بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين فما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما يا ذا الجلال والاكرام معاشر الاخوة الكرام ما زال الحديث مع هذه الاية المباركة اية الكرسي التي هي اعظم اية القرآن شأنا والحديث ماض عن ذكر دلائل التوحيد وبراهينه من خلال هذه الاية المباركة بهذا وفي هذه الليلة نأخذ مستعينين بالله تبارك وتعالى البرهان الحادي عشر من براهين التوحيد التي اشتملت عليها اية الكرسي وهو في قوله تبارك وتعالى وهو العلي في خواتيم في اخر هذه الاية قال وهو العلي وقد سبق ان مر معنا في درس ماظي حديث مفصل بعض الشيء عن هذه الصفة عن هذا الاسم العظيم وما تضمنه من ثبوت صفة العلو لله جل وعلا صفة الكمال الدالة على جلال الرب وعظمته وجماله وكبريائه سبحانه وتعالى وكمال صفاته وان العلو هذه الصفة التي يدل عليها اسمه العلي كذلك اسمه الاعلى والمتعال تتناول معاني العلو الثلاثة علو الذات وعلو القهر وعلو القدر فكل هذه المعاني الثلاثة للعلو ثابتة لله سبحانه وتعالى فهو جل وعلا علي بذاته فوق مخلوقاته وهذا الذي يقتضيه الكمال الثابت لله جل وعلا ان يكون رب الخلق فوق الخلق علي عليهم لا ان يكون شيء من مخلوقاته علي عليه تعالى الله عن ذلك بل هو سبحانه وتعالى العلي بذاته فوق مخلوقاته فهو الذي له العلو فوق الخلق له الرفعة رفيع الدرجات له علو الذات فوق الخلق لا ان يقال عن شيء من المخلوقات تعالى الله وتقدس انها اعلى او ارفع منه فهذا باطل وظلال وزيغ والعياذ بالله فالعلو لله العلو لله تبارك وتعالى علو الذات دلائله اشرت الى جملة منها في الدرس المشار اليه والذي سبق ان مر معنا وهي ادلة في القرآن والسنة ليست بالعشرات ولا بالمئات بل بالالاف لما قال ابن القيم رحمه الله في نونيته يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفان قولنا اي في علو الله لانه سبحانه وتعالى علي بذاته فوق مخلوقاته ادلة هذا بالالاف وقد مر معنا انواع هذه الادلة في القرآن والسنة الدالة على علو الله سبحانه وتعالى بذاته فوق مخلوقاته قد جاء في القرآن في سبعة مواضع قول الله سبحانه وتعالى ثم استوى على العرش واستواؤه على العرش الذي هو اعلى المخلوقات وفي حديثنا عن العرش ذكرت الدليل على ذلك على علو العرش وارتفاعه وان اشتقاقه يدل على العلو والارتفاع فهو فهو اعلى المخلوقات وارفعها والله جل وعلا اخبر عن نفسه بانه استوى عليه اي على وارتفع فالله جل وعلا علي بذاته فوق مخلوقاته وله ايضا علو القهر له علو القهر فهو القاهر فوق عباده سبحانه وتعالى وكل عباده تحت قهره وتحت تصرفه ومشيئته نافذة فيهم وهو المتصرف فالعباد خفظا ورفعا احياء واماتة قبضا وبسطا عزا وذلا الى غير ذلك كلهم تحت قهره ولا يخرج احد منهم عن ذلك فهو المدبر وهو المتصرف وهو الذي بيده ازمة الامور وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا به سبحانه وتعالى وهو الذي له علو القهر قاهر لعباده بمشيئته وعزته وقوته وقدرته وبطشه سبحانه وتعالى وله كذلك علو القدر جل وعلا له علو القدر وعلو القدر يتضمن تعظيم الرب سبحانه وتعالى ومعرفة ما له من الكمال والجلال وتنزهه سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب وتنزهه تبارك وتعالى عن مشابهة الخلق وعما لا يليق بجلاله وكماله وايضا تنزهه تبارك وتعالى عن اتخاذ الانداد والشركاء وان ذلك باطل وظلال وان الواقعين في ذلك ما قدروا الله سبحانه وتعالى حقا قدره كما قال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى. عما يشركون فنزه نفسه جل وعلا واعلى نفسه تبارك وتعالى عن هؤلاء الذين لم يقدروا الله حق قدره فمن الايمان بعلوه جل وعلا ومن دلائل علوه اه الايمان بعلو قدره سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وافعاله واحكامه واستحقاقه للعبادة دون سواه وانه تبارك وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فمن خرج عن ذلك ولم يحقق الايمان بذلك لم يقدر ربه تبارك وتعالى حق قدره ولهذا ايضا قال في الاية الاخرى ما لكم لا ترجون لله وقارا والوقار هو العظمة يعني لا تعظمونه ولا تعرفون قدره من اية اخرى قال وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا بدعاء الاستفتاح سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك هذا كله من المعاني المستفادة من العلو فالعلو صفة ثابتة لله جل وعلا يدل عليها اسمه العلي الذي جاء في خاتمة هذه الاية المباركة هذا الاسم العظيم وما دل عليه من العلو لله جل وعلا ذاتا وقدرا وقهرا يعد من اعظم الدلائل ومن اكبر البراهين على ان الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة دون سواه فانه جاء ذكر هذا الاسم في هذا السياق المبارك لتقرير ان التوحيد حق خالص لله وان العبادة حق خالص لله جل وعلا لا يجوز صرفها لغيره فعلو الله من براهين توحيده ومن دلائل وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة العبادة حق للعلي العبادة حق للعلي تبارك وتعالى الذي له العلو المطلق ذاتا وقدرا وقهرا هذا الذي له العبادة اما