواه وانا ربكم فاعبدون. اي انا تفردت بالربوبية والخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير والتسخير فالمفرد واهد بالعبادة لماذا يجعل الشركاء ممن لا يملكون شيئا لا لانفسهم فظلا عنان يملكوا شيئا لغيرهم. لا يملكون لانفسهم رزقا ولا موتا ولا نفعا ولا ظرا ولا احياء ولا اماتة ولا غير ذلك فضلا عن ان يملكوا شيئا من ذلك لغيرهم فلماذا تتخذ الانداد اذا السياق واضح في ان خلق الله سبحانه وتعالى لهذه السماوات وخلقه للاراضين هو ان يعبد الله جل وعلا وحده وان يفرد سبحانه وتعالى بالعبادة لتحقيق هذا المقصد تكررت ايات كثيرة جدا في القرآن تبين عظمة الله وكماله وكمال قوته وسعة علمه وعظيم اقتداره سبحانه وتعالى من خلال السماوات والارض. ذكر خلق السماوات والارض وهذا يتكرر كثيرا في القرآن الكريم ومن ذلكم هذه الاية او هذا الجزء من الاية في اية الكرسي قوله سبحانه وتعالى ولا يؤده حفظهما هذا المراد منه بيان عظمة الله ببيان كمال قوته سبحانه وتعالى وقد كنا عرفنا فيما سبق قاعدة مهمة في النفي وهي ان النفي الوارد في القرآن ليس نفيا صرفا وانما هو نفي متظمن ثبوت كمال ظد المنفي وانما هو نفي متظمن ثبوت كمال ظد المنفي فهنا نفى عن نفسه ماذا قال ولا يؤده حفظهما اي لا يثقله حفظ السماوات والارض تكفل سبحانه بحفظ السماوات والارض حفظ ذاتهما اي السماوات والارض وحفظ ما فيهما. لان قوله ولا يؤده حفظهما يشمل حفظ السماوات في ذات السماء والارض وايظا حفظ ما فيهما تكفل بذلك كله واخبر سبحانه وتعالى انه لا يؤوده هذا الحفظ اي لا يثقله لا يكرثه لا يعجزه لا يعييه لا يتعبه جل وعلا وتنزل عن ذلك كله وكيف يعجزه او يثقله ذلك وهو الخالق والموجد لهذه الاشياء من العدم والخالق والخالق لها بعد ان لم تكن قال ولا يؤوده حفظهما النفي هنا متضمن ثبوت كمال الضد ثبوته كمال الضد وضد هذا ضد الاثقال او الاتعاب او الاكراث ظده القوة ضده القوة فدل قوله سبحانه وتعالى ولا يؤوده حفظهما على كمال قوة الله سبحانه وتعالى على كمال قوة الله سبحانه وتعالى فهو الحافظ للسموات والارض وحفظه للسموات والارض لا يثقله لانه القوي لانه القوي فهنا بيان قوة الله الذي تتضاءل معها كل قوة ويظهر معها عجز كل مخلوق وافتقار كل مخلوق الى الله سبحانه وتعالى القوي العزيز ولا يؤده حفظهما اي حفظ السماوات والارض هذا المعنى فيما يتعلق بالسموات والارض نفي يعني ان يأتي نفي عن الله سبحانه وتعالى لاظهار عظمته في علمه او في قوته او في قدرته سبحانه وتعالى هذا جاء متكرر في القرآن الكريم فيما يتعلق بهاتين الايتين ومن الحسن ان نقف على شيء من على شيء من ذلك. مثلا قول الله سبحانه وتعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. لاحظ النفي هنا هنا قال وما مسنا من لغوب واية الكرسي قال ولا يؤوده حفظهما وما مسنا من لغوب اي ما مسنا من تعب او نصب في خلق السماوات والارض ايضا قوله سبحانه وتعالى اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن نفى عن نفسه ذلك لم يعي اي لم يتعب ولم ينصب ولم يثقله ذلك ايضا مثله قوله سبحانه وتعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض نفى عن نفسه العجز ايضا قوله سبحانه وتعالى وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض ايات في هذا المعنى تمر عليك كثيرة يذكر خلقه للسماوات حفظه للسماوات والارض ثم ينفي عن نفسه سبحانه وتعالى وينزه نفسه عن معاني النقص ليثبت بهذا النفي الكمال له سبحانه وتعالى. فمثلا قوله وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء هذا يدل على ماذا يدل على ماذا وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء يدل على ماذا؟ كمال العلم كمال علمه لانه ضد خفاء الشيء وعدم ظهوره هو العلم فما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء هذا يدل على كمال العلم قوله وما كان الله ليعجزه يدل على كمال القدرة ولم يعي يدل على كمال القدرة ولا يؤوده يدل على كمال القدرة وما مسنا من لغوب يدل على كمال القدرة لاحظ هذه المعاني التي تتكرر معك في ايات عديدة يذكر فيها رب العالمين خلقه للسموات والارض ثم ينفي معاني النقص التي يتنزه الرب تبارك وتعالى عنها ليظهر من خلال هذا النفي كمال علمه وكمال قدرته وغالب ما يصادفك في هذا النفي اثبات كمال الضد الذي هو في بعض الايات العلم وفي بعض الايات القدرة هذا غالب ما يمر عليك في الايات المتعلقة بالسموات والارض اثبات كمال علم الله واثبات كمال قدرة الله سبحانه وتعالى. وانظر هذين الامرين في الاية الاخيرة من سورة الطلاق لتدرك ان خلق الله سبحانه وتعالى للسموات والارض نحن مطالبون من خلال باننا به ان نؤمن بكمال علم ربنا وكمال قدرته سبحانه وتعالى تأمل الاية الاخيرة من سورة الطلاق. يقول الله جل وعلا الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما خلق لماذا؟ ما الغاية قال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يعني سبع اراضين يتنزل الامر بينهن لماذا؟ ما الحكمة؟ ما الغاية؟ ما المقصد؟ قال لتعلم ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما اذا خلق الله سبحانه وتعالى للسموات والارض يهدي المتأمل ويرشد المتدبر الى ماذا الى ماذا؟ الى كمال علم الخالق وكمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى وتأمل هذا المعنى في الايات التي فيها النفي وقد اشرت قبل قريبا الى جملة منها فهذا الخلق للسموات والارض بهذا الاتساع وبهذه العظمة وبهذه الاطراف المترامية وبهذا الاتقان وبهذه الدقة وبهذا الاحكام وبهذه الاجادة هذا كله دلائل وبراهين على ماذا؟ على كمال علم الخالق وعلى كمال قدرة الخالق وايضا على عظمته وعلى جلاله وعلى كماله وعلى قدرته سبحانه وعلى انه مستحق لان يفرد بالعبادة الى غير ذلك من المعاني تأمل هذا ايضا في ايات كثيرة في القرآن يصف الله سبحانه وتعالى او يبين فيها سبحانه وتعالى ان خلقه للسموات والارض فيه ايات مثل ما جاء في في في اواخر ال عمران قال سبحانه وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ما خلقتها هذه السماوات وهذه الاراظون باطلا او لعبا او عبثا تنزهت وتقدست عن ذلك ككله يا ذا الجلال والاكرام قال ايات ليست اية ولا اثنتين ولا ثلاث ولا عشر ولا مئة ايات كثيرة كيف تظهر هذه الايات؟ وكيف تبرز قال لاولي الالباب اذا استعمل الانسان عقله وحرك فكره ونظر وتدبر وتفكر في خلق السماوات والارض ظهرت له هذه الايات وبرزت ايات متنوعة ومتعددة ولهذا قال لايات نكرها لكثرتها وتعددها وتنوعها ولانها لا حصر لها ايات في السماوات والارض لكنها لا تظهر الا لاولي الالباب الذين يذكرون الله ايضا ذكر الله سبحانه وتعالى يعين على التفكر ويعين على التذكر ويعين على كل خير عندما تتأمل عندما تتأمل في السماوات لك مجالات عديدة في التأمل لك مجالات عديدة في التأمل ان نظرت الى سعة السماوات والارض وكبرهما وترامي اطرافهما واتساعهما هذا يهديك الى ماذا الى عظمة الخالق يهديك على الى عظمة الخالق اذا كانت هذه هذه السماوات المترامية الاطراف وهذه الاراظون المتباعدة الجوانب جزء يسير من خلقه فكيف بمن خلقها واوجدها وكنا عرفنا بالامس ان السماوات والارض هذه المخلوقات العظيمة ضئيلة جدا جدا فيما يتعلق بالكرسي قال وسع كرسيه السماوات والارض والكرسي ضئيل جدا بالنسبة للعرش فاذا نظرت الى هذه العظمة في خلق هذه الاشياء هداك هذا التأمل الى الى عظمة خالقها وكل هذا كما اشرت كل هذا يدل او كل هذا جاء توطئة وتمهيدا لذكر عظمة الخالق الذي ختمت به الاية ان دخلت في مجال اخر من النظر ونظرت في السماوات من جهة جمالها وحسنها واحكامها واتقانها وابداعها وكونها على هذه الصورة الجميلة الحسنة البهية هذا يهديك الى ماذا الى كمال حكمة خالقها وسعة علم مبدعها سبحانه وتعالى واتقانه لصنعه وانه احسن كل شيء وقدر ما خلق تقديرا واتقنه اتقانا سبحانه وتعالى اذا نظرت ايظا ما في السماوات وما في الارض من المنافع المتعددة والفوائد العديدة التي اليها الاشارة اجمالا بقوله وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه يهديك هذا الى ماذا الى كمال فضله وعظمني وعظمة منته وكرمه واحسانه وجوده وانعام جل وعلا على عباده. فالنظر بخلق السماوات والارض يفتح لك ابوابا وابوابا كثيرة جدا من الهداية والبصيرة ومعرفة عظمة الخالق وكمال المبدع سبحانه وتعالى مما يدل على انه الاله العظيم والخالق الجليل المستحق للعبادة