ما سواه فانه تحت قهره ووطوع يده وطوع مشيئته سبحانه وتعالى. فكيف يجعل آآ المخلوق شريكا للعلي تبارك وتعالى العلو المطلق علو الذات وعلو القدر وعلو القهر فالعلو من براهين التوحيد بل ان الاسماء كلها من براهين التوحيد. اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلا كلها من براهين التوحيد ولهذا تجد في القرآن الكريم ايات كثيرة يذكر فيها تبارك وتعالى اسماءه الحسنى برهانا على وجوب توحيده ايات كثيرة يذكر فيها اسماءه الحسنى برهانا على وجوب توحيده وبرهانا على بطلان الشرك والامثلة والشواهد على ذلك في القرآن كثيرة جدا اقرأ على سبيل المثال خواتيم سورة الحشر واقرأ قول الله سبحانه وتعالى في ما ذكره من دعوة يوسف عليه السلام قال اارباب متفرقون خير ام الله؟ الواحد القهار؟ فذكر هذه الاسماء لله جل وعلا براهين على توحيده ثم ثم ذكر عليه السلام ان الاسماء التي لقبت بها الاصنام هي اسماء مزيفة مدعاة ما انزل الله بها من سلطان ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم اسماء مزيفة اما اسماء الله اسماء حسنى تدل على كماله وجلاله وعظمته وكبريائه وانه له الجلال والكمال فاسماء الله جل وعلا الحسنى دالة على كماله ودالة في الوقت نفسه على انه عز وجل هو وحده المستحق للعبادة الذي يعنينا هنا ويهمنا في في درس اليوم دلالة العلو علو الله على استحقاقه وحده للعبادة ووجوب افراده وحده تعالى بالتوحيد وبطلان الشرك وهذا كما اشرت واضح في اية الكرسي ولهذا اه نماذج في القرآن عديدة اعني الاستدلال بالعلو على وجوب افراد الله بالعبادة وتنبهوا معي لهذا نماذج اي لما ورد في اية الكرسي من الاستدلال بعلوه سبحانه وتعالى على وجوب افراده جل وعلا بالعبادة هذا له نماذج كثيرة جدا في القرآن منها قوله سبحانه وتعالى في سورة الشورى في اولها والسياق كله في تقرير التوحيد وابطال الانداد بضمن هذا السياق قال جل وعلا له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم وهذه براهين على التوحيد البرهان الاول له ما في السماوات وما في الارض الثاني العلو الثالث العظمة فهذه كلها من براهين التوحيد سيقت في هذا المساق تقريرا للتوحيد وبيانا لوجوب اخلاص العبادة لله جل وعلا كذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحج ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير ونظيرها في سورة لقمان قول الله تبارك وتعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل وان الله هو العلي الكبير فلاحظ ختم الاية بهذين الاسمين العلي الكبير وكنت اشرت سابقا الى قاعدة مهمة ومفيدة ذكرها العلماء رحمهم الله تتعلق بايات القرآن الا وهي ان كل اية من ايات القرآن ختمت باسم او اكثر من اسماء الله تبارك وتعالى فله تعلق بالمعنى الذي ذكر في الاية هذي قاعدة مفيدة جدا كل اية ختمت باسم من اسماء الله تبارك وتعالى او اكثر فله تعلق بالمعنى الذي ذكر في الاية لاحظ معي هنا المعنى الذي ذكر في الاية ما هو؟ ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. المعنى ما هو التوحيد وابطال الشرك ما الارتباط بين هذا المعنى وما ختمت به الاية؟ وان الله هو العلي الكبير لعله واضح لك تماما ان هذا الختم لهذه الاية بهذين الاسمين اشارة الى ان العلي الكبير العلي الذي له العلو المطلق ذاتا وقدرا وقهرا وهو الله وحده لا شريك له هو هو يستحق للعبادة. اما من سواه فلا يستحق منها شيء سيق هذا الاسم في هذا المساق المبارك تقريرا للتوحيد وبيانا لوجوب افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة وابطال الشرك ايضا مثل هذا ما جاء في سورة سبأ قد مرت معنا الايات قول الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ما ما سر ختم هذا السياق المبارك الذي هو سياق في تقرير التوحيد وابطال الشرك بهذين الاسمين العلي الكبير الجواب واضح اي ان علو الله تبارك وتعالى المطلق ذاتا وقدرا وقهرا برهان واضح ودليل بين على ان التوحيد حق له وحده دون سواه وان من سواه لا احقية له في شيء من من العبادة العبادة للعلي العلو المطلق ذاتا وقدرا وقهرا ولهذا من من اتخذ من اتخذ الانداد والشركاء مع الله هضم هذا الوصف وهضم هذا الاسم وتنبه لهذا الذي اتخذ الانداد من اه آآ ما ترتب على اتخاذه للانداد من الجنايات والاخطاء انه هضم هذا الاسم العظيم حقه من حق العلي ان يفرد بالعبادة فمن لم يفرده بالعبادة ما عظم الله سبحانه وتعالى حق تعظيمه ومن ذلكم في هذا الاسم الذي هو العلي ولهذا لاحظ في الاية التي اشرت اليها قريبا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون لاجل هذا يأتي في القرآن ايات كثيرة جدا في سياق ابطال الشرك بذكر تعالي الرب عنه ماذا تستفيد من ذلك؟ بذكر تعالي الرب عنه اي ان اتخاذ الانداد يتنافى مع الايمان بالعلو اتخاذ الانداد يتنافى مع الايمان بالعلو. وايضا نفس الكلام بطريقة اخرى الايمان بالعلو ماذا؟ الايمان بالعلو مقتض لافراده بالتوحيد ولهذا تأتي ايات كبيرة في ابطال الشرك يذكر تنافي ذلك مع علوه االه مع الله تعالى الله عما يشركون اإله مع الله؟ تعالى الله عما يشركون ايضا اقرأ اول سورة النحل قال سبحانه وتعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون تعالى عما يشركون. اتخاذ الانداد يتنافى مع علوه ومن اتخذ الانداد لم يؤمن بعلو الله تبارك وتعالى كما ينبغي بل انه فعل ما يضاد الايمان بالعلو فعل ما يضاد الايمان بالعلو. لاحظ هنا امر يأتي في القرآن كثيرا ولعله استبان لكم وسيأتي مزيد ايضاح الله بالادلة ان العلو والعبادة العلو والعبادة علو الله سبحانه وتعالى ايمان العبد به ايمان العبد به وتحقيق ايمانه بالعلو يجعله لاحظ معي مرة ثانية ايمانه بعلو الله ذاتا وقدرا وقهرا اه تمكن هذا الايمان من قلبه يجعله يخر لله متواضعا خاضعا منكسرا متذللا اقرأ هذا المعنى في قوله به سبحانه وتعالى ولله يسجد ما في السماوات وما في الارظ من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ويفعلون ما يخافون ربهم من فوقهم فجمعوا بين امرين ما هما ايمان في قلوبهم بعلو الله وانه فوقهم سبحانه وتعالى وما يقتضيه هذا الايمان من ماذا من السجود والانكسار والذل والخضوع والامتثال والطاعة لله جل وعلا ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من ويفعلون ما يؤمرون فجمعوا بين الامرين جمعوا بين الامرين الايمان بعلو الله سبحانه وتعالى وما يقتضيه هذا العلو وما يستلزمه من من وجوب اخلاص الله تبارك وتعالى بالعبادة والذل والخضوع ولاجل هذا شرع لنا في سجودنا ان نقول ماذا سبحان ربي الاعلى لان سجودك هذه الهيئة المتواضعة المنكسرة التي تضع فيها جبهتك التي هي اشرف شيء في بدنك على الارض ملامسة للتراب ورافعا جزء بدنك وساجدا ومتمكنة في سجودك على اعضائك السبعة تذكر بانكسارك علو ربك تذكر بانكسارك وذلك علو ربك سبحانه وتعالى. وانه سبحانه وتعالى العلي الذي له العلو المطلق وانت مخلوق من مخلوقاته وعبد من عبيده غاية كمالك ذلك له غاية كمالك دلك له خضوعك خضوعك له اكمل احوال العبد ان يكون ذالا لله منكسرا بين يديه واشرف احوال العبد احوال المصلي سجوده للعلي تبارك وتعالى سجوده للعلي تبارك وتعالى وانكساره بين يديه متذللا استبان لنا يا اخوان من هذه الادلة وسيأتي ايضا مزيد ادلة في هذا الباب لكن لابد من وقفة ثم من بعد مواصلة في الموضوع آآ استبان لنا ان ايمان العبد بالعلو من من من اثاره ومن ثماره تحقيق العبودية تحقيق العبودية كلما عظم ايمان العبد بعلو الله على خلقه ذاتا وقدرا وقهرا كلما كان ذلك ادعى لتتميم العبودية وتتميم الذل والانكسار لله جل وعلا وهذا واظح جدا واضح جدا لمن وفقه الله جل وعلا لفهم كتابه وكلامه وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. ولكن اذا انحرف الانسان ولكن اذا انحرف الانسان عن هذه الجادة وانكر عياذا بالله عياذا بالله علو الله نعوذ بالله انكر عياذا بالله علو الله ماذا يحدث يا اخوان تابعوا المسألة لان هذا فيه حصل فساد حصل فيه فساد اذا انكر علو الله لم يؤمن بعلو الله ماذا يترتب من خلل عريظ وفساد واسع جدا على الانسان عندما ينكر العلو. نحن قبل قليل عرفنا من ايات عديدة ان ايمان العبد بعلو الله يفتح له باب الذل والخضوع والانكسار والسجود والتذلل لله تبارك وتعالى والدعاء ومد اليدين الى العلو يرجو رحمة ربه ويطمع في فضله وموعوده. ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا المسلم قلبه وهو ساجد لله تبارك وتعالى قلبه متجه الى العلو. يجد في قلبه ضرورة متجهة الى العلو. لانه يؤمن بعلو ربه تبارك وتعالى عليه وعلى كل المخلوقات اذا خرج الانسان عن هذا الايمان بعلو الله اين يذهب اذا خرج عن الامام بعلو الله اين يذهب وماذا سيعتقد؟ ترى من لم يؤمن بعلو الله ماذا سيعتقد ما الايمان الذي سيكون امامه؟ هذي هذا سؤال والسؤال الثاني ماذا يجني عليه هذا الايمان المختل في اعماله وعبادته هذان السؤالان مهمان في في في هذا الموضع من انكر علو الله سبحانه وتعالى ماذا امامه من عقيدة اذا انكر علوه هذا واحد ثم العقيدة التي يحصلها ما هي جناياتها على اعماله وعباداته وسلوكه مصيبة عظيمة وبلاء وفساد عريظ حصل لاقوام بانكارهم لعلو الله. ولهذا يجب على الانسان ان ينتبه لهذه المسألة وان يعظم هذا الامر وان يعرف ان ايمانه بعلو الله تبارك وتعالى هذا امر في غاية الاهمية في تحقيق الدين عقيدة وسريعة في تحقيق الدين عقيدة وسريعة. لانه اذا لم يؤمن بالعلو اختلت العقيدة واختلت الشريعة كله كلاهما يختل ولا ينتظم امر الدين الا بالايمان بعلو الله سبحانه وتعالى الذي قامت عليه مئات البراهين بل الاف الدلائل في كتاب بالله العزيز وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ودلت عليه العقول السليمة والفطر المستقيمة واجماع المسلمين مرة ثانية اقول من لم يؤمن بعلو الله الى اين سيذهب وما العقيدة التي ستكون امامه الجواب يا اخوان ان من لم يؤمن بعلو الله ليس امامه الا احدى عقيدتين لا ثالث لهما من لم يؤمن بعلو الله ليس امامه الا احدى عقيدتين لا ثالث لهما وكل منهما في غاية الفساد وفي غاية الشناعة وفي غاية الخطورة العقيدة الاولى ان يعتقد والعياذ بالله اذا لم يؤمن بعلو الله ان يعتقد والعياذ بالله ان الله في كل مكان تعالى الله وتقدس عن ذلك وتنزه الرب العظيم عن ذلك في كل مكان تعرفون ما معنى في كل مكان كلمة عربية واظحة في كل مكان يشمل اي في القاذورات وفي النجاسات وفي العفن وفي كل مكان هذا معنى في كل مكان. هل قدر ربه حق قدره؟ من قال ان ربه في كل مكان لا والله ما قدر ربه حق قدره. من من قال ان ربه في كل مكان. كل مكان تشمل كل شيء قدر نجس خسيس قبيح شنيع كل مكان. من يقول ان الله في كل مكان ما قدر ربه حقا قدره سبحانه وتعالى في كل مكان المخلوقات كلها يكون معنى ذلك ان الله فيها لاحظ هنا اذا اعتقد الانسان هذه العقيدة الفاسدة اذا اعتقد هذه العقيدة الفاسدة لما يأتي الى مقام العبادة كيف تكون العبادة عرفنا ان المسلم الذي يؤمن بعلو الله في عبادته وسجوده ودعائه وعموم طاعته متجه الى ماذا متجه قلبه الى العلو لكن اذا قال الله اذا قال ان الله والعياذ بالله في كل مكان وين يكون الاتجاه اي اين يكون الاتجاه؟ ورفع اليدين رفع اليدين هذا رفع مشعر بايمان رافع بعلو الله. فالذي يقول ان الله بكل مكان ما معنى هذا الرفع اذا كان من يدعوه ليس له العلو بزعمه وانما هو في كل مكان فما معنى هذا الرفع وهنا تختل العبادة ولهذا قال العلماء من شؤم العقيدة الفاسدة فساد العمل من شؤم العقيدة الفاسدة فساد العمل يفسد عمل الانسان اذا فسدت عقيدة فسد عمله وهذا من شؤم العقيدة الفاسدة اذا اذا اذا اعتقد ان ربه سبحانه وتعالى بهذا الوصف تعالى الله عن ذلك فان هذا يؤدي به الى انحراف في العقيدة والى انحراف في الاعمال هذا ما هذا مسلك لمن لم يؤمن بعلو الله مسلك اخر وعقيدة اخرى لمن لم يؤمن بالعلو ماذا قالوا ما تؤمنون بالعلو ماذا تقولون في ربكم اين هو ماذا قال والعياذ بالله؟ قالوا الله لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا محايفا له ولا مباينا له هكذا قالوا وليست هذه العقيدة عقيدة قديمة ماتت من زمان لا احد المعاصرين الف كتابا سماه حسن المحاجزة في بيان ان الله لا داخل العالم ولا خارج وقرر هذه العقيدة الفاسدة بكل سوء وبكل والعياذ بالله عندما يقول القائل عن عن الله سبحانه وتعالى لا فوق ولا تحت ولا عن ولا عن يمين العالم ولا عن خارجه ولا الى اخره ماذا هذا ماذا ماذا هذا؟ الان لو قلت لواحد منكم يا اخي الكريم اريد ان تصف لي العدم بصفة بليغة اريد ان تصف لي العدم بصفة بليغة. وقال لي العدم هو الذي لا فوق ولا تحت ولا عن يمين الم ولا عن شماله ولا داخله ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه نقول له لا فظة فيك لا فظ فيك هذي احسن صفة للعدم صفة وافية للعدم هذه الصفة التي من اوفى ما يكون لوصف العدم جعلها اولئك صفة لمن صفة لمن لله سبحانه وتعالى ولهذا قال السلف قديما والمعطل يعبد عدما والمعطل يعبد عدما. الذي يقول ان ربه لا فوق العالم ولا داخل ولا الى اخره هذا ما هو؟ عدم ولهذا احد السلف قال عن هؤلاء نهاية قولهم انه ليس هناك معبود انه ليس هناك معبود ليس هناك معبود يقصد ولا رب يسجد له ويركع اذا قال لا فوق ولا تحت ولا الى اخره ما هناك معبود ولهذا احد السلف لما ذكر احد هؤلاء هذه العقيدة قال له ميز لي بين معبودك وبين العدم ميز لي بين معبودك وبين العدم. يعني اظهر لي فرقانا بين معبودك الذي هذه صفته وبين الادم لان هذه الصفة التي جعلتها صفة لمعبودك هي صفة العدم ماذا يترتب على هذه العقيدة الفاسدة من الناحية العملية ناحية العبادة الذي يعتقد ان ربه لا فوق ولا تحت ولا عن يمين العالم ولا عن شماله ولا داخله ولا خارجه اذا اراد ان يصلي ويسجد ويركع ادعو وقلبه يريد ان يتجه الى رب يذله ويخضع الى اين يتجه ها الى اين يتجه ايظا احد السلف قال عن هؤلاء انهم قوم اضاعوا معبودهم انهم قوم اطاعوا معبودهم وهذا اي والله حق اضاعوا معبودهم لانه اذا قال اذا قال عن عن ربه ان بهذه الصفة اضاع معبوده حماد ابن زيد ضرب مثال يوضح هذا الامر قال مثل هؤلاء مثل رجل مثل هؤلاء مثل رجل. قال في دارنا نخلة عندنا في البيت نخلة. قال في دارنا نخلة. قيل له لها جذع؟ قال لا قيل لها اه اصول في الارض عروق؟ قال لا قيل لها خوص؟ قال لا قيل لها قنوا؟ قال لا كل صفات النخلة ذكرت له وكلها نفاها قالوا له انت مات في داركم نخلة انت ليس في داركم نخلة قال هذا مثل هؤلاء هذا قالوا انا رابا قالوا انا لنا ربا ما صفته؟ قالوا لا فوق ولا تحت ولا داخل عالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا محايفا له ولا مباينا له ولا ولا ولا في بعظ كتبهم تمشي ثلاث صفحات كله نفي ولا يوجد اثبات كله نفي ولا يوجد اثبات وليس بذي طعم وليس بذي ريحة وليس بذي اشياء بعضها صحيح وبعضها باطل والنهاية ما ما هناك معبود ضيعوا معبودهم فلاحظ هنا من لم يؤمن بعلو الله سبحانه وتعالى يفسد عنده العقيدة والعبادة تفسد عنده العقيدة والعبادة. ومن لم يؤمن بعلو له هو احد رجلين. اما رجل يقول ان الله في كل مكان وعرفنا ما في هذا من الفساد. وما يترتب ايه من من من اختلال العمل او رجل يقول الله لا فوق ولا تحت الى اخره وايضا هذا اشنع واوظح في ظياع المعبود وانه ليس هناك اله يقصد ولا رب يركع له ويسجد مثل ما قلت لكم قال بعض السلف بحق هؤلاء هؤلاء قوم اضاعوا معبودهم هؤلاء قوم اضاعوا معبودهم. اذا ما يستقيم العبادة العبادة لا تستقيم ولا تستتم للعبد ولا يمكن ان تتحقق الا ايمان بالعلو ارتباط وثيق بين الايمان بالعلو والعبادة. اذا وجد في القلب ايمان بعلو الله تبارك وتعالى جاء تبعا وجاء مستلزما له ذل وخضوع وانكسار ورجاء ورغب ورهب الى غير ذلك واذا انكر علو الله سبحانه وتعالى فسد كل شيء اذا انكر علو الله سبحانه وتعالى فسد كل شيء واختلت جميع الامور وانتكس الامر رأسا على عقب هذا كله من الامور التي تبين لنا ارتباط العلو بالعبادة وان علو الله سبحانه وتعالى برهان عظيم ودليل بين على وجوب اخلاص الدين له تبارك وتعالى وافراده بالعبادة والبراءة من الشرك ندع هؤلاء والحمد لله على العافية. احمدوا الله على العافية واسألوا الله السلامة. واسألوا الله جل وعلا ان يثبتكم على الحق وعلى السنة وعلى التوحيد الصحيح. ومن فليحمد الله هؤلاء قوم مبتلون مبتلون بهذا الضلال تجد الواحد منهم يدافع عن هذا عن هذا عن هذا الظلال دفاعا والعياذ بالله مستميتا ربما بعض اهل الحق ما يدافعون عن الحق مثل مدافعة اولئك على هذا الضلال اي والله احيانا يستميت والشيطان يؤزه على التصدي لهذا الامر التصدي لهذا الامر وتجد بعض اهل الحق رخوا مع انه يعرف انه صاحب الحق وان دعوة الحق لكن تجده رخوا في انتصاره له فالشاهد الواحد يحمد الله على العافية. ويحمد الله عز وجل ان ان هداه وانار بصيرته وافهمه الحق ورده الى الصواب الذي في كتابه وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام. اما هؤلاء قوم اختل الامر عندهم تماما فظاعت العقيدة وظاعت العبادة ضاعت العقيدة وضاعت العبادة وفسد كل شيء بسبب اختلال هذا الامر الذي هو عدم الايمان بعلو الله سبحانه وتعالى. عدم الايمان بعلو الله. فالايمان بعلو الله قاعدة عظيمة اصل متين اساس من الاسس العظيمة التي يترتب عليها من الاثار المباركة والعوائد الحميدة والمنافع آآ الطيبة على العبد في دينه ودنياه ما لا حصر له ولا حد ما لا حصر له ولا حد ولا اريد ان استرسل في موضوعات ساتحدث عندها لاحقا باثر هذا الايمان في علاج اثر هذا الايمان في علاج انواع الخلل التي تنشأ عند العبد. ارأيت مثلا الكبر عندما يدخل على العبد ايمانه بالعلو يدخل عليه ماذا التواضع والطمأنينة والسكون وهو ويخرج من هذه الاغواء وهذه الامراض وهذه الادواء وسيأتي باذن الله تبارك وتعالى درس مفصل بمن الله عز وجل وتوفيقه وتسهيله عن طريقة الاستشفاء باية الكرسي. وكيف ان هذه الاية المباركة تعالج امراض عديدة جدا قد يبتلى بها الانسان فكيف يستطيع من خلال تدبره وتأمله لهذه الاية المباركة كيف يستطيع ان يسلم من تلك الادواء وتلك الامراظ مزيدا من الدلائل في تقرير هذا الاصل العظيم وهو الترابط الوثيق والتلازم البين بين الايمان بعلو الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبادة له جل وعلا. اقرأ الايات التي في سورة المؤمن سورة غافر في تقرير التوحيد وابطال الشرك ايات عظيمة جدا وجميلة في تقرير هذا المعنى وواضحة المعاني بينت الدلالات ويظهر فيها تماما الترابط الوثيق بين العلو علو الله سبحانه وتعالى وبين تحقيق العبادة له وابطال اتخاذ الانداد يقول الله جل وعلا ذلك بانه ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمن فالحكم لله العلي الكبير ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمن فالحكم لله العلي الكبير هنا ذكر حال المشركين عندما يقرع اسماعهم الدعوة للتوحيد والدعوة الى الاخلاص وافراد الله تبارك وتعالى بالعبادة اذا دعوا الى التوحيد ودعوا الى الاخلاص اشمئزت قلوبهم وانفوا من ذلك وتلقوا هذه الدعوة بالاستكبار والرد. ذلك بانه اذا ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمن يعني ان يدعى الى اتخاذ الانداد معه والشركاء يحصل منكم الايمان فهو ايمان بالكفر وكفر بالايمان هذي حقيقة اه عقيدة هؤلاء لاحظ بما ختمت الاية قال ذلك ذلكم بان ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا وان الحكم لله العلي الكبير العلي الكبير فختم سبحانه وتعالى هذه الاية العظيمة بهذين الاسمين دليلا على ان العلي من مقتضيات الايمان به اخلاص العبادة له تبارك وتعالى وافراده سبحانه وتعالى بالتوحيد قال هو الذي ينزل اه هو الذي ينزل عطني المصحف هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون رفيع الدرجات رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق. لاحظ السياق البديع العجيب في تقرير هذا انا وتابعوا السياق مرة ثانية. ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمن فالحكم لله العلي الكبير هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون رفيع الدرجات ذو العرش. ماذا من مجيء قوله سبحانه وتعالى رفيع الدرجات ذو العرش في هذا السياق المبارك رفيع الدرجات ذو العرش في هذا السياق المبارك سياق تقرير التوحيد وابطال الشرك ان وصف الله جل وعلا بانه سبحانه رفيع الدرجات وانه سبحانه وتعالى ذو العرش اي المجيد الذي استوى هو تبارك وتعالى عليه من مقتضيات ذلك دعاؤه عز وجل مخلصين له الدين دعاؤه سبحانه وتعالى مخلصين له الدين. فاذا حصل الايمان بعلوه ورفعة درجاته وعلوه على عرشه وانه ذو العرش المجيد وتعالى هذا الايمان وهذا التعظيم والاجلال لله تبارك وتعالى القائم بقلب المؤمن من دواعيه ومن مقتضياته ومن مستلزماته ان يخلص العبادة لله فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فهذه جملة من من الايات الكريمة التي تجدها في القرآن تقرر لك هذا المعنى جل ايات القرآن او كثير من ايات القرآن التي يذكر فيها علو الله كلها مرتبطة بالعبادة كلها مرتبطة بالعبادة الا ربما اية او ايتين والا الغالب الاعم وهو جله الا الا اية او ايتين ربما والا كل في في مرتبط بالعبادة وهذا يفيدنا فائدة عظيمة جدا ان ايمان الانسان بعلو الله ورفعة درجاته وانه ذو العرش المستوي على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى يستلزم ويقتضي ذل العبد خضوعه اه انهي الكلام هنا بمقدمة ونص اقرأه عليكم لابن القيم رحمه الله عظيم الفائدة الا وهي عندما تقرأ القرآن الكريم عندما تقرأ القرآن الكريم مبتعدا عن ما ابتلي به بعض الناس من تصورات خاطئة او رواسب قديمة او عقائد ابتلي بها وانما يدخل ويقرأ القرآن قراءة ليأخذ عقيدته من من القرآن. هناك اقوام العقيدة العقيدة موجودة عنده مسبقا. ويقرأ القرآن يريد ان يطوع القرآن للعقيدة التي عنده هذي مصيبة لكن المطلوب ان الانسان يدخل القرآن ليأخذ منه دينه ويأخذ منه عقيدته فاذا قرأ المسلم القرآن اذا قرأ المسلم القرآن ليأخذ منه دينه وعقيدته يجد ان القرآن يبين له في ايات كثيرة جدا ان له ربا عظيما ملكا كريما وانه سبحانه وتعالى عاليا على خلقه مستو على عرشه بائنا منهم سبحانه وتعالى رفيع عليهم فوق مخلوقاته ومن علوه سبحانه وتعالى تنزل الاوامر. منه سبحانه وتعالى تنزل الاوامر وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين. النزول من اعلى القرآن نزل من اعلى من الله سبحانه وتعالى. تكلم به سبحانه وتعالى فوق عرشه ونزل به جبريل تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. اعمال العباد تصعد اليه يصعد الكلم الطيب. الملائكة تعرج اليه فيجد في القرآن ربا كريما عليا على خلقه سبحانه وتعالى مستو على عرشه تصدر منه سبحانه وتعالى اوامره الكونية واوامره الشرعية الدينية نازلة على عباده سبحانه وتعالى واعمال العباد تصعد اليه والملائكة تعرج اليه ودعوات العباد تصعد اليه ويجد في القرآن صفات الرب اه واسمائه الحسنى ويجد في القرآن ايضا ما امر به عبادة من الاوامر وما نهاهم عنه من النواهي وما حققوا لهم سعادتهم في الدنيا والاخرة. هذا الذي يجده في القرآن والان تتابعون معي كلاما جميلا للعلامة ابن القيم في كتابه النافع الفوائد ويكون مسك ختام درس هذا اليوم يقول رحمه الله تأمل خطاب القرآن تأمل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله وله الحمد كله ازمة الامور كلها بيده ومصدرها منه ومردها اليه مستو على عرشه لا تخفى عليه خافية في اقطار مملكته عالما بما بما في نفوس عباده مطلعا على اسرارهم وعلانيتهم منفردا بتدبير مملكته يسمع ويرى ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب ويكرم ويهين ويخلق ويرزق ويميت ويحيي ويقضي ويقدر ويدبر الامور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة اليه لا تتحرك ذرة الا باذنه ولا تسقط ورقة الا بعلمه فتأمل كيف تجده يثني على نفسه ويمجد نفسه ويحمد نفسه ويأمر عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه ويحذرهم مما فيه هلاكهم ويتعرف اليهم باسمائه وصفاته ويتحبب اليهم بنعمائه والائه فيذكرهم بنعمه عليهم ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ويحذرهم من نقمه ويذكرهم بما اعد لهم من الكرامة ان اطاعوه وما اعد لهم من العقوبة ان عصوا ويخبرهم بصنعه في اوليائه واعدائه وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ويثني على اوليائه بصالح اعمالهم واحسن اوصافهم ويذم اعداءه بسيئ اعمالهم وقبيح صفاتهم ويضرب الامثال انوع الادلة والبراهين ويجيب عن شبه اعدائه احسن الاجوبة ويصدق الصادق ويكذب الكاذب ويقول الحق ويهدي السبيل ويدعو الى دار السلام ويذكر اوصافها وحسنها ونعيمها ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها والامها ويذكر عباده فقرهم اليه وشدة احتياجهم اليه من كل وجه وانهم لا غنى لهم عنه طرفة عين ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات وانه الغني بنفسه عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه بنفسه وانه لا ينال احد ذرة من الخير فما فوقها الا بفظله ورحمته ولا ذرة من الشر فما فوقها الا بعدله وحكمته. ويشهد من خطابه عتابه سبحانه وتعالى لاحبابه الطف عتاب. وان انه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيموا اعذارهم ومصلح فاسدهم دافعوا عنهم والمحامي عنهم والناصر لهم والكفيل