وحده دون سواه وهنا يأتي سؤال وهو من الذي ينتفع بهذه الايات هل مغمض العينين والمتغافل والمعرض وغير المبالي وغير المهتم وغير المتفكر والمتدبر هل يتعظ ويعتبر وهو يرى هذه الايات يقول الله سبحانه وتعالى وكم وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وكأين من اية كاين اي كم من اية كثيرة جدا لا اصل لها ولا عد لكن ما شأن اكثر الناس معها ما شأن اكثر الناس مع هذه الايات اعراظ شغلهم شغلهم ما خلق لهم عن ما خلقوا هم له شغلهم ما خلق لهم السماوات والارض سخرت للانسان وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه لكن شغلهم ما خلق لهم عن ما خلقوا له واوجدوا لتحقيقه وهو معرفة الله ومعرفة عظمته والاشتغال بعبادته والخضوع والذل له سبحانه وتعالى. ولهذا قال وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون اي ليسوا مكترثين ولا ملتفتين ولا متأملين ولا متدبرين ولا متعظين وانما هم عن ايات عن ايات الله سبحانه وتعالى غافلون معرضون والنتيجة ان اكثر الناس بسبب هذا الامر عدم الاتعاظ باياته والاعتبار بعظاته اكثرهم على الشرك به سبحانه وتعالى قال وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وهنا تعجب وانت تتأمل في معنى الاية من حال هؤلاء الاكثر على ما وصفهم رب العالمين حال هؤلاء الاكثر وصفوا في الاية بايمانهم وكفر. قال وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون اي بالله فوصفوا بايمان وكفر فما الايمان الذي وصفوا به؟ وما الكفر الذي وصفوا به ايمانهم كما قال غير واحد من المفسرين انك اذا سألت الواحدا من هؤلاء المشركين من خلق السماء من خلق الارض؟ من خلق الجبال؟ يقول ماذا الله وفي الوقت نفسه يتخذ معه الانداد والشركاء هذا معنى قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون اي وما يؤمن اكثرهم بالله ربا خالقا رازقا متفردا بالخلق الا وهم مشركون اي متخذون معه الانداد. ولهذا بعظ المفسرين اورد عند تفسيره لهذه الاية تلبية التي كانوا يقولونها في الحج ماذا كانوا يقولون في التلبية يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. يعني هذه الاشياء التي نعبد يقولون هذه الاشياء التي نعبد هي لا تملك شيئا بل هي مملوكة لك يا الله والكل مملوك لك انت الخالق لكل شيء. لكن لماذا هذه الممارسات الشركية؟ لماذا تعبدونها؟ لماذا تصرفون لها انواعا من العبادة يأتي الجواب في ايات اخرى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. لم يقولوا ما نعبدهم الا لانهم خنقوا او الا لانهم رزقوا او لانهم تصرفا في هذا الكون ما قالوا ذلك وانما قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. يعني نحن نؤمن بان الخالق الله الرازق الله المدبر لهذا الكون الله لكننا نعبد هذه الاشياء لتقربنا الى الله زلفى قال وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون القرآن الكريم فيه ايات كثيرة جدا كلها تقرر هذه الحقيقة الا وهي وجوب التوحيد واخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة والبعد عن الشرك وبيان بطلان اتخاذ الانداد من خلال هاتين الايتين خلق السماوات والارض ولنقف هنا وقفة ولنقف هنا وقفة مع الايات التي فيها ذكر خلق الله سبحانه وتعالى للسموات والارض في ستة ايام مع انه سبحانه وتعالى قادر على ان يخلق السماوات والارض في لحظة واحدة انما امره اذا اراد شيئا اي شيء كان عظم او او او صغر جل او او او ضعف ايا كان قادر على ان يخلقه سبحانه وتعالى في لحظة واحدة. لكنه سبحانه وتعالى اقتضت حكمته وتقديره جل وعلا ان يخلق السماوات والارض في ستة ايام. ولهذا جاء في القرآن ايات كثيرة فيها هذا المعنى منها الاية التي مرت معنا قريبا ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وفي القرآن ما يقرب من العشر ايات بهذا المعنى جاء في موضع اخر من القرآن الكريم ذكر فيه رب العالمين سبحانه وتعالى تفصيل هذه الايام التي خلق فيها السماوات والارض وانظر ذكر هذا التفصيل مقرونا بالمقصد العظيم الذي سيقت هذه الاشياء لاجله الا وهو ابطال الشرك وتقرير التوحيد وتأمل معي الايات قال الله تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا انتبه لهذا هذا هو المقصد تقرير التوحيد وابطال الشرك واتخاذ الانداد. قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين اكملوا قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل وجعل نعم وجعل فيها رواسي وقدر فيها اقواتها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارظ ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين. فقظاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم هذا الان في تفصيل للستة ايام ما هو هذا التفصيل يوم ان لخلق الارض ويومان لخلق السماوات ويومان لدحو الارظ وتأمل هذا في هذا السياق المبارك. قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين. خلق الارض في يومين اثنين الذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين نعم ماذا وجعل فيها رواسيا وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين. اربعة ايام ما هي؟ اليومان اللذان هما خلق السماوات ويومان لدحي الارض وتقدير الاقوات فصارت اربعة ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارظ ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين قال اتينا طائعين فقظاهن سبع سماوات في يومين تقظهن سبع سماوات في يومين. اذا السماوات في يومين الارض في يومين دحو الارظ في يومين ما هو الترتيب بخلق هذه الاشياء اولا خلق سبحانه وتعالى الارض ثم في يومين ثم خلق سبحانه وتعالى السماوات في يومين ثم دحا الارظ في يومين واكتملت بذلك العدة ستة ايام قال تعالى اانتم اشد خلقا ام السماء؟ بناها؟ رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها. اخرج منها ماءها ومرعاها. الارظ بعد ذلك دحاها اي بعد ماذا بعد خلق السماوات ولم يقل هنا والارض بعد ذلك خلقها لان خلق الارض كان سابقا لخلق السماوات فاذا الترتيب كما يدل عليه مجموع هذه الايات اولا خلق سبحانه وتعالى السماء الارظ في يومين ثم خلق سبحانه وتعالى السماوات في يومين ثم دحا الارظ في يومين بان اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم هذا كله في يومين فاكتملت بذلك العدة ستة ايام مع انه تبارك وتعالى قادر على خلقها في لحظة واحدة السياق مرة ثانية نعود لاي شيء ذكر تأمله في اول الايات قال قال قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا اذا خلقه سبحانه وتعالى للسماوات والارض هذا وحده يعد دليلا على بطلان اتخاذ الانداد ما شأنهم الانداد ما شأن الانداد حتى يصرف لهم حق الخالق والمبدع والصانع المتفرد بالخلق سبحانه وتعالى فلا احقية لهم بشيء من ذلك البتة بل المستحق للعبادة ولان يفرد بالطاعة هو الخالق العظيم والرب الجليل سبحانه وتعالى تأمل ايضا في هذا السياق ما ذكره جل وعلا في سورة الكهف حينما قال جل وعلا ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذا المضلين عضدا وتأملوا مليا هذه الاية ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذا مضلين عضدا. وجاء هذا في في سياق ابطال اغواء الشيطان واعوانه من شياطين الانس في اظلال الناس عن عبادة الله جل وعلا وافراده بالتوحيد وما يزعم هؤلاء من المزاعم الباطلة والمفتريات الكاذبة التي من خلالها يظلون الناس ويحرفونهم عن التوحيد فيقول الله جل وعلا ما اشهدتم خلق السماوات والارض اي عندما خلقت السماوات والارض لم اشهد الشيطان ولم اشهد ايضا اعوانه من شياطين الجن والانس خلق السماوات والارض يعني هذا الامر ما شهدوه ولا حضروه ولا استشيروا فيه ولا اخذ لهم فيه برأي او مشورة ولا ايظا خلق انفسهم ما اشهدتم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذا المضلين عضدا اي اعوانا لي هل الله جل وعلا له اعوان في تصريف هذا الكون وتدبيره لاحظ الاية وما كنت متخذا المضلين عضدا. ولهذا يا اخوان اقول هذه الاية ولا سيما قوله جل وعلا وما كنت متخذ المضلين عضدا قاصمة ظهور المبطلين وقاطعة دابر المفسدين ولا سيما من شيوخ الطرق طرق الضلال والباطل الذين ماذا يقولون لاظلال الناس وتأمل مليا قوله المضلين ماذا يقولون في اظلال الناس واغوائهم وافساد عقائدهم وصرفهم عن التوحيد الخالص قالوا ان لله اناسا خلقهم واوجدهم واعطاهم من القدرة في التصرف في هذا الكون