بمصالحهم والمنجي لهم من كل كرب والمولى والموفي لهم بوعده وانه وليهم الذي لا ولي لهم سواه فهو مولاهم الحق ونصيرهم على عدوهم فنعم المولى ونعم النصير فاذا شهدت القلوب من القرآن انظروا الخلاصة لما سبق فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه كيف لا تحبه كيف لا تحبه وتأنس في القرب منه وتنفق انفاسها في التودد اليه ويكون احب اليها من كل ما سواه ورضاه ورضاه واثر عندها من رضا كل ما سواه وكيف لا تلهج بذكره ويصير حبه والشوق اليه والانس به هو غذاؤها وقوتها ودواؤها بحيث ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها. هذي خلاصة عجيبة وجميلة جدا وينبغي على على المسلم ان يعيد قراءة هذا النص في كتاب الفوائد ابن القيم مرات وكرات ثم على ضوء ذلك لكي يقرأ القرآن حتى يستشعر هذه المعاني الجليلة وهذه الاوصاف الحميدة والكمالات الرائعة التي ينبغي ان ان تكون هم قارئ القرآن والا يكون همه متى اختم السورة او متى اختم الاية وانما يكون همه متى اعقل عن الله الخطاب متى اعقل عن الله الخطاب؟ متى احقق هذه المعاني وهذه الاوصاف الجليلة الجميلة التي اشتمل عليها كتاب الله عز وجل. وبهذا ينتهي ما يتعلق بدلالة هذا الاسم العلي على وجوب افراد الله تبارك وتعالى بالتوحيد واخلاصه واخلاص العبادة له جل وعلا وان لنتوسل اليه بهذا الاسم العظيم وبكل اسم هو له تبارك وتعالى بجميع اسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يوفقنا الخالص وان يعيذنا من الشرك وان يعيننا على اخلاص الدين له وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه وان يغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ونسأله جل لو على باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعز الاسلام والمسلمين. اللهم عز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ اعوذ بك اللهم من شرورهم يا ذا الجلال والاكرام. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبيه محمد واله وصحبه اجمعين هذا يقول ما هو الرد على من يقولون ان الله في كل مكان وما هي المعية وما اقسامها؟ وما معنى وهو معكم اينما كنتم آآ الرد على اه قول من يقول ان الله في كل مكان ان نقول ان هذه عقيدة فاسدة مناقضة للقرآن ومناقضة للسنة ومناقضة للعقل ومناقضة للفطرة ومناقضة لاجماع المسلمين اما مخالفة هذه العقيدة للقرآن فالقرآن فيه مئات الايات الدالة على علو الله تبارك وتعالى قد سبق ان مر معنا جملة منها واما مخالفته للسنة فالسنة الادلة فيها على علو الله لا حصر لها ولا ولا عد والدلائل من من السنة على الايمان بعلو الله واثبات علو الله تبارك وتعالى لا حصر لها واما دلالة العقل على العلو فالعقل السليم يدل على علو الله والعلما قرروا ذلك من وجوه كثيرة جدا في في في دلالة العقل على الايمان بالعلو وان العقل السليم هو اللي هو الذي يقتضي ذلك يقتضي الايمان بالعلو وان غير ذلك من العقائد متنافية تمام المنافاة مع ما يقتضيه العقل السليم ودلالة الفطرة لو خلي الانسان فطرته دون ان يعبث بها اصحاب الظنون والاوهام الفاسدة يهتدي بالفطرة الى اه الاقرار بعلو الله تبارك وتعالى. والسلف اجمعوا واهل العلم اجمعوا على الايمان بعلو الله عز وجل ثم من يقول ان الله في في كل مكان مصيبته انه يتمسك بالمتشابه ويدع المحكم والمحكم ليس اية ولا ايتين الاف مئات الايات ومئات الاحاديث المقررة للعلوم كل ذلك يتركه ثم يتمسك بامر متشابه فمثلا يقول قول الله تعالى وهو معكم يتمسك بهذه الاية وهو معكم ويدع ماذا مئات الادلة المقررة لعلو الله سبحانه وتعالى ومصيبة انه لم يفهم هذه الاية وانما اشتبه عليها معناها اشتبه عليه معناها ففهم منها معنى فاسدا والا كما قال السلف قديما لو قرأ الاية بتمامها لما قال هذه المقولة لكنه اجتزأ هذا الجزء من الاية وجرده عن ما قبله وما بعده واستدل به على عقيدة صادم بها نصوص القرآن والسنة تأمل السياق الذي وردت فيه هذه الاية في سورة الحديد قال الله جل وعلا هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش اين الله مستو على العرش هذا مقرر في اول الاية ثم استوى على العرش يعلم ما يجي في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم واللهم تعملون بصير اول الاية قرر انه سبحانه وتعالى استوى على العرش استوى يليق بجلاله. ثم انتقل السياق للكلام على ماذا على العلم يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله ما تعملون بصير ومع تفيد مطلق المصاحبة وهي في كل موضع بحسبه ولا يمكن ان تفهم الا من خلال السياق الذي وردت فيه. فهنا ماذا تفهم اذا قرأت السياق بتمامه بسباقه ولحاقه ماذا تفهم من قوله وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه وهذا باجماع السلف وهذا هو الذي تدل عليه الاية لكن لو جاء شخص وانتزع وهو معكم اينما كنتم وجرد عن ما قبله وما بعده ثم قال هذا دليل على ان الله موجود في كل مكان يقال له انت مبطل رد الاية في مكانها واقرأ القرآن قراءة صحيحة حتى تظهر لك العقيدة. الاية نفسها يستدل بجزء منها اولها في تقرير استواء الله سبحانه وتعالى على العرش. ايضا الاية التي في سورة المجادلة ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا اه ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. الا هو معهم اينما كانوا جاء في سياق يقرر فيه ماذا رب العالمين شمول علمه واحاطة علمه وسعة علمه سبحانه وتعالى فالمراد الا هو معهم اينما كانوا اي اي بعلمه ايليق بانسان آآ ان يأتي الى الى هذا الجزء من الاية ويخرجه من الاية ثم يصادم به مئات الايات في القرآن المقررة للعلو اخرون ايظا يأتون الى قوله سبحانه وتعالى وهو الذي في السماء لا وفي الارظ اله. يقول هذي دليل على ان الله في كل موجود في كل مكان فيتبع المتشابه ويصادم اه مئات الايات التي تقرر العلو في كتاب الله وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام على انه ايضا لم يفهم قوله وهو الذي في السماء لا هو في الارض لاه لانه يقال له ما معنى الاله؟ قبل ان تستدل ما معنى الاله في اللغة الاله المعبود اذا فهمت الاله ما معناه فهمت الاية ووالذي في السماء لاه وفي الارض اله اي معبود في السماء ومعبود في الارض في السماء تعبده الملائكة وفي الارظ يعبده من من يشاء من عباده سبحانه هذا معنى الاية فيأتي ويفهم الاية فهما خاطئا ويصادم بهذه الاية مئات الايات بل الالاف الاف النصوص في الكتاب والسنة المقررة لعلو الله سبحانه وتعالى يقول انا طالب علم كثير السؤال وكثير الملازمة للمشايخ ولكن هناك مشكلة وهي انني عندما انقل كلام المشايخ للطلاب وغيرهم اما معنى او اشارة ازيد فيه وتارة انقص منه وتارة اقول كلام العالم دون حاجة انما ان تصل لكلام ونفسي فماذا اعمل هذا من ظعف من ضعفك في في علمك ومن ضعفك ايظا في باب الاخلاص المقام يقتضي ان يكون الانسان منتصرا للحق ليس منتصرا لنفسه واذا تجرد الانسان من الاهواء ونحو ذلك تجرد للحق ولم يتقول على اهل العلم لا بزيادة ولا بنقص لكن اذا كان الانسان ظعف جانب الاخلاص عنده واصبح منتصرا لامر يريده تجده يقوي الاخرين ما لم يقولوا او يزيدوا في كلامهم او ينقص او يأخذ من كلامه ما ما ينصره ويدع ما سوى ذلك او يبتر الكلام او نحو ذلك من المسالك التي هي من نقص الاخلاص فالواجب على طالب العلم ان يعود نفسه على الاحسان في في العلم وفي مسائل العلم ويحسن نيته مع الله سبحانه وتعالى وقصده وان يكون مراده في طلبه للعلم وجه الله سبحانه وتعالى لا ليباهي به العلماء ولا لاجاري به السفهاء كما جاء النهي عن ذلك في السنة وانما للابتغاء وجه الله وطلب مرضاته ولو تأملت المسألة هنا على ضوء ما ذكرت لك لوجدت انك لا تنال رضا الله سبحانه وتعالى بالزيادة في وتخويل العلماء ما لم يقولوا او ببتر الكلام او بتحريفه او صار للنفس كيفما اتفق هذا امر لا يرظي الله والله عز وجل يطلب يطلب رضاه بما يحبه سبحانه وتعالى ويرضاه من صحيح الاقوال وسديد الاعمال اسأل الله ان يهدينا واياك والجميع لما يحب ويرضى يقول اشتركت في جمعية اهلية مدتها خمس سنوات ادفع شهريا خمس مئة ريال على ان اعطى بعد سنتين ثلاثين الف هل يجب علي الزكاة في المال الموجود لديهم الذي قمت بدفعه قبل ان استلم المبلغ اه المال الذي اولا الجمعية هذي محل خلاف بين اهل العلم ومن العلماء من يرخص فيها ووهي في الجملة يعني اه ان قيل بانها لا يعني مرخص فيها هو دين في ذمة الانسان وينبغي على الانسان ان لا يصير الى الدين الا في ظرورة ملحة تقتضي ذلك لان الناس الان في باب الدين توسعوا جدا واصبحوا حتى في الكماليات يتسارعون الى الدين وحملت الكواهل بامور لا طاقة بها. وقد جاء في الحديث الصحيح في المسند ان النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة رضي الله عنهم لا تخيفوا انفسكم بعد امنها لا تخيفوا انفسكم بعد امنها. قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين قال الدين فالانسان ما يلجأ الى هذه الامور الا اذا كان هناك يعني ظرورة تقتضي ذلك الجمعية هذي محل خلاف بين اهل العلم ولكن المال الذي عندهم هو في حكم المال الذي حفظته لنفسك فاذا حال عليه الحول اه تزكيه لانه عند عند ملي ومحفوظ لك كانك اه حفظته لنفسك واودعته في مكان لنفسك حافظا له فاذا حال عليه الحول فانه تجب فيه الزكاة يقول هل الشياطين يسترقون السمع الان؟ ام تحرقهم الشهب كانوا قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام يحصل منهم ذلك بكثرة ولكن بعد بعثته عليه الصلاة والسلام قل اه هذا جدا وكثر رصد السماء بالشهب الحارقة لهؤلاء قد يكون ما يسترقونه قليل جدا. وقد جاء في الحديث الذي سبق الاشارة اليه انه ربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما القاها قبل ان يدركه الشهاب يلقيها الشيطان في اذن الكاهن في كذب معها مئة كذبة الى اخر الحديث لعلي اعطي الاخوان قاعدة ما يكتب بالقلم الرصاص آآ لن يقرأ انه ضعيف جدا يقول ورد في الحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ما المقصود بالظل وهل يثبت لله سبحانه وتعالى ام لا آآ نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يظلنا جميعا بظله يوم لا ظل الا ظله