اعطاهم قدرة في التصرف في هذا الكون. وجعلهم اعوانا له في الارض ولهذا جاءوا بمسميات باطلة لغرس هذه العقيدة الاثمة الكاذبة الخاطئة في نفوس الجهال والعوام فقالوا بالاغواث والاقطاب والاوتاد الى غير ذلك من المسميات وكل من هؤلاء اعطوه خصائص من خصائص الرب اعطوهم خصائص من خصائص الرب وعندما تقرأ في كتبهم واقاويلهم ترى عجبا منهم من عنده قدرة على احياء الموتى يزعمون ويشيعون بين العوام والسفهاء والجهال ان عندهم قدرة على ذلك امرأة قبض صبيها فبكت فارشدت الى احد هؤلاء وجاءت اليه مستفزعة باكية قالت ان ولدي مات اليوم قال لا عليك فظرب بيده الارواح التي بيد الملك فرجعت في ذلك اليوم كل الارواح الى الى الموتى قصص اخرى في في في قضية خلق الجنين في رحم الام وذكرت لكم احد المضلين المعاصرين يقول ان الاوليا عندهم قدرة على الخلق في الارحام ويستدل استدلالا اثما باطلا بقوله سبحانه وتعالى تبارك الله احسن الخالقين وذهب مذهبا من افسد ما يكون في فهم الاية والعياذ بالله انزال المطر يزعمون ان اولياء الاولياء المزعومين عندهم قدرة على التصرف في انزال المطر قبض الارواح التصرف العلم بما في الصدور يقول يقول احدهم لا يبلغ الولي ان يكون وليا حتى يكون عنده قدرة على محو خطيئة مريد من اللوح المحفوظ قال الاخر لقد قصرت بل انه قدرته اعظم من ذلك ان يحول بين مريده وبين الخطيئة ان يحول بين مريده وبين الخطيئة اقاويل كثيرة من هذا القبيل يبثونها في نفوس العوام حتى يفسد التوحيد وتخرب العقيدة وتكون الصلة ليست بالله وانما شيوخ الباطل وائمة الضلال هذا هو المقصد وهذا هو المراد تنظر قاصمة ظهور هؤلاء قال تعالى وما كنت متخذا المضلين عضدا اي اعوانا لي في تدبير هذا الكون وتسخيره. فكل من يدعي ان عنده قدرة على التصرف في هذا الكون والتدبير خلقا احياء اماتة انزال للمطر اه الى غير ذلك من الامور هداية اظلالا الى غير ذلك من الامور كل من يزعم ذلك فهو من المضلين كما قال الله سبحانه وتعالى وما كنت متخذ المظلين عضدا وهؤلاء يزعمون هذا لانفسهم زعما باطلا ويقررونه تقريرا بافتراء وكذب والهدف من ذلك كله حرف الناس عن العقيدة الحقة عن الايمان الصحيح المستمد من كتاب الله عز عز وجل ومن سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ما اشدتم خلق السماوات ولا خلق انفسهم ما اشهدتم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذا المضلين عضدا نأخذ من هذه اية فائدة عظيمة جدا الا وهي ان كل من يدعي لنفسه قدرة على التصرف في هذا الكون او التدبير او الاحياء او الاماتة او غير ذلك من الامور التي هي من الرب العليم الرب العظيم سبحانه وتعالى بانه من المضلين المفسدين في الارض انه من المضلين المفسدين في الارض ثم ايضا فيما يتعلق بخلق السماوات والارض عرفنا فيما سبق من دلائل كثيرة وايات عديدة ان خلق الله سبحانه وتعالى للسموات والارض ليس لعبا ولا باطلا وانما ليعبد ويفرد تبارك وتعالى وحده جل وعلا بالعبادة دون سواه ولا يتخذ معه الانداد والشركاء هذا هو المقصد الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا على هذه البسيطة من اجل تحقيقه والقيام به اذا خرج الناس عن الغاية التي خلقوا لاجلها عن الغاية التي خلقوا لاجلها ووجدوا لتحقيقها ما الذي يحدث قال الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ترك ترك العبودية والذل والخضوع لله جل وعلا والانصراف الى انواع الشرك وانواع الضلال هذا كله فساد في الارض والله جل وعلا يقول ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها قال غير واحد من المفسرين لا تفسدوا في الارض بالشرك وعبادة غير الله بعد افسادها بالتوحيد الذي ارسل الله به رسله وانزل به سبحانه وتعالى كتبا وخلق الخلق واوجدهم لتحقيقه ولهذا يجب على كل انسان من الله سبحانه وتعالى بالمشي من عليه بالمشي على هذه الارض ان يعلم انه له مدة محدودة وامد معدود قدره الله سبحانه وتعالى له يمشي على هذه الارض ثم مآله ليدفن فيها ثم يبعث ويلقى الله سبحانه وتعالى ليحاسبه ويجازيه على ما قدم في هذه الحياة ونحن لم نخلق ولم نوجد في هذه الحياة الا لنعرف الله ونعبده سبحانه وتعالى. هذه الغاية التي خلقنا لاجلها واوجدنا لتحقيقها. لمعرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة عظمته وجلاله وكماله وكبريائه سبحانه ولنفرده جل وعلا بالعبادة كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما يريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وليحذر الانسان غاية الحذر من ان ينشغل بالاشياء التي خلقت له عن الشيء الذي خلق هو له وهو معرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وتجريد التوحيد له وافراد جل وعلا بالعبادة. واسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى باسمائه الحسنى صفاته العليا العليا ان يجعلنا من اهل الاتعاظ والاعتبار وان يوفقنا للانتفاع باياته والارتفاع وان سواء السبيل والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه سميع مجيب قريب الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين هذا يقول كنت عند الصوفية وسمى بلده الذي قدم منه يقول وانشد احدهم بعض الابيات تقول الابيات ان الكعبة تطوف بامام الطريقة الابيات تقول ان الكعبة تطوف بامام الطريقة والبيت يقول كل قطب كل قطب يطوف بالبيت سبعا وانا البيت طائف وانا البيت طائف بحياتي او كل قطب يطوف بالبيت سبعا وانا البيت طائف بمماتي او بحياتي على كل حال هذي مسألة تكلمت عنها وهي موجودة في كتب هؤلاء كثيرا موجودة في كتبهم كثيرا ومنتشرة ويقررون هذا يقولون ان الولي مقامه ارفع من ان يقوم بالبيت وسيد الاوليا وامام المتقين صلوات الله وسلامه عليه طاف بالبيت مرات حج مرة واعتمر اربع مرات صلوات الله وسلامه عليه ويطوف بالبيت متذللا خاضعا منكسرا متواضعا لله سبحانه وتعالى ووهؤلاء لعب بهم الشيطان وعبث بعقولهم وقالوا هذه المقالة الاثمة الباطلة قالوا ان الولي عندما يبلغ هذه الرتبة العالية الرفيعة الكعبة هي التي تقوم به وليس هو الذي يطوف بالكعبة. حتى حدثني احدهم ان رجلا جاء من دولة افريقية الى مكة ووصل وامتنع من من الطواف يعني مشى هذا المشوار كله وامتنع من الطواف وسأله بعضهم قال نحن الكعبة هي التي تطب بنا ليس نحن الذي نطوف بها وامتنع من الطواف وذكرت لكم ان هذا الكلام الباطل دخل حتى في كتب بعظ كتب الفقه بعض كتب الاحكام يعني اوقفت على مسألة في كتاب مشهور جدا من كتب الفقه في في كتاب الصلاة عقد مسألة. قال اذا ذهبت الكعبة تطوف بالاولياء الى اين يصلي الناس مسألة مبنية على هذه الخرافة قال اذا ذهبت الكعبة تطوف بالاولياء الى اين يصلي الناس قال للعلما فيها قولان للعلماء فيها قولان اختلف اهل العلم في هذا المساء للعلماء فيها قولان هات القولين قال القول الاول ان الواجب على الناس القول الاول اهل العلم ان الواجب على الناس يتحروا الكعبة وين ذهبت اذا جاء وقت الصلاة يتحروا لان لان المطلوب الاتجاه لذات الكعبة نفسها. فالواجب عليهم اذا جاء وقت الصلاة ان يتحروا وين ذهبت الكعبة؟ ان كانها في الهند يصلون جهة الهند وان كانها في افريقيا يصلون جهة افريقيا لان اتجاه للكعبة. فالواجب على الناس اذا اذا جاء وقت الصلاة يبحث عن الكعبة وين؟ يسألون يا الان وين الكعبة يا اخوان فاذا قالوا مثلا كعبة في الهند يصلون جهة الهند واذا قالوا الكعبة لا راحت افريقيا اليوم يصلون في افريقيا. هذا قول لاهل العلم قال والقول الثاني ان ان ان قال القول الثاني لاهل العلم انهم يصلون الى جهة الكعبة لماذا؟ قال عللوا ذلك بان بان يعسر على الناس ان يعرفوا وين ذهبت الكعبة يعسر على الناس في مشقة وما جعل الله في الدين من حرج ما جعل الله في الدين من حرج في مشقة على الناس ان اذا جاء وقت الصلاة وين راحت الكعبة ما يستطيعون فهذا فيه مشقة والدين يسر وما جعل الله في الدين من حرج فاذا يصلون الى مكان الكعبة والا هي بكيفها وين راحت تروح لكن يصلون الى مكان الكعبة فهذان قولان لاهل العلم في هذه المسألة مبنية على الخرافة خرافات متراكمة بعضها فوق بعض وظلال متراكم بعظه فوق بعظ وكله دجل على جهال الناس وعوام المسلمين وصد عن دين الله سبحانه وتعالى وهذا الاخ السائل يعطينا شاهدا من من شخص الان موجود ينشد هذا البيت يقول كل قطب يطوف بالبيت سبعا يقول لا انا ما اطب البيت البيت هو الذي يأتي ويطوف ويطوف بي البيت فهذا كله ظلال ولو اسمي لكم بعض الكتب المشهورة التي فيها ذا الخرافة تندهشون لكن نسأل الله عز وجل ان يصلح احوال الناس وان يهدي ضالهم الى سواء السبيل وان يعيذنا من الضلال والباطل انه تبارك وتعالى سميع مجيب هذا نفس السائل يقول انا كنت مشركا وماذا علي يقول انا هل هل كنت مشركا وماذا علي على كل حال عليك ان ان ان تحمد الله سبحانه وتعالى حمدا كثيرا طيبا ان بصرك واوقفك على هذه الايات التي سمعتها والحجز التي عرفتها وهي حجة الله عليك وستلقى الله سبحانه وتعالى بهذه الايات وبهذه الحجج وهي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فاحذر ان تركن الى الذين ظلموا فتمسك النار احذر اشد الحذر وعليك بالبعد من دعاة الضلال وائمة الباطل الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة مضلين فاحذر من هؤلاء اشد الحذر وابتعد عن مجالستهم وسماع كلامهم وعليك بسماع القرآن وسماع احاديث الرسول الكريم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعليك ايضا بسماع العلم النافع المستمد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واعطيك فرقانا في هذه المسألة بينا وان كانت الفرقانات في هذا عديدة وكثيرة لكن اعطيك فرقانا بينا هؤلاء دعاة لانفسهم هذه علامتهم ودعاة الحق دعاة الى دين الله هؤلاء دعاة الى انفسهم ودعاة الحق دعاة الى دين الله. خذ على سبيل المثال النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال ابن عباس؟ اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء الدعاء بين الاذان والاقامة مستجاب فنسأل الله جل وعلا لهذا الاخ السائل وللجميع ان يبصرنا بالحق وان يهدينا اسراء السبيل وان يعيذنا من دعاة الباطل وائمة الضلال وان يجعلنا من اهل سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن اهل التوحيد وان يعيذنا من الشرك وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واقول ايضا للاخ السائل اذا عرفت فالزم اذا عرفت الحق وتبينت امرة وكنت قبل ذلك في عماية وفي ظلال بسبب انك عند اقوام يضلون عن عن سواء السبيل ممن عناهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ان اخوف ما اخاف على امة الائمة المضلين فاحمد الله على من يسر لك سماع الحق وسماع كلام الله سبحانه وتعالى وهذا من بركات اية الكرسي ومنافعها العظيمة ودلائلها المباركة وما فيها من الهدايات والله جل وعلا قال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وقال سبحانه وتعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة فالقرآن هداية وشفاية فمنة الله عليك عظيمة بسماع هذا الكلام وهو حجة لك او عليك فاحرص ان يكون حجة لك العناية به ولزومه والبعد عن اهل الضلال ودعاة الباطل وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه هذا يقول جاء في كتاب المشرع او المشروع الروي ان امرأة طافت بالبيت على رجل واحدة فقال لها احد الاقطاب واين الاخرى قالت تركت عليها ابني نائم في بغداد يعني ولدها كان نايم على على رجلها وتركت رجلها نائم عليها ولدها وذهبت لمكة وكانت تطوف وجدها تطوف برجل واحدة طيب ثم ماذا قال؟ قال تركتها تركت عليها ابني نائم في بغداد قال انت بهذه الدرجة ولم ارك في اللوح المحفوظ يعني انه يرى الان اللي يرى اللي في اللوح المحفوظ لكن يقول انت بهذه الدرجة يعني رجل تركتها في بغداد وتطوفين برجل واحدة فانت بهذه المنزلة وما رأيتك في اللوح المحفوظ قالت اللوح المحفوظ لك ولامثالك اما انا قبلك في ام الكتاب ايه فمثل هذا الكلام هذا الذي يستجر به العوام العوام والجهال يستجرون بهذه القصص وتورد في الكتب من اجل صرف العوام عن التوحيد وعن الاخلاص لله جل وعلا والتعلق بهؤلاء الدجاجلة وكل الكذب وافتراء كله كذب وافتراء ودجل على على الناس من اجل صرف الناس عن التوحيد الذي خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه والتعلق بهؤلاء وبهذه المسميات الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان هذا يقول اذا اردت ان اسجل هذه الدروس فماذا افعل؟ واينما كان التسجيل؟ ذكرت بالامس انها موجودة في قسم الصوتيات في المسجد النبوي باب رقم باب رقم ثمنطعش ومن فظل الله سبحانه وتعالى الدروس التي القيت اول اية الكرسي بدرس هذا اليوم عددها واحد وعشرين درس ولنا مواصلة ان شاء الله مع هذه الدروس من ذكر الفوائد آآ العظات والعبر المستفادة من هذه الاية المباركة العظيمة اية الكرسي والتوفيق بيد الله ولا حول ولا قوة الا به سبحانه وتعالى قال قرأت في كتاب اسمه مواعظ وعبر آآ لابن شهاب في حضرموت صفحة اربعطعش يقول فيه ان احد ائمتهم الفقيه المقدم كان يحيي ويميت باذن الله ويقول للشي كن فيكون باذن الله. ومن زار قبره بحجة الى بيت الله الحرام هذا مثال اخر هذا مثال اخر يعني في اه انصراف الناس عن التوحيد وولوجهم في الشرك بمثل هذا الكلام الباطل ومثل هذا الاقوال المزيفة التي يصرف بها الناس ويصدون عن دين الله جل وعلا ونقرأ الاية وهي كافية ما التهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذا المضلين عضدا اذا كان يحيي ويميت وهو يقول للشي كن فيكون اذا هو عضد ومعين لله سبحانه وتعالى في تدبير هذا الكون والله يقول وما كنت متخذا المضلين عضدا فكل مدع هذه الدعوة اينما كان وايا كان فانه من المضلين الذين وصفهم الله عز وجل بالظلال في هذه الاية الكريمة والاية تمر عليكم كثيرا في اية في سورة الكهف وعند ذكر هذا الكلام تقرأ هذه الاية لانها ناسفة لهذا الباطل ومذهبة له من اصله وما كنت متخذ المضلين عضدا يقول هذا السائل ظهرت في هذه الايام ظاهرة بين الشباب وهي لبس شعارات الاندية الغربية التي تحمل تحمل الصلبان الواضحة ها ما هو تعليقكم على ذلك؟ اقول هذا باطل وعمل منكر ولا يجوز للمسلم ان يلبس البسة الكفار التي هي هي من خصائصهم ولبس الصليب هذا من اعمال النصارى فما شأن المسلم وذلك ولكن هذه الكورة اخذت عقول كثير من الشباب بل ان اصبح كثير منهم في مفهومه للولاء والبراء وفي مفهومه للفوز والهزيمة ما ما يحسن ان يتكلم عن هذه المعاني الا من خلال الكورة التي سيطرت على ذهنه وعلى عقله تماما وقد وجد في مخططات اليهود وهو ما يسمى بروتوكولات حكماء صهيون قديما كتبت وتآمروا على تحقيقها من ضمنها قالوا اشغلوا الشباب بالفن والموسيقى والرياضة اشغلوا شباب المسلمين بالفن والموسيقى والرياضة فالواجب على الشاب المسلم ان يربى بنفسه وان يعرف دينه وعزته ومكانته وما هي القيمة التي ترجوها لنفسك عندما تلبس فنيلة لرجل كافر او ملحد او لا يعرف دين الله سبحانه وتعالى او فاسق او فاجر انت ارفع قدرا لم تعرف قيمة نفسك عندما وضعتها في هذا الحظيظ. قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ نفسك ان ترعى مع الهمل يقول هذا السائل لماذا نسمع من بعظ الناس عندهم موقف من اكثر الصحابة وبالاخص ابي بكر وعمر وعثمان هذا الموقف العدائي من من الصحابة ومن خيار الصحابة وعلى وجه التحديد ابي بكر وعمر وعثمان هذا دسيسة من دشائم من دسائس الشيطان هذه دسيسة من دسائس الشيطان لصرف الناس ايضا عن الدين لان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم هم الذين نقلوا لنا الدين اليس كذلك من الذي نقل لنا ديننا الصحابة هم الذين نقلوا لنا الدين. فاذا طعن فيهم وطعن في خيار الصحابة فالطعن في في الناقل طعن الطعن في الناقل طعن في المنقول. ولهذا يقول ابو زرعة الرازي اذا رأيتم الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشهدوا انه زنديق. لماذا؟ قال لان القرآن حق. والدين حق وانما ادى الينا ذلك الصحابة فهؤلاء ارادوا ان يجرحوا شهودنا فهم بالجرح اولى فهم زنادقة. الطعن في الصحابة طعن في الدين لانا نحن ما عرفنا الدين الا من خلال الصحابة هم نقلته هم الشهود العدول هم الذين زكاهم رب العالمين. ولهذا من الطلاق التي استعملت لصرف الناس عن دين الله تبارك وتعالى الوقيعة في الصحابة الخيار ولا سيما خيار الصحابة وافاضل الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وارضاهم وعلي وبقية العشرة وسائر الصحابة عموما فالطعن في اي منهم هو طعن في دين الله سبحانه وتعالى. والا الصحابة الكرام لو نقرأ القرآن ونتأمله اثنى الله عليهم قبل ان امشوا على الارض قبل ان يخلقوا وقبل ان يمشوا على الارض اثنى الله عليهم. في التوراة وفي الانجيل. واقرأ هذا في اخر اية من سورة الفتح